إمارة آل رشيد

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من إمارة حايل)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إمارة آل رشيد
إمارة جبل شمر
→
 
→

1834 – 1921 ←
 
←
 
←
أقصى اتساع لإمارة آل رشيد وذلك في عهد محمد العبد الله الرشيد

عاصمة حائل
نظام الحكم ملكية مطلقة
اللغة اللغة العربية
الديانة الإسلام
الأمير
عبد الله بن علي الرشيد (الأول) 1847-1834
محمد بن طلال الرشيد (الأخير) 1921-1920
التاريخ
التأسيس 1834
الزوال 1921

اليوم جزء من  السعودية
 العراق
 الأردن
 سوريا
 الكويت

إمارة جبل شمّر أو إمارة حائل هي دولة تأسست عام 1834م في نجد بمدينة حائل (شمال وسط الجزيرة العربية)، على يد كل من عبد الله العلي الرشيد وأخيه عبيد العلي الرشيد [3][4][5]، وتوسعت الإمارة في السنوات اللاحقة لتأسيسها حتى أصبحت تضم في العقود الخمسة الأخيرة من القرن التاسع عشر (1850 - 1902)، جميع الأقاليم النجدية. ويعود نسب أسرة آل رشيد إلى آل جعفر من عبدة من قبيلة شمر.[6][7][8][9]

خلفية تاريخية

كان جبل شمّر يخضع لحكم آل علي المنتمين إلى آل جعفر من عبدة من قبيلة شمر، واستمر الأمر حتى ظهرت الدعوة الإصلاحية السلفية وقامت الدولة السعودية الأولى، فقام حكام الجبل بتأييد الدعوة والدخول تحت راية أئمتها، ثم سقطت الدرعية على يد إبراهيم باشا سنة 1233هـ / 1818م، واستمر آل علي يحكمون جبل شمر، إلى أن قامت بعدها الدولة السعودية الثانية، فانضم حكام جبل شمر طوعاً إلى إمامها المؤسس تركي بن عبد الله.[10] +اقصى اتساع ل امارة ال رشيد كانت بحكم (محمد بن عبدالله آل رشيد رحمه الله ) تُسمى سلطنة شمر مات عام 1315هـ

النشأة

الخلاف بين آل رشيد وآل علي

في العام 1800م تولى عبد الله العلي الرشيد إنشاء ما يمكن تسميته بـ المعارضة لآل علي حكام حائل وأبناء عمومة آل رشيد، فقام حاكم حائل آنذاك صالح بن عبد المحسن آل علي بنفيه إلى العراق على الفور في عام 1820م.

التعاون بين آل رشيد وآل سعود

في ذات الوقت استطاع عبد الله توطيد علاقته مع الإمام تركي بن عبد الله آل سعود وابنه فيصل بن تركي. وكان تركي بن عبد الله قد تمكن من استرداد نفوذ أسرته على بعض مناطق نجد، إلا أنه قتله في الرياض ابنُ أخته مشاري بن عبد الرحمن في 8 مايو 1834م. عندئذ استعان فيصل بن تركي بعبد الله بن رشيد للثأر من مشاري بن عبد الرحمن، فأُنهيَ التمرُّد وقُتل مشاري.

تولي عبد الله آل رشيد إمارة حائل

توجه عبد الله بن علي الرشيد إلى حائل لاستلام الإمارة مؤيداً بقرار الإمام فيصل بن تركي بعزل الأمير صالح بن عبد المحسن آل علي،[11] وفي رواية أن القرار كان باتفاق جمع من أهالي حائل،[12] على كل حال لم يتقبل صالح آل علي قرار العزل وقابله بالرفض، فحدثت مواجهة مباشرة بينه وبين عبد الله آل رشيد في المسجد في يوم الجمعة كادت أن تفضي إلى قتال بالسيوف، فقام الناس بالحجز بينهم، توجه على إثر ذلك صالح آل علي إلى قصره حيث حاصره عبد الله آل رشيد، وأجبره على التنازل عن الحكم ومغادرة حائل، وبذلك أصبح عبد الله بن علي الرشيد أول حكام إمارة جبل شمر من آل رشيد وذلك في سنة 1251هـ/ 1835م.[13][14]

