عبد الكريم الكرمي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عبد الكريم الكرمي

معلومات شخصية
الكنية أبو سلمى
اللقب زيتونة فلسطين
الجوائز
جائزة لوتس الدولية للأدب (1978)
وسام الثورة الفلسطينية (1980)
وسام القدس للثقافة والآداب والفنون (1990)
وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني (2015)
بوابة الأدب

عبد الكريم الكرمي (190911 أكتوبر 1980)، وكنيته أبو سلمى، ولقبه زيتونة فلسطين،[1] هو شاعر وأديب وكاتب وسياسي فلسطيني، ولد في مدينة طولكرم الفلسطينية، يعد أحد أبرز الشعراء العرب،[2] ويعتبر من الشعراء الأبرز انتشارًا على المستوى العالمي والعربي والفلسطيني،[3] وهو صاحب مكانة بارزة في الأدب العربي شعرًا ونثرًا،[4] وأحد أعلام الأدب العربي المعاصر،[4] وعضو المجلس الوطني الفلسطيني،[5] ورئيس قسم الإعلام في منظمة التحرير الفلسطينية،[6] ورئيس الاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين،[7] ومن مؤسسي الاتحاد.[8]

نشأته وحياته

ولد عبد الكريم سعيد علي منصور الكرمي في مدينة طولكرم الفلسطينية صيف عام 1909، تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس مدينته طولكرم، والثانوي في مدرسة السلط الثانوية لسنة واحدة، وأنهى الثانوية العامة في مدرسة عنبر بدمشق عام 1927، ثم عاد إلى مدينته طولكرم في ذات العام، والتحق بمعهد الحقوق الفلسطيني، حيث تخرج وعمل في حقلي التدريس والمحاماة.[9]

في عام 1936 أقالته السّلطات البريطانية من التدريس، فقد نظم قصيدة نشرتها مجلة الرسالة القاهرية بعنوان (يا فلسطين) هاجم فيها السلطات البريطانية لعزمها على إنشاء قصر للمندوب السامي البريطاني على جبل المكبّر، فاستدعاه مدير التعليم البريطاني (مستر فرل)، وأبلغه قراره بفصله من العمل. بعد أن فقد أبو سلمى وظيفته التعليمية بالقدس، ضمّه صديقه إبراهيم طوقان إلى دار الإذاعة الفلسطينية، واستمرّ يعمل في جهازها الإعلامي إلى أن استقال من عمله.

عمل الكرمي في مهنة المحاماة، حيث افتتح مكتباً له عام 1943، وبدأ عمله بالدفاع عن المناضلين العرب المتهمين في قضايا الثورة الفلسطينية. وأصبح في فترة قصيرة محامياً مرموقاً في فلسطين، وظل يعمل في حقل المحاماة حتى عام 1948، حيث توجه إلى دمشق وزاول هناك مهنة المحاماة والتدريس، ثم عمل بوزارة الإعلام السورية وأسهم في العديد من المؤتمرات العربية والآسيوية والإفريقية والعالمية.

شارك الكرمي في المؤتمر العربي الفلسطيني الأول الذي عقد في القدس بتاريخ 28 مايو 1964، والذي أعلن فيه قيام منظمة التحرير الفلسطينية، وأصبح الكرمي عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني بمنظمة التحرير الفلسطينية خلال الدورة الأولى للمجلس،[5] كما شارك في كل المجالس الوطنية المتعاقبة حتى رحيله.

عُيّن الكرمي مسؤولاً عن التضامن الآسيوي الأفريقي في منظمة التحرير الفلسطينية، بعد مشاركته موفداً عن المنظمة في أعمال المؤتمر التأسيسي لمنظمة التضامن الآسيوي الأفريقي الذي عقد بالقاهرة عام 1965، كما شارك في مؤتمرات عديدة أهمها مؤتمر مجلس السلم العالمي، ومؤتمر اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، وغيرها.

في 1 ديسمبر 1978، أقامت منظمة التحرير الفلسطينية احتفالاً له في بيروت بحضور قادة المنظمة وشعراء من عدد من الدول العربية بمناسبة تسلّمه جائزة لوتس للأدب.

انتخب عبد الكريم الكرمي رئيسًا للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين خلال المؤتمر الثالث للاتحاد في أبريل 1980،[7] ويعد الاتحاد أحد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.[7]

حياته الشخصية

عاش عبد الكريم الكرمي في أسرة اشتهرت بالعلم، فوالده هو العالم الوزير سعيد الكرمي، وأخوته هم: السياسي عبد الغني الكرمي، والأديب أحمد شاكر الكرمي، والعالم اللغوي حسن الكرمي، والأديب محمود الكرمي. أما جده فهو الشيخ علي منصور الكرمي.[10]

رغم أن أبا سلمى قد تزوج ورزق بوحيده سعيد، إلا أنه لم ينجب سلمى أبدًا، وبذلك بقي هذا الاسم مجرد لقب شعري رافقه طيلة رحلته الشعرية منذ أن كان على مقاعد الدراسة وحتى صار اسمه الأشهر.[11]

دواوينه الشعرية

  • ديوان «المشرد»، عام 1953.
  • ديوان «أغنيات بلادي»، عام 1959.
  • ديوان «أغاني الأطفال»، عام 1964.
  • ديوان «من فلسطين ريشتي»، عام 1971.
  • ديوان «الأعمال الكاملة»، عام 1978.
عبد الكريم الكرمي.

مؤلفاته النثرية

لقبه

يُعرف أبي سلمى بلقبه البارز «زيتونة فلسطين»، كما يلقب بمجموعة أخرى من الألقاب، منها: «شاعر فلسطين» و«سنديانة الشعر الفلسطيني».[13]

أوسمة وجوائز

نال عبد الكريم الكرمي مجموعة من الأوسمة والجوائز، كان من أبرزها:

وفاته

أصيب عبد الكريم الكرمي بوعكة صحية خلال تواجده في العاصمة الروسية موسكو حيث كان فيها للمشاركة بإحدى مؤتمرات منظمة التضامن،[29] ونقل على إثرها إلى المستشفى هناك، وأجريت له عملية جراحية،[30] لكن حالته الصحية تدهورت، وقد بذل الأطباء الروس بما فيهم ابنه الطبيب سعيد أقصى جهودهم لإنقاذ حياته، وبعد أن يَئِسوا من شفائه جرى نقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية،[31] وبعد سبعة أيام هناك من محاولات إنقاذ حياته توفي،[32] وذلك بتاريخ 11 أكتوبر 1980 في مستشفى جامعة جورج واشنطن في العاصمة واشنطن،[33] إثر إصابته بإنتان الدم الحاد،[33] و دُفِن في مقبرة الشهداء في دمشق بجنازة رسمية وشعبية كبيرة.[34]

قالوا عنه

عبد الكريم الكرمي وياسر عرفات في إحدى المناسبات.
  • قال محمود درويش عن أبي سلمى: «أنت الجذع الذي نبتت عليه قصائدنا».[35]
  • خلال احتفال تكريمي كبير له في بيروت، في 1 ديسمبر 1978، بمناسبة فوزه بجائزة لوتس،[36] قال ياسر عرفات وهو يعانق أبا سلمى: «أخي وأستاذي ومعلمي أبو سلمى، يوم تكريمك هذا إنما هو تكريم لفلسطين من خلالك، فلسطين الخندق الأمامي للأمة العربية».[37]
  • قال رئيس جمهورية أنغولا أغوستينيو نيتو خلال تسلميه جائزة لوتس للكرمي: «الشاعر الفلسطيني أبو سلمى قد عاش من أجل قضية شعبه ووطنه، وكرّس شعره صوتًا صافيًا ومخلصًا لقضايا وطنه المعذب فلسطين. وأنا أقول في النهاية، إنه رغم التزامه بقضيته، إلا أنه لم ينس المرأة، فأحبها وتغزّل بها، وكتب الكثير من القصائد في وصفها، حتى إنه لقب باسم إحداهن».[15]
  • في 11 أكتوبر 2021، حيث الذكرى الـ41 عامًا على رحيله، أصدر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين بيانًا جاء فيه: «ليس للعبارات مهما تزخرفت، أن تنقش نبضات تعرشت على جدران الشوق إليه، وهو الشاعر، والثائر، والبديع عالي المقام، في وطن لا يزال يشرب من نهر شعره معاني الصمود والصبر والبقاء، فأبو سلمى لم يكن عابر حياة، ولا قاطع زمن، ولا سهمًا خاطفًا ينساه البصر، بل كان جيلًا مقيمًا، وجبلًا أشمّاً، ومدارًا لا ينقطع في مجرة المخلصين، ولئن كثرت سنوات الفراق، وابتعدت أرقام السنين عن عيشه البديع، يبقى الثابت يقينًا في سجل الفاعلين، ومليك احترام من عرفوه، وتعلموا منه، ووصلت إليهم أنواره في لجة الظلمة المدلهمة».[38][39]
  • في 11 أكتوبر 2022، في ذكرى رحيله الـ42، استذكر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين الكرمي في بيان صدر عنه بهذا الخصوص جاء فيه: «يا أبا سلمى، والبلاد تشتاق إليك، نرد إليها اليوم قصائدك قناديل تشغل العتمة انزياحًا لفضاء أوسع نعيشه. تمر سنوات رحيلك ولن يغرينا النسيان بغفوة لتجاهلك، وكيف يكون، وأنت الجذع الجسر، والأساس الحصين، ونحن على ما تركت لنا من كلمة وعبارة ولغة، نواصل دربك، ونتشفع فيك لكل صاحب رسالة يكتب عن حلمك وأمنياتك، وصوتك لا يزال يغزل لنا درعنا الأقوى في قلعة شموخك».[1][40][41]

من قصائده

قصيدة «لهب القصيد»، عام 1936
انشر على لهب القصيدِشكوى العبيد إلى العبيدِ
شكوى يرددها الزمانغدًا إلى الأبد الأبيدِ
واعطف على بغدادواندب عرش هارون الرشيدِ
إيهٍ ملوك العربلا كنتم ملوكًا في الوجودِ
هل تشهدون محاكم التفتيشفي العصر الجديدِ
قوموا اسمعوا من كلِناحيةٍ يصيح دم الشهيدِ
قوموا انظروا القسّاميُشرق نوره فوق الصرودِ
يوحي إلى الدنياومن فيها بأسرار الخلودِ
قوموا انظروا فرحانفوق جبينه أثر السجودِ
يمشي إلى حبل الشهادةصائمًا مشي الأسودِ
سبعون عامًا في سبيلالله والحق التليدِ
خجل الشباب من المشيببل السنون من العقودِ
قوموا انظروا الأهلينبين الوعد ضاعوا والوعيدِ
ما بين ملقىً في السجونوبين منفي شريدِ
قوموا انظروا الوطن الذبيحمن الوريد إلى الوريدِ
تتزاحم الأجيال داميةالخُطى حول اللحودِ
إيهٍ شعوب العربأنتم مبعث الأمل الوحيدِ
سيروا على الترب المخضبوالثموا أثر الجدودِ
حرية الإنسان بالدمتشترى لا بالوعودِ
يا من يعزون الحمىثوروا على الظلم المبيدِ
بل حرروه من الملوكوحرروه من العبيدِ


قصيدة «المشرد»
يا أخي أنت معي في كل دربِفاحمل الجرح وسر جنباً لجنبِ
قد مَشَيناها خطىً داميةٌأنبتت فوق الثرى أَنضَر عُشبِ
نحن إن لم نحترق كيف السنايملأ الدنيا ويهدي كل ركبِ؟
والدمُ الحرُّ الذي وحدناخلد التاريخ في أروعِ كتبِ
سر معي في طرقِ العمر وقلأين من يحمي الحمى أو من يلبي؟
فهنا الأيتام في أدمعهموهنا تهوي العذارى مثل شُهبِ
وشيوخ حملوا أعوامهممثقلاتٍ بشظايا كلّ خطبِ
هم ضحايا الظلم هل تعرفهم؟إنهم أهلي على الدهرِ وصحبي
يا رفاقَ الدهرِ! هل شرّدكمفي الورى غدرُ عدوٍ أم محبِ
زعماءُ دنّسوا تاريخَكُموملوك شردوكم دون ذنبِ
وجيوش غفر الله لهاسلمت أوطانكم من غير حربِ
دول تحسبها شرقيةوإذا أمعنتَ فالحاكم غربي
يوم هزت للوغى راياتهاحكمت فيه على تشريد شعبِ
يا فِلسطينُ وكيف المُلتقى!هل أرى بعدَ النَّوى أقدسَ تُربِ؟
عبقُ السؤدد في ذراتهوأناشيدُ الهوى في كل شعبِ
وأرى قلبي على شاطِئهاناشِراً أحلامَهُ العذراءَ قُرْبي
وَأرى السمراءَ تَلْهو بالهوىتهبُ النورَ لِعينَيْ كُلِ صَبِّ
أيها الباكي وهل يُجدي البُكابعدما أصبحتَ في كلِ مَهبِ
كفكِفِ الدَّمعَ وسِر في أُفقٍحافلٍ بالأملِ الضَّاحكِ رَحبِ
نَنثرُ الأنجمَ في مَوكِبهِمَوكبُ الحريةِ الحمراء يُصبي
يا أخي ما ضاع منا وطنٌخالدٌ نحملهُ في كل قلبِ


قصيدة «سنعود»
خلعت على ملاعبها شبابيوأحلامي على خضر الروابي
ولي في كل منعطفٍ لقاءٌمُوشى بالسلام وبالعِتابِ
وما روت المروج سوى غنائيوما روى الكرومَ سوى شرابي
سلي الأفقَ المعطرَ عن جناحيشذاً وصباً يرفُ على السحابِ
ولي في غوطتيك هوى قديمٌتغلغل في أماني العذابِ
وفي "برداكِ" تاريخ اللياليكأني كنت أقرأ في كتابي
درجت على ثراك وملء نفسيعبير الخالدين من الترابِ
ألملم من دروبكِ كل نجمٍوأنثره أضيء به رحابي
وعدت إلى حِماك خَيال شعبٍيطوفُ على الطلولِ وفي الشعابِ
أتنكرني دمشق؟ وكان عهديبها أن لا تلوح بالسرابِ
أتنكرني؟ وفي قلبي سناهاوأعرافُ العروبة في إهابي
أمالي في ظلال الديار حبٍشفيعُ صبابتي عند الحسابِ
فلسطين الحبيبة كيف أغفووفي عيني أطيافُ العذابِ
أطهر باسمك الدنيا ولو لميبرح بي الهوى لكتمت ما بي
تمر قوافل الأيام ترويمؤامرة الأعادي والصحابِ
فلسطين الحبيبة كيف أحيابعيداً عن سهولك والهضابِ
تناديني السفوح مخضباتٍوفي الآفاق آثار الخضابِ
تناديني الشواطىء باكياتٍوفي سمع الزمان صدى انتحابِ
تناديني الجداول شارداتٍتسير غريبةً دون اغترابِ
تناديني مدائنك اليتامىتناديني قراك مع القبابِ
ويسألني الرفاق ألا لقاءٌوهل من عودة بعد الغيابِ
أجل! سنقبل التربَ المُندىوفوق شِفاهنا حُمرُ الرغِابِ
غداً سنعود والأجيال تصغيإلى وقع الخطى عند الإيابِ
نعود مع العواصف داوياتٍمع البرقِ المقدسِ والشهابِ
مع الأمل المجنح والأغانيمع النسرِ المحلق والعقابِ
مع الفجر الضحوك على الصحارينعود مع الصباح على العُبابِ
مع الرايات دامية الحواشيعلى وهج الأسنة والحرابِ
ونحن الثائرين بكل أرضٍسنصهر باللظى نِيرَ الرقابِ
تذيبُ القلبَ رنةُ كل قيدٍويجرح في الجوانحِ كل نابِ
أجل! ستعود آلاف الضـحاياضحايا الظلم تفتحُ كل بابِ


