الطاهر جعوط

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
طاهر جاوت
طاهر جاوت في سنة 1980

معلومات شخصية
الميلاد 11 يناير 1953(1953-01-11)
أزفون-تيزي وزو- الجزائر
الوفاة 2 يونيو 1993 (40 سنة)
الجزائر العاصمة- الجزائر
سبب الوفاة اُغتيل بالرصاص أمام بيته بالحمامات (الجزائر العاصمة).
مكان الدفن 4 جوان 1993
الجنسية الجزائر جزائري
العرق أمازيغي
والدان ابن علي و اعوين زينب
أقرباء الاخ محمد والاخت تسعديت
الحياة العملية
المهنة شاعر وروائي وصحفي
التوقيع

طاهر جاوت من مواليد 11 يناير 1953 بأولخو التابعة لبلدية ايت شافع دائرة ازفون بولاية تيزي وزو بالجزائر. شاعر وروائي وصحفي جزائري. أصيب بطلقة نارية خطيرة على مستوى الراس في هجوم يوم 26 مايو 1993 امام مقر سكنه ببلدية الحمامات (باينام)، وتوفي في 2 يونيو 1993 في الجزائر العاصمة ودفن في مسقط رأسه قرية أولخو. وهو من أوائل المثقفين الذين وقعوا ضحية "عقد الإرهاب" إبان العشرية السوداء في الجزائر.

النشأة

ولد طاهر جاوت في 11 يناير 1953 بقرية أولخو ببلدية أيت شافع الساحلية ضواحي أزفون، في منطقة القبائل. في سنة 1964 انتقلت عائلته إلى الجزائر العاصمة القصبة، في سنة 1971 درس في ثانوية عقبة بن نافع بباب الوادي، وفي 1974 تحصل على شهادة البكالوريوس في الرياضيات في جامعة الجزائر العاصمة أحرز شهادة ليسانس في الرياضيات ليتعرف بعد ذلك على الشاعر حميد تيبوشي.

مع الصحافة

دخل طاهر جاوت مهنة الإعلام لحاجته في كسب عيشه، قبل أن يتخصص في الكتابة الصحفية السياسية، غداة منع «مثله الأعلى» مولود معمري من تنشيط محاضرة حول الشعر القديم بجامعة تيزي وزو سنة 1980.

ما بين 1976 و1977 ساهم طاهر جاوت بكتاباته في الملحق الثقافي لصحيفة المجاهد، في عام 1979 أنهى الخدمة العسكرية، وعاد مجددا للكتابة في جريدة المجاهد ثم تزوج.

بين 1980 إلى 1984 عمل كمسؤول على القسم الثقافي في المجلة الأسبوعية (الجزائر الأخبار) ونشر العديد من المقالات عن الرسامين والنحاتين.

في 1985 تلقى طاهر جاوت منحة دراسية لمواصلة دراسته في باريس تخصص علم المعلومات وٱستقر مع زوجته وبناته في شقة صغيرة للغاية بمنطقة ليلاس.

في 1987 عاد مرة أخرى إلى الجزائر العاصمة واستأنف تعاونه مع «الجزائر الأخبار». في حين أنه يستمر في العمل لرفع الوعي الفنانين الجزائريين أو الأصل الجزائري في المهجر.

في سنة 1992 غادر طاهر جاوت الجزائر الأخبار ليأسس مع رفاقه السابقين أرزقي مترف وعبد الكريم جعاد أسبوعية القطيعة ليصبح مديرها فيما بعد في 16 يناير 1993.[1]

بداية العشرية السوداء في الجزائر

بعد الإنقلاب العسكري في 11 يناير 1992 بالجزائر، كانت المخابرات الجزائرية في أزمة كبيرة، والضغوط الدولية لما بعد الانقلاب تتطلب تعبئة واسعة لقوة جديدة وجبهة قادرة أن تحوي الردود السلبية الآتية من الخارج وكذا من الداخل، إن جبهة الدفاع عن قيم الجمهورية والتي ستسمى فيما بعد «بالمجتمع المدني» كانت تحتاج إلى قوى محركة تستطيع خلق دفع في ٱتجاه السياسة التي يريدها الجنرالات. خلال هذه الفترة فقد قطع السعيد سعدي وخليدة مسعودي شوطاً كبيراً في تحقيق مثل هذا المشروع وذلك بقيادة الحركة من أجل الجمهورية (MPR)، ولكن كان يجب ضمان انضمام أكبر عدد من المثقفين الفرانكوفونيين طبعا لإعطاء مصداقية أكبر للحركة، إن الغرب بصفة عامة وفرنسا بصفة خاصة هو أكثر حساسية بالنسبة لنداء المثقفين ذوي الثقافة الفرنسية، لهذا السبب ركز إسماعيل العماري جهوده على هذه الطبقة الخاصة من المثقفين القادرة على تصدير بسهولة أطروحات السياسية.[2]