الحكام

الأمير عبد الله العلي الرشيد

بعد أن قدّم عبد الله بن رشيد مساعدته لفيصل بن تركي وأعاد له حكم الرياض، قرر التوجّة نحو حائل بصحبة رجاله، وقد وصلت أخبار انتصاراته في الرياض، إلى حائل قبل أن يصل، ما سهّل له مهمة إنهاء حكم أسرة آل علي وتولي زمام الأمور في حائل وإنشاء دولة آل رشيد التي استمرت قرابة قرن، وكان ذلك في أواخر عام 1834م.

وكان الانقلاب الذي نفذه عبد الله بن رشيد ضد أسرة آل علي انقلاباً سلمياً إذ حالما تمكن من السيطرة على المدينة أصدر مرسوماً بعزل صالح بن عبد المحسن آل علي عن الإمارة ونفيه إلى المدينة المنورة، ولم يقتل أي فرد من أسرة آل علي.

حاول الأمير السابق صالح آل علي ان يستعيد حكمه بمساعدة الدولة العثمانية ، وظل يشكل مصدر قلق حتى قتله عبيد بن رشيد وهو في طريقه إلى المدينة المنورة، ونجا من القتل عيسى بن عبيد الله آل علي، الذي تمكن من الهرب والوصول إلى المدينة المنورة حيث لقي التأييد من واليها العثماني.

في عام 1836م أرسل الوالي محمد علي باشا حملة عسكرية إلى حائل بقيادة إسماعيل بك ونجح عيسى آل علي في الحصول على تأييد إسماعيل بك لتثبيته في الإمارة، غير أن عبد الله بن رشيد علم بالحملة فخرج مع أسرته وبعض مؤيديه من حائل وتوجه إلى بلدة جبة، ودخل عيسى آل علي حائل وأصبح أميراً عليها في أبريل 1837م. إلا أن الفرقة العسكرية لم تبق في حائل طويلاً، إذ سرعان ما عادت إلى القصيم، وبقي مائة جندي من العثمانيين عند عيسى بن علي مما أضعف موقفه، فتوجه عبد الله بن رشيد مع أخيه عبيد وأعوانهما من بلدة جُبّة إلى بلدة قفار واتخذاها مركزاً لمقاومة عيسى.

وفي تلك الأثناء من عام 1837م أرسلت حملة عثمانية عسكرية بقيادة خورشيد باشا لتعزيز القوات العثمانية في نجد انطلقت من المدينة المنورة، ولما علم عبد الله بن رشيد بحكم تجربته وخبرته أنه لا يمكن مقاومة تلك الحملة، خاصة بعد تخاذل أهل نجد عن نصرة فيصل بن تركي الذي فقد حكمه هو الآخر في الرياض لصالح عبد الله بن ثنيان، فغادر عبد الله بن رشيد بلدة قفار إلى المدينة المنورة لملاقاة قائد الحملة خورشيد باشا والتفاوض معه وطلب عونه في العودة إلى إمارته، وكان ذلك في أكتوبر 1837م واستطاع عبد الله بن رشيد أن يكسب ثقة خورشيد باشا، وبدأ التعاون بينهما بأن كلفه خورشيد باشا بتأمين الإبل اللازمة لنقل جنود الحملة وإمداداتها إلى نجد، ووعده في المقابل بتمكينه من إمارة الجبل (حائل).

وفي تلك الأثناء قام عبيد بن رشيد بهجوم على عيسى آل علي في حائل واضطره إلى الهروب منها إلى القصيم، وأقر خورشيد باشا عبد الله بن رشيد على إمارة الجبل بعد أن كتب إلى والي مصر محمد علي باشا في أواخر عام 1837م، وهو إقرار شكلي.

