صبري أندريا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 11:08، 1 يناير 2024 (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
صبري أندريا
معلومات شخصية
بوابة الأدب

صَبْري أَنْدريا (24 ديسمبر 1883 - 3 يوليو 1956) هو شاعرٌ وإعلاميٌ مَهْجري دمشقي. كان قد أسَّسَ في 17 حزيران/يُونيو 1993 م برنامجًا على الراديُو سَمَّاه «ليالي العَرب» في نيُويُورك، وقد تكون هذه الإذاعةُ أوَّلَ إذاعة عربيَّة في المهجر، لذلك يُطلق عليه البعض لقبَ «الإعلامي العربي المَهْجري الأوَّل»، وربَّما الوحيد في تلك المرحلة.

ولادته ونشأته

وُلدَ صَبْري أَنْدريا أَنْدريا من أسرةٍ أرثوذكسيَّة في دمشق بتاريخ 24 كانون الأوّل/ديسمبر 1883 م، في حيِّ باب تُوما الدمشقي القَديم، والدُه أَنْدريا أَنْدريا ووالدتُه صَدَى (أو سَعْدة) هلال. وقد كان منذُ صِغَره اجتماعيًا، يَتحلّق حولَه الأصدقاء والمعارف؛ كما كان يتردَّد على الحفلات والنَّوادي؛ وقد كان يدرس ليصبحَ كاهِنًا أرثوذكسيًا، لكنّه اختار في نهاية المَطاف مسارًا مختلفًا، وصارَ تِلْميذًا عَسْكريًا في مكتب عنبر السُّلْطاني بدمشق، وكان يُحْسِن العربيَّةَ والتركيَّة واليُونانيَّة والفرنسيَّة. وعَملَ مدرِّسًا في قرى لبنان، فثَقَّفَ وهَذَّب ونَظمَ وخَطَب.

هجرتُه

هاجرَ صَبْري إلى الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة سنةَ 1908-1909 م تقريبًا، وهو بعمر 25 عامًا، سعيًا وراءَ الرزق وتحت إغواءِ الهجرة التي كانت في أَوْجها حينئذٍ، فوصلَ بوسطن في 12 كانون الأوّل/ديسمبر، وتولّى العملَ كمشغِّل طاحونة، ثمّ أخذ يدير متجرًا لأحد المُهاجرين العرب حتّى سنة 1918 م. وقد ساحَ في أنحاء البلاد الأمريكيَّة الجديدة، وتعرَّف إلى مواطنيه من الشَّام (سوريَّة ولبنان)، وعرفَ منهم الألوفَ، حتَّى إنَّه بات يعرف أنسابَهم وأَحْسابَهم بالتفصيل؛ ثمَّ استقرَّ في نيويورك. وأصدرَ سنةَ 1930 م بالاشتراك مع الشاعر المهجري نسيب عريضة، كتاب «التَّقْويم السُّوري الأمريكي ودليل المُهاجرين»، وهو كتابٌ ضمَّ فيما ضمَّ حلقاتٍ مهمّةً في التاريخ السوري.

نشاطُه في المهجر

اتَّصف صَبْري أَنْدريا بنشاطِه الاجتماعي اللافت للنظر، وبصوتِه الجَهُوري الذي ينطلق عاليًا في الحفلات والتجمُّعات؛ فقد قال عنه الشاعرُ المَهْجري جميل حلوة: «ونحن في نيويورك لا نرى حفلةً أو مأدبة عموميَّة أو مجتمعًا أو مأتمًا لا يكون صَبْري أَنْدريا من الحاضِرين أو السَّاعين المهتمِّين؛ فهو بحقٍّ ابنُ الطائفة الأَرْثوذكسيَّة البارّ وصديقُ الشعب المخلص».