قصيدة «أحببتك أكثر»
كُلمَا حَاربتُ مِن أَجلِكِ أَحبَبتُكِ أَكثَر
أَيُّ تُربٍ غَيرَ هذا التُّربِ مِن مِسكٍ وَعَنبر
أَيُّ أُفقٍ غَيرَ هذا الأُفقِ في الدُّنيا مُعَطر
كُلما دافعتُ عن أَرضِكِ عُودُ العُمرِ يَخضَر
وجناحي يا فِلَسطينُ على القِمةِ يُنشَر
يا فِلسطينيةَ الاسمِ الذي يُوحِي وَيَسحَر
تَشهَدُ السُّمرَةُ في خَدَّيكِ أنَّ الحُسنَ أَسمَر
لم أَزل أَقرَأُ في عَينيكِ أُنشودةَ عَبقَر
وعلى شَطَّيهِمَا أَمواجُ عكا تَتَكَسَّر
مِن بَقايا دَمعِنا هل شَجرُ الليمونِ أَزهَر
والحَواكِيرُ بَكت مِن بَعدِنا والرَّوضُ أَقفَر
وكُرومُ العِنبِ الخَمرِيِّ شَقَّت أَلفَ مِئزَر
لم تَعُد تَعتنِقُ السَّفحَ عَصافِيرُ الصَّنَوبَر
ونُجومُ الليل ما عادت على الكرمِلِ تَسهَر
يا فِلَسطينُ انظُرِي شَعبَكِ في أَروَعِ مَنظَر
بِلَظَى الثورةِ والتشريدِ للعالَمِ يَثأَر
لم يُحَرَّر وَطنٌ إِلا إِذا الشَّعـبُ تَحَرَّر
كُلُّ إِنسانٍ لهُ دارٌ وأَحـلامٌ وَمِزهَر
وأنا الحامِلُ تاريخَ بِلادي أَتَعَثَّر
وعلى كُلِّ طَريقٍ لم أَزل أَشعَث أَغبَر
كُلما رَفَّ عَلَيَّ اسمُكِ كانَ الحَرفُ أَشعَر
وحُروفي تَزرعُ الأشواقَ فِي كُلِّ مُعَسكَر
وحُروفي شُعَلٌ في كُلِّ صحراءَ ومَهجَر
يا فلسطين ولا أغلى ولا أحلى وأطهر
كُلما حَاربتُ مِن أَجلِكِ أَحبَبتُكِ أَكثَر


قصيدة «داري»
هل تسألين النجم عن داريوأين أحبابي وسماري
داري التي أغفت على ربوةٍحالمة بالمجد والغارِ
تفتح الزهر على خدهافعطرت أيام آذارِ
الشمس لا تضحك إلا لهاتهدي إليها وشي أستارِ
ضحية الحسن وكم فتنةتجني على حسناء مِعطارِ
جار عليها مدعٍ بالهوىجور عدوٍ في الحمى ضارِ
والشعب كم من حاكمٍ باسمهِيظلمه ظلم سنمارِ
في عينه دمعة باكٍوفي راحته سكين جزارِ


قصيدة «بعد الفراق»
لا تَسلني فلن أُطيقَ جَواباكيفَ أبكي الديارَ والأحباب
كُلما لاحَ مِن فلسطينَ برقٌخفقَ القلبُ في القصيدِ وذابا
وإذا ما سَألتِ عنا انتسبناوأبينا إلا إليكِ انتسابا
ما بُعُدنا عن طيبِ أرضكِإلا زادنا البعدُ من ثراكِ اقترابا
يا فلسطينُ لا تراعي فإنالم نزل في الدنى نخوضُ العُبابا
معَنا في نضالنا كُلُ شعبٍعربي يَرى الحياةَ غِلابا
ينجَلي الظلمُ والظلامُ إذا ماالتهبَ الشعبُ في النضالِ التِهابا
ويطلُ الفجرُ الحبيبُ ضحوكًاويضيءُ الدروبَ والألبابا
هذهِ دارُنا جَبلنا ثَراهابالدمِ الحرِ فاستحالَ مَلابا
وسَرى حُبها معَ الدمِ نارًاوبَذلنا لها النفوسَ احتِسابا
ونَشأنا على يَديها كِرامًاوقَرأنا على سَناها الكِتابا
نحنُ مَن عطرَ الميادينَ أمجادًاوأَعيَا المُستعمِرينَ طَِلابا


