تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
سمك
السَّمَكُ العصر: 510–0 مليون سنة | |
---|---|
أمثلة عن عدَّة أنواع من السُمُوك
| |
التصنيف العلمي | |
النطاق: | حقيقيَّات النوى |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليَّات |
الشعيبة: | الفقاريَّات |
غير مصنف: | السُمُوك |
الاسم العلمي | |
Pisces | |
الفئات | |
تعديل مصدري - تعديل |
السَّمَكُ[ar 1] (مُفردُها سَمَكَةٌ وجمعُها سِمَاكٌ وسُمُوكٌ) أو الْحُوتُ (جمعُها نِينانٌ وأنْوانٌ أو حِيْتانٌ وأحْوَاتٌ وحِوَتَةٌ)[ar 2][ar 3][ar 4] هي حيواناتٌ مائيَّةٌ قحفيَّة خيشوميَّة التنفُّس عديمةُ الأصابع في أطرافها. يدخلُ في هذا التعريف جميع أنواع الجلكيَّات والسُمُوك المُخاطيَّة والغُضرُوفيَّة والعظميَّة، إضافةً إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الفئات البائدة. حوالي 99% من أنواع السُمُوك الباقية تنتمي إلى طائفة شُعاعيَّات الزعانف، منها 95% تنتمي لِشُعيبة العظميَّات. والسُمُوك تُؤلِّف الطائفة الأولى في شُعبة الحبليَّات (وتشمل هذه السُمُوك والبرمائيَّات والزواحف والطُيُور والثدييَّات).[ar 5] وجسم السَّمكة مشيقٌ مُزعنفٌ وحرشفيٌّ وليس فيه عُنقٌ واضح. إنَّ جميع سُمُوك البرك والأنهار مشيقةُ الشَّكل مُكيَّفةٌ لِسُرعة الحركة في الماء. وتندفعُ السَّمكةُ بِحركات الذيل من جانبٍ إلى آخر بينما تعمل الزَّعانف على ضبط الاتجاه والوضع في الماء. والسُمُوك بِفضل خياشيمها قادرةٌ كالشراغيف على التنفُّس تحت الماء دونما حاجةٍ إلى الصُّعود من حينٍ لآخر لِتنفُّس هواء السطح كما يفعل الكثير من الأحياء المائيَّة الأُخرى. لكنَّ خياشيم السَّمك يُغطِّيها من كُلِّ جانبٍ غطاءٌ جلديٌّ متينٌ، وليس من السهل مُلاحظتها كما هي الحال في خياشم الشراغيف.[ar 5] وليست السُمُوك كُلُّها بِالشَّكل السمكي المألوف، فبعضُها مُفلطحٌ يعيشُ على مقرُبةٍ من قاع البحر ويستقرُّ أحيانًا على القاع فينسجم لون جسمه مع البيئة حواليه بحيثُ تتعذر استبانته.[ar 6]
إن أقدمُ الكائنات التي يُمكن تصنيفها سُمُوكًا كانت حبليَّات طريئة الأجساد ظهرت خلال العصر الكامبري، وعلى الرُغم من أنَّ هذه الكائنات افتقدت الأعمدة الفقاريَّة الحقيقيَّة، غير أنَّها تمتعت بِحبالٍ ظهريَّةٍ سمحت لها بأن تكون أكثر رشاقةً من نظيراتها اللافقاريَّة. استمرَّ تطُّور السُمُوك خلال حقبة الحياة القديمة، فظهرت منها أشكالٌ مُتنوِّعة عديدة، تميَّز الكثيرُ منها بِهياكل درعيَّة خارجيَّة تحميها من الضواري. ظهرت أولى السُمُوك الفكيَّة خلال العصر السيلوري، وسُرعان ما أصبح كثيرٌ منها (كالقُرُوش) ضوارٍ بحريَّةٍ مُهيبة بعد أن كانت أجدادها فرائسًا لِمفصليَّات الأرجل التي شاركتها موائلها. نظرًا لأنَّ جميع رُباعيَّات الأطراف نشأت من السُمُوك لحميَّة الزعانف، بحسب النظريَّة السائدة والمقبولة في المُجتمع العلمي، فإنَّ جميع تلك الكائنات تُعدَّ سُمُوكًا بحسب التصنيف التفرُّعي. على أنَّ أغلب العُلماء يعتبرون أنَّ السُمُوك تُشكِّلُ شبه عرقٍ حيويّ تُستثنى منه رُباعيَّات الأطراف، فهي لا تُشكِّلُ تصنيفًا خاصًّا بِذاته حسب مفاهيم علم الأحياء المنهجي.[1][2]
مُعظم السُمُوك خارجيَّة الحرارة (باردة الدم)، ممَّا يعني أنَّ درجات حرارة أجسادها تتبدَّل بِتبدُّل حرارة البيئة المُحيطة بها، على أنَّ بعض الأنواع الضخمة من السَّابحات النشطة كالقرش الأبيض الكبير والتن، قادرةٌ أن تحفظ لأجسادها درجة حرارة أساسيَّة أكثر ارتفاعًا من درجة حرارة أجساد الأنواع الأُخرى.[3][4] تتواصل السُمُوك مع بعضها صوتيًّا، غالبًا أثناء اقتياتها أو اقتتالها أو تودُّد الأليفان لِبعضهما.[5]
السُمُوك وافرةٌ في مُعظم المُسطَّحات المائيَّة، ويُمكن العُثُور على أنواعٍ مُختلفةٍ منها في جُملةٍ من تلك البيئات، بدايةً من الجداول الجبليَّة (كالشَّار والقوبيون النهري) وانتهاءً بِالأعماق البحريَّة السحيقة، بل إنَّ بعضها يستوطن الأخاديد القاعيَّة في أعمق المُحيطات (مثل الإنقليس البرسمي والسمك البزَّاقي). ولم يُسجَّل بعد وُجُود أي نوعٍ من السُمُوك في أعمق 25% من المُحيط.[6] يصلُ عدد أنواع السُمُوك الموصوفة وصفًا علميًّا إلى 34,300 نوع، لِتكون هذه الفئة بالتالي الأكثر تنوعًا بين جميع فئات الفقاريَّات.[7]
يُعدُّ السَّمك من أهم الموارد الطبيعيَّة لِلإنسان، باعتباره من أبرز الأغذية التي يستهلكها البشر أو التي يعتاش الكثيرون من صيدها وبيعها. تُعرف المناطق الغنيَّة بالسُمُوك بِالمصايد البريَّة، وهي تُستغل لِتلبية مُتطلبات الأسواق، وفي العديد من الدُول والمناطق، تُربَّى السُمُوك في بُحيراتٍ أو أحواضٍ اصطناعيَّةٍ أو في أقسامٍ مُسيَّجةٍ من البحر تُعرف بِالمزارع السمكيَّة، وتُستغل لِتلبية الحاجات الغذائيَّة للناس، وكذلك في الصيد الترفيهي، وبعضُها يُباع لِلزينة أو يُعرض في الأحواض العامَّة لِلملأ. أثَّرت السُمُوك في الثقافات البشريَّة المُختلفة عبر العُصُور، فألَّهتها بعض الحضارات، وجُعلت رُمُوزًا دينيَّة، كما ذُكرت في القصص القُرآني والكتابي، وفي العديد من الأعمال الفنيَّة والإبداعيَّة من مُؤلَّفاتٍ أدبيَّة وأفلامٍ سينمائيَّة وغير ذلك.
تأثيل
يقولُ ابن منظور في لسان العرب: «السَّمَكُ: الحُوتُ مِنْ خَلْق الْمَاءِ، وَاحِدَتُهُ سَمَكَة، وجمعُ السَّمَكِ سِماكٌ وسُمُوكٌ… وسَمَكَ الشَّيْءَ يَسْمُكُه سَمْكاً فَسَمَكَ: رَفَعَهُ فَارْتَفَعَ».[ar 3] ويقُولُ زين الدين الرازي في مُختار الصحاح: «"الْحُوتُ": السَّمَكَةُ وَالْجَمْعُ "الْحِيتَانُ". قُلْتُ: وَهَكَذَا قَالَ الْأَزْهَرِيُّ. وَيُؤَيِّدُ كَوْنَهُ مُطْلَقَ السَّمَكَةِ قَوْلُهُ : ﴿نَسِيَا حُوتَهُمَا﴾، وَالْمَنْقُولُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ أَنَّهَا كَانَتْ سَمَكَةً فِي مِكْتَلٍ… وَأَدَلُّ مِنْ هَذَا قَوْلُهُ : ﴿إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ﴾».[ar 7] وكلمة «السَّمك» مُشتقة من جذر «س م ك»، وأغلب ما اشتُقَّ من هذا الجذر يُراد به إمَّا السقف أو الثخانة. جاء في مُعجم لُغة الفُقهاء: «السَمْك: بِفَتْحِ أَوََلَهُ وَسُكُونِ ثَانِيِهِ مِنْ سُمْك، ج سُمُوكٍ، السَّقْفَ // الثَّخَانَةُ».[ar 8] يقول ابن فارس في مُعجم مقاييس اللُغة: «السِّينُ وَالْمِيمُ وَالْكَافُ أَصلٌ وَاحِدٌ يُدُلُّ عَلَى الْعُلُوِّ. يُقَالُ: سَمَكَ، إِذَا اِرْتَفَعَ».[ar 9] ويقول مُحمَّد العدناني في مُعجم الأغلاط اللُّغويَّة المُعاصرة: «وَيُخْطِئُونَ مَنْ يَجْمَع السَّمَكَ عَلَى أَسْمَاكٍ، وَيَقُولُونَ إنَّ الصَّوَابَ هُوَ: سِمَاكٌ وَسُمُوكٌ…».[ar 10]
التاريخ النُشُوئي
ما يزال تاريخ السُمُوك النُشُوئي والتطوُّري يفتقر للوضوح، فرغم العدد الكبير من الأحافير المُكتشفة إلَّا أنها لا تكشف إلا عن عددٍ ضئيلٍ من أنواع السُمُوك التي عاشت على الأرض تاريخيًا. ويتَّسم تاريخ السُمُوك بتوزّعها بين سبع فئات رئيسية، كانت لكل منها خواصّ وطريقة مختلفة في التكيّف مع مُحيطها. والكثير من هذه الفئات أو المجموعات تواترية: أي أنَّ كُل مجموعة جديدة منها كانت تستبدل مجموعة أخرى سبقتها وكانت أقلَّ قدرةً منها على التكيّف مع ظروفها المحيطة، ولذلك كانت تؤول المجموعة الأقدم إلى الانقراض.[9]
كانت أول أنواع السُمُوك المعروفة وبعضٌ من أقدم أنواع الفقاريَّات سُمُوكًا عديمة الفُكُوك، وترجع أحافير هذه السُمُوك إلى العصر الكامبري قبل 530 مليون سنة،[10] وأيضًا إلى العصر الأوردوڤيشي الأعلى قبل نحو 450 مليون سنة. وليس من المُؤكَّد إن عاشت هذه السُمُوك في بيئة بحريَّة ضحلة (وهو المكان الذي اكتُشفَت فيه مستحاثاتها) أم أنها كانت تسكن المياه العذبة وانجرفت بقاياها منها إلى الشاطئ، والأرجح هو أنَّ أسلاف هذه السُمُوك كانت كائنات بحريَّة صغيرة ورخوة تتغذّى بترشيح الماء (واسمها الرأس حبليَّات)، ولعلَّ هذه الكائنات احتاجت دروعها الأدمية لحماية نفسها من التيارات القوية في المياه العذبة، وكذلك من اللافقاريَّات المُفترسة ذات الكلاّبات (مثل عريضات الأجنحة) التي عاشت معها في العصر نفسه.[9]
كانت أقدم السُمُوك عديمة الفُكُوك وأكثرها بدائيَّة هي السُمُوك المُخاطيَّة، وأما الجلكيَّات (وهي النوع الثاني من السُمُوك عديمة الفُكُوك الباقية) فقد ظهرت بعدها. وقد كانت لهذه السُمُوك الأعضاء الوظيفيَّة الأساسيَّة للفقاريَّات، مثل الجهاز العصبي والجهاز الهضمي والقلب وغير ذلك، كما أن لها أشكالًا من العظم والغضاريف كانت ذات دورٌ جوهري في أنواع السُمُوك اللاحقة. ومن المرجح أنَّهُ عند انتهاء العصر السيلوري كانت قد نشأت جميع أنواع السُمُوك بل والفقاريَّات عديمة الفُكُوك، إلا أن التوثّق من ذلك صعبٌ لأن أحافير مُستديرات الفم لا تُحْفَظُ عادةً في سجل الأحافير.[9]
مع حلول العصر السيلوري قبل نحو 440 مليون سنة، ظهرت في البحار أولى السُمُوك ذات الفُكُوك وأولى الفقاريَّات الفكيَّة، والتي كانت سُمُوكًا من مجموعة القُرُوش الشوكيَّة، والتي عاشت مع السُمُوك اللافكيَّة في البيئة ذاتها. وأسلاف القُرُوش الشوكيَّة غير معروفة على وجه التحديد؛ ولو أنها كانت حلقة وصلٍ بين السُمُوك اللافكية والفكيَّة. وقد كانت هذه السُمُوك غير مُدرَّعة واعتمدت على حاسة البصر في الصيد والبقاء، وهي تتميَّز بأنها كانت مُغطَّاة بصفوفٍ من الأشواك وبزعانف تشبه الأشواك في شكلها.[9]
تبعت القُرُوش الشوكية مجموعةٌ ثالثة من السُمُوك المُنقرضة ظهرت قبل 400 مليون سنة، وهي لوحيَّات الأدمة التي تميَّزت بِدُرُوعٍ عظميَّة غطَّت أجسامها (وخُصوصًا رؤوسها)، وبِفُكُوكها المُتطوّرة. وكانت لوحيَّات الأدمة سُمُوكًا ذات فُكُوك، إلا أنها ليست ذات صلة تطوريَّة بِالقُرُوش الشوكيَّة، وقد ازدهرت هذه السُمُوك أثناء العصر الديڤوني ازدهارًا كبيرًا، لكنها اختفت بنهاية العصر نفسه، ولعلَّ ذلك بسبب نشأة عددٍ كبير من أنواع السُمُوك الأخرى التي نافستها على الأنظمة البيئيَّة. لم يتعدَّى طول معظم السُمُوك لوحية الأدمة 30 سنتيمترًا، على أن بعض أنواعها (وهي مفصليَّات الرقبة) وصلت أطوالًا ضخمة تجاوزت العشرة أمتار. ويقترح بعض العلماء أنَّ القُرُوش والخرافيَّات أو سُمُوك الفأر انحدرت من لوحيات الأدمة، ولا تتوفر أدلّة كافية لإثبات هذه النظرية أو نفيها.[9]
شهد العصر الديڤوني نشأة مجموعةٍ كبيرة أخرى من السُمُوك، ومنها السُمُوك الغُضرُوفيَّة، وكانت أولاها أنواعًا من القُرُوش المُنقرضة ظهرت قبل نحو 400 مليون سنة، وسُرعان ما انتشرت هذه المجموعة في أنحاء العالم قبل التاريخي، وما زال انتشارها قائمًا حتى الوقت الحاضر. وقد تطوَّرت القُرُوش وسُمُوك الشفنين المُعاصرة من أسلافها الأوائل (وهم محدبات الأسنان) خلال العصر الجوراسي، أي منذ 200 إلى 145 مليون سنة تقريبًا، ففي هذه الفترة ظهرت مجموعات السُمُوك الغُضروفيَّة الحديثة الثلاث: وهي القُرُوش الأرضية والقُرُوش الحديثة وورنكيات الشكل. وتتميَّز القُرُوش والشفنين بأن لها فُكُوكًا متطوّرة وزعانف أكثر مرونة من لوحيَّات الأدمة، وما تزال بعض الأنواع البدائيَّة نسبيًا من السُمُوك الغضروفية موجودة، مثل قرش ميناء جاكسون الشبيه بالرخويّات. ويُظَنّ أن سُمُوك الشفنين نشأت من قروش بدائية (أو أسلافٍ للقروش) كانت تعيش في قاع البحر.[9]
نشأت في نهاية العصر الديڤوني -أيضًا- أسلاف جميع مجموعات السُمُوك العظمية، وهي كاملات الرؤوس (ومنها الخرافيَّات أو سُمُوك الفأر) ولحميَّات الزعانف (ومنها السلَّوريَّات وشوكيَّات الجوف) وشُعاعيَّات الزعانف (وهي تشمل العظميَّات وبالتالي السواد الأعظم من السُمُوك الحديثة).[11] يُرجِّح أغلب الباحثين أن البرمائيَّات وسائر الحيوانات الفقاريَّة نشأت من لحميَّات الزعانف، ولو أنهم يختلفون فيما لو كانت نشأتها من السُمُوك الرئويَّة رُباعيَّة الأطراف التي انقرضت قبل 120 مليون سنة، أو ربما من شوكيات الجوف أو السمكة الرئويَّة التي ما تزال على قيد الحياة. وأما شُعاعيَّات الزعانف فهي أكثر السُمُوك ازدهارًا حاليًا، إذ إن لها 480 فصيلة تضمّ معظم السُمُوك المعروفة، من ضمنها ثمانون فصيلة منقرضةً على الأقلّ، وقد ظهرت أكبر مجموعاتها (وهي العظميَّات) قبل 200 مليون عام، ولو أنها لم تصل إلى انتشارها الهائل في العالم إلا قبل خمسين مليون سنة، أي بعد انقراض الديناصورات وأثناء العصر الإيوسيني.[9]
التصنيف
السُمُوك هي مجموعة شبه عرق، أي أن الفرع الحيوي الذي نشأت منه السُمُوك يشمل -بالضّرورة- جميع أنواع رُباعيَّات الأطراف (وهي أنواع من الفقاريَّات أصلها من السُمُوك، لكنها لا تُصنَّف مع السُمُوك حاليًّا، ومنها البرمائيَّات والزواحف والثدييَّات). ولا توجد حاليًا مجموعةٌ واحدةٌ في شجرة الكائنات الحيَّة تنطوي تحتها جميع السُمُوك، بل إن أنواع السُمُوك المُعاصرة مُوزَّعة بين ثلاث طوائف ضمن رُتبة الفقاريات. وهذه الطوائف (مع تقسيماتها الفرعية) هي كالآتي:[12][13]
- طائفة اللافكيَّات (سُمُوك بدون فُكُوك).
