الرام (القدس)

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 12:45، 28 ديسمبر 2023 (بوت:إضافة وصلة أرشيفية.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الرام
قرية الرام الفلسطينية

الرام تقع 8 كم إلى الشمال من القدس وتغطى مساحة وتصل غلى 6708 دونماً، منها 2613 دونماً مبنية. ترتفع الرام 750 متراً عن سطح البحر. تحدّها من الشرق قرية جبع، من الشمال كفر عقب ومخيم قلنديا، ومن الغرب بير نبالا، ومن الجنوب بيت حنينا.  وتعتبر منطقة «ضاحية البريد» الحيّ الجنوبي لقرية الرام، وهي محاطة بالمستعمرات من ثلاث جهات: «بسغات زئيف» من الجنوب، «النفيه يعكوف» من الجنوب الشرقي، و«جفعات بنيامين» من الشرق. وفقاً لمجلس محلي الرام، فإن مساحة ضاحية البريد ما يقارب 1000 دونم يسكنها ما يقارب 5000 نسمة. اقتطع جدار الضمّ والتوسع مساحة من ضاحية البريد وأصبحت في الجهة التي تخضع للسيطرة الإسرائيلية الأمنية (أي أضيفت إلى منطقة القدس)، دون أن تضمّ إلى نفوذ بلدية الاحتلال في القدس. وتقع في هذه المنطقة مكاتب عدد من مؤسسات المجتمع المدنيّ الدّولية.[1]

خلفية تاريخية

يعود اسم «الرام» إلى الرومان خلال القرن الأول قبل الميلاد، ويعني «المكان المرتفع». العديد من العائلات في الرام تعيش هناك منذ قرون، بالإضافة إلى وجود عائلات كثيرة مُهجّرة من قرية قالونيا غربي القدس والتي سقطت في نكبة عام 1948. [1]

العصر الإسرائيلي القديم

يُعتقد عمومًا أن الرام هو موقع مدينة الرامة التوراتية في بنيامين.[2][3][4] تشير الأدلة الأثرية إلى أن المدينة كانت مكتظة بالسكان خلال العصر الحديدي الثاني، ثم تراجعت خلال الفترة الفارسية، ثم انتعشت لاحقًا خلال الفترة الهلنستية.[5]

العصر الكلاسيكي

تم اكتشاف صناديق عظام تعود إلى القرن الأول قبل الميلاد والميلاد في الرام تحمل نقوشًا عبرية بأسماء مثل مريم ويوحنان وشمعون بن زخاريا.[6]

العصر الصليبي

وفي المصادر الصليبية كان اسم الرام آرام، أو هرام، أو راما، أو رمثا، أو رميتا، أو راماثيس.[7] كانت الرام واحدة من 21 قرية منحها غودفري أوف بوالون (حكم من 1099 إلى 1100) إقطاعية لكنيسة القيامة.[8][9] جميع سكان القرية الذين ورد ذكرهم في المصادر الصليبية بين عامي 1152 و1160 كانوا يحملون أسماء تدل على أنهم مسيحيون.[10][11] تم ذكر القرية حوالي عام 1161، عندما تمت تسوية النزاع حول حدود الأرض.[11][12]

العصر العثماني

وفي عام 1517، أصبحت القرية جزءًا من الإمبراطورية العثمانية إلى جانب بقية فلسطين. ظهرت في سجلات الضرائب لعام 1596 باسم راما، وتقع في ناحية جبل القدس التابعة للواء القدس. وكان عدد السكان 28 أسرة، جميعهم مسلمون. وكانوا يدفعون ضريبة ثابتة قدرها %33.3 على المنتجات الزراعية، بما في ذلك القمح والشعير وأشجار الزيتون وكروم العنب، بالإضافة إلى الإيرادات العرضية والماعز وخلايا النحل؛ ما مجموعه 4700 آقجة.[13] في عام 1838، وجد إدوارد روبنسون أن القرية فقيرة جدًا وصغيرة الحجم، لكن الحجارة الكبيرة والأعمدة المتناثرة تشير إلى أنها كانت في السابق مكانًا مهمًا.[2] وفي عام 1870 وجد المستكشف الفرنسي فيكتور جويرين أن القرية تضم 200 نسمة،[14]بينما أظهرت قائمة القرى العثمانية في نفس العام تقريبًا أن الرام كان بها 32 منزلًا ويبلغ عدد سكانها 120 نسمة، على الرغم من أن عدد السكان يشمل الرجال فقط.[15][16]

في عام 1883، وصف المسح الذي أجراه صندوق استكشاف فلسطين لغرب فلسطين الرام بأنها "قرية صغيرة في موقع بارز على قمة تل أبيض، بها زيتون. ولها بئر في الجنوب. [..] المنازل مبنية من الحجر، ومبنية جزئياً من مواد قديمة".[17] "إلى الغرب من القرية توجد بركة جيدة ذات قبو مدبب، وفي أسفل التل يوجد عمود مكسور إلى قسمين، ربما من الكنيسة. على التل توجد صهاريج. يتم استخدام الحجارة المصقولة في أسوار القرية. وفي خان الرام، على الطريق الرئيسي، يوجد مقلع به كتل غير مكتملة وصهريجين. يبدو الخان حديثًا تمامًا، وهو في حالة خراب. وتوجد محاجر واسعة النطاق على سفوح التلال القريبة منه".[18]