قصيدة «من فلسطين ريشتي وبياني»، عام 1968
مِن فلسطين ريشتي وبَيانيفعَلى الخُلدِ والهوىَ يَدرُجانِ
مِن فلسطين ريشتي ومِن الرملةِ واللِد صُغتُ حُمرَ الأغاني
مِن شذا برتقال يافا قوافيهاومن سهل طولكرم المعاني
أيها الحاملون ألوية العار!تخلوا عن حومة الميدان
سلموا الشـعب أمره واستريحوايا حماة الأصنام والأوثان
كل جيش يكون حربًا على الشعبذليلٌ إذا التقى الجمعان
عاصفٌ بين أهلهِ ونسيمٌ للمغيرينشأن كل جبان
يومَ هَبَّت على حدودكم النارُجثوتم أمام كل دخان
يأنفُ التُرب أن تمروا عليهوتصابُ الرمالُ بالغثيان
كُلَّ يوم تجددون الشعاراتفرارًا من أزمةِ الوجدان
بعد حربِ التحـرير قد أصبح اليومشعارًا إزالةُ العدوان
أيها الأهل في القطاع وفي الضفةلو تُنطق الدموعُ لساني
نحنُ أسـرى وأنتمُ أنتمُ الأحرارُخلفَ السُجون والقُضبان