أسَّسَ صَبْري أَنْدريا سنةَ 1933 م، في 17 حزيران/يُونيُو، برنامجًا على الراديُو سَمَّاه «ليالي العَرب» في نيُويُورك، كان يُبثُّ على مدى سنوات مساءَ يوم الجمعة، ثمَّ في أيَّامٍ أُخَر مثل أيّام الثلاثاء. وقد تكون هذه الإذاعةُ أوَّلَ إذاعة عربيَّة في المهجر، كما دأب أَنْدريا على الإعلان عن حلقات البرنامج بشكلٍ دَوْري في الصحف والمَجلَّات، مثل جَريدتَي السائِح والسَّمير. وربَّما يَحِقُّ لنا بعدَ ذلك أن نطلقَ عليه لقبَ الإعلامي العربي المَهْجري الأوَّل، وربَّما الوحيد في تلك المرحلة. وقد حُقَّ للشاعر المَهْجري توفيق فخر أن يُسمِّيه «فَتَى الرَّاديُو». وفي هذا البرنامج كان صَبْري أَنْدريا يبثُّ أحاديثَه الظريفة ونُكَتَه اللطيفة، كما يُسمِع الجمهورَ أصواتَ المُطْربين ومختلفَ الألحان، وقد أخذَ يشاركه في عمله هذا بعدئذٍ شريكُه الخبير جُوزيف أو يوسُف بيلوني مدّةً من الزمن. ولم يكن يرد إليه من عمله هذا إلَّا شحيحُ العائد وقليلُ الرزق؛ ولولا ميلُه نحوَ هذا العمل ورغبتُه في بلوغ مُراد أبناء وطنِه لما صبرَ عليه وتابعَ فيه؛ فقد كان هذا البرنامجُ بمنزلة الصِّحافة الناطقة التي تنشر أخبارَ المهاجرين وأخبارَ العالم، وتعمل على تَسْليتهم وتَعْزيز الرَّوابِط بينهم.

وفاتُه

لم تنقل لنا صحفُ المهجر ومَجَلَّاتُه عن صَبْري أَنْدريا أنَّه تزوَّج وأعقبَ نَسْلًا؛ ولذلك يغلب أنَّه بقيَ بلا زواج حتَّى وفاته بعدَ مرض مفاجئ أَلمّ به سنةَ 1956 م، يومَ الثلاثاء في 3 تمُّوز/يُوليُو. وممَّا يؤكِّد ذلك الكلمةُ التي أَلْقاها إيليا أبو ماضي في حفلة تأبينه، حيث لم يُشِر في عزائِه إلى زوجة أو أبناء. ويبدو من استعراض الصحافة المهجريَّة بعدَ وفاته أنَّ برنامجَ «ليالي العرب» قد توقَّف الإعلانُ عنه إلَّا لمدّة قصيرة جدًّا قد لا تتجاوز بضعة أيَّام أو أسابيع. وقد استمرّ يوسف بيلوني ببثّ البرنامج بعدَ ذلك حتى العام السابق لوفاته سنةَ 1964 م، حيث تابعت جوزفين إلياس فضّول البثّ تحت اسم «ألحان الشرق الأوسط» حتى سنة 1981 م، واستمرّ الأمرُ بعدَ ذلك على أيدي آخرين.

تأبينُه

لقد نشر الأديبُ إيليا أبو ماضي، صاحبُ جريدة السَّمير، كلمةً في حفلة تأبين صَبْري أَنْدريا تحت مُسمَّى «شُجَيْرة الورد»:[1]

صبري أندريا كانت عندنا أمامَ البيت شُجَيْرةُ وَرْدٍ نامِية، أَوْراقُها نَدِيَّة، أَلْوانُها مُتَوهِّجة، أَريجُها فَوَّاح مُنْعِش. وكنتُ كلَّما نظرتُ إليها شَعَرْتُ بغبطةٍ داخلية كأنَّني في صُحْبة صديقٍ موافق.

