هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

السنوات المجهولة ليسوع

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

تشير السنوات المجهولة ليسوع (وتسمى أيضًا سنوات صمته أو سنواته الضائعة أو سنواته المفقودة) عمومًا إلى فترة حياة يسوع بين طفولته وبداية خدمته، وهي فترة لم يصفها العهد الجديد.[1][2]

عادةً ما يُصادف مفهوم «السنوات المجهولة ليسوع» في الأدب الباطني (إذ يشير في بعض الأحيان إلى أنشطته المحتملة بعد الصلب) ولكن لا يشيع استخدامه في الأدب الأكاديمي لأنه من المفترض أن يسوع كان يعمل على الأرجح نجارًا في الجليل، على الأقل بعض الوقت مع يوسف، منذ سن 12 وحتى سن 29.[3][4]

في أواخر العصور الوسطى، ظهرت حكايات آرثرية بأن المسيح الشاب كان في بريطانيا. في القرنين التاسع عشر والعشرين بدأت النظريات تظهر أن ما بين سن 12 و29 كان يسوع قد زار الهند، أو درس مع الأسينيين في صحراء يهودا. رفضت الدراسات المسيحية الحديثة عمومًا هذه النظريات وترى أنه لا يوجد شيء معروف عن هذه الفترة الزمنية في حياة يسوع.[5][6][7]

يشير استخدام «السنوات الضائعة» في «نظرية الإغماء» إلى أن يسوع نجا من صلبه واستمر في حياته، بدلًا من ما ورد في العهد الجديد أنه صعد إلى السماء مع ملاكين. أثار هذا الرأي، وما يتصل به من رأي مفاده أنه تجنب الصلب بالكامل، عدة تكهنات بشأن ما حدث له في السنوات المتبقية من حياته، ولكن هذه التكهنات لم يقبلها علماء التيار السائد.[8][9][10]

السنوات الثماني عشر المجهولة

فجوة العهد الجديد

بعد روايات حياة يسوع الشاب، هناك فجوة تبلغ نحو 18 عامًا في قصته في العهد الجديد. بخلاف القول بأنه بعد أن بلغ من العمر 12 عامًا (لوقا 2:42) «وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ» (لوقا 2:52)، لا يحتوي العهد الجديد على تفاصيل أخرى فيما يتعلق بالفجوة. تشير التعاليم المسيحية إلى أن يسوع عاش ببساطة في الجليل خلال تلك الفترة. وتعتقد الدراسات الحديثة أن هناك القليل من المعلومات التاريخية لتحديد ما حدث خلال تلك السنوات.[11]

إن الأعمار من 12 إلى 29، والأعمار التقريبية في أي من نهاية السنوات المجهولة، لها بعض الأهمية في اليهودية من فترة الهيكل الثاني: 13 هو سن بار متسفا، عصر النضج العلماني، و30 سن الاستعداد للكهنوت، على الرغم من أن يسوع لم يكن من قبيلة لاوي.[12]

أخذ المسيحيون عمومًا العبارة الواردة في مرقس 6:3 التي تشير إلى يسوع بأنه «أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ...؟» كدليل على أن يسوع كان يعمل نجارًا قبل سن الثلاثين. وتدل لهجة المقطع المؤدي إلى السؤال «أَلَيْسَ هذَا هُوَ النَّجَّارَ...؟» على أن المسيح كان معروفًا في المنطقة، ما يعزز أنه كان ينظر إليه عمومًا على أنه نجار في رواية الإنجيل قبل بداية خدمته. يطرح متى 13:55 السؤال على أنه «أليس هذا هو ابن النجار؟» ما يشير إلى أن مهنة النجارة كانت تجارة عائلية وكان يسوع يعمل في ذلك قبل بدء الوعظ والخدمة بحسب روايات الإنجيل.[13]

خلفية الجليل ويهودا

دفع السجل التاريخي للعدد الكبير من العمال العاملين في إعادة بناء صفورية (1984) وآخرين إلى اقتراح مفاده أنه عندما كان يسوع في سن المراهقة وفي العشرينات من العمر كان من الممكن أن يجد النجارون المزيد من العمالة في صفورية بدلًا من مدينة الناصرة الصغيرة.[14]