وصلات خارجية

انظر أيضًا

المراجع


  1. ^ أ ب "42 عامًا على رحيل "زيتونة فلسطين".. عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" غادر تاركًا أشعاره في الدرج". قناة الجزيرة مباشر. 11 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-11.
  2. ^ "أدونيس في "دفاتر مهيار الدمشقي".. ملك يرثي مملكته". العربي الجديد. 31 مارس 2021. مؤرشف من الأصل في 2021-10-27. اطلع عليه بتاريخ 2021-10-27.
  3. ^ "شعر النكبة الفلسطيني قبل 60 عامًا". صحيفة الخليج. 16 مايو 2008. مؤرشف من الأصل في 2022-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-15.
  4. ^ أ ب جرار، حسني أدهم (4 أغسطس 2007). "عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى) (1909–1980م)". رابطة أدباء الشام. مؤرشف من الأصل في 2022-06-16. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-16.
  5. ^ أ ب أعضاء المؤتمر الأول للمجلس الوطني الفلسطيني نسخة محفوظة 26 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ بلدية طولكرم تنعى الشاعر عبد الكريم الكرمي أبو سلمى (14 أكتوبر 1980) نسخة محفوظة 27 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ أ ب ت الاتحادات والتنظيمات الشعبية - منظمة التحرير الفلسطينية نسخة محفوظة 26 يوليو 2020 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ "شكر.. وتقدير.. وعهد." الوكالة الوطنية للإعلام. 9 يونيو 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2022-06-15.
  9. ^ صوت العروبة نسخة محفوظة 05 ديسمبر 2008 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ "عائلة فلسطينية مثقفة: سعيد بن علي بن منصور الكرمي". رأي اليوم. 12 ديسمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2021-05-09.
  11. ^ أبو سلمى.. جذع الشعر الفلسطيني نسخة محفوظة 22 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ الكريم، الكرمي، ابو سلمى عبد (1980). كفاح عرب فلسطين. [الاسوار]،. مؤرشف من الأصل في 2024-01-01.
  13. ^ القدس في الشعر الفلسطيني نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أبو سلمى نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ أ ب مصباح، منيرة، في سفر الكلمات: شموع فلسطينية ودراسات أخرى، 2008، ص89. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ عبد الكريم الكرمي.. المسرد الزمني نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ "عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"". وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2021-01-19. اطلع عليه بتاريخ 2021-01-19.
  18. ^ عبد الكريم الكرمي نسخة محفوظة 16 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ شلحت، أنطوان، أبو سلمى.. الرمز والقصيدة، 1982، ص97. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ المصير الديمقراطي، 1980، ص 59. نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  21. ^ عبد الكريم الكرمي في سطور نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ شاهين، أحمد عمر، موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين، 1992، ص282.
  23. ^ الرئاسة الفلسطينية تقلد الشاعر أبي سلمى بوسام الثقافة والعلوم والفنون بمستوى الإبداع نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ أ ب وسام الثقافة والعلوم والفنون بدرجة الإبداع للشاعر الراحل عبد الكريم الكرمي أبو سلمى نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ الرئيس محمود عباس يمنح الشاعر عبد الكريم الكرمي وسام الثقافة والعلوم والفنون بمستوى الإبداع نسخة محفوظة 3 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمنح الشاعر عبد الكريم الكرمي وسام الثقافة والعلوم والفنون نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ افتتاح الملتقى الثقافي الفلسطيني الثامن نسخة محفوظة 3 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ عائلة الكرمي تُقدم الشكر للرئيس محمود عباس على تكريم الشاعر أبو سلمى بوسام الثقافة والعلوم والفنون نسخة محفوظة 29 أغسطس 2016 على موقع واي باك مشين.
  29. ^ "عبد الكريم الكرمي.. رحلات فلسطينية". paljourneys. مؤرشف من الأصل في 2020-10-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  30. ^ "عبد الكريم الكرمي". الموسوعة الفلسطينية. مؤرشف من الأصل في 2020-10-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  31. ^ "أبو سلمى: زيتونة فلسطين". الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين. 21 يناير 2015. مؤرشف من الأصل في 2020-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  32. ^ "عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" .. مائة عام على ميلاده". imoshaf. 2009. مؤرشف من الأصل في 2020-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  33. ^ أ ب "Abdul Karim Karmi, Dies: Palestinian Poet, Lived in Md". واشنطن بوست (بEnglish). 13 Oct 1980. Archived from the original on 2017-08-28. Retrieved 2020-12-12.
  34. ^ "أيها الحاملون ألوية العار تخلوا عن حومة الميدان.. سَـلّموا الشـعب أمـره واستريحوا.. عبد الكريم الكرمي في سطور". قناة الكوفية. 27 يونيو 2019. مؤرشف من الأصل في 2020-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-12.
  35. ^ طه، المتوكل، حدائق إبراهيم، 2004، ص87 نسخة محفوظة 22 يونيو 2020 على موقع واي باك مشين.
  36. ^ عاشق فلسطين عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى" نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  37. ^ عبد الكريم الكرمي.. شاعر فلسطين وعاشقها نسخة محفوظة 2020-10-03 على موقع واي باك مشين.
  38. ^ "الذكرى الـ41 على رحيل الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي". النجاح الإخباري. 22 أكتوبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2022-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-26.
  39. ^ "الاتحاد العام للكتاب والأدباء: أبو سلمى حمل مفاتيح الحلم والعودة وأسس مع رفاقه نهج الفداء والتضحية". صحيفة الحياة الجديدة. 22 أكتوبر 2021. مؤرشف من الأصل في 2022-04-26. اطلع عليه بتاريخ 2022-04-26.
  40. ^ ""اتحاد الكتّاب" يستذكر الشاعر عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"". وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). 12 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-11.
  41. ^ "42 عامًا على رحيل عبد الكريم الكرمي "أبو سلمى"". وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). 11 أكتوبر 2022. مؤرشف من الأصل في 2022-11-11. اطلع عليه بتاريخ 2022-11-11.