- طُويئفة مُستديرات الفم (وهي الجلكيَّات والسُمُوك المُخاطية).
- طُويئفة قوقعيَّات الأدمة (وهي سُمُوكٌ مُدرّعة ومُنقرضة عديمة الفُكُوك).
- طائفة السُمُوك الغُضرُوفيَّة (سُمُوكٌ عديمة الهيكل العظمي).
- طُويئفة الأشلاق أو صفيحيَّة الخياشيم (وهي القروش والشفنين).
- طُويئفة كاملات الرؤوس (وهي سمك الفأر أو «الخُرافيَّات» وأقاربها).
- طائفة السُمُوك العظميَّة (سُمُوكٌ لها هيكلٌ عظمي).
كما أنَّ لِبعض السُمُوك المُنقرضة طوائف مُستقلّة، وهي كالآتي:
- †لوحيَّات الأدمة (وهي السُمُوك المُدرَّعة المُنقرضة).
- †القُرُوش الشوكيَّة (وهي تُصنَّف أحيانًا ضمن السُمُوك العظميَّة).
ما سلف هو التصنيف الدارج للسُمُوك في المراجع غير المُختصّة، إلا أن كثيرًا من المجموعات المذكورة أعلاه هي أشباه أعراق، أي أنَّها فُرُوعٌ حيويَّة تنحدر منها أنواعٌ أُخرى غير مُتضمَّنة في التقسيم السالف: فعلى سبيل المثال، أقدم طوائف السُمُوك نشوءًا هي اللافكيَّات، والتي نشأت منها الغُضروفيَّات ونشأت من تلك السُمُوك العظميَّة. ويمكن بِالرّجوع إلى تسميات التصنيف التفرعي الحيوي المُختصّة تقسيم السُمُوك بتفصيلٍ أكبر كالآتي:
- طائفة الجلكيات
- †طائفة درعيات الجناح
- †طائفة حلمية الأسنان
- †طائفة عديمات الألواح
- طائفة الجلكانيَّات
- †طائفة مخروطيات الأسنان
- †طائفة أشباه مدرعات الرأس
- †مدرعات العظم
- †مدرعات الرؤوس
- †طائفة مهلوسات الدروع
- تحت شعيبة الفكيات
- †طائفة لوحيات الأدمة
- طائفة السُمُوك الغضروفية
- †طائفة القروش الشوكية
- عمارة السُمُوك العظمية
- طائفة شعاعيات الزعانف
- طُويئفة غضروعظميات
- رتبة حفشيات الشكل (ومنها الحفش والسُمُوك المجدافية).
- رتبة كثيرات الزعانف (ومنها سمك البشير وسمك الثعبان).
- طُويئفة جديدات الزعانف
- صُنيف كاملات العظام (ومنها سمك الرمح والآميا الملساء).
- صُنيف العظميات (ومنها كثيرٌ من أنواع السمك المعروف).
- طائفة لحميات الزعانف
- طُويئفة السُمُوك الشعاعية (ومنها شوكيات الجوف).
- طُويئفة السُمُوك الرئوية (وهي من أقارب رباعيات الأرجل).
ولعلماء التصنيف بعض الملاحظات على هذا التقسيم. إذ إنَّ مخروطيَّات الأسنان -مثلاً- من الحبليات (أي أن لها حبلًا ظهريًا)، ولهذا يعتبرها بعض علماء الإحاثة سُمُوكًا بدائيَّة. وعلى النقيض من ذلك، فإنَّ تصنيف بعض مجموعات السُمُوك ضمن الحبليَّات غير مبتوتٍ فيه، ومنها الجلكيَّات، والتي يظنّ بعض العلماء أن تصنيفها الصحيح هو مع السُمُوك المُخاطية في مجموعة مُستديرات الفم.[14][15]
التنوّع الحيوي
تضمّ السُمُوك (بشتّى مجموعاتها) أكثر من نصف أنواع الفقاريَّات كُلّها، ففي سنة 2006 صُنِّفَ ضمنها 28,000 نوعًا معاصرًا، من ضمنها نحو 27,000 نوع من السُمُوك العظميَّة، و970 نوعًا من القُرُوش والشفنين، و108 أنواع من مُستديرات الفم.[17] وتُصنَّف ثلث هذه الأنواع ضمن تسع فصائل كُبْرى للسُمُوك، وأسماء هذه الفصائل التسع من أكبرها إلى أصغرها هي: الشبوطيَّات والقوبيونيَّات والبلطيَّات والخراقينيَّات والمُصفَّحات واللوتش النهري والقرفصيَّات والكيدميَّات وعقارب البحر. وللسُمُوك -كذلك- 64 فصيلة أُحاديَّة الطراز، أي فصائل تضمّ نوعًا واحدًا فحسب. ويُقدِّر بعض الباحثين أنَّ عدد الأنواع الحيَّة من السُمُوك أكبر من العدد المعروف حاليًا، إذ إن مزيدًا من الأنواع تُكتشف وتوصف علميًّا في كُلِّ عام. وقد بلغ عدد أنواع السُمُوك المعروفة في سنة 2016 أكثر من 32,000 نوعًا من السُمُوك العظميَّة و1,100 نوع من السُمُوك الغُضرُوفيَّة.[18] إلا أن بعضًا من الأنواع انقرضت مؤخرًا نتيجة أزمة التنوّع الحيوي، ومن أنواع السُمُوك المنقرضة حديثًا السمكة المجدافية الصينية ونوع من الشصية الزراعية.
تتوزَّع أنواع السُمُوك المعروفة بالتساوي -تقريبًا- بين سُمُوك المياه المالحة (التي تسكن المُحيطات والبحار) وسُمُوك المياه العذبة (التي تسكن الأنهار والبُحيرات وما شابه). ويبلغ تنوُّع السُمُوك البحريَّة أقصاه -عالميًا- في الشعاب المُرجانيَّة ضمن منطقة المحيطَيْن الهندي والهادئ، وأمَّا السُمُوك النهريَّة أو سُمُوك الماء العذب فتنتشر في الأحواض النهرية بالغابات المطيرة، وخصوصًا في الغابات المحيطة بأحواض أنهار الأمازون والكونغو وميكونغ، ويعيش أكثر من 5,600 نوع من سُمُوك المياه العذبة في الإقليم المداري الجديد وحده (أي في أمريكا اللاتينيَّة)، أي نحو 10% من أنواع الفقاريَّات في العالم بأسره. وتحتوي بعض بقاع غابة الأمازون الغنيّة (مثل حديقة ولاية كانتاو) أنواعًا من السمك أكثر من تلك التي تعيش في قارة أوروپَّا كافّة.[19] وأعمق مكانٍ معروف في العالم تعيش فيه السُمُوك هو خندق ماريانا (وهو أعمق نُقطة على سطح الأرض) قرب غوام، والذي تسكنه سمكة ماريانا الحلزونيَّة.[20]
تستأثرُ مجموعاتٌ قليلة من السُمُوك بمُعظم التنوُّع الحيوي، فالسَّواد الأعظم من السُمُوك الموجودة حاليًّا تنتمي إلى رُتيبة العظميَّات، والتي تضمّ وحدها 96% من أنواع السُمُوك وأكثر من 50% من الفقاريَّات.[18] وتظهر في الرسم أدناه (وهو مُخطط نسل)[21] شجرة تطوّر مجموعات السُمُوك مع عدد أنواعها المعروفة:[18]
الفقاريات |
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
الوصف
التعريف العلمي للـ«سمكة» هو أنها حيوانات ذات خياشيم بِجميع مراحل حياتها وأنَّ لها زعانف مكان الأطراف أو الأرجل، وكذلك أنَّها من القُحفيَّات (أي أنَّ لها جُمجُمة) وأنَّها ليست من رُباعيَّات الأرجُل. وتختلف السُمُوك عن الطُيُور والثدييات وباقي مجموعات الفقاريَّات المشهورة بأنها ليست محصورةً في مجموعةٍ واحدةٍ في التصنيف العلمي، إذ لا توجد فصيلة أو مجموعة واحدة اسمها «السُمُوك»، بل السُمُوك مُوزَّعة بين مجموعات عدَّة حسب التصنيف المذكور أعلاه. بل إنَّ بعض أنواع السُمُوك (مثل شوكيات الجوف والسلوريَّات) أقرب إلى الثدييات والطُيُور منها إلى السُمُوك الأخرى، وهي مجموعات تشترك مع السُمُوك بِالسلف المُشترك نفسه.[22][23] ولا يعترف علم التصنيف الحديث بمجموعات شبه العرق، ممَّا يعني أن مصطلح «السُمُوك» غير دقيقٍ في سياق التصنيف الحيوي المُختصّ.
تعيش في البحار والمحيطات كائنات كثيرة غير مُصنَّفة علميًا مع السُمُوك، لكن قد يقع خلطٌ بينها وبين السمك، ومنها المحاريَّات ونُجُوم وقناديل البحر وما شابه، بل إن عُلماء الأحياء -في السابق- كانوا يخلطون بين السُمُوك والحيوانات البحريَّة الأُخرى، فقد صنَّف العُلماء الأوائل -خطأً- كثيرًا من كائنات البحر على أنها سُمُوكٌ، ومن ضمنها الحيتان والدلافين والفُقمات والتماسيح وأفراس النهر.[24]
تتراوح أحجام السُمُوك الموجودة حاليًا من القُرش الحُوتيّ (الذي يبلغ طوله 16 مترًا) إلى السُمُوك ضئيلة لا يتعدّى طولها 8 ملليمترات. ومعظم السُمُوك هي من ذوات الدم البارد، أي أنها تعتمد على البيئة المُحيطة بها لِتحديد حرارة جسمها، وعادة ما يكون جسمها انسيابيًا لتيسير السباحة السَّريعة، وتعتمد على الخياشيم لاستخراج الأكسجين من الماء (وأحيانًا تستخدم عُضوًا تنفُسيًا آخر لاستخراج الأكسجين من الهواء الطَّلْق)، وتتكاثر بوضع البيض، كما أن لِمُعظم السُمُوك زعنفة واحدة على كُلِّ جانبٍ من صدرها وبطنها، وزعنفتين ظهريَّتَيْن (أو ثلاث في بعض الأحيان)، وزعنفة شرجيَّة، وزعنفة ذيليَّة، ولها فكَّان وجلدٌ مُغطَّى بالحراشف.
إلَّا أن هذه ليست إلَّا مُؤشّرات عامَّة على ماهيَّة السُمُوك، ولها جميعًا استثناءات. فأبو سيف والتُّن وبعض القُرُوش لها شيءٌ من خواصّ ذوات الدم الحار، فهي تستطيع تسخين أجسامها إلى ما يفوق درجة حرارة الماء حولها.[22] كما تختلف قُدرة السُمُوك على السباحة الانسيابية، إذ إن التُّن والسلمون والشيميَّات قادرةٌ على سباحة مسافة تتراوح ما بين عشرة إلى عشرين ضعف طول جسمها في ثانية واحدة، إلا أن الأنقليس والشفنين يسبحان نحو نصف طولهما فقط في كُل ثانية.[25] وتستخرج كثيرٌ من سُمُوك المياه العذبة أكسجينًا من الهواء (إضافةً إلى أكسجين الماء) بِوسائل مُتنوّعة، فللسلَّور رئة تشبه رئات حيوانات اليابسة، والسُمُوك الجوراميَّة لها عضوٌ يُسمَّى «عضو المتاهة» يقوم بوظيفة شبيهة، وتستخرج السمكة القطيَّة الأكسجين من الهواء عبر أمعائها ومعدتها.[26] ويختلف شكل جسم السمكة وتوزيع زعانفها اختلافًا جمًّا، فكثيرٌ من السُمُوك لها أشكالٌ غير اعتيادية أبدًا: مثل فرس البحر وأبو الشص والأنقليسيات المبُتلعة والينفوخيَّة. كما أنَّ جلد بعض السُمُوك مكشوفٌ (أي أنها غير مُغطَّاة بِالحراشف)، كحال الشيقات (وهي من فصائل الأنقليس)، كما أن لِحراشف السُمُوك نفسها أنواعًا مُتفاوتةً منها الحراشف الكسمانيَّة (في شوكيات الجوف والسُمُوك الرئويَّة المُنقرضة) والحراشف اللوحية (في القروش والشفنين) والحراشف اللامعة (في سمك الرمح والبشير) والحراشف الدائريَّة (التي تُغطِّي معظم السُمُوك العظمية).[27] ومن السُمُوك من يضع بُيُوضه على اليابسة المُحاذية للماء أو من يعيش جُلَّ حياته على اليابسة،[28] ومن أشهر أمثلتها نطَّاط الطين التي تتغذّى وتقضي فتراتٍ طويلة في الطين وتختبئ في جحورٍ تحت الماء،[29] بل وإن نوعًا يُسمَّى «فريتوبيوس» (Phreatobius) يعيش حصرًا بين الأوراق المتساقطة الرَّطبة، مما يجعله سمكة يابسة حقيقية.[30][31] وتعيش كثيرٌ من السُمُوك تحت سطح الأرض في بُحيراتٍ وأنهار وطبقات مياه جوفيَّة، وهي تُسمَّى سُمُوك الكُهُوف.[32]
أجزاء الجسم والأعضاء الوظيفية
الجهاز التنفسي
تتنفّس معظم السُمُوك بِالاستعانة بِخياشيم تتَّصل مع بُلعُومها من جهتين، وهذه الخياشيم هي عبارة عن خيوطٍ دقيقةٍ يحتوي كُلٌ منها على شبكةٍ من الشُعيرات الدمويَّة تُوسِّع مساحة سطحها لِزيادة كفاءتها في امتصاص الأكسجين وإخراج ثاني أكسيد الكربون. وتستخدم السُمُوك هذه الخياشيم بأنها تبتلع الماء الغنيَّ بالأكسجين من فمها، ثُمَّ تَدْفَعُ هذا الماء عبر خياشيمها لِتصفية ما فيه من أكسجين ثُمَّ طرحه خارجًا. وقد يتدفَّق الدم في الشُعيرات الدمويَّة (عند بعض السُمُوك) بِعكس اتجاه خُرُوج الماء من الخياشيم، ممَّا يؤدِّي إلى عمليَّةٍ ميكانيكيَّةٍ تُسمَّى تبادلاً بعكس التيار، كما أنَّ بعض السُمُوك لها خياشيم خارجية نسبةً إلى جسمها، وهي صفةٌ بدائية موجودةٌ -كذلك- في شراغيف البرمائيَّات. ولِبعض السُمُوك (ومنها الجلكيَّات والقُرُوش) فتحاتٌ عديدةٌ للخياشيم في جانب جسمها، إلا أنَّ جميع السُمُوك العظميَّة (وهي الغالبيَّة العُظمى من أنواع السمك) لها خيشومٌ واحد على كُلّ جانبٍ من جسمها، وتصعب رؤية هذا الخُيشُوم كونه مُغطَّى بدرعٍ عظميّ يُسمَّى الغطاء الخُيشُومي.
