منصور دي بول

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

نشأته الأولى:

وُلِد منصور St. Vincent De Paul (سانت فينسينت دي پول: فنسنت باول) في قرية "بَّوي" الصغيرة في جنوبي غربي فرنسا سنة 1581م في أسرة فقيرة من أب يدعى "جان دي بول" الذي كان يعانى شيئًا من العرج ولكنه لم يكف عن العمل الكادح ليوفر لأسرته لقمة العيش الضرورية من خبز الذرة، وقام منصور في بداية حياته بمساعدة أبوه الفلاح وذلك برعي الخنازير والغنم والبقر، وكان محبًا للفقراء حتى أنه وهو في العاشرة من عمره وهب كل ما يملك وهو مبلغ ثلاثون قرشًا لأحد المعوزين.

دراسته:

St-Takla.org Image: Saint Vincent de Paul (1581-1660), French Catholic Saint, painting

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس منصور (مارمنصور الكاثوليكي: سانت فينسينت دي بول) 1581-1660، لوحة

التحق بالمدرسة في سن الثانية عشر بفضل القاضي "دي كوما" الذي لمح ذكاءه فتفاهم مع أبيه ليرسله للمدرسة فتفوق في دراسته، وعندما دخل جامعة "تولوز" لدراسة اللاهوت وآداب اللغة لمدة سبع سنوات اضطر أباه إلى بيع زوج بقر ليوفر له مصاريف الدراسة. ثم قام منصور بإدارة بيت للطلبة المغتربين فكان يصرف على نفسه وعلى دراسته مما يتقاضاه من النزلاء.

المال المغتصب:

قبِل منصور رتبة الشموسية سنة 1598م، وسيم كاهنًا سنة 1600م وله من العمر تسعة عشر عامًا، وفي سنة 1605م تركت له إحدى السيدات ميراثها وكان لها دين على أحد الأشخاص الذي هرب إلى " كستر"، فأستأجر الأب منصور حصانًا وذهب وراء هذا الشخص ليسترد منه الدين، وبعد أن وصل إلى كستر علم أن هذا الشخص ذهب إلى مارسيليا فباع الحصان الذي استأجره وذهب وراءه إلى مارسيليا، وأرغمه على سداد الدين، وفي طريق عودته بحرًا هاجم قراصنة البحار السفينة التي يستقلها وقتلوا ثلاثة من الركاب وجرحوا البعض ومنهم الأب منصور الذي جُرح بسهم في فخذه، واستولى القراصنة على السفينة بمن فيها، وباعوا الركاب كعبيد في تونس، فاشتراه صياد سمك عجوز ثم باعه لرجل عجوز آخر مسلم أمضى عمره في الحلم بتحويل سبائك

المعادن إلى ذهب فكان منصور يغزى النار لعشرة أفران، وكان الرجل يُرغِبهُ في الشريعة الإسلامية لقاء ثروته كلها.

العودة إلى روما:

وفي سنة 1606م دُعيَ الرجل العجوز إلى قصر السلطان، فترك منصور مع ابن أخيه الذي باعه لأحد المسيحيّين الأوربيّين الذين اعتنقوا الإسلام وكأن متزوجًا بثلاث نساء إحدهنَّ تركية الأصل فكانت تسأل منصور في أمور دينه حتى اقتنعت وأقنعت زوجها بالعودة إلى مسيحيته، فترك الرجل تونس وعاد مع أسرته ومنصور إلى مدينة " افينيون " بفرنسا، وقدم توبة أمام النائب البابوي. أما منصور فقد نال إعجاب النائب البابوي فصحبه معه إلى روما حيث التقى بالبابا بولس الخامس فأرسله إلى " هنريكوس الرابع " ملك فرنسا الذي جعله مرشدًا لزوجته التقيَّة " مرغو"، فكان يساعدها في توزيع الصدقات على الفقراء. أما الأب منصور فكان يشتهى الغنى لكيما يعطى الفقراء المحتاجين.

الهواجس والشكوك:

في سنة 1610م ذهب منصور إلى مستشفى المحبة بباريس وكان معه 15 ألف ليرة قدمها معونة للمستشفى، وكان هناك كاهنًا يعمل في خدمة الملكة مرغو وقد انتابته الهواجس والشكوك، وفشل منصور في محاولة إعادته إلى هدوئه، فصلى لله أن يرفع هذه الشكوك عن هذا الكاهن وأن يتحملها هو، وفعلًا انتابته الشكوك لمدة أربع سنوات، فكتب قانون الإيمان ووضعه على صدره وكان يشير إليه بيده للتدليل أمام نفسه على أنه ما زال يحتفظ بإيمانه، وأخيرًا وعد الله بأنه لو هدأت هذه العاصفة فإنه سينذر نفسه لخدمة الفقراء فهدأت العاصفة عنه. [تعليق: من المقبول أن يرفع الله الخطية أو الشك عن إنسان ساقط، ولكن ليس من المقبول أن يسلم الله أحد أولاده المخلصين للشكوك مقابل أن يرفع هذا الشك عن آخر].

← أخوية المحبة

← الآباء اللعازريين

خدمة السجون:

عمل الأب منصور مرشدًا عامًا للمساجين المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة والذين كانت تستغلهم الدولة الفرنسية في التجديف على السفن البحرية الملكية، فكانوا يعيشون في ظروف سيئة للغاية فالسجون مظلمة وضيقة وسيئة التهوية تزدحم بها الحشرات، وكل اثنين من المساجين مُكبَلين معًا فطالب الأب منصور بنقلهم إلى مكان أفضل، وكان السجين يُثبَّت إلى مقعده ليجدف وهو عاري الكتفين بلا توقف وإلاَّ فالسياط تلهب ظهره فطالب بتحسين المعاملة، وأخذ يعظ المسجونين. بل أنه استطاع أن ينقل الفتيان المحكوم عليهم بالسجن إلى جناح خاص بدير القديس لعازر وعيَّن لهم أخوة وكهنة يرعونهم ويهذبونهم حتى انخرط كثير منهم بعد انتهاء فترة سجنه في سلك الرهبنة اللعازرية.

الملكة آن دوتريسن:

ذاع صيت الأب منصور فعندما دنى اجل الملك لويس الثالث عشر طلبه ليكون بجواره ساعة انتقاله، وبعد انتقاله تمسكت الملكة آن دوتريسن بوجوده بجوارها ليكون مرشدًا ومعينًا لها فلبى الدعوة، فكانت الملكة خير مُعين له في تحقيق أهدافه في خدمة المحتاجين.

بيوت اللقطاء:

اهتم الأب منصور باللقطاء أبناء الخطية الذين كانوا يلقونهم أمام أبواب الكنائس حتى وصل عددهم في باريس إلى نحو 400 طفل سنويًا تجمعهم الشرطة وتُودِعهم "مستشفى الثالوث" فيتعرضون للموت بسبب الإهمال الشديد، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. وكان البعض يأخذ بعض من هؤلاء الأطفال ويعتني بهم لكيما يبيعهم بثلاثين ليرة للطفل الواحد، وكان البعض يستغل هؤلاء الأطفال في التسول فيقطعون أحد أطرافهم أو أكثر ليثيروا شفقة الناس نحوهم، فبنى الأب منصور لهم بيوتًا تابعة لراهبات المحبة وأهتم بهم.

ملجأ المتسولين:

زاد عدد المتسولين في فرنسا حتى كان في باريس فقط 40 ألف متسول، وقد فشلت كل الجهود لمنعهم من التسول، فأنشأ الأب منصور ملجأ لهم وأهتم بهم.

إغاثة المنكوبين:

دارت حرب الثلاثين عامًا بين فرنسا من جانب والنمسا وأسبانيا وهولندا من جانب آخر، فتخرَّبت الديار، وتشرَّدت الأسر، وعمَّت المجاعات الشديدة حتى أكلت الأم ابنها، وتفشَّت الأمراض، فتقدم الأب منصور وجمع التبرعات حتى صار دير القديس لعازر الضخم مخزنًا ضخمًا للمواد الغذائية فكان يوزع الطعام يوميًا على 15 ألف شخص، وآوى بالدير ستمائة فتاة لحمايتهنَّ من الاعتداء عليهنَّ، وأرسل مع معاونيه الأموال للمناطق المنكوبة في اللورين.

خارج فرنسا:

في سنة 1631م افتتح الأب منصور ديرًا في روما وأرسل خمسة كهنة لوعظ الشعب ولا سيما أن العنف كان متفشيًا بصورة بشعة في الريف الإيطالي، فكل مشادة يُسكِتها صوت البنادق أو طعنات الخناجر، وكل شخص كان يتقلد سلاحه حتى الكهنة الإيطاليّين أيضًا كانوا يحملون الأسلحة، فوعظ الآباء اللعازريين هذا الشعب العنيف فتخلى أفراده عن السلاح وصاروا يُحكّمون الآباء اللعازيين في المنازعات.

وفي جزيرة مدغشقر كان هناك شركة هندية تحتكر التجارة فطلبت من السفير البابوي إرسال كهنة لعازريّين لخدمة الجالية الفرنسية، فأسرع الأب منصور بإرسال بعض الآباء فعلَّموا شعب الجزيرة الذين كانت ديانتهم مزيجًا من اليهودية والوثنية والإسلام والسحر فنجح الآباء اللعازيّين في نشر المسيحية في هذه الجزيرة.

كما أرسل الأب منصور بعض من كهنته إلى تونس والجزائر لإنقاذ المسافرين الذين تعرضوا للأسر من قراصنة البحر وعُرِضوا للبيع كعبيد في تلك البلدان حتى وصل عدد هؤلاء إلى نحو ثلاثين ألف شخص، فكان الكهنة يشترونهم ويحرّرونهم، فكان ثمن الشاب يتراوح من تسعمائة إلى ألف وخمسمائة ليرة، ويصل ثمن الشابة إلى ثلاثة آلاف من الليرات حتى أنقذوا نحو ألف شخص من الثلاثين ألف.

انتقاله:

أمضى الأب منصور في دير اللعازريّين نحو 30 سنة يدير شئون أبنائه من الآباء اللعازريين وبناته من راهبات المحبة في كل مكان، وكتب 30 ألف رسالة سلّم منها ثلاثة آلاف فقط، وعاش حتى سن الخامسة والتسعين وكان يقول أنني من أجل المحبة مُستَعد وأنا في هذه السن أن أذهب إلى الهند حتى ولو لفظت أنفاسي في الطريق.

بين الجزويت واللعازريّين:

سنة 1773م أصدر البابا اكليمنضس الرابع عشر قرارًا بإلغاء الرهبانية اليسوعية "الجزويت" لتصاعد نفوذهم الديني والمدني (فظل القرار ساريًا حتى سنة 1814 م.)، وفي سنة 1782م عيَّن البابا بيوس السادس رهبانية الآباء اللعازريين خلفًا لرهبانية الجزويت في الشرق الأوسط، فأسَّس الآباء اللعازريّين ثمانية أديرة في الشرق الأوسط منها خمسة في لبنان وواحد في سوريا وواحد في الإسكندرية وواحد في الأراضي المقدسة. أما عدد الآباء اللعازيّين الآن فيربو عن الخمسة والثلاثين ألفًا.