ومنذ ذلك الوقت أصبح عبد الله بن رشيد أميراً غير منازَع، وكانت الإمارة طوال فترة حكمه تزداد قوة يوماً بعد يوم، كما كان نفوذها خارج منطقة الجبل يزداد توسعاً وانتشاراً ولما تمكن الإمام فيصل بن تركي وأخوه جلوي ومن معهما من آل سعود من الفرار من مصر أوائل عام 1843م توجهوا إلى حائل فتلقاهم الصديق القديم عبد الله بن رشيد في حائل بالترحاب قائلاً : أبشروا بالمال والرجال والمسير معكم والقتال. وانطلق الإمام فيصل لإزاحة عبد الله بن ثنيان عن الملك، ورافقه أخوه جلوي بن تركي وعبدالله بن رشيد وأخوه عبيد بن رشيد في حملة انتهت باسترداد الإمام فيصل لملكه ودخوله الرياض في 9 يونيو 1843م. وتوفي عبد الله بن رشيد بعدها بثلاث سنوات في 30 أبريل 1847م.

الأمير عبيد العلي الرشيد

الأمير عبيد العلي الرشيد، أسس حكم إمارة جبل شمر التي كانت عاصمتها حائل (1834 - 1922م)، قال عنه أمين الريحاني - تاريخ نجد ص286 -: "امتاز عن أخيه بأمور ثلاثة - تغلوه في الدين - وبخشونة طبعه- وبنزعه شديدة إلى الجهاد في سبيل الله والتوحيد وكان رسول النجديين الأكبر في الجبل، وكان بيته محط رحال النجديين في حائل ومرجعهم الأعلى. وهو فارس من أبطال الفرسان وشاعر من فحول الشعراء".

كان زمن الأمير عبيد بالغ الخصوصية من تاريخ المنطقة ككل إذ انها فترة تأسيس إمارة آل رشيد التي شكل فيها الأمير عبيد الرشيد ولأكثر من ربع قرن القبضة الحديدة. وكان له الدور الأكبر في توسيعها شمالا بفتح الجوف حتى بادية الأردن وجنوبا حتى المخلاف السليماني.

طلال العبدالله الرشيد

إمارة آل رشيد في حائل
الحكام
الحاكم سنوات حكمه (من - إلى)
عبدالله العلي الرشيد (المؤسس) 1834 - 1847
عبيد العلي الرشيد (المؤسس) 1834 - 1869
طلال العبدالله الرشيد 1847 - 1866
متعب العبدالله الرشيد 1866 - 1869
بندر الطلال الرشيد 1869 - 1873
محمد العبدالله الرشيد (العصر الذهبي) 1873 - 1897
عبدالعزيز المتعب الرشيد 1897 - 1906
متعب العبدالعزيز الرشيد 1906 - 1906
سلطان الحمود الرشيد 1906 - 1907
سعود الحمود الرشيد 1907 - 1908
سعود العبدالعزيز الرشيد 1908 - 1920
عبدالله المتعب الرشيد 1920 - 1920
محمد الطلال الرشيد 1921 - 1921 (سقوط حائل)
شجرة نسب حكام إمارة جبل شمر

تولى طلال الحكم، وكان عمره حينها 25 عاماً، وشهدت فترة حكمه توسعاً في نفوذ حائل فقد أخضع إقليم الجوف المجاور لحائل وتيماء وتبوك وما حولها، وفي الوقت نفسه عمل على تحسين علاقته مع الخلافة العثمانية، وكانت علاقته مع آل سعود في الرياض على ما يرام أيضاً فقد كانت زوجته هي الجوهرة بنت فيصل بن تركي.

متعب العبدالله الرشيد

ومتعب هو أخ لطلال، تولى الحكم من بعد أخيه عام 1866م، وكان بندر، ابن طلال يرغب بالحكم عوضا عن عمه متعب (لأن الحكم الملكي يجري عادة بامتداد عمودي أي من الأب للابن) إلا أن صغر سن بندر الطلال (كان عمره 17 سنة عندما توفي والده) قد حال دون وصوله إلى مبتغاه حال وفاة والده. ولكن ذلك لم يمنعه من المطالبة بالحكم، فأبتدأت النزاعات بين بندر وبدر الطلال من جهة وبين عمهم متعب العبدالله من جهة، وحاول عبيد العلي الرشيد عمهم الأكبر، أن يحل النزاع إلا أن متعب العبدالله لم يتجاوب مع المفاوضات ومحاولات الإصلاح، فقام بندر الطلال بقتل عمه متعب في عام 1869م وتولى الحكم في حائل.

بندر الطلال الرشيد

بعد قتل متعب العبدالله تولى بندر الطلال مقاليد الحكم في حائل وكان عمره آنذاك 20 عاماً وفي العام الذي تولى فيه بندر الحكم توفي العم الأكبر و(عراب) الأسرة عبيد العلي الرشيد، وكان بندر يعتمد على قوة وهيبة وسلطة عمه عبيد المعنوية التي كانت تشكل درع حماية له خصوصا من عمه محمد العبدالله الرشيد، شقيق متعب العبدالله الذي قتله بندر، وكان محمد العبدالله أثناء قتل أخيه متعب متواجداً في الرياض عند عبد الله بن فيصل بن تركي، ولولا أن عبيد كان في حائل عندما تم قتل متعب وتولى بندر السلطة، لتوجه إلى حائل ليثأر لأخيه القتيل، لكن وجود عبيد بالقرب من بندر الطلال جعل محمد العبدالله يؤخر ثأره.

ولكن عندما توفي عبيد في نفس العام، بدأ بندر الطلال ينتظر عودة محمد العبدالله من الرياض ويفكر بما سيثير ذلك من مشاكل في الأسرة، فتوجه بندر إلى الرياض قبل أن يخرج منها محمد، في محاولة لاسترضائه تكللت بالنجاح، فقد اتفقوا على أن يبقى بندر حاكما فيما يتولى محمد العبدالله إدارة قوافل الحج القادمة من إيران والعراق والتي تمر بحائل وتعتبر موردها الاقتصادي الأهم، فرضي محمد بهذا المنصب الهام وسارت الأمور في حائل على ما يرام. ولكن في عام 1873م وبعد ثلاث سنوات من تولي بندر السلطة، حدث خلاف بين بندر الطلال وعمه محمد العبدالله المسؤول عن القوافل، وكان السبب في ذلك أفراد من قبيلة الظفير كانوا قادمين مع إحدى قوافل الحج، ومنعهم بندر الطلال من دخول حائل وأمرهم بالرجوع من حيث جاؤوا لخلاف بينه وبين قادة قبيلتهم، ولكن محمد العبدالله سمح لهذه القافلة بالدخول إلى حائل ومواصلة مسيرها، وحينها غضب بندر الطلال فاستدعى محمد العبدالله وقال له : " من هو الأمير ؟ أنا أم أنت ؟ "، وحينها ثار الخلاف بينهم وانتهى بمقتل بندر الطلال على يد عمه محمد العبدالله وذلك عام 1873م.

محمد العبدالله الرشيد

الأمير محمد بن عبد الله آل رشيد

بعد مقتل بندر الطلال دبّر محمد قتل جميع أبناء طلال العبدالله الرشيد، كي لا يثورون ضده بعد قتله لأخيهم الحاكم بندر الطلال، ما عدا بدر ونايف، أخوي بندر، فقد سلما من القتل. ولما كبر بدر أراد الانتقام من عمه، إلا أن عمه استطاع قتله وأسر نايف في قصره، وبذلك تربع على سدة الحكم، وقال في إحدى خطبه يبرر قتله لهم (والله ما قتلتهم الا خوفا على هذه - واشار إلى رقبته - يا جماعة، هل تظنون ان من قتل أخي سيعفو عني)، وفي محاولة منه لكسب تأييد أكبر عدد من أفراد أسرة آل رشيد، بنى محمد علاقات وثيقة مع فرع عبيد الذي كان أكثر عدداً من فرع عبد الله وأصبح حمود الابن الأكبر لعبيد الصديق والحليف الوثيق لمحمد، واهتم محمد بن رشيد بتنظيم جيشه وتحصين ثغور بلاده، وبسط الأمان في تلك الأنحاء، وكف البدو عن الغزوات، وتشدد على السارقين واللصوص، وسعى إلى بسط حكمه في شرقي نجد وتقدم شمالاً حتى وصل إلى حوران وهدد نواحي دمشق حتى خاف أهلها من دخوله عاصمتهم، ولما رأى بوادر الانشقاق تدب بين آل سعود سعى إلى توسيع نفوذ حائل فتدخلت القوات الحائلية في القصيم بعد أن استنجد به حسن ال مهنا أمير بريدة عندما أراد عبد الله بن فيصل آل سعود غزو القصيم. ومن ثم سنحت الفرصة للأمير محمد الرشيد عندما استنجد به عبد الله بن فيصل آل سعود لمحاربة أبناء أخيه سعود بن فيصل فتوجه الجيش الحائلي للرياض وأخرج ابني سعود بن فيصل (محمد وعبدالعزيز) من الرياض وحبسهم في حائل وبعد ذلك انتصر علي أهل القصيم في معركة المليداء عام 1890م انتصارآ عظيمآ وتم أسر أمير بريده حسن ال مهنا، وأخيرا ضم الرياض إلى حائل قرابة عام 1882ن واضطر عبد الرحمن بن فيصل عام 1891م إلى الرحيل عنها إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت، وتعتبر فترة حكم محمد بن عبد الله بن رشيد من أزهى فترات حكم إمارة جبل شمر في حائل ويعتبر عهده العهد الذهبي للإمارة. وتوفي محمد العبدالله في حائل عام 1897م.

