هذه مقالةٌ جيّدةٌ، وتعد من أجود محتويات أرابيكا. انقر هنا للمزيد من المعلومات.

الدولة العيونية

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
الدولة العيونية
ٱلدَّوْلَةُ ٱلْعُيُونِيَّة
ٱلإِمَارَةُ ٱلْعُيُونِيَّة
→
 
→

1076 – 1238 ←
 
←
خريطةٌ توضحُ النُّفوذ الجُغرافِيّ للعيونيين في إقليم البحرين.

سميت باسم العيونيون
عاصمة الأحساء (1076–1126 / 1184–1208)
القطيف (1126–1143)
نظام الحكم إمارةٌ وِراثيّة
اللغة العربيّة
الديانة الإسلام على المذهب الشِّيعي
أمير، عِماد الدِّين، قوّام الدِّين
عبدُ اللّٰه بن عليّ العيونِيّ1 1076 - 1126
غرير بن منصور العيوني2 1154 - 1160
محمد بن أحمد العيوني3 1202 - 1208
محمد بن محمد العيوني4 1230 - 1238
التاريخ
الفترة التاريخية العصر الذهبي للإسلام
تاريخُ التَّأسيس 1076
استقرار 1076 - 1143
انحدار 1143 - 1184
انتعاش 1184 - 1208
انهيار 1208 - 1238
تاريخُ السُّقوط 1238
بيانات أخرى
العملة الدِّينار والدَّرهم

اليوم جزء من
1: أوَّلُ أُمراء العيونيين
2: يُلقب بـ«قوّام الدين»
3: يُلقب بـ«عماد الدين»
4: آخرُ أُمراء العيونيين

ٱلدَّوۡلَةُ ٱلۡعُيُونِيَّةُ(أ) أو ٱلۡإِمَارَةُ ٱلۡعُيُونِيَّةُ(ب) هي دولةٌ سابقةٌ في شبهِ الجزيرة العربية استمرت ما بين (469636 هـ = 10761238 م) وسُميت بهذا الاسم نسبةً إلى «الأسرة العيونية»(ت) الّتي تنتمي إلى قبيلة عبد القيس، قلَّ نفوذ القرامطة في العراق والشام ما حفز كثيرًا من القبائل العربية للخروج من حُكم القرامطة مما جعل نفوذ القرامطة مستقرًا فقط على مدينة الأحساء التي سقطت مؤخرًا على يد الأسرة العيونية تحت قيادة أميرهم عبد الله بن علي العيوني سنة 469 هـ والذي امتدَّ نفوذه من كاظمة شمالًا في الكويت إلى قطر جنوبًا والتي أعلنت تبعيتها للخلافة العباسية في أواخر عمرها.

تمزقت الدولة العيونية إلى سُلطَتين في القطيف والأحساء بعد وفاة محمد بن الفضل العيوني لفترةٍ طويلة ونتج من ذلك تنافسٌ بين الطرفين في مختلف المجالات الحضارية ولكن سرعان ما زاد سفك الدِّماء بين الأمراء العيونيين، وهذا ما أدى إلى نهوض شخصية شكر بن منصور العيوني الذي كان يطمح لتوحيد أسرته وبلادته الذي آلمه رؤية وضعها المزري وبدأ في ذلك سنة 580 هـ واستطاع فيها توحيد البلاد مرة أخرى وتولى بعده محمد بن أحمد العيوني الذي قويَ نفوذه حتى وصل أطراف العراق والشام.

سرعان ما انقسمت الإمارة من جديد بعد وفاة محمد بن أحمد العيوني والذي أصبحت بلاده في حالة فوضى سياسيَّة يتحكم فيها الطرف الخارجي ومنها انطلقت مرحلة سقوط الدولة العيونية التي كانت على يد أبناء عمومتهم بنو عامر وبدأت مرحلة السقوط من الأحساء ثم تلتها القطيف واستقر العيونيون لفترةٍ من الزمن في جزيرة أوال حتى سقط نفوذهم فيها على يد أتابكة فارس سنة 636 هـ وبذلك سقطت الدولة العيونية.

امتازت الدولة من جوانبها الحضارية في الاقتصاد والأدب لتزداد الحركة العلمية والتجارية في المنطقة في عهد العيونيين وما يشير إلى ذلك هو نشوء الأديب المؤرِّخ عليّ بن المُقَرَّب العيونِيّ بين الأسرة العيونية والذي أرَّخَ تاريخ بلاده ودوَّنَ حالتها الإجتماعية والدينية وخصوصًا الحالة السياسية، ومن الناحية الاقتصادية فمتازت الدولة بسك عملتها الخاصة التي تداولت بين سكان منطقة الأحساء ما يشير إلى تطورٍ ملحوظ للحالة الاقتصادية في عهد الأسرة العيونية.

التَّاريخ

خلفيَّةٌ تاريخيَّة والتَّأسيس (465 – 469 هـ)

خريطة تُظهِرُ أقصى اتساعٍ جغرافيّ لِلقرامِطة في عهدِ أبو طاهر الجنابي.

بدأ الضَّعفُ يجوب في القرامِطة بعد وفاة القائد العسكري الحسن الأعصم في سنة 367 هـ وتدخلَ العباسيون والفاطميون في شؤون الدَّاخلية مما أدى إلى تفكك وحدة الدَّولة القرمطية،[1] هذا الضعف حفز الكثير من القبائل العربية في الانقلاب ضد نفوذ القرامطة في عُمان وجنوب العِراق والبحرَين وتلك التمردات من القبائل المحلية شجعت بعض أمراء القبائل في إقامة دولهم على أرض الأحساء وعلى رأسهم عبد الله بن علي العيوني،[2] في الجانب الأخر من منطقة الأحساء كانت منطقة المشرق الإسلامي تملؤها الفوضى السِّياسيَّة لا سيما استيلاء البويهيين على السُّلطة في بغداد من أيدي العباسيين، ولكن سرعان ما تغيرت تلك الأوضاع بعد ظهور السَّلاجقة في مسرح الأحداث الشرقية وكان نفوذهم ممتد إلى بلاد ما وراء النهر وخراسان وطبرستان وجرجان، أدت سيطرة البويهيين لبغداد إلى استدعاء السُّلطان السَلْجوقي طغرل بك إلى دخول بغداد سنة 447 هـ واستطاع إسقاط البويهيين من السُّلطة.[3]

كان للقبائل المحلية محاولاتٍ لإسقاط حُكم القرامطة قبل ظهور قوة عبد الله بن علي العيوني، وتلقت تلك القبائل المساعدات العسكرية من السلاجقة في بغداد. من هذه القبائل هي قبيلة بنو الزجّاج الذين استطاعوا تأسيس إمارةٍ تابعةٍ للخلافة العباسية بقيادة أبو البهلول العوام في جزيرة أوال وذلك عندما طلب العوام من القرامطة بناء جامع في أوال بمبلغٍ قدره ثلاثة آلاف دينار فوافق القرامطة وفي أول جمعة للجامع أعلن العوام وأخيه مسلم العصيان وخروجهم عن طاعة القرامطة،[4] ليس بعيدًا عن أوال كذلك ظهروا آل عياش في القطيف بقيادة يحيى بن عياش وكان يحيى يطمح للاستيلاء على جميع بلاد الأحساء فبدأ يخطط في ضم أوال إلى نفوذه ولكنه مات قبل تنفيذها فأوصى ابنه زكريّا لتلك المهمة وبالفعل استطاع زكريا قتل العوام وإلحاق الهزيمة لجيشه وضم أوال إلى إمارته،[5] وبعد سقوط نفوذ القرامطة في أوال والقطيف لم يبقى لهم سوى مدينة الأحساء وتحصنوا بها لغاية سقوطهم.[6]