تنفس الهواء
الكثير من أنواع السُمُوك تتنفَّس الأكسجين من الهواء الطَّلْق: إذ إن 49 فصيلةً على الأقلّ من السُمُوك قادرةٌ على تنفّس الهواء مثل حيوانات اليابسة. وعلى صعيد التاريخ الطبيعي، كانت السُمُوك البدائيَّة أولى أنواع الفقاريَّات التي طوَّرت وسيلة لتنفّس الأكسجين من الهواء، فقد بقيت السُمُوك بهذه الطريقة على قيد الحياة في بيئة فقيرة بالأكسجين. ونشأت هذه القدرة -فيما بعد- بتسلسلٍ مستقلّ في كثير من أنواع السُمُوك المعاصرة، ولذلك فإن لكلٍّ من هذه الأنواع أعضاءً وظيفيَّة وطريقة مُختلفة لتنفّس الهواء؛ وبسبب هذه الأعضاء تتغيَّر الدورة الدمويَّة وأنظمة الضخّ الدموي عند كُلِّ نوعٍ لتتكيَّف مع عملية التنفّس.[33]
على سبيل المثال، تتنفَس الأنقليسات ونطّاطات الطين بامتصاص الأكسجين عبر جلدها، ويمكن لبعض أنواع الأنقليس الكهربائي تنفّس الهواء بالحيّز الشدقي. وأما السُمُوك القطّية (من فصيلتي القطية المدرّعة والمُصفَّحة) فتتنفَّس من جهازها الهضمي،[34] ومثلها في ذلك فصيلة الشبوُّطيَّات. وتختصّ السمكة الرئويَّة (ما عدا النوع الكوينزلندي وكثيرات الزعانف) بأن لها رئتين قريبتين من رئتيّ الإنسان وباقي حيوانات اليابسة، ولهذا فإن هذه السُمُوك تضطرُّ للخروج إلى سطح الماء لاستنشاق الهواء الطَّلْق بفمها ثُمَّ إخراجه من خياشيمها. ولسمك الرمح والآميا الملساء أوعية دمويَّة في عضو نفاخة العوم (وهو عضوٌ تختصّ به السُمُوك) يؤدّي وظائف مماثلة للرئتين عند السمكة الرئويَّة. ولِبعض السُمُوك أعضاءٌ إضافية مُخصَّصة لتنفّس الهواء، منها «عضو المتاهة» الذي يعلو الخياشيم في سُمُوك الأناباسينات، ولبعض السُمُوك أعضاءٌ وظيفية شبيهة به، منها الشنات والجورامي الجميل وسُمُوك السلُّور مُتنفسة الهواء.
وقد تنقسم أنواع السُمُوك هذه إلى سُمُوكٍ تتنفَّس الهواء إلزامًا أو اختيارًا. فأنواع الفئة الأولى (مثل الرحناشة) تختنق إن لم تتنفَّس الهواء باستمرار، وأما الفئة الثانية (ومنها السلَّور الماص) فلا تتنفَّس الهواء إلا إن احتاجت إليه، وأما عدا عن ذلك فلها أن تتنفس من خياشيمها تحت الماء. ومعظم السُمُوك التي تتنفَّس الهواء هي من الفئة الثانية، التي تستطيع حِفْظ طاقتها وتجنّب خطر الحيوانات المفترسة بعدم الخروج إلى سطح.[34]
الدورة الدموية
للسُمُوك جهازٌ دورانيٌّ مُغلَق مثل الإنسان، إذ يضخّ قلب السمكة الدماء في دورةٍ مُتّصلةٍ تسيرُ عبر جسمها وترجع إليه. ويتكوَّن قلب مُعظم السُمُوك من أربع أجزاءٍ، هي قناتان لِدُخُول الدم وخُرُوجه وأُذَيْن وبُطَيْن لاحتوائه وضخّه.[35] فالجُزء الأوَّل من قلب السمكة هو الجيب الوريدي (بالإنجليزية: Sinus venosus)، وهو جيبٌ رقيقٌ يوجد في قلب الإنسان بمرحلته الجنينيّة ثم يندمج بالأُذَيْن، لكنه يبقى عند السُمُوك جزءًا مستقلًا من القلب وظيفته جمع الدم من الأوردة قبل أن يَضُخَّه إلى الجزء الثاني من القلب، وهو الأذين، الذي يتألَّف من حجرة عضليَّة كبيرة نسبيًا تحتوي الدم وتضخّه (باتجاه واحدٍ دومًا) نحو البَطُيْن. والبطين هو -أيضًا- حجرة عضلية تضخّ الدم نحو «البصلة الشريانية» (بالإنجليزية: bulbus arteriosus)، وهي جزءٌ تشريحي تختصُّ به السُمُوك، وهي عبارةٌ عن قصبة أو قناة تضخّ الماء خارج القلب، وتتّصل هذه البصلة بِالشريان الأبهر الذي يمرّ فيه الدم أثناء تصفية الأكسجين من الخياشيم.
الهضم والإفراز
للسُمُوك فُكُوكٌ مُخصَّصة لتناول أنواع متعدّدة من الطعام، منها النباتات ومنها السُمُوك والكائنات البحريَّة الأُخرى. ويدخل الطعام جوف السمكة عبر الفم إلى المريء، ويُكْسَر هناك إلى أجزاءٍ أصغر، ثم يمرّ إلى المعدة لهضمه، وكثيرًا ما يدخل الطعام في المعدة إلى جيوبٍ خاصَّة بمعدة السُمُوك تشبه في شكلها الأصابع، وتُنْتِجُ هذه الجيوب إنزيمات تمتصّ الغذاء، كما يضيف الكبد والبنكرياس إنزيماتٍ ومواد كيميائية أخرى أثناء مرور الطعام في الجهاز الهضمي، وتُكْمِلُ الأمعاء عملية الهضم وامتصاص الغذاء.
تشبه السُمُوك الحيوانات البحرية الأخرى في أنها تتخلَّص من مُخلَّفاتها التي تحتوي النيتروجين بِتحويلها إلى أمونيا وإخراجها، وتُخْرَج بعض هذه الفضلات بطريقة الانتشار عبر الخياشيم، وأما فضلات الدّم فتُرَشَّحُ في الكليتين. وعادةً ما تفقد سُمُوك المياه المالحة ماء جسمها -تدريجيًا- بسبب الخاصيَّة الأسموزية، ولذلك فإن كليتيها تُعِيدان تخزين الماء في جسمها. ويحدث العكس تمامًا في سُمُوك المياه العذبة: إذ إن جسمها يكسب الماء بسبب الخاصية نفسها، ولذلك تُنْتِجُ كليتاها بولًا للتخلّص من الماء الزائد. ولبعض السُمُوك كليتان مُخصَّصتان للتكيّف مع الماء بنوعَيْه العذب والمالح، إذ يمكن لتلك السُمُوك الانتقال بين هاتين البيئتين.
الحراشف
الحراشف هي صفائح صغيرةٌ تُغطِّي وتحمي طبقة الجلد في أنواعٍ عدَّة من الحيوانات، تتضمن مُعظم السُمُوك. تتألَّف حراشف السمك من عظامٍ تتكوَّن في طبقة من الجلد تحت البشرة، واسمها الأدمة. ولِحراشف السُمُوك أربع أنواعٍ أساسيَّة (لكل منها اختلافاته وأنواعه الفرعية)، وهي كالآتي:[36]
- الحراشف الدُهنيَّة: تُغطِّي القسم الأعظم من السُمُوك بما فيها أغلب السُمُوك العظميَّة، وهي الحراشف المُعتادة التي تُشكِّل طبقاتٍ مُتداخلةٍ على جلد السمكة، ممَّا يعطي السمكة اسنيابيَّة ومرونة في الحركة.[37] ومن صفات هذه الحراشف رقّتها وشكلها الدائري أو البيضوي وحجمها الكبير، وقد تكون ذات أطرافٍ ملساء (كحال حراشف الشبُّوط) أو مُسنَّنة وحادة (مثل حراشف الفرخ وصامد الشمس).[36]
- الحراشف اللوحيَّة: تُغطِّي السُمُوك الغُضروفيَّة من القُرُوش والشفنين، وهي حراشف عظميَّة مُدبَّبة كالأشواك ومُغطَّاة بِطبقةٍ تُشبه مينا الأسنان.[36]
- الحراشف اللامعة: تُغطِّي سمك الرمح والآميا الملساء والحفش، وهي تُشبه الحراشف اللوحيَّة لولا أنها مُغطَّاة بِطبقةٍ لمَّاعة فريدة.[36]
- الحراشف الكسمانيَّة: تُغطِّي السمكة الرئويَّة وبعض الأنواع المُنقرضة، وهي تتكوَّن من التحام طبقتين عظميَّتَيْن وطبقة تشبه العاج، وهي تشبه الحراشف اللوحيَّة ويُعتقد أنها نشأت منها.[38]
وقد تكون الحراشف دقيقةً جدًا وغير مرئية تقريبًا في بعض الأنواع، مثل أنقليس المياه العذبة، والتُّن حراشف دقيقة قد تظهر في أجزاءٍ مخفيَّة من جسمها، وأما خنجولة الهادي الهندي وبعض الأنواع الأخرى فقد يصل طول حرشفتها الواحدة إلى نحو عشر سنتيمترات. وليست لجميع أنواع السمك حراشف، ففصيلة السُمُوك المُتشبثة كلّها ليست لها أي حراشف، فهي تحمي جلدها بطبقةٍ سميكةٍ من المخاط.[39]
الجهاز العصبي
عادةً ما تكون أدمغة السُمُوك صغيرةً جدًا نسبةً إلى حجم جسمها إن قُورِنَت بِالتناسب نفسه في أنواع الفقاريَّات الأُخرى، إذ إنَّ لدى الثدييَّات والطُيُور المُماثلة لِلسُمُوك في حجمها دماغًا أكبر من السمكة بنحو 15 ضعفًا.[40] إلَّا أنَّ هذه ليست قاعدةً مُطلقة، فبعضُ أنواع السُمُوك لها أدمغة كبيرة نسبيًا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك القُرُوش والسُمُوك الفيليَّة التي يبلغ مُعدَّل كُتلة الدماغ إلى الجسم عندها نفس مُعدَّله عند الطُيُور والشقبانيَّات أو الجرابيَّات.[41]
تنقسم أدمغة السمك إلى أجزاءٍ عدّة، في مُقدِّمتها بصلتان شميَّتان تستقبلان إشارات من الأنف عبر أعصابٍ شمّيَّة،[40] وقد تكون هاتان البصلتان شديدتا الكِبر في السُمُوك المُفترسة التي تصطاد بالشّم، ومنها القُرُوش والسُمُوك المُخاطيَّة والسلَّوريَّات. ويلي هاتين البصلتين شطران أو فَصَّان للمخّ، والوظيفة الرئيسيَّة للمُخّ عند السُمُوك هي حاسة الشم كذلك، ولِذلك فهو يُكوِّن -مع البصلتين الشميَّتين- الشَّطر الأمامي من الدماغ.[40]
يربطٌ الدِّماغ البيني الدماغ المُقدم مع الدماغ المُتَوَسِّط (وهذا القسم لا يظهر في الرسم إلى اليسار لأنَّه يقع تحت الفَصّ البصري)، ويتحكَّم الدماغ البيني بِهُرمونات الجسم والاستتباب الداخلي (أي توازن وظائف الجسم الداخلية)، وتقع فوق هذا الجزء من الدِّماغ الغُدَّة الصنوبريَّة، والتي تشعر بالضوء الخارجي وتُنظِّم -بناءً عليه- التواتر اليومي لِلجسم وتتحكَّم بلون الجسم وبتغيّراته. ويقع فوق هذين العضوَيْن الدماغ المُتوسّط، والذي يحتوي بصلتين بصريَّتَيْن، ويكون حجمهما كبيرًا جدًا في السُمُوك التي تعتمد على حاسَّة البصر، ومنها السلمون القُزحي والبلطية.[40]
يلي هذا لشَّطر الدماغ التالي، وهو جزءٌ يتولَّى توازن جسم السمكة وحركتها أثناء السباحة، ومن ضمنه المُخيخ، وهو جزءٌ أحاديّ الفَصّ عادةً ما يكون أكبر أجزاء دماغ السمكة، إلَّا أنَّ لِبعض أنواع السمك مُخيخًا صغيرًا، ومن هذه الأنواع السُمُوك المُخاطية والجلكيَّات وأمَّا السُمُوك الفيليَّة فلها مُخَيْخ كبيرٌ يساعدها على الإحساس بالتيَّار الكهربائي.[40]
وأما آخر أجزاء الدماغ عند السمك فهي الدماغ البصلي، وهو يتحكَّم ببعض العضلات وأجهزة الجسم، كما أنه يقوم بوظائف إضافية عند السُمُوك العظمية منها التنفس والتنظيم الأسموزي.[40]
الحواس
لِمُعظم السُمُوك أعضاءٌ حسّية مُتطوِّرة جدًا، فالسُمُوك النَّهاريَّة كافة -تقريبًا- تُبْصِرُ نفس الألوان التي يُبْصِرُها الإنسان، وكثيرٌ منها ترى أطيافًا ضوئية أُخرى. ولِلكثير من السُمُوك مُستشعراتٌ كيميائيَّة قادرةٌ على الإحساس بِالروائح والتذوُّق بدرجةٍ فائقة، وأمَّا حاسَّة السَّمع فهي ضعيفة إجمالًا رُغم أنَّ لِلسُمُوك أذنَيْن. ولِمُعظم السُمُوك عضوٌ حسَّاسٌ يُسمَّى جهاز الخط الجانبي، وهو يمنحها إحساسًا بتيَّارات الماء واهتزازاته الدقيقة، كما تستطيع بِفضله الإحساس بِحركة الضواري القريبة منها أو الطّرائد التي تسبح حولها،[42] وقد تُعتبر طبيعة الإحساس الذي تتلقَّاه السُمُوك من هذا الجهاز شبيهةً بحاسَّة اللمس أو السَّمع. فمثلاً، تعتمد سمكة الكهف العمياء في كُلِّ نواحي حياتها تقريبًا على حواسّ جهاز الخط الجانبي.[43] ولِلقُرُوش والسلَّوريَّات وبعض الأنواع الأُخرى أعضاءٌ حسَّاسةٌ تُسمَّى مصابيح لورنزيني، وهي مُستقبلات كهربائيَّة تستشعر التيَّارات الكهربائيَّة الضعيفة من فئة الميليڤولتات (أي جزء بالألف من الڤولت).[44] ويُمكن لسكينيَّات الشكل في أمريكا الجنوبيَّة توليد تيَّارات كهربائيَّة مُتواضعة لِلاستعانة بها في الحركة والتواصل مع بني جنسها.
