العلاقات الإسرائيلية الجزائرية

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
العلاقات الإسرائيلية الجزائرية
الجزائر إسرائيل

العلاقات الإسرائيليّة الجزائريّة لا توجد علاقات ثنائية تجمع بين إسرائيل والجمهوريّة الجزائريّة الديمقراطيّة الشعبيّة. تشكّل الجزائر جزءًا من مقاطعة الجامعة العربيّة لإسرائيل ولا تعترف رسميًّا بها. وترفض الجزائر دخول أراضيها أيّ شخص يحمل جواز سفر إسرائيلي أو أي جواز سفر آخر لديه تأشيرة دخول من إسرائيل.[1]

تاريخ

الرئيس الجزائري هواري بومدين

كان الجزائريون كما العديد من شعوب الدول العربية في حالة حرب مع إسرائيل منذ عام 1948، حيث انخرطت مجموعة منهم في جيش المتطوعين العرب للمشاركة في الحرب العربية الإسرائيلية 1948 واستشهد خلالها بعضهم.

في عام 1962، وصل خليل الوزير، وياسر عرفات وفاروق القدومي إلى الجزائر بعد دعوة الرئيس أحمد بن بلة لهم. وفي عام 1965، اُفتتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية الأول في الجزائر وتولى مسؤوليته خليل الوزير، حيث عزز العلاقات الفلسطينية الجزائرية واستطاع ابتعاث الآلاف من الطلبة الفلسطينيين للدراسة في جامعات الجزائر وتدريبهم في الكلية الحربية الجزائرية.[2]

بعد أن حصلت الجزائر على استقلالها في عام 1962، أصدرت قانون الجنسيّة في عام 1963، وحرمت الجنسيّة لغير المسلمين.[3] نتيجة للقانون وكذلك الخطاب المعادي للفرنسيين واليهود، ذهب 95٪ من السّكان الجزائريّين اليهود الأصليّين البالغ عددهم 140,000 نسمة إلى المنْفى. غَادر الجزائر حوالي 130,000 يهودي، مُعظمهم ذهبوا إلى فرنسا والبعض الآخر إلى إسرائيل.

خلال حرب الأيّام الستة عام 1967، أرسلت الجزائر كتيبة من المشاة وسرب من طراز ميج 21 إلى مصر، وخسرت ثلاث طائرات ميج 21 لصالح إسرائيل.[4]

في 23 يوليو 1968، اختطفت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين طائرة إسرائيلية متوجهه إلى إيطاليا ووجهتها إلى الجزائر حيث هبطت في مطار هواري بومدين الدولي. أطلقت السُلطات الجزائرية سراح الركاب غير الإسرائيليين والركاب النساء والأطفال، فيما أبقت على 12 إسرائيليًا، تفاوضت عليهم لاحقًا مع الحكومة الإسرائيلية عبر وسطاء وأطلقت سراحهم بعد 40 يومًا مقابل 37 أسيرًا فلسطينيًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي من أصحاب المحكوميات العالية ومن الذين اعتقلوا قبل حرب 1967.[5][6][7]

في 14 أغسطس 1970، اختطفت إسرائيل طائرة بريطانية، واعتقلت الأمين العام لرئاسة مجلس الثورة الجزائري محمد بودة.[8]

أرسل الجزائر في حرب 1973 إلى الجبهة المصرية، سرب ميج 21، سرب سوخوي 7، سرب ميج 17، حيث وصلت وصلت أيام 9 و10 و11 أكتوبر 1973، ولواء مدرع مكون من 150 دبابة وصل يوم 17 أكتوبر 1973.[9] بعد الحرب، وخلال الأيام الأولى من نوفمبر 1973، أودعت الجزائر حوالي 200 مليون دولار أمريكي لدى الاتحاد السوفيتي لتمويل مشتريات الأسلحة لمصر وسوريا.[10]

اعتقلت إسرائيل في فبراير 1988 أربع جزائريين كانوا ضمن قوى الثورة الفلسطينية.[11]

في 15 نوفمبر 1988، اجتمع المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر، وأعلن استقلال دولة فلسطين منها، وكانت الجزائر أول دولة تعترف بها.[12] وتُقيم علاقات دبلوماسية معها.[13] كما أنها لا زالت لا تعترف بإسرائيل.

في منتصف التسعينيّات، وبينما بدأت إسرائيل ودُول شمال إفريقيا ببطء العلاقات الدبلوماسيّة، ظلّت الجزائر واحدة من آخر الدّول التي تفكّر في مثل هذه الخُطوة. فقط عندما التقى رئيس الوزراء الإسرائيليّ إيهود باراك بالرّئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في جنازة العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في 25 تمّوز (يوليو) 1999، جَاءت تعليقات حول التّقارب.[14]

في 25 يونيو 2000، زار وفد جزائري من ثمان صحفيين إسرائيل بدعوةٍ من الجمعية الإسرائيلية لتطوير العلاقات بين دول البحر الأبيض المتوسط، ووزارة الخارجية. وصفت الرئاسة الجزائرية الزيارة بـ«الخيانة، التي تمّت بمخالفة القواعد والأصول»، ووصفت الصحافيين بــ «الخونة».[15]

توافق الجزائر على بنود المبادرة العربية للسلام التي أُطلقت عام 2002، والتي تتضمن تطبيع العلاقات كافة مع إسرائيل مقابل الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.[16]

استشهد خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014 فلسطينيان اثنان من أصول جزائرية.[17]

في يناير 2012 ، شاركت كل من الجزائر وإسرائيل كجزء من الحوار المتوسطي في اجتماعات اللجنة العسكرية 166 مع أعضاء الناتو في بروكسل.[18]