ظهر عبد الله بن علي العيوني في بلاد الأحساء بعد تدهور أوضاع البلاد وأراد التَّخلص من القرامطة بعد ما رأى حالتهم الضعيفة، اعتمد عبد الله بشكلٍ كامل على أسرته وأبناء عمومته من قبيلة عبد القيس الذي يُقدَّر عددهم أربع مئة رجل وبدأ بمحاربة القرامطة بهذا العدد وحصلَ على تأييدٍ من السُّكان الكارهين لنفوذ القرامطة وبدأ عبد الله في حصار مدينة الأحساء واستمر حصاره قُرابة سبع سنوات،[7] على الرُّغم من مساعدة الأُسرة العيونية وإمدادها بالمال لعبد الله العيوني إلا أنه واجه صعوبةً في إزالة نفوذ القرامطة وخاصتًا أنَّ القبائل المُعارضة لم تساهم معه في حملاته العسكرية، فلم يكن هُناك خيارٌ لعبد الله سوى الاستعانة بقوةٍ خارجية لذلك استعان عبد الله بالخلافة العباسية في بغداد سنة 465 هـ بعتبارها من البلدان التي تضررت من هجمات القرامطة وكان العباسيين والحُكام الفعليين الأتراك السلاجقة يكرهون القرامطة؛ وخاصتًا سُلطان السلاجقة ملك شاه الَّذي عُرف بكراهيته للشيعة الإسماعيلية، فوجدت الخلافة العباسية من عرض عبد الله العيوني فرصةً كبيرةً أن تعود بلاد الأحساء إلى الحُكم العباسيّ مرة أخرى.[8]

أرسل السُّلطان السلجوقي قوةً قوامها سبعة آلاف رجل بقيادة أكسك سلار سنة 469 هـ استجابةً لطلب عبد الله العيوني، اتجه جيش أكسك سلار من بلادِ العراق إلى بلاد الأحساء وفي أثناء طريقه لعبد الله العيوني أحتلَ القطيف وطرد حاكمها ابن عياش إلى جزيرة أوال وأتجه إلى مدينة الأحساء واشترك مع جيش عبد الله العيوني في محاصرة القرامطة،[9] في أثناء حصار الأحساء قام أكسك سلار وجنوده بنهب المزارع المُحيطة بالأحساء وهاجم قبائلها وأخذ أموالهم وكان هدفه من ذلك هو إضعاف القرامطة اقتصاديًا،[10] طلب القرامطة الصُّلح من القائد أكسك سلار مُقابل المال لمدةِ شهر وأعطوه ثلاثة عشر رجل كرهائن، قَبِلَ أكسك سلار بهذا العرض فخرجوا القرامطة إلى أماكن كان يخبئون فيها الأطعمة واحتياجاتهم،[11] بعد جمعهم ما يكفيهم دخلوا مدينة الأحساء وأعلنوا نقض الصُّلح بينهم وبين القائد السلجوقي وشريكه عبد الله العيوني فبدأ عبد الله والسلاجقة حصارًا طويلًا على القرامطة وقتلوا الرهائن وحلَّ موسم الصَّيف الَّذي لم يستطع السلاجقة تحمل حرارة هذا الموسم فانسحب أكسك سلار وجيشه من الأحساء وأبقى أخاه البقوش وعلى رأسه قوةٌ صغيرةٌ في الأحساء لمساعدة عبد الله العيوني.[12]

خربطةٌ تُظهرُ سير جيش عبد الله العيوني وابنه الفضل على إمارة بني العياش، ابتداءً من سير جيش عبد الله إلى القطيف ثُمَّ ارسال ابنه الفضل إلى جزيرة أوال ثُمَّ سير الجيشان إلى ميناء العقير.
          : نفوذ العيونيين السّياسيّ في الأحساء.
          : نفوذ آل عيّاش السّياسيّ في القطيف وأوال.

قرر القرامطة، في ظل أوضاعهم المتدهورة، الاستعانة بقبيلة بنو عامر من ربيعة لمواجهة عبد الله العيوني وشريكه البقوش السَّلجوقي، ظهر بنو عامر بعددٍ كبير جدًا بالمقارنة مع أعداد جنود العيوني والسَّلجوقي حيث يتراوح عدد جنود بنو عامر ثلاثين ألف جُندي وعدد جنود العيوني والسَّلجوقي ستمائة جُندي، ومع هذا استطاع عبد الله العيوني وبمساعدة من السلاجقة أن يهزمَ القرامطة وبنو عامر في موقعة الرحلين سنة 469 هـ ودخلَ قصر القرامطة في الأحساء ليعلن سُقوط دولة القرامطة ونُشوءَ دولته في منطقة الأحساء،[13] منعَ عبد الله العيوني دخولَ السّلاجقة إلى قصر القرامطة خشيةً من تدخلهم في أنظمة الحُكم وأخذ أموال القصر لنفسه الذي يُفتَرض أن تكون للدولة العباسيّة، وأراد تثبيت أركان دولته ولكي يفعلها أحتاجَ للتَّخلص من السّلاجقة وأنصار القرامطة الذين كانوا يشكلون خطرًا على حُكمه.[14]

حاربَ بنو عامر حُكم عبد الله العيوني عندما رفضَ طلبهم للعوائد التي كانوا يتلقونها من القرامطة لقاء تأييدهم من جهة وكف أذاهم من جهة أخرى،[15] استطاع العيوني هزيمتهم في موقعٍ بين نهري محلم وسليسل، ثُمَّ توجهَ نحو الشمال إلى موقعٍ ما بين قصر الخندق وباب الأسفار لمواجهة القرامطة الَّذين أظهروا العصيان لحُكمهِ وتعاركَ الطّرفان سنة 470 هـ وانتصر العيوني في المعركة وأسرَ عددًا كبيرًا منهم ورحَّلَ من بقي منهم إلى عُمان لكثرةِ الغدر ونقض العهود،[16] بدأت العلاقة بين عبد الله العيوني وقائد السلاجقة في الأحساء البقوش تزداد سوءًا نظرًا لطمع البقوش في زيادة نفوذ حُكم السلاجقة في الأحساء واتخاذ عبد الله العيوني لمذهب الفاطميون لنشر دعوته العلوية أدت إلى خلق مشاكل بين القائدان حتى دفعَ عبد الله العيوني إلى قتلِ البقوش،[17] سارعت الخلافة العباسية والدولة السلجوقية بتجهيز جيشٍ بقيادةِ ركن الدين بعد وصول أخبار مقتل البقوش ووصلَ جيش ركن الدين إلى الأحساء وحاصرها قُرابة سنة حتى ملَّ الجنود السلاجقة فخرج لهم عبد الله العيوني وهزمهم فتراجعوا من الأحساء.[18]

لم تكن الأوضاع الدَّاخليّة مُستقرة عند آل عياش في القطيف وأوال نظرًا لعداوة الحسن بن يحيى آل عياش حاكم أوال مع أخيه زكريا بن يحيى آل عياش حاكم القطيف، كان زكريا يطمح في إزالة حُكم أخيه في أوال ثم التوجه إلى الأحساء لضمها إلى نفوذه وكان كارهًا لسياسة أخيه الحسن الذي كان يحاول تعزيز العلاقات مع العيونيين فخطط لقتل أخيه بُناءً على نصيحة وزيره العكروت،[19] وبالفعل قتلَ زكريا أخاه ومنها اتسع نفوذه في أوال وجهز جيشًا للزحف على الأحساء فوصل إلى قريةٍ تُسمى ناظرة وبدأ في نهب مزارعها والقرى حولها ووصلت أخبار النهب إلى عبد الله العيوني فجهز جيشًا من أسرته وأبناء عمومته من عبد القيس متوجهًا إلى ناظرة ودارت معركة بين الطرفين أدت إلى هزيمة زكريا وانسحابه إلى القطيف،[20] تبعَ عبد الله جنود زكريا حتى القطيف واستطاع السيطرة عليها ثم هرب زكريا إلى أوال فأرسل عبد الله جيشًا وسفنًا بقيادة ابنه الفضل إلى جزيرة أوال والتقى جيشه بجيش زكريا وانتصر الفضل فهرب زكريا إلى العقير والتقى بجيش عبد الله بن علي فتمكن عبد الله من قتلِ زكريا سنة 470 هـ وبذلك وحدَ عبد الله العيوني مُعظم بلاد الأحساء تحت حُكمه،[21] وعيَّنَ ابنه الفضل أميرًا على القطيف وابنه عليًا على جزيرة أوال وجعل الأحساء عاصمةً للبلاد.[22]

مع أن عبد الله العيوني وحَّد بلاد الأحساء تحت رايته إلا أنَّهُ كانت تواجهه تدخُّلاتٌ خارجيةٌ من السلاجقة وذلك أنَّ السُّلطان السَّلجوقي ملك شاه لم ينسى مقتل البقوش من عبد الله العيوني فأرادَ الانتقام منه والإطاحة بحكمه، فأمر كرمان بن قارود بك حاكم كرمان بتجهيز حملة عسكرية على الأحساء وبالفعل نفذ كرمان الأمر وتوجهَ إلى الأحساء لإخضاعها للنفوذ السلجوقي سنة 474 هـ، بعد وصول الجيش السلجوقي إلى الأحساء رأى عبد الله العيوني أنه لا يقدِرُ على مواجهة هذا الجيش لكثرة عدده وقِلة عدد جيشه لذلك أظهر ولائه وخضوعه للسلطنة السَّلجوقية والخلافة العبّاسيّة حتى لا تتعرض أملاكه وأملاك العيونيون للخطر،[23] أراد عبد الله التَّخلص من نفوذ السلاجقة حول الأحساء لذلك حثَّ عبد الله العيوني على أمراء السلاجقة على غزو عُمان واقتنع الأمراء السلاجقة بالفكرة خصوصًا بعد إظهار العيوني الولاء لهم وبذلك استطاع العيوني تأمينَ مُلكه من السلاجقة.[24]

الاستقرار (469 – 538 هـ)

خريطةٌ جُغرافيّةٌ لمنطقةِ القَطِيف، اتَّخذها العيونيون عاصمةً للبلاد في عهد مُحمَّد بن الفضل.

بدأ عبد الله العيوني بعد استقرار الأوضاع في ضبط الأمور الإدارية وولى أبناءه على القطيف وأوال وولى سلطان بن داود على المناطق الشمالية ما بين البصرة والأحساء وكانوا أمراء المناطق لا يحضونَ بسلطةٍ مُطلَقةٍ وكانوا يرجِعونَ إلى عبد الله العيوني،[25] كذلك ضبطَ الأوضاع الاقتصادية للبلاد وبالتالي تنعمت طرق قوافل التجَّار والحُجَّاج بأمانٍ واستقرارٍ من هجمات البدو وضبطَ الأوضاع الدينية بإزالة مُعتقدات القرامطة وبناء المساجد والمدارس الدينية ذات الصبغة الشيعية بعمارةٍ سلجوقية،[26] استطاع عبد الله تحسين علاقته مع الخلافة العباسية حيث كان يدين الولاء لهم وكانت الخُطَب في المساجد تُقام باسم الخليفة العبّاسِيّ وبذلك اعترفت الخلافة العبّاسيّة والسّلطنة السَّلجوقيّة بالأمير عبد الله العيوني حاكمًا على بلاد الأحساء.[27]

حكمَ الفضل بلاد الأحساء بعد والده وكَثُرت عليه الرِّوايات حول حُكمه، ذهبَ البعض أنه كان حاكمًا للقطيف وأوال في عهد والده فقط ولم يحكم البِلاد كاملًا؛ وهذا ما يتضح من رأي الباحث عبد الرَّحمٰن المديرس في مسألة تولي حُكم محمد بن الفضل،[28] وذهب البعض أنه حكمَ البلاد كاملًا بعد وفاة والده، وهذا الرأي الذي وافقه الباحث عبد الرَّحمٰن الملا؛[29] والرأي الأخير حكمَ البلاد من قِبلِ والده بعد ما أحس بعدم مقدرتهِ لإدارة الحُكم؛ وهذا الرأي الذي وافقه الباحث محمد محمود خليل،[30] اتصف حُكم الفضل بالحماية للبلاد والمستضعفين وأدارَ البلاد بالحزم والقوة[31] وأنعش الحياة الاقتصادية في البلاد عن طريق حماية بضائع التُّجار من قُطاع الطُّرق ما جعلَ النّاس يقبلونَ على الانشغال في الزِّراعة والتّجارة،[29] أيضًا يُشار للأمير الفضل أنه كان كثير التَّنقل في بلاده ولا يستقر في مكانٍ واحدٍ وعادةً ما يُقيم في الصَّحراء المتواجدة شمال البلاد،[32] وجاء يوم استقرَّ الفضل في جزيرة تاروت وقُتلَ فيها على يد أحد خدمه سنة 520 هـ.[33]

تولى محمّد بن الفضل حُكم البلاد بعد وفاة والده ونقلَ عاصمة البلاد من الأحساء إلى القطيف وعزلَ عميه الحسن وعلي من حُكم أوال والأحساء وعَيَّنَ خلفهما شكر بن علي على الأحساء وغرير بن الفضل على أوال ما أدى إلى غضب الأعمام وكانا ينتظران الفرصة المناسبة للتخلص من محمد،[34] ولفعل ذلك حرَّضوا بنو عامر وزعيمهم غفيلة بن شبانة على محاربة محمد بن الفضل في القطيف، وبالفعل اتجه غفيلة ومن معه إلى القطيف وتحرك الجيش العيوني بقيادة محمد بن الفضل إلى معسكر غفيلة وأدى ذلك إلى هزيمة الجيش العيوني وانسحاب محمد إلى القطيف، أحسَّ محمد بن الفضل أن عميه الحسن وعلي لهما دورٌ في هذا الصراع خصوصًا وأن غفيلة وجيشه اتجهوا نحو الأحساء بعد القتال؛[35] ولقوا ترحيبًا من الأمير شكر ومن الحسن وعلي،[36] وبذلك اتهم محمد بن الفضل أعمامه بالتّآمر مع غفيلة ضده وجهز جيشًا لمواجهتهم في الأحساء سنة 538 هـ فخرج له عماه ودارت المعركة بين الطرفين وانتهت بمقتل الأمير محمد بن الفضل وأخوه جعفر،[37] وعلى الرُّغم من هذه الخلافات في عهد محمد بن الفضل إلا أن عهده أمتاز بمجالس الأدب والشِّعر وكان الأمير مُحبًا للشعر والشُّعراء ومبالغًا في إكرام من يفد إليه من أهل الأدب.[38]

الانحدار (538 – 580 هـ)

صورةٌ لمسجدِ الشّيخ سبسب، المسجد الذي أُغتيل فيه علي بن الحسن العيوني لينتج منها سلسلةً من الاغتيالات لأفراد الأسرة العيونية والتي استمرت حتى عهد شكر بن منصور العيوني.