حاسة البصر وجهاز الرؤية أساسيٌّ في حياة أغلب السُمُوك، وتشبه عيون السُمُوك في تركيبها عيون فقاريات اليابسة، مثل الإنسان والطيور وغيرها، ولعلَّ الاختلاف الأكبر هو أن عدسة عين السمكة أكثر كرويَّة في شكلها. وفي شبكيَّة عين السُمُوك خلايا عصويَّة ومخروطيَّة؛ أي أنها فعَّالة في الرؤية الليلية والنهارية. ولمعظم أنواع السمك رُؤيَّة للألوان، وبعضها تستطيع رؤية الأشعة فوق البنفسجية والضوء المُستقطب. وتميل سُمُوك اللافكيَّات إلى أن تكون لها «بُقعٌ عينيَّة» بدائيَّة فحسب، ولو أن للجلكيَّات عيونًا مُتطوِّرة. وتتكيَّف رؤية السُمُوك مع بيئتها المُحيطة، فسمك أعماق البحار له عيونٌ قادرةٌ على الرؤية في الظلام الدامس.[45] وقد تستعين السُمُوك بِمعالم قاع الماء المُحيطة بها لِمعرفة الاتجاهات، ويُثْبِتُ سُلُوك السُمُوك في المتاهات أنَّ لها ذاكرة مكانية وأنها قادرةٌ على حِفْظ الأماكن بالبصر.[46]
الوعي والإدراك
كشفت الأبحاث الحديثة عن وجود وعيٍ عند السُمُوك أكبر ممَّا افترضه الباحثون سابقًا. إذ أظهرت -مثلًا- شياطين البحر أنَّها مُدركةٌ لذاتها حين خضوعها لاختبار النظر في المرآة، فهي تُكرِّر حركاتها أمام المرآة للتوثّق مما إذا كان انعكاسها يُقلِّد حركات جسمها.[47] كما نجحت الكيدميات أو سُمُوك الرأس في الاختبار ذاته حسب دراسة أُجْرِيَت سنة 2018.[48][49] وقد راقب العلماء حالاتٍ تستخدم فيها السُمُوك أدواتٍ، مثل حال سمكتي القد الأطلسي والسمكة النابلة.[50]
لطالما كان الإحساس بِالألم والخوف عند السُمُوك مصدر جدلٍ بين الباحثين، إلا أنَّ كثيرًا من التجارب تدلّ على أنَّ السُمُوك تنتابها هذه الأحاسيس. فقد أجرى العالم وليم تافولغا تجربةً صعق فيها سمكًا من المتعلجمات بِالكهرباء، وأصبحت هذه السُمُوك -بِمُرُور الوقت- تُصْدِرُ صوت ذُعْرٍ بمُجرَّد أن ترى صاعقًا كهربائيًا (حتى ولو لم يكُن يعمل).[51] وقد استنتج علماءٌ من جامعة إدنبرة ومعهد روزلين في سنة 2003 أن دماغ السلمون القُزحي يتفاعل مع الألم مثل الحيوانات الأخرى، فقد انتابت هذه السُمُوك حركةٌ متعرّجة وشرعت بحكّ شفاهها بتربة حوضها بعد حقن شفاهها بسمّ النحل وحمض الخليك ومواد مؤلمة شبيهة، وهي استجابةٌ شبيهة باستجاب الثدييات للاختبار نفسه،[52][53] كما أن عَصْبوناتها تفاعلت مع الحادث مثلما تتفاعل عصبونات الإنسان.[53]
وقد زعم أستاذٌ من جامعة وايومنغ أن هذه الدراسة قاصرةٌ لأنها لم تُثْبِت أن عند السُمُوك «إدراكًا لِلإحساس بالألم قريب كفايةً من إدراك الإنسان»،[54] وذلك لأنَّ أدمغة السُمُوك مُختلفةٌ جدًا عن دماغ الإنسان، ممَّا يعني أن إدراكها مختلفٌ وأنَّ تفاعلها مع الألم قد تكون له أسباب مختلفةٌ كذلك. وقد نشر العالم نفسه دراسة تزعم أن السُمُوك لا تشعر بِالألم لأنها ليست عندها قشرة مُخّية جديدة،[55] ويردّ عالم سلوك الحيوان تمبل جراندين على تلك الدراسة بأن أدمغة الحيوانات المختلفة قد تستخدم أجزاءً متفاوتةً من الدّماغ لأداء وظائف مُتماثلة، ممَّا يعني أنَّ السُمُوك قد تشعر بالألم.[53] ويُشير أنصار حماية الحيوان إلى أنَّ الصيد بالصنَّارة قد يُسبِّب معاناةً للسُمُوك، ولهذا السبب حظرت بعض الدُول (مثل ألمانيا) وسائل مُحدّدة في صيد السمك، وترفع الجمعية الملكية لمنع القسوة على الحيوانات في بريطانيا دعاوى قضائية على من يتعاملون بوحشيَّة مع السُمُوك.[56] وأظهر باحثون في سنة 2019 أن نوعًا من سُمُوك البلطية أحادية الزواج (أي التي تعيش مع شريكٍ واحدٍ مدى الحياة) تنتابها أحاسيس أو سلوكيَّات كئيبة حينما تنفصل عن شريكها.[57]
العضلات
تتحرَّك مُعظم السُمُوك بقَبْض عضلاتٍ مُزدوجةٍ ومُتماثلةٍ على جانبيّ جسمها الأيمن والأيسر، وتُكوِّن هذه الانقباضات دفعاتٍ تُشْبِه النوابض تتحرَّك عبر الجسم من الأمام إلى الخلف، وحين تصل الدَّفعة الزعنفة الخلفيَّة لِلسمكة تنقل الزعنفة الطاقة الحركيَّة نحو الماء، وتُعْطِي هذه القُوّة دفعةً لِلسمكة تُحرِّكها لِلأمام؛ مع الاستعانة بِزعانفها الأُخرى التي تؤدِّي في هذا السياق وظيفة شبيهة برَفْرَاف الطائرة. وتزيد الزعانف مساحة سطح الذيل، وبالتالي فهي تزيد من سُرعة الحركة، كما أنَّ جسم السمكة الانسيابي يُقلِّل من احتكاكها بِالماء ويُحافِظُ على طاقتها الحركيَّة.
كثافة أنسجة جسم السمكة أكبر دومًا من كثافة المياه، ولهذا فإنَّ السُمُوك مُضطرَّة للتعويض عن فَرْق الكثافة هذا بطريقةٍ أو بأخرى، وإلَّا فإنَّها تغرق. ولِكثيرٍ من أنواع السُمُوك العظميَّة عضوٌ خاصٌّ يُسمَّى نفاخة العوم يُساعدها على أن تطفو بتخزين أنواعٍ مختلفة من الغازات.
تنظيم الحرارة
السَّواد الأعظم من السمك خارجي الحرارة أو من ذوات الدم البارد حصرًا، أي أنَّها تستمدُّ حرارة جسمها من الماء المُحيط بها، إلا أن لذلك بعض الاستثناءات. الفصيلة الوحيدة المعروفة من السُمُوك العظميَّة التي تُصنَّف ضمن ذوات الدم الحار (أي أنها تُنظِّم حرارة جسمها داخليًا) هي الأسقمريَّاوات، وهي فئة من أنواعها سمكة الفراشة الملكية (وهي نوعٌ قاعدي من الماكريل)[58] وحدوق القدس، وأظهرت دراسة في سنة 2015 أن النوع الأخير يُنظِّم حرارة جسمه كاملًا من الداخل، فهو يُولِّد حرارة من عضلاته أثناء السباحة، وهو يحفظ هذه الحرارة بتنفّسه بعكس التيار (كما ورد في قسم «التنفس»)،[59] ولهذا فإن حدوق القدس قادرٌ على مطاردة الحبار وفرائسه الأُخرى لِمسافاتٍ شاسعةٍ بفضل حرارة جسمه وقلبه المرتفعة (وحرارة القلب هي صفةٌ تسمى ثبات الحرارة، وتنحصر -عادة- بالثدييَّات والطُيُور).[60] ولِبعض السُمُوك الغُضروفيَّة حرارة داخليَّة كذلك، منها قُرُوشٌ من فصيلة اللخميَّات (ومن أنواعها القرش الأبيض الكبير) والقرش الدرَّاس. وتتفاوت قُدرة هذه السُمُوك على توليد حرارتها الداخليَّة، فبعض أنواع السمك داخليَّة الحرارة لا تُدفِّئ إلَّا دماغها وعُيُونها، وأمَّا الأنواع الأُخرى (مثل البربيجل والتن أزرق الزعنفة) فتحفظ حرارة جسمها بما يصل إلى عشرين درجة مئوية فوق حرارة الماء المُحيط بها.[58] ويُكلِّف الحفاظ على حرارة الجسم عند هذه السُمُوك كثيرًا من الطاقة والأيض، إلا أنه قد يمنحها أفضليَّات كبيرة منها قوة إضافية في العضلات وسرعة أكبر في الجهاز العصبي والهضم.
الجهاز التناسلي
لِلسُمُوك أعضاءٌ تناسُليَّة منها الخِصْي والمبيض، وعادةً ما تكون الغُدَّة التناسُليَّة مُكوَّنة من فَصَّيْن مُتماثلين في الحجم، ولو أنَّهما يندمجان أحيانًا.[61] ولأنواع السمك أعضاءٌ تناسُليَّة ثانويَّة عديدةٌ تُساعدها في التكاثر. وبعض أنواع السُمُوك خنيثة، أي أن لها خصيًا ومبيضًا في مراحل متقلّبة من حياتها أو في المرحلة ذاتها.
أكثر من 97% من أنواع السُمُوك المعروفة بائضة، أي أن الأُنثى تضع البُيُوض، وتُتابع هذه البُيُوض نُمُوَّها خارج جسم الأم،[62] ومن أمثلة هذه السُمُوك السلمون والسمك الذهبي والبلطية والتن والأنقليس. وقد تنثر إناث السُمُوك البحرية بُيُوضها في عُرْض البحر بأعدادٍ هائلة، ويكون متوسّط قطر البيضة ملليمترًا واحدًا. وتخصيب أو تلقيح البيض خارجي في مُعظم الأنواع، إذ ينثرُ الذكر المشيج فوق البُيُوض وحولها بعد أن تضعها الأُنثى، إلَّا أنَّ بعض الأنواع الاستثنائيَّة تعتمد على التلقيح الداخلي، إذ يكون لِلذكر عُضوٌ يدخل الفتحات التناسُليَّة في الأُنثى لإيصال المني، ومن أمثلة السُمُوك ذات التلقيح الداخلي القُرُوش البائضة (مثل قرش القرن) والشفنين البائض (مثل الورانك)، وفي هذه الأنواع يكتسب الذكر زعنفتَيْن حوضيَّتَيْن تساعدانها على تثبيت جسمه بجسم الأنثى، وتسمى هاتان الزعنفتان الحاضنات.
وتتكاثر بعض السُمُوك بالطريقة البُيُوضيَّة الولوديَّة، أي أن بُيُوضها تنمو داخل جسم الأُم وتُلقَّح داخليًا، إلَّا أنَّ هذه البُيُوض تعتمد في غذائها على المحِّ وليس على جسد الأم، كما أنَّ كُل جنينٍ ينمو ضمن بيضته. ومن أمثلة هذه الأنواع الجوبي أو السمك القُزحيّ والقرش الملاك وشوكيَّات الجوف. كما أنَّ بعض أنواع السمك تَلِدُ صغارها مباشرة، وفي هذه الحالات تبقى البُيُوض في جسم الأم وتتلقَّى غذائها منه، ولهذه السُمُوك عضوٌ شبيه بالمشيمة (عند الثدييات) يُغذِّي الجنين من جسد الأم. ومن أمثلة السُمُوك الولادة القرش الليموني وسمك الفرخ. وتقع في بعض هذه الأنواع ظاهرة أكل البويضات، إذ إن الأجنّة التي تنضج باكرًا تلتهم بويضات الأم الأخرى، وتكثر هذه الظاهرة خصوصًا في القُرُوش مثل قرش ماكو قصير الزعنف والبربيجل، كما أنها تقع في بعض السُمُوك العظميَّة مثل نصفيات المنقار، كما أنَّ أجنّة بعض أنواع السمك تلتهم إخوتها الأصغر حجمًا بعد فقسهم، وخصوصا في قرش الرمل الببري.[63]
تُسمَّى صغار السُمُوك حديثة الفَقْس اليرقات، وعادةً ما تحمل معها كيسًا مُحيًّا يمنحها الغذاء، وقد يختلف مظهرها اختلافًا شاسعًا عن السُمُوك البالغة. ومن السائد أن تكون فترة النمو قصيرة في السُمُوك البائضة، فقد لا تتعدى بضعة أسابيع، وسُرعان ما تنضج اليرقات ويتغيَّر مظهرها كُليًّا في عملية تسمى التحول فتُصْبِحُ سُمُوكًا يافعة، وتضطرّ هذه السُمُوك إلى ترك كيس المحّ والتغذّي -عوضًا عنه- على العوالق الحيوانيَّة، إلَّا أنَّ هذا الانتقال محكومٌ بوفرة العوالق في المياه، ولهذا فإن أعدادًا هائلة من اليرقات تتضوَّر جوعًا حتى الموت.
-
بُيُوضُ سلمونٍ بِأجنَّة تنمو داخلها، تبدو للناظر عبر القشرة الشفَّافة
-
يرقة سمكة
-
سمكة سلمون أطلسي يافعة
-
سمكة سلمون أطلسي بالغة
لخصي السُمُوك العظميَّة نوعان أساسيَّان من حيث توزيع «السبيرماتوجونيا» فيهما (وهي مرحلة أوليَّة في تكون الحيوانات المنوية): في النوع الشائع تتوزَّع «السبيرماتوجونيا» على النبيبات الناقلة للمني كلّها، وأما في النوع الآخر فإن «السبيرماتوجونيا» تنحصِرُ في الجزء الأبعد من النبيبات الناقلة للمني. وقد يكون تكوُّن الحيوانات المنويَّة في السمك كيسيًا أو نصف كيسيّ في مرحلة إطلاق الخلايا الجنسية نحو تجويف الأنبوب.[61]
تنقسم مبائض السُمُوك إلى ثلاثة أنواع، هي: المبيض المكشوف والمبيض المكشوف الثانوي والمبيض الكيسي. وفي النوع الأوَّل تنطلق الخلايا البيضيَّة مُباشرةً نحو تجويف السيلوم ومنه إلى قناة الرحم ثم قناة البيض، وأمَّا في النوع الثاني فإن المبيض المكشوف يُطْلِقُ بُويضات إلى تجويف السيلوم والتي تتَّجه منه إلى قناة البيض.[64] وأمَّا في النوع الثالث، وهو المبيض الكيسي، فإنَّ الخلايا البيضية تخرج عبر قناة البيض. والنوع الأول هو خاصية بدائية تمتاز بها السمكة الرئويَّة والحفش والآميا الملساء، وأمَّا النوع الثالث فهو ينتشر في معظم السُمُوك العظميَّة، والتي يتّصل فيها تجويف الأنبوب بقناة البيض، وينحصر النوع الثاني بفصيلة السلمونيَّات وبعض السُمُوك العظمية.[61]
وتختلف عملية تكون البُويضة في العظميَّات بِحسب فصيلتها، إذ تُحدِّد تغيرات النوى الخُلويَّة والطبقات المُحيطة بها عمليَّة نُضْج الخلايا البيضيَّة. وتتكوَّن بعد الإباضة تجمُّعات خُلوية تُسمّى جريب المبيض (وهي مسؤولة عن إفراز هرمونات الدورة الشهرية)، وليست لجريب المبيض في السُمُوك وظيفة تتعلّق بجهاز الغدد الصماء، بل يُعَاد امتصاصها بسرعة في عملية تقتل فيها الخلايا نفسها وتدعى الاستماتة، ويُعَاد بعد ذلك -أيضًا- امتصاص الخلايا البيضية التي لم تلد.[61]
الجهاز المناعي
تختلف أجهزة مناعة السَّمك بِاختلاف فئاتها.[65] فاللافكيَّات تفتقد أعضاءً لمفاويَّة حقيقيَّة، وهي تعتمدُ على بعض أنحاء الأنسجة اللمفيَّة الكائنة في أعضاءٍ أُخرى من جسدها لإنتاج الخلايا المناعيَّة. فخلايا الدم الحمراء والبُلعُميَّة الكبيرة والپلازميَّة تُنتج في الكُلية الأماميَّة أو في بعض مناطق القناة الهضميَّة (حيثُ تنضج الخلايا المُحببة). وفي السُمُوك المُخاطيَّة، تتشابه أجهزة المناعة والنُخاع العظمي البدائي. أمَّا السُمُوك الغُضروفيَّة (القُرُوش والشفنين) فأجهزتها المناعيَّة أكثر تطوُّرًا من السُمُوك الأُخرى، إذ لها ثلاثة أعضاء مُتخصصة تتفرَّد بها: الأجهزة اللسانيَّة (نسيجُ لمفاوي مُشابه لِعظم الثدييَّات) المُحيطة بِالغُدد التناسُليَّة، وعضو لايديگ [نسبةً إلى عالم الحيوانات الألماني فرانتس ڤون لايديگ (بالألمانية: Franz von Leydig)] الواقع ضمن جدار مريئها، وصمَّامٌ حلزونيٌّ يوجد في أمعائها. تحتوي هذه الأعضاء على الخلايا المناعيَّة التقليديَّة (الحمراء والبُلعُميَّة الكبيرة والپلازميَّة). وتتمتع هذه الفئة من السُمُوك أيضًا بِغُدَّةٍ زعتريَّةٍ مُحدَّدة وطُحالًا كاملًا يُعد أهم أعضائها المناعيَّة، إذ يُنتج ويختزن طائفةٌ واسعة من الخلايا اللمفاويَّة والپلازميَّة والبُلعُميَّة الكبيرة. تُنتج الغُضروعظميَّات (الحفش والمجدافيَّات وكثيرات الزعانف) خلاياها المُحببة في كُتلةٍ مُتصلةٍ بِالسحايا، هي عبارة عن أغشيةٍ تُحيط بالجهاز العصبي المركزي. وقُلُوبها غالبًا ما تكون مُغطاة بِأنسجةٍ تحوي خلايا لمفاويَّة وشبكيَّة وكميَّة ضئيلة من الخلايا البُلعُميَّة الكبيرة. وكلى الغُضروعظميَّات من الأعضاء الأساسيَّة التي تُكوِّنُ لها دمها، ففيها تتطوَّر خلايا الدم الحمراء والخلايا المُحببة واللمفاوية والبُلعُميَّة الكبيرة.
ويتشابه الجهاز المناعي للعظميَّات مع ذاك الخاص بالغُضروعظميَّات، فكلاها (خُصوصًا الكلية الأماميَّة) تأوي العديد من الخلايا المناعيَّة المُختلفة،[66] ولها غُدَّة زعتريَّة وطُحال ومناطق مناعيَّة مُختلفة مُوزَّعة في أرجاء أغشيتها المُخاطيَّة (كالجلد والخياشيم والأمعاء والغُدد التناسُليَّة). يُعتقد أنَّ خلايا الدم الحمراء والمُتعادلة والمُحببة تقبع داخل طُحال السُمُوك العظميَّة شأنها في ذلك شأن الثدييَّات، أمَّا الخلايا اللمفاويَّة فتوجد في الغُدَّة الزعتريَّة حيثُ تطغى على باقي أنواع الخلايا.[67][68] وفي سنة 2006، أجرى عُلماءٌ دراسة على سُمُوك الدانيو المُخطط، وهي من العظميَّات، لِيتبيَّن لهم أنَّ جهازها اللمفاوي شبيهٌ جدًا بأجهزة الثدييَّات، ويُعتقد أنَّ هذا الجهاز هو المكان الذي تتجمع فيه الخلايا التائيَّة غير المُحفَّزة، بانتظار مُلاقاتها إحدى المُستضدَّات.[69]
تتمتع جميع الفكيَّات بِخلايا تائيَّة وبائيَّة حاملة مُستقبلات وأجسامٌ مُضادَّة على التوالي. وبحسب النظريَّة الأكثر قبولًا في المُجتمع العلمي، فإنَّ الجهاز المناعي التكيُّفي تطوَّر ونشأ لِأوَّل مرَّة في سلفٍ مُشتركٍ لِجميع الفقاريَّات ذوات الأفكاك.[70]
الأمراض
تتعرَّض السُمُوك لِطائفةٍ واسعةٍ من الأمراض والطُفيليات، شأنها شأن سائر الحيوانات. وأجسادها محميَّةٌ من هذه المخاطر بِوسائل عديدة، أبرزُها جُلُودها وحراشفها والطبقة المُخاطيَّة التي تُفرزها بشرتها وتُعيق نُمو المكروبات. وبحال اخترق الممراض هذه الدفاعات، فإنَّ أجساد السُمُوك تستجيبُ فتُطوِّرُ استجابةً التهابيَّةً يزيدُ من تدفُّق الدم إلى الأعضاء المُصابة، فتُزوَّد بِخلايا الدم البيضاء التي تعمل على تدمير الممراض. وكُلُّ ممراضٍ يتعرَّف عليه جسد السمكة تستجيبُ له دفاعاتٌ مُختلفةٌ بِاختلافه.[72] يلجأ مُربو سُمُوك الزينة وأصحاب المزراع السمكيَّة إلى تلقيحها لِحماياتها من بعض الأمراض الشائعة، كالدمامل في حالة السلمون وڤيروس هربس الكوي لِسُمُوك الكوي.[73][74]
بعضُ أنواع السُمُوك تلجأ إلى أنواعٍ أُخرى لِتُزيل عنها الطُفيليات، وتُعرف هذه الأنواع بِالسُمُوك الكنَّاسة، ومن أبرزها: الرأس أزرق الشريط (باللاتينية: Labroides dimidiatus) الذي يستوطن الشُعُب المرجانيَّة في المُحيطين الهندي والهادئ. تأوي هذه السُمُوك إلى أماكن مُحدَّدة في الشُعب، يُطلق عليها «محطَّات التنظيف» تشبيهًا بِمحطَّات تنظيف السيَّارات، حيثُ تتجمَّع أنواعٌ أُخرى تُعاني من طُفيليَّاتٍ شتَّى، فتُؤدي بعض الحركات لِاستقطاب انتباه الكنَّاسات، فتسبح الأخيرة نحوها وتبدأ بالتهام ما تطفَّل عليها.[75] لُوحظ هذا السُلُوك في العديد من الفئات السمكيَّة، منها على سبيل المثال نوعين ينتميان إلى فصيلة البلطيَّات: الكروميد البُرتُقالي (باللاتينية: Etroplus maculatus) الكنَّاس، والكروميد الأخضر (باللاتينية: Etroplus suratensis) الأكبر حجمًا بِأشواط.[76]
التواصل صوتيًّا
تتواصل السُمُوك صوتيًّا من خلال بثِّها إشاراتٍ مائيَّة إلى بعضها البعض، وغاية هذا الشكل من التواصل تكون إمَّا دعوةً لِلتغِّذي، أو إشارةً عدائيَّة غايتها إبعاد الخصم، أو بِهدف التودُّد والتكاثر.[5] ويختلفُ شكل ونمط الصوت هذا بِاختلاف نوع السَّمك والغاية المُحفِّزة لإصداره. والسُمُوكُ قادرةٌ على إصدار صريرٍ عبر تحريك بعض أجزاء هيكلها العظمي، ويُمكنها أيضًا إصدار أصواتٍ لاصريريَّة من خلال تلاعبها ببعض أعضائها الداخليَّة، مثل نفَّاخة العوم.[77]
الصرير
بعضُ أنواع السُمُوك قادرةٌ على إصدار أصواتٍ عبر فركها أو طرقها عظامها ببعضها، وتُعرف هذه الفئة من الأصوات بِالصرير.[77] من أبرز الأنواع المشهورة بِهذا هي الناخرة الفرنسيَّة (باللاتينية: Haemulon flavolineatum)، وصريرُها تُصدره من خلال فرك أسنانها ببعضها. ويُلاحظ أنَّها لا تأتي على هذا الفعل إلَّا حينما تكون مُضطربة أو خائفة.[77] يصلُ تردُّد صرير هذا النوع من السُمُوك إلى 700 هرتز، ويدوم لِقُرابة 47 ملِّي ثانية.[77] وأقصى تردُّدٍ سُجِّل لِهذا الصرير وصل إلى 1000 هرتز، كما تبيَّن أنَّ هذه السُمُوك غير قادرة على سماع الأصوات التي يفوق تردُّدها 1050 هرتز.[77]
وفي دراسةٍ أُجريت سنة 2014، تبيَّن أنَّ فرس البحر طويل الخطم (باللاتينية: Hippocampus reidi) يُصدرُ فئتين من الأصوات، وهي «النقر» و«الهدير»، وذلك عبر فركه لعظمه التاجيّ بالقسم المُثلَّم من قحفه العصبيّ.[78] وأظهرت هذه الدراسة أنَّ «النقرات» تُصدرُها الأفراس عند تودُّد الأليفان لِبعضهما، وعند التغذِّي، وتراوح تردُّدها بين 80 و800 هرتز.[79] كما تبيَّن أنَّ التردُّدات كانت أعلى خلال فترة التفريخ، حينما كان الأليفان لا يبعدان عن بعضهما أكثر من خمسة عشر سنتيمترًا.[79] أمَّا الهدير، فصدر عن الأفراس حينما كانت مُضطربة، كما عندما كان الباحثون يتفحَّصونها،[79] وتكوَّنت من سلسلةٍ من النبضات الصوتيَّة التي بعثتها السُمُوك في وقتٍ واحدٍ عبر اهتزازها لِأجسادها.[79]
الأصوات اللاصريريَّة
البعضُ الآخر من أنواع السُمُوك يُصدرُ أصواتًا عبر التلاعب بِعضلات جسده، فتنقبض وتجعل نفَّاخة العوم تبعثُ اهتزازاتٍ مسموعة. فالسَّمك العُلجُومي المحَّاري يُصدرُ نخيرًا عاليًا عبر قبض عضلاته الموجودة على طول نفَّاخة العوم، المُسمَّاة «عضلاتٌ صوتيَّة».[80] وكلا الجنسين يُصدرُ نخيرًا قصير الأمد عندما يشعرُ بِالخوف.[81] وتختص الذُكُور من هذا النوع بِإصدارها نداءاتٍ شبيهةٍ بِصوت صافرة القارب،[82] وهي أطول مُدَّةً وأخفت تردُّدًا من نخيرها، وتلجأ إليها لِاجتذاب الإناث.[82] يتراوح تردُّد الأصوات التي تُصدرُها هذه السُمُوك بين 140 و260 هرتز،[82] اعتمادًا على مُعدَّل انقباض عضلاتها الصوتيَّة.[80][83]
من السُمُوك الأُخرى الشهيرة بِأصواتها، قاروس القنوات (باللاتينية: Sciaenops ocellatus) الذي يُصدرُ ما يُشبه التطبيل عبر هزِّه نفَّاخة العوم.[84] وهذه الأصوات يتسبَّب بها الانقباض السريع لِلعضلات الصوتيَّة المُحيطة بِالجانب الظهري للنفَّاخة المذكورة،[84] وتتراوح تردُّداتها بين 100 وقُرابة 200 هرتز.[84] وكما هو حالُ العديد من الأنواع الأُخرى، تختلفُ نداءات قاروس القنوات بِاختلاف المُحفِّز،[84] بحيثُ يُمكن مُلاحظة الفرق بين الصوت الصادر عن الذكر المُتودد لِأُنثاه، وذاك الصادر حينما يُهاجمه ضارٍ مُفترس.[84] وحدها ذُكُور هذا النوع قادرة على إصدار الأصوات، أمَّا الأناث فصامتة، إذ أنها تفتقدُ العضلات الصوتيَّة سالفة الذِكر.[84]
الانحفاظ
أشارت القائمة الحمراء لِلأنواع المُهدَّدة بِالانقراض الصادرة سنة 2006 من طرف الاتحاد الدُولي لِحفظ الطبيعة، أنَّ هُناك 1,173 نوعًا من السُمُوك المُهدَّدة بِالاندثار،[85] من جُملتها: القد الأطلسي،[86] وبطحيشيَّة حُفرة الشيطان،[87] وشوكيَّة الجوف،[88] والقرش الأبيض الكبير.[89] تصعبُ دراسة السُمُوك وتجميع البيانات الخاصَّة بِأوضاع جمهراتها نظرًا لاستيطانها المُسطحات المائيَّة وانتشارها عبر مساحاتٍ شاسعة، لِذا فكثيرًا ما تكون المعلومات الخاصَّة بِحالات حفظها ناقصة. ويُلاحظ أنَّ سُمُوك المياه العذبة عادةً ما تكون أكثر تهديدًا من نظيراتها قاطنة المياه المالحة، نظرًا لِضيق مواطنها مُقارنةً بِالبحار الواسعة، فعلى سبيل المِثال، تستوطن بطحيشيَّة حُفرة الشيطان بركةً وحيدةً في منطقةٍ صخريَّةٍ تقع ضمن مُنتزه وادي الموت الوطني بالولايات المُتحدة، ولا تتخطى مساحتها 3 في 6 أمتار،[90] ولهذا فهي مُهدَّدة بِالانقراض بِدرجةٍ قُصوى.[91]
الصيد المُفرط
يُشكِّلُ الصيد المُفرط تهديدًا خطيرًا لِلسُمُوك الصالحة لِلاستهلاك البشري، من شاكلة التُّن والقد.[92][93] فإنَّ هذا الإفراط يؤدي في نهاية المطاف إلى انهيار الجمهرات (المُسمَّاة بِالمخزون السمكي) نظرًا لأنَّ ما يتبقَّى من سُمُوكٍ لا يعد قادرًا على التكاثر بِسُرعةٍ كافيةٍ لِتعويض تناقص أعدادها. والإفراطُ هذا يُمكن أن يُؤدِّي إلى اندثار الجمهرة المحليَّة لِنوعٍ مُعيَّن، وهو ما يُعرف بِـ«الانقراض التجاري»، وهو لا يعني أنَّ هذا النوع المُصاد قد انقرض تمامًا، بل أنَّ الجمهرة المحليَّة لم تعد كافية لتلبية الطلب الاستهلاكي.
إحدى أبرز الحالات المُوثَّقة عن انهيار جُمهرةٍ سمكيَّةٍ بِفعل الصيد المُفرط، حالة جمهرة السردين الأطلسي قبالة ساحل ولاية كاليفورنيا الأمريكيَّة. ففي سنة 1937 قُدَّرت أعداد السُمُوك في هذه الجمهرة بِقُرابة 800,000 طن، وبِحُلول سنة 1968 انخفضت الكميَّة المُصادة منها حتَّى وصلت 24,000 طنًا، ومُنذُ ذلك الحين لم تعد تلك الجُمهرة قادرة على توفير ما يكفي من الاحتياجات الاستهلاكيَّة، فأُهملت لِاعتبارها غير مُجدية اقتصاديًّا.[94]
أبرزُ خلافٍ قائمٍ بين عُلماء المصايد وأرباب الصناعة السمكيَّة يتمحور حول نظرة كُلِّ طرفٍ منهما إلى مدى مُرونة جمهرات المصايد تجاه الصيد المُفرط. ففي بعض الأماكن مثل اسكتلندا ونيوفندلاند وآلاسكا، تُؤمِّنُ مصلحة الصيد التجاري وظائف لِنسبةٍ كبيرةٍ من القوى العاملة، ممَّا يدفع بالسُلطات المحليَّة إلى دعم هذه المصلحة.[95][96] بِالمُقابل، يقولُ العُلماء والناشطون البيئيُّون أنَّ كثيرًا من الجمهرات مصيرها الاندثار إن لم تتولَّ الحكومات حمايتها عبر الحد من الكميَّات المسموح بِصيدها، أو عبر تقنين هذا النشاط.[97][98]
تدمير الموائل الطبيعيَّة
أهمُ الأخطار التي تطالُ البيئات البحريَّة والعذبة بما تأويه من كائناتٍ حيَّة، هو تدهور موائلها الطبيعيَّة وتلوُّث مياهها أو تجفيفها بغية استصلاحها، إضافةً إلى بناء السُدُود وإدخال أنواعٍ غير بلديَّةٍ إليها، تُنافس الأنواع المحليَّة.[99] من الأمثلة على السُمُوك التي يُهددها الانقراض بسبب ما طرئ من تبدُّلاتٍ على موطنها: الحفش الشاحب، وهي من السُمُوك النهريَّة الأمريكيَّة التي أضرَّت الأنشطة البشريَّة بِموائلها الطبيعيَّة إضرارًا كبيرًا.[100]
الأنواع الدخيلة
نقل البشر الكثير من أنواع السُمُوك وأدخلوها إلى موائل وبيئاتٍ خارج موطنها الطبيعي لِأسبابٍ مُختلفة، فبعضُ الأنواع أُدخلت لِغرض تشجيع الصيد الترفيهي، والبعضُ الآخر أُدخل بهدف الزينة فقط. من أبرز الأمثلة على كوارث لحقت بِجُمهراتٍ محليَّةٍ نتيجة إدخال نوعٍ جديدٍ إلى موئلها، ما لحق بِالبلطيَّات قاطنة بُحيرة ڤيكتوريا حينما أُدخل إليها فرخ النيل، ففتكت السُمُوك الدخيلة بِجميع الأنواع المُتوطنة في البُحيرة وعددُها خمسُمائة. ولم يبقَ على قيد الحياة منها إلَّا ما احتُفظ به في المرابي والمعارض المائيَّة، أمَّا البقيَّة فيغلب الظن أنها اندثرت.[101] من أهم الأنواع التي أدخلها الإنسان إلى موائل خارج موطنها الطبيعي حيثُ تسبَّبت بِمُشكلاتٍ شتَّى لِلأنواع البلديَّة: الشبُّوط المألوف، والشنة الشماليَّة،[102] وبلطي النيل، والفرخ الأوروپي، والترويت البُني، والترويت القُزحي، والجلكي البحري.
