جواد الحرفوشي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
جواد الحرفوشي
معلومات شخصية

الأمير جواد بن سليمان بن حسين الحرفوشي البعلبكي الخزاعي[1] (... – 1832 م)، من أمراء الحرافشة الذين تولوا الحكم في بعلبك وشرقي البقاع اللبناني وحكموا بعلبك وبلادها ما يقارب ثلاثمائة وخمسين عاماً على الأقل، من عام 1497م حتى 1865م، تاريخ القبض على الأمير سلمان ومقتله.[2] وقد انتهى أمرهم إلى النفي خارج بلادهم. ثار الأمير جواد الحرفوشي ضد إبراهيم محمد علي باشا وأثار حوله القلاقل في كافة أرجاء بعلبك والبقاع، وكانت نتيجة ثورته أن قتل على يد شريف باشا والي دمشق.

عائلته

أحواله

تولّى الأمير جواد الحرفوشي (الملقب بأبي السعود) السلطة بعد الأمير أمين بن مصطفى الحرفوشي، وكان أمين الحرفوشي مواليا للعثمانيين وعند مجيء إبراهيم محمد علي باشا فرّ أمين من بعلبك فعيّن عليها الأمير جواد الحرفوشي عام 1248 هـ / 1831 م. وبعد ذلك تم عزله من منصبه وعيّن إبراهيم محمد علي باشا مكانه أحمد آغا الدزدار الكردي.

عصيانه على الدولة ومقتله

الرواية الأولى

إبراهيم محمد علي باشا

بعد تعيين أحمد آغا الدزدار حاكما في بعلبك، ثار الأمير جواد الحرفوشي ضد إبراهيم محمد علي باشا وأثار حوله القلاقل وخرج من بعلبك على رأس عدد من الفرسان مع أبناء عمومته الأمير سعدون والأمير عيسى والأمير محمد والأمير عساف، واشتبكوا مع فرسان الآغا الذي كان يتعقبهم وأثبتوا عن فروسية وهزموا عساكر أحمد آغا بعد موقعة جرت بالقرب من يبرود.
على أثرها فر الأمير جواد إلى حمص وظل مطاردا في حمص فطلب الأمان من الأمير بشير الثاني الشهابي الذي أمنه ثم غدر به وسلّمه إلى والي دمشق شريف باشا الذي قتله شر قتلة، ثم عزل أحمد آغا الدزدار وعين مكانه خليل آغا وردة ومن ثم عزل الأخير وعين مكانه الأمير حمد الحرفوشي.

الرواية الثانية

الرواية الثانية تختلف في أسباب ثورة الأمير جواد على إبراهيم محمد علي باشا وتلتقي مع الراوية الأولى في كيفية غدر الأمير بشير به وتسليمه للوالي الذي قتله، والرواية هي:
بعدما عيّن إبراهيم باشا الأمير جواد الحرفوشي أميرا على بعلبك وتوابعها، ظهر له أن الأمير ذو هوج وشديد القسوة على الرعية، فعزله وعيّن مكانه الأمير حمد، وطلب إليه أن يسكن قرية يبرود على أن يرسل له راتبا شهريا ويعفيه من الضرائب. ثم إن إبراهيم باشا أوقف له راتبه وأوقف عطاياه له، فثار الأمير جواد بوجه إبراهيم باشا، وقطع الطريق على الحاكم الجديد، وجمع حوله الفرسان وعاش مطاردا من المصريين.
ولما لم يبلغ طلبه من الثورة طلب الأمان فأمّنه والي دمشق وذهب إليه واسترضاه.
ثم حصل له مشاكل مع الأكراد المحيطين بالوالي، إذ إتهموه أنه اثناء فترة حكمه قتل كرديا وسلبه دراهمه ودفتره وطالبوه برد أمواله فنكر التهمة وخرج من المدينة وتبعه عجاج آغا أحد الأكراد فتقاتلا فقتله الأمير جواد وأصيب هو بجروح.
ولما كان عجاج باشا يخصّ الأمير بشير الثاني الشهابي، خاف جواد الحرفوشي من غضب الأمير فذهب إليه طالبا الأمان فغدر به بشير الشهابي وسلّمه إلى والي دمشق الذي قتله شر قتلة.[3]

قصائد للسيد محمد الحسيني من آل مرتضى نظمت فيه


قصيدة شهيرة يمدحه فيها:[4]

وقائل لم تجد السير مجتهدا
تذود نضو المطايا عن مراعيها
أمنتهى الأرض تبغي قلت مبتدرا
قصدت بعلا واهوى ان أدانيها
فقال بعل بلاد الفسق قلت له
الآن قد حسنت من حسن واليها
أعني ابن سلمان ذا المجد الذي عرفت
به الأماجد قاصيها ودانيها
أطريت ندبا تزيل الهم همته
إذا الهموم تغشتها غواشيها
يحمي النزيل ويلقي الضيف مبتسما
إذا اتى وديون المجد يقضيها
كل الكمالات رب العرش صيرها
من حظه فتعالى الله معطيها
حلم وعدل وجود وافر ونهى
ينهى الأهالي ويعفو عن تعديها
فليس بعل على ما كنت تعهدها
اليوم بعل على ما أنت تبغيها
جواد قد جاد رب العالمين به
على البلاد فيا طوبى لأهليها


و قال قصيدة أخرى يمدحه فيها منها هذه الأبيات:

وما ذاك الفتى المحمود إلا الـ
خزاعي ابن سلمان جواد
أخا حكم تدين له البرايا
وذا بأس يذوب له الجماد
اذا ما سل يوم الروع سيفاً
فأعناق الرجال له حصاد


و قصيدة ثالثة قال فيها:[5]

لئن صدت سعاد فلا ملام
فقد منعت عوائدها الكرام
تكاثر صدهم والود منهم
تقشع وانجلى منه الغمام
وقد قل الوفاء فلا وفاء
لأبناءالزمان ولا ذمام
وقطبت الوجوه فلا رواء
بها للوافدين ولا ابتسام
واجدبت الأكف وكان قبلا
لغيث نوالهم فيها انسجام
فوا وجداه قد غشي الليالي
عقيب ضيا كواكبها الظلام
و وا أسفاه قد مضت المعالي
غداة مضت أهاليها الفخام
ولو لم يبق بعدهم جواد
أخو العليا وماجدها الهمام
فتى أبناء حرفوش المفدى
وعاملها المثقف والحسام
لزالت بهجة الدنيا وولت
محاسنها وجللها القتام

مقتله

قتل في دمشق على يد واليها شريف باشا عام 1832 م / 1248 هـ

المراجع

  1. ^ رباه على الفروسية وأعمال السيف الأمير سلطان بن مصطفى الحرفوشي.
  2. ^ تاريخ الشيعة في لبنان،سعدون حمادة، دار الخيال، طبعة2013، المجلد 1، ص 243.
  3. ^ اعيان الشيعة – المجلد 4 – صفحة 271 و 272– تأليف السيد محسن الأمين.
  4. ^ أعيان الشيعة، السيد محسن الأمين، ج 4، ص 273. القصيدة للشاعر محمد الحسيني، عاش في القرن الثالث عشر، شاعر من لبنان، ينتمي إلى آل المرتضى في بعلبك.
  5. ^ كتاب أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين-ج4 - ص 273.