هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

الخلافات المتعلقة بحرب 1967

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

اندلعت حرب 1967 أو حرب الأيام الستة بين 5 يونيو و10 يونيو عام 1967 بين إسرائيل والدول المجاورة لمصر (المعروفة آنذاك باسم الجمهورية العربية المتحدة) والأردن وسوريا. بدأت حرب 1967 بضربة جوية مفاجئة واسعة النطاق شنتها إسرائيل على مصر وانتهت بانتصار كبير لإسرائيل. نشأ عدد من الخلافات حول أسباب وإجراءات الحرب، وتحديدًا: ما إذا كان عمل إسرائيل ضربة استباقية مبررة لشعورها بالتهديد من قيام الدول العربية بشن هجوم وشيك، أو كان هجومًا غير مبرر، أم كان بسبب قتل المصريين لمتطرفين من قواتهم الخاصة عند عودتهم من الهزيمة، أم بسبب قتل الإسرائيليين سجناء مصريين عزل؟ ومدى الدعم الأجنبي للمقاتلين في الحرب.

الضربة الاستباقية ضد الهجوم غير المبرر

في البداية، أعلنت كل من مصر وإسرائيل أنهما تعرضتا لهجوم من قبل الدولة الأخرى. تلقى غديون رافائيل سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة رسالة من الخارجية الإسرائيلية مفادها «إبلاغ رئيس مجلس الأمن على الفور بأن إسرائيل تصد الآن القوات البرية والجوية المصرية». في الساعة 3:10 صباحًا، أيقظ رفائيل السفير هانز تابور، رئيس مجلس الأمن الدنماركي لشهر يونيو، بنبأ «تحرك القوات المصرية ضد إسرائيل».[1] وأن إسرائيل كانت ترد على هجوم «دنيء وغادر» من مصر...[2] «في اجتماع مجلس الأمن في 5 يونيو، ادعت كل من إسرائيل ومصر أنهما صدتا غزوًا من جانب الآخر،[1] و«أقسم الوزيرين الإسرائيليين، إيبان وإيفرو، أن مصر كانت من بدأت الهجوم أولًا».[3]

في 5 يونيو، اتهمت مصر، بدعم من الاتحاد السوفيتي، إسرائيل بالعدوان. وزعمت إسرائيل أن مصر هي من ضربت أولاً، وقالت للمجلس إنه «في الساعات الأولى من صباح اليوم تحركت طوابير مدرعة مصرية في هجوم ضد حدود إسرائيل، وفي نفس الوقت أقلعت طائرات مصرية من مطارات سيناء وقصفت باتجاه إسرائيل. قصف سلاح المدفعية المصري في قطاع غزة قرى كيسوفيم، وناحل عوز، وعين هشلوشا...» في الواقع، لم يكن هذا هو الحال،[4] حيث أن مكتب المخابرات الأمريكية «...سرعان ما توصل إلى أن الإسرائيليين، على عكس مزاعمهم، بدأوا الهجوم أولًا»[5] ومن المعروف الآن أن الحرب بدأت بهجوم إسرائيلي مفاجئ على القوات الجوية المصرية ما ترك قواتها البرية عرضة لمزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية.

رغم أن إسرائيل كانت هي من ضرب أولًا، إلا أنها ادعت في البداية أنها تعرضت للهجوم. وزعمت في وقت لاحق أن هجومها كان ضربة استباقية في وجه غزو مخطط له.[6] وبررت إسرائيل هجمتها الاستباقية بمراجعة سياق موقفها: تضييق الخناق الاقتصادي من خلال فرض الحصار على النقل البحري في مضيق تيران (حيث أن 90 بالمئة من النفط الإسرائيلي يمر عبر مضيق تيران[7] اقتراب اندلاع حرب على ثلاث جبهات (كان هناك مئات الآلاف من القوات العسكرية مع مئات الدبابات المحتشدة على حدودها)، والصعوبات الاجتماعية والاقتصادية المحتملة للحفاظ على جيش مدني تمهيدي إلى أجل غير مسمى.[8] وفقًا للمؤرخ الإسرائيلي والسفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة، مايكل أورين، «خطط العرب لغزو إسرائيل وترحيل أو قتل الكثير من سكانها اليهود في عام 1967». ومع ذلك، ذكر بعض المؤرخين[من؟] أن الدول العربية المجاورة لم تبدأ بأية أعمال عسكرية ضد إسرائيل لتبرير هجومها. إلى جانب هذا الرأي، هناك وجهة نظر أخرى، لكنها مهمة، مفادها أن الحرب كانت محاولة لإسرائيل لتوسيع حدودها. هذا، وفقًا لأورين، غير صحيح: لم يكن لدى إسرائيل خيار يذكر في هذا الشأن.[9] غالبًا ما يُذكر الهجوم الإسرائيلي كمثال على الهجمات الاستباقية، ووفقًا لمجلة نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية، «ربما يكون المثال الأكثر ذكرًا».[10][11] أشار أحد العلماء إلى هجوم إسرائيل على أنه عمل «مُعْتَرِض للدفاع عن النفس». ووفقًا لوجهة النظر هذه، على الرغم من عدم وجود خطوة مصرية واحدة يمكن اعتبارها هجومًا مسلحًا، إلا أن أفعال مصر الجماعية التي تضمنت إغلاق مضيق تيران، وطرد قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والانتشار العسكري المكثف على طول حدود إسرائيل، والصراع المستمر، أوضح أن مصر كانت عازمة على شن هجوم مسلح على إسرائيل.[12] في عام 2002، صرح مراسل الإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر) مايك شوستر أن «وجهة النظر السائدة بين المؤرخين هي أنه على الرغم من أن إسرائيل هي من هجمت أولًا، إلا أن الضربة الإسرائيلية كانت دفاعية بطبيعتها».[13]

أقر أورين بأن كلًا من المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أشارت إلى أن تحركات القوات في مصر، كان لها فقط أغراض دفاعية وليست هجومية. لكنه يشير إلى أن القوات المصرية المنتشرة في سيناء ستتحرك ضد إسرائيل في حالة قيام إسرائيل بغزو سوريا باتجاه دمشق ردًا على الاستفزازات المتكررة من قبل عتاد وغارات الفدائيين السوريين في الأراضي السورية.[14] هذه الحقيقة ذكرها رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن، من أجل تقديم دفاعه عن غزو إسرائيلي للبنان في الثمانينيات، ذكّر الكنيست الإسرائيلي بأن الضربات الاستباقية كانت بالفعل جزءًا من تاريخ إسرائيل وأن انتظار أعدائها لاختيار وقت الحرب هو سياسة خاسرة، ملاحظًا فيما يتعلق بحرب عام 1967، إن «تجمعات الجيش المصري في مقاربات سيناء لم تكن تثبت أن عبد الناصر كان على وشك مهاجمتنا، بل نحن من قرر مهاجمته». لكنه أضاف في ذلك الخطاب أن حرب عام 1967 لم تكن عملاً عدوانيًا، بل كانت ردًا على أعمال عدوانية متعددة تهدف إلى إضعاف إسرائيل خطوة بخطوة تمهيدًا لحرب مباشرة.[15][16]

