هو مليح ابن الحكم بن صخر بن أقيصر بن عمير بن زيد بن اياس بن سهم من بني قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [2][3]
فَإِنِّي كَمَا قَدْ تَعْلَمِينَ اِبْنٌ حُرَّةٍ
لَقْرَمْ هَجَاْنَ وَابْنُ اَلْ مُحْرِقٌ
وَإِنِّي اِبْنُ صَخْرْ ثُمَّ اَلْ مُؤَمَّلٌ
هُنَالِكَ حَوْضُ اَلْمَجْدِ غَيْرِ اَلْمُرَنَّقْ
أَبِي نُصْبَ اَلرَّايَاتِ بَيْنَ هَوَازِنْ
وَبَيْنَ تَمِيمْ بَعْدَ خَوْفٍ مُحْدِقٍ
فَلَمَّا رَأَوْا قَوْمًا وَسَمَرًا خِضَابُهَا
دِمَاءً اَلْكَمَاءْ فِي اَنَانْبِيبْ مَرَقَ
وَسَابِغَةٌ خُضَرًا وَكُلَّ مُضَرِّسْ
بِمَاءِ اَلْحَدِيدِ فِي صَدِيدٍ وَرَوْنَقٍ
سُمُّوا نَحْوَ صَخْرْ بِالْعُيُونِ وَأَعْلَنُوا
بِهِ وَدَعَاهُ مِنْهُمْ كُل مُشْفِقٍ
فَمَا أَمَّنُوا حَتَّى جَرَى اَلدِّينُ بَيْنَنَا
وَبَيْنَهُمْ مَثَلُ اَلْجَنَاحِ اَلْمُمَزَّقِ
وَمَا بَرِحُوا حَتَّى تَوَلَّى أُمُورَهُمْ
عَلَيْهِمْ رِضَا لِلْحَامِلِ اَلْمُتَوَثِّقِ
فَأَعْطَاهُمْ شَفَعَ اَلدِّيَاتِ ضَرِيبَةً
عَلَيْهِ وَلَمْ تَحْبِسْ وَلَمُّ تَتْعُوقْ
وَنَحْنُ قَتْلِنَا مُقْبِلاً غَيْرَ مُدَبَّرٍ
تَأَبَّطَ مَا نُزْهِقُ بِهِ اَلْحَرْبُ يُزْهِقُ
وَقَائِد بِهَزٍّ قَدْ قَتَلْنَا وَرُبَّمَا
قَتْلِنَا اَلْكَمِّيِّ حَاذَرَا غَيْرُ مُطْرِقٍ
مَنَعَنَا مِنْ اَلْأَعْدَاءِ كُلُّ وَلِيجَة
وَجَارٍ وَحَزْنَاهُمْ إِلَى غَيْرِ مُلْصَقٍ
بِنُعْمَانْ أَسْيَافٍ أَقَمْنَ عَلَيْهِمْ
نَوَائِحْ شَؤْبُوبْ مِنْ اَلْمَوْتِ مُصْعَقْ
وَنَحْنُ بَطَحْنَا يَوْمُ أَنْفٍ فَلِمَ تَعُدْ
سَلِيم بْنْ مَنْصُورْ بِجْأَوَاَهْ فَيْلَقٍ
غَدَاةَ أَسْرِنَا فِي اَلْحِبَالْ مُلُوكِكُمْ
عَنَّا بُنِيَ اَلصَّبَاحُ وَابْنُ اَلْمُحَلِّقِ
قَتْلُنَا اِبْنِ حَبُوَاءْ اَلَّذِي كَانَ خَيْرُهُمْ
وَزِدْنَا عَلَيْهِ خَالِدًا وَابْنِ مُعَتَّقٍ
وَعَمَّرَا نَجْلَنَا حَلْقَةً بَمْرَشَة
مَتَى مَا تُخَالِطُهَا اَلْأَسِنَّةُ تَشْهَقُ
وَنَحْنُ صُبْحِنَا جَمْعَ كَعْبِ وَلِفَهْمِ
بَعْسَفَانْ مِنَّا سَلَّةً لَمْ تَبْرُقْ
غُدُوّنَا إِلَيْهِمْ نَحْمِلُ اَلْمَوْتُ نَحْوهُمْ
كَزَحْفِ اَلْقِطَارِ فِي اَلْقَتِيرْ اَلْمُبَنَّقْ
صَبَّحْنَاهُمْ وَالشَّمْسَ خَضْرَاءُ غَضُّهُ
بِذَاتَ اَللِّظَا حَدِّ اَلسِّنَانِ اَلْمُخَرِّقْ
لَقِينَاهُمْ وَالْمَوْتَ قِسْمَانِ بَيْنَنَا
بِضَرْبِ كَإِضْرَامِ اَلْغَضَا اَلْمُتَحَرِّقَ
بَمْعَلُوبَّهْ خِضْرْ وَسُمْرِ كَأَنَّمَا
يَفْصِلْنَ بِالْأَعْنَاقِ خِيطَانَ بُرُوق
غَدَاةَ اَبَتَقَرْنَا بِالسُّيُوفِ اَجْثَة
مِنْ اَلْحَرْبِ فِي مَنْتُوجِهِ لَمَّ تَطَرُّقٍ
تَرَى كُل بِكْرٍ فِيهِمْ ذَاتُ مِئْزَرِ
كَعَّابْ وَأُخْرَى مُنْصِفٌ ذَاتَ مَنْطِقٍ
وَنَحْنُ ضُرُّ بِنَا يَوْمٌ لِتَمَسَّ اَلْهُدَى
بِأَسْيَافِنَا عِنْد اَلنَّبِيِّ اَلْمُوَفِّقِ
ضَرَبْنَا بِهُنَّ اَلْهَامُّ عَنْ كُلٍّ جَائِرٍ
عَنْ اَلدِّينِ أَوْ مِنْ تَائِهِ مُتَبَطَرْقْ
بِضَرْبٍ تُرْسَى أُمَّ اَلدِّمَاغِ كَأَنَّهَا
إِذَا نَدَرَتْ مِنْ جُوبِهَا أَمْ خَرَنْقْ
وَقَدْ عَلِمَتْ تِلْكَ اَلْقَبَائِلِ كُلِّهَا
وَمِنْ قَدْ فَكَكْنَا مِنْ أَسِيرٍ وَمُطْلَقٍ
فَانٍ اِفْتَخَرَ أَبْلَغَ مَدَى اَلْمَجْدِ كُلِّه
هِ وَانْ اِقْتَصَرَ أَبْلَغَ سَنَاءْ وَأَصْدَق
وَانْ اِفْتَخَرَ يَوْمًا بِخَنْدَفْ لَا أَجِدُ
لَهَا خَطَرًا يَوْمَ اَلرِّهَانِ اَلْمُسْبَقِ
هُمْ اَلسَّمْعُ وَالْعَيْنَانِ وَالرَّأْسُ كُلُّهُ
اِلْزْ بِهَا اَلْكُفَّارُ عَنْ كُلِّ مَنْطِقٍ
تَذَكَّرَتْ لَيْلَى يَوْمٍ أَصْبَحَتْ قَافِلاً
بَزِيزَاءْ وَالذِّكْرَى تَشَوُّق وَتَشْغَفُ
غَدَاةَ تَرَدٍّ اَلدَّمْعِ عَيَّنَ مَرِيضَةً
بِلَيْلَى وَتَارَاتٍ تَفِيضُ وَتَذْرِفُ
وَمِنْ دُونِ ذِكْرَاهَا اَلَّتِي خَطَرَتْ لَنَا
بِشَرْقِيِّ عَمَّانَ اَلشِّرَاءُ فَالْمُعَرِّف
وَاعْتَمَلَتْ مِنْ طَوْدِ اَلْحِجَازِ تَحُوزُهُ
إِلَى اَلْغَوْرِ مَا اَحْتَازْ اَلْفَقِيرَ فِلْفِلْفْ
وَمَا ذَكَرَهُ لَيْلَى وَلَيْسَتْ بُخْلهُ
وَلَا اِتِّبَاعُهَا لَكَ يَعْرِفُ
وَلَا أَنْتَ تَلَقَّاهَا وَلَا دَارَ أَهْلَهَا
بِدَارِكَ إِلَّا لَمَّةً أَلُومُ تُسْعِفُ
فَمِنْ حُبِّ لَيْلَى يَوْمُ فَيْضَ اُرَاكَة
وَيَوْمًا بِقَرْنٍ كَدَّتْ لِلْمَوْتِ أَشْرَفَ
تثني لنا جيد محول مدامعها
لها بنعمان أو فيض الثرى ولد
دِنَّ ثُمَّ اَدنَّتْنِي لِلَيْلَى وَجُمْلَتَهَا
مَخَاشِفَهْ إِنِّي عَلَى اَلْهَوْلِ مَخْشَفْ
فَلَمَّا تَرَاجُعنَا اَلْكَلَامَ وَاتِلْعَتْ
سَوَالِف رَئْمْ طَرْفَةً مَتْشُوفْ
شَكَوْتُ اَلْعِدَى مِنْ دُونِ لَيْلَى وَانْهَ
يَزِيدُ هَوَاهَا اَلنَّايُ عِنْدِي فَيَضْعُفُ
وَأَخْبَرَتْهَا أَشْيَاءُ تَعَلُّمِ أَنَّهَا
كَذَلِكَ فَقَالَتْ كُلَّ مَا قَالَ نَعْرِفُ
وَالطَّفَتْ مِنْ شَكْوَى اَلْمُحِبِّ مَقَالَةً
لِلَيْلَى وَمَا قَالَتْ لَنَا بَعْدَ اُلْطُفْ
فَقَالَتْ لَهُ لَوْ كَانَ لِلْحُبِّ مُنْتَهَى
وَلِلْهَجْرِ أُولُو كَانَ ذُو اَلضِّمْنِ يُنْصِفُ
بَلَغَتْ عَلَى رَغْمِ اَلْأُنُوفِ كَرَامَةً
إِلَيْكَ وَلَوْ مَاتَ اَلْغَيُورُ اَلْمُكَلَّفُ
وَلَكِنَّ عَدَانِي اَللَّوْمُ مِنْ ذِي قَرَابَتِي
وُلْغَبْ اَلْعِدَى مِمَّنْ يُجُورُوا يَجْنَفْ
فَقُلْتُ لَهَا سَيْرِي فَؤْدَكْ ضَامِن
عَلِي وَلِيِّ عِنْدَكُمْ مُتَسْلَفْ
يَزَال لَكُمْ فِي اَلنَّفْسِ عِنْدِي وَلَوْ نَأَتْ
بِكُمْ اَلدَّارُ مَكْنُونَ مِنْ اَلْوِدِّ مِزْلَفْ
فَعِنْدِي لِلَيْلَى مِثْل مَا حَلَفَتْ بِهِ
عَلَيْهَا وَكُلِّ حَالَفَ مِتُوكَفْ
فَأَجْسَادنَا شَتَّى وَاهْوَانَا مَعًا
عَلَى ذَاكَ نَحَّيَا أَوْ عَلَى ذَلِكَ نُتْلِفُ