شَكَّلَ مقتَلُ الأمير محمد بن الفضل منعطفًا خطيرًا في تاريخ الدولة العيونية حيث تقسَّمت الدولة إلى ثلاثِ دُوَلات، ففي الأحساء كانت السُّلطة في يد الأمير علي بن عبد الله العيوني، وأمّا القطيف فكانت في يد أخ محمّد وهو غرير بن الفضل العيوني، وأمّا جزيرة أوال فكانت في يد الحسن بن عبد الله العيوني،[39] حاول غرير بن الفضل إصلاح شؤون القطيف بعد ما أصابها من أضرارٍ أثناء قتال محمد مع أعمامه بالإضافة إلى أنه كان يُعِدُّ العُدَّة للانتقام من أعمامه الَّذين قتلوا أخاه محمّد،[40] اتجه غرير بجيشه إلى الأحساء والتقى بجيش علي في موقعٍ قُرب الأحساء يُدعى السليمات واستطاع غرير إلحاق الهزيمة على جيش علي فتراجع جيش علي إلى الأحساء وتحصنوا بها، وأمّا غرير وجيشه فنهبوا مزارع الأحساء ثمَّ تراجعوا إلى القطيف بعد القِتال ويبدو أن غرير رضيَ بهذا الانتصار وحقق ما رغِبَ به وهو الانتقام لمقتل أخيه،[41] لم يستمر حُكم غرير طويلًا فقد توفي سنة 539 هـ وقيل قُتِلَ على يد أحد أبناء أخيه محمد وتولى الحُكم من بعده ولا تذكر المصادر اسم هذا الأمير إلا أنه لم يستمر في الحُكم طويلًا هو الأخر نتيجة صُغر سنه وسوء إدارته، واستغل حاكم أوال الحسن بن علي العيوني ضعف هذا الأمير واضطراب أحوال القطيف ما جعله يستولي على القطيف،[42] وبذلك تنتهي سلسلة حُكم آل الفضل بن عبد الله العيوني في بلاد الأحساء وخلَّفهم في ذلك أبناء علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وأبناء الحسن بن عبد الله العيوني في القطيف وأوال.[43]

القطيف

هاجم حاكم جزيرة قيس باكرزاز بن سعد على رأس جيش كبير أوال سنة 539 هـ بعد استيلاء الحسن على القطيف، كان لهذا الهجوم مطامع اقتصادية وكذلك استغلال الأحوال السّياسية بين أفراد الأسرة العيونية، أرسلَ الحسن جيشًا من القطيف بقيادة ابن أخيه شكر بن علي العيوني إلى أوال لمواجهة باكرزاز والتقى الجيشان في جزيرة سترة وبالتالي انتصر شكر وانسحبَ باكرزاز ومن معه إلى جزيرة قيس،[44] اتَّخذَ الحسن القطيف عاصمةً لحُكمه وعلى الرُّغم من أنّ مدينة الأحساء كانت تحت حُكم أخيه علي إلا أنَّ المصادر تُشير أن علي وأبناءه كانوا يدينون بالولاء للحسن إسميًّا وبذلك تكون مُعظم بلاد منطقة الأحساء تحت سيطرة الحسن،[45] وازدهرت القطيف في عهده من ناحية المعيشة والسياسة والتجارة وكانت مصدر تجاذبٍ لسكان منطقة الأحساء بل إن مُعظم رجال الدولة العيونية وأهل بيت الحسن تركوا مدينة الأحساء ورحلوا إلى القطيف،[46] توفي الحسن سنة 549 هـ تاركًا خلفه فراغًا سياسيًا وكان أبناءه صغارًا لم يستطع أحد منهم تولي حُكم البلاد ما ساعد الطمَّاعين على الحُكم في الوصول إليها.[47]

غرير بن منصور العيوني كان من هؤلاء الطامعين وانتهز الفرصة للاستيلاء على الحُكم، وفي عهده تعرضت أوال لهجومٍ من قبل حاكم قيس سنة 549 هـ واستولى عليها لفترة قصيرة ثم نهبها وخرج منها،[48] استمر حكم غرير لسبعِ سنوات حتى قُتِلَ على يد ابن عمه هجرس بن محمد العيوني سنة 556 هـ واستولى على الحُكم لكنه لم يستمر طويلًا إذ توفي سنة 557 هـ وتذكر المصادر أنه كان ضعيفًا في الحُكم وكانت البلاد مضطربة في عهده،[49] تولى حُكم البلاد شكر بن الحسن العيوني بعد وفاة هجرس، حاولَ شكر تثبيت أركان دولته وساعده في ذلك أخوته وفي عهده حاول حاكم قيس الهجوم على أوال ولكنه فشل، تولى حُكم البلاد علي بن الحسن العيوني بعد وفاة شكر سنة 575 هـ، لم يحكم علي وقتًا طويلًا إذ أنه قُتِلَ على يد أخيه الزير بن الحسن العيوني في مسجد سبسب سنة 575 هـ،[50] بعد وفاة علي كَثُرَ القتل والصراع بين أفراد الأسرة العيونية في القطيف وأوال من أجل السُّلطة[51] ونتُجَ من هذه الاغتيالات عدم رضا أهل القطيف بالأسرة العيونية وقد سئموا من صراعتهم لذلك عيَّنوا أميرًا عليهم من خارج الأسرة العيونية ولكنه لم يستمر في الحُكم طويلًا إذ أنه استقالَ منها وتركها لأحد أفراد الأسرة العيونية.[52]

الأحساء

لم تؤثر هذه الفترة المرتزقة لتاريخ الدولة العيونية في الأحساء على عكس القطيف حيثُ كان الأُمراء العيونيين في الأحساء أكثر استقرارًا من الأمراء في القطيف وأوال، عانت الأحساء في عهد شكر بن علي العيوني لأزمةٍ اقتصادية نتيجة نهب جنود غرير بن الفضل لمزارع ومحاصيل الأحساء، لحل هذه الأزمة سارعَ شكر لفتح خزائن الدولة وتوزيع الحبوب والبذور للرَّعية وتذكر المصادر أنه بالغَ في كرمه ما جعله يخرج الحبوب للطُّيور حتى لا تهلك جوعًا لندرة الحبوب،[53] وكان الأمير شكر يخضع لأمر عمه الحسن بن عبد الله في القطيف ويتبين ذلك هو مشاركة شكر في إحدى معارك حاكم قيس في أوال إلى جانب عمه الحسن وتحت أمرته،[54] تولى حُكم الأحساء محمد بن منصور العيوني بعد وفاة شكر في سنة 556 هـ ووصِفَ بالشِّدَّة والقوة والحزم وأُشتُهرَ عهده بالأمان والاستقرار في مدينة الأحساء حيث أوقفَ تعديات البدو على أهل المدينة، ويذكرُ ديوان ابن المُقَرَّب شيئًا عن قوته وهو أنَّ أعداء الأسرة العيونية في الأحساء اجتمعوا عند شيخهم شبانة بن غفيلة يحرضوه على قتال محمد بن منصور ولكنه رفض لقوة العيوني وحثَّهم على الصبر حتى وفاته،[55] ومن هذه الحادثة لم تتمكن القبائل من مهاجمة الأحساء في عهد محمد بن منصور العيوني وتوفي في سنة 580 هـ.[56]

الانتعاش (580 – 605 هـ)

خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ العيونيين في عهد محمد بن أحمد العيوني.
          : نفوذ العيونيين السّياسيّ في الأحساء وبادية الشّام.
          : سير جيش محمد بن أحمد العيوني في جنوب العِراق.