العلاقة مع الإنسان
اقتصاديًّا
عرف الإنسان صيد السَّمك واستهلاكها مُنذُ أقدم العُصُور، وتطوَّرت وسائل البشر في ذلك من العصا والحربة إلى الشِّص وشبكات الجرف الحديثة.[ar 11] يُضاف إلى ذلك تربية السُمُوك وإكثارها في بُركٍ خاصَّةٍ أو في أقسامٍ مُسيَّجةٍ من المُسطحات المائيَّة بغية صيدها كُل فترة، وتُعرف هذه المرابي بالمزارع السَّمكيَّة، وقد عرفها البشر مُنذ قُرابة 3,500 سنة، وهي تُؤمِّنُ مصدرًا مُهمًا لِلاستهلاك البشري في العديد من الدُول المُعاصرة، أبرزها الصين.[103] يُقدَّر أنَّ سُدُس الپروتين الذي يستهلكه البشر حول العالم مصدره السَّمك، وترتفع هذه النسبة في الدُول النامية وفي المناطق الساحليَّة التي يعتمد أهلها على البحر لِتأمين مورد رزقهم.[104]
تمخرُ أساطيل صيد السَّمك آفاق البحار حتَّى في الأحوال الجويَّة غير المُواتية لِضمان الحُصُول على كميَّاتٍ كافيةٍ منه. وأنواع السَّمك التي تُنشدها أساطيل الصيد توافر في المياه العميقة. وتستخدم قوارب الصيد نوعين من الشِّباك: الجارفة المُقفلة والمُنساقة المفتوحة تبعًا لِنوع السَّمك المُراد صيده. فلِصيد السُمُوك السطحيَّة من آكلات العوالق كالإسقمري والصَّابوغة تُنشرُ شباكٌ مفتوحةٌ طويلةٌ جدًّا مُطوَّفةً بِالعوَّامات الفلِّينيَّة أو اللدائنيَّة مُعلَّقةً في الماء كالسِّتارة، وتُتركُ لِتنساق مع تيَّارات الماء فترةً من الوقت.[ar 11] أمَّا في صيد سُمُوك الأعماق كالقد والشفنين والحدوق فتُستخدم شبكةٌ مخروطيَّةٌ كبيرةٌ مُثقَّلةٌ تُجرُّ بِحبلٍ طويلٍ يتَّصلُ بِقارب الجرف. ويدُورُ بها القارب سريعًا في مناطق الصَّيد، ثُمَّ تُسحب الشبكة وتُفرغ مُحتوياتها في القارب.[ar 11] تُعرف شبكات الصيد المُستخدمة في اصطياد كميَّاتٍ هائلةٍ من السُمُوك بالمسامك، وتُؤمِّنُ مصلحة الصيد الجماعي هذه مورد رزقٍ لِملايين الأشخاص حول العالم،[104] ويُقدَّرُ إنتاجها الإجمالي بِقُرابة 154 طن.[105] وليست كُلُّ أساطيل صيد السَّمك سُفُنًا حديثة، فالكثيرُ من مراكب الصيد في كثيرٍ من دُول العالم ليست إلَّا قوارب خشبيَّةً صغيرةً شراعيَّةً أو حتَّى مجدافيَّة. وفي بعض المناطق تخرُجُ قوارب الصيد إلى البحر ليلًا مُزوَّدةً بِفوانيس قويَّة تجتذبُ الأسماك نحو القارب قريبًا من سطح الماء، فيسهُلُ اصطيادُها. وفي بعض أنحاء أفريقيا وآسيا قد لا تتوافر لِلصيَّادين قوارب، فيخوضون في الماء يقذفون شباكهم والحصيلةُ بضع سمكاتٍ لمن يُواتيه الحظ.[ar 11]
ترفيهيًّا
نظر البشرُ إلى السُمُوك مُنذُ القِدم باعتبارها إحدى آيات الجمال، بقدر ما اعتبروها مصدرًا لِلغذاء، فصوَّرتها القبائل البدائيَّة في الرُسُوم الكهفيَّة، وبِمُرور الزمن أخذ البشر يُربون أنواعًا مُعينة في دورهم ومكاتبهم وفي الأماكن العامَّة بغية التمتُّع بِمنظرها فحسب. ومن أساليب الترفيه الأُخرى المُرتبطة بالسَّمك، الصيد الترفيهي، وهو الذي تكون غايته الاستمتاع بِالتجربة والخُرُوج إلى الطبيعة بِالمقام الأوَّل، وقد تكون غايته أيضًا تجاريَّة بغية تحقيق ربحٍ من خلال بيع السَّمكات القليلة المُصادة، وقد تكون غايته استهلاكيَّة، أي توفير غذاءٍ فردي أو عائلي. يستخدم الصيَّادون المُنفردون صنَّارةً وبكرةً وسلكًا وشصًّا وطائفةً واسعةً من الطُعُوم لِانتشال السَّمك من المياه. والصيدُ الترفيهي شائعٌ في الولايات المُتحدة وأوروپَّا، وفي العديد من الدُول الأُخرى أو في حُكوماتٍ محليَّةٍ لِدُولٍ اتحاديَّة تسعى لِضبط أعداد أنواعٍ مُعيَّنةٍ من السُمُوك قاطنة أنهارها وبُحيراتها، أو تسمح لِلناس بِالصيد خلال مواسم مُعينة.[106][107] وعلى الصيَّاد بالصنَّارة أن يختار الشص المُلائم ويرمي بِالسلك رميًا مُلائمًا، ويسحب صيده بالسُرعة المُناسبة كي لا ينقطع السلك، مُحتسبًا قُوَّة التيَّار المائي وأحوال الطقس، ونوع السَّمك المُصاد ومدى مُقاومة السمكة ووزنها وغير ذلك من الأُمُور.
دينيًّا
ظهرت السُمُوك في النُصُوص الدينيَّة مُنذُ القِدم، وبعضها أصبح من جُملة رُمُوز أديانٍ مُعينة. كان أهالي بلاد الرافدين يُقدِّمون السَّمك أضحيةً لِآلهتهم مُنذُ نُشُوء الحضارة في تلك البلاد،[108] وكان السَّمكُ رمزًا رئيسيًّا لِإله الماء السومريّ المُسمَّى «إنكي»،[108] واستُعملت صورتها لِتزيين الأختام الأُسطوانيَّة العائدة لِلعصرين الأموري (ق. 1830 ق.م– ق. 1531 ق.م) والآشوري (911–609 ق.م).[108] وكان المُعالجون وطاردو الأرواح الشريرة يرتدون أزياءً طقسيَّةً تُشبهُ أجساد السَّمك خلال مُعالجتهم المرضى، وذلك بدايةً من العصر الكيشي (ق. 1600 ق.م – ق. 1155 ق.م) وانتهاءًا بِأوائل العصر الفارسي الأخميني (550–30 ق.م).[108] وخلال العصر السلوقي (312–63 ق.م)، ظهرت أُسطُورة البطل البابلي أوانس الذي وصفه المُؤرِّخ برحوشا قائلًا أنَّهُ ارتدى جلد السَّمك.[108] كذلك، كان عبدة الإلهة الشاميَّة أترعتا يُؤمنون بأنَّ السُمُوك مُقدَّسةٌ عندها،[109] ولم يكن يُسمح إلَّا لكهنة معابدها بِأكل هذه الكائنات خلال الاحتفالات الدينيَّة المُقامة لِتبجيلها.[109] من الآلهة الأُخرى التي يُؤمن أتباعها باتخاذها هيئةً سمكيَّة: الإكاروا عند الپولينيزيين، والآلهة القُرُوشيَّة عند الهاوائيين، والماتسيا عند الهندوس.
إحدى أبرزُ القَصَص المُشتركة بين اليهوديَّة والمسيحيَّة والإسلام، هي قصَّة النبي يُونُس.[110] وأقدم النُصُوص التي تحدثت عنها هي سفر يونان، الذي يُرجَّح أنَّهُ كُتب خلال القرن الرابع قبل الميلاد، وجاء فيه أنَّ النبي المذكور طرحهُ أهلُ سفينةٍ كان يركبها في البحر، فأرسل الله حوتًا ابتلع نبيُّه، فبقي في جوفه ثلاثة أيَّامٍ وثلاثة ليالٍ: «وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال»، ثُمَّ قذفه على البر عندما أمره الله بذلك.[111][112][113] أُلحقت هذه القصَّة فيما بعد بِالتناخ، الذي يُشكِّلُ جُزءًا من العهد القديم في المسيحيَّة.[114][115] ونزلت هذه القصة أيضًا في القُرآن بِسُورة الصافات: ﴿وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ١٣٩ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ ١٤٠ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ١٤١ فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ ١٤٢ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ ١٤٣ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ١٤٤ فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ ١٤٥﴾ [الصافات:139–145]، وفي سُورة الأنبياء: ﴿وَذَا ٱلنُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَٰضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِى ٱلظُّلُمَٰتِ أَن لَّآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنتَ سُبْحَٰنَكَ إِنِّى كُنتُ مِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ﴾، وفي سُورة القلم: ﴿فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ ٤٨ لَوْلَا أَنْ تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِنْ رَبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ ٤٩ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ٥٠﴾ [القلم:48–50]. يقُولُ ابن كثير في تفسيره: «يَقُولُ : فَاصْبِرْ يَا مُحَمَّدُ عَلَى أَذَى قَوْمِكَ لَكَ وَتَكْذِيبِهِمْ، فَإِنَّ الله سَيَحْكُمُ لَكَ عَلَيْهِمْ وَيَجْعَلُ الْعَاقِبَةَ لَكَ وَلِأَتْبَاعِكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ يَعْنِي ذَا النُّونِ وَهُوَ يُونُسُ بْنُ مَتَّى حِينَ ذَهَبَ مُغَاضِبًا عَلَى قَوْمِهِ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَانَ مِنْ رُكُوبِهِ فِي الْبَحْرِ وَالْتِقَامِ الْحُوتِ لَهُ وَشُرُودِ الْحُوتِ بِهِ فِي الْبِحَارِ وَظُلُمَاتِ غَمَرَاتِ الْيَمِّ، وَسَمَاعِهِ تَسْبِيحَ الْبَحْرِ بِمَا فِيهِ لِلْعَلِيِّ الْقَدِيرِ الَّذِي لَا يُرَدُّ مَا أَنْفَذَهُ مِنَ التَّقْدِيرِ فَحِينَئِذٍ نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، قَالَ الله : فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ، وَقَالَ : فَلَوْلا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ». ويُضيفُ ابن كثير: «أَنَّهُ لَمَّا قَالَ: لَا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، خَرَجَتِ الْكَلِمَةُ تَحُفُّ حَوْلَ الْعَرْشِ فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ هَذَا صَوْتٌ ضَعِيفٌ مَعْرُوفٌ مِنْ بِلَادٍ غَرِيبَةٍ، فَقَالَ الله : أَمَا تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: هَذَا يُونُسُ، قَالُوا: يَا رَبُّ عَبْدُكُ الَّذِي لَا يَزَالُ يُرْفَعُ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ وَدَعْوَةٌ مُجَابَةٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالُوا: أَفَلَا تَرْحَمُ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي الرَّخَاءِ فَتُنْجِيهِ مِنَ الْبَلَاءِ فَأَمَرَ الله الْحُوتَ فَأَلْقَاهُ بِالْعَرَاءِ، وَلِهَذَا قَالَ : فَاجْتَباهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ».[ar 12]
من السُور القُرآنيَّة الأُخرى التي ورد فيها ذكرُ السَّمك، سورة الكهف، حينما نسي النبيُّ موسى وفتاه حوتهما: ﴿فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَٱتَّخَذَ سَبِيلَهُۥ فِى ٱلْبَحْرِ سَرَبًا﴾. يقولُ الطنطاوي في التفسير الوسيط: «والسَّرَبُ: النَّفَقُ الَّذِي يَكُونُ تَحْتَ الْأرْضِ، أَوِ الْقَنَاةُ الَّتِي يُدْخِلُ مِنْهَا الْمَاءَ إِلَى الْبُسْتَانِ لِسُقِيَ الزَّرْعُ. وَالْمَعنَى: وَبَعْدَ أَنَّ قَالَ مُوسَى لَفَتَاهُ مَا قَال، أَخَذَا فِي السَّيْرِ إِلَى مَجْمَعِ الْبَحْرَيْنِ، فَلَمَّا بَلَغَا هَذَا الْمَكَان «نَسِيَا حُوتَهُمَا» أي: نَسِيَا خَبَرَ حُوتِهِمَا وَنَسِيَا تَفَقُّدُ أَمْرِهِ، فَحُيِّيَّ الْحُوتُ، وَسَقَطَ فِي الْبَحْرِ، وَاِتَّخَذَ «سَبِيلَهُۥ» أي طَرِيقَهُ «فِي ٱلْبَحْرِ سَرَبًا». أي: وَاِتَّخَذَ الْحُوتُ طَرِيقَهُ فِي الْبَحْرِ، فَكَانَ هَذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ السَّرَب أَىِّ النَّفَق فِي الْأرْضِ بِحَيْثُ يَسِيرُ الْحُوتُ فِيهِ، وَأَثَرَهُ وَاضِحٌ».[ar 13] استخدم النصارى الأوائل الرمز المُسمَّى «إيخثيس» (باليونانية: Ιχθύς) وهو يعني حرفيًّا «سمكة»، شعارًا سريًّا لهم كي يتعرَّفوا على بعضهم دون أن يتعرَّضوا لِمُضايقات الرومان واضطهادهم، وجُعلت رمزًا لِلمسيح،[109][116] على اعتبار أنَّ كلمة «إيخثيس» تُشكِّلُ جميع حُرُوفها الحرف الأوَّل لِلكلمات المُشكِّلة لِجُملة «يسوع المسيح ابن الله المُخَلِّص = إيسوس خريستوس ثيو يوس سوتير» (باليونانية: Ίησοῦς Χριστός, Θεοῦ Υἱός, Σωτήρ). وفي الدارمة البوذيَّة، يرمزُ السَّمك إلى السعادة كونها طليقةٌ حُرَّةُ لِتسبح في المياه على كيفها. وترمز أيضًا إلى أثر قدم بوذا، وهي تُشيرُ إلى تحرُّره من الرغبات والارتباطات.[ar 14]
ثقافيًّا
شكَّل السَّمكُ عُنصرًا بارزًا من عناصر الثقافة البشريَّة مُنذُ أقدم العُصُور. فقد أطلق المُنجِّمون الإغريق القُدماء على البُرج الثاني عشر من الأبراج الفلكيَّة اسم «بُرج الحوت». ووفق التفسيرات الكلاسيكيَّة، فإنَّ رمز السمكتين لِهذا البُرج مُشتقٌ من القناطير السمكيَّة، وهي مخلوقاتٌ أُسطُوريَّة قيل أنَّها أعانت إلهة الحُب أفروديت حينما وُلدت من البحر.[117] ومن الأساطير البشريَّة التي تحدثت عن كائناتٍ هجينةٍ بين البشر والسَّمك، أُسطورة الخيلان أو حوريَّة البحر، وهي كائناتٌ صُوِّرت بِجسد امرأة وذيل سمكة،[ar 15][118] علمًا بأنَّ «حوريَّة» مُطلقًا تعني «فتاةٌ أُسطُوريَّةٌ بالغة الحُسْن تتراءى في البحار والغابات والأنهار».[ar 16] وفي الثقافة المُعاصرة، شكَّلت السُمُوك عناصر أساسيَّة في العديد من الروايات والأفلام السينمائيَّة، منها على سبيل المِثال «البحث عن نيمو» و«إشاعة القرش» و«الفك المُفترس»، والرواية المُقتبس عنها الفيلم الأخير من تأليف پيتر بنشلي، ورواية الشيخ والبحر من تأليف إرنست همينغوي وتعريب مُنير البعلبكي.
مراجع
بِلُغاتٍ أجنبيَّة
- ^ "Zoology" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-06-28.
