تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
مصمودة
أصول كلمة مصمودة
يرى المؤرخ علي صدقي أزايكو فيرى أن كلمة “المصامدة” أو “إمصمودن” كلمة أمازيغية لا يخرج معناها عن معاني: الإستقرار والإرتباط بالأرض، وذلك باعتبار قبائل المصامدة من السكان الذين يتميزون بنمط العيش القائم على الإستقرار والفلاحة والإرتباط الأرض. وفي هذا الصدد يعتقد أزايكو أن كلمة “مصمود” (masmud) كلمة أمازيغية مركبة تعني الذي أو الذين يملكون أو يبذرون البذور، أي أنها تعني السكان الذين يمارسون النشاط الفلاحي والزراعي، وهم السكان المستقرين و المرتبطين بالأرض، وهذا ما ينطبق على القبائل التي يطلق عليها المصامدة.[1]
التاريخ
كانت مصمودة مستوطنة أجزاء كبيرة من المغرب، وكانت إلى حد كبير مستقرة وتمارس الزراعة. كانت إقامة أرستقراطية المصمودة أغمات في الأعلى أطلس وتارودانت. منذ القرن العاشر ميلادي، غزت قبائل البربر التابعة لمجموعات صنهاجة وزناتة أراضي المصمودة، تبعها القرن الثاني عشر فصاعداً العرب البدو (انظر بنو هلال).
ابن تومرت وحد قبائل المصمودة في بداية القرن الثاني عشر وأسس حركة الموحدية، التي وحدت لاحقًا كل المغرب العربي و الأندلس.[2] بعد سقوط الموحدين، سادت خصوصية شعوب مصمودة مرة أخرى.
مناطق انتشار مصمودة
وقد كانت قبائل المصامدة تنتشر أساسا في أكثر المناطق غنى وخصبا في المغرب الأقصى (المملكة المغربية) خصوصا على طول السهول الأطلنتية؛ ابتداء من البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الأطلس الصغير جنوبا، أي أنهم كانوا منتشرين في تامسنا (الشاوية)، ودكالة وأزغار (الغرب) والحوز وبلاد حاحة، وكذا في مناطق الأطلس الكبير والصغير وسوس…، الأمر الذي جعلهم هدفا لكثير من الحملات الحربية العنيفة، والتي أباد بعضها كثير من تجمعاتهم خصوصا في السهول المذكورة، سواء كان ذلك من قبل المجموعات القبلية الأخرى وخاصة زناتة وصنهاجة، أو من القبائل العربية المستقدمة من إفريقية (تونس)، وخاصة الهلاليين والمعقليين، أو من طرف المرابطين والمرينيين وغيرهم أو من قبل البرتغاليين. وبسبب العنف والإضطهاد الممارس ضدهم لجأ عدد كبير من هم إلى الهضاب الداخلية أو الجبال. فقد كان غزاة مناطقهم، خصوصا في المناطق السهلية التي لا تتوفر على حصون ودفاعات طبيعية، يستخدمون العنف في أبشع صوره مع السكان الأصليين الواقعين تحت سيطرة القهر والغلبة، وهذا ما يفسر لنا الاضمحلال الشامل الذي حل ببعض بطونهم ثم التعجيل بمحو معالمهم وطمس آثارهم…وهذا ما حدث بالفعل للبرغواطيين وبني حسان.
وقد تقلص وجودهم بسبب هذه الحركية إلى أن أصبح مقتصرا على الأطلس الكبير الغربي والأطلس الصغير وسوس وقسم من الريف الأوسط، وبعض المناطق المنبسطة كمنطقة حاحا والمناطق المحيطة بمصب وادي تانسيفت، كما انتقلت أعداد منهم إلى مناطق أخرى خارج المغرب كالأندلس ومناطق أخرى من شمال افريقيا، وقد تكونت في أعقاب بعضهم هناك دول وإمارات كما هو الشأن بالنسبة لأعقاب فاصكة بن ومزال (المعروف بأبي حفص عمر الهنتاتي) الذين أسسوا الدولة الحفصية بالمغرب الأدنى (تونس).[1]
مراجع
- ^ أ ب مزواضي، عمر (18 أغسطس 2022). "قبائل مصمودة (إِمْصْمُودْنْ).. أصحاب "البركة" وأهل الرياسة". معلمة. مؤرشف من الأصل في 2023-05-30. اطلع عليه بتاريخ 2023-08-01.
- ^ نيلسون 19-20