عناتا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
عناتا
لوحة فني لعناتا ، 1859م

تقع قرية عناتا في الشمال الشرقي لمدينة القدس وتتبع محافظة القدس، وتعتبر مساحة أراضي القرية من الأكبر على مستوى الضفة الغربية إلا أن معظمها صودر. يحدها من الشمال قرية حزما ومن الجنوب قرية العيسوية ومن الغرب شعفاط ومن الشرق قرية النبي موسى.[1]

تاريخ

التاريخ القديم

عناتا هي قرية في موقع قديم ، وقد أعيد استخدام الأحجار القديمة في منازل القرية ، وتم العثور على صهاريج محفورة في الصخور ، إلى جانب الكهوف والمدرجات الزراعية القديمة. تم التعرف عليها مع عناتوث ، وهي مدينة مذكورة عدة مرات في الكتاب المقدس ، تشتهر بكونها مسقط رأس النبي إرميا الذي أرسل إلى بني إسرائيل الذين يعيشون في مملكة يهوذا. تشمل الاكتشافات الأثرية من عناتا فخارًا من العصر الحديدي الثاني والفترة الهلنستية.[2][3] قد يكون الاسم الجغرافي مرتبطًا بالإلهة الكنعانية عنات.[4]

الفترة البيزنطية

توجد أنقاض كنيسة في المدينة تعود إلى العصر البيزنطي ، مما يثبت أنها كانت مأهولة بالسكان قبل الفتح الإسلامي للشام من قبل الخلافة الراشدة في القرن السابع.[5][6]

الفترة الأيوبية

قبل الحصار الإسلامي للقدس عام 1187 ضد الصليبيين ، وضع صلاح الدين الأيوبي ، القائد والسلطان ، إدارته في عناتا قبل أن يتجه نحو القدس.[7]

الفترة العثمانية

تم دمج القرية في الدولة العثمانية في عام 1516 مع كل الشام ، وفي عام 1596 ظهرت عناتا في سجلات الضرائب العثمانية على أنها تقع في ناحية القدس في لواء القدس. كان عدد سكانها 10 عائلات مسلمة. دفع القرويون معدل ضريبة ثابتًا قدره 40٪ على المنتجات الزراعية ، بما في ذلك القمح والشعير والمحاصيل الصيفية وأشجار الزيتون وأشجار الفاكهة والماعز و / أو خلايا النحل ؛ ما مجموعه 9300 آقچه. ذهبت جميع الإيرادات إلى الوقف.[8]

العصر الحديث

تقع بلدة عناتا في محافظة القدس في الشمال الشرقي للمدينة تبلغ مساحتها (30.000) دونم وذلك في العام 1967ونتيجة سياسة الاحتلال الإسرائيلي تم فقدان معظم الأراضي حيث بلغت مساحتها الآن وبعد بناء الجدار ما يعادل 980 دونم. وتعتبر عناتا من المناطق السكنية المأهولة ذات الكثافة السكانية العالية جداً، وقد استغلت السلطات الإسرائيلية الأراضي التابعة لبلدة عناتا لبناء المستعمرات وتوسيعها وإنشاء قاعدة عسكرية لقوات الجيش وبناء الجدار العازل بالإضافة لتخصيص أراضي عازلة تابعة للجدار على حساب أراضي البلدة. وفي هذا الوضع أضحى التوسع العمراني للسكان محصوراً في ظل تزايد النمو الطبيعي لهم، وعقب استكمال بناء جدار الضم والتوسع العنصري سيعمل الجدار على محاصرة عناتا ومخيم شعفاط من ثلاث جهات. ويعزلها عن مدينة القدس التي تتلقى فيها البلدة خدماتها التعليمية والصحية والتطويرية وغيرها. يبلغ عدد سكان عناتا 27000 نسمة ويحمل أقل من نصفهم هويّات الضفة الغربية وحوالي 20.000 مواطن يسكنون ضاحية السلام والتي تقع ضمن ما يسمى بحدود البلدية لمدينة القدس ويحملون بطاقات الهوية المقدسية. يلعب موقع عناتا الإستراتيجي موقعاً هاماً يصل منطقة الشمال بالقدس ويعتبر مركزاً تجارياً لتبادل البضائع وللبيع والشراء. يعمل معظم الأهالي بالتجارة وكعمال بالحجر ويوجد نسبة 40% عاطلين عن العمل بناءً على إحصائيات المجلس المحلي، يصل عناتا شارع طوله 2كم بمخيم شعفاط، يقطن المخيم 10.000 من اللاجئين الفلسطينين المسجلين لدى وكالة غوث اللاجئين ويتلقون الخدمات من UNRWA والتي تكاد لا تكون كافية لمتطلبات المخيم وخصوصاً في ظل هذا التزايد السكاني. كما ويقطن حوالي 67.000 مواطن مقدسي من حَمَلة هوية القدس أيضاً في منطقة رأس خميس ورأس شحادة، للاستفادة من قرب المكان من القدس وتدنّي أجرة السكن وتكلفة المعيشة

