هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

تاريخ ارتفاع ضغط الدم

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

يبدأ التاريخ الحديث لارتفاع ضغط الدم بفهم جهاز الدوران بناءً على عمل الطبيب ويليام هارفي (1578-1657)، الذي وصف الدورة الدموية في كتابه De motu cordis (من حركة القلب). أجرى رجل الدين الإنكليزي ستيفن هالز أول قياس منشور لضغط الدم في عام 1733.[1][2] جاءت أوصاف ما يطلق عليه ارتفاع ضغط الدم، من بين آخرين، منهم توماس يانغ في عام 1808 ولا سيما ريتشارد برايت في عام 1836.[1] لاحظ برايت صلة بين تضخم القلب وأمراض الكلى، وبعد ذلك غالبًا ما كان يُطلق على أمراض الكلى مرض برايت في هذه الحقبة. اقترح جورج جونسون في عام 1850 أن الأوعية الدموية المتضخمة التي شوهدت في الكلى في مرض برايت قد تكون تكيفًا مع ارتفاع ضغط الدم.[3] اقترح ويليام سينهاوس كيركس في عام 1855 ولودفيج تروب عام 1856 أيضًا، استنادًا إلى الملاحظات المرضية، أن الضغط المرتفع يمكن أن يفسر الارتباط بين تضخم البطين الأيسر وتلف الكلى في مرض برايت.[4] لاحظ صموئيل ويلكس أن تضخم البطين الأيسر والشرايين المريضة لا يرتبط بالضرورة بالكلى المريضة،[5] ما يعني أن ارتفاع ضغط الدم قد يحدث عند أصحاب الكلى السليمة. ومع ذلك، أجرى فريدريك أكبر محمد أول تقرير عن ارتفاع ضغط الدم لدى شخص بدون دليل على الإصابة بأمراض الكلى في عام 1874 باستخدام جهاز قياس ضغط الدم.[6] تناول السير كليفورد ألبوت مفهوم ارتفاع ضغط الدم كمرض معمم في الدورة الدموية، وأطلق على هذه الحالة اسم «فرط ضغط الدم».[7][8] ومع ذلك، ظهر ارتفاع ضغط الدم ككيان طبي بالفعل في عام 1896 مع اختراع سيبيوني ريفا-روكي مقياس ضغط الدم القائم على الكفة في عام 1896،[9] الذي سمح بقياس ضغط الدم في العيادة. في عام 1905، قام نيكولاي كوروتكوف بتحسين التقنية بوصف أصوات كوروتكوف التي تُسمع عند سماع الشريان بسماعة طبية بينما تُفرغ كفة مقياس ضغط الدم.[2] تحسن تتبع قياسات ضغط الدم التسلسلي بمقدار أكبر عندما اخترع دونال نان جهازًا دقيقًا لمقياس ضغط الدم المتذبذب الآلي بالكامل في عام 1981.[10]

صاغ إبرهارد فرانك مصطلح فرط ضغط الدم الأساسي Essentielle Hypertonie في عام 1911 لوصف ارتفاع ضغط الدم الذي لا يمكن العثور على سبب له.[11] صاغ الأطباء من مايو كلينيك في عام 1928 مصطلح فرط ضغط الدم الخبيث لوصف متلازمة ارتفاع ضغط الدم الشديد واعتلال الشبكية الشديد وعدم كفاية وظائف الكلى التي تؤدي عادة إلى الوفاة في غضون عام من السكتات الدماغية أو قصور القلب أو القصور الكلوي.[12] كان فرانكلين دي روزفلت أحد الأشخاص البارزين المصابين بفرط ضغط الدم الشديد.[13] رغم أن خطر فرط ضغط الدم الشديد أو الخبيث عرف جيدًا، فإن مخاطر الارتفاع المعتدل لضغط الدم كانت غير مؤكدة وفوائد العلاج مشكوك فيها. لذا، غالبًا ما يُصنف فرط ضغط الدم إلى «خبيث» و«حميد». في عام 1931، كتب جون هاي، أستاذ الطب في جامعة ليفربول، أن «هناك بعض الحقيقة في القول إن الخطر الأكبر على الرجل المصاب بارتفاع ضغط الدم يكمن في اكتشافه، لأنه من المؤكد أن أحمقًا سيحاول تقليله».[14][15] وردد هذا الرأي في عام 1937 طبيب القلب الأمريكي بول دودلي وايت، الذي اقترح أن «ارتفاع ضغط الدم قد يكون آلية تعويضية مهمة لا ينبغي العبث بها، حتى لو كنا متيقِّنين من أنه يمكننا السيطرة عليه».[16] ذكر كتاب تشارلز فريدبرغ الكلاسيكي «أمراض القلب»[17] عام 1949 أن «الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم «الحميد الخفيف» ... [يعرّف بأنه ضغط الدم حتى مستويات 210/100 ملم زئبق] ... لا ينبغي معالجتهم».[15] ومع ذلك، كانت موجة الرأي الطبي تتحول: اعترف على نحو متزايد في الخمسينيات من القرن الماضي بأن ارتفاع ضغط الدم «الحميد» ليس ضارًا.[18] على مدى العقد التالي، تراكمت أدلة متزايدة من التقارير الاكتوارية[19][20] والدراسات الطولية، مثل دراسة فرامنغهام للقلب،[21] على أن ارتفاع ضغط الدم «الحميد» زاد من الوفاة وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن هذه المخاطر زادت بطريقة متدرجة مع زيادة ضغط الدم عبر الطيف الكامل من ضغوط الدم السكانية. بعد ذلك، رعت المعاهد الوطنية للصحة أيضًا دراسات سكانية أخرى، التي أظهرت إضافة إلى ذلك أن الأمريكيين الأفارقة يعانون عبئًا أعلى من ارتفاع ضغط الدم ومضاعفاته.[22]

العلاج والأدوية

تاريخيًا، كان علاج ما يسمى «مرض النبض الصلب» يتكون من تقليل كمية الدم عن طريق الإدماء أو استخدام العلقيات.[23] دعا إلى ذلك إمبراطور الصين الأصفر، كورنيليوس سيلسوس، جالينوس، وأبقراط.[23]

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل إلى منتصف القرن العشرين، استخدمت العديد من العلاجات لعلاج ارتفاع ضغط الدم،[24][25] لكن القليل منها كان فعالًا،[25][26] وكانت هذه العلاجات سيئة التحمل.[15][27] تضمنت العلاجات المستخدمة في تلك الحقبة تقييدًا صارمًا للصوديوم (على سبيل المثال حمية الأرز[28][29] واستئصال الودي (الاستئصال الجراحي لأجزاء من الجهاز العصبي الودي[29] والعلاج بالبيروجين (حقن المواد التي تسبب الحمى، مما يقلل بشكل غير مباشر من ضغط الدم).[22][28] استخدمت أول مادة كيميائية لارتفاع ضغط الدم، ثيوسيانات الصوديوم، في عام 1900 ولكن كان لها العديد من الآثار الجانبية[26] ولم تكن تحظى بشعبية.[28] كانت العلاجات الأخرى، مثل الباربتيورات والبزموت والبروميد، داعمة بشكل أساسي وليست علاجية.[15] استخدمت عقاقير أخرى بعد الحرب العالمية الثانية، وأكثرها شعبية وفعالية بشكل معقول هي كلوريد رباعي ميثيل الأمونيوم وسداسي ميثونيوم المشتق منه.[30] كما استخدمت في زمن ما بعد الحرب الهيدرالازين[31] والريزيربين (مشتقة من النبات الطبي راوفولفيا سربنتينا).[32]