تولى الحكم شكر بن منصور العيوني في الأحساء بعد وفاة أخيه محمد وكان له عزمٌ على توحيد بلاده المتفرقة فأعدَّ جيشًا بقيادة أخيه عبد الله ليسير إلى القطيف وأوال واستطاعَ قتل أمير القطيف الحسن بن شكر العيوني وضم القطيف إلى حُكم شكر،[57] تذكر بعض المصادر أن عبد الله استعانَ بقوة عسكرية من حاكم قيس شاه بن باكرزازفي أثناء غزوه لجزيرة أوال، حيثُ استطاع عبد الله إلى جانبه قوّةٌ من قيس الاستيلاء على أوال سنة 580 هـ وبذلك زادَ نفوذ حاكم قيس في أوال وكان عبد الله يدفع عوائد مالية مُقابل تلك المساعدة،[58] بعد تلك الحملات العسكريّة لتوحيد بلاد الأحساء اتَّخذَ شكر مدينة الأحساء عاصمةً للبلاد[59] ووُصِفَ الأمير شكر بالكرم والعدل حيثُ قام بإسقاط جميع الضرائب على الرَّعية وكذلك حاول إصلاح شؤون البلاد ونهوضها بالتِّجارة، ولكن بعض من الأُمراء العيونيين كانوا غير راضين عن الأمير شكر وذلك بأنه استعان بقواتٍ خارجية لتوحيد بلاده ما أضعفَ الدّولة سياسيًّا ليؤدِّي بذلك إلى اعتراض بعض أفراد الأسرة العيونية لتأييد ومناصرة الأمير شكر.[60]

كان الأمير محمد بن أحمد العيوني من هؤلاء المُعارضين وكان حاكمًا للدولة سابقًا وعندما رأى أوضاع البلاد تزداد سوءًا سارعَ في انتزاع السُّلطة من عبد الله وشكر وابتدأَ مع عبد الله فهاجم القطيف سنة 587 هـ واستولى عليها ثُمَّ استولى على جزيرة أوال وهرب عبد الله إلى أخيه شكر في الأحساء،[61] جهزَ الأميران عبد الله وشكر جيشًا للدِّفاع عن الأحساء ولكن الأمير محمد لم يكن متسرعًا في أخذ الأحساء وأراد في البداية تثبيت حُكمه في القطيف وأوال وبادية منطقة الأحساء واستطاع محمد قتلَ الأميران في إحدى المعارك والاستيلاء على مدينة الأحساء سنة 599 هـ وبذلك أصبحت بلاد الأحساء خاضعتًا لمحمد بن أحمد العيوني،[62] شهدت الدولة العيونية في فترة حُكم محمد بن أحمد ازدهرًا كبيرًا اقتصاديًّا[63] واعتبره المديرس المؤسس الثاني للدولة العيونية بعد عبد الله بن علي،[61] كذلك شهدت الدولة في فترة محمد نفوذًا واسعًا واستطاعَ إخضاع إقليم نجد وجنوب العِراق وأطراف الشّام وعُمان إلى نفوذ دولته، كذلك أقام علاقاتٍ ودِّيّة مع الخليفة العبّاسيّ الناصر لدين الله وكان الخليفة يتولى الأمير محمد على الأمن في جنوب العراق.[64]

تُشير بعثة رسول الخليفة العبّاسيّ إلى الأمير محمّد ليطلب منه تأديب دهمش بن سند والقبائل العربية المناصرة له لنهبهم أموال الحُجّاج سنة 598 هـ إلى هذه العلاقة الطيبة بين الطرفين. جهزَ محمد جيشًا كبيرًا من قبائل الأحساء والعِراق تحت قيادته وانضمت له قبائل خفاجة والمنتفق وعبادة لتأديب دهمش وأنصاره والتقى الطرفان في موقعٍ قُرب الكوفة وانتهى القتال بانتصار محمّد،[65] وبذلك استطاع محمد بسطَ نفوذه في هذه المناطق فأمنَ الحُجَّاج وازدهرت التجارة فيها وبالتالي عظُمَ شأنه عند الخليفة الناصر ففرض له رسمًا معلومًا يصرف له تقديرًا لما يفعله تجاه الخلافة،[66] امتدَ حُكم الأمير محمّد قُرابة ثمانية عشر سنة خلالها نعمت البلاد بالاستقرار والازدهار الاقتصادي، ولكن الخلافات بين الأمراء العيونيين بدأت تظهر في أواخرِ حُكم محمّد وكان لشيوخ بنو عامر تدخلٌ واضحٌ في نزاعات العيونيين، ومن أبرزهم شيخ بني عقيل راشد بن عميرة الذي كان يطمح للحصول على مميزاتٍ اقتصادية وسياسية لم يتلقاها من الأمير محمّد فأرادَ التَّخلُّص منه، أتفق الشيخ راشد مع الأمير غرير بن الحسن العيوني الذي كان يطمح للوصول إلى السُّلطة على اغتيال محمّد مُقابل حصوله على المميزات التي رغِبَ بها وبالتالي تولية غرير على القطيف وأوال، نُفِّذت هذه المؤامرة وقُتِلَ محمد سنة 605 هـ وتولى غرير بن الحسن حُكم القطيف وأوال من بعده.[67]

سقوطُ الدَّولة (605 – 636 هـ)

خريطةٌ جُغرافيّةٌ توضحُ نفوذ العصفوريُّون في شبهِ الجزيرةِ العربيّة.
          : نفوذ العصفوريون السّياسيّ في الأحساء.
          : نفوذٌ قويٌ.

أثر مقتلُ محمد صدمةً كبيرةً للخليفة الناصر وكان يسارع إلى إمداد أبناء الأمير محمد بالمساعدات اللَّازمة لاستعادة سُلطتهم،[68] ويتَّضح من ذلك دعم الخليفة العبّاسي للفضل بن محمد العيوني الذي أراد الانتقام لوالده فأعدَّ جيشًا من أنصاره وأمدَّهُ الخليفة بالمال والأسلحة والجنود وبعد الإمدادات سار الفضل من بغداد إلى القطيف واستطاع السيطرة عليها واغتيال غرير سنة 606 هـ،[69] وكان لحاكم قيس غياث شاه بن جمشيد دورٌ في هذه الصراعات إلى جانبِ الفضل حيث وقَّع اتفاقية معه ليمدّه بالجنود ومساعدته في تثبيت أركان حُكمه في القطيف وأوال مما زاد نفوذ حاكم قيس في الخليج وأضعفَ العيونيّون سياسيًّا،[70] زاد نفوذ قبيلة بني عامر بشكلٍ واضحٍ نتيجة الصراع بين الأمراء العيونيين وخضوعهم لمتطالبتهم وهذا ما يتضح نفوذهم القوي في أنظمة حُكم العيونيين،[71] بعد اغتيال محمد بن أحمد تولى حُكم الأحساء من بعده محمد بن ماجد العيوني ولم يستطع الفضل الاستيلاء على الأحساء منه نظرًا لتأييد بنو عامر والقبائل المحيطة بالمنطقة له، لذلك تواصل مع الأمير مسعود بن محمد العيوني لتدبير انقلابٍ عسكري ونُفِّذَت سنة 615 هـ واستطاع فيها مسعود قتل محمد وتولى حُكم الأحساء.[72]

لم تكن الأوضاع جيدة عند الأسرة العيونية في الأحساء على الرُّغم من ظهور بعض الأُمراء حُسن السيرة والّذين ذُكر حُكمهم الجيد للبلاد، ولكن الضَّعف السّياسيّ للبلاد واعتمادهم الكامل على بنو عامر أدى ذلك إلى إنهاء حُكمهم من قِبل بنو عامر، حيث عيَّنُ أميرًا منهم يُدعى عصفور بن راشد(ث) الذي أنهى حُكم العيونيين في الأحساء واستولى على ممتلكات الأسرة وأخر أميرها سنة 630 هـ،[73] تلتها سقوط مدينة القطيف على يد أحد شيوخ بني عامر سنة 630 هـ،[74] وبذلك لم يتبقى لدى العيونيين غير جزيرة أوال واستطاعوا حماية نفسهم فيها من الأعداء الخارجيين وبدأت الدولة العيونية تسقط تدريجيًّا بعد سقوط مدينة القطيف خاصتًا وأنها كانت مركزهم في دعم العسكري، وكان للتنافس التِّجاري بين حاكم قيس وأمير هُرمُز أثرٌ واضح على سقوط الدولة، حيث قبل سقوط القطيف كان أمير هُرمُز يتلقى العوائد التي كانت تدفع لحاكم قيس من قبل الأمير العيوني آنذاك منصور بن علي، تدخل أتابكة فارس في هذا الصراع نتيجة استغاثة أهل قيس للأتابك فارس أبو بكر السلغري الذي استجابَ لاستغاثتهم لتوسعة نفوذه واستطاع الاستيلاء على الجزيرة سنة 628 هـ وكان الأمير منصور يدفع له العوائد هو الأخر.[75]

اتجهَ الأمير محمد بن محمد العيوني إلى جزيرة أوال بعد سقوط مدينة القطيف وطرد ابن عمه منصور واستولى على الحُكم فيها مُستَعينًا بالخلافة العبّاسيّة في عهد المستنصر بالله، خلال عهد محمد نتجَ بينه وبين أتابكة فارس صراعٌ استمر حتى سقوط الدولة وتعرض لحملتين بحريتين من أبو بكر السلغري ولكن الأمير العيوني استطاع صدَّ الحملتين،[76] استطاع محمد هزيمة قوات أبو بكر سنة 631 هـ في أثناء حملته الأولى ويرجع ذلك إلى قوة تحصينات جزيرة أوال، وذلك لم يوقف عزم أبو بكر السلغري على سيطرتهم فإنه سارعَ في تجهيز حملته الثانية على الجزيرة والتي نُفِّذَت سنة 633 هـ وشارك معه عدد كبيرٌ من العرب ولكنه هُزم مجددًا أمام القوات العيونية والتي دافعت دفاعًا مستميتًا عن جزيرة أوال تحت قيادة الأمير محمد بن محمد العيوني، إلا أنَّ هذا الدفاع القوي لم يستمر طويلًا نظرًا لقلَّةِ الموارد وضعف الإمكانيات العسكريّة لذلك استطاع أبو بكر السلغري السيطرة على جزيرة أوال سنة 636 هـ وقتل الأمير العيوني وصادرَ أملاكه وبذلك أنهى الحُكم العيوني في بلاد الأحساء كاملًا.[77]

ظهرت محاولة من الأمير الفضل بن محمد بن مسعود العيوني في إعادة إحياء الدولة العيونية في الأحساء سنة 645 هـ حيث استغلَ الفضل انشغال العصفوريون في استعادة مدينة القطيف من أتابكة فارس واستعانَ بأمير منطقة عسير حسان بن سُلَيمان الأُمَوي، وقد دعمَ الأمير حسان الفضل بقوات من قبائل عسير وقحطان ويام وبني خالد وصاحَبَهُ في هذه الحملة حتى مدينة الأحساء، وبفضل القوات الكثيرة المُصاحبة للأميرين حسان والفضل وغياب العصفوريين عن مدينة الأحساء استطاع الفضل استعادة مُلكه في الأحساء وأمضى فيها سنتين وساعده الأمير حسان في إدارة شؤونها وترك له حامية وترك بعض القبائل المتألفة من جيشه في الأحساء وعاد الأمير حسان لمنطقة عسير،[78] إلا أنَّ هذه المُساعدات لم تساعد في حل مشاكل الأمير الفضل فإنَّ الأمير الفضل واجهَ مشاكل اقتصادية؛ خاصةً وأنَّ جميع ممتلكات أسرته من مزارع وأملاك أصبحت مِلكَ بنو عُقيل والذين معلنين ولائهم للعصفوريين وكذلك واجهته مشكلة مع سُكان الأحسائيين الذي عارضوا حُكمه وناصروا بني عُقيل ضده، وبسبب هذه العوامل لم يمضي حُكم الفضل طويلًا حتى وصلت القوات العصفورية إلى الأحساء وأطاحت بحُكمه وقتلته سنة 647 هـ وعادت الأحساء إلى نفوذ العصفوريين مُجددًا.[79]

الحضارة

الدِّين

كان مذهب العيونيين محلَّ خلافٍ بين الباحثين على مر العصور ووَرَدَ في بعض الباحثين القدماء أنَّ مذهب العيونيين هو المذهب السُّنّي نظرًا لعلاقتهم مع الخلافة العبَّاسيَّة والسَّلاجقة الذين كانوا متعصبين لمذهبهم السُّني،[80] وكان هذا المتعارف عليه بين الباحثين حتى ظهرت النُّقود العيونية تحت دراسة نايف الشرعان سنة 1423 هـ والذي استطاع الكشف عن مذهب العيونيين الذين كانوا يعتنقون المذهب الشِّيعي على عكس ما كان وارد في السابق وذلك لوجود شعارات التَّشيع في النقود،[81] كذلك أظهرت المراجع الحديثة تشيع العيونيين منذ بداية تأسيسهم وذلك يتضح من علاقة عبد الله بن علي العيوني مع الخلافة الفاطميَّة الشيعية التي زدادت مع الوقت على عكس علاقته مع الخلافة العبّاسيّة السّنّيّة التي ساءت الأمور بينهم حتى وصل الأمر لمحاولة الخليفة العباسي بالإطاحة للحكم العيوني مستعينًا بالسلاجقة.[82]

الآداب

إطارٌ مُخطَّط بخطِّ الثُّلث على علي بن المقرب العيوني، من أُدباء ومؤرِّخين الدولة العيونية.

اقتصرت الحركة العلمية في البلاد العيونية على الأدباء والشُّعراء والتي أظهرت فعاليتها فقد أنجبت الحركة العلمية عددًا من الأدباء والشعراء غير ابن المقرَّب وذلك من تشجيع الأمراء العيونيين لهم وهذا ما يتضح من مديح شعراء العراق واليمامة على الأُمراء العيونيين، من هؤلاء الشُّعراء أبو الحسن العبدي البصري الذي التقى مع الأمير قوَّام الدين غرير بن منصور العيوني واشتهر بذمِّهِ لجزيرة تاروت تحت حُكم العيونيين في إحدى أبياته،[83] كذلك أنجبت الدولة الأديب أبو عبد الله موفق الدين البحراني الذي ساهم في مختلف المجالات العِلمية وكان لأبياته الشعرية مدحًا لبعض الحكام مثل صلاح الدين الأيوبي، وعلى الرغم من أن هذه الشخصية عاشت في بلاد الأحساء إلا أنه لا يُذكَر للشَّاعر علاقةٌ مع أحد الأُمراء العيونيين،[84] أيضًا أنجبت الدولة في القطيف الشاعر أبو إسحاق إبراهيم السكوني وتعلم الشعر من أبو الحسن العبدي البصري عندما ألتقى به في القطيف سنة 557 هـ واشتهرت أبياته بالمديح للأُمراء العيونيين،[85] كان لهؤلاء أثرٌ واضحٌ في إثراء الحركة الفِكرية في بلاد الأحساء خلال العهد العيوني.[86]