ولكنَّ هذه الشُّجَيرةَ الجميلة ليست بَعْدُ في موضعها، فقد هَبَّت عاصفةٌ اقتلعَتْها من جُذُورِها، وبعثرت أوراقَها، وحطَّمت أغصانَها، وطرحتها على الأرض عودًا جَريدًا يابِسًا. أجل، ماتَتْ شُجيرةُ الوَرْد الطيِّبة الأريج، المتوهِّجة الألوان، النَّدِيَّة الأوراق، فحزنتُ عليها كثيرًا. ولا أزال كلَّما تطلعَّت إلى الموضع الذي كانت قائمةً فيه أُحِسُّ كأنَّ الفراغَ الذي أحدَثَهُ غِيابُها فيه قد حدثَ مثلُه في قلبي.

أيُّها السَّادة:
سردتُ عليكم حكايةَ شجيرة الوَرْد لأقولَ: إذا كنَّا نحزن لفراق شُجَيرة عَجْماء لا تَعْقل، ولا تُؤاكلُنا ولا تُشارِبنا، ولا تَقْعد معنا في مجلس، ولا تُؤاسينا في وحشة، ولا تُعيننا في أمر، ولا يَخْفِق لها معنا قلبٌ حزنًا ولا طربًا، ولم تُقِمْ معنا غيرَ مدَّة قصيرة، فكَمْ يجب أن نحزنَ لموت إنسانٍ كان لنا رفيقًا وصديقًا!؟ عاشرنا وعاشرناه، لا أسابيعَ وشهورًا، بل أعوامًا طِوالًا؛ ما هبطت علينا نِعْمَةٌ إلَّا سُرَّ وابتهج، كأنَّما النعمةُ هبطت عليه وحدَه؛ وإذا أصاب أحدَنا ضُرٌّ تَشكَّى وتألَّم كأنَّما الضرُّ لم ينزل إلَّا به؛ وما نُودي الناسُ إلى مُؤازرةِ مشروعٍ خيري أو أدبي أو ديني إلا كانَ في طليعة السَّاعين والمُجاهدين لإنجاح المَشْروع.
أَجَل، هذا هو الرجلُ الذي فقدناه، هذا هو عميدُ الإخاءِ الدِّمَشقي.
هذا هو صديقُ الكلّ.
هذا هو فقيدنا صَبْري.
سَلُوا جُدْرانَ هذه القاعة كَمْ دَوَى فيها صوتُه مِنْ على مِنْبرها مرحِّبًا بالجُمُوع. إنَّ الجُمُوعَ الآن هُنا، أمَّا هو فقد صارَ في عالم بعيد قَصِيّ؛ إنَّه صامتٌ لا يتكلَّم، ولكنَّه في صمته يُلْقي علينا عظاتٍ بليغةً، أقلّها أَنْ لا بقاءَ لإنسان، لا يبقى غَيْرُ وجهِ ربِّك ذي الجلال والإكرام.
بَلْ سَلُوا هذه الكاتدرائيَّة كم رتَّل فيها وصلَّى، وكم له في سبيلها من المَساعي المَبْرورة والجهود المَشْكورة!؟
بَلْ سَلُوا كلَّ جمعية في الجالية كَمْ له في سَبيلها من أيادٍ بَيْضاء ومساعٍ غَرَّاء!؟
كُلُّ هذه المُؤَسَّسات سوف تَسْتوحِش لفقده كما استوحشَ الأَصْدقاء.
لم يَبْقَ من شُجَيرة الورد غَيْر ذِكْرى وخيال؛ لو لم تكن شجيرةً كريمة لم يَبْق منها حتَّى ذكرى وخيال.
إنَّ صَبْري سيعيش بعدَ موته ذكرى طيِّبة متوهِّجة متأرِّجة.
والذِّكْرُ الجميل للإنسان عمرٌ ثانٍ.
فالرحمةُ لَه والعزاءُ لنا ولأنسبائه وشريكه ورفيقِه وللإخاء الدِّمَشقي.
إنَّا لله وإنَّا إليه راجِعون

صبري أندريا

كما رثاه الشاعرُ المَهْجري تَوْفيق فَخْر بقصيدةٍ حَملَت عنوان «فتى الراديو - ما بالُ صَوْتكَ خافِتًا»:

