نونية ابن زيدون

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نونية ابن زيدون
العنوان الأصلي وسيط property غير متوفر.
المؤلف ابن زيدون
تاريخ التأليف القرن العاشر الميلادي
اللغة عربية
الموضوع غزل
البحر البسيط
القافية نونية
ويكي مصدر

نونية ابن زيدون هي قصيدة شعرية كتبها الشاعر الأندلسي أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، المكنى بأبي الوليد والمشهور بابن زيدون، وتعد هذه القصيدة من أشهر قصائده، بل ومن أشهر قصائد الفراق التي قيلت في تاريخ الشعر العربي، وقد نسج الشعراء اللاحقون على منوالها، وفيها يذوب أسى وألما على فراق ولادة بنت المستكفي حبيبته وعشيقته، ويحترق شوقا إليها وإلى الأوقات الصافية الممتعة التي قضاها معها.[1]

نص القصيدة

أَضْحَى التَّنَائِي بَدِيْـلاً مِـنْ تَدانِيْنـاوَنَابَ عَـنْ طِيْـبِ لُقْيَانَـا تَجَافِيْنَـا
ألا وقد حانَ صُبـح البَيْـنِ صَبَّحنـاحَيـنٌ فقـام بنـا للحَيـن ناعِينـا
مَـن مُبلـغ المُبْلِسينـا بانتزاحِهـمحُزنًا مـع الدهـر لا يَبلـى ويُبلينـا
أن الزمان الـذي مـا زال يُضحكنـاأنسًـا بقربهـم قـد عـاد يُبكيـنـا
غِيظَ العِدى من تساقينا الهوى فدعوابـأن نَغُـصَّ فقـال الدهـر آمينـا
فانحلَّ مـا كـان معقـودًا بأنفسنـاوانبتَّ مـا كـان موصـولاً بأيدينـا
وقد نكون وما يخشى تفرقنافاليوم نحن وما يرجى تلاقينا
يا لَيْتَ شِعْرِي وَلَم نُعتِب أَعادِيَكُمهَل نالَ حَظًّا مِنَ العُتْبَى أَعَادِينَا
لم نعتقـد بعدكـم إلا الوفـاءَ لكـمرأيًـا ولـم نتقلـد غـيـرَه ديـنـا
ما حقنا أن تُقـروا عيـنَ ذي حسـدبنـا، ولا أن تسـروا كاشحًـا فينـا
كنا نرى اليـأس تُسلينـا عوارضُـهوقـد يئسنـا فمـا لليـأس يُغرينـا
بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـاشوقًـا إليكـم ولا جفـت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تُناجيكـم ضمائـرُنـايَقضي علينا الأسـى لـولا تأسِّينـا
حالـت لفقدكـم أيامـنـا فَـغَـدَتْسُودًا وكانـت بكـم بيضًـا ليالينـا
إذ جانب العيش طَلْـقٌ مـن تألُّفنـاوموردُ اللهو صـافٍ مـن تصافينـا
وإذ هَصَرْنا غُصون الوصـل دانيـةقطوفُهـا فجنينـا منـه مـا شِينـا
ليسقِ عهدكم عهـد السـرور فمـاكنـتـم لأرواحـنـا إلا رياحيـنـا
لا تحسبـوا نَأْيكـم عنـا يُغيِّـرنـاأن طالمـا غيَّـر النـأي المحبينـا
والله مـا طلبـت أهواؤنـا بــدلاًمنكم ولا انصرفـت عنكـم أمانينـا
يا ساريَ البرقِ غادِ القصرَ فاسق بهمن كان صِرفَ الهوى والود يَسقينـا
واسـأل هنـالك هـل عنَّـي تذكرنـاإلفًـا، تـذكـره أمـسـى يُعنِّيـنـا
ويـا نسيـمَ الصِّبـا بلـغ تحيتنـامن لو على البعد حيًّا كـان يُحيينـا
