ريفيرتر الأول (بالكتلانية: Reverter I) وبالعربية الرويبتر واشتهر بلقب العلج الأعرج[1][2][3] (1090 - 1142م) من النبلاء الكتلان، خلف والده وورث منصب فيكونت كونتية برشلونة بين 1126 حتى 1133م. التحق بالمرابطين وأصبح «قائد الروم» في جيشهم، ومن المقربين لأمير المسلمين تاشفين بن علي ورفيقه في الحرب.

ريفيرتر الأول
معلومات شخصية
تاريخ الوفاة 1142

مسيرته

في الحملة التي شنها المرابطون على بلاد الكتلان بين يونيو وسبتمبر 1114 / محرم وربيع الأول 508م،[4] من أجل تدمير الكونتيات الكاتالونية الممتدة بين برشلونة إلى جبال البرانس. رغم نجاح الحملة في البداية إلى أنه بفضل الفيكونت جيلبرت الثاني [català] ورجاله، من بينهم ابنه البكر ريفيرتير، الذي كان عمره آنذاك 25 عاما، استطاعوا الإلحاق بالمرابطين أضرار كبيرة مستغلين عبورهم طريق جبلي ضيق وهم يحملون غنائم حملتهم.

بعد بزوغ الموحدين في جبال المغرب، فتح المرابطين المجال للمسيحين كي ينضموا في صفوفهم. فكان ريفيرتر نجل فيكونت برشلونة واحد من الذين استجابوا لهذه الدعوة. كان «الرويبتر» يتقن العربية ومهتما بحضارتها.[5] ترك ورائه أسرته وأملاكه وشرع في المغامرة، خصوصا وانه كان ضد الحملات الصليبية التي بدأت تروج لها الكنيسة من أجل قتال المسلمين.[6] المهارة والخبرة التي لاحظها المرابطين فيه جعلتهم يمنحونه رتبة «قائد الروم»، متزعما جيشا من المسيحيين في خدمة الدولة المرابطية. في عام 1122م بدأت الحملة المرابطية ضد الموحدين. رغم أن عدد جنود ريفيرتي كان حينها محدودا، كانت مساهمته حاسمة. وكانت القوات الموحدية في بدايتها لا تتوفر على سلاح الفرسان الأوروبيين، الذي يتمتع بالدرع الثقيل. ومن المميزات الأخرى لجند الحشم روحهم الهجومية، حيث رفض رجال ريفيرتير فكرة المكوث في موقف دفاعي أمام الخصم، فلم يسافروا إلى جبال أطلس ليسجنوا أنفسهم في قلعة، وإنما من أجل شن الغارات والغنائم.

في الحرب ضد الموحدين استخدموا أساليب إرهابية من أجل اخماد التمرد. هذه الأساليب القمعية حققت شعبية كبيرة لريفيرتي. ويروى أن ابن تومرت صاغ له كنية من اسم نوع من الطيور لونه أسود ذو أجنحة بيضاء: في إشارة إلى لون بشرة ريفيرتير البيضاء، وقلبه الأسود.

يروي المؤرخ ابن الراعي عن خبر فتح الموحدين لمدينة تارودانت،

«إنه لما استولى الموحدون على سائر بلاد السوس، ارتد المرابطون منهزمين إلى تيونوين، وعندئذ سار العلج الأعرج من أجرفرجان، فاقتحم طريق ايغيران في غفلة من الموحدين، وسبقهم بمن معه، فأتبعهم الموحدون حتى وصلوا إلى بلاد السوس. وكان العلج في نحو أربعمائة فارس، فلما وصل تيونوين، وعلم بمقدمه من كان قد فر إلى الأطراف من أهل السوس، هرعوا إلى الالتفاف حوله.[7]»

ونقل ابن الراعي رسالة كتب بها الخليفة عبد المؤمن يقول فيها:

«" فميزنا عسكراً مباركاً من خيل ورجل، فخرجوا إلى ناحية تارودانت، وبعثنا تلك الليلة سرية إلى أسفل السوس، فقتلوا وغنموا بقراً وغنماً وعبيداً، وسبو ذراريهم، ثم بعثنا سرية أخرى في الليلة التالية إلى بقية تلك الناحية، أعني أسفل السوس فقتلوا مقتلة أكثر من الأولى، وغنموا أكثر مما غنم أصحابهم(...) "وأما العسكر فقصدوا إلى تارودانت ودخلوها، وفر من كان بها من المرابطين، وقتل الموحدون من وجدوا بها، واستقر الموحدون بالمدينة، وأطلقوا النار في القصب، فارتفعت النار في الهواء. كل ذلك والمرابطون في تيونوين يشهدون النيران تحرق أوطانهم. ولما أيقن البربر وغيرهم بعجز العلج، انكسرت قلوبهم، وحقت الهزيمة عليهم ".»

بعد وفاته، خلفه ابنه علي ابن ريفيرتير على قيادة الجيش في المغرب، بعد أن عينه الأمير تاشفين بن علي. بينما خلفه ابنه الآخر بيرنيجير ريفيرتير في منصبه ببرشلونة.

مراجع

  1. ^ ابن عذارى :البيان المغرب ج( 4)،ص 98، 103.
  2. ^ حمدي بن المنعم محمد حسين، تاريخ المغرب و الأندلس في عصر المرابطين دولة علي بن يوسف المرابطي ،ص 115، 119، 123
  3. ^ عصمت دندش، الأندلس في نهاية دولة المرابطين و مستهل الموحدين،ص 143
  4. ^ Codera, Decadencia, pp. 273, 275
  5. ^ José Enrique Ruiz-Domènec 13 أكتوبر 2014، إلموندو نسخة محفوظة 24 أبريل 2017 على موقع واي باك مشين.
  6. ^ Las cartas de Reverter, vizconde de Barcelona José Enrique Ruiz-Domènec نسخة محفوظة 04 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  7. ^ دولة الإسلام في الأندلس، محمد عبد الله عنان، مكتبة الخانجي، القاهرة، جـ3، 4/ الثانية، 1411 هـ - 1990 م، ص. 3/228

مصادر