سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي
سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي ويكنى أبو جُبير صحابي وقائد عسكري وأمير السند 42هـ الى 57هـ.[1] وأمير البحرين وما يتبعها من بلاد اليمامة [2] ومن كبار قادة الفتوحات الإسلامية في بداية الدولة الأموية وكانت جميع فتوحاته في المشرق الإسلامي في بلاد خراسان وبلاد ما وراء النهر غزا بلاد الهند سنه 50 هـ وكان من أوائل غزاتها وافتتح العديد من مدائنها ، نزل البصرة وشارك في الفتوحات الإسلامية وضريحه في منطقة خوزدار في باكستان.[3]
سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 10 شوال 8هـ مكة الجزيرة العربية |
الوفاة | 80هـ 699م خوزدار السند |
مكان الدفن | خوزدار |
الإقامة | مكة باكستان |
اللقب | أبو عبدالرحمن |
العرق | عرب |
الأب | سلمة بن المحبق |
الأم | أمامه بنت التؤم |
الحياة العملية | |
اشتهر بأنه | فتح مدن السند
من أوائل غزاه الهند حاكم السند في العصر الاموي |
المهنة | قائد عسكري |
تعديل مصدري - تعديل |
نسبه
هو سنان بن سلمه بن المحبق بن صخر بن عبيد الله بن الحارث بن حصين بن الحارث بن عبد العزى بن وائل بن دابغة بن لحيان بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.[4][5]
ولد في مكة في يوم معركة حنين ويذكر ان من سماه سنان هو النبي محمد فحدث سنان وقال
«ولدت في يوم حرب , كان للنبي صلى الله عليه وسلم , فسماني النبي صلى الله عليه وسلم سنانا»[6]
قال ابن عبد البر «وكان من الشجعان الأبطال الفرسان» [7]
حياته
روي إبن الاعرابي عنه سنان عن ابيه سلمه أنه قال « وُلد يوم حُنَين فبشر به أبوه؛ فقال: لَسِنَانٌ، أطعن به في سبيل الله أحبُّ إليّ منه، فسمّاه النبيُّ صلى الله عليه وسلم سنانًا. وروى وَكيع عن أبيه عن سِنَان بن سلمة، قال: وُلدت يوم حَرْب كان للنّبي صلى الله عليه وسلم فسماني سِنَانًا. وقال العَسْكَرِيُّ: وُلد سنان بعد الفَتْح فسماه النّبيّ صلى الله عليه وسلم» .[8][9]
ووالده سلمة بن المحبق احد الصحابة الشجعان الذين شهدوا فتح المدائن وكان سنان معروفًا ولد في مكة ونزل المدينة المنورة والبصرة والبحرين وكان واليا لها [10] وتُوفّي في آخر ولاية الحجّاج بن يوسف العراق.[10]
عنه
إمارة السند
تولى سنان بن سلمة حكم المدائن المفتوحة من بلاد السند مرتين حتى توفي بها [8]
إمارة البحرين
ذكر انه تولى حكم البحرين فقد جاء في طبقات ابن سعد قال أخبرنا حجّاج بن نُصَير قال: حدّثنا قُرّة بن خالد عن هارون بن رئِاب الأُسَيِّدِيّ قال: حدّثنا سِنان بن سلمة، «وكان أميرًا على البحرين» قال: كنّا أُغَيْلمة بالمدينة في أصول النخل نلتقط البلح الذي يسمّونه الخلال، فخرج إلينا عمر بن الخطّاب، فتفرّق الغلمان وثبتّ مكاني، فلمّا غشيني قلتُ: يا أمير المؤمنين إنّما هذا ما ألقت الريح، قال: أرني أنظر فإنّه لا يخفى عليّ، فنظر في حجري فقال: صدقتَ، فقلتُ: يا أمير المؤمنين ترى هؤلاء الآن، والله لئن انطلقت لأغاروا عليّ فانتزعوا ما معي، قال: فمشى حتّى بلّغني مأمني.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو الربيع السمّان عن هارون بن رئاب عن سنان بن سلمة الهذليّ قال: خرجتُ مع الغلمان ونحن بالمدينة نلتقط البلح فإذا عمر بن الخطّاب معه الدِّرّة، فلمّا رآه الغلمان تفرّقوا في النخل، قال: وقمتُ وفي إزاري شيء قد لقطتُه فقلت: يا أمير المؤمنين هذا ما تُلقي الريح، قال: فنطر إليه في إزاري فلم يضربني، فقلتُ: يا أمير المؤمنين الغلمان الآن بين يديّ وسيأخذون ما معي، قال: كلاّ امش، قال: فجاء معي إلى أهلي.[11]