عبد العزيز المتعب الرشيد

عبد العزيز المتعب الرشيد، الملقب بـ"الجنازة"

كان محمد العبدالله عقيما، ولم يكن له أبناء من بعده، فلما توفي حكم من بعده عبد العزيز المتعب العبدالله الرشيد، الذي كان أبيه الحاكم الثالث لحائل. وفي فترة حكمه أقدم الشيخ مبارك الصباح ومعه ابن سعود وآل سليم أمراء عنيزة وآل مهنا أمراء بريدة المعزول وجموع كبيرة من البوادي على محاربة آل رشيد وتقدموا بقوتهم واحتلوا الطرفية، إحدى قرى القصيم، وجعلها مبارك الصباح موقعاً متقدماً لقواته. وخاض الطرفان في 17 مارس 1901م معركة الصريف واستطاع فيها عبد العزيز المتعب إحراز نصر حاسم على مبارك الصباح. ولكن في السنة التالية 1902م استطاع عبد العزيز آل سعود الاستيلاء على الرياض بعد أن قتل حاكم الرياض المعين من قبل حائل عجلان بن محمد، ثم حصلت مواجهات عديدة بين عبد العزيز بن متعب وعبدالعزيز بن عبد الرحمن في منطقة القصيم منها في البكيرية والشنانة عام 1904م، ثم كانت المعركة الفاصلة في روضة مهنا، التي قتل فيها عبد العزيز المتعب في 14 أبريل 1906م.[7][15]

متعب العبدالعزيز الرشيد

تولى بعد والده باتفاق أهل حائل والجنود الذين كانوا معه، غير أن أبناء حمود العبيد الرشيد : سلطان وسعود وفيصل، والذين هم أخواله، قاموا بقتل متعب العبدالعزيز في 27 ديسمبر 1906م أي بعد توليه الحكم بثمانية أشهر. وقتلوا معه أخويه مشعل ومحمد بعد أن دعوهم إلى رحلة صيد وقتلوهم هناك، اما الأخ الصغير للمقتولين (سعود العبدالعزيز) فقد فر به خواله السبهان إلى المدينة المنورة وعمره عشر سنوات.

كانت فترة حكم متعب قصيرة لم تتجاوز التسعة أشهر، ورغم هذه الفترة القصيرة إلا أنه كانت له بعض الجهود الإصلاحية التي حببت أهالي حائل فيه، من ذلك أنه عقد صلحاً مع الملك عبد العزيز واتفقا على أن تكون المناطق الواقعة شمال القصيم تابعة لأبن رشيد وماعداها تابع لأبن سعود.

