عبد القادر عيّاش باحث ومؤرخ وأديب وصحفي ومحامي وقاضي
سوري، نشر أكثر من 117 بحثاً وكتيباً عن وادي الفرات عامةً
ودير الزور خاصةً، وتعتبر مؤلفاته مصدراً علمياً ومرجعاً أساسياً لكل
باحث أو دارس، إذ يكاد لا يخلو منها أي كتاب يتناول موضوعاً عن وادي
الفرات وأهله. ولد عبد القادر عيّاش في مدينة
دير الزور عام 1911 لآل العيّاش، من فخذ البو عبيد من قبيلة
البقارة، والتي يرجع نسبها إلى الإمام
محمد الباقر أحد أحفاد أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب، والده
عيّاش الحاج حسين من كبار الزعماء والملاكين والتجار ووالدته السيدة قمرة عبود الحسن أخت
حج فاضل العبود رئيس حكومة
دير الزور في فترة الفلت عام 1918. نشأ عبد القادر عيّاش في أسرة عريقة في نسبها وثرائها، عمل والده
عيّاش الحاج مع أخوته في التجارة والزراعة وتفرغ هو للدراسة، تعلم في البداية لدى الكتّاب ثم تابع تحصيله العلمي في
بيروت وحصل على الشهادة الابتدائية. في أوائل عام 1925، تعرضت أسرته بكاملها لبطش
السلطات العسكرية الفرنسية بعد أن اتهمتهم بالتحضير لثورة وادي
الفرات تزامناً مع اندلاع
الثورة السورية الكبرى في
جبل العرب وغوطة دمشق، حيث تعرضت القوات
الفرنسية لعدة عمليات عسكرية من قبل مجموعات مسلحة من أهالي وادي
الفرات أدت إلى مقتل العديد من جنودها وضباطها وكان أخرها مقتل ضابطين فرنسيين برتبة
مقدم هما (فاينير وفيسكوكي) مع سائقهم
الفرنسي في عين البوجمعة. عين عبد القادر عيّاش عام 1936 قاضياً عقارياً في
حلب، ثم انتقل إلى
معرة النعمان، ثم إلى
دير الزور، ثم إلى
دمشق قاضياً مفسراً، وفي عام 1941 عين مديراً لمنطقة
الباب في
حلب قضى فيها سنتين ثم انتقل إلى
سلمية، استقال من الوظيفة عام 1943، وعاد إلى ممارسة
المحاماة في
دير الزور وإلى جانب
المحاماة عين محامياً لقضايا الدولة عدة سنوات، كما عين عضواً في المجلس البلدي في
دير الزور عام 1944. نشر عبد القادر عيّاش 117 بحثاً وكتيباً على نفقته في مجال
التاريخ والفولكلور والأدب، وقد تراوح عدد صفحات كل بحث من هذه البحوث بين 20 صفحة و200 صفحة، ولم تغفل هذه البحوث أي شاردة أو واردة عن وادي
الفرات ومجموع صفحات هذه الأبحاث تصل إلى 2800 صفحة.