واليا على البصرة
قال المدائني «خرج مصعب من البصرة إِلَى الْكُوفَة للقاء عَبْد الْمَلِكِ، وخلف عَلَى البصرة سنان بْن سلمة بْن المحبق الهذلي»[12] سنةَ 72هـ.[9]
غزو الهند
عن أبو اليقظان «لما قُتل عبد الله بن سوار كتب معاويةُ ابن ابي سفيان إلى زياد انظُرْ رجلًا يصلح لثَغْر الهند فوجههُ فوجّه زياد سنان بن سلمة بن المحبّق الهذليّ».[13]
وقال خليفة بن خياط «ولى زيادٌ سنانَ بن سلمة بن المحبِّق الهذلي غَزْوَ الهند وذلك سنة خمسين ولسنان هذا خبرٌ عجيب في غزو الهند».[8]
وذكر ابن كثير «سنان بن سلمة بن المحبق أحد الشجعان المذكورين، أسلم يوم الفتح، وتولى غزو الهند، وطال عمره»[14]
فتح القيقان
حدثنا أبو اليمان النبال قال «غزونا مع سنان القيقان» فجاءنا قوم كثير من العدو فقال سنان «أبشروا فأنتم بين خصلتين الجنة والغنيمة» ثم أخذ سبعة أحجار وواقف القوم قال إذا رأيتموني قد حملت فاحملوا فلما صارت الشمس في كبد السماء رمى بحجر في وجوه القوم وكبر ثم رمى بها حجرا حجرا حتى بقي السابع فلما زالت الشمس عن كبد السماء رمى بالسابع ثم قال «حم لا ينصرون» وكبر وحمل وحملنا معه فمنحونا أكتافهم فقتلناهم وسرنا أربعة فراسخ فأتينا قوما متحصنين في قلعة فقالوا والله ما أنتم قتلتمونا ولا قتلنا إلا رجال ما نراهم معكم الآن على خيل بلق عمائم بيض فقلنا ذلك نصر الله فرجعنا والله ما أصيب منا إلا رجل واحد فقلنا لسنان واقفت القوم حتى إذا زالت الشمس واقعتهم قال «كذلك كان يصنع رسول الله» ففتح الله عليه ونصره.[15][16][17]
وذكر شمس الدين الذهبي في كتابة تاريخ الإسلام عن احداث سنه 41 هـ خبر فتح القيقان من بلاد السند «وَفِيهَا غَزَا سِنَانُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الْمُحَبِّقِ الْقَيْقَانَ، فَجَاءَهُ جَيْشٌ عَظِيمٌ مِنَ الْعَدُوِّ، فَقَالَ سِنَانٌ لِأَصْحَابِهِ: أَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ بَيْنَ خَصْلَتَيْنِ: الْجَنَّةِ أَوِ الْغَنِيمَةَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَنَصَرَهُ وَمَا أُصِيبَ مِنَ المسلمين إلا رجل واحد»[18]
فتح مكران
روي عن عبد الصمد بن حبيب العدوي عن والده فقال «غزونا مع سنان بن سلمة مكران» فقال سنان بن سلمة بن المحبق. «ولدت يوم حنين فبشر بي أبي فقالوا له ولد لك غلام فقال سهم أرمى به عن رسول الله أحب إلى مما بشرتموني به وسمانى سنانا».[19]
وذكر ابن حزم عن فتحها «توجه إليها سنان بن سلمة ابن المحبق الهذلي. ففتح مكران عنوة وسكنها»[20]
ذكر البلاذري خبره فقال «تولى في أيام معاوية سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، وكان فاضلا متالها، وهو أول من أحلف الجند بالطلاق فأتى الثغر ففتح مكران عنوة ومصرها وأقام بها وضبط البلاد»[21]
فتح قصدار
وكان اول من فتح بلاد قصدار من السند وذكر البلاذري في فتوح البلدان
«ثم ولى زياد المنذر بن الجارود العبدي ويكنى أبا الأشعث ثغر الهند، فغزا البوقان والقيقان فظفر المسلمون وغنموا وبث السرايا في بلادهم، وفتح قصدار وسبابها، وكان سنان قد فتحها إلا أن أهلها انتقضوا »[22][23]
