آباء الكنيسة

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

آباء الكنيسة هو مصطلح يطلق على مجموعة من الأساقفة أو الشخصيات المسيحية الكبيرة التي خلفت أثراً عظيما في عقيدة وتاريخ الديانة المسيحية، لا سيما في القرون الخمسة الأولى.[1] حيث يعزا لهم وضع الخطوط العريضة لبنية الكنيسة العقائدية، التنظيمية والرعوية.

مصطلح الآباء

في الكتاب المقدس

لقد درج استعمال كلمة أب في الكتاب المقدس للحديث عن الجيل الأول من المؤمنين في العهد القديم، فكان يهوه يدعى بـ (إله الآباء) (خروج 3 :15)، وكذلك كانت تطلق صفة آباء على معلمين وأنبياء اليهود الذين كانوا بمرتبة الآباء لمريديهم (أبناء الأنبياء) (1 ملوك20 :35).

أما في العهد الجديد فنجد أن بولس الرسول يستعمل الكلمة لوصف علاقة الإيمان، فإبراهيم هو أبا المؤمنين (رومية 4 :16)، كما أنه وجد أن عمله التبشيري ينتج علاقة أبوة بينه وبين الكنيسة التي يخدمها (غلاطية 4: 9 و1 كورنثوس 4 : 14 -15 وفيلبي 10) فكان يصف نفسه بالأب الذي ولد الكثيرين في الإيمان بالمسيح بالمعنى الروحي البحت.

في القرون الأولى للمسيحية

مشهد تعليمي لآباء الصحراء (آباء البرية). منمنمة أرمنية من رسم الراهب تاطيوس أوراميتس، شبه جزيرة القرم، 1430.
مشهد تعليمي لآباء الصحراء (آباء البرية). منمنمة أرمنية من رسم الراهب تاطيوس أوراميتس، شبه جزيرة القرم، 1430.

استعمل مصطلح أب للحديث عن أساقفة الكنيسة منذ فجر المسيحية، حيث نجد الوثنيين يلقبون بوليكاربوس أسقف أزمير (69- 156) بـ (معلم آسيا وأب المسيحيين)، وكذلك وصف مسيحيو ليون وفيينا عام 177م أسقف روما الوثيرس (أباً).[2] وتحولت تسمية البابا أو البطريرك لاحقا للقب يطلق على أساقفة الكراسي المسيحية الكبرى وهي كرسي روما، القسطنطينية، وأنطاكية والإسكندرية وأورشليم.

استعمال المصطلح عقائدياً

في غمرة الخلافات اللاهوتية والعقائدية التي ظهرت على الساحة المسيحية في القرنين الرابع والخامس، أطلقت صفة أب على رجال الدين من الأساقفة الذين لم يحيدوا عن أسس المسيحية فهم المستقيمي الرأي، حيث استعملت هذه الكلمة بشكل خاص لوصف الأساقفة الذين حددوا قانون الإيمان في مجمع نيقية عام 325 م، فكانوا هم من آباء الكنيسة وكل من خالفهم كان هرطوقياً أو مبتدعاً.

وقد شرح أوغسطينوس القواعد الرئيسية التي تحدد صحة تعليم أب من الآباء «فتعاليمه يجب أن تكون متطابقة مع ما يقوله الكتاب المقدس كما تفهمه الكنيسة»، ويتابع فيقول بأن «الآباء إنما يعلمون الكنيسة ما تعلموه منها». وقد تبلورت رؤية أوغسطينوس تلك في القرن الخامس، فكان أهم ما يميز آب الكنيسة هو: استقامة إيمانه، سلوكه بمنهج القداسة، تمتعه بمصداقية الكنيسة، انتماءه لجيل القدامى. هناك فرع خاص من فروع علم اللاهوت يعرف بعلم الآباء.

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ الموسوعة البريطانية نسخة محفوظة 08 يناير 2008 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ رسالة مسيحيو ليون وفينا المنشورة في كتاب شهداء الكنيسة الأوائل Les premiers martyrs de l'Eglise, PDF, 12, Paris, 1979

مواقع خارجية