- ^ Greene, Harry W. (1 Jan 1998). "We are primates and we are fish: Teaching monophyletic organismal biology". Integrative Biology: Issues, News, and Reviews (بEnglish). 1 (3): 108–111. DOI:10.1002/(sici)1520-6602(1998)1:3<108::aid-inbi5>3.0.co;2-t. ISSN:1520-6602.
- ^ Goldman، K.J. (1997). "Regulation of body temperature in the white shark, Carcharodon carcharias". Journal of Comparative Physiology. B Biochemical Systemic and Environmental Physiology. ج. 167 ع. 6: 423–429. DOI:10.1007/s003600050092. S2CID:28082417. مؤرشف من الأصل في 2012-04-06. اطلع عليه بتاريخ 2011-10-12.
- ^ Carey، F.G.؛ Lawson, K.D. (فبراير 1973). "Temperature regulation in free-swimming bluefin tuna". Comparative Biochemistry and Physiology A. ج. 44 ع. 2: 375–392. DOI:10.1016/0300-9629(73)90490-8. PMID:4145757.
- ^ أ ب Weinmann، S.R.؛ Black، A.N.؛ Richter، M. L.؛ Itzkowitz، M؛ Burger، R.M (فبراير 2017). "Territorial vocalization in sympatric damselfish: acoustic characteristics and intruder discrimination". Bioacoustics. ج. 27 ع. 1: 87–102. DOI:10.1080/09524622.2017.1286263. S2CID:89625932.
- ^ Yancey، PH؛ Gerringer، ME؛ Drazen، JC؛ Rowden، AA؛ Jamieson، A (2014). "Marine fish may be biochemically constrained from inhabiting the deepest ocean depths". Proc Natl Acad Sci U S A. ج. 111 ع. 12: 4461–4465. Bibcode:2014PNAS..111.4461Y. DOI:10.1073/pnas.1322003111. PMC:3970477. PMID:24591588.
- ^ "FishBase Search". قاعدة الأسماك. مارس 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-03-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-03-19.
- ^ "Monster fish crushed opposition with strongest bite ever". سيدني مورنينغ هيرالد. 30 نوفمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2013-04-02. اطلع عليه بتاريخ 2013-02-26.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "fish - Evolution and paleontology". Encyclopedia Britannica (بEnglish). Archived from the original on 2021-06-24. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "The History of Animal Evolution". جامعة وايكاتو (بEnglish). Archived from the original on 2021-04-21. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "Fish Evolution – History of Fishes". Ichthyological Society of Hong Kong. مؤرشف من الأصل في 2019-07-20. اطلع عليه بتاريخ 2021-07-06.
- ^ ألفرد رومر. & T.S. Parsons. 1977. The Vertebrate Body. 5th ed. Saunders, Philadelphia. (6th ed. 1985)
- ^ Benton, M.J. (1998) The quality of the fossil record of vertebrates. pp. 269–303, in Donovan, S.K. and Paul, C.R.C. (eds), The adequacy of the fossil record, Fig. 2. Wiley, New York, 312 pp.
- ^ Shigehiro Kuraku, Daisuke Hoshiyama, Kazutaka Katoh, Hiroshi Suga, Takashi Miyata (1999) Monophyly of Lampreys and Hagfishes Supported by Nuclear DNA–Coded Genes J Mol Evol (1999) 49:729–735
- ^ J. Mallatt, J. Sullivan (1998) 28S and 18S rDNA sequences support the monophyly of lampreys and hagfishes Molecular Biology and Evolution V 15, Issue 12, pp. 1706–1718
- ^ Goda, M.؛ R. Fujii (2009). "Blue Chromatophores in Two Species of Callionymid Fish". Zoological Science. ج. 12 ع. 6: 811–813. DOI:10.2108/zsj.12.811. S2CID:86385679.
- ^ Nelson 2006، صفحات 4–5.
- ^ أ ب ت Nelson، Joseph, S. (2016). Fishes of the World. John Wiley & Sons, Inc. ISBN:978-1-118-34233-6.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) - ^ Estudo das Espécies Ícticas do Parque Estadual do Cantão نسخة محفوظة 6 July 2011 على موقع واي باك مشين., fish species survey of Cantão (in Portuguese)
- ^ "There's a deeper fish in the sea". UW News (بEnglish). Archived from the original on 2021-04-11. Retrieved 2020-12-11.
- ^ Friedman، Matt؛ Sallan، Lauren Cole (يونيو 2012). "Five hundred million years of extinczion and recovery: A Phanerozoic survey of large-scale diversity patterns in fishes". Palaeontology. ج. 55 ع. 4: 707–742. DOI:10.1111/j.1475-4983.2012.01165.x.
- ^ أ ب Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 3.
- ^ Tree of life web project – Chordates نسخة محفوظة 24 February 2007 على موقع واي باك مشين..
- ^ Cleveland P. Hickman, Jr.؛ Larry S. Roberts؛ Allan L. Larson (2001). Integrated Principles of Zoology. McGraw-Hill Publishing Co. ISBN:978-0-07-290961-6.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 103.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحات 53–57.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحات 33–36.
- ^ Martin, K.L.M. (2014). Beach-Spawning Fishes: Reproduction in an Endangered Ecosystem. CRC Press. ISBN:978-1-4822-0797-2.
- ^ المؤلفان راينر فرويز ودانيال باولي (2006). "Periophthalmus barbarus" في قاعدة الأسماك. نسخة November 2006.
- ^ Planet Catfish. "Cat-eLog: Heptapteridae: Phreatobius: Phreatobius sp. (1)". Planet Catfish. مؤرشف من الأصل في 2006-10-23. اطلع عليه بتاريخ 2006-11-26.
- ^ Henderson، P.A.؛ Walker، I. (1990). "Spatial organization and population density of the fish community of the litter banks within a central Amazonian blackwater stream". Journal of Fish Biology. ج. 37 ع. 3: 401–411. DOI:10.1111/j.1095-8649.1990.tb05871.x.
- ^ Aldemaro, R.، المحرر (2001). The Biology of Hypogean Fishes. Developments in environmental biology of fishes. ج. 21. ISBN:978-1-4020-0076-8.
- ^ Zaccone، Giacomo؛ Lauriano، Eugenia Rita؛ Capillo، Gioele؛ Kuciel، Michał (2018-10). "Air- breathing in fish: Air- breathing organs and control of respiration: Nerves and neurotransmitters in the air-breathing organs and the skin". Acta Histochemica. ج. 120 ع. 7: 630–641. DOI:10.1016/j.acthis.2018.08.009. ISSN:1618-0372. PMID:30266194. مؤرشف من الأصل في 6 يوليو 2021.
{{استشهاد بدورية محكمة}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ^ أ ب Armbruster، Jonathan W. (1998). "Modifications of the Digestive Tract for Holding Air in Loricariid and Scoloplacid Catfishes" (PDF). Copeia. ج. 1998 ع. 3: 663–675. DOI:10.2307/1447796. JSTOR:1447796. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-03-26. اطلع عليه بتاريخ 2009-06-25.
- ^ Setaro، John F. (1999). Circulatory System. Microsoft Encarta 99.
- ^ أ ب ت ث "Scale | zoology". Encyclopedia Britannica (بEnglish). Archived from the original on 2021-06-09. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "Cycloid and Ctenoid Scales". The Australian Museum (بEnglish). Archived from the original on 2021-04-11. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "Cosmoid scales". The Australian Museum (بEnglish). Archived from the original on 2021-04-11. Retrieved 2021-07-06.
- ^ "Fish scales". The Australian Museum (بEnglish). Archived from the original on 2021-06-03. Retrieved 2021-07-06.
- ^ أ ب ت ث ج ح Helfman, Collette & Facey 1997، صفحات 48–49.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 191.
- ^ Orr، James (1999). Fish. Microsoft Encarta 99. ISBN:978-0-8114-2346-5. مؤرشف من الأصل في 2020-08-04.
- ^ Godfrey-Smith، Peter. "Kingfish". Metazoa. 120 Broadway, New York 10271: Farrar, Straus, and Giroux. ISBN:9780374207946.
{{استشهاد بكتاب}}
: صيانة الاستشهاد: مكان (link) - ^ Albert, J.S., and W.G.R. Crampton. 2005. Electroreception and electrogenesis. pp. 431–472 in The Physiology of Fishes, 3rd Edition. D.H. Evans and J.B. Claiborne (eds.). CRC Press.
- ^ Campbell، Neil A.؛ Reece، Jane B. (2005). Biology (ط. السابعة). San Francisco: Benjamin Cummings.
- ^ Sciences، Journal of Undergraduate Life. "Appropriate maze methodology to study learning in fish" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-06-25. اطلع عليه بتاريخ 2009-05-28.
- ^ Contingency checking and self-directed behaviors in giant manta rays: Do elasmobranchs have self-awareness? - article at Springer نسخة محفوظة 2021-05-21 على موقع واي باك مشين.
- ^ Cleaner wrasse pass the mark test. What are the implications for consciousness and self-awareness testing in animals? - article at BiorXiv نسخة محفوظة 2021-05-27 على موقع واي باك مشين.
- ^ Scientists find some fish can recognise themselves in mirror - article at The Guardian نسخة محفوظة 10 مايو 2021 على موقع واي باك مشين.
- ^ Fishes Use Problem-Solving and Invent Tools- article at Scientific American نسخة محفوظة 2018-11-23 على موقع واي باك مشين.
- ^ Dunayer, Joan, "Fish: Sensitivity Beyond the Captor's Grasp," The Animals' Agenda, July/August 1991, pp. 12–18
- ^ Kirby، Alex (30 أبريل 2003). "Fish do feel pain, scientists say". BBC News. مؤرشف من الأصل في 2009-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2010-01-04.
- ^ أ ب ت Grandin، Temple؛ Johnson, Catherine (2005). Animals in Translation. New York City: Scribner. ص. 183–184. ISBN:978-0-7432-4769-6. مؤرشف من الأصل في 2021-03-08.
- ^ "Rose, J.D. 2003. A Critique of the paper: "Do fish have nociceptors: Evidence for the evolution of a vertebrate sensory system"" (PDF). مؤرشف من الأصل (PDF) في 2011-06-08. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
- ^ Rose، James D. (2002). "Do Fish Feel Pain?". مؤرشف من الأصل في 2013-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2007-09-27.
- ^ Leake، Jonathan (14 مارس 2004). "Anglers to face RSPCA checks". The Sunday Times. مؤرشف من الأصل في 2021-05-01.
- ^ Laubu، Chloé؛ Louâpre، Philippe؛ Dechaume-Moncharmont، François-Xavier (2019). "Pair-bonding influences affective state in a monogamous fish species". Proc. R. Soc. B. ج. 286 ع. 1904. 20190760. DOI:10.1098/rspb.2019.0760. PMC:6571461. PMID:31185864.
- ^ أ ب Block، BA؛ Finnerty، JR (1993). "Endothermy in fishes: a phylogenetic analysis of constraints, predispositions, and selection pressures". Environmental Biology of Fishes. ج. 40 ع. 3: 283–302. DOI:10.1007/BF00002518. S2CID:28644501. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-11-06.
- ^ Wegner، Nicholas C.؛ Snodgrass، Owyn E.؛ Dewar، Heidi؛ Hyde، John R. (15 مايو 2015). "Whole-body endothermy in a mesopelagic fish, the opah, Lampris guttatus". Science. ج. 348 ع. 6236: 786–789. Bibcode:2015Sci...348..786W. DOI:10.1126/science.aaa8902. ISSN:0036-8075. PMID:25977549. S2CID:17412022.
- ^ "Warm Blood Makes Opah an Agile Predator". Southwest Fisheries Science Center. 12 مايو 2015. مؤرشف من الأصل في 2018-01-20. اطلع عليه بتاريخ 2018-03-07.
- ^ أ ب ت ث Guimaraes-Cruz, Rodrigo J.؛ dos Santos, José E.؛ Santos, Gilmar B. (يوليو–سبتمبر 2005). "Gonadal structure and gametogenesis of Loricaria lentiginosa Isbrücker (Pisces, Teleostei, Siluriformes)". Rev. Bras. Zool. ج. 22 ع. 3: 556–564. DOI:10.1590/S0101-81752005000300005. ISSN:0101-8175.
- ^ Peter Scott: Livebearing Fishes, p. 13. Tetra Press 1997. (ردمك 1-56465-193-2)
- ^ Meisner, A & Burns, J: Viviparity in the Halfbeak Genera Dermogenys and Nomorhamphus (Teleostei: Hemiramphidae)" Journal of Morphology 234, pp. 295–317, 1997
- ^ Brito، M.F.G.؛ Bazzoli, N. (2003). "Reproduction of the surubim catfish (Pisces, Pimelodidae) in the São Francisco River, Pirapora Region, Minas Gerais, Brazil". Arquivo Brasileiro de Medicina Veterinária e Zootecnia. ج. 55 ع. 5: 624–633. DOI:10.1590/S0102-09352003000500018. ISSN:0102-0935.
- ^ A.G. Zapata, A. Chiba and A. Vara. Cells and tissues of the immune system of fish. In: The Fish Immune System: Organism, Pathogen and Environment. Fish Immunology Series. (eds. G. Iwama and T.Nakanishi,), New York, Academic Press, 1996, pp. 1–55.
- ^ D.P. Anderson. Fish Immunology. (S.F. Snieszko and H.R. Axelrod, eds), Hong Kong: TFH Publications, Inc. Ltd., 1977.
- ^ Chilmonczyk، S. (1992). "The thymus in fish: development and possible function in the immune response". Annual Review of Fish Diseases. ج. 2: 181–200. DOI:10.1016/0959-8030(92)90063-4.
- ^ Hansen، J.D.؛ Zapata، A.G. (1998). "Lymphocyte development in fish and amphibians". Immunological Reviews. ج. 166: 199–220. DOI:10.1111/j.1600-065x.1998.tb01264.x. PMID:9914914. S2CID:7965762.
- ^ Küchler AM، Gjini E، Peterson-Maduro J، Cancilla B، Wolburg H، Schulte-Merker S (2006). "Development of the Zebrafish Lymphatic System Requires Vegfc Signaling" (PDF). Current Biology. ج. 16 ع. 12: 1244–1248. DOI:10.1016/j.cub.2006.05.026. PMID:16782017. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-11-06.
- ^ Flajnik، M. F.؛ Kasahara، M. (2009). "Origin and evolution of the adaptive immune system: genetic events and selective pressures". Nature Reviews Genetics. ج. 11 ع. 1: 47–59. DOI:10.1038/nrg2703. PMC:3805090. PMID:19997068.
- ^ Disease Factsheets: Viral Hemorrhagic Septicemia Iowa State University, The Center for Food Security & Public Health. Last updated May 17, 2007. Retrieved on 2007-07-12. نسخة محفوظة 22 أبريل 2021 على موقع واي باك مشين.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحات 95–96.
- ^ R.C. Cipriano؛ G.L. Bullock (2001). Furunculosis And Other Diseases Caused By Aeromonas salmonicida (PDF) (Report). Fish Disease Leaflet 66. U.S. Department of the Interior. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2009-05-07. اطلع عليه بتاريخ 2009-07-03.
- ^ Hartman، K.H.؛ وآخرون (2004). "Koi Herpes Virus (KHV) Disease: Fact Sheet VM-149" (PDF). University of Florida Institute of Food and Agricultural Sciences. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2007-02-06.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 380.
- ^ Wyman، Richard L.؛ Ward، Jack A. (1972). "A Cleaning Symbiosis between the Cichlid Fishes Etroplus maculatus and Etroplus suratensis. I. Description and Possible Evolution". Copeia. ج. 1972 ع. 4: 834–838. DOI:10.2307/1442742. JSTOR:1442742.
- ^ أ ب ت ث ج Bertucci، F.؛ Ruppé، L.؛ Wassenbergh، S.V.؛ Compère، P.؛ Parmentier، E. (29 أكتوبر 2014). "New Insights into the Role of the Pharyngeal Jaw Apparatus in the Sound-Producing Mechanism of Haemulon Flavolineatum (Haemulidae)". Journal of Experimental Biology. ج. 217 ع. 21: 3862–3869. DOI:10.1242/jeb.109025. PMID:25355850.
- ^ Colson، D.J.؛ Patek، S.N.؛ Brainerd، E.L.؛ Lewis، S.M. (فبراير 1998). "Sound production during feeding in Hippocampus seahorses (Syngnathidae)". Environmental Biology of Fishes. ج. 51 ع. 2: 221–229. DOI:10.1023/A:1007434714122. S2CID:207648816.