وبصرف النظر عن العمالة العلمانية، فقد بُذلت بعض المحاولات لإعادة بناء الظروف اللاهوتية والحاخامية في «السنوات المجهولة»، على سبيل المثال: بعد وقت قصير من اكتشاف مخطوطات البحر الميت اقترح الروائي إدموند ويلسون (1955) أن يسوع قد درس مع الأسينيين، وتبعه التوحيدي تشارلز إف. بوتر (1958) وآخرون. رأى كتّاب آخرون أن هيمنة الفريسيين على اليهودية خلال تلك الفترة، وتفاعل يسوع الذي سجل لاحقًا مع الفريسيين، يجعل الخلفية الفريسية أكثر احتمالية، كما في الحالة المسجلة لجليلي آخر، وهو يوسيفوس الذي درس مع المجموعات الثلاث: الفريسيون، والصدوقيون، والأسينيون.[15]

مصادر أخرى

تحافظ الأناجيل والكتب المسيحية الأولى على العديد من الأساطير المتدينة التي تملأ «فجوات» شباب المسيح. ويفسر تشارلزوورث هذا الأمر باعتباره راجعًا إلى أن الإنجيل الكنسي ترك «فراغًا سرديًا» حاول الكثيرون ملئه.[16]

وصِفت طفولة يسوع في إنجيل الطفولة لتوما ( الغير معترف به )وإنجيل متى، وإنجيل الطفولة السرياني، من بين مصادر أخرى.[17]

ادعاءات الشاب يسوع في بريطانيا

قصة زيارة يسوع لبريطانيا عندما كان صبيًا هي تطور في أواخر العصور الوسطى يعتمد على أساطير مرتبطة بيوسف الرامي. خلال أواخر القرن الثاني عشر، أصبح يوسف الرامي مرتبطًا بدورة آرثر، وظهر فيها كأول حارس للكأس المقدسة. ظهرت هذه الفكرة لأول مرة في رواية روبرت دي بورون (يوسف الرامي)، التي يستلم فيها يوسف الكأس من ظهور يسوع ويرسلها مع أتباعه إلى بريطانيا. فُصل هذا الموضوع في تتمات لبورون وفي أعمال آرثرية لاحقة صاغها آخرون.

تقول بعض حكايات آرثر أن يسوع سافر إلى بريطانيا عندما كان صبيًا، وعاش في بريدي في مينديبس، وبنى أول كوخ مسيج في غلاستونبري. استلهم وليم بليك قصيدته التي تعود إلى أوائل القرن التاسع عشر «أخطت تلك الأقدام في العصور القديمة» من قصة سفر يسوع إلى بريطانيا. في بعض الإصدارات، كان من المفترض أن يوسف كان تاجرًا للقصدير وأخذ يسوع تحت رعايته عندما أصبحت والدته مريم أرملة. كتب غوردون ستراكان المسيح سيد البنائين: ألغاز الدرويد وفجر المسيحية (1998)، والذي كان أساس الفيلم الوثائقي بعنوان أخطت تلك الأقدام عام 2009. يعتقد ستراكان أن المسيح ربما سافر إلى بريطانيا للدراسة مع الدرويدين.[18]

ادعاءات يسوع الشاب في الهند و/أو التبت

نيكولاس نوتوفيتش 1887

في عام 1887 ادعى مراسل الحرب الروسي، نيكولاس نوتوفيتش، أنه أثناء وجوده في دير هيميز في لداخ، علم بوثيقة تسمى «حياة القديس عيسى، أفضل أبناء البشر»- عيسى هو الاسم العربي ليسوع في الإسلام. نُشرت قصة نوتوفيتش، مع نص مترجم من «حياة القديس عيسى»، بالفرنسية عام 1894 تحت عنوان (الحياة المجهولة ليسوع المسيح).[19]

وفقًا للمخطوطات، هجر يسوع القدس في سن 13 وانطلق نحو السند، «عازمًا على تحسين نفسه وإكمال فهمه الإلهي ودراسة قوانين بوذا العظيم». عَبَر البنجاب ووصل إلى بوري جاغاناث حيث درس الفيدا تحت إشراف كهنة براهمة. أمضى ست سنوات في بوري وراجيغر، بالقرب من نالاندا، المقر القديم لتعلم الهندوس. ثم ذهب إلى جبال الهيمالايا، وقضى بعض الوقت في الأديرة التبتية، ودرس البوذية، وعبر بلاد فارس، وعاد إلى القدس في سن التاسعة والعشرين.