قِفُوا حَوْلَ هذا النَّعْش نَبْكي أَخَا وَفابإِخْلاصِهِ كُلُّ الخَلائِقِ تَشْهَدُ
لَقَدْ ضَمَّ هذا النَّعْشُ نَفْسًا كَريمَةًوأُودِعَ فيهِ مِنْ سَنا الفَضْلِ فَرْقَدُ
فَتَى العَزْمِ والإِقْدامِ ما انْفَكَّ عامِلًايُجاهِدُ في صُنْعِ الجَميلِ وَيَجْهَدُ
نَأَى عَنْ حِمانا تارِكًا كُلَّ حَسْرَةٍبِكُلِّ فُؤَادٍ جَمْرُها يَتَوَقَّدُ
فَتَبًّا لِدُنْيا لَيْسَ يُؤْمَنُ شَرُّهاولا يَعْرِفُ الإِنْسانُ ما يَجْلِبُ الغَدُ
إذا مَرَّ يَوْمٌ باسِمٌ باتَ يَحْمَدُفَكَمْ مَرَّ يَوْمٌ قاتِمٌ لَيْسَ يَحْمَدُ!
كَما تَبْسُمُ الأَزْهارُ حِينًا وَتَكْمُدُكَذا العَيْشُ يَصْفُو تارَةً، ثُمَّ يُنْكَدُ
نُوَدِّعُ ذا الوَجْهِ الذي كانَ مُشْرِقًاوأَنْوارُهُ كُلُّ المَجالِسِ تَعْهَدُ
فَتَى الرَّادِيُو ما بالُ صَوْتِكَ خافِتًاوكانَتْ بِهِ الآذانُ تَهْنا وَتَسْعَدُ
إذا حَلَّ خَطْبٌ كُنْتَ فِيه مُواسِيًاتُداوِي جِراحاتِ القُلُوبِ وَتَضْمِدُ
وَكُنْتَ إذا أَنْشَدْتَ شِعْرًا بِمَحْفِلٍفَتَخْلُقُ فيهِ بَهْجَةً حِينَ تُنْشِدُ
كَذا كُنْتَ رُكْنًا لِلكَنيسَةِ ثابِتًايَزينُ سَجاياكَ التُّقَى والتَّعَبُّدُ
وكُنْتَ حَبيبَ الشَّعْبِ تَحْفَظُ وُدَّهُوتَبْغي لَهُ الخَيْرَ العَمِيمَ وتَقْصِدُ
فَقاسَمْتَهُ أَفْراحَهُ وغُمُومَهُوما يَزْرَعُ الإِنْسانُ لا شَكَّ يَحْصِدُ
تَرَكْتَ فَراغًا لا يُسَدُّ مَسَدُّهُفَهَيْهاتَ يُلْفَى مِثْل صَبْري ويُوجَدُ
فَلا عَجَبَ إِنْ أَصْبَحَ الحُزْنُ شامِلًاوفي كُلِّ صَدْرٍ زَفْرَةٌ تَتَصَعَّدُ
فَما قامَ مَشْرُوعٌ مُفِيدٌ وَلم تَكُنْتُؤَيِّدُ قَوْلًا وفِعْلًا وَتَحْصِدُ
مَلَكْتَ قُلُوبَ النَّاسِ لُطْفًا وَرِقَّةًفَذِكْراكَ في أَفْواهِهِمْ تَتَرَدَّدُ
وَداعًا فَحُزْني لا يَزُولُ ويَنْقَضيونارُ الحَشا لا تَسْتَكِنُّ وَتَخْمُدُ
مَآثِرُكَ الجُلَّى تَدُومُ عَلى المَدَىقَلائِدُ لا تَبْلَى ولا تَتَبَدَّدُ
فَسِرْ نَحْوَ باريكَ الكَريمِ فَفي الوَرَىسَيَبْقَى لَكَ الذِّكْرُ الحَمِيدُ المُخَلَّدُ

من أشعاره

لَهْفي عَلَيْك

في رثاءِ نَمْر جورج، أحد كِرام الجالية العربيَّة المَهْجريَّة في نيُويُورك.