سلطان الحمود العبيد الرشيد

خطط سلطان لاغتيال حاكم حائل متعب العبدالعزيز وإخوته الثلاثة، وتم ذلك في ديسمبر 1906م.غير أنهم لم يتمكنوا من قتل سعود، الأخ الصغير لمتعب، فقد غادر به أخواله السبهان نحو المدينة المنورة حالما وصلهم خبر مؤامرة أبناء حمود العبيد على الأمير متعب. بعد أن تمكن سلطان وإخوته سعود وفيصل من قتل الحاكم متعب وإخوته، عادوا إلى حائل وأعلن سلطان الحمود نفسه حاكما لحائل، وعيّن أخيه سعود ولياً للعهد، أما فيصل فأعطاه إمارة منطقة الجوف.

تحالف خلالها مع ال مهنا أبا الخيل أمراء بريدة ومع فيصل الدويش شيخ قبيلة مطير ضد عبد العزيز آل سعود، وخاضوا معركة الطرفية التي انتصرت فيها قوات عبد العزيز آل سعود على قوات المتحالفين. بعد الهزيمة أصبح الأمير سلطان في موقف صعب أمام الجماعة (أهالي حائل)، وبعد هزيمته من قبل السعوديين أجبره أخوه سعودعلى التنازل عن الحكم، وذلك في يوليو 1907م. ويرجّح أنه لم يعش طويلاً بعد عزله.

سعود الحمود العبيد الرشيد

تولى سعود الحكم بعد عزل أخيه الأمير سلطان.

سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

سعود العبدالعزيز المتعب الرشيد

تولى الحكم بعد مقتل الأمير سعود الحمود الرشيد عام 1908م، وكان الأمير سعود العبدالعزيز المتعب هو الناجي الوحيد من المذبحة التي وقعت لإخوانه بأمر سلطان الحمود الرشيد الحاكم الثامن، وكان وقتئذ صغيراً في السن فهرب به حمود العبيد الرشيد إلى المدينة المنورة، فعاش هناك حتى عودته، وكان عمره عشر سنوات فتولى الحكم تحت وصاية خاله حمود السبهان الذي مارس دور الحاكم الفعلي للإمارة، وبعد وفاة حمود السبهان، عام 1909م تولى دور الوصاية على الأمير سعود، زامل السالم العلي السبهان.(وهو والد جدته الأميرة فاطمة)، ولكن زامل أيضاً كان كبيراً في السن ولم يلبث أن توفي في أواخر عام 1910م، وفي 1915م خاضت حائل حربها الظافرة ضد السعوديين في معركة جراب، وألحقت هزيمة بالسعوديين كانوا قد افتقدوها منذ عام 1902م. وكان كل ذلك من تدبير الأمير سعود. عرف سعود بموالاته للدولة العثمانية ومناصرته لها والوقوف إلى جانبها في الحرب العالمية الأولى، وفي عهده كانت معركة جراب في عام 1915م التي هزم فيها عبد العزيز آل سعود لأول مرة منذ الهزيمة الكبرى في معركة الصريف عام 1901، وصد توسعه نحو الشمال، وتمكن أيضاً من استعادة الجوف وتوابعه إلى إمارته. وانتهت فترة حكمه بقتله اغتيالاً على يد الأمير عبد الله الطلال الرشيد في مارس 1920م.

عبد الله المتعب العبدالعزيز الرشيد

عبد الله المتعب الرشيد

تولى الأمير عبد الله الحكم في مارس 1920م، في ظل ظروف سياسية صعبة في حائل، فقد ابتدأ حكمه باغتيال الأمير سعود العبدالعزيز الرشيد على يد عبد الله الطلال الرشيد، فواجه عبد الله المتعب انقساماً حاداً في الأسرة الحاكمة، كذلك بدأ مع حكمه حصار الإخوان وقوات عبد العزيز آل سعود لمدينة حائل، وفيما كانت البلد تعيش تحت ظروف الحرب قدم محمد الطلال الرشيد من الجوف، ومحمد هو أخ لعبدالله منفذ اغتيال الأمير سعود. وبوصوله سادت سحابة من الشك داخل قصر برزان، بين أفراد الأسرة المؤيدين لعبدالله المتعب والآخرين المؤيدين لمحمد الطلال. ورغم أن محمد قال لعبدالله المتعب أنه لن لم يأتِ من الجوف ليقتله بل ليساعد في الدفاع عن حائل، إلا أن الأخير كان متخوفاً من محمد الطلال. فأمر الحاكم عبد الله المتعب بسجن محمد الطلال، إلا أن الموالين لمحمد اخرجوه من السجن فبدأ محمد بعد خروجه من السجن بجمع أهالي حائل لتكوين جيش ضد الغزاة المتحالفين، السعوديين. وما إن سمع عبد الله عن خروج محمد الطلال حتي هرب عند آل سعود وذلك في أواخر عام 1920م. ثم قتل في الرياض عام 1946م، رغم كونه لاجئ، في جريمة غامضة لم يتم التحقيق فيها.

