أجا وسلمى

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جبل أجا
جبل أجا

الموقع  السعودية ، حائل

هما الجبلان أجا وسلمى أو جبال طيء، العلامة المميزة لمنطقة حائل، وتقع سلسلة جبال أجا في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، بينما تقع سلسلة جبال سلمى في الجهة الشرقية الجنوبية، وأكبرهما جبل أجا ويفصل بينهما سهل البطين.[1]

سبب التسمية

يعود سبب تسميتهما بهذا الاسم لأسطورة قديمة تقول أن أجا كان رجلاً من إحدى قبائل العماليق التي تسكن تلك الناحية من الجزيرة العربية، وسلمى هو اسم فتاة كان يعشقها أجا، وهي تعشقه إلى حد الجنون ولكن رفض أهلهما تزويجهما بسبب بعض الأعراف القبلية. وفي يوم من الأيام هربت سلمى مع رفيقها أجا، ومعهما خادمتها واسمها العوجاء، فطاردهما القوم حتى أمسكوا بهما بين جبلي أجا وسلمى وهناك قتلوهما وصلبوهما، أجا على الجبل الغربي وسلمى على الجبل الشرقي، فحملا هذا الاسم حتى الآن.

جبل أجا

سلسلة تمتد من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي بما يقارب 100 كم طولاً وبين 25 و 35 كم عرضًا. وتتخلل هذا الجبل شعاب كثيرة وداخلها بعض القرى الصغيرة والعيون والنخيل، وله قمم شامخة يصل ارتفاع بعضها إلى 1350 مترًا. وأهم المدن المجاورة له في الوقت الحاضر مدينة حائل قاعدة منطقة حائل في المملكة العربية السعودية. وقال حمد الجاسر في كتابه شمال المملكة:

«وأورد المتقدمون خبرًا في سبب إطلاق اسم أجا على هذا الجبل وأسماء أخرى على مواضع بقربه؛ روى صاحب المناسك بسنده إلى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه قال: سُمّي جبلا طيء أن سلمى بنت حام بن حي من عمليق علقها أجا بن عبد الحي من بني عمليق، وكان الرسول بينهما حاضنة يقال لها العوجاء فهرب بها وبحاضنتها إلى موضع جبل طيء وبالجبلين قوم من عاد، وكان لسلمى أخوة يقال لهم الغميم والمُضِلّ وفدك وفائد والحدثان، فخرجوا في طلبهما فلحقوهما بموضع الجبل، فأخذوا سلمى وانتزعوا عينيها فوضعوها على الجبل وكتف أجا فوضع على الجبل الآخر. وكان أجا أول من كتف، وقطعت يد العوجا ورجلاها فوضعت على جبل آخر، فكان كل من مر من العرب يعجب من ذلك، فقالت العرب في أشعارها سلمى، فهي أول من سُمِّي من العرب سلمى فقال إخوتها: والله لا نرجع إلى قومنا أبدًا. فمضى الغميم إلى ناحية الحجاز فنزلها، وأقبل المضل إلى موضع القاع واستنبط به بئرًا وأقام به حتى مات، ولحق فدك بموضع فدك فسمي به، ولحق فائد بالجبل الذي سمي فائد بطريق مكة، ولحق الحدثان بموضع حرة الحدثان فسميت هذه المواضع بهم وهي منازل طيء بين الجبلين وربما نازلتهم فزارة من حيال جنب الطريق ويساره إلى منقطع جبلي طيء. ويكفي في البحث عن حقيقة هذا الخبر أنه عن ابن الكلبي الذي لم يكتف بتأليف المؤلفات عن أنساب العرب حتى ألّف كتابًا عن أنساب البلدان هذا نموذج منه، وعلى كل حال فهو طريف»

.

وقد تناول الشعراء أجا وقالوا فيه أشعارًا كثيرة منها قول أمرئ القيس :

أبت أجأ أن تسلم العام جارها
فمن شاء فلينهض لها من مقاتل

وقال لبيد يصف كتيبة النعمان:

أوت للشباح واهتدت بصليلها
كتائب خضر ليس فيهن ناكِل
كأركان سلمى إذ بدت أو كأنها
ذرى أجأ إذ لاح فيه مواسل

وقال العجاج:

فإن تصر ليلى بسلمى أو أجا
أو باللوى أو ذي حُسأ ويأججَا

جبل سَلْمى

يبعد عن مدينة حائل بنحو 60 كم، ويمتد من الشمال الشرقي نحو الجنوب الغربي مسافة 60 كم بعرض نحو 13 كم، وأعلى قمة فيه تبلغ 1200 م عن سطح البحر.

وقد تردد ذكر هذا الجبل في الشعر العربي على ألسنة الشعراء. قال جرير يهجو النعمان بن شريك، وهو الأعور النبهاني :

تُبَلِّغْ بني نبهان مني قصائدًا
تُطَالَعُ من سلمى وهن وعور
إذا حل من نبهان أرباب ثلة
بأوساط سلمى دقة وفجور

وقال عبيد بن الأبرص :

نبئت أن بني جديلة أوعبوا
نفراء من سلمى لنا وتنكبوا

وقال أبو النجم العجلي يصف مطرًا :

فشـق أنهارًا إلى أنهــــار
وحط من سلمى إلى القرار
ومن أجا الغار وغير الغار
صخر ذوات الهام من سفار

الطبيعة

وتشتهر منطقة جبال أجا وكذلك جبال سلمى بسفوح تتشكل فيها أودية كبيرة (وتسمى في حائل شعبان ومفردها شعيب) وتغطيها أشجار الطلح الفطرية، ما يجعلها أماكن النزهة لغالبية العوائل في حائل.

وتقع فيما بين الجبلين منطقة تسمى الثنية وتتخللها العديد من السلاسل الجبلية أهما جبال رمان الأسمر ورمان الأحمر ومن أشهر الأودية التي تنحدر من أجا وادي عقدة ووادي مشار ووادي عانقة ووادي الرعيلة وأودية توارن التي تلتقي مع السهال والصحاري الواقعة خارج سلسلة أجا في جزئها الجنوبي ناحية ضاحية موقق وقراها. ومن جبال رمان تصب أودية عديدة أشهرها وادي المشط ووادي حميان ووادي أبو نمر ووادي أركان. وكذلك أودية هدباء وسراء وشبيكة رمان ودارة طئ والحامرية..كذلك يوجد وادي العش وهو من أكبر الأودية في ما بين أجا وسلمى وهناك موارد مياه عذبة مثل موردسبا وكذلك أبو مصاص ولكن مع قلت الأمطار جفت

تتكون جبال أجا وسلمى من الصخور النارية القاسية وتكتسي غالبها باللون البني الإرجواني من مادة الجرانيت.

انظر أيضًا

مراجع

  1. ^ "(أجا وسلمى ) قصة عاشقين خلد اسميهما أشهر جبال نجد ". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 2019-02-15. اطلع عليه بتاريخ 2019-09-08.