لَهْفي عَلَيْكَ أَخا الشَّبابِماذا دَعاكَ إِلى الذَّهابِ!؟
أَيَئِسْتَ مِنْ هَذي(1) الحَياةِ، وَما تَجُرُّ مِنَ الصِّعابِ؟
أَعَرَفْتَ أَنَّ المَرْءَ يَلْهُو بالقُشُورِ عَنِ اللُّبابِ
والدَّهْرُ غَدَّارٌ فَلايَوْمٌ يَمُرُّ بِلا اكْتِئابِ
وإذا دَعا داعِي المَنُونِ فَلا مَفَرَّ مِنَ الجَوَابِ
كُلٌّ يَسِيرُ بِدَوْرِهِوالعُمْرُ يَخْدَعُ كالسَّرابِ
لا جاهَ يَنْفَعُ أو غِنًىيُنْجي النُّفُوسَ مِنَ العِقابِ
إِلَّا الفَضائِلَ وَحْدَهاحَسْبَ الوَصِيَّةِ في الكِتابِ
فِيها يَعِيشُ المَرْءُ فيدُنْيَاهُ مُحْتَرَمَ الجَنابِ
وَبِها يَفُوزُ لَدَى المُثُولِ بِحَضْرَةِ الرَّبِّ المُهابِ
فَهْوَ المُكافِئُ والمُعاقِبُ يَوْمَ تَحْريرِ الحِسابِ
سِرْ وَاقْتَرِبْ مِنْهُ فَتَلْقَى غِبْطَةً بالاِقْتِرابِ
وَهُوَ المُعِينُ على النَّوَىوَهُوَ المُؤَاسِي في المُصَابِ
قَدْ جاءَ أَبْناءُ العَشِيرَةِ يا أَخِي وَمَعَ الصِّحابِ
لِيُوَدِّعُوكَ بِحَسْرَةٍيا مَنْ عَزَمْتَ عَلَى الذَّهابِ
ويُشَارِكُوا الأَهْلَ الحَزانَىفي الأَسَى وَالانْتِحابِ
ذي ضَجْعَةٌ أَبْدَيَّةٌهَذا الذَّهابُ بِلا إِيَابِ
وإلى اللِّقا يا «نَمْرُ» فيدارِ البَقا يَوْمَ المَآبِ

يا شاعِرَ المَيماس

في حَفْلة صدور ديوانِ «أَوْراق الخَريف» للشاعر المَهْجري نَدْرة حدَّاد.

يا شاعِرَ العاصي عَلَيْكَ سَلامُوعَلى الأُلَى بِبَدِيعِ شِعْركَ هامُوا
وَعَلى الذينَ نُبُوغَ قَدْرِكَ قَدَّرُواوَبِكَ احْتَفَوْا، وَلكَ العَشاءَ أَقامُوا
فَإلى الجَمِيعِ تَحِيَّتي مَزْفُوفَةًأَمَّا الشُّعُورُ فَلا يَفِيهُ كَلامُ
يا شاعِرَ المِيماسِ، يا رَجُلَ الوَفالَكَ في القُلُوبِ مَحَبَّةٌ وَمُقامُ
أَفَما تَرَى كَيْفَ الرِّفاقُ تَسابَقُوالِلاحْتِفاءِ وَكُلُّهُمْ مِقْدامُ!؟
أَوَ لَيْسَتِ الأَفْوَاهُ تَشْدُو بالصَّفاآيَ الوَفاءِ فَتَعْذُبُ الأَنْغامُ
يا ناظِمَ الدِّيوانِ في الدِّيوانِ قَدْبُتَّ القَرارُ وَسُجِّلَ الإِكْرامُ
وَالكُلُّ صَوَّتَ أَنَّ غَضَّ الطَّرْفِ عَنْدِيوانِ «أَوْراقِ الخَريفِ» حَرامُ
فَلِناظِمِ الدَّيوانِ قَدْ وَجَبَ الثَّناما دامَ يُوجَدُ في الأَنامِ كِرامُ
فَاهْنَأ بِما قَدْ نِلْتَ مِنْ مَجْدٍ، وكُنْباللهِ مُعْتَصِمًا، فَلَسْتَ تُضامُ
ذا نَخْبُ «نَدْرا» يا صِحابي فَارْفَعُوا الْكاساتِ، وَلْنَشْرَبْ وَنَحْنُ قِيَامُ
واللهَ نَسْأَلُ أَنْ يَعِيشَ مُوَفَّقًامَعَ آلِ بَيْتِهِ ما كَرَّتِ الأَعْوَامُ(2)
وَلْيَحْيا كُلُّ مُناصِرٍ، مِنْ حاضِرٍأَوْ غائِبٍ، وعَلى الجَمِيعِ سَلامُ