في فتح بلاد فارس
تولى سنان فتح بلاد بوكان وكيكان غرب بلاد فارس وذلك في عصر معاوية بن ابي سفيان [24]
ذكر اليعقوبي «وتوفي المنذر فولى مكانة سنان بن سلمة فقاتل القيقان والبوقان وظفر بهم ورزقه الله النصر عليهم»[25]
حكمة
تولى سنان بن سلمة حكم السند عام 49هـ وكان رجلا فاضلا وهو اول من احلف جنوده بالطلاق وفيه يقول الشاعر
وصل سنان الى السند واتخذ مكران عاصمة الامارة وقضى على الفتن والاضطرابات وقام بإصلاحات كثيرة وأقام فيها حامية وجعلها مركزا لحكمة وقيادته وبنى مسجدا جامعا وقد بقي يحكم في مكران. ثم ترك الحكم وانتقل الى منصب اخر ثم عاد وحكمها مره أخرى . وكان حكم تلك المناطق صعبا وبعد ان عاد سنان الى منصب الأمير فيها قال شاعر.
ثم تحرك سنان بجيشة وفتح بعض المناطق الواقعة بين مكران والقيقان وكان يترك في كل موضع يفتح أثرا طيبا حتى وصل الى القيقان فافتتحها وسار الى منطقة البودهيه المجاورة فغدر به أهلها فأستشهد هناك وقال ابن خلاص البكري
قول العلماء فيه
ذكره ابن سعد في التّابعين في الطّبقة الأولى . قال الْعِجْلِيُّ: تابعيّ ثقة[9]
قال ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ في المراسيل: سُئل أبو زُرْعة عن سنان بن سلمة له صحبة، فقال: لا، ولكن وُلد في عَهْد النّبيّ ﷺ.[9]
قال ابن عبد البر: كان من الشّجعان الأبطال الفرسان.[8] وقال ابن سعد: قليل الحديث[10]
رواياته
روى عن النبي ﷺ وحديثه في البخاري والأربعة، وروى عنه أبو الشعثاء وأبو حاجب وعبد الله بن الصامت والحسن وابن سيرين وغيرهم.[2][26]
قال ابن حجر: وقد روى سنان عن أبيه؛ وعن عُمر بن الخطاب، وابن عبَّاس، وأرسل عن النّبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وحديثه عنه عند الطّبراني، ولفظُه أَنَّ النّبي ﷺ بعث معه بهَدْي... الحديث. أخرجه من طريق الفريَابي، عن الثّوري، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن معاذ بن سَعْوَة عنه. وقد اختلف فيه على الثّوري، وعلى شيخه. ورواه ابْنُ جُرَيْجٍ، عن عبد الكريم، فقال: عن معاذ، عن سِنَان بن سلمة، عن أبيه. أَخرجه أحمد عن محمد بن بكر عنه. وقال أَبُو عَاصِمٍ: عن ابن جُرَيج، فقال بسنده عن سنان بن سلمة عن سلمة بن المحبِّق، أخرجه يعقوب بن سفيان عنه، والدّارقطني من طريق أخرى عن أبي عاصم. وروى عنه قَتادة، وسَلْم بن جُنَادة وغيرهما.[9]
روى عنه سَلْم بن جُنَادة، ومعاذ بن سِعْوة، وحبيب أَبو عبد الصمد. ومن حديثه أَن رجلًا أَتى النبي ﷺ، فقال: يا رسول الله، إِني تصدقت على أُمي بصدقة، وإِنها هلكت، فكيف أَصنع؟ فقال: «رَدَّ الله عَلَيْكَ مَالَكَ، وَقَبِلَ صَدَقَتَكَ».[27]
وفاته
توفي في قصدار من بلاد السند بعد ان فتحها واقام بها انتفض أهلها فقتلوه غدرا فقال الشاعر يرثيه
انظر أيضًا
المصادر
- الكامل في التاريخ لابن الأثير
- الإصابة في معرفة الصحابة لابن حجر العسقلاني
- تهذيب الكمال للمزي
- تاريخ الرسل والملوك للطبري
- البداية والنهاية لابن كثير
- قادة فتح بلاد ما وراء النهر لمحمود شيت خطاب
مراجع
- ^ أ ب الطرازي. موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية لبلاد السند والبنجاب (باكستان الحالية) في عهد العرب. ص. 150 - 151.