المراجع

  1. ^ أ ب Esunge PM (أكتوبر 1991). "From blood pressure to hypertension: the history of research". Journal of the Royal Society of Medicine. ج. 84 ع. 10: 621. PMC:1295564. PMID:1744849.
  2. ^ أ ب Kotchen TA (أكتوبر 2011). "Historical trends and milestones in hypertension research: a model of the process of translational research". Hypertension. ج. 58 ع. 4: 522–38. DOI:10.1161/HYPERTENSIONAHA.111.177766. PMID:21859967.
  3. ^ Johnson G (1850). "On the proximate cause of albuminous urine and dropsy, and on the pathology of the renal blood-vessels in Bright's Disease". Medico-Chirurgical Transactions. ج. 33: 107–20. DOI:10.1177/095952875003300109. PMC:2104234. PMID:20895925.
  4. ^ Cameron JS، Hicks J (فبراير 2000). "High blood pressure and the kidney: the forgotten contribution of William Senhouse Kirkes". Kidney International. ج. 57 ع. 2: 724–34. DOI:10.1046/j.1523-1755.2000.00895.x. PMID:10652052.
  5. ^ Cameron JS، Hicks J (مايو 1996). "Frederick Akbar Mahomed and his role in the description of hypertension at Guy's Hospital". Kidney International. ج. 49 ع. 5: 1488–506. DOI:10.1038/ki.1996.209. PMID:8731118.
  6. ^ Swales JD، المحرر (1995). Manual of hypertension. Oxford: Blackwell Science. ص. xiii. ISBN:978-0-86542-861-4. مؤرشف من الأصل في 2022-06-09.
  7. ^ Shaw HB (1922). Hyperpiesia and hyperpiesis (hypertension) : a clinical, pathological & experimental study. University of California Libraries. London : Frowde and Hodder & Stoughton. مؤرشف من الأصل في 2022-04-26.
  8. ^ Freis E (1995). "Historical Development of Antihypertensive Treatment". في Laragh J، Brenner B (المحررون). Hypertension : pathophysiology, diagnosis, and management (ط. 2nd). New York: Raven Press. ص. 2742. ISBN:9780781701570. OCLC:30894228.
  9. ^ Postel-Vinay N، المحرر (1996). A century of arterial hypertension 1896–1996. Chichester: Wiley. ص. 213. ISBN:978-0-471-96788-0.
  10. ^ Apparatus and method for measuring blood pressure [1] نسخة محفوظة 2022-12-24 على موقع واي باك مشين.
  11. ^ Paul I. Korner Professor of Medicine Monash University (Emeritus) and Director of the (11 مايو 2007). Essential Hypertension and Its Causes : Neural and Non-Neural Mechanisms: Neural and Non-Neural Mechanisms. Oxford University Press, USA. ص. 4–. ISBN:978-0-19-535740-0. مؤرشف من الأصل في 2023-01-21.
  12. ^ Keith NM، Wagener HP، Kernohan JW (1928). "The syndrome of malignant hypertension". Arch. Intern. Med. ج. 41 ع. 2: 141–188. DOI:10.1001/archinte.1928.00130140003001.
  13. ^ Bruenn HG (أبريل 1970). "Clinical notes on the illness and death of President Franklin D. Roosevelt". Annals of Internal Medicine. ج. 72 ع. 4: 579–91. DOI:10.7326/0003-4819-72-4-579. PMID:4908628.
  14. ^ Hay J (يوليو 1931). "A British Medical Association Lecture on THE SIGNIFICANCE OF A RAISED BLOOD PRESSURE". British Medical Journal. ج. 2 ع. 3679: 43–7. DOI:10.1136/bmj.2.3679.43. PMC:2314188. PMID:20776269.
  15. ^ أ ب ت ث Moser M (أغسطس 2006). "Historical perspectives on the management of hypertension". Journal of Clinical Hypertension. ج. 8 ع. 8 Suppl 2: 15–20, quiz 39. DOI:10.1111/j.1524-6175.2006.05836.x. PMID:16894244. S2CID:13620345.
  16. ^ White PD (1937). Heart Disease (ط. 2nd). New York, NY: MacMillan Co. ص. 326.
