فرادة الإنسان

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

فرادة الإنسان هي تميزه عن باقي المخلوقات وتفضيله عليهم سواءًا بالعقل أو الفهم أو حل المشاكل أو تعمير الأرض، وهو أمر أكدته وأجمعت عليه كل الأديان مع اختلاف طفيف فيما بينها ولكنه تعرض منذ القرن التاسع عشر إلى التشكيك به نتيجة التيارات المادية والعلموية، وأهم ما يشير إلى هذه الفرادة درجة عالية من الوعي والإدراك الذاتي

فرادة الإنسان في المسيحية

في المسيحية تأتي بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية لكونه «المخلوق الوحيد، الذي أراده الله لذاته»،[1][2] إذ منحه عقلاً يمكن من خلال الإنسان أن يكون شخصًا أي «سيدًا ذي إرادة حرة»، وضميرًا يتميّز به عن سائر الخلق، وهو في الحالة السويّة «ينزع بالإنسان نحو الخير الأسمى»، فهو نوعًا ما، كما يقول البابا بندكت السادس عشر «صوت الله في الإنسان».[3]

فرادة الإنسان، تأي أيضًا، بإنه إياه أقام الله على رأس الخليقة، وأوكله الأرض ليستثمرها ويستفاد من خيراتها. خلق الإنسان بحد ذاته هو فعل ناجم عن «حرية ومحبة خاصة من الله، هذه المحبة تصل أعلى درجاتها، في كون البشر أبناء الله».[4] وإذ خلقه، منحه روحًا خالدة، منذ اللحظة الأولى للحمل، ولا تفنى بعد الوفاة بل تلبث واعية. فرادة الإنسان تأتي أيضًا، من الحرية التي منحه إياها الله، والتي «يحترمها الله ذاته»، وحتى فيما بعد السقوط أرسل له الأنبياء ثم المسيح، الذي بحسب تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني «بيّن للإنسان حقيقة ذاته كلها، كشف له عظمة دعوته»،[5] وذلك «بالسعادة الأبدية» التي أعدها له، والعناية الإلهية، فكما أوضح بولس السادس «إن جميع البشر داخلون في تصميم الله»،[6] إن الإنسان، قد أعطاه الله أيضًا ما يعرف بالحق الطبيعي،[7] وهي «الحقوق التي لا تنزع من الشخص والشعوب»، وكرامته وحريته ومساواته مع سائر البشر يندرج أيضًا في إطار الفرادة التي خصّه الله بها.

فرادة الإنسان في الإسلام

يعتبر الإنسان في الإسلام حاملا للأمانة التي من مقتضاها حرية الاختيار بين الخير والشر، «إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقن منها وحملها الإنسان» ويعتبر خليفة في الأرض «وإذ قال ربك إني جاعل في الأرض خليفة» ويعتبر الكائن المميز بالتكريم «ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا»

المراجع

  1. ^ العام مئة، رسالة عامة للبابا يوحنا بولس الثاني، الترجمة العربية الرسمية عن مكتب اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، بيروت 1994، فقرة.10
  2. ^ معجم المجمع الفاتيكاني المسكوني الثاني، عبدو خليفة، المكتبة الشرقية، بيروت 1988، ص.24
  3. ^ الحرية المسيحية والتحرر، بندكت السادس عشر، مجمع العقيدة والإيمان، ترجمة ومنشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب 1986، فقرة.28
  4. ^ إطلالة الألف الثالث، رسالة البابا يوحنا بولس الثاني الرسولية، 10 نوفمبر 1993، منشورات اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، جل الديب - لبنان، فقرة.1
  5. ^ إطلالة الألف الثالث، مرجع سابق، فقرة.4
  6. ^ إطلالة الألف الثالث، مرجع سابق، فقرة.65
  7. ^ الحرية المسيحية والتحرر، مرجع سابق، ص.1