حاليًا

تبقى الجزائر دولة بعيدة عن إقامة التطبيع مع إسرائيل. يعود ذلك أساسًا إلى خلفية الجزائر، التي كان نضالها ضد الاستعمار جزءًا من نفس النضال الذي كان الفلسطينيون في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي.[19]

قال الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون «إن مواقف الجزائر ثابتة إزاء القضية الفلسطينية» مضيفا إنها «قضية مقدسة بالنسبة إلينا وإلى الشعب الجزائري برمته» [20] و نعت التطبيع بأنه «الهرولة للتطبيع والتي لن نشارك فيها ولن نباركها».[21][22][23] وعبرت قوى سياسية ومواطنون جزائريون عن رفضهم الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، واعتبروها «خيانة وطعنة في ظهر الجسد العربي.»[24]

انظر أيضًا

المراجع

  1. ^ "Visa Information for DZ: Holders of Normal Passports from IL". تيماتيك. اتحاد النقل الجوي الدولي (IATA). اطلع عليه بتاريخ 2011-09-25.
  2. ^ "مؤسسة الشهيد خليل الوزير - السيرة الذاتية". kwf.ps. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18. اطلع عليه بتاريخ 2020-06-26.
  3. ^ Algerian Nationality Code, Law no. 63-69 of Mar. 27, 1963, section 34
  4. ^ "Chronological Listing of Algeria". مؤرشف من الأصل في 2012-09-18. اطلع عليه بتاريخ 2017-09-03.
  5. ^ "History of airliner hijackings". BBC. 3 أكتوبر 2001. مؤرشف من الأصل في 2017-07-11. اطلع عليه بتاريخ 2015-12-08.
  6. ^ Emergency Management Net Hijack list نسخة محفوظة July 26, 2008, على موقع واي باك مشين.
  7. ^ "Drama of the Desert: The Week of the Hostages". Time.com. 21 سبتمبر 1970. مؤرشف من الأصل في 2013-06-24. اطلع عليه بتاريخ 2014-07-18.
  8. ^ "العلاقات الجزائرية الاسرائيلية - فكر وفن - البيان". www.albayan.ae. مؤرشف من الأصل في 2014-05-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  9. ^ الفريق سعد الدين الشاذلي، "مذكرات حرب أكتوبر"، طبعة 2003، 401 صفحة، دار بحوث الشرق الأوسط الأمريكية.
  10. ^ Shazly, p. 278.
  11. ^ أسرى السودان والجزائر و العراق و ليبيا، مركز المعلومات الوطني الفلسطيني نسخة محفوظة 23 نوفمبر 2020 على موقع واي باك مشين.
  12. ^ United Nations Educational, Scientific؛ Cultural Organization, Executive Board (12 مايو 1989). "Hundred and thirty-first Session: Item 9.4 of the provisional agenda, Request for the Admission of the State of Palestine to UNESCO as a Member State" (PDF). United Nations. ص. 18, Annex II. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-10-02. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-15. The list contains 92 entries, including a number of states which no longer exist.
  13. ^ Government of Algeria (28 Dec 2010). "Algerie-Palestine-Diplomatie" (بالفرنسية). Ministry of Foreign Affairs. Archived from the original on 2012-01-18. Retrieved 2011-02-01.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link) "Ambassadeur extraordinaire et plénipotentiaire de l'État de Palestine".
  14. ^ Algeria's Policy toward Israel: Pragmatism and Rhetoric by Jacob Abadi, Middle East Journal, Vol. 56, No. 4 (Autumn, 2002), pp. 616-641 نسخة محفوظة 28 يناير 2019 على موقع واي باك مشين.
  15. ^ Pierre.Akiki. "الجزائر ـ إسرائيل: تاريخ من محاولات التطبيع". https://www.alaraby.co.uk/. مؤرشف من الأصل في 2020-11-27. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-26. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |موقع= (مساعدة)
  16. ^ "الجزائر تجدد دعمها للفلسطينيين وترفض "الهرولة للتطبيع مع إسرائيل"". فرانس 24 / France 24. 21 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-11-18. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  17. ^ "بلد المليون شهيد تودّع شهداءً في غزة". وكـالـة مـعـا الاخـبـارية. مؤرشف من الأصل في 2020-11-26. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-26.
  18. ^ NATO. "166e réunion du Comité militaire au niveau des chefs d'état-major de la défense". NATO (بEnglish). Archived from the original on 2020-12-31. Retrieved 2020-12-31.
  19. ^ AFP. "Algeria court ditches sentence for blogger who interviewed Israeli". www.timesofisrael.com (بen-US). Archived from the original on 2021-02-02. Retrieved 2020-12-31.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  20. ^ "رئيس الجزائر: لن نشارك في الهرولة نحو التطبيع مع "إسرائيل"". الخليج أونلاين. مؤرشف من الأصل في 2020-10-30. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-10.
  21. ^ "الجزائر تجدد دعمها للفلسطينيين وترفض "الهرولة للتطبيع مع إسرائيل"". فرانس 24 / France 24. 21 سبتمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-10.
  22. ^ العربية، مصر. "«فلسطين مقدسة».. لماذا رفضت الجزائر التطبيع مع «إسرائيل»؟". مصر العربية. مؤرشف من الأصل في 2020-11-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-10.
  23. ^ "الرئيس الجزائري: لن نبارك أو نشارك في الهرولة نحو التطبيع وفلسطين أم القضايا". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2020-11-10. اطلع عليه بتاريخ 2020-11-10.
  24. ^ الجزائر.. رفض سياسي وشعبي للتطبيع الإماراتي الإسرائيلي نسخة محفوظة 17 أغسطس 2020 على موقع واي باك مشين.