تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
بوابة:الإسلام/مقالة رئيسية/40
سورة الناس، هي سورة مكية، وقيل مدنية، من المفصل. عدد آياتها 6 وترتيبها 114 وهي الأخيرة بين سور المصحف في الجزء الثلاثين، نزلت بعد سورة الفلق، وهي السورة الحادية والعشرون وفقًا لترتيب النزول «عند من يُرجِّح أنها مكية». سُمّيت بأسماء عدة، منها: سورة «قلْ أعوذ بربّ النّاس»، و«سورةُ الْمعوّذةِ الثّانية»، ومع سورة الفلق تسمّيان «بالْمعوّذتيْن» أو «المشقشقتين» أو «المقشقشتين»، وتسميتُها في المصاحف وكتب التفسير «سُورَةُ النَّاسِ». ولا يوجد اختلاف تقريبًا في القراءات العشر للسورة، إلا في إمالة كلمة «الناسِ» في رواية حفص الدوري عن الكسائي. وكذلك قراءة ورش عن نافع لـ «قُلْ أَعُوذُ» بنقل حركة الهمزة إلى اللام الساكنة قبلها وحذف الهمزة. تتحدث السورة عن أمر الله للنبي محمد بأن يتعوذ بالله رب الناس من شر الوسواس، ووردت العديد من الأحاديث النبوية في فضلها، فكان النبي يقرأ هاتين المعوذتين إذا آوى إلى فراشه وينفث يديه ويمسح بهما ما أقبل وأدبر من بدنه، ويأمر بقراءتهما دُبُرَ كل صلاة، كما حثَّ النبي على قراءتهما ثلاثًا في الصباح والمساء مع سورة الإخلاص. ذكر المفسرون أن المعوذتين نزلتا بسبب أن لبيد بن الأعصم سَحَرَ النبي محمدًا، وبالرغم من أن قصة لبيد بن الأعصم وردت في الصحيحين إلا أن الربط بينها وبين نزول السورتين لم يرد في الكتب الستة، وقد قيل إنَّ سبب نزولهما أن قريشًا ندبوا من اشتهر بينهم أنه يصيب النبي بعينه -أي بالحسد-، فنزلت المعوذتان ليتعوذ منهم بهما؛ لكن السبب الأول أشهر. وجاء في كتاب «البرهان في تفسير القرآن»: «عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ: «كَانَ سَبَبُ نُزُولِ الْمُعَوِّذَتَيْنِ أَنَّهُ وُعِكَ رَسُولُ اللَّهِ فَنَزَلَ عَلَيْهِ جَبْرَئِيلُ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ فَعَوَّذَهُ بِهِمَا»».