فهل أرى الدهـر يَقصينـا مُساعَفـةًمِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا
ربيـب ملـك كــأن الله أنـشـأهمسكًا وقـدَّر إنشـاء الـورى طينـا
أو صاغـه ورِقًـا محضًـا وتَوَّجَـهمِن ناصع التبـر إبداعًـا وتحسينـا
إذا تَـــأَوَّد آدتـــه رفـاهـيَـةتُومُ العُقُـود وأَدْمَتـه البُـرى لِينـا
كانت له الشمسُ ظِئْـرًا فـي أَكِلَّتِـهبـل مـا تَجَلَّـى لهـا إلا أحاييـنـا
كأنما أثبتـت فـي صحـن وجنتـهزُهْـرُ الكواكـب تعويـذًا وتزييـنـا
ما ضَرَّ أن لم نكـن أكفـاءَه شرفًـاوفـي المـودة كـافٍ مـن تَكَافينـا
يا روضةً طالمـا أجْنَـتْ لَوَاحِظَنـاوردًا جلاه الصبـا غَضًّـا ونَسْرينـا
ويـا حـيـاةً تَمَلَّيْـنـا بزهرتـهـامُنًـى ضُرُوبًـا ولــذَّاتٍ أفانِيـنـا
ويا نعيمًـا خَطَرْنـا مـن غَضَارتـهفي وَشْي نُعمى سَحَبْنا ذَيْلَـه حِيـن
لسنـا نُسَمِّيـك إجـلالاً وتَكْـرِمَـةوقـدرك المعتلـى عـن ذاك يُغنينـا
إذا انفردتِ وما شُورِكْتِ فـي صفـةٍفحسبنا الوصـف إيضاحًـا وتَبيينـا
يـا جنـةَ الخلـد أُبدلنـا بسَلْسِلهـاوالكوثر العـذب زَقُّومًـا وغِسلينـا
كأننـا لـم نَبِـت والوصـل ثالثنـاوالسعد قد غَضَّ من أجفان واشينـا
سِرَّانِ في خاطـرِ الظَّلْمـاء يَكتُمُنـاحتى يكـاد لسـان الصبـح يُفشينـا
لا غَرْو فِي أن ذكرنا الحزن حِينَ نَهَتْعنه النُّهَى وتَركْنـا الصبـر ناسِينـا
إذا قرأنا الأسى يـومَ النَّـوى سُـوَرًامكتوبـة وأخذنـا الصبـر تَلْقِيـنـا
أمَّـا هـواكِ فلـم نعـدل بمنهـلـهشِرْبًـا وإن كـان يروينـا فيُظمينـا
لم نَجْفُ أفـق جمـال أنـت كوكبـهسالين عنـه ولـم نهجـره قالينـا
ولا اختيـارًا تجنبنـاه عـن كَثَـبٍلكـن عدتنـا علـى كـره عواديـن
نأسـى عليـك إذا حُثَّـت مُشَعْشَعـةًفينـا الشَّمُـول وغنَّـانـا مُغَنِّيـنـا
لا أَكْؤُسُ الراحِ تُبدى مـن شمائلنـاسِيمَا ارتيـاحٍ ولا الأوتـارُ تُلهينـا
دُومِي على العهد، ما دُمْنا، مُحَافِظـةًفالحُرُّ مَـنْ دان إنصافًـا كمـا دِينَـا
فما اسْتَعَضْنا خليـلاً مِنـك يَحْبسنـاولا استفدنـا حبيبًـا عنـك يُثْنينـا
ولو صَبَا نَحْوَنا مـن عُلْـوِ مَطْلَعِـهبدرُ الدُّجَى لم يكن حاشـاكِ يُصْبِينـا
أَوْلِي وفـاءً وإن لـم تَبْذُلِـي صِلَـةًفالطيـفُ يُقْنِعُنـا والذِّكْـرُ يَكْفِيـنـا
وفي الجوابِ متاعٌ لـو شفعـتِ بـهبِيْضَ الأيادي التي ما زلْـتِ تُولِينـا
عليكِ مِنـا سـلامُ اللهِ ما بَقِيَـتْصَبَابـةٌ بكِ نُخْفِيهـا فَتُخفيـنـا

المراجع

  1. ^ "أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا - ديوان العرب". www.diwanalarab.com. مؤرشف من الأصل في 2019-08-14. اطلع عليه بتاريخ 2020-07-24.

المصادر