- ^ أ ب تاريخ الرسل والملوك
- ^ يُنظر:كتاب((جهاد في سبيل الله)) ترتيب: أفسر ولي خان ص:10.و(( ثقافت سرحد)) تأليف قاري جاويد إقبال ص:20وص:215، وص:250.
- ^ "نسب سنان بن سلمة". مؤرشف من الأصل في 2023-03-13.
- ^ خليفه بن الخياط. كتاب الطبقات. ص. 82.
- ^ Q114832357، ج. 3، ص. 1202، QID:Q114832357 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ Q113613903، ج. 12، ص. 150، QID:Q113613903 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ أ ب ت ث الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر. ج2، ص657، 658. على موقع المكتبة الشاملة الحديثة نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت ث ج الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر. ج3، ص201، 202. على موقع المكتبة الشاملة الحديثة نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت الطبقات الكبرى لابن سعد، ط العلمية. ج7، ص159. على موقع المكتبة الشاملة الحديثة نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ الطبقات الكبرى لابن سعد، ج7، ص89. ط العلمية على موقع المكتبة الشاملة الحديثة. نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.
- ^ Q114665392، ج. 7، ص. 23، QID:Q114665392 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ "ص8 - كتاب تاريخ الإسلام ط التوفيقية - حوادث سنة ثمان وأربعين - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2021-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2023-06-07.
- ^ Q114679727، ج. 9، ص. 80، QID:Q114679727 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ Q115057795، ج. 4، ص. 22، QID:Q115057795 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ Q114711300، ص. 213، QID:Q114711300 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ Q114711300، ص. 212، QID:Q114711300 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ تاريخ الإسلام ط التوفيقية | مجلد 4 | صفحة 10 | المجلد الرابع | الطبقة الخامسة: الحوادث من سنة 41 إلى. مؤرشف من الأصل في 2023-08-16.
- ^ "ص261 - كتاب الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني - كتاب المناقب - المكتبة الشاملة". shamela.ws. مؤرشف من الأصل في 2023-05-10. اطلع عليه بتاريخ 2023-05-10.
- ^ Q116761750، ص. 349، QID:Q116761750 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ Q116752858، ص. 417، QID:Q116752858 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ أ ب Q116752858، ص. 418، QID:Q116752858 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ أ ب Q114913343، ج. 4، ص. 353، QID:Q114913343 – عبر المكتبة الشاملة
- ^ C.E. Bosworth - E. van Donzel. The Encyclopedia of Islam (بEnglish). Vol. 1. p. 102. Archived from the original on 2023-12-24.
- ^ اليعقوبي. تاريخ احمد بن ابى يعقوب. ج. 5. ص. 282. مؤرشف من الأصل في 2023-12-27.
- ^ تهذيب الكمال للمزي
- ^ أسد الغابة لابن الأثير، ج2، ص560. على موقع المكتبة الشاملة الحديثة نسخة محفوظة 16 أكتوبر 2020 على موقع واي باك مشين.