البرج بن مسهر الطائي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
البرج بن مسهر الطائي
معلومات شخصية
مكان الميلاد (يعتقد في نقبين)[1]
مكان الوفاة (يعتقد في الشام)[2]
الديانة المسيحية.

البرج بن مسهر الطائي شاعر جاهلي كان من معمَّري الجاهلية.[3]

نسبه

البرج بن مسهر بن جلاس بن الأرت الطائي، أحد بني جديلة، ثم أحد بني طريف بن عمرو بن ثمامة بن مالك بن جدعاء بن ذهل بن رومان بن جندب بن خارجة بن سعد بن فطرة، وينتهي نسبه إلى طيئ.[4]

مولده

لا يعلم بالتحديد تاريخ مولده، ولكن قيل في (595م-30 ق هـ), ويعتقد أنه ولد في نقبين، لقوله:[1]

خرجنا من النقبين لا حي مثلنا
بآياتنا نزجي اللقاح المطافلا

والنقبين اليوم تسمى نقبين وهي قرية في الجهة الشمالية لسلسلة جبال أجا وتبعد عن مدينة حائل 20كم شمالاً.

حياته

البرج بن مسهر من أهل الجبلين، ويعد من معمَّري الجاهلية الذين ذكروا في التراث حتى أن له خبراً مع والد حاتم الطائي في امتحان أحد كهنه الجاهلية،[5] جاور قبيلة كلب أيام حرب الفساد ولم يحمدهم في شعره، يقول في ذلك:[3][6]

فنعم الحي كلب غير أنا
لقينا في جوارهم هنات
ونعم القوم كلب غير أنا
رزينا من بنين ومن بنات
فان الغدر قد أمسى وأضحى
مقيماً بين خبت إلى المسات
تركنا قومنا من حرب عام
ألا يا قوم للأمر الشتات
وأخرجنا الأيامى من حصون
بها دار الاقامة والثبات
فان نرجع إلى الجبلين يوماً
نصالح قومنا حتى الممات

كان إذا شرب ذهب الشراب بعقله، وله في ذلك خبر مع زوجة عمه[7] وخبر آخر مع أخته وهو سكران.[2][8] كان خليلاً للحصين بن الحمام ونديماً له على الشراب،[8] وفيه يقول البرج:[9]

وندمانٍ يزيد الكأس طيباً
سقيت إذا تغورت النجوم
رفعت برأسه وكشفت عنه
بمعرقة ملامة من يلوم
فلما أن تنشى قام خرق
من الفتيان مختلق هضوم
إلى وجناء ناوية فكاست
وهي العرقوب منها والصميم

ثم وقع بين البرج والحصين خصومة، فسبه الحصين وفضحه في شعر له بفعلته بأخته، ونشبت الحرب بينهما، فأسره الحصين ثم جز ناصيته وأخلى سبيله لما كان له من معاشرة.[8] وله ابن اسمه حسان - في مصادر أخرى سمي «زرعة»- يعد من رؤساء الخوارج قتل يوم النهروان.[3]

خبره مع الكاهن سواد بن قارب

جاء في خبر امتحان البرج لأحد كهنه الجاهلية وهو سواد بن قارب الدوسي:[10]

« خرج خمسة نفر من طيء من ذوي الحجى منهم بُرْج بن مُسْهِر أحد المعمّرين، وأنُيف بن حارثة بن لأم، وعبد الله بن سعد والد حاتم، وعارفٌ الشاعر، ومُرّة بن عَبد رُضا، يريدون سوادَ بن قارب ليمتحنوا عِلْمَه، فقالوا: ليَخْبأ كلّ منا خبيئًا، ولا يخبر أصحابه، فإن أصابه، عرفنا علمه، وإن أخطأ ارتحلنا عنه، ثم وصلوا إليه، فأهدوا إليه إبلًا وطُرفًا، فضرب عليهم قُبة، ونحر لهم، فلما مضت ثلاثة أيام دعاهم فتكلم بُرْج ــ وكان أسنَّهم ــ فذكر القصَّة في معرفته بجميع ما خبؤوه، ثم بمعرفته بأعيانهم وأنسابهم. »

