تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
الصلاة النارية
الصلاة النارية هي صيغة من صيغ الصلاة على النبي محمد ،[1][2] وسماها البعض بهذا الاسم اعتقادًا منهم إنها إذا قرأت بنية تحصيل أمر من الأمور فتحققه سريعاً كالنار في الهشيم،[3] أو لأنها تُطفئ نار الفتنة.[4] وتُعرف أيضاً بعدّة أسماء أخرى، مثل: الصلاة التازية نسبة إلى العالم الصوفي إبراهيم التازي (ت 866 هـ)،[5][6][7] وقيل أنها للإمام أحمد الرفاعي (ت 578 هـ) مؤسس الطريقة الرفاعية وتًسمى بالصلاة الكاملة لابتدائها بعبارة: «اللهم صلِّ صلاةً كاملة»،[8][9] ونسبها البعض إلى محيي الدين بن عربي (ت 628 هـ)،[10] حيث يقول عاصم إبراهيم الكيالي في كتاب (تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية): «وهي لمولانا الإمام الشيخ الأكبر محيي الدين بن العربي قدّس سره، كما أفاده أستاذنا وشيخنا السيد محمد عبد الوهاب المحامي، تغمده الله برحمته. حيث قال: إن من الخطأ نسبتها لغيره».[11] ويُطلق عليها البعض اسم بالصلاة التفريجية[12] أو صلاة الفرج[13] لاعتقادهم بقدرتها على تفريج الهموم والