ثلاثون قطعة فضية
ثلاثون قطعة فضية هي الثمن الذي قبضه يهوذا الإسخريوطي مقابل خيانة يسوع المسيح وفقًا لرواية 26:15 في إنجيل متى في العهد الجديد.[1] قبل العشاء الأخير، فإن يهوذا قد ذهب إلى رُؤساء الكهنة ووافق على تسليم يسوع مُقابل ثلاثون عملة من الفضة، وقد ندم بعد ذلك وحاول إعادة الأموال. وقديمًا، كانت الثلاثون قطعة من الفضة هي ثمن شراء عبد بشري في زمن تجارة الرقيق.[2]
يذكر إنجيل متى أن شراء حقل الفخَاري لاحقًا - وهو حقل لدفن الغُرباء ويُسمى أيضًا بحقل الدم[3] - هو تحقيق لنبوءة زكريا،[4][5] حيث كانت هناك سبع نبؤات فرعية تُساهم في توضيح مُسمّى ثلاثون قطعة من الفضة، حيث يُشار إلى أن المسيح سيتعرض للخيانة (مزمور 9:14) من قبل صديق (مزمور 13:55) مُقابل ثلاثين قطعة من الفضة (زكريا 12:11)، وأنها سوف تُلقى على أرض الهيكل وتُستخدم في شراء حقل فخاري (زكريا 11:13).[6]
غالبًا ما تُستخدم لوحة ماتيا بريتي في الأعمال الفنية التي تُصوّر آلام المسيح. وتُستخدم العبارة أدبيًا وعاميًا كإشارة ورمز إلى من يغدر ويخون ويُساوم بالثقة والصداقة والإخلاص لتحقيق مصلحة شخصية.
خلفية
ترجع خلفية هذه الخيانة إلى أن يهوذا الإسخريوطي كان التلميذ الوحيد من تلاميذ يسوع الاثني عشر الذي يرجع أصله إلى جماعة يهودية، تحديدًا الزيلوت أو الغيورين،[7] في حين أن بقية تلاميذه يرجع أصلهم لمنطقة الجليل. وكانت العلاقة بين الطبقة الدينية اليهودية، مُمثلة في الفريسيين والصدوقيين والكتبة، ويسوع علاقة متوّترة، حيث كان الأخير ينتقد تصرفاتهم وتحويرهم جوهر الشريعة بشكل دائم. وقد حاولوا قتله في الناصرة وكفر ناحوم وتآمروا عليه أكثر من مرة لكنهم فشلوا في ذلك؛ فتزايد خوف رجال الدين اليهودي من تزايد عدد اليهود الذين آمنوا به وبرسالته، وتصاعد خوفهم من أن يكون برنامجه يحوي ثورة سياسيَّة على الإمبراطورية الرومانية، ما يؤدي إلى تدمير الحكم الذاتي الذي تمتّع به اليهود. وكان قد عُرف عن الكهنة اليهود في ذلك الوقت ولائهم للرومان، ورغبتهم وسعيهم في إلغاء رسالته لعدم تقبُلها ولحصولهم على امتيازات وسلطات عدة خارجه.[7] وكانت القبيلة التي ينتمي إليها الإسخريوطي سياسيَّة دينيَّة تدعو اليهود إلى التمرد ضد الحكم الروماني وإخراجهم من البلاد بقوة السلاح، وبالتالي، كان يهوذا وزملائه ينتظرون شروع المسيح في القيام بثورة مُسلحة ضد الرومان، ليُعلن نهاية الدولة الرومانية، إلا أن يهوذا تمسَّك بمملكة سياسيَّة لا روحيَّة، ذات مفهوم دنيويٍّ لا دينيّ لتحقيق أهداف جماعته، حيث كان يراه وجماعته بمثابة الماشيحا المُنتظر[8] لتخليصهم من الرومان. وعند تيقّنه أن دعوة المسيح روحيَّة لا تَهْدُف إلى الثَّورة على حكم الرومان، وهو الأمر الذي كان سيدفعه إلى الثراء.[8] وكان ذلك على الرغم من توليه لأمانة الصندوق - الذي عَهِدَ به إليه المسيحُ - حيث كان يسلب منه حُبًا في النقود. وكان كل ما سبق سببًا مُباشرًا في فعلته نظير الثلاثين قطعة من الفضة.[8]
السرد الإنجيلي
وفقًا لإنجيل متى، فإن يهوذا الإسخريوطي كان تلميذًا ليسوع وأحد حواريه الاثنا عشر. قبل العشاء الأخير، ذهب يهوذا الإسخريوطي إلى رُؤساء الكهنة ووافق على تسليمهم المسيح مُقابل ثلاثين قطعة من الفضة.[9] وقُبض على يسوع في جثسيماني، حيث كشف يهوذا هوية المسيح للجنود بإعطائه قُبلة.[10] وكان الحكام اليهود يخشون القبض على المسيح في النهار خشية ثورة الجماهير المُحبة له، ولذلك اتَّفق يهوذا مع اليهود على إخطارهم بالمكان، الذي يتناول فيه السيد المسيح العشاء ليلًا مع تلاميذه، وأوضح لهم أن الشخص الذي سوف يُقبله سيكون هو المسيح، لأن عساكر اليهود لا يعرفونه ولا يستطيعون تمييزه من بين تلاميذه.[11] وهكذا، قبض اليهود على المسيح من بين تلاميذه حسب الخطة المُتَّفق عليها مع يهوذا، حيث اعتُبرت خيانة يهوذا واحدة من أشهر الخيانات في التاريخ البشري.[7]
ذُكِرَ في الفصل السابع والعشرين من إنجيل متى أن يهوذا قد ندم ندمًا شديدًا على ما فعل وأعاد الأموال لرُؤساء الكهنة قبل أن يشنق نفسه، إلا أن رُؤساء الكهنة رفضوا إعادة النقود لخزينة المعبد حيث اعتبروها أموال ملعونة بالدم،[12] ولذلك اشتروا بها حقل الفخاري.[13] فيما يرد سردًا مُختلفًا عن وفاة يهوذا في سفر أعمال الرسل، والذي يُفيد بأن يهوذا استخدم تلك الأموال، ولم يُحدِّد أي مبلغ، لشراء حقل الفخاري، ثُمَّ مات هناك نتيجة إصابته بمرض معوي.[14]
روايات أخرى
رواية إنجيل برنابا
إنجيل برنابا هو من كتب الأبوكريفا غير المُعترف بها ضمن الأسفار القانونية،[15] يذكرُ أن يهوذا ذهب إلى رئيس الكهنة، وطلب ثلاثين قطعة من الذهب مقابل تسليم المسيح، لكن عندما وصل، صعد المسيحُ برفقة الملائكة إلى السماء، وتغيَّر يهوذا في النطق وفي الوجه وأصبح يشبه يسوع، فأخذ الجنود يهوذا وأوثقوه ظنًا أنّه المسيح، وهو ينكر ولكن الجنود سخروا من إنكاره، ثم صُلب.[16] ثم ظهر المسيح للتلاميذ، وأخبرهم بما حدث.[17]
رواية إنجيل يهوذا
إنجيل يهوذا هو من كتب الأبوكريفا أيضًا، ينتمي لطائفة غنوصية في القرن الثاني الميلادي،[18][19] يذكر قصة مختلفة تمامًا، وهي أن يهوذا ليس خائنًا بل هو أفضل تلاميذ المسيح، وأن المسيح أخبَرَهُ بأسرار الملكوت، وأمَرَهُ أن يُسلِّمَهُ، فذهب إلى الكهنة، واستلم بعض المال وسلَّمَهُ لهم.[20] كما يحتوي على نص في (يهوذا 56.18-20[21])، يراه بعض الباحثين للنص بأنه يُوحي أن يهوذا سيصبح شبيهًا بالمسيح، وسيُستبدل مكانه؛ لكن هناك خلافًا بين الباحثين حول هذه النقطة.[22]
الرواية الإسلامية
لم تذكر المصادر الإسلامية شيئًا عن يهوذا وخيانته، إلا أن القرآن يُصرِّح بأن المسيح لم يُصلب، بل رفعه الله إلى السماء، وجعل محلَّهُ شخصًا أصبح شبيهًا به، كما جاء في سورة آل عمران الآية 157، وجاء في بعض التفاسير أن أحد الحواريين أصبح شبيهًا بالمسيح وأُخذ مكانه،[23][24] وقيل أن هذا الشبيه كان يهوذا بعد أن مثَّلَه الله به، وعليه قام اليهود بصلبه على أنه المسيح.[7][24]
أنواع العملة
أجيريا هي الكلمة المُستخدمة في إنجيل متى 26:15، وتعني عملات فضية،[25] واختلف العلماء حول نوع العملة المُستخدمة. يضع دونالد وايز مان احتمالين؛ أولهما أن تكون هي عملة تترادرختم، التي استُخدمت في مدينة صور، حيث تزن 14 جرامًا وتُمثل 94% من الفضة؛ أو أنها عملة ستاتير، التي استُخدمت في أنطاكية، حيث تزن 15 جرامًا وتُمثل 75% من الفضة، وتحمل صورة رأس الملك أغسطس قيصر.[26] ثانيهما أن تكون المُكافأة من عملة دولة البطالمة، حيث وزنها 13.5± جرام وتُمثل 25% من الفضة.[27] بسعر مُقدّر قيمته 17.06 دولار للأونصة، فإن قيمة الثلاثين قطعة فضية تكون ما بين 185 إلى 216 دولارًا بالدولار الأمريكي.
يُعادل وزن الشيقل المُستخدم بمدينة صور أربعة دراهم آثينية، أي حوالي 14 جرامًا، وهذا ما يجعله أثقل من الشيقل الإسرائيلي السابق، الذي يزن 11 جرامًا فقط. وكان هو المُعادِل والمُستخدم للواجبات الدينية في ذلك الوقت.[28] ولأن العملة الرومانية كانت 80% من الفضة فقط، فإن شيقل مدينة صور الأنقى، حيث نسبة 94% فضة، كان المُستخدم في دفع ضرائب المعبد بالقدس. وقد تبادل الصيارفة المُشار إليهم في أناجيل العهد الجديد (إنجيل متى 21:12 ونظرائه) شيقلات مدينة صور مُقابل العملة الرومانية العامة.[29][30]
ربما كانت عملة تترادرختم الأثينية، أربعة دراهم، في القرن الخامس قبل الميلاد هي العملة الأكثر انتشارًا واستخدامًا في الإمبراطورية اليونانية قبل عصر الإسكندر الأكبر، جنبًا إلى جنب مع عملة الكورنثيين. تميزت تلك العملة بصورة التمثال المُخوذ على الوجه، بينما تُوجد على الظهر صورة بومة. ولذلك أطلقوا على تلك العملة اسم جلوكس والتي تعني بوميات، [31] ومن هنا جاء المثل «بومة لأثينا»، والتي تعني وجود الإمدادات في مكان ما بوفرة، مثل المثل «فحم إلى نيوكاسل» أو «يبيع المياه في حارة السقايين». وتظهر رسمة الظهر تلك الآن على جانب من جانبي عملة اليورو اليونانية الحالية. وقد كان صك الدراهم على معايير وزن مُتباينة في مصانع صك عملات يونانية مُختلفة. ولكن المعيار الأثيني أو الإغريقي الذي يزن أكثر قليلًا من 4.3 جرام كان الأكثر شيوعًا واستخدامًا. وقد كان الدرهم يقارب أجر يوم للعمال المهرة.[32] وعليه، فإن مبلغ ثلاثين قطعة فضية، 30 تترادرختم في أربعة دراهم لكل منها، يُقارب أجر عمل 120 يومًا أي أربعة أشهر كاملة.
في فترة العصور الوسطى، عرضت بعض المُؤسسات الدينية عملات يونانية قديمة لجزيرة رودس كعيِّنات من الثلاثين قطعة الفضية. وأظهرت هذه العملات وجه إله الشمس هيليوس، مع ظهور أشعة حول الجزء العلوي منه. وقد فُسِّرت هذه الأشعة على أنها مُحاكاة لتاج الشوك الذي وُضع على رأس المسيح وقت الصلب.
يُشار أيضًا إلى أنه وفقًا للسرد الكنسي ليوسف الأراميثي، فإن يهوذا قبض ثلاثين قطعة ذهبية، وليست فضية.[33]
التفسير اللاهوتي
في سفر زكريا 11:12-13:
فقلت لهم أن حسن في أعينكم فأعطوني أجرتي وإلا فامتنعوا. فوزنوا أجرتي ثلاثين من الفضة. فقال لي الرب إلقها إلى الفخاري الثمن الكريم الذي ثمنوني به. |
يُشير كلاس شيلدر إلى أن الأجرة التي دفعوها للنبي زكريا نظير فصله وطرده كانت تتضمن تقييمهم لقيمته أيضًا.[34] وقد ذُكِرَ في سفر الخروج 21:32، أن قيمة العبد كانت تقدّر بثلاثين شيقل فضية، لذلك حينما أسماه زكريا بالثمن الكريم، فإنه كان يقصد التهكم والسخرية. ومع ذلك، فإن باري ويب يعتبره مبلغًا كبيرًا مُعتبرًا.[35]
يُضيف شيلدر بأن هذه القطع الثلاثين الفضية حينها «تم تبادلها ذهابًا وإيابًا بروح النبوة».[36] يقول متّى أن نبوءة النبي إرميا تحققت عندما قرر رُؤساء الكهنة شراء حقل بالمال المُرتجع:
حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ» إنجيل متى 27 : 9-10. |
وبالرُغم من ذلك، فإن العديد من العلماء يرون أن اسم إرميا يحمل إشكالًا، [37] فشراء إرميا لحقل كما هو مذكور في الآية 32 من سفر إرميا قد يُشير إلى وضعية كلا النبيين في الاعتبار.[38] يقول كريج بلومبرج أن متى يستخدم علم التايبولوجي، وهو دراسة الرموز في الكتاب المقدس، عوضًا عن «أي نوع من أنواع التحقيق الفردي أو المُزدوج للنبوءة الفعلية». ووفقًا لما ذكره بلومبرج، فإن متى يقول لقرائه «أن يسوع مثل إرميا وزكريا يُحاول أن يقود شعبه بخدمة نبوية ورعوية، ولكن عوضًا عن ذلك، فإن الوضع يؤول به إلى المُعاناة بريئًا على أيديهم».[39] ويُفسر ويليام هيندريسكن بأن متى يُشير إلى الآية 19 من سفر إرميا.[40]
يُضيف بلومبرج إلى أن متى ربما أيضًا يُشير إلى أن «موت يسوع هو فدية، هو الثمن المبذول لتأمين حرية العبيد»، وأن استخدام المال المُلوث بالدماء لشراء أرض دفن للأجانب (متى 27: 7) تُشير إلى فكرة «أن موت يسوع يجعل الخلاص مُمكنًا لجميع شعوب العالم، بما في ذلك الوثنيون».[41]
الآثار والتصوير الفني
يظهر يهوذا في كثير من الأحيان في مشاهد قصصية من فترة الآلام حاملًا فضة في حقيبة أو كيس نقود، حيث أصبحت هذه الصورة سمة يُعرف بها. وكواحدة من آلات الآلام، غالبًا ما تبرُز الثلاثون قطعة في مجموعات من تلك الآلات والأدوات، خاصةً في أواخر العصور الوسطى، على الرغم من أنها واحدة من العناصر الأقل شيوعًا في المجموعة. في بعض الأحيان، يتم استخدام كيس النقود في الصور؛ وأحيانًا اليد التي تحمل العملات الفضية، أو تظهر كلتا اليدين تعدان النقود.[42]
هناك عدد من بنسات يهوذا، وهي من العملات القديمة التي قيل إنها من الثلاثين، وكانت تُعامل كآثار في العصور الوسطى، وكان يُعتقد أنها تُساعد في حالات الولادة المُتعسرة.[43][44] وكعنصر ثانوي من آلات الآلام والذي كان من الصعب شرح بقائها بسبب الرواية الإنجيلية لاستخدام النقود، فإن التصوير الفني والآثار للنقود ظهرا منذ القرن الرابع عشر، في وقت مُتأخر عن العناصر الأكثر أهمية مثل تاج الشوك ورمح لونجينوس. كان هذا نتيجة لأنماط جديدة من العبادات، بقيادة الفرنسيسكان على وجه الخصوص، والتي عزّزت التأمل في الآلام تدريجيًا كما هو الحال في محطات الصلب.[45]
يقع الحجر الذي قيل أنه أُحصيت العملات عليه في قصر لاتيرانو في روما.[46] وقيل أن عملة تترادرختم القبرصية، التي عرضت في متحف هانت بمدينة ليمريك، هي واحدة من العملات الثلاثين: «منقوش على الجبل باللاتينية هذا هو ثمن الدم».[47]
مراجع أدبية
استُخدمت الثلاثون قطعة فضية في الأدب المسيحي رمزًا للتعبير عن خيانة يسوع المسيح، كما في قصيدة ثلاثون قطعة فضية للشاعر ويليام بلين:[48]
ثلاثون قطعة من الفضة |
||
تحترق في دماغ الخائن الخبيث |
||
ثلاثون قطعة من الفضة |
||
يا له من مكسب شيطاني بخيس |
أو كما في قصيدة متّى للشاعر خورخي لويس بورخيس:[49]
سقطت العملة على يدي المجوفة |
||
لم أستطع حملها، على الرغم من خفتها |
||
وتركتها تسقط، كان كل شيء عبثًا |
||
وقال الآخر: «لا يزال هناك تسعة وعشرون» |
تُستخدم عبارة ثلاثون قطعة من الفضة بشكل عام لوصف السعر الذي يبيع به الناس بعضهم لتحقيق مكسب شخصي.[50] ورد هذا التعبير في رواية الجريمة والعقاب للروائي فيودور دوستويفسكي، حيث باعت الشخصية سونيا نفسها مقابل ثلاثين روبل.[51][52] وفي الأغنية الشعبية الملك يوحنا والأسقف، فإن إجابة الأسقف على لغز ما هي قيمة الملك، كانت تسعا وعشرين قطعة من الفضة، حيث لا يوجد ملك يستحقُ أكثر من يسوع. وفي الجزء الثاني من مسرحية شكسبير هنري الرابع، تسأل عشيقة فالستاف «ألم تُقبلني وتطلب مني إحضار ثلاثين شلنًا؟».[50] وتروي قصة تريشر تروف للفنان تينيسون جيسي إعادة اكتشاف في العصر الحديث مُقابل ثلاثين قطعة من الفضة وكيف تدفع الرجال للقتل. كما كان نابليون يرمي على الأرض بصرة تحوي ثلاثين قطعة فضة للجواسيس من قبيلة العدو، الذين يمدونه بمعلومات عن العدو؛ حيث كان يحتقرهم ويزدريهم رغم معلوماتهم القيمة.[11]
الاستخدام الحديث
- تُستخدم عبارة «ثلاثون قطعة فضية» حديثًا لاتّهام السياسيين والفنانين ببيع مبادئهم أو مُثلهم، وتُستخدم أيضًا في الأدب كرمز للخيانة. على سبيل المثال، في أعقاب الأزمة الدستورية الأسترالية في العام 1975، أرسل عدد من سكان الشارع الذي ولد فيه الحاكم العام جون كير إليه ثلاثين قطعة من الفضة،[53] حيث أُلقي عليه اللوم والإدانة الكبيرة في تلك الأزمة. وكان هناك استخدام آخر في مُؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ لعام 2009، حيث انتقد المُتحدث باسم دولة توفالو الوثيقة النهائية بقوله: «يبدو أنه قد عُرض علينا ثلاثون قطعة من الفضة لخيانة شعبنا ومستقبلنا... مستقبلنا ليس للبيع».[54]