وأشهر أُدباء هذه الدولة إثراءً هو علي بن المقرب العيوني الشهير بابن المقرب الذي أثرى عصره من ديوانه الشِّعري وبلغ أهميته في مجال الشِّعر والتاريخ، ويُعتبر ديوان ابن المقرب المصدر الرئيسي لتلك الحقبة التاريخية في شرق شبه الجزيرة العربية بشكلٍ عام وتاريخ الدولة العيونية بشكلٍ خاص وأثرى فيها من حوادث وقعت آنذاك ونزاعات الأسرة العيونية على السُّلطة وأسماء المُدن في زمانه.[87]

الاقتصاد

رسم توضيحي لدرهم من الدولة العيونية ضرب سنة 544 هـ، يحمل اسم الحسن بن عبد الله العيوني ولقبه «جمال الدنيا والدين»، ويحمل الشَّهادتان والشهادة الثّالثة الشِّيعيّة.[88]

اعتمد الاقتصاد العيوني بشكلٍ كبيرٍ على التِّجارة والزِّراعة لطبيعة المنطقة المحيطة التي كانت مركزًا تجاريًا للقوافلِ التِّجارية البرية الآتية من جنوب شبه الجزيرة العربية إلى الشَّام والعِراق كذلك مركزًا للقوافل البحرية الآتية من الهند وإفريقيا،[89] حظيت المنطقة بعلاقاتٍ تجاريةٍ واسعة مع الهند وسواحل إفريقيا في الصُّومال فكانت الصَّادرات العيونية تنتج اللُّؤلؤ والتُّمور والأثاث والتوابل والعُطور وبعض المعادن كالزُّمرد والحديد والأواني النُّحاسية وتُباع هذه المُنتجات لهم وفي المناطق المجاورة في العراق والشام وأحيانًا تُباع في مِصر،[90] ثُمَّ يأتي النَّشاط الزِّراعي الذي اشتهر بزراعة النَّخيل وكثرة أنواع التُّمور حتى قيل أن أنواعها تصل لثمانمائة نوع وإلى جانبها تُزرع العديد من الفواكه المختلفة والقطن والحنطة والشَّعير،[91] لم يقتصر الاقتصاد العيوني على التجارة والزراعة فقط فقد كان للصِّناعة العيونية دورٌ بارزٌ في الحياةِ الحضارية للمنطقة وخاصتًا في الأمور الحياتيَّة والتِّجارة، من ضمن هذه الصناعات كانت صناعة السُّفُن والتي كانت تُستخدم في التجارة وتُبنى في جزيرتي أوال ودارين وأيضًا لم تخلوا هذه الصناعات من لوازم الحياة والمُعدَّات اللازمة للزراعة والصيد، واشتهرت مدينة القطيف في العهد العيوني بانتاجها للمعدات الحربية والتي كانت تُنتج فيها السُّيوف والرِّماح والدُّروع.[92]

تطوَّرَ الاقتصاد العيوني حتى امتلك عملةً خاصةً به وظهر سك النُّقود العيونية في ثلاث مدنٍ أساسية وهي أرض الخط ومدينة القطيف وجزيرة أوال وكانت النقود مُخطَّطة بالخطِّ الكوفي وخطِّ النّسخ ومعظمها منقوشة بالخط الكوفي وعادةً ما يزخرف خط النسخ في عبارات التشيع،[93] وظهرت شعارات التشيع في جميع نقود الدولة والتي كانت تحمل لقب واسم الأمير الحسن بن عبد الله العيوني ومن هذه الشعارات استنتج الباحث نايف الشرعان تشيّع الأسرة العيونية،[94] وعلى الرُّغمِ من تبعية العيونيين للخلافة العباسية فإن نقود العيونيين لم تحمل اسم الخليفة العباسي على عكس بعض الدول التي تُدِينُ بالولاء للعباسيين.[95]

قائمة الأُمراء العيونيين

القائمة[96]
الأمير فترة الحكم
عبد الله بن علي 469520 هـ
10761126 م
محمد بن الفضل 520538 هـ
11261143 م
بعد مقتل محمد بن الفضل تمزقت الدولة إلى جزئين، جزءٌ تحت حُكم عمه علي بن عبد الله العيوني في الأحساء وجزءًا تحت حُكم أخيه غرير بن الفضل العيوني في القطيف، ونتيجةً لهذا التّمزق ضلَّت الدولة في صراعٍ داخلِيّ لفترةٍ طويلة حتى اتحدت من جديد في سنة 580 هـ.
الأحساء القطيف
علي بن عبد الله
538 هـ1143 م
غرير بن الفضل
538539 هـ
11431144 م
شكر بن علي
غير معروف – 556 هـ
غير معروف – 1160 م
الحسن بن عبد الله
539549 هـ
11431154 م
محمد بن منصور
556580 هـ
11601184 م
غرير بن منصور
549556 هـ
11541160 م
هجرس بن محمد
556557 هـ
11601161 م
شكر بن الحسن
557575 هـ
11611179 م
علي بن الحسن
575 هـ1179 م
الزير بن الحسن
575577 هـ
11791181 م
محمد بن أحمد
577 هـ1181 م
الحسن بن شكر
577580 هـ
11811184 م
بعد وفاة محمد بن منصور تولى حُكم الأحساء من بعده أخوه شكر بن منصور وكان شكر يطمح إلى استعادة قوة بلاده، فأرسل أخوه عبد الله بن منصور للاستيلاء على القطيف وأوال من أبناء عمه وفعلًا قتل عبد الله ابن عمه الحسن بن شكر واستولى على القطيف وأوال، ووُحِّدت بلاد الأحساء على يد شكر حتى 605 هـ مُتخذًا الأحساء عاصمةً للبلاد.
الأمير فترة الحكم
شكر بن منصور 580599 هـ
11841202 م
محمد بن أحمد 599605 هـ
12021208 م
بعد اغتيال محمد بن أحمد انقسمت الدولة إلى سلطتين، سُلطة في الأحساء تحت حُكم محمد بن ماجد العيوني، وسُلطة تحت حُكم غرير بن الحسن العيوني في القطيف وأوال، ونتيجةً لهذا الانقسام ضعُفت الدولة حتى سقطت سُلطة العيونيون في الأحساء على يد بنو عامر لتُنشأ الدَّولة العُصفورية في الأحساء وتلتها القطيف، ثمَّ سقوط سُلطة العيونيون في أوال على يد الأتابك السلغري سنة 636 هـ.
الأحساء القطيف وأوال
محمد بن ماجد
605615 هـ
12081218 م
غرير بن الحسن
605606 هـ
12081209 م
مسعود بن محمد
615 هـ – غير معروف
1218م – غير معروف
الفضل بن محمد
606616 هـ
12091219 م
علي بن ماجد
غير معروف – غير معروف
مقدم بن ماجد
616620 هـ
12191223 م
محمد بن مسعود
623626 هـ
12261229 م
القطيف أوال
منصور بن علي
626627 هـ
12291230 م
منصور بن علي
627630 هـ
12301233 م
محمد بن محمد
627630 هـ
12301233 م
محمد بن محمد
630636 هـ
12331238 م
سقوطُ الدَّولة العُيونية سنة 636 هـ.