كان الرأي العربي أنه هجوم غير مبرر. أشار محمد عواد القوني، المندوب الدائم للجمهورية العربية المتحدة (مصر)، في جلسة للأمم المتحدة أن «إسرائيل ارتكبت عدوان غادر متعمد ضد الجمهورية العربية المتحدة... وبينما نحن في الجمهورية العربية المتحدة... وضحنا عدم نيتنا في الشروع بأي عمل هجومي وتعاونا بشكل كامل في المحاولات التي بُذلت لتخفيف التوتر في المنطقة».[17] بعد الحرب، اعترف المسؤولون الإسرائيليون بأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تُهاجم عندما بدأت الأعمال العدائية ضد مصر.[18][19] مردخاي بينتوف، الوزير الإسرائيلي الذي حضر اجتماع مجلس الوزراء في الرابع من حزيران (يونيو)، شكك في فكرة وجود «خطر الإبادة» قائلاً إنها «نسيج مبالغ فيه لتبرير حقيقة ضم إقليم عربي جديد».[20][21] تلقت إسرائيل تقارير من الولايات المتحدة تفيد بأن الانتشار المصري كان دفاعيًا ومتوقعًا لهجوم إسرائيلي محتمل.[14][21] كتب أبا إيبان، وزير خارجية إسرائيل أثناء الحرب، في وقت لاحق في سيرته الذاتية أن تأكيدات عبد الناصر بأنه لم يكن يخطط لمهاجمة إسرائيل كانت صادقة: «عبد الناصر لم يكن يريد الحرب. أراد النصر بدون حرب».[22] كتب المؤرخ العسكري الإسرائيلي مارتن فان كريفيلد أنه في حين أن الأصول الدقيقة للحرب قد لا تكون معروفة أبدًا، فإن القوات الإسرائيلية كانت «تبحث عن سبب للقتال وبذلت جهدًا كبيرًا لافتعالها».[23] وفقًا لجيمس ثو جاتي، فإن حالة إسرائيل، وفق اختبار كارولين، لم تكن دفاعًا استباقيًا عن النفس، بل كانت أقرب ما تكون هجومًا.[24]

ومع ذلك، تؤكد إسرائيل أيضًا أن هجماتها كانت مبررة بإغلاق مصر لمضيق تيران، وهو ممر مائي دولي، والذي شكل إغلاقه سببًا للحرب بموجب القانون الدولي العرفي الذي دُوِّن لاحقًا في اتفاقيات جنيف لعام 1958 لقانون البحار. ومع ذلك، لأن الجمهورية العربية المتحدة وحلفائها العرب لم يكونوا من الموقعين على اتفاقيات جنيف لعام 1958، قالوا إنه نظرًا لأن خليج العقبة لم يكن ممرًا مائيًا يربط بين منطقتين من البحر المفتوح، فإنه لم يكن من الناحية الفنية مضيقًا، وبالتالي لم يكن كذلك. علاوة على ذلك، عارضت الجمهورية العربية المتحدة حق إسرائيل القانوني في إيلات، التي استولت عليها بعد هدنة عام 1949 التي فرضها مجلس الأمن. ومع ذلك، اتفقت الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية مع إسرائيل بأن السفن الإسرائيلية لها الحق في المرور عبر مضيق تيران. من ناحية أخرى، كان موقف مصر مدعومًا من قبل الكثير من دول العالم الثالث.[25]