في عام 1896، قُدر عدد سكان الرام بحوالي 240 نسمة.[19]

عصر الانتداب البريطاني

في تعداد فلسطين عام 1922 الذي أجرته سلطات الانتداب البريطاني، كان عدد سكان الرام 208 نسمة، جميعهم من المسلمين.[20] وقد ارتفع هذا العدد في تعداد فلسطين عام 1931 إلى 262، جميعهم مسلمون، في 51 منزلاً.[21] عانت الرام بشدة من زلزال عام 1927، حيث انهارت جدرانها القديمة.[22]

في مسح تم إجراؤه عام 1945، بلغ عدد سكان الرام 350 نسمة، جميعهم مسلمون،[23] وتبلغ مساحة أراضيها 5,598 دونمًا.[24] وتم تخصيص 441 دونمًا للمزارع والأراضي القابلة للري، و2291 دونمًا للحبوب،[25] و14 دونمًا للمساحات المبنية.[26]

العصر الأردني

في أعقاب الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، وبعد اتفاقيات الهدنة عام 1949، أصبحت الرام تحت الحكم الأردني.

في عام 1961، بلغ عدد سكان الرام 769 نسمة.[27]

ما بعد عام 1967

ومنذ حرب الأيام الستة عام 1967، ظلت مدينة الرام تحت الاحتلال الإسرائيلي.

بلغ عدد السكان في تعداد عام 1967 الذي أجرته السلطات الإسرائيلية 860 نسمة، 86 منهم من الأراضي الإسرائيلية.[28]

الحياة الإجتماعية والإقتصادية

يقع في القرية استاد فيصل الحسيني الدولي، بيت منتخب كرة القدم الوطنيّ الفلسطينيّ. وقد سمّي نسبة إلى القائد الفلسطيني الراحل فيصل الحسيني ابن المجاهد في جيش الجهاد المقدس عبد القادر الحسيني، وقد كان فيصل مسؤول ملف القدس في منظمة التحرير الفلسطينية. تم تجديد الاستاد عام 2008، ويعتبر اليوم الأكبر في الضفة الغربية.[1]

يوجد في القرية 19 مدرسة، 10 روضات، و 9 عيادات صحية حتى عام 2012. انتعشت القرية اقتصادياً وبشكل نسبيّ خلال سنوات الثمانينات والتعسينات نظراً لتدفق الكثير من الفلسطينيين من حملة بطاقات الهوية الإسرائيلية إليها منجذبين بالأسعار المنخفضة فيها ونظراً لقربها من مركز مدينة القدس. إلا أن بناء جدار الضمّ والتوسع حولّ المسافة التي تستغرق 10 دقائق للوصول إلى الرام من مركز القدس إلى ما يقارب الساعة، مما أدى إلى أضرار بالحركة الاقتصادية بالرام، وإلى هجرة العديد من المقدسيين إلى خارجها. منذ ذلك الحين، أغلق ما يقارب ثلث المصالح التجارية في الرام.[1]

حرّية الحركة

على الرغم من أن الكثيرين قد هجروا الرام بعد بناء جدار الضمّ والتوسع خوفاً على سحب هوياتهم الإسرائيلية، إلا أنه بقي في البلدة ما يقارب 58 ألف نسمة، أكثر من نصفهم يحملون بطاقات الهوية الإسرائيلية. حتى بناء الجدار، كان شارع القدس – رام الله المدخل الأساسي للبلدة. منذ ذلك الحين هناك ارتفاع في الجريمة، وارتسمت في البلدة صورة المحلات المهجورة والعائلات المُقسّمة. في نهاية 2001. حوّلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حاجز قلنديا إلى حاجز عسكري ضخم، محاط بالأسلاك الشائكة، وأضيفت إليه الأبواب الحديدية الإلكترونية لتفتيش الناس، إضافة إلى كاميرات المراقبة، وبنيت مسارات محاطة ومغلقة بالحديد من الجهتين للتحكم في حركة الناس ومرورهم عبر الحاجز. ويعتبر مرور حاجز قلنديا نضال يومي يخوضه الكثير من الطلاب وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصّة.[1]

البنية التحتية

توجد العديد من المرافق الصّحيّة في الرام، ولكن في الحالات الطّارئة والخطرة يتوجه السّكان إلى المستشفيات في القدس. ولقد أدى الجدار إلى تقييد حركة السكان ووصولهم بصعوبة إلى هذه المستشفيات. ويحتاج سكان الرام من حملة الهويات الفلسطينية إلى تصاريح خاصة من سلطات الاحتلال للوصول إلى هذه المستشفيات للعلاج، مما يضطرهم كثيراً إلى السفر إلى رام الله لتلقي العلاج في مستشفياتها التي غالباً ما تكون مكتظة وتعاني من نقص التمويل.[1]

مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات

تمت مصادرة الآلاف من دونمات الرام، بهدف بناء المستوطنات، والشوارع الالتفافية، والمنطقة الصناعية في عطروت، وحاجز قلنديا العسكريّ.

