سورة المزمل هي سورة مكية[1] ، من المفصل، آياتها 20، وترتيبها في المصحف 73، في الجزء التاسع والعشرين، بدأت بأسلوب نداء ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ١﴾ [المزمل:1]، نزلت بعد سورة القلم، وجاء بها الأمر بقيام الليل.[2]
المزمل هو المُغطّى بثيابه كالمدثر، جاءت تسميتها «المزمل» إشارة إلى ما حدث بعيد نزول الوحي على النبي محمد وهو على جبل حراء فرجع إلى السيدة خديجة بنت خويلد ترجف بوادره فقال: «زملوني، زملوني» فزملوه حتى ذهب عنه الروع.[3]
سبب النزول
عن سعد بن هشام قال: قلت لعائشة أنبئيني عن قيام رسول الله - ﷺ - قالت: ألست تقرأ هذه السورة (يأيها المزمل) ؟ قلت بلى، قالت: فإن الله افترض قيام الليل في أول هذه السورة، فقام الرسول وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها في السماء اثني عشر شهرا ثم أنزل التخفيف في آخر هذه السورة، فصار قيام الليل تطوعا من بعد فرضه - أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي.[4]
المزمل: المتغطي بثيابه كالمدثر، وهذا الوصف حصل من رسول الله ﷺ حين أكرمه الله برسالته، وابتدأه بإنزال [وحيه بإرسال] جبريل إليه، فرأى أمرا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال: «زملوني زملوني» وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال: «اقرأ» فقال: «ما أنا بقارئ» فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ ﷺ ، ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي، حتى بلغ مبلغا ما بلغه أحد من المرسلين.
فسبحان الله، ما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها، ولهذا خاطبه الله بهذا الوصف الذي وجد منه في أول أمره.
فأمره هنا بالعبادات المتعلقة به، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه، ثم أمره بالصدع بأمره، وإعلان دعوتهم إلى الله، فأمره هنا بأشرف العبادات، وهي الصلاة، وبآكد الأوقات وأفضلها، وهو قيام الليل.تفسير السعدي.
المصدر