انظُر أيضًا

الأقاليمُ التّاريخيّة
الدُّوَلُ التّاريخيّة
القبائلُ التّاريخيّة

المراجع

هوامش

  • أ: يُشار تسمية بلاد العيونيين إلى مصطلح «الدولة العيونية» في أغلب المراجع الموثوقة.
  • ب: أُطلِقت على بلاد العيونيين أسماءً عديدةً في المصادر ووِصفت بمملكة وسلطنة، ولكن يرى الباحث عبد الرحمٰن الملا أن تسمية «الإمارة العيونية» هي أفضل تسمية للدولة بحكم النطاق الجُغرافي المحدود للعيونيين وقال في بحثه: «أرى أن وسم هذه الدولة بالإمارة هو الإختيار الأفضل لمحدودية النطاق الجُغرافي الذي تشغله سلطتها».[97]
  • ت: يرجع تسمية الأسرة بهذا الاسم نسبةً إلى مدينة العيون التي كانت تسكنها الأسرة قبل تأسيس دولتهم.[98]
  • ث: يعود تأسيس وتسمية العصفوريين نسبةً إلى هذا الأمير.[99]

فِهرِس المراجع

  1. ^ الشرعان (2002)، ص. 41.
  2. ^ خليل (2006)، ص. 87.
  3. ^ المديرس (2002)، ص. 71.
  4. ^ الملا (2014)، ص. 136.
  5. ^ خليل (2006)، ص. 79.
  6. ^ الشرعان (2002)، ص. 42.
  7. ^ المديرس (2002)، ص. 85-86.
  8. ^ 1. خليل (2006)، ص. 89-90.
    2. الملا (2014)، ص. 151.
  9. ^ الشرعان (2002)، ص. 48.
  10. ^ خليل (2006)، ص. 94.
  11. ^ الملا (2014)، ص. 153.
  12. ^ المديرس (2002)، ص. 89.
  13. ^ خليل (2006)، ص. 101.
  14. ^ المديرس (2002)، ص. 91.
  15. ^ الشرعان (2002)، ص. 51.
  16. ^ 1. المديرس (2002)، ص. 94-95.
    2. الملا (2014)، ص. 158.
  17. ^ خليل (2006)، ص. 112.
  18. ^ الشرعان (2002)، ص. 52.
  19. ^ خليل (2006)، ص. 128-129.
  20. ^ المديرس (2002)، ص. 98.
  21. ^ الشرعان (2002)، ص. 53-54.
  22. ^ المديرس (2002)، ص. 106.
  23. ^ خليل (2006)، ص. 137.
  24. ^ خليل (2006)، ص. 138.
  25. ^ خليل (2006)، ص. 146.
  26. ^ 1. خليل (2006)، ص. 147-148.
    2. الملا (2014)، ص. 50.
  27. ^ المديرس (2002)، ص. 107.
  28. ^ المديرس (2002)، ص. 108.
  29. ^ أ ب الملا (2014)، ص. 169.
  30. ^ خليل (2006)، ص. 152.
  31. ^ الشرعان (2002)، ص. 55.
  32. ^ خليل (2006)، ص. 154.
  33. ^ الملا (2014)، ص. 170.
  34. ^ الملا (2014)، ص. 173.
  35. ^ المديرس (2002)، ص. 110.
  36. ^ الملا (2014)، ص. 174.
  37. ^ الشرعان (2002)، ص. 60.
  38. ^ خليل (2006)، ص. 163.
  39. ^ المديرس (2002)، ص. 115.
  40. ^ خليل (2006)، ص. 172.
  41. ^ المديرس (2002)، ص. 116.
  42. ^ خليل (2006)، ص. 175.
  43. ^ الشرعان (2002)، ص. 62.
  44. ^ المديرس (2002)، ص. 118.
  45. ^ خليل (2006)، ص. 177.
  46. ^ خليل (2006)، ص. 179.
  47. ^ الشرعان (2002)، ص. 69.
  48. ^ المديرس (2002)، ص. 119.
  49. ^ خليل (2006)، ص. 186.
  50. ^ المديرس (2002)، ص. 120.
  51. ^ الشرعان (2002)، ص. 70.
  52. ^ المديرس (2002)، ص. 121.
  53. ^ خليل (2006)، ص. 196.
  54. ^ خليل (2006)، ص. 197.
  55. ^ الملا (2014)، ص. 184.
  56. ^ المديرس (2002)، ص. 123.
  57. ^ الملا (2014)، ص. 190.
  58. ^ خليل (2006)، ص. 201.
  59. ^ المديرس (2002)، ص. 124.
  60. ^ خليل (2006)، ص. 201-202.
  61. ^ أ ب المديرس (2002)، ص. 129.
  62. ^ خليل (2006)، ص. 209.
  63. ^ الشرعان (2002)، ص. 72.
  64. ^ خليل (2006)، ص. 210.
  65. ^ الملا (2014)، ص. 193.
  66. ^ الشرعان (2002)، ص. 71.
  67. ^ المديرس (2002)، ص. 133.
  68. ^ المديرس (2002)، ص. 134.
  69. ^ 1. الملا (2014)، ص. 197.
    2. خليل (2006)، ص. 230.
  70. ^ الشرعان (2002)، ص. 73.
  71. ^ المديرس (2002)، ص. 138.
  72. ^ خليل (2006)، ص. 232.
  73. ^ المديرس (2002)، ص. 141.
  74. ^ الشرعان (2002)، ص. 74.
  75. ^ المديرس (2002)، ص. 146.
  76. ^ المديرس (2002)، ص. 147.
  77. ^ 1. خليل (2006)، ص. 314.
    2. الملا (2014)، ص. 236.
  78. ^ خليل (2006)، ص. 362-363.
  79. ^ خليل (2006)، ص. 363-364.
  80. ^ المديرس (2002)، ص. 182.
  81. ^ 1. خليل (2006)، ص. 350.
    2. الشرعان (2002)، ص. 224.
  82. ^ خليل (2006)، ص. 298.
  83. ^ 1. المديرس (2002)، ص. 189.
    2. المديرس (2002)، ص. 183.
  84. ^ المديرس (2002)، ص. 186-187.
  85. ^ المديرس (2002)، ص. 183.
  86. ^ المديرس (2002)، ص. 201.
  87. ^ المناعي (1982)، ص. 241.
  88. ^ رمضان (2008)، ص. 326.
  89. ^ المديرس (2002)، ص. 165.
  90. ^ الملا (2014)، ص. 74.
  91. ^ المديرس (2002)، ص. 171.
  92. ^ الملا (2014)، ص. 76-77.
  93. ^ الشرعان (2002)، ص. 165-166.
  94. ^ الشرعان (2002)، ص. 199.
  95. ^ الشرعان (2002)، ص. 201.
  96. ^ المديرس (2002)، ص. 214-218.
  97. ^ الملا (2014)، ص. 163-164.
  98. ^ الملا (2014)، ص. 53.
  99. ^ خليل (2006)، ص. 355.

بَيانات المراجع

الكُتُب مُرتَّبة حَسب تاريخ النَّشر
  • Q123828377، QID:Q123828377
  • Q118072568، QID:Q118072568
  • Q118247592، QID:Q118247592
  • Q118669529، QID:Q118669529
  • Q120170526، QID:Q120170526
  • Q118210223، QID:Q118210223

وصلاتٌ خارجيَّةٌ

الدولة العيونية
سبقه
الدَّولَةُ القُرمُطيّة
تاريخُ الأحساء

1076 - 1238

تبعه
الدَّولَةُ العُصفُوريّة