بكركي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 01:52، 18 سبتمبر 2023 (بوت:إضافة وصلة أرشيفية.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
بكركي

بكركي Bkerke، قرية تتبع قضاء مدينة جونية في لبنان، تضم مركز البطريركية المارونية لسائر المشرق ومحل إقامة البطريرك الماروني شتاءً الذي انتقل من وادي قاديشا. بكركي هي عاشر مقر للبطريركية المارونية بعد أنطاكية.

الموقع والخصائص.

تقع بكركي علي كتف مدينة جونية الشرقي الجنوبي وسط غابة كثيفة من أشجار الصنوبر والسنديان مشرفة إشرافًا مباشراً علي خليج جونية والشاطئ الممتد جنوباً حتي يظهر الراس الذي تعتمره مدينة بيروت وهي تشكل قسمًا عقاريًا من منطقة غادير-جونيه. تتميز بكركي بطبيعة جغرافية فريدة ومناظر طبيعية خلابة ، ترتفع عن سطح البحر حوالي (300) متر ، المسافة بيتها وبيت العاصمة بيروت حوالي (25) كم عبر ساحل علما-جونية.[1]

التسمية وتاريخ المدينة القديم.

أن اسم "بكركي" قد أطلق على المحلة قبل ان تصبح مقراً للكرسي البطريركي. اما معنى الاسم فقد تعددت الاجتهادات حول تفسيره، فهناك من يرى أن اسم بكركي سرياني ومعناه بيت الأسفار والأدراج، وهناك من يرده إلي مقطعيين سريانيين " بيت - كركي" بمعنى مكان تحفظ فيه الأدراج والأسفار والطوامير، أي مكتبة لحفظ الكتب والسجلات، وكون المكان مقام للبطريركية المارونية ربما يعزز من هذا الرأي في التسمية ، وهناك من يعترض علي ذلك من منطلق أن المحلة قد عرفت بهذا الاسم قبل أن تصبح مركزاً للبطريركية المارونية ، بل وقبل أن يقوم علي أرضها الدير الذي انشئ في مكانة الكرسي البطريركي..وهناك من يقترح أن يكون أصل الاسم ومعناه مترجم عن السريانية بمعنى" مكان مسور ومحصن ومستدير" وذلك من منطلق أن جذر "كرك" السامي المشترك الذي يرد في أكثر اللغات السامية يعني أصلاً "الاستدارة" وفي الشرق الأدني القديم عدة مدن تعرف بالكرك أي المدينة المستديرة المحصنة، وما يعزز هذا الرأي موقع بكركي المحصن طبيعياً والقائم على رابية مستديرة، وهناك راي - وإن كان مستبعداً- يعود بالاسم إلي طائر الكركي الكبيرطويل العنق والرجلين وأغبر اللون أبتر الذنب قليل اللحم ، والذي قيل انه كان يشاهد قديماً في الموقع الذي شيد فوقه الدير.[2]

دير بكركي

أن تاريخ إنشاء دير بكركي يعود إلي مطلع القرن الثامن عشر ، ففي سنة 1703 بنى الشيخ خطار الخازن دير بكركي، وكان كنيسة صغيرة وبقربها بيت للكاهن ، وكان الهدف من وراء ذلك تمكين أهالي بكركي من ممارسة فروضهم الدينية دون تكبد معاناة الانتقال إلي المدن المجاورة، وفي سنة 1730 تسلّمه الرهبان الأنطونيون ، والذين وسعوه بدورهم واشتروا له الأملاك ، بعدها وفي سنة 1750 تسلّمه المطران جرمانوس صقر الحلبي والراهبة هندية عجيمي ليكون مقرّاً لأخوية قلب يسوع التي ألغيت ببراءة رسولية في 1779، وقضت بأن يتحوّل دير بكركي لخير الطائفة المارونيّة.[3][4]

الكرسي البطريركي الماروني

اعتبر المجمع الماروني دير بكركي تابعاً لكرسي قنوبين وفي سنة 1823 أصبح كرسيّاً بطريركيّاً لفصل الشتاء. سنة 1890 رمّمه البطريرك يوحنا الحاج وأضاف إليه قسماً من الطابق السفلي والطابق العلوي بكامله، وهو من تصميم الأخ ليونار اللعازاري وأيضاً رممه سنة 1970البطريرك بولس المعوشي. بنية البوّابة الخارجيّة سنة 1982 في عهد البطريرك انطونيوس خريش. سنة 1995 أضاف إليه البطريرك نصر الله صفير جناحاً ليحفظ فيه الأرشيف ويكون متحفاً خاصاً بالكرسي البطريركي، كما أنشأ مدافن للبطاركة وزيّن الكنيسة بشبابيك مزخرفة.[5]