محمد الطلال الرشيد

تولى الأمير محمد الحكم في حائل مطلع عام 1921م، بعد لجوء الأمير عبد الله المتعب الرشيد (الحاكم الحادي عشر) إلى آل سعود، وكانت فترته تنذر بنهاية إمارة جبل شمر، فعبد العزيز آل سعود جعل هدفه احتلال حائل، فشدد حصاره عليها حتى وخاض الأمير محمد الطلال وأهالي حائل عدة معارك مستميتة في سبيل الدفاع عن البلد غير أن الدعم العسكري البريطاني لقوات آل سعود قد رجّح الكفة لصالح السعوديين، وقد سلم الأمير محمد نفسه للملك عبد العزيز متخليا" عن حائل لقدرها. فسقطت حائل في يد قوات عبد العزيز آل سعود في 2 نوفمبر 1921م الموافق 29 صفر 1340 هـ، وانتقل الأمير محمد الطلال إلى الرياض بعد سقوط حائل.

السياسية الخارجية

العلاقات مع الرياض

لقد قامت العلاقة بين آل رشيد وآل سعود في عهد التأسيس على أسس قوية وثابتة، واختلفت العلاقة بين عبد الله بن رشيد وفيصل بن تركي عن أية علاقة أخرى بين عبد الله بن رشيد وبين أي من حكام الأقاليم النجدية الأخرى، وقد توثقت هذه العلاقة بالمصاهرة بين الأسرتين، فقد تزوج عبد الله بن فيصل بن تركي من نورة العبدالله الرشيد، ثم من ابنة عمها طريفة العبيد الرشيد، ولما توفي عنها، تزوجها شقيقه محمد بن فيصل بن تركي. وكذلك فقد تزوج عبد الله بالجوهرة أخت فيصل بن تركي.

مراجع للاستزادة

  1. نشأة إمارة آل رشيد - د. عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية، 1991.
  2. السياسة في واحد عربية : إمارة آل الرشيد - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 1998.
  3. إمارة آل رشيد في حائل - محمد الزعارير - بيسان للنشر، 1997.
  4. القول السديد في أخبار إمارة الرشيد – سليمان صالح الدخيل 1999.
  5. التاريخ السياسي لإمارة حائل - جبار يحيى عبيد - تحقيق : عبد الله المنيف - الدار العربية للموسوعات، 2003.
  6. تاريخ العربية السعودية بين القديم والحديث - ا. د. مضاوي الطلال الرشيد - دار الساقي، 2005.
  7. نبذة تاريخية عن نجد – ضاري الفهيد الرشيد – دار اليمامة، 1999.
  8. الفجر الصادق - جميل أفندي صدقي الزهاوي، مطبعة الواعظ بمصر، 1905.
  9. الرحالة الأوروبيون في شمال وسط الجزيرة العربية : منطقة حائل (1845 - 1921 م) - د. عوض البادي - دار برزان للنشر، 2004.
  10. الأزهار النادية في روائع البادية - محمد سعيد كمال - الأجزاء : 3، 7، 11 - مكتبة المعارف، 1966.
  11. تاريخ نجد - محمد شكري الألوسي - دار الوراق 2007.
  12. هذه بلادنا : حائل - فهد العلي العريفي - الرئاسة العامة لرعاية الشباب، 1985.
  13. نجد في عصور العامية – أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري – دار العلوم، 1974.
  14. تاريخ نجد - حسين بن غنام.
  15. الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية - نجدة فتحي صفوة - الجزء الثالث - دار الساقي، 2000.