جدار الضم والتوسع والحواجز العسكرية

في كانون الأول 2006، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية التماساً لايقاف بناء الجدار حول الرام. منذ ذلك الحين أجبر العديد من سكان الرام ممن يحملون الهويات الإسرائيلية المقدسية على المغادرة وإيجاد مسكن في مناطق داخل الجدار. اليوم يحيط الجدار بالرام من ثلاث جهات، مانعاً الوصول إلى القدس إلا من خلال حاجز قلنديا، ومبقياً طريقاً دائرياً واحداً غير مباشر إلى رام الله. وبهذا تحوّلت البلدة المنتعشة التي شكلت ملتقى للطرق بين القدس ورام الله إلى بلدة معزولة.[1]

مراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ "الجذور الشعبية المقدسية". مؤرشف من الأصل في 2019-12-05.
  2. ^ أ ب Robinson and Smith, 1841, vol 2, pp. 315-317
  3. ^ Studium Biblicum Franciscanum, Rama - (al-Ram) نسخة محفوظة 2012-10-03 على موقع واي باك مشين., accessed 25 October 2017
  4. ^ Na'aman، Nadav (2 أكتوبر 2019). "Reconsidering the Ancient name of Nebi Samwil". Palestine Exploration Quarterly. ج. 151 ع. 3–4: 202–217. DOI:10.1080/00310328.2019.1684772. ISSN:0031-0328. مؤرشف من الأصل في 2023-05-04.
  5. ^ Finkelstein، Israel (2018). Hasmonean realities behind Ezra, Nehemiah, and Chronicles. SBL Press. ص. 41. ISBN:978-0-88414-307-9. OCLC:1081371337. مؤرشف من الأصل في 2023-11-19.
  6. ^ Corpus inscriptionum Iudaeae/Palaestinae: a multi-lingual corpus of the inscriptions from Alexander to Muhammad. Eran Lupu, Marfa Heimbach, Naomi Schneider, Hannah Cotton. Berlin: de Gruyter. ج. IV: Iudaea / Idumaea. 2018. ص. 231–233. ISBN:978-3-11-022219-7. OCLC:663773367. مؤرشف من الأصل في 2023-10-28.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: آخرون (link)
  7. ^ Pringle, 1998, p. 179 نسخة محفوظة 2023-02-20 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Conder and Kitchener, 1883, SWP III, p. 11
  9. ^ de Roziére, 1849, p. 263: Haram, cited in Röhricht, 1893, RRH, pp. 16-17, No 74
  10. ^ Röhricht, 1893, RRH, pp. 70- 71, No 278; p. 92, No 353
  11. ^ أ ب Pringle, 1998, p. 180 نسخة محفوظة 2023-02-20 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ Röhricht, 1893, RRH, p. 96, No 365
  13. ^ Hütteroth and Abdulfattah, 1977, p. 117
  14. ^ Guérin, 1874, p. 199 ff
  15. ^ Socin, 1879, p. 158
  16. ^ Hartmann, 1883, p. 127, also noted 32 houses
  17. ^ Conder and Kitchener, 1883, SWP III, p. 13
  18. ^ Conder and Kitchener, 1883, SWP III, p. 155
  19. ^ Schick, 1896, p. 121
  20. ^ Barron, 1923, Table V||, Sub-district of Jerusalem, p. 14
  21. ^ Mills, 1932, p. 42
  22. ^ Pringle, 1983, p. 163
  23. ^ Department of Statistics, 1945, p. 25
  24. ^ Government of Palestine, Department of Statistics. Village Statistics, April, 1945. Quoted in Hadawi, 1970, p. 58 نسخة محفوظة 2018-11-03 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ Government of Palestine, Department of Statistics. Village Statistics, April, 1945. Quoted in Hadawi, 1970, p. 104 نسخة محفوظة 2012-03-14 على موقع واي باك مشين.
  26. ^ Government of Palestine, Department of Statistics. Village Statistics, April, 1945. Quoted in Hadawi, 1970, p. 154 نسخة محفوظة 2014-04-27 على موقع واي باك مشين.
  27. ^ Government of Jordan, Department of Statistics, 1964, p. 23 نسخة محفوظة 2023-06-03 على موقع واي باك مشين.
  28. ^ Perlmann, Joel (نوفمبر 2011 – فبراير 2012). "The 1967 Census of the West Bank and Gaza Strip: A Digitized Version" (PDF). Levy Economics Institute. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2023-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2016-06-24.

روابط خارجية