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ أ ب Bailey 1990, p. 225.
  2. ^ Oren, p. 198.
  3. ^ "Six Days of War: June 1967 and the Making of the Modern Middle East" by Michael B. Oren, 2002 (page 196)
  4. ^ The Case for Palestine: An International Law Perspective; John B Quigley, p. 163 نسخة محفوظة 2020-05-25 على موقع واي باك مشين.
  5. ^ Robarge, 2007.
  6. ^ BBC Panorama نسخة محفوظة 2020-11-11 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ Avi Shlaim؛ William Roger Louis (13 فبراير 2012). The 1967 Arab-Israeli War: Origins and Consequences. Cambridge University Press. ص. 224. ISBN:978-1-107-00236-4. مؤرشف من الأصل في 2020-05-26. 90% of Israeli oil was imported through the Straits of Tiran
  8. ^ John Pimlott, The Middle East Conflicts 1945 to Present, Crescent Books, (New York, 1983), p.53
  9. ^ "Q&A with Michael Oren," Jerusalem Post, 06/05/2007, http://www.jpost.com/Israel/Q-and-A-with-Michael-Oren نسخة محفوظة 2021-03-04 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ "The United States has often walked a fine line between preemption and prevention. In fact there have only been a handful of clear-cut cases of military preemption by any states in the last 200 years. (Israeli preemption in the Six Day War of 1967 is perhaps the most cited example)" U.S. National Security Strategy: a New Era U.S. Department of State (2002). نسخة محفوظة 2020-05-24 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ "Classic examples of preemptive wars include the July Crisis of 1914 and the Six Day War of 1967 in which Israel preemptively attacked Egypt…" Mueller Karl P. (2007). Striking first: preemptive and preventive attack in U.S. national security. (PDF). Rand Corporation. (ردمك 978-0-8330-3881-4). "نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2020-06-15. اطلع عليه بتاريخ 2021-04-17.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  12. ^ Distein, Yoram, War, aggression and self-defense p. 192, Cambridge University Press (2005) نسخة محفوظة 2020-05-24 على موقع واي باك مشين.
  13. ^ NPR, The Mideast: A Century of Conflict نسخة محفوظة 2020-05-24 على موقع واي باك مشين.
  14. ^ أ ب U.S. Secretary of Defense Robert McNamara told Israeli Foreign Minister Abba Eban that the U.S. intelligence assessment was that "the Egyptian deployments were defensive in character and anticipatory of a possible Israeli attack". Memorandum of Conversation, Washington, May 26, 1967, 10:30 a.m.؛ The Israeli ambassador to the U.S. Michael B. Oren has acknowledged that "By all reports Israel received from the Americans, and according to its own intelligence, Nasser had no interest in bloodshed..." Israel's assessment was that "Nasser would have to be deranged to take on an Israel backed by France and the U.S. Sixth Fleet. War, according to the Israelis, could only come about if Nasser felt he had complete military superiority over the IDF, if Israel were caught up in a domestic crisis, and, most crucially, was isolated internationally—a most unlikely confluence." Six Days of War: June 1967 and the Making of the Modern Middle East, Oren 2002, pp. 59–60). نسخة محفوظة 2021-04-09 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Menachem Begin, the first Likud Prime Minister of Israel, also said: "In June 1967, we again had a choice. The Egyptian Army concentrations in the Sinai approaches do not prove that Nasser was really about to attack us. We must be honest with ourselves. We decided to attack him." "Israel's First Fifty Years", by Robert Owen Freedman, page 80؛ for another quote, see Cooley, Green March, Black September, p. 162. نسخة محفوظة 2020-05-25 على موقع واي باك مشين.
  16. ^ Address by Prime Minister Begin at the National Defense College, 8 August 1982. (Israeli Ministry of Foreign Affairs) نسخة محفوظة 2021-02-25 على موقع واي باك مشين.
  17. ^ UN Security Council meeting 1347 نسخة محفوظة 2011-03-19 على موقع واي باك مشين. (5 June 1967
  18. ^ "Various Israeli officials said later... that 'Israel had not in fact anticipated an imminent attack by Egypt when it struck June 5'". The Case for Palestine: An International Law Perspective, p. 164; John B Quigley نسخة محفوظة 2020-05-24 على موقع واي باك مشين.
  19. ^ 'Armed Attack' and Article 51 of the Un Charter: Evolutions in Customary Law, by Tom Ruys, page 280 "It has been observed that several official Israeli sources admitted after the war that Egypt did not have the intention of attacking Israel"link نسخة محفوظة 2021-03-08 على موقع واي باك مشين.
  20. ^ Quigley، John (1990). Palestine and Israel: A Challenge to Justice. Duke University Press (May 1990). ص. 170. ISBN:0-8223-1023-6. مؤرشف من الأصل في 2021-04-17.
  21. ^ أ ب The Myth of Annihilation and the Six-Day War, by Joseph Ryan (Carnegie Council, September 1, 1973) نسخة محفوظة 2020-11-25 على موقع واي باك مشين.
  22. ^ Abba Eban: An Autobiography, Random House, 1977. (p. 360)
  23. ^ The Sword And The Olive: A Critical History Of The Israeli Defense Force (Martin van Creveld) p. 172 نسخة محفوظة 2021-03-08 على موقع واي باك مشين.
  24. ^ ASSESSING CLAIMS OF A NEW DOCTRINE OF PRE-EMPTIVE WAR UNDER THE DOCTRINE OF SOURCES (James Thuo Gathii, OSGOODE HALL LAW JOURNAL VOL. 43, NO. 1 & 2, 2005) p. 75. link"The closest case that might have, but is now regarded as not having met the Caroline test, was Israel's first strike against Egypt in the 1967" نسخة محفوظة 2021-02-12 على موقع واي باك مشين.
  25. ^ John Quigley, The Six-Day War and Israeli Self-Defense (p. 50)