كثير من المثقفين شاركوا طبيعيا في هذه التعبئة الكبيرة لأسباب مبدئية أو قرابة سياسية، رشيد بوجدرة ورشيد ميموني وآخرين شاركوا في هذا المعرض "للحفاظ" على الديموقراطية، ولكن كثير منهم بقوا على الهامش مفضلين متابعة الأحداث عن بعد خلال هذه الفترة المضطربة. انتقل طاهر جاوت من الحقل الأدبي إلى الحقل السياسي بعد ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية، لقد ترجم جيدا على الورق ذهنية المعركة التي يحضرها جنرالات وزارة الدفاع الوطني، والفرق الوحيد أن جاوت يفكر كشاعرا ويكتب بسذاجة وبكل المشاعر التي يمكن أن تجتمع عند شاعر، بالنسبة له فإن القطيعة يجب أن تكون مع كل صور التسلط سواء الديني منه أو العسكري، كان ينوي حتى في إنشاء جمعية للدفاع عن حرية الصحافة بسبب التضييقات المفروضة على نشر الأخبار، أما الجنرالات فهم أكثر واقعية ويجب أن ينجحوا مخطط المخ" (الجنرال محمد تواتي) وذلك مهما كانت النتائج.[2]

الطاهر جاوت والمخابرات

أرادت المخابرات الجزائرية استمالة طاهر جاوت إليها، بالنسبة لإسماعيل العماري الذي كان مشغولا بتحضير الآلة الجهنمية للرد والاضطهاد فإن طاهر جاوت هو كنز وقطب يمكن أن يجلب إليه شخصيات من العالم كله. كان جاوت معروفا لدى مصالح المخابرات، وجانبه المثالي هو الذي يطرح إشكالا، لقد تم الاقتراب منه من قبل لكنه رفض كلية التعارن مع المخابرات، وهذه المرة فإسماعيل شخصيا الذي يتابع الملف، أمر بتحقيق دام عدة أسابيع لمحاولة إيجاد ثغرة لكن بدون جدوة. الموضوع بلور كما يقال ولذا كان التجنيد صعبا، كلف إسماعيل عونا آخر «قبائلي» لجنس النبض ومحاولة جلب طاهر إلى المعركة، كان جواب هذا الأخير نهائي «أتصرف حسب ما يمله ضميري».

بالنسبة لإسماعيل العماري فإن جاوت ورقة رابحة في كل الأحوال ومهما كانت اللعبة و«ما دام رفض التعاون مع المخابرات حيا سيفعل ذلك ميتا».[2]

إغتياله

يوم 25 ماي 1993 نشر طاهر جاوت مقالا تحت عنوان «العائلة التي تتقدم، العائلة التي تتأخر»، وهو مقال ينتقد فيه الإسلاميين، بنشر هذا المقال أعطى جاوت الفرصة الذهبيبة لإسماعيل العماري فقرر تصفيته على جناح السرعة حتى يعطى انطباع للرأي العام في داخل البلاد وخارجها أن الإسلاميين هم الذين قاموا بقتله بسبب المقال.

في صباح المبكر من يوم 26 ماي 1993 أفرغت كل ضواحي حي بينام ببلدية الحمامات من أصحاب طاولات بيع السجائر وعمال الورشات المجاورة من طرف الفريق المكلف بالعملية، إنه كومندوس من فرقة الموت (الفريق 192 الشهير) الذي يقف على الساعة العاشرة أمام سيارة طاهر جاوت (الواقفة أمام عمارته)، عندما صعد في سيارته أطلق رجل محترف النار عليه بعد أن ناده باسمه للتأكد من هويته، ولتمويه الجريمة أخرج الجسد المدمى من السيارة وطرح أرضا، أخذ القاتل السيارة وغادر الحي كأن شيئا لم يكن، لقد وجدت السيارة طبعا مهملة ليس بعيدا عن بينام. ونُقل طاهر جاوت إلى المستشفى في حالة حرجة بعد إصابته في الرأس والذراع.

حاولت عائلة جاوت إيجاد شهود من بين سكان الحي حيث الكل يعرف الكل ولكن دون جدوى، لقد قامت محافظة الشرطة المحلية بالتطهير الضروري وذلك بأخذ مجموعة شباب الحي إلى مقر الشرطة، وعندما خرجوا منه تعلموا أن يقولوا: «لم أرى شيئا وهذا الشيء لا يهمني»، والخوف السائد هناك أتم الباقي.[2]

يوم 2 يونيو 1993 توفي طاهر جاوت في مستشفى عين النعجة العسكري بعد أن قضى أسبوعاً في غيبوبة، ودُفن بمسقط رأسة يوم 4 جوان 1993.

