الميديون من الأقوام التي استوطنت مناطق جبال زاكروس قديما حيث عاشوا بين نصفهم الآخر الحوريين في الشمال الغربي لما يعرف الآن بكردستان. وكان موطنهم حسب الجغرافية الحالية تشمل كردستانوأذربيجان ومنطقة كاردوخ. واستنادا إلى كتابات هيرودوت فإن الميديين كانوا مؤلفين من 6 قبائل رئيسية وهم الفيلية وباريتاك وستروخات وآريا وبودي وموغي، وأطلق هيرودوت اسم الآريين على القبائل الميدية.[1] لا يُعرف الكثير عن أصل الميديين واستنادا على العهد القديم من الكتاب المقدس فإنهم من سلالة يافث بن نوح وأول ذكر لهم في المخطوطات اليونانية كان في عام 836 قبل الميلاد عندما تم ذكر دفع الميديون الجزية للملك الآشوري شلمنصر الثالث وهناك نوع من الإجماع إن الميديين لم يكونوا من الفرس علما إن لغتهم كانت متقاربة.[1]
واستنادا إلى د.زيار في كتابه «إيران...ثورة في انتعاش» والذي طبع في نوفمبر 2000 في باكستان. فإنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين والميديين. أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران التي تعني «أرض الآريين».
هناك اعتقاد لدى بعض الأكراد أن الميديين هم أحد جذور الشعب الكردي ويبرز هذه القناعة في ما يعتبره الأكراد نشيدهم الوطني حيث يوجد في هذا النشيد إشارة واضحة إلى إن الأكراد هم «أبناء الميديين» واستنادا إلى المؤرخ الكردي محمد أمين زكي (1880 - 1948) في كتابه «خلاصة تاريخ الكرد وكردستان» فإن الميديين وإن لم يكونوا النواة الأساسية للشعب الكردي فإنهم انضموا إلى الأكراد وشكلوا حسب تعبيره «الأمة الكردية».
يستند التيار المقتنع بأن جذور الأكراد هي جذور آرية على جذور الميديين حيث إن هناك إجماعا على أن الميديين هم أقوام آرية. استنادا إلى كتابات هيرودوت فإن أصل الميديين يرجع إلى شخص اسمه دياكو الذي كان زعيم قبائل منطقة جبال زاكروس وفي منتصف القرن السابع قبل الميلاد حصل الميديون على استقلالهم وشكلوا إمبراطورية ميديا وكان فرورتيش (665 - 633) قبل الميلاد أول امبراطور وجاء بعده ابنه هووخشتره
بحلول القرن السادس قبل الميلاد تمكنوا من إنشاء إمبراطورية ضخمة امتدت من ما يعرف الآن بأذربيجان إلى آسيا الوسطىوأفغانستان. اندمج الميديون مع الفرس ويعتبر الكثير من القوميات في يومنا هذا أنفسهم كامتداد للميديين كالأكرادواللوروالاصفهانيونوالأذريين. اعتنق الميديون الديانة الزردشتية وتمكنوا في 612 قبل الميلاد من تدمير عاصمة الأشوريين في نينوى. هذا الحدث أوقع خشية في قلوب البابليين الذين بادروا لعقد الصلح مع الميديين حيث قام الملك البابلي نبوخذ نصر بالزواج من ابنة امبراطور الميديين سياخاريس. استمر نفوذ الميديين في المنطقة إلى أن تمرد الملك الفارسي كورش على الميديين وحقق انتصارا كبيرا عليهم سنة 553 قبل الميلاد.[2]
اقترح المؤرخ واللغوي الروسي فلاديمير مينورسكي أن الميديين، الذين سكنوا الأرض على نطاق واسع حيث يشكل الكرد حاليًا أغلبية، ربما كانوا أجداد الكرد المعاصرين. ويذكر أيضًا أن الميديين الذين غزوا المنطقة في القرن الثامن قبل الميلاد كانوا يشبهون الكرد لغويًا. تم قبول هذا الرأي من قبل العديد من القوميين الأكراد في القرن العشرين.[3]
^Hakan Özoğlu, Kurdish notables and the Ottoman state: Evolving Identities, Competing Loyalties, and Shifting Boundaries, SUNY Press, 2004, p. 25.نسخة محفوظة 21 ديسمبر 2019 على موقع واي باك مشين.