المصادر

  1. ^ خالد بن سليمان بن علي الخويطر (2013). كون الصّريف (ط. 1). بيروت: جداول للنشر والتوزيع. ص. 311. ISBN:9786144181751.
  2. ^ Guarmani, Carlo Claudio Camillo (1938). Northern Najd; a journey from Jerusalem to Anaiza in Qasim, (بالإنجليزية). Muriel Elizabeth Anna Louisa Dixwell-Oxenden Capel-Cure, Douglas Carruthers, N. M. 1892-1960 Penzer. London, The Argonaut Press,.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  3. ^ نشأة إمارة آل رشيد - د.Al Rasheed، Madawi (1991). Politics in an Arabian Oasis. The Rashidis of Saudi Arabia. New York: I. B. Tauirs & Co. Ltd. مؤرشف من الأصل في 2022-12-26.
  4. ^ Prothero، G.W. (1920). Arabia. London: H.M. Stationery Office. ص. 86. مؤرشف من الأصل في 2022-12-26.
  5. ^ عبد الله بن صالح العثيمين - الطبعة الثانية.
  6. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 THOSE were days of danger and constant alarms. The country round the town of Riad itself was full of raiding parties of uncontrolled bedouin. Away to the north the Shammar tribes had united under one Mohamed ibn Rashid, a capable, ambitious man, who had made his capital in the town of Hail and who coveted Riad and the other rich villages of Nejd
  7. ^ أ ب نص الكامل لكتاب أرمسترونج لورد أوف أريبيا نسخة محفوظة 12 يناير 2017 على موقع واي باك مشين.
  8. ^ يقول المغيري في كتابة المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب: وكانت عبدة ثلاثة بطون آل جعفر، وآل فضيل، وآل مفضل، ومن آل جعفر آل علي فخذ، وكانت لهم الرياسة قديما، وآل خليل بطن، ومن آل خليل الرشيد بطن، ومن الرشيد آل عبد الله، وآل عبيد، وانتقلت الرياسة من آل علي في عبد الله بن علي بن رشيد، إلى أولاد عبد الله طلال، ومنهم بن طلال بن نايف بن طلال بن عبد الله بن علي الرشيد. ومن آل عبد الله عيال سعود بن عبد العزيز بن متعب بن عبد الله. ومن آل عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن رشيد الذي قتل ابن أخيه بندر بن طلال، لما قتل أخاه متعب. وآل عبيد منهم حمود بن عبيد بن علي الرشيد واخوانه.
  9. ^ المنتخب في ذكر نسب قبائل العرب الموسوعة الشاملة نسخة محفوظة 2023-02-23 على موقع واي باك مشين.
  10. ^ عبد الله الصالح العثيمين. نشأة إمارة آل رشيد. عمادة شؤون المكتبات - جامعة الرياض. ص. 14.
  11. ^ عبد الله الصالح العثيمين. نشأة إمارة آل رشيد. عمادة شؤون المكتبات - جامعة الرياض. ص. 47.
  12. ^ العساف، منصور (15–2–2015). "عبدالله بن رشيد.. رفيق الإمام «فيصل بن تركي»". جريدة الرياض. مؤرشف من الأصل في 2022-03-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  13. ^ عثمان بن عبد الله بن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد. تحقيق: عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن عبد الله آل الشيخ (ط. 4). دارة الملك عبد العزيز. ج. 2. ص. 135-136.
  14. ^ عبد الفتاح حسن أبو علية (1991م). تاريخ الدولة السعوية الثانية (ط. 4). الرياض، المملكة العربية السعودية: دار المريخ. ص. 51.
  15. ^ يقول الباحث أرمسترونج في كتابه لورد أوف أريبيا المنشور عام 1936 في وصف عبد العزيز الرشيد The Rashid was short, dark, lowering in looks, brusque in manner; a harsh, unlovable man and ungenerous. He had no patience and no ability to handle the tribesmen. He understood force only. He ruled by force. He fought for loot. He was a freebooter and a destroyer.

وصلات خارجية