أقامت العديد من الحكومات في العالم قواعدا للبحث العلمي دائمة في أنتاركتيكا وهي موزعة على مساحة جغرافية واسعة. وعلى عكس محطات الانجراف الجليدية التي أقيمت في القطب الشمالي، فإن محطات الأبحاث في القطب الجنوبي مبنية إما على الصخور أو على الجليد وتبقى ثابتة في أماكنها للاستخدام العملي.
غالبا ما تتناوب مجموعات علمية من العلماء والباحثين على إجراء البحوث على مدار السنة. هناك 30 دولة (بواقع أكتوبر 2006) لها مختبرات هناك وكلها موقّعة على «معاهدة انتاركتيكا». تمتلك تلك الدول قواعدا في القارة أو في الجزر المحيطة بها. يتغير عدد الباحثين حسب فصول السنة لذا في الصيف قد يبلغ العدد حوالي 4000 شخصا يقومون بالبحث العلمي في تلك الأجواء الثلجية، بينما ينخفض عددهم إلى نحو 1000 باحث في الشتاء (وسط الشتاء في الجنوب هناك يكون في شهر يونيو).[1] بالإضافة إلى مراكز البحوث المستقرة والدائمة عليه، يتم إنشاء ما يقرب من 30 معسكرًا ميدانيًا كل صيف لدعم مشاريع محددة.[2]
خلال عصر البطولات لاستكشاف القطب الجنوبي في أوائل القرن العشرين، وصلت البعثة الوطنية الاسكتلندية إلى القارة في عام 1903 وانشأت عليها مركزا دائما للأبحاث. قاد البعثة الدكتور وليام بروس وكان الغرض منها هو بناء مركز علمي لقياس الأحوال الجوية في تلك المنطقة.
التاريخ
مع قدوم عام 1912 بدأ التسابق على الوصول إلى القطب الجنوبي بغرض إنشاء محطات بصيد الحيتان وللقيام بأبحاث في تلك المناطق الجليدية شديدة البرودة. فكانت لتلك المساعي أغراضا اقتصادية من جهة وأغراض البحث العلمي من جهة أخرى؛ بالإضافة إلى حجز أماكن من دول مختلفة عليها وتعليمها كمناطق تمتلكها. وفي الثلاثينيات من القرن الماضي أجريت فيها تمرينات عسكرية تحت ظروف الثلج المستمر.
وخلال الخمسينيات من القرن العشرين زاد اهتمام الدول بالبحث العلمي على تلك القارة. واهتمت الهيئات العلمية في كثير من الدول بإجراء أبحاث في أنتراكتكا وبدأت إقامة مراكزا للبحوث عليها. بهذا انتشرت المحطات العلمية عليها، وشملت مناطقا في قارة أنتاركتكا وكذلك على الجزر الممتدة منها.[3]
زيادة الاهتمام بها بعد الحرب العالمية الثانية
في عام 1943 بدأت أنجلترا في إقامة ما يسمى «عملية تبارين» لإنشاء محطة لها على القارة السادسة. وكان الغرض الأساسي لها هو أن تحجز بريطانيا بعض الجزر المتقدمة هناك الغير مأهولة وكذلك على أرض اأنتاركتكا؛ وكان محفرا لها انحياز الأرجنتين لألمانيا في الحرب.
قبل الحرب العالمية الثانية أسقطت القوات الجوية الألمانية معلمات بأعلام ألمانيا على كوين مود لاند بغرض حجر مناطق هناك.[4] وفي 29 يناير 1944 غادر الضابط البريطاني «جيمس مار» بقيادة 14 رجلا من أتباعه جزر فوكلاند على سفينتين، السفينة وليام سكورسبي، وهي سفينة صغيرة لمكافحة الألغام والسفينة «فيتزروي». وكان «مار» قد صاحب الباحث البريطاني «إيرنست شاكلتون» خلال بعثته الأخيرة إلى القارة القطبية الجنوبية خلال العامين 1921 - 1922.
وأقيمت قواعد في شهر فبراير بالقرب من محطة صيد الحيتان النرويجية المهملة على «ديسبشن أيلاند»، حيث رفع علم المملكة المتحدة في مكان العلم الأرجنتيني، وكذلك عند «بورت لوكروي» (في 11 فبراير 1944) على ساحل أرض غراهام. كما شيدت قاعدة أخرى في هوب باي في 13 فبراير 1945 بعد محاولة فاشلة لإنزال مخازن في 7 فبراير 1944. كانت تلك هي أول القواعد المبنية على أرض أنتاركتك نفسها.
[5]
^Silja Vöneky؛ Sange Addison-Agyei (مايو 2011). "Oxford Public International Law". Max Planck Encyclopedia of Public International Law. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الوسيط |تاريخ الوصول بحاجة لـ |مسار= (مساعدة)