- ^ أ ب ت ث Oliveira، T.P.R.؛ Ladich، F.؛ Abed-Navandi، D.؛ Souto، A.S.؛ Rosa، I.L. (26 يونيو 2014). "Sounds produced by the longsnout seahorse: a study of their structure and functions". Journal of Zoology. ج. 294 ع. 2: 114–121. DOI:10.1111/jzo.12160.
- ^ أ ب Fine، L.F.؛ King، C.B.؛ Cameron، T.M. (16 أكتوبر 2009). "Acoustical properties of the swimbladder in the oyster toadfish Opsanus tau". Journal of Experimental Biology. ج. 212 ع. 21: 3542–3552. DOI:10.1242/jeb.033423. PMC:2762879. PMID:19837896.
- ^ Fine، M.L.؛ Waybright، T.D. (15 أكتوبر 2015). "Grunt variation in the oyster toadfish Opsanus tau:effect of size and sex". PeerJ. ج. 3 ع. 1330: e1330. DOI:10.7717/peerj.1330. PMC:4662586. PMID:26623178.
- ^ أ ب ت Ricci، S. W.؛ Bohnenstiehl، D R.؛ Eggleston، D.B.؛ Kellogg، M.L.؛ Lyon، R.P. (8 أغسطس 2017). "Oyster toadfish (Opsanus tau) boatwhistle call detection and patterns within a large-scale oyster restoration site". PLOS ONE. ج. 12 ع. 8: e0182757. Bibcode:2017PLoSO..1282757R. DOI:10.1371/journal.pone.0182757. PMC:5549733. PMID:28792543.
- ^ Skoglund، C.R. (1 أغسطس 1961). "Functional analysis of swimbladder muscles engaged in sound productivity of the toadfish". Journal of Cell Biology. ج. 10 ع. 4: 187–200. DOI:10.1083/jcb.10.4.187. PMC:2225107. PMID:19866593.
- ^ أ ب ت ث ج ح Parmentier، E.؛ Tock، J.؛ Falguière، J.C.؛ Beauchaud، M. (22 مايو 2014). "Sound production in Sciaenops ocellatus: Preliminary study for the development of acoustic cues in aquaculture" (PDF). Aquaculture. ج. 432: 204–211. DOI:10.1016/j.aquaculture.2014.05.017. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2021-06-03.
- ^ "Table 1: Numbers of threatened species by major groups of organisms (1996–2004)". iucnredlist.org. مؤرشف من الأصل في 2006-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ "Gadus morhua (Atlantic Cod)". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. IUCN. مؤرشف من الأصل في 2023-02-14. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
- ^ "Cyprinodon diabolis (Devils Hole Pupfish)". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. IUCN. مؤرشف من الأصل في 2023-01-09. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
- ^ "Latimeria chalumnae (Coelacanth, Gombessa)". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. IUCN. مؤرشف من الأصل في 2022-12-12. اطلع عليه بتاريخ 2011-05-21.
- ^ Rigby، C.L.؛ Barreto، R.؛ Carlson، J.؛ Fernando، D.؛ Fordham، S.؛ Francis، M.P.؛ Herman، K.؛ Jabado، R.W.؛ Liu، K.M.؛ Lowe، C.G.؛ Marshall، A.؛ Pacoureau، N.؛ Romanov، E.؛ Sherley، R.B.؛ Winker، H. (2019). "Carcharodon carcharias". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. IUCN. ج. 2019: e.T3855A2878674. اطلع عليه بتاريخ 2019-12-19.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحات 449–450.
- ^ NatureServe (2014). "Cyprinodon diabolis". القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض. IUCN. ج. 2014: e.T6149A15362335. اطلع عليه بتاريخ 2020-01-16.
- ^ "Call to halt cod 'over-fishing'". BBC News. 5 يناير 2007. مؤرشف من الأصل في 2007-01-17. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ "Tuna groups tackle overfishing". BBC News. 26 يناير 2007. مؤرشف من الأصل في 2009-01-21. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 462.
- ^ "UK 'must shield fishing industry'". BBC News. 3 نوفمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2006-11-30. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ "EU fish quota deal hammered out". BBC News. 21 ديسمبر 2006. مؤرشف من الأصل في 2006-12-26. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ "Ocean study predicts the collapse of all seafood fisheries by 2050". phys.org. مؤرشف من الأصل في 2007-03-15. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-13.
- ^ "Atlantic bluefin tuna could soon be commercially extinct". مؤرشف من الأصل في 2007-04-30. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ Helfman, Collette & Facey 1997، صفحة 463.
- ^ "Threatened and Endangered Species: Pallid Sturgeon Scaphirhynchus Fact Sheet". مؤرشف من الأصل في 2005-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2016-03-18.
- ^ Spinney، Laura (4 أغسطس 2005). "The little fish fight back". The Guardian. London. مؤرشف من الأصل في 2020-11-09. اطلع عليه بتاريخ 2006-01-18.
- ^ "Stop That Fish!". The Washington Post. 3 يوليو 2002. مؤرشف من الأصل في 2012-11-03. اطلع عليه بتاريخ 2007-08-26.
- ^ Spalding، Mark (11 يوليو 2013). "Sustainable Ancient Aquaculture". National Geographic. مؤرشف من الأصل في 2015-05-18. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-13.
- ^ أ ب Helfman، Gene S. (2007). Fish Conservation: A Guide to Understanding and Restoring Global Aquatic Biodiversity and Fishery Resources. Island Press. ص. 11. ISBN:978-1-59726-760-1. مؤرشف من الأصل في 2021-10-29.
- ^ "World Review of Fisheries and Aquaculture" (PDF). fao.org. منظمة الأغذية والزراعة. مؤرشف (PDF) من الأصل في 2015-08-28. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-13.
- ^ Beard، T. Douglas، المحرر (2011). The Angler in the Environment: Social, Economic, Biological, and Ethical Dimensions. Bethesda, MD: American Fisheries Society. ص. 365. ISBN:978-1-934874-24-0.
- ^ Hickley، Phil؛ Tompkins، Helena، المحررون (1998). Recreational Fisheries: Social, Economic and Management Aspects. Wiley-Blackwell. ص. 328. ISBN:978-0-852-38248-6.
- ^ أ ب ت ث ج Black، Jeremy؛ Green، Anthony (1992). Gods, Demons and Symbols of Ancient Mesopotamia: An Illustrated Dictionary. The British Museum Press. ص. 82–83. ISBN:978-0-7141-1705-8. مؤرشف من الأصل في 2018-02-20.
- ^ أ ب ت ث Hyde، Walter Woodburn (2008) [1946]. Paganism to Christianity in the Roman Empire. Eugene, Oregon: Wipf and Stock Publishers. ص. 57–58. ISBN:978-1-60608-349-9. مؤرشف من الأصل في 2021-09-20.
- ^ Vicchio، Stephen J. (2008)، Biblical Figures in the Islamic Faith، Eugene, Oregon: Wipf & Stock، ص. 67، ISBN:978-1-55635-304-8، مؤرشف من الأصل في 2021-04-20
- ^ Sherwood، Yvonne (2000)، A Biblical Text and Its Afterlives: The Survival of Jonah in Western Culture، Cambridge, England: Cambridge University Press، ص. 1–8، ISBN:978-0-521-79561-6، مؤرشف من الأصل في 2021-09-20
- ^ Ziolkowski، Jan M. (2007). Fairy Tales from Before Fairy Tales: The Medieval Latin Past of Wonderful Lies. Ann Arbor, Michigan: University of Michigan Press. ص. 80. ISBN:978-0-472-03379-9. مؤرشف من الأصل في 2021-06-13.
- ^ Gaines، Janet Howe (2003). Forgiveness in a Wounded World: Jonah's Dilemma. Atlanta, Georgia: Society of Biblical Literature. ص. 8–9. ISBN:978-1-58983-077-6. مؤرشف من الأصل في 2021-05-28.
- ^ Band، Arnold J. (2003). Studies in Modern Jewish Literature. JPS Scholar of Distinction Series. Philadelphia, Pennsylvania: The Jewish Publication Society. ص. 106–107. ISBN:978-0-8276-0762-0. مؤرشف من الأصل في 2021-06-03.
- ^ Person، Raymond (1996). In Conversation with Jonah: Conversation Analysis, Literary Criticism, and the Book of Jonah. Sheffield, England: Sheffield Academic Press. ص. 155. ISBN:978-1-85075-619-4. مؤرشف من الأصل في 2021-09-20.
- ^ أ ب Coffman، Elesha (8 أغسطس 2008). "What is the origin of the Christian fish symbol?". كريستيانتي تودي. مؤرشف من الأصل في 2021-07-11. اطلع عليه بتاريخ 2015-08-13.
- ^ Atsma، Aaron (2017)، "ICHTHYES (Ichthyes) - Fish of Aphrodite in Greek Mythology"، Theoi.com، مؤرشف من الأصل في 2021-01-25، اطلع عليه بتاريخ 2017-10-08
- ^ "Mermaid". Dictionaries. Oxford. مؤرشف من الأصل في 2021-04-15. اطلع عليه بتاريخ 2012-04-16.
بِاللُغة العربيَّة
- ^ Q114972534، ص. 273، QID:Q114972534
- ^ الدميري، أبو البقاء كمال الدين مُحمَّد بن موسى بن عيسى بن علي (1424هـ). حياة الحيوان الكُبرى (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. ج. الجُزء الثاني. ص. 505. مؤرشف من الأصل في 5 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 5 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ أ ب ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين مُحمَّد بن مكرم بن علي الأنصاري الرويفعي الأفريقي (1414هـ). لسان العرب (ط. الثالثة). بيروت - لُبنان: دار صادر. ج. الجُزء العاشر. ص. 443. مؤرشف من الأصل في 5 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 5 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ الصاحب بن عبَّاد، أبو القاسم إسماعيل بن عبَّاد بن عبَّاس القزويني الطالقاني الأصفهاني (1414هـ - 1994م). المُحيط في اللُغة (ط. الأولى). عالم الكُتُب. ج. الجُزء الأوَّل. ص. 245. مؤرشف من الأصل في 5 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 5 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ أ ب Q117303783، ص. 78، QID:Q117303783
- ^ الخطيب، أحمد شفيق (2002). موسوعة الطبيعة المُيسَّرة (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: مكتبة لُبنان ناشرون. ص. 114. اطلع عليه بتاريخ 13 حُزيران (يونيو) 2020م.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
و|سنة=
(مساعدة) - ^ الرازي، زين الدين أبو عبد الله مُحمَّد بن أبي بكر بن عبد القادر الحنفي (1420هـ - 1999م). مُختار الصحاح. تحقيق يُوسُف الشيخ مُحمَّد (ط. الخامسة). صيدا - بيروت: المكتبة العصرية - الدار النموذجية. ص. 83. مؤرشف من الأصل في 7 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ قلعجي، مُحمَّد روَّاس؛ قنيبي، حامد صادق (1408هـ - 1988م). مُعجم لُغة الفُقهاء (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: دار النفائس. ص. 250. مؤرشف من الأصل في 7 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 7 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ القزويني الرازي، أبو الحسُين أحمد بن فارس بن زكريَّا (1399هـ - 1979م). مُعجم مقاييس اللُغة (PDF). تحقيق عبد السلام هارون. دار الفكر. ج. الجُزء الثالث. ص. 102. مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 فبراير 2022.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ العدناني، مُحمَّد (1989). مُعجم الأغلاط اللُغويَّة المُعاصرة (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: مكتبة لُبنان ناشرون. ص. 323.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ أ ب ت ث الخطيب، أحمد شفيق (2002). موسوعة الطبيعة المُيسَّرة (ط. الثانية). بيروت - لُبنان: مكتبة لُبنان ناشرون. ص. 118 - 119. اطلع عليه بتاريخ 13 حُزيران (يونيو) 2020م.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
و|سنة=
(مساعدة) - ^ ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عُمر القُرشي البصري الدمشقي (1419هـ). تفسير القُرآن العظيم. تحقيق:مُحمَّد حُسين شمس الدين (ط. الأولى). بيروت - لُبنان: دار الكُتُب العلميَّة. ص. 218. مؤرشف من الأصل في 19 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 19 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ الطنطاوي، مُحمَّد سيِّد (1998). التفسير الوسيط لِلقُرآن الكريم (ط. الأولى). القاهرة - مصر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع. ج. الجُزء الثامن. ص. 548. مؤرشف من الأصل في 19 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 19 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة) - ^ إمام، إمام عبد الفتَّاح. مُعجم ديانات وأساطير العالم (PDF) (ط. الأولى). القاهرة - مصر: مكتبة مدبولي. ج. المُجلَّد الأوَّل. ص. 384-385. مؤرشف من الأصل (PDF) في 18 فبراير 2022. اطلع عليه بتاريخ 19 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
(مساعدة) - ^ البعلبكي، مُنير (1994). المورد: قاموس إنكليزي عربي (ط. الثامنة والعُشرون). بيروت - لُبنان: دار العلم للملايين. ص. 572. مؤرشف من الأصل في 2020-10-27.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|سنة=
(مساعدة) - ^ عُمر، أحمد مُختار عبد الحميد (1429هـ - 2008م). مُعجم اللغة العربيَّة المُعاصرة (ط. الأولى). عالم الكُتُب. ج. الجُزء الأوَّل. ص. 579. مؤرشف من الأصل في 19 أيلول (سپتمبر) 2021. اطلع عليه بتاريخ 19 أيلول (سپتمبر) 2021.
{{استشهاد بكتاب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ الوصول=
،|سنة=
، و|تاريخ أرشيف=
(مساعدة)
مراجع كاملة
- Eschmeyer, William N.; Fong, Jon David (2013). "Catalog of Fishes" (بEnglish). California Academy of Sciences. Archived from the original on 2018-11-21.
- Helfman, G.; Collette, B.; Facey, D.; Bowen, B. (2009). The Diversity of Fishes: Biology, Evolution, and Ecology (بEnglish) (2nd ed.). Wiley-Blackwell. ISBN:978-1-4051-2494-2. Archived from the original on 2021-08-26.
- Moyle, Peter B. (1993) Fish: An Enthusiast's Guide University of California Press. (ردمك 978-0-520-91665-4) – good lay text.
- Moyle, Peter B.; Cech, Joseph J. (2003). Fishes, An Introduction to Ichthyology (بEnglish) (5th ed.). Benjamin Cummings. ISBN:978-0-13-100847-2.
- Nelson, Joseph S. (2006). Fishes of the World (PDF) (بEnglish) (4th ed.). John Wiley & Sons. ISBN:978-0-471-75644-6. Archived from the original (PDF) on 2013-03-05. Retrieved 2013-04-30.
- Scales, Helen [بEnglish] (2018). Eye of the shoal: A Fishwatcher's Guide to Life, the Ocean and Everything (بEnglish). Bloomsbury Sigma. ISBN:978-1-4729-3684-4.
- Shubin, Neil (2009). Your inner fish: A journey into the 3.5 billion year history of the human body (بEnglish). Vintage Books. ISBN:978-0-307-27745-9. Archived from the original on 2021-07-21. UCTV interview
وصلات خارجية
سمك في المشاريع الشقيقة: | |
يوجد في سكوليا ملف عن تصنيف سمك. |
- ANGFA – قاعدة بيانات مُصوَّرة لِسُمُوك المياه العذبة في أستراليا وغينيا الجديدة. (بالإنجليزية)
- Fischinfos.de – قاعدة بيانات مُصوَّرة لِسُمُوك المياه العذبة في ألمانيا على موقع واي باك مشين (نسخة محفوظة 30 نوڤمبر 2011) (بالألمانية)
- FishBase online – قاعدة بيانات شاملة تحوي معلوماتٍ لما يزيد عن 29,000 نوعٍ من السُمُوك. (بالإنجليزية)
- سُمُوك الفلپين – قاعدة بيانات لِآلاف أنواع السُمُوك المُصوَّرة في بيئتها الطبيعيَّة. (بالإنجليزية)
- هيئة صيانة السُمُوك البلديَّة – هيئة لِلصيانة ودراسة سُمُوك المياه العذبة في أمريكا الشماليَّة. (بالإنجليزية)
- المجموعات الرقميَّة في مكتبات جامعة واشنطن – مجموعة رقميَّة لِصُور سُمُوكٍ نهريَّةٍ وبحريَّة. (بالإنجليزية)