بطاركة بكركي

تعاقب على الكرسي البطريركي في الديمان صيفاً وبكركي شتاءً عشرة بطاركة هم: يوسف حبيش من ساحل علما (1823 – 1845) ، والذي اهتم بترميم دير بكركي علي أمل جعله مقراً بطريركياً شتوياً، وأخذ يقيم فيه في فصل الشتاء بطريقة متواصلة ويقضي فصل الصيف في دير سيدة قنوبين .، وخلف البطريرك حبيش البطريرك يوسف راجي الخازن من عجلتون (1845 – 1854) والذي خلفه البطريرك بولس مسعد من عشقوت (1854 – 1890) ثم البطريرك يوحنا الحاج من دلبتا (1890 – 1898) وجعل كل منهم دير سيدة بكركي مقراً شتوياً دائمًا له، وجميع هؤلاء البطاركة الاربعة (حبيش، والخازن، ومسعد ، والحاج) هم من كسروان ، وقد قام البطريرك يوحنا الحاج بتجديد الدير علي طراز حديث حتي أصبح مقرًا فسيح الأرجاء متقن البناء.وعند وفاة البطريرك يوحنا الحاج ، تم انتخاب المطران الياس الحويّك من حلتا (1899 – 1931) بطريركًا وقد قام في أوائل عهده بجر المياه من درعون إلي الصرح البطريركي في بكركي فتحولت اراضيه المحيطة به إلي حدائق. كما زود كنيسة الكرسي البطريركي بالآنية الثمينة والزينات والملابس المختلفة مما جعلها من أجمل كنائس لبنان، كما قام بإنشاء جمعية راهبات العائلة المقدسة المارونيات، ومن مشاريعه الخالدة ايضاً إقامة معبد سيدة لبنان في حريصا ، والبطريرك الحويك له اسهامات ملحوظة في خدمة الدين والوطن فكانا ساعياً بشدة لاستقلال لبنان. اعتلي السدة البطريركية حوالي (33) سنة ، وقد خلفه مطران ابريشية طرابلس المارونية الاسقف انطون عريضه من بشري (1932 – 1955) وقد بني البطريرك عويضة جانباً من قصر الديمان حيث أقام كنيسة فخمة واستصلح اراض شاسعة للبطريركية ، كان له نشاطات كبيرة في سبيل استقلال لبنان والحفاظ عليها، وخلفه بولس المعوشي من جزين (1955 – 1975) وقد وجه فور استلام منصبه السامي رسالة إلي اللبنانيين جاء في مطلعها" سنتابع رسالة بكركي في خدمة الله والوطن" ومن جملة من دونه له التاريخ إعادة ترميم وتجديد الكرسي البطريركي في بكركي، وخلف البطريرك المعوشي علي كرسي البطريركية المارونية في بكركي البطريرك انطونيوس خريش من عين ابل (1975 – 1986) والذي عاش المأساة اللبنانية التي اندلعت نيران أحداثها الدامية في بداية عهده، لم يستمر كثيرا في منصبه وقدم استقالته ، وجاء من بعده نصرالله بطرس صفير من ريفون (1986-2011) ثم البطريرك بشارة الراعي من حملايا (2011).[6]

المراجع

  1. ^ طوني مفرج. موسوعة قري ومدن لبنان. بيروت: دار نوبليس. ج. الخامس. ص. 7.
  2. ^ طوني مفرج. موسوعة قرى ومدن لبنان. بيروت: دار نوبليس. ج. الخامس. ص. 7–10.
  3. ^ طوني مفرج. موسوعة قرى ومدن لبنان. بيروت: دار نوبليس. ج. الخامس. ص. 10–11.
  4. ^ "GabyReaidy.com". www.gabyreaidy.com. مؤرشف من الأصل في 2022-06-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-09-17.
  5. ^ تاريخ دير بكركي نسخة محفوظة 11 أكتوبر 2014 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ طوني مفرج. موسوعة قرى ومدن لبنان. بيروت: دار نوبليس. ج. الخامس. ص. 18–24.