وكانت كتابات نوتوفيتش مثيرة للجدل، وصرح ماكس مولر إما أن الرهبان في الدير خدعوا نوتوفيتش (أو غشوه)، أو أنه لفق الأدلة. كتب مولر بعد ذلك إلى الدير في هيميز وأجاب رئيس اللاما بأنه لم يكن هناك أي زائر غربي للدير في السنوات الخمس عشرة الماضية ولم تكن هناك وثائق تتعلق بقصة نوتوفيتش. بعد ذلك، زار جاي. أرشيبالد دوغلاس دير هيميز وأجرى مقابلة مع رئيس اللاما الذي ذكر أن نوتوفيتش لم يكن هناك من قبل. وصف عالم الهنديات ليوبولد فون شرودر قصة نوتوفيتش بأنها «كذبة كبيرة». ذكر فيلهلم شنيميلشر أن روايات نوتوفيتش سرعان ما تبين أنها تلفيقات، وأنه حتى الآن لم يلمح أحد المخطوطات التي يدعي نوتوفيتش أنها كانت لديه.[20]

رد نوتوفيتش على المزاعم للدفاع عن نفسه. ولكن بمجرد أن أعاد المؤرخون النظر في قصته -حتى أن البعض يشكك في وجوده- وادعوا أن نوتوفيتش اعترف بتلفيق الأدلة. يقول بارت دي. إيرمان: «لا يوجد اليوم عالم واحد معترف به على هذا الكوكب لديه أي شكوك حول هذه المسألة. القصة بأكملها اخترعها نوتوفيتش، الذي كسب قدرًا كبيرًا من المال والشهرة بسبب خدعته». ومع ذلك، ينكر آخرون أن نوتوفيتش قد قبل على الإطلاق الاتهامات الموجهة إليه -بأن روايته كانت مزورة، إلخ. على الرغم من عدم إعجابه بقصته، يتذكر السير فرانسيس يونجهسباند لقاء نيكولاس نوتوفيتش بالقرب من سكردو، قبل وقت قصير من زيارة نوتوفيتش لدير هيميز.