الوضع المعيشي

صادر الاحتلال أجزاء كبيرة من أراضي عناتا ويستولي على أكثر من 90% من أراضيها، وأقام خمس مستوطنات عليها، عدا عن بنائه للجدار العنصري حولها من كل الجهات، وأصبحت بمدخلين فقط، أحدهما عليه حاجز عسكري، يؤدي إلى مدينة القدس، ولا عبور إلا لمن يملك الهوية المقدسية أو تصريح الدخول، والعبور عليه بشروط. أما المدخل الآخر ببوابة حديدية فتُغلق بقرار المحتل.[9]

يقول عضو المجلس البلدي لعناتا طه نعمان لقناة الجزيرة: (إن 500 دونم منها أصبحت تحت سلطة بلدية الاحتلال في القدس، وقرابة 950 دونما، هي مصنفة مناطق «ب» وفق اتفاق أوسلو، وتعني سيادة أمنية إسرائيلية، وتتبع إداريا للسلطة الفلسطينية. كما أن 220 دونما هي مناطق مصنفة «ج» مسموح البناء فيها ولكن تحت طائلة المسؤولية الشخصية، وهي مناطق تتبع سلطة الاحتلال أمنيا وإداريا).

تعتبر شوارع عناتا أيضاً ضيقة جدا، وعماراتها متلاصقة مرتفعة لتستوعب هذا العدد الهائل من السكان، ويعود ذلك كله إلى أن المواطنين المقدسيين يضطرون للسكن في عناتا، وفي منطقة تتبع بلدية الاحتلال في القدس، حتى يحافظوا على دفع ضريبة الدخل، التي تبقيهم محافظين على الهوية المقدسية، ولأن تكاليف البناء والتراخيص داخل القدس باهظة جدا، يلجأ هؤلاء إلى مناطق كثيرة أخرى للسكن فيها، لانخفاض تكاليف السكن والحياة نسبة إلى العيش في مدينة القدس.[9]

في المقابل يدفع الفلسطينيون ثمن ذلك في الخدمات المقدمة إليهم، فبلدية عناتا، حسب منسق لجنة الدفاع عن أراضيها محمد سلامة، من المفترض أن تقدم خدماتها لـ16 ألف مواطن، ولكن فعليا هناك في المنطقة أكثر من 130 ألفا، مما يؤثر في خدمات الماء والكهرباء وحجم النفايات وعرض الشوارع. كما أن المواطنين في السابق كانوا يشقون الشوارع بعرض ستة أمتار ليمروا منها في قرية صغيرة، ولم يتخيلوا هذا الانفجار السكاني. ويؤكد سلامة أن سلطة الاحتلال تمنع بلدية عناتا من تقديم الخدمات للمواطنين جميعا، فهناك منطقة تتبع لبلدية الاحتلال في القدس، وأخرى تتبع للمخيم بخدمات الأونروا، وثالثة لبلدية عناتا، ورابعة للسكان البدو.[9]

ورغم كل هذه السرقات لأراضي عناتا من قبل الإحتلال، فإنه لا ترخص سلطة الاحتلال للبناء إلا على بُعد 150 مترا عن الشارع الذي تم فتحه من الجهة الشرقية، وهو ملاصق لشارع للمستوطنين يفصلهما جدار عنصري.[9]

سكان عناتا

يبلغ التعداد السكاني لبلدية عناتا 16700 مواطن فلسطيني، غير أن من يعيش في هذه المنطقة يتجاوز 130 ألف فلسطيني، ولم يسجل كثير من المواطنين الفلسطينيين أنفسهم في الإحصاء الفلسطيني، وإنما فضلوا أن يتم إحصاؤهم في الإحصاء المقدسي، حتى يحافظوا على الهوية المقدسية.[9]

المراجع

  1. ^ فلسطين في الذاكرة - تاريخ الولوج 5 يناير 2009 نسخة محفوظة 25 ديسمبر 2016 على موقع واي باك مشين.
  2. ^ Finkelstein، Israel (2018). Hasmonean realities behind Ezra, Nehemiah, and Chronicles. SBL Press. ص. 38–39. ISBN:978-0-88414-307-9. OCLC:1081371337. مؤرشف من الأصل في 2022-11-16.
  3. ^ Robinson and Smith, 1841, vol 2, p. 109
  4. ^ Nathan Thrall, 'A Day in the Life of Abed Salama: One man’s quest to find his son lays bare the reality of Palestinian life under Israeli rule,' نيويورك ريفيو أوف بوكس 19 March 2021:'the town of Anata was once among the most expansive in the West Bank, stretching eastward from the tree-lined mountains of Jerusalem down to the pale yellow hills, rocky canyons, and desert wadis at the edge of the district of Jericho, in the Jordan Valley. Today, Anata is much smaller, the bulk of its lands confiscated to create the Israeli military base of Anatot, four official settlements, and several unauthorized settler outposts.' نسخة محفوظة 2023-08-13 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Sharon, 1999, p. 87 نسخة محفوظة 2023-05-26 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Conder and Kitchener, 1883, SWP III, p. 82
  7. ^ 'Anata Town Profile Applied Research Institute - Jerusalem. 21 July 2004. نسخة محفوظة 2023-04-05 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ Hütteroth and Abdulfattah, 1977, p. 117
  9. ^ أ ب ت ث ج "عناتا.. بلدة مقدسية خارج القدس". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2020-06-19. اطلع عليه بتاريخ 2020-08-31.