منصور دي بول

معلومات شخصية

منصور دي بول (بالفرنسية: Vincent de Paul )‏ (و. 15811660 م) هو كاهن كاثوليكي، من فرنسا[1]، توفي في باريس[2][3][4][5]، عن عمر يناهز 79 عاماً.

https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/saint-vincent-de-paul-mansour.html

كتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

248- أخويَّة المحبة للأب منصور الكاثوليكي

St-Takla.org Image: Saint Vincent de Paul (1581-1660), French Catholic Saint, painting

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس منصور (مارمنصور الكاثوليكي: سانت فينسينت دي بول) 1581-1660، لوحة

أخويَّة المحبة:

وبعد مرور سنوات كان الأب منصور يخدم القداس الإلهي فجاء من يخبره بأن هناك أسرة كل أفرادها مرضى، فعرض الأمر على الشعب، واتفق مع مجموعة من السيدات على أن تخدم كل منهنَّ هذه الأسرة يومًا واحدًا في الأسبوع، ودعاهنَّ باسم "أخويَّة المحبة"، والأسرة التي كانت تذهب للخدمة تأخذ معها الطعام لهذه الأسرة المريضة.. نجحت الفكرة وانتشرت، وصار الأب منصور ينتقل من قرية إلى أخرى يؤسَّس في كل قرية " أخويَّة المحبة " لخدمة المرضى حتى انتشرت في جميع أرجاء فرنسا وخارجها فكان في باريس فقط 16 أخويَّة.

وأقام الأب منصور إدارة مركزية لهذه المجموعات المتفرقة ودعاهنَّ باسم "سيدات المحبة"، وعندما تكاثرت الوافدات على هذه الخدمة أسَّس الأب منصور " راهبات المحبة " اللاتي لا يعشنَّ محصنات داخل جدران الدير بل يُسمَح لهنَّ بالتجول من مكان إلى آخر لخدمة المرضى وإسعاف المنكوبين، وتسمَّت أماكن أقامتهنَّ بالبيوت وليس بالأديرة. أما رئيستهنَّ فيدعونها بالأخت الخادمة وليست بالرئيسة. أما عدد راهبات المحبة الآن فقد زاد عددهنًّ في الشرق الأوسط في لبنان وسوريا ومصر والأراضي المقدسة وإيران عن 400 راهبة.

كتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب يا أخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟ - أ. حلمي القمص يعقوب

249- الآباء اللعازيين للقديس منصور الكاثوليكي

St-Takla.org Image: Saint Vincent de Paul (1581-1660), French Catholic Saint, painting

صورة في موقع الأنبا تكلا: القديس منصور (مارمنصور الكاثوليكي: سانت فينسينت دي بول) 1581-1660، لوحة

الآباء اللعازيين:

أراد الرجال الاقتداء بالنساء في خدمة المرضى فنظَّم لهم الأب منصور أخويَّة " خدام الفقراء " لمساعدة الفقراء بإيجاد العمل المناسب لهم، وأيضًا للعناية بالأيتام والمسنين.

وفي سنة 1636م فتح الأب منصور أبواب مدرسة " بونزنفان " لاستقبال الفتيان الذين يرغبون في السلك الإكليريكي حسب توصيات المجمع التريدنتيني [1545-1563] الذي طالب بتنشئة الطلاب الإكليريكيين من سن الثانية عشر، ولكنه وجد الفتيان لا يأخذون الأمر بمأخذ الجد، فبعد أن يتلقين بعض الدروس يتركون المدرسة، ففتح الأب منصور فرعًا آخرًا للشباب سنة 1644م.

وكان هناك دير القديس لعازر في باريس تأسَّس سنة 1122م على مساحة 300 ألف متر مربع لإيواء المصابين بالبرص وكان هذا الدير موضع اهتمام وعناية ملوك فرنسا وباباوات روما، وفي سنة 1632م كان يسكنه أحد عشر راهبًا، فتنازل رئيس الدير عن هذا الدير للأب منصور ورفاقه الذي قَبِل هذا بعد إلحاح شديد، وعندما تسلَّم الأب منصور الدير عاش الرهبان منعزلين في جناح منه، وفتح الأب منصور الدير لرفاقه الذين يهتمون بالفقراء والمرضى والهاربين من ويلات الحروب فدُعوا باسم " الآباء اللعازييَّن " نسبه لدير القديس لعازر الذي يقيمون فيه.

وأخذ الأب منصور ورفاقه يتجولون من قرية إلى أخرى يُعلّمون الشعب الجاهل أمور دينه. كما أنشأ الأب منصور عدَّة أديرة في أماكن متفرقة بفرنسا لنشر الوعي الديني ومساعدة الفقراء وإعالة المرضي في أيام مظلمة يصفها الأب جميل السقلاوي اللعازري قائلًا:

" كانت الحياة الإكليريكية مهنة يمارسها من لا مهنة له، أو من يطمع بأموال الكنيسة فكان الإكليروس بلا آداب والمنابر بلا وعاظ والشعب بلا تقوى والسلطة الكنسيَّة بلا اعتبار، كان بعض الكهنة يذهبون إلى الخمارة بعد الكنيسة وهم لا يزالون في حُلة القداس! لا يطيعون الأساقفة. يجهلون صورة الحل في الاعتراف. يقدسون (يصلون القداس) كلٍ على هواه فيغيَرون ويبدّلون ويخترعون..هذا قليل من كثير" (151)

_____

الحواشي والمراجع لهذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت:

(151) مارى منصور ص81

المرجع : https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/catholic/lazarus-order.html

شر الإثنين، ٢٧ سبتمبر / أيلول ٢٠٢١

27 أيلول: القديس منصور دي بول، أبو الفقراء وشفيع أعمال المحبّة

إعداد: الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني :

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في 27 أيلول من كل عام بعيد القديس منصور دي بول، أبو الفقراء وشفيع الآباء اللعازريين وراهبات بنات المحبة.

ولد منصور دي بول في قرية صغيرة بفرنسا يوم 24 نيسان عام 1581 من أبوين فاضلين. كانت أمه قد ربته تربية مسيحية. كان أهله يعملون في زراعة الأرض ويرسلونه مرارًا لحراسة الماشية. منذ صغره كان منصور يجد نفسه سعيدًا بإسعاد الفقراء والمحتاجين فكان دوما يساعدهم ويحسن اليهم، فانتظم في سلك الرهبنة وارتقى الى درجة الكهنوت، وسافر الى بلاد عديدة، وحيثما كان يحل أظهر أن أروع ما في نعمة الحياة هي القدرة على مصارعة الألم والصبر النابع من الإيمان.

كرّس القديس منصور كل وقته وجهده في سبيل عمل الخير والمحبة، فشيّد المستشفيات للمرضى وفتح الملاجئ للمسنين، وعندما توجه إلى مدينة باريس أخذ يجمع من شوارعها الأطفال البؤساء المهملين. كما وكان يزور المساجين ويتحدث إليهم ويرشدهم الى الطريق المستقيم.

في عام 1617 وبعد اختبار الفقر والبؤس الروحي والمادي في مدينتي فولفيل وشاتيون في فرنسا، اتخذت الروحانية المنصورية للقديس منصور وجهين: إعلان الخبر السار وخدمة الفقير من خلال تنظيم وإشراك الأوساط الاجتماعية. وفي الوقت الذي كان فيه الإعلان عن الخبر السار يقتصر على الكهنة، كانت خدمة الفقراء من مهمة العلمانيين وتحديداً النساء.

أسس القديس منصور رهبنة "الآباء اللعازريين"، وساعد القديسة لويزا دي مارياك في تأسيس جمعية بنات المحبة عام 1633 التي تهتم بإدارة المستشفيات وبيوت للايتام وبيوت المسنين وغيرها، بإيمان وتضحية. وخلافًا للاعتقاد السائد، لم يقم القديس منصور بتأسيس جمعية مار منصور دي بول، بل قام بذلك الطوباوي أنطوان فريدريك أوزانام عام 1833، إذ وضع المؤسسة تحت شفاعة القديس منصور بطلب من رئيسة دير بنات المحبة.

من أقوال القديس عن تفضيل خدمة الفقراء على كل شيء:

"يجب ألا ننظر إلى الفقراء بحسب مظهرهم الخارجي ولا بحسب ما يتصفون به من المواهب العقلية. فقد يبدو المظهر أحيانًا غليظًا والذهن غير مهذب. أما إذا نظرتم إليهم في ضوء الايمان فإنكم ترون فيهم أبناء الله الذي اختار هو نفسه أن يكون فقيرًا. يجب أن نُدرك ذلك وأن نقتدي بما صنع المسيح أي أن نعتني بالمساكين، فنعزيهم ونساعدهم ونحيطهم بالرعاية اللازمة".

"إذا اضطُرِرْتَ في وقت الصلاة، أن تحمل علاجاً أو تقدِّم مساعدةً ما لفقير، افعل ذلك بنفس مطمئنة، بل ويجب أن تفعل ذلك، فأنت تقدِّمُ لله قرباناً وكأنك مواظبٌ على الصلاة. لا يقلقْ ضميرُكم إذا تركتم الصلاة من أجل خدمة فقير. إذا ابتعدتم عن الله من أجل الله فأنتم لا تبتعدون عن الله، وإذا تركتم عمل الله من أجل عمل شبيهٍ به فأنتم لا تبتعدون عن الله".

"إذا تركتم الصلاة لتكونوا إلى جانب الفقير فاعلموا أن عملكم هذا هو بمثابة قرض تُعطُونه لله المحبةُ فوق كلِّ القوانين، وإليها يجب أن يُوجَّه الكل. وبما أنها السيدةُ الأولى فهي التي تأمرُ بما يجب أن يُعمَل. لنخدم الفقراء بنفسٍ وبمشاعرٍ متجددة، ولنبحث عن المتروكين وعن أشدِّهم فقراً، فهم أسيادُنا وشفاؤنا وهم هبةُ الله لنا".

دأب دائمًا على العمل في خدمة الفقراء وفي تبشيرهم بالإنجيل، وناضل ضدّ البؤس، والشّقاء، والمرض، ولكنّ المرض قضى عليه في 27 أيلول عام 1660 عند السّاعة الرّابعة فجرًا، في السّاعة التي كان من عادته أن يستيقظ فيها. كتب شاهد يقول: "لقد توفيّ في كرسيه، قرب المدفأة، مرتدياً ثيابه بالكامل، من دون مجهود ولا اختلاج. لم يبدل الاحتضار ملامحه، وبدا كأنّه يكسيه جمالاً وعظمة تعجب منهما جميع الناس". وفي 16 حزيران 1737 أعلن البابا كليمنس الثاني العاشر منصور دي بول قديسًا. سمّاه البابا ليون الثالث عشر شفيع جميع أعمال المحبة. فلتكن صلاته معنا.

المرجع: https://www.abouna.org/content/27-%D8%A3%D9%8A%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3-%D9%85%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D9%88%D9%84%D8%8C-%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%B4%D9%81%D9%8A%D8%B9-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D8%A8%D9%91%D8%A9

روابط خارجية

  • مقالات تستعمل روابط فنية بلا صلة مع ويكي بيانات

مراجع

  1. ^ "Movie Review - Monsieur Vincent - THE SCREEN IN REVIEW; Pierre Fresnay Plays Title Role in 'Monsieur Vincent,' French Film at 2 Local Theatres - NYTimes.com". مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
  2. ^ "معرف ملف استنادي متكامل". ملف استنادي متكامل. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2014-12-31.
  3. ^ "Adamson University - Wikipilipinas: The Hip 'n Free Philippine Encyclopedia". مؤرشف من الأصل في 2016-03-03.
  4. ^ "da Vinci's codex and the anatomy of healthcare: ingentaconnect". مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.
  5. ^ "Gloves off in brawl at Vinnies". مؤرشف من الأصل في 2016-03-04.