هذا العَزيزُ المُسَجَّى

في رثاء راجي لِيان، أحد وجهاء الجالية السُّوريَّة في نيُويُورك.

عَلامَ الجِهادُ، عَلامَ الهُمُومُ
وَلا حَيَّ مِمَّا نَراهُ يَدُومُ
خِضَمُّ الحِمامِ تَلاطَمَ مَوْجًا
فَكَيْفَ السَّفائِنُ فِيهِ تَعُومُ!؟
تَساوَى الجَمِيعُ بِحُكْمِ المَنايا
فَلَيْسَ جَهُولٌ نَجا أَوْ حَكِيمُ
وَلَوْ فَكَّرَ الخَلْقُ بالمَوْتِ حَقًّا
لَما ظَلَّ بَيْنَ الأَنامِ ظَلُومُ
فَقَصْدُ الحَيَاةِ سَلامٌ وَبِرٌّ
وَسَعْيٌ حَمِيدٌ، وَخَيْرٌ عَمِيمُ
وما ماتَ مَنْ عاشَ حُرًّا كَريمًا
فَبِالذِّكْرِ يَحْيا الأَبِيُّ الكَريمُ
أَلا فَاجْعَلُوا العُمْرَ سِفْرًا جَلِيلًا
بِهِ حالُ قارِئِهِ يَسْتَقِيمُ
فَيَا قَوْمُ هَذا العَزيزُ المُسَجَّى
يَحُقُّ عَلَيْهِ أَسانا العَظيمُ
لَقَدْ عاشَ حُرًّا كَريمًا وَفِيًّا
وكانَ يُصَلِّي، وَكانَ يَصُومُ
وَراحَ يُعَيِّدُ بَيْنَ المَلائِكِ
حَيْثُ المَسِيحُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ
فَطُوبَى لِنَفْسِكَ «راجِي» وَاهْنَأْ
هُناكَ الهَناءُ، هُنَاكَ النَّعِيمُ
لَئِنْ حُجِبَ الجِسْمُ في التُّرْبِ عَنَّا
فَذاتُكَ طَيَّ القُلُوبِ تُقِيمُ

هوامش

  • «1»: في المَصْدر: هَذه، والصحيحُ ما أَثْبتناه.
  • «2»: الشطرُ مكسور، وهو كذلك في الأصل.

المراجع

  1. ^ جَريدَة السَّمير المهجريَّة، السَّنة السَّابعة والعُشْرون، العدد 102، الجمعة 13 تمُّوز/يُوليُو 1956 م، ص4.

المراجع كاملةً

  • الشاعِرُ والإعلامي المَهْجري صَبْري أَنْدريا - حياتُه وشعرُه، د. حسّان أحمد قمحيّة، الطبعة الثانية، دار الإرشاد، حمص، سوريّة، 2020 م.
  • جَريدَة السَّائح المَهْجريَّة، عبد المَسيح حدَّاد.
  • جَريدَة السَّمير المَهْجريَّة، إِيليَّا أبو ماضي.
  • "لمحة عن كتاب: الشاعِرُ والإعلامي المَهْجري صَبْري أندريا – حياتُه وشعرُه". مؤرشف من الأصل في 2022-06-05. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-05.