كفرصغاب

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
كفرصغاب

كفرصغاب هي إحدى القرى اللبنانية من قرى قضاء زغرتا في محافظة الشمال.

تعريف عام

تقع كفرصغاب على الجهة الشمالية لوادي قاديشا. تتكون كفرصغاب من تجمعين سكانين منفصلين جغرافياً: كفرصغاب وهي قرية جبلية مرتفعة قريبة من اهدن و مرح كفرصغاب وهي قرية منخفضة الارتفاع قريبة من زغرتا. وينتقل السكان بين القريتين وفقاً للموسم: صيفاً في كفرصغاب وشتاءً في المرح. عدد اللبنانيين في العالم العائدة اصولهم لكفرصغاب يناهز 20,000 نسمة [1] ويتوزعون على بلاد الاغتراب وخاصةً الولايات المتحدة الاميريكية وأستراليا. لا يتعدى القاطنون في كفرصغاب 1,000 نسمة. وسكان كفرصغاب من الموارنة. 

اصل التسمية

يتالف الاسم من مركبين ساميي الاصل:

  • كفر ومعناها قرية
  • صغاب وقد يكون اسم علم أو الارجح مرادفاًً لكلمة «صعب» العربية

بما قد يُفسر إذا سلمنا بالمعنى الأخير بالقرية «الصعبة المنيعة»

تاريخ موجز

من الارجح ان تكون كفرصغاب سابقة لانتشار المسيحية في لبنان. لكنها دخلت التاريخ كمعظم القرى المحيطة مع انتشار الموارنة في لبنان. وقد بقيت حتى منتصف القرن الثامن عشر قرية متواضعة لا يتجاوز عدد سكانها 150 نسمة

حقبة المماليك

المدخل الرئيسي لكنيسة القديس أوتل

ذُكِرت كفرصغاب للمرة الأولى في أخباريات المؤرخين الموارنة في سنة 1283 عند اجتياح المماليك لجبة بشري في اواخر الحقبة الصليبية.[2] وفي سنة 1470، بُنيت كنيسة القديس أوتل.[3]

حقبة العثمانيين

في القرن السادس عشر، أُدرجت كفرصغاب في لوائح الضرائب العثمانية.[4] ففي سنة 1519، ذكر المرجع السابق وجود 14 رجل فوق سن الخامسة عشر. وفي تعداد سنة 1571، كان العدد 12رجل جميعم مسيحيين ومتزوجين. وقرابة سنة 1600، نزح إلى كفرصغاب اهالي قرية موسى المجاورة بعد خراب قريتهم لأسباب غامضة بعض الشيء واندمجوا مع اهلها ليشكلوا قريةً واحدة مذاك.[5]

في بدايات القرن السابع عشر، عرفت منطقة كفرصغاب حركة نزوح كثيفة بتشجيع من الأمير فخر الدين المعني الثاني، الذي أراد إعمار جبال لبنان الجنوبية الشبه خالية من السكان والأغنى زراعياً. لكن النهاية المفجعة لأول إمارة لبنانية مستقلة في سنة 1635، تركت فراغاً سياسياً كبيراًً وخاصةً في شمال لبنان.  شهدت هذه الفترة الأخيرة من القرن تقاتلاً على السلطة بين الزعامات المحلية وعرفت منطقة كفرصغاب خراباًً كبيراً أخلاها من بقية من تبقى.[6]  و لإرجاع النظام وضبط الأوضاع، عينت السلطة العثمانية اَل حمادة حكاماً للمنطقة.  و مع نهاية القرن، نجح مشايخ اَل حمادة في سعيهم وعمدوا إلى تشجيع الفلاحين الموارنة الموجودين في مناطق حكمهم في جبيل والبترون للمجيء إلى شمال لبنان لإعمار المنطقة.[7] فابتأدت آنذاك غالبية العائلات التي تشكل كفرصغاب الحديثة بالوفود إليها.   

تاسيس كفرصغاب الحديثة

و مع حلول منتصف القرن الثامن عشر، ابتدأ الوافدون بمقاومة حكم آل حمادة. وقرابة 1760، نجح الأهالي بالتخلص من آل حمادة بمساعدة والي طرابلس ودعم الأمير يوسف الشهابي حاكم جبل لبنان.[8] وعين والي طرابلس آل أبو يوسف الياس مشايخا لكفرصغاب وثلاث قرى أخرى. وقد استمرت هذه العائلة (التي عُرِفت لاحقاً بآل اٍسطفان نسبةً لأحد فروعها) بحكم كفرصغاب خلال مئة عام لحين قدوم متصرفية جبل لبنان.[9]

الاغتراب

ابتداءً من 1850ولغاية 1875، دفع الضغط السكاني ناشئي القرية للانضمام إلى الرهبانيات على نطاق واسع. وتشير التقديرات إلى أن 10٪ من السكان البالغين الذكور انضووا للحياة الرهبانية خلال القرن التاسع عشر.[10]

غير أن الصعوبات الاقتصادية لصناعة الحرير، والوضع السياسي المجحف لنظام متصرفية جبل لبنان (1865-1915) وتغيرظروف التعيينات المناطقية للرهبانيات أجبرت أهالي كفرصغاب إلى إيجاد منافذ اقتصادية جديدة من خلال الهجرة على نطاق واسع ابتداءً من عام 1885 فصاعدا إلى الولايات المتحدة وأستراليا.[11] ويقدر أن كفرصغاب فقدت خلال الخمسة عشر عام الأخير من هذا القرن 20٪ من سكانها.

وتوقفت الهجرة بسبب الحرب العالمية الأولى، لكنها عادت واستأنفت تواصلها على نطاق واسع ابتداءً من العام 1925. ولم يؤثرالانتداب الفرنسي وتشكيل لبنان الحديث في عام 1925 على الهجرة. وقد استمر تواصل الهجرة طوال القرن 20، لا سيما خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990). يقدر عدد الكفرصغابيين حول العالم بعشرين ألف نسمة، ألف منهم يعيشون في القرية الأم.

الجغرافيا

المناخ

الاقتصاد

اللهجة العربية

انظر أيضا

وصلات خارجية

المراجع

  1. ^ مقال في صحيفة دايلي ستار اللبنانية (بالإنكليزية) بتاريخ 10 حزيران (يونيو) 2004 بقلم عدنان الغول
  2. ^ البطريرك اسطفان الدويهي (1984)، تاريخ الازمنة، دار لحد خاطر، بيروت. ص. 261 - 262
  3. ^ الشيخ انطونيوس ابي خطار العينطوريني (1983)، مختصر تاريخ جبل لبنان، دار لحد خاطر، بيروت. ص. 138
  4. ^ عصام كمال خليفة (1999)، شمالي لبنان في القرن السادس عشر، بيروت. ص. 30-65
  5. ^ الشيخ انطونيوس ابي خطار العينطوريني (1983)، ذكر سابقاً، ص. 65 حيث يقول انّ بقوفا وقرية موسى خربتا من كثرة الثلوج والمظالم  
  6. ^ في حربه ضدّ آل سيفا حكام عكّار، استحوذ فخر الدين المعني الثاني على حاكمية ولاية طرابلس لولده حسن التي كانت مقاطعة جبة بشري تابعةً لها. وكان مقدمو بشري، حكام جبة بشري منذ القرن التاسع، موالين ليوسف سيفا، خصم فخر الدين اللدود. فقضى عليهم فخر الدين وعيّن أبا صافي الخازن أحد أعوانه حاكماً لجبة بشري. ومع هزيمة فخرالدين، تقاسم حكم بشري شيخان من إهدن وحدث الجبة. لكن الزعامات المحلية ناوأت حكمهما وأنتهيا قتلاً
  7. ^ الشيخ أنطونيوس أبي خطّار العينطوريني (1983)، ذُكِر سابقاً، ص. 129- 131
  8. ^ الشيخ أنطونيوس أبي خطّار العينطوريني (1983)، ذُكِر سابقاً، ص. 136-137
  9. ^ الشيخ أنطونيوس أبي خطّار العينطوريني (1983)، ذُكِر سابقاً، ص. 132
  10. ^ Monks from Kfarsghab, Last accessed on October 28, 2007. نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ The history of the Kfarsghab US emigration نسخة محفوظة 03 مارس 2016 على موقع واي باك مشين.