- يستخدم المُؤلف جيم بوتشر القطع النقدية في سلسلة دريسدن فايلز، حيث تكون كل عملة هي النقطة المحورية لملاك ساقط. تُعرف هذه المجموعة من الملائكة بنظام الدنانير السوداء.
- تتضمن سلسلة الكتب الكرتونية البلجيكية بلاك ومورتيمر قصة مُكونة من جزأين ترتكز على موضوع القطع النقدية، بعنوان لعنة الثلاثين، والعنوان الإنجليزي هو لعنة الثلاثين قطعة من الفضة.
- استُخدم رمز القطع الفضية كسعر للخيانة في فيلم روبن هود: أمير اللصوص، واستُخدم الرمز أيضًا في حلقة من المُوسم الرابع لمسلسل دانيال بون.
- شرعت الهند في يونيو 2012 في إطلاق فيلم ثلاثي الأبعاد عن المسيح في الهند باسم ثلاثون قطعة من الفضة بما يعادل 625000 دولارًا أمريكيًّا من مُخرج ومُنتجين هنود، أما التقنيون فهم من الأجانب. وخُطط لتصوير عدة مُقتطفات من الفيلم في القدس، إضافة إلى السفر إلى هامبي في ولاية كارناتاكا لتصوير مشاهد الصلب.[55]
- في العام 2016، رفع المدعي العام في ولاية تكساس دعوى قضائية لتعطيل تنفيذ توصيات أوباما، من قبل قسم التعليم، فيما يتعلق بدخول دورات مياه المدارس العامة للمغايرين المُتحولين جنسيًا. وقد نص التوجيه على أن المدارس تُخاطر بتمويلها إذا لم تلتزم، فرد حاكم ولاية تكساس على وزارة التعليم الأمريكية قائلًا: «أنه بإمكانهم الاحتفاظ بقطعهم الفضية الثلاثين».
- في حلقة وجه العدو من مسلسل بابيلون 5، يقول مايكل جاريبالدي عندما تم الضغط عليه لخيانة صديقه المفضل جون شيريدان: أعتقد أن الرجل الأخير حصل على ثلاثين قطعة من الفضة لنفس الوظيفة.
انظر أيضًا
في كومنز صور وملفات عن: ثلاثون قطعة فضية |
مراجع
- ^ Matthew 26:15
- ^ وجه يهوذا الأوروبي: صنيعة الثلاثين قطعة من الفضة! نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ حقل دما | St-Takla.org نسخة محفوظة 10 أغسطس 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Vincent P. Branick, Understanding the New Testament and Its Message, (Paulist Press, 1998), pp. 126–128.
- ^ Frederick Dale Bruner, Matthew: A Commentary (Eerdmans, 2004), p. 710
- ^ جوش مكدويل. نجار وأعظم. ktab INC., 2017 نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت ث «خيانة نبي».. «يهوذا» سلم عيسى عليه السلام لليهود مقابل 30 قطعة فضة نسخة محفوظة 15 فبراير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب ت محمود علام. التنظيم. إبداع للترجمة والنشر والتوزيع. 2018
- ^ R. T. France, The Gospel of Matthew (Grand Rapids: Wm. B. Eerdmans Publishing, 2007), 976–979.