خبره مع عمه أبو جابر

جاء في خبره مع عمه أبو جابر عند أبو تمام في «الحماسة»[11]، عند التبريزي في «شرح ديوان الحماسة»:[7]

« كان البرج هو وعمه أبو جابر قاعدين يشربان وكانت امرأة أبي جابر جالسة، فانتشى البرج فقبلها، ثم رأى عمه وقد رآه، فاستحيا وكف، وقال: يا عمي غلبني الشراب، قال: أو لم أراك حين رأيتني كففت واستحييت، ولو كان الشراب غلبك لم تستح، اذهب فوالله لا تجمعني وإياك محلة ولا غزوة، ولا نجتمع في بلدٍ، ولا أكلمك كلمة أبدا، فقال هذه الأبيات »

:

إلى الله أشكو من خليل أوده
ثلاث خلال كلها لي غائض
فمنهن أن لا تجمع الدهر تلعة
بيوتا لنا، يا تلع سيلك غامض
ومنهن أن لا أستطيع كلامه
ولا وده حتى يزول عوارض
ومنهن أن لا يجمع الغزو بيننا
وفي الغزو ما يلقى العدو المباغض

خبره مع الحصين بن حمام

ذكر خبر البرج والحصين عند الأصفهاني في كتابه «الأغاني»،[8] وعند ابن الحبيب في «المحبر»،[2] ومما جاء في ذلك:

« كانت للبرج أخت يقال لها العفاطة، وكان البرج يشرب مع الحصين بن حمام ذات يوم فسكر وانصرف في الليل وكان شارباً، فسمع اخته العفاطة تبول. فقال: إني لأسمع شخة لابد من أن أزخها زخة، ثم واثبها. فقالت:ويلك! أنا اختك! فلم يلبث أن افترعها، ثم لما أفاق ندم على ما صنع، وقال لقومه: أي رجل أنا فيكم؟ قالوا: فارسنا وأفضلنا وسيدنا. قال: فإنه إن علم بما صنعت أحد من العرب أو أخبرتم به أحداً ركبت رأسي فلم تروني أبداً، فلم يسمع بذلك أحد منهم. ثم أن أمةً لبعض طيء وقعت إلى الحصين بن حمام، فرأت عنده البرج الطائي يوماً وهما يشربان. فلما خرج من عنده قالت للحصين: إن نديمك هذا سكر عندك ففعل بأخته كيت وكيت، وأوشك أن يفعل ذلك بك كلما أتاك فسكر عندك. فزجرها الحصين وسبها، فأمسكت. ثم إن البرج بعد ذلك أغار على جيران الحصين بن حمام من الحرقة فأخذ أموالهم، وأتى الصريخ الحصين بن حمام، فتبع القوم، فأدركهم، فقال للبرج: ما صبك على جيراني يا برج؟ فقال له: وما أنت وهم هؤلاء من أهل اليمن وهم منا، وأنشأ يقول »

:

أنى لك الحرقات فيما بيننا
عننٌ بعيدٌ منك يا بن حمام
أقبلت تزجي ناقة متباطئا
علطاً تزجيها بغير خطام
« فأجابه الحصين بن حمام »

:

برجٌ يؤثمني ويكفر نعمتي
صمي لما قال الكفيل صمام
مهلاً أبا زيدٍ فإنك إن تشأ
أوردك عرض مناهلٍ أسدام
أوردك أقلبةً إذا حافلتها
خوض القعود خبيئة الأخصام
أقبلت من أرض الحجاز بذمةٍ
عطلا أسوقها بغير خطام
في إثر إخوانٍ لنا من طيىء
ليسوا بأكفاء ولا بكرام
لا تحسبن أخا العفاطة أنني
رجلٌ بخبرك ليس بالعلام
فاستنزلوك وقد بللت نطاقها
عن بنت أمك والذيول دوامي
« ثم ناصب الحصين بن الحمام البرج الحرب، فقتل من أصحابه البرج عدة وهزم، سائرهم واستنقذ ما في أيديهم، وأسر البرج، ثم عرف له حق ندامه وعشرته إياه فمن عليه وجز ناصيته وخلى سبيله. فلما عاد البرج إلى قومه وقد سبه الحصين بما فعل بأخته لامهم وقال:أشعتم ما فعلت بأختي وفضحتموني، ثم ركب رأسه وخرج من بين أظهرهم فلحق ببلاد الروم، فلم يعرف له خبر. »

من شعره

قال برج بن مسهر الطائي يصف كرمه:[12][13]

سرت من لوى المروت حتى تجاوزت
إلي ودوني من قناة شجونها
إلى رجل يزجي المطي على الوجى
دقاقا ويشقى بالسنان سمينها
فللقوم منها بالمراجل طبخة
وللطير منها فرثها وجنينها

وفاته

تذكر المصادر أن البرج بعدما افتضح أمره خرج من بلاد قومه إلى أن انتهى إلى الشام فتنصر، وقيل: إنه شرب الخمر صرفاً حتى مات.[2] وكانت وفاته نحو سنة 30 ق هـ الموافق سنة 595 م.[14]

انظر أيضًا

مصادر

  1. ^ أ ب المعري، رسالة الملائكة. ص:72.
  2. ^ أ ب ت ث ابن حبيب، كتاب المحبر. ص: 471-472.
  3. ^ أ ب ت أبو تمام، الحماسة. الجزء الأول، رقم:124، ص:210.
  4. ^ الآمدي، المؤتلف والمختلف. ص:75.
  5. ^ صفوت، جمهرة خطب العرب. الجزء الأول، ص:82-86.
  6. ^ التبريزي، شرح ديوان الحماسة. الجزء الأول، رقم:123، ص:256-260.
  7. ^ أ ب التبريزي، شرح ديوان الحماسة. الجزء الأول، رقم:202، ص:433-435.
  8. ^ أ ب ت ث الأصفهاني، الأغاني. الجزء الرابع عشر، ص:10-11.
  9. ^ أبو تمام، الحماسة. الجزء الثاني، رقم:490، ص:34.
  10. ^ الآلوسي، بلوغ الآرب. الجزء الثالث، ص:299-302.
  11. ^ أبو تمام، الحماسة. الجزء الأول، رقم:204، ص:312.
  12. ^ أبو تمام، الحماسة. الجزء الثاني، رقم:678، ص:376.
  13. ^ التبريزي، شرح ديوان الحماسة. الجزء الثاني، رقم:781، ص:1022.
  14. ^ الزركلي، خير الدين (2002). الأعلام (ط. 15). بيروت: دار العلم للملايين. ج. مج2. ص. 47.

مراجع

  1. الزركلي، خير الدين. الأعلام - قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين. بيروت:دار العلم للملايين.
  2. المعري، أبي العلاء أحمد بن عبد الله ابن سليمان التنوخي. رسالة الملائكة. تحقيق محمد سليم الجندي. بيروت:دار صادر.
  3. ابن حبيب، أبي دعفر محمد. كتاب المحبر. تصحيح د. إيلزة ليختن شتيتر. بيروت:دار الآفاق الجديدة.
  4. أبو تمام، حبيب بن أوس الطائي. الحماسة. تحقيق عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان. ط. جامعة الإمام.
  5. الآمدي، أبي القاسم الحسن ابن بشر. المؤتلف والمختلف. تصحيح وتعليق الأستاذ الدكتور ف. كرنكو. بيروت:دار الجيل.
  6. أحمد زكي صفوت، جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة. بيروت:المكتبة العلمية.
  7. الآلوسي البغدادي، محمود شكري. بلوغ الآرب في معرفة أحوال العرب. تحقيق محمد بهجت الأشرى. المطبعة الرحمانية.