المراجع

  1. ^ E.g., see إميل بوك The Childhood of Jesus: The Unknown Years (ردمك 0863156193)
  2. ^ جيمس إتش تشارلزورث The Historical Jesus: An Essential Guide 2008 (ردمك 0687021677) "From twelve to thirty then are "Jesus' silent years," which does not denote he was silent. It means the Evangelists remain silent about what Jesus did." ... "Only Luke reports that Jesus was in the Temple when he was twelve, apparently for his bar mitzvah (2:42), and that he began his public ministry when he was "about thirty years of age" (3:23). What did Jesus do from age twelve to thirty?".
  3. ^ E.g., see Lost Years of Jesus Revealed by Charles F. Potter (ردمك 0449130398)
  4. ^ All the People in the Bible by Richard R. Losch (May 1, 2008) Eerdsmans Press (ردمك 0802824544) 209: "Nothing is known of the life of Jesus during the seventeen years from the time of the incident in the temple until his baptism by John the Baptist when he was about thirty. Countless theories have been proposed, among them that he studied in Alexandria in the Jewish centers there and that he lived among the Essenes in the Judean desert...there is no evidence to substantiate any of these claims and we have to accept that we simply don't know.... The most likely thing is that he continued to live in Nazareth and ply his trade there..." "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2021-03-08. اطلع عليه بتاريخ 2021-06-12.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  5. ^ Crossan، John Dominic؛ Richard G. Watts (1999). Who is Jesus? : answers to your questions about the historical Jesus. Louisville, Ky: Westminster John Knox Press. ص. 28–29. ISBN:0664258425. مؤرشف من الأصل في 2021-03-07.
  6. ^ Voorst، Robert E. Van (2000). Jesus Outside the New Testament : an introduction to the ancient evidence. Grand Rapids, Mich.: Eerdmans. ص. 17. ISBN:0-8028-4368-9. ... Jesus' putative travels to India and Tibet, his grave in Srinagar, Kashmir, and so forth. Scholarship has almost unanimously agreed that these references to Jesus are so late and tendentious as to contain virtually nothing of value for understanding the Historical Jesus.
  7. ^ Borg، Marcus J. (2005). "The Spirit-Filled Experience of Jesus". في Dunn، James D. G. (المحرر). The Historical Jesus in Recent Research. Winona Lake, [IN]: Eisenbrauns. ص. 303. ISBN:1-57506-100-7.
  8. ^ Voorst، Robert E. Van (2000). Jesus Outside the New Testament : an introduction to the ancient evidence. Grand Rapids, Mich.: Eerdmans. ص. 78–79. ISBN:0-8028-4368-9.
  9. ^ New Testament Apocrypha, Vol. 1: Gospels and Related Writings by Wilhelm Schneemelcher and R. Mcl. Wilson (Dec 1, 1990) (ردمك 066422721X) page 84. Schneemelcher states that Kersten's work is based on "fantasy, untruth and ignorance (above all in the linguistic area)" Schneemelcher states that ""Kersten for example attempted to work up Notovitch and Ahmadiyya legends with many other alleged witnesses into a complete picture. Thus Levi's Aquarian Gospel is pressed into service, along with the Turin shroud and the Qumran texts."
  10. ^ Focus on Jesus by Gerald O'Collins and Daniel Kendall (Sep 1, 1998) (ردمك 0852443609) Mercer Univ Press pages 169-171
  11. ^ : Reiner، Edwin W. (1971). The Atonement. Nashville: Southern Pub. Association. ISBN:0812700511. OCLC:134392. Page 140 ""And Jesus himself began to be about thirty years of age, being (as was supposed) the son of Joseph." Luke 3:23. But Christ, of course, did not belong to the Levitical priesthood. He had descended neither from Aaron nor from the tribe of Levi."
  12. ^ The Gospel of Matthew by R.T. France (Jul 27, 2007) (ردمك 080282501X) page 549
  13. ^ The Gospel According to Mark: Meaning and Message by George Martin (Sep 2005) (ردمك 0829419705) Loyola Univ Press pages 128-129
  14. ^ Menahem Mansoor The Dead Sea Scrolls: A College Textbook and a Study Guide دار بريل للنشر؛ 1964, Page 156 "Edmund Wilson suggests that the unknown years in the life of Jesus (ages 12-29) might have been spent with the sect, but there is no reference to this in the texts."
  15. ^ Brennan Hill Jesus, the Christ: contemporary perspectives 1991 (ردمك 1585953032) Page 6 "than about the people with whom Jesus lived. Josephus (d. 100 C.E.) was born just after the time of Jesus. He claims to have studied with the Pharisees, Sadducees, and Essenes as a young man"
  16. ^ Roten، J.؛ Janssen، T. "Childhood of Jesus". University of Dayton. مؤرشف من الأصل في 2021-04-19. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-01.
  17. ^ جيمس إتش تشارلزورث The Historical Jesus: An Essential Guide 2008 (ردمك 0687021677) The New Testament apocrypha and Pseudepigrapha preserve many legends concocted to explain Jesus' youth. Tales have him ... The Evangelists have left "a narrative vacuum," and many have attempted to fill it. Only Luke reports that Jesus ...
  18. ^ "Jesus 'may have visited England', says Scottish academic". (Film review) "And Did Those Feet". BBC News. 26 نوفمبر 2009. مؤرشف من الأصل في 2021-02-25. اطلع عليه بتاريخ 2013-03-04. St Augustine wrote to the Pope to say he'd discovered a church in Glastonbury built by followers of Jesus. But St Gildas (a 6th-Century British cleric) said it was built by Jesus himself. It's a very very ancient church which went back perhaps to AD37
  19. ^ Forged: Writing in the Name of God--Why the Bible's Authors Are Not Who We Think They Are by Bart D. Ehrman (Mar 6, 2012) (ردمك 0062012622) page 252 "one of the most widely disseminated modern forgeries is called The Unknown Life of Jesus Christ"
  20. ^ Korbel، Jonathan؛ Preckel، Claudia (2016). "Ghulām Aḥmad al-Qādiyānī: The Messiah of the Christians—Peace upon Him—in India (India, 1908)". في Bentlage، Björn؛ Eggert، Marion؛ Krämer، Hans-Martin؛ Reichmuth، Stefan (المحررون). Religious Dynamics under the Impact of Imperialism and Colonialism. Numen Book Series. لايدن: دار بريل للنشر. ج. 154. ص. 426–442. DOI:10.1163/9789004329003_034. ISBN:978-90-04-32511-1. اطلع عليه بتاريخ 2020-10-25.