- ^ France, The Gospel of Matthew, 1012.
- ^ أ ب الشهيد الخليل ويهوذا الإسخريوطي ؟ نسخة محفوظة 05 مايو 2012 على موقع واي باك مشين. [وصلة مكسورة]
- ^ Matthew 27 - New International Version (NIV) | Biblica نسخة محفوظة 17 أغسطس 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ Daniel J. Harrington, The Gospel of Matthew (Collegeville, Minnesota: Liturgical Press, 1991), 384–387.
- ^ Acts 1:18.
- ^ Joosten، Jan (يناير 2002). "The Gospel of Barnabas and the Diatessaron". Harvard Theological Review. ج. 95 ع. 1: 73–96.
- ^ ترجمة عربية لإنجيل برنابا، من الإصحاح 214 حتى الإصحاح 217، ترجمة خليل سعادة، طبعة دار البشير، القاهرة، تقديم محمد رشيد رضا نسخة محفوظة 27 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ "The Gospel of Barnabas - chapter 221". مؤرشف من الأصل في 2017-07-28.
- ^ "Time Line of Early Christianity: The Lost Gospel of Judas". NationalGeographic.com. National Geographic Society. مؤرشف من الأصل في 2017-09-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-04-08.
- ^ Jenott، Lance (2011). The Gospel of Judas: Coptic Text, Translation, and Historical Interpretation of 'the Betrayer's Gospel'. Mohr Siebeck. ص. 23. ISBN:3161509781. مؤرشف من الأصل في 2020-01-24. اطلع عليه بتاريخ 2016-04-08.
- ^ كتاب إنجيل يهوذا، هل يؤثر اكتشافه على المسيحية، القمص عبد المسيح بسيط أبو الخير، نشر بتاريخ 21 يوليه 2010، على موقع https://st-takla.org نسخة محفوظة 16 سبتمبر 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Kasser, Rodolphe؛ Meyer, Marvin Meyer؛ Wurst, Gregor، المحررون (2006). The Gospel of Judas. Commentary by Bart D. Ehrman. Washington D.C.: National Geographic Society. ص. 1, 4, 5, 7, 43. ISBN:978-1426200427. مؤرشف من الأصل في 2020-01-10.
- ^ DeConick, A.D., ed. 2009. The Codex Judas Papers: Proceedings of the International Congress on the Tchacos Codex held at Rice University, Houston, Texas, March 13–16, 2008. Leiden: Brill [NHMS 71], page xxvii; Scopello, M., ed. 2008. The Gospel of Judas in Context: Proceedings of the First International Conference on the Gospel of Judas. Paris, Sorbonne, October 27th-28th Leiden: Brill [NHMS 62] 2008, page xiii)
- ^ تفسير محمد بن جرير الطبري، تفسير «وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ»، سورة آل عمران الآية 157 نسخة محفوظة 31 يناير 2018 على موقع واي باك مشين.
- ^ أ ب من هو الذي ألقي عليه شبه عيسى عليه السلام، موقع الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 19 فبراير 2017 على موقع واي باك مشين.
- ^ Thayer's Greek-English Lexicon of the New Testament, 1889.
- ^ D. J. Wiseman, Illustrations from Biblical Archaeology (London: Tyndale Press, 1958), 87–89.
- ^ Michael E. Marotta (2001). "So-called 'Coins of the Bible'". Archived from the original on 18 June 2002. Retrieved 11 Sep 2010.
- ^ "Ancient Jewish Coins Related to the Works of Josephus"., citing David Hendin's Guide to Biblical Coins and Y. Meshorer's Ancient Jewish Coinage.
- ^ "The role of coins in the First Revolt". Archived from the original on 2008-10-29.