لجنة الحقيقة

في 1 جوان 1993 بث التلفزيون الجزائري -القناة التلفزيونية الجزائرية الوحيدة آنذاك- خلال نشرة أخبار الثامنة ذات الإقبال الواسع في تلك الظروف الحالكة، بث اعترافات مسجلة لشاب مرتعش متأثرا بالتعذيب لا يتعدى 28 سنة من العمر قالت إنه السائق الذي قاد سيارة المجموعة التي اغتالت الطاهر جاوت. واعترف هذا الشاب أن الأمر بتصفية الطاهر جاوت صدر من ”أحد أمراء الجماعة الإسلامية المسلحة”، هو مصلح هياكل السيارات، تنفيذا لـ”فتوى” في حق طاهر جاوت لأنه ”كان شيوعيا وكان له قلم رهيب يؤثر في المسلمين” ! ثم أعطى أسماء شركائه الأربعة الآخرين ومن جملتهم المُتكلم ”بائع الحلوى” الذي كان يقود المجموعة. كان هذا الشاب هو الوحيد الذي نجا من اشتباك مسلح حسب رواية قوات الأمن.

بعد دفن طاهر جاوت تجمع حوالي 20 من المثقفين والفنانين وأطباء، وأسسو لجنة الحقيقة حول مقتل الطاهر جاوت، وفي بيان لها نُشر في 7 جوان 1993 طالبت اللجنة «الدعم من الرأي العام الوطني ودعته إلى الوقوف بجانبها في سعيها هذا في بلاد لا تتوقف عن مسح دموعها وعن تضميد جراحها وتسجل يوميا العشرات من القتلى» وأضاف البيان «الكثير من الاغتيالات ما تزال من دون عقاب وصور القاتل في الشاشة لن تقنعنا بالحقيقة» من بين الموقعين على البيان كان هناك الأستاذ الطبيب النفسي محفوظ بوسبسي، والكاتب رشيد ميموني والصحافيان عمر بلهوشات والسعيد مُقبل.

إنشاء لجنة الحقيقة كانت خطوة غيرة منتظرة لإسماعيل العماري، وفكرة اللجنة وحدها أغضبته كثيراً خاصة وأن الصحافيين قد تابعوا هذه اللجنة التي تطرح أسئلة محرجة جدا، وليس من الصدف أن أحد موقعي البيان اللجنة محفوظ بوسبسي قد اغتيل بوحشية يوم 15 جوان 1993 بطعنات خنجر أمام مستشفى دريد حسين للأمراض العقلية حيث كان يرأس أحد الأقسام الطبية، وفي 3 ديسمبر 1994 اغتيل السعيد مُقبل بدوره في عزّ النهار وسط العاصمة، أما رشيد ميموني وعمر بلهوشات فلقد نجيا من عمليات اغتيال كادت أن تودي بحياتهما.

في بداية يوليو 1994 أمام المحكمة الخاصة في الجزائر أنكر المتهم بقتل طاهر جاوت كل التهم التي اعترف بها سابقا وقال إنها أخذت تحت التعذيب، وبرهن محامي بائع الحلويات وبسهولة على براءة موكله، ودليل ذلك أنه كان يلعب مباراة في كرة السلة في بلدية بن عكنون أثناء وقوع الجريمة، فما كان من القاضي إلا إطلاق سراح المجرم المزيف، أما الشركاء المفترضين الآخرين وكالعادة و«حسب البلاغ الرسمي» فقد تم القضاء عليهم فيما بعد في عمليات الشرطة.[2]

بعد وفاته عرضت هيئة الاذاعة البريطانية فيلما وثائقيا عنه بعنوان «رماية لكاتب المقال»، الذي قدمه سلمان رشدي.[2]

مقولته المشهورة

الطاهر جعوط إذا تكلمت تموت وإذا سكت تموت، إذن تكلّم ومُت. الطاهر جعوط

—طاهر جاوت

من أعماله

  • المدار الشائك (قصائد) صدر 1975
  • القوس حامل الماء (قصائد) صدر 1978
  • قاطن الجزيرة وشركائه (قصائد) صدر 1980
  • العصافير المعدنية (قصائد) صدر 1991
  • امرأة منزوعة الملكية (رواية) صدر 1981
  • الباحثون عن العظام (رواية) صدر 1984
  • فخاخ الطيور (مجموعة قصصية) صدر 1984
  • اختراع الصحراء (قصة قصيرة) صدر 1987
  • العسس (رواية) صدر 1991 نالت جائزة البحر المتوسط بفرنسا
  • الكلمات المهاجرة (ديوان شعري) صدر 1984[3][4]
  • الصيف الأخير للعقل. (رواية) صدر 1999
  • الانقلاب على الجدار الشائك، (قصائد)

تكريم

وبعد اختفائه، أنتجت قناة بي بي سي فيلما وثائقيا عنه بعنوان "إطلاق النار على الكاتب"، بمشاركة رشيد ميموني، وعمر بلحوش، ووالدته زينب جاوت، وزوجته فروجة جاوت. وتكريماً له، قام معتوب لوناس، الذي اغتيل في يونيو/حزيران 1998، بتأليف أغنية عام 1994 عنوانها الاسم الأول لإحدى بناته، كنزة. كما كرّمه المغني أكسل بأغنية "لوكان" المأخوذة من ألبومه الأول.

مصادر

روابط خارجية

  • مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات