معلقة عنترة بن شداد

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
(بالتحويل من معلقة عنترة)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
معلقة عنترة بن شداد
العنوان الأصلي وسيط property غير متوفر.
المؤلف عنترة بن شداد
تاريخ التأليف القرن السادس الميلادي
اللغة العربية
الموضوع الوقوف على الأطلال، مخاطبة الحبيبة، وصف الفرس، الفروسية، وصف الخمر
النوع الأدبي وصف، حماسة
عدد الأبيات 79
البحر بحر الكامل
القافية ميميّة
الشارح التبريزي
ويكي مصدر

معلقة عنترة بن شداد، والملقبة بـ الذهبيّة هي قصيدة عربية، من المعلقات، نظمها عنترة بن شداد، في القرن السادس الميلادي على البحر الكامل، وتُعنى بشكل أساسي بالوصف والحماسة. تحتوي هذه المعلقة على 79 بيتا.[1]

المؤلف

عنترة بن شداد العبسي، شاعر جاهلي، اشتهر بشعر الفروسية، وتغزله بابنة عمه عبلة. ولقب بالفلحاء لتشقق في شفتيه.

نص المعلقة

هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَـرَدَّمِ
أَمْ هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
إلا رواكِدَ بينهُنَّ خصائصٌ
وبقيةٌ من نُؤيها المُجرنثِمِ
أَعْيَاكَ رَسْمُ الدَّارِ لَمْ يَتَكَلَّـمِ
حَتَّى تَكَلَّمَ كَالأَصَـمِّ الأَعْجَـمِ
وَلَقَدْ حَبَسْتُ بِهَا طَوِيلاً نَاقَتِي
تَرغو إلى سُفْعِ الرَوَاكِدِ جثَّـمِ
يَادَارَ عَبْلَـةَ بِالجَوَاءِ تَكَلَّمِي
وَعِمِّي صَبَاحًا دَارَ عَبْلَةَ وَاسْلَمِي
دارٌ لآنسةٍ غَضِيضٍ طرفُها
طَوعِ العِناقِ، لذيذةِ المُتبسِّمِ
فَوَقَفْتُ فِيهَا نَاقَتِي وَكَأنَّـهَا
فَدَنٌ لأَقْضِي حَاجَـةَ المُتَلَـوِّمِ
وَتَحُلُّ عَبْلَـةُ بِالجَـوَاءِ وَأَهْلُنَـا
بِالْحَـزْنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ
وتَظلُّ عَبلةُ في الخُزوزِ تَجرُها
وأظلُّ في حَلقِ الحديدِ المُبهَمِ
حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْدُهُ
أَقْوَى وَأَقْفَـرَ بَعْدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ
حَلَّتْ بِأَرْضِ الزَّائِرِينَ فَأَصْبَحَتْ
عَسِرًا عَلَيَّ طِلاَبُكِ ابْنَـةَ مَخْرَمِ
عُلِّقْتُهَا عَرَضًا وَأقْتُـلُ قَوْمَهَا
زَعْمًا لَعَمْرُ أَبِيكَ لَيْسَ بِمَزْعَـمِ
وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّـي غَيْرَهُ
مِنِّي بِمَنْزِلَـةِ المُحَبِّ المُكْـرَمِ
كَيْفَ المَزَارُ وَقَدْ تَرَبَّعَ أَهْلُهَـا
بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وَأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ
إِنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِرَاقَ فَإِنَّمَا
زُمَّتْ رِكَابُكُم بِلَيْـلٍ مُظْلِـمِ
مَا رَاعَني إلاَّ حَمُولَـةُ أَهْلِهَـا
وَسْطَ الدِّيَارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ
فِيهَا اثْنَتَانِ وَأَرْبَعُـونَ حَلُوبَـةً
سُودًا كَخَافِيَـةِ الغُرَابِ الأَسْحَمِ
فصِغارُها مِثل الدَبى، وكِبارُها
مِثلُ الضفادعِ في غَديرٍ مُفعَمِ
ولقد نظرتُ غداةَ فارقَ أهلُهُا
نَظَرَ المُحِبِّ بِطرفِ عينيّ مُغرَمِ
وأُحِبُّ لو أُسقيكِ غيرَ تَمَلُقٍ
واللهِ، مِن سَقَمٍ أصابكِ مِن دَمي
إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُرُوبٍ وَاضِحٍ
عَذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذِيـذِ المَطْعَـمِ
وَكَأَنَّمَا نَظَرَتْ بِعَيْنَيْ شَـادِنٍ
رَشَـأٍ مِنَ الْغِزْلانِ لَيْسَ بِتَـوْأَمِ
وَكَأَنَّ فَأْرَةَ تَاجِـرٍ بِقَسِيْمَـةٍ
سَبَقَتْ عوَارِضَهَا إِلَيْكَ مِنَ الْفَـمِ
أَوْ رَوْضَةً أُنُفًا تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا
غَيْثٌ قَلِيلُ الدِّمْنِ لَيْسَ بِمُعْلَـمِ
أو عاتِقًا مِن أذرُعاتَ مُعتقًا
مِما تُعَتِقُهُ مُلوكُ الأعجَمِ
نَظَرَت إليهِ بِمُقلةٍ مَكحولةٍ
نَظَرَ المَليلِ بِطرفِهِ المُتَقَسِّمِ
وبِحاجبٍ كالنونِ زيّنَ وجهَها
وبِناهِدٍ حَسنٍ، وكَشحٍ أهضَمِ
ولقد مَررتُ بِدارِ عَبلةَ بَعدما
لَعَبَ الربيعُ بِربعها المُتوسِمِ
جَادَتْ عَلَيْـهِ كُلُّ بِكرٍ حُرةٍ
فَتَرَكْنَ كُـلَّ حَدِيقَةٍ كَالدِّرْهَـمِ
سَحَّاً وَتَسْكَابًا فَكُلُّ عَشِيَّـةٍ
يَجْرِي عَلَيْهَا المَاءُ لَمْ يَتَصَـرَّمِ
وَخَلاَ الذُّبَابَ بِـهَا فَلَيْسَ بِبَارِحٍ
غَرِدًا كَفِعْلِ الشَّـارِبِ المُتَرَنِّـمِ
هَزِجًا يَحُكُّ ذِرَاعَـهُ بِذِرَاعِـهِ
قَدْحَ المُكِبِّ عَلَى الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ
تُمْسِي وَتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشِيَّةٍ
وَأَبِيتُ فَوْقَ سَرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ
وَحَشِيَّتِي سَرْجٌ عَلَى عَبْلِ الشَّوَى
نَهْدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيـلِ المَحْـزِمِ
هَلْ تُبْلِغَنِّي دَارَهَـا شَدَنِيَّـةٌ
لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرَابِ مُصَـرَّمِ
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّـرَى زَيّافَةٌ
تَطِسُ الإِكَامَ بِوَخدِ خُـفٍّ مِيْثَـمِ
وَكَأَنَّمَا أَقِصَ الإِكَامَ عَشِيَّـةً
بِقَرِيبِ بَيْنَ المَنْسِمَيْـنِ مُصَلَّـمِ
تَأْوِي لَـهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَمَا أَوَتْ
حِزَقٌ يَمَانِيَـةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ
يَتْبَعْنَ قُلَّـةَ رَأْسِـهِ وَكَأَنَّـهُ
حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ
صَعْلٍ يَعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَهُ
كَالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأَصْلَمِ
شَرِبَتْ بِمَاءِ الدُّحْرُضَيْنِ فَأَصْبَحَتْ
زَوْرَاءَ تَنْفِرُ عَنْ حِيَاضِ الدَّيْلَـمِ
وَكَأَنَّمَا تَنْأَى بِجَانِبِ دَفِّهَا الـ
وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ
هِرٍّ جَنِيبٍ كُلَّمَا عَطَفَتْ لَـهُ
غَضَبْى اتَّقَاهَا بِاليَدَيْـنِ وَبِالفَـمِ
أَبْقَى لَهَا طُولُ السِّفَارِ مُقَرْمَدًا
سَنَـدًا وَمِثْلَ دَعَائِـمِ المُتَخَيِّـمِ
بَرَكَتْ عَلَى مَاءِ الرِّدَاعِ كَأَنَّمَا
بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ
وَكَأَنَّ رُبَّـاً أَوْ كُحَيْلاً مُعْقَدًا
حَشَّ الوَقُـودُ بِـهِ جَوَانِبَ قُمْقُمِ
يَنْبَاعُ مِنْ ذِفْرَى غَضُوبٍ جَسْرَةٍ
زَيَّافَـةٍ مِثْلَ الفَنِيـقِ المُكْـدَمِ
إِنْ تُغْدِفِي دُونِي القِنَاعَ فإِنَّنِي
طَبٌّ بأخذِ الفَـارسِ الْمُسْتَلْئِـمِ
أَثْنِي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فَإِنَّنِـي
سَهلٌ مُخالقتي، إِذَا لَمْ أُظْلَـمِ
وإِذَا ظُلِمْتُ فَإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ
مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعْمِ العَلْقَـمِ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ مِنَ المُدَامَةِ بَعْدَمَـا
رَكَدَ الهَوَاجِرُ بِالمَشُوفِ المُعْلَـمِ
بِزُجَاجَةٍ صَفْرَاءَ ذَاتِ أَسِـرَّةٍ
قُرِنَتْ بِأَزْهَرَ في الشِّمَالِ مُفَـدَّمِ
فَإِذَا شَرِبْتُ فإِنَّنِـي مُسْتَهْلِـكٌ
مَالِي وَعِرْضِي وَافِرٌ لَمْ يُكْلَمِ
وَإِذَا صَحَوْتُ فَمَا أُقَصِّرُ عَنْ نَدَىً
وَكَمَا عَلِمْتِ شَمَائِلِي وَتَكَرُّمِـي
وَحَلِيلِ غَانِيَةٍ تَرَكْتُ مُجَدَّلاً
تَمْكُو فَريصَتُهُ كَشِدْقِ الأَعْلَـمِ
سَبَقَتْ يَدايَ لَـهُ بِعَاجِلِ طَعْنَـةٍ
وَرَشَاشِ نَافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ
هَلاَّ سَأَلْتِ الخَيْلَ يَا ابْنَةَ مَالِكٍ
إِنْ كُنْتِ جَاهِلَـةً بِمَا لَمْ تَعْلَمِي
لا تَسأليني، واسألي بِيَ صُحبَتي
يَملأ يَديكِ تَعفُفي وتَكرُمي
إِذْ لا أَزَالُ عَلَى رِحَالةِ سَابِحٍ
نَهْـدٍ تَعَاوَرُهُ الكُمَاةُ مُكَلَّـمِ
طَوْرًا يُجَـرَّدُ لِلطِّعَانِ وَتَـارَةً
يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْرِمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقِيعَةَ أَنَّنِـي
أَغْشَى الوَغَى وَأَعِفُّ عِنْدَ المَغْنَمِ
فأرى مَغانِمَ لو أشاءُ حَويتُها
ويَصُدني عَنها الحَيا وتَكرُمي
ومُدَجَجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ
لا مُمعِنٍ هَربًا، ولا مُستَسلِمِ
جَادت يَدايَ لهُ بِعاجلِ طَعنةٍ
بِمُثقفٍ صَدقِ الكُعُوبِ مُقَوّمِ
بِرَحيبةِ الفَرغَينِ يَهدي جَرسُها
بِالليلِ مُعتَسَ الذئابِ الضُرَمِ
فَشككتُ بِالرُمحِ الأصمِ ثيابَهُ
ليسَ الكَريمُ على القنا بِمُحَرَّمِ
فتركتُهُ جَزَرَ السِباعِ يَنُشنَهَ
ما بين قُلةِ رَأسهِ والمِعصَمِ
ومِسَّكِ سَابِغةٍ هَتكتُ فُروجها
بالسيفِ عن حامي الحَقيقةِ مُعْلَمِ
رَبذٍ يداهُ بِالقِداحِ إذا شَتا
هَتّاكِ غاياتٍ التِجارِ مُلَوَّمِ
لما رآني قَد نَزَلتُ أُريدهُ
أبدى نَواجِذَهُ لِغَيرِ تَبَسمِ
فَطَعنتُهُ بِالرُمحِ، ثُم عَلوتُهُ
بِمُهَندٍ صافي الحَديدةِ مِخذَمِ
عَهدي بِهِ مَدَّ النَهارِ كَأنما
خُضِبَ البنانُ، ورأسهُ بِالعِظلَمِ
بَطَلٍ كأنَّ ثيابَهُ في سَرحَةٍ
يُحذى نِعالَ السِبتِ ليسَ بِتوءَمِ
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ وَالرِّمَاحُ نَوَاهِلٌ
مِنِّي وَبِيضُ الْهِنْدِ تَقْطُرُ مِنْ دَمِي
فَوَدِدْتُ تَقْبِيلَ السُّيُـوفِ لأَنَّهَا
لَمَعَتْ كَبَارِقِ ثَغْرِكِ الْمُتَبَسِّـمِ
يا شاةَ ما قَنصٍ لِمَن حَلت لَهُ
حَرُمَت عَليَّ، وليتَها لم تَحرُمِ
فَبَعثتُ جَاريتي، فَقلتُ لها: اذهبي
فَتَجَسَسي أخبارَها لي، واعلمي
قالت: رأيتُ مِن الأعادي غِرةً
والشاةُ مُمكِنةٌ لِمن هو مُرتَمي
وكأنها التفَتَت بِجيدِ جِدايةٍ
رَشَأٍ مِن الغِزلانِ حُرٍّ أرثَمِ
نُبِئتُ عَمرًا غَيرَ شَاكِرِ نِعمَتي
والكُفرُ مَخبَثةٌ لِنَفسِ المُنعِمِ
ولقد حَفِظتُ وصاةَ عَمي بِالضُحى
إذ تَقلصُ الشَفَتانِ عَن وَضحِ الفَمِ
في حَومَةِ المَوتِ التي لا تَشتَكي
غَمراتِها الأبطالُ غَيرَ تَغَمغُمِ
إذ يَتَقونَ بَي الأسِنَةَ لم أخِم
عَنها، ولكني تَضايَقَ مُقدَمي
لما سَمِعتُ نِداءَ مُرةَ قد عَلا
وابنيّ رَبيعةَ في الغُبارِ الأقتَمِ
ومُحلِمٌ يَسعَونَ تَحتَ لِوائهِم
والمَوتُ تَحتَ لِواءِ آلِ مُحَلِّمِ
أيقنتُ أن سَيكونُ عِندَ لِقائهِم
ضَربٌ يَطيرُ عَنِ الفِراخِ الجُثَّمِ
لما رأيتُ القومَ أقبلَ جَمعُهُم
يَتذامَرونَ، كَررتُ غَيرَ مُذَمَّمِ
ولقد هَمَمتُ بِغارةٍ في لَيلةٍ
سَوداءَ حَالِكةٍ كَلونِ الأدلَمِ
يَدعونَ عَنترَ، والرِماحُ كَأنها
أشطانُ بِئرٍ في لَبانِ الأدهَمِ
كيفَ التَقدمُ، والرِماحُ كَأنها
بَرقٌ تَلألأ في السحابِ الأركَمِ؟
كيفَ التَقدمُ، والسيوفُ كَأنها
غَوغا جَرادٍ في كَثيبٍ أهيَمِ
فإذا اشتكى وَقع القنا بِلَبانهِ
أدنيتُهُ مِن سَلِّ عَضبٍ مِخذَمِ
ما زلتُ أرميهِم بِغُرةِ وَجهِهِ
ولَبانِهِ حَتى تَسربَلَ بِالدَمِ
فَازوَرَّ مِن وَقعِ القنا بِلَبانِهِ
وشَكا إليَّ بِعَبرةٍ وتَحَمحُمِ
لو كانَ يَدري ما المُحاوَرةَ؟ اشتَكى
ولكانَ، لَو عَلِمَ الكَلامَ، مُكَلِمي
آسيتُهُ في كُلِ أمرٍ نابَنا
هَل بَعدَ أُسوةِ صاحِبٍ مِن مَذمَمِ؟
فتركتُ سَيدهُم لأولِ طَعنَةٍ
يَكبو صَريعًا لِليدينِ، ولِلفَمِ
رَكَبتُ فيهِ صَعدةً، هِنديةً
سَحماءَ، تَلمعُ، ذاتَ حَدٍّ لَهذَمِ
ولقد شَفى نَفسي، وأبرأَ سُقمَها
قِيل الفُوارِسِ: ويكَ عَنترَ أقدِمِ
والخَيلُ تَقتَحِمُ الخَبارَ عَوابِسًا
مِن بينِ شَيظَمةٍ وأجردَ شَيظَمِ
ذُلُلٌ رِكابي حَيثُ شِئتُ مُشايعي
قَلبي، وأحفِزُهُ بأِمرٍ مُبرَمِ
ولَقد خَشيتُ بِأن أموتَ ولم تَكُن
لِلحربِ دائرةٌ على ابنيّ ضَمضَمِ
الشاتِمي عِرضي، ولم اشتِمهُما
والناذرينِ إذا لم ألقهُما دَمي
أُسُدٌ عَليَّ، وفي العَدوي أذِلَةٌ
هذا، لَعَمرُكَ، فِعلُ مَولى الأشأَمِ
إن يَفعلا فَلقد تَركتُ أباهُما
جَزَرَ السِباعِ، وكُلِ نَسرٍ قَشعَمِ
إني عَداني أن أزورَكِ، فَاعلَمي
ما قد عَلِمتِ، وبَعضُ ما لم تَعلمي
حَالت رِماحُ ابنيّ بَغيضٍ دونَكُم
وزَوت جَواني الحَربِ من لم يُجرِمِ
يا عَبلة لو أبصَرتِني لَرأيتِني
في الحَربِ أُقدِمُ كالهِزَبرِ الضَيغَمِ
ولَقد كَررتُ المُهرَ يَدمى نَحرُهُ
حَتى اتَّقتني الخَيلُ بابنيّ حَذلَمِ
إذ يُتقى عَمرٌو، وأذعِنُ غُدوَةً
حَذرَ الأسِنةِ، إذ شُرِعنَ لِدلهَمِ
يَحمي كَتيبتَهُ، ويَسعى خَلفَها
يَفري عَواقِبها كَلدغِ الأرقَمِ
ولَقد كَشفتُ الخِدرَ عَن مَربوبَةٍ
ولَقد رَقَدتُ عَلى نَواشِرِ مِعصَمِ
ولَرُبَّ يَومٍ قَد لَهوتُ وليلَةٍ
بِمُسَورٍ ذي بَارقينِ مُسَوَّمِ

تعريف بالقصيدة

نظم معلقته بعد أن شتمه رجل وعايره بسواده وأمه وإخوته، وأنه لا يقول الشعر، فأنشأ معلقته.[2]

نظم عنترة معلقته كباقي الشعراء فيبدأ بوصف الفراق، ثم يذكر عبلة (محبوبته) وخطابها، ثم يذكر شجاعته وفروسيته وهزيمة أعدائه.

المصادر

  1. ^ أبو بكر الأنباري، شرح القصائد السبع الطوال، ص 309-310، تعليق بركات يوسف عبود.
  2. ^ كتاب شرح المعلقات السبع، أبي عبدالله الزوزني، لجنة التحقيق في الدار العالمية ص129