  17. ^ Friedberg CK (1949). Diseases of the Heart. Philadelphia, PA: WB Saunders Co.
  18. ^ Pickering GW (1952). "The natural history of hypertension". British Medical Bulletin. ج. 8 ع. 4: 305–9. DOI:10.1093/oxfordjournals.bmb.a074193. PMID:12987687.
  19. ^ Kotchen TA (أكتوبر 2011). "Historical trends and milestones in hypertension research: a model of the process of translational research". Hypertension. ج. 58 ع. 4: 522–38. DOI:10.1161/HYPERTENSIONAHA.111.177766. PMID:21859967.
  20. ^ Society of Actuaries Committee on Mortality (1960). Build and blood pressure study, 1959. Chicago, IL: Society of Actuaries.
  21. ^ "Section 30: Some characteristics related to the incidence of cardiovascular disease and death: 18 year follow-up". The Framingham Study; DHEW Publication No. (NIH) 74-599. Bethesda, MD: National Heart and Lung Institute. 1974.
  22. ^ أ ب Dustan HP، Roccella EJ، Garrison HH (سبتمبر 1996). "Controlling hypertension. A research success story". Archives of Internal Medicine. ج. 156 ع. 17: 1926–35. DOI:10.1001/archinte.156.17.1926. PMID:8823146.
  23. ^ أ ب Esunge PM (أكتوبر 1991). "From blood pressure to hypertension: the history of research". Journal of the Royal Society of Medicine. ج. 84 ع. 10: 621. PMC:1295564. PMID:1744849.
  24. ^ Ayman D (26 يوليو 1930). "An evaluation of therapeutic results in essential hypertension: i. the interpretation of symptomatic relief". Journal of the American Medical Association. ج. 95 ع. 4: 246–249. DOI:10.1001/jama.1930.02720040004002.
  25. ^ أ ب Evans W، Loughnan O (يوليو 1939). "The drug treatment of hyperpiesia". British Heart Journal. ج. 1 ع. 3: 199–228. DOI:10.1136/hrt.1.3.199. PMC:503854. PMID:18609819.
  26. ^ أ ب Ayman D (20 يونيو 1931). "An evaluation of therapeutic results in essential hypertension: II. the interpretation of blood pressure reductions". Journal of the American Medical Association. ج. 96 ع. 25: 2091–2094. DOI:10.1001/jama.1931.02720510011003.
  27. ^ Ayman D (30 مايو 1931). "Potassium thiocyanate in the treatment of essential hypertension: its impracticability". Journal of the American Medical Association. ج. 96 ع. 22: 1852–1857. DOI:10.1001/jama.1931.02720480010004.
  28. ^ أ ب ت Esunge PM (أكتوبر 1991). "From blood pressure to hypertension: the history of research". Journal of the Royal Society of Medicine. ج. 84 ع. 10: 621. PMC:1295564. PMID:1744849.
  29. ^ أ ب Laragh JH، Brenner BM (1995). Hypertension : pathophysiology, diagnosis, and management (ط. 2nd). New York: Raven Press. ISBN:9780781701570. OCLC:30894228. مؤرشف من الأصل في 2022-04-26.
  30. ^ Wien R، Mason DF (ديسمبر 1951). "Some actions of hexamethonium and certain homologues". British Journal of Pharmacology and Chemotherapy. ج. 6 ع. 4: 611–29. DOI:10.1111/j.1476-5381.1951.tb00672.x. PMC:1509152. PMID:14904886.
  31. ^ Johnson RP (أكتوبر 1953). "The treatment of hypertension with 1-hydrazinophthalazine (apresoline)". American Heart Journal. ج. 46 ع. 4: 592–601. DOI:10.1016/0002-8703(53)90069-6. PMID:13092045.
  32. ^ Vakil RJ (أغسطس 1955). "Rauwolfia serpentina in the treatment of high blood pressure; a review of the literature". Circulation. ج. 12 ع. 2: 220–9. DOI:10.1161/01.cir.12.2.220. PMID:13240803.