- ^ "Israel photos III".
- ^ γλαύξ in Liddell and Scott.
- ^ Thucydides, History of the Peloponnesian War 3.17.4.
- ^ Ehrman, Bart; Plese, Zlatko (2011). The Apocryphal Gospels: Texts and Translations. New York: Oxford University Press. p. 553. ISBN 978-0-19-973210-4.
- ^ Klaas Schilder, Christ in His Suffering (Grand Rapids: Wm. B. Eerdmans Publishing, 1938), 74.
- ^ Barry Webb, The Message of Zechariah (Bible Speaks Today; Nottingham: Inter-Varsity Press, 2003), 151.
- ^ Schilder, Christ in His Suffering, 71.
- ^ John Calvin, for example, says that "the passage itself plainly shows that the name of Jeremiah has been put down by mistake, instead of Zechariah, for in Jeremiah we find nothing of this sort, nor any thing that even approaches to it." John Calvin, Commentary on a Harmony of the Evangelists, Matthew, Mark and Luke.
- ^ Craig S. Keener, The Gospel of Matthew: A Socio-Rhetorical Commentary (Grand Rapids: Eerdmans, 2009), 657.
- ^ Craig L. Blomberg, "Matthew," in G. K. Beale and D. A. Carson (eds.), Commentary on the New Testament Use of the Old Testament (Grand Rapids: Baker Academic, 2007), 96.
- ^ William Hendriksen, Exposition of the Gospel According to Matthew (Grand Rapids: Baker, 1973), 948.
- ^ Blomberg, "Matthew,", 97.
- ^ Gertrud Schiller, Iconography of Christian Art, Vol. II (trans. Janet Seligman; London: Lund Humphries, 1972), 190–196.
- ^ G. F. Hill, "Coins and Medals (Western)," in James Hastings and John A. Selbie, (eds.), Encyclopedia of Religion and Ethics, Part 6 (Whitefish, Montana: Kessinger Publishing, 2003), 703.
- ^ Johannes A. Mol, Klaus Militzer, and Helen J. Nicholson, The Military Orders and the Reformation: Choices, state building, and the weight of tradition (Hilversum: Uitgeverij Verloren, 2006), 287.
- ^ Schiller, Iconography of Christian Art, Vol. II, 190–191
- ^ Piero Della Francesca, Enigma of Piero, (2nd ed., trans. Martin Ryle and Kate Soper; London: Verso Books, 2001), 68.
- ^ The Collection - The Hunt Museum نسخة محفوظة 10 أكتوبر 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ William Blane, "Thirty Pieces of Silver," in The Silent Land and other Poems, (London: E. Stock, 1906), 149.
- ^ Jorge Luis Borges, "Matthew XXVII:9," in La moneda de hierro, (Buenos Aires: 1976).
- ^ أ ب David L. Jeffrey, ed. (1992). A Dictionary of biblical tradition in English literature. Wm. B. Eerdmans Publishing. p. 766. ISBN 978-0-8028-3634-2.
- ^ Fyodor Dostoyevsky, Crime and punishment, (Ware: Wordsworth Classics, 2000), 17. Note by Keith Carabine on p. 470.
- ^ William J. Leatherbarrow, The Cambridge Companion to Dostoevskii, (Cambridge: Cambridge University Press, 2002), 98.
- ^ The residents of the street in Balmain where he had been born posted him thirty pieces of silver. http://www.australian-politics-books.com/ccp0-prodshow/the-real-joh-kerr-richard-hall.html نسخة محفوظة 31 يناير 2016 على موقع واي باك مشين.
- ^ "Future not for sale: climate deal rejected". ABC News. 19 Dec 2009. Retrieved 11 Sep 2010.
- ^ أول فيلم ثلاثي الأبعاد عن المسيح في الهند نسخة محفوظة 15 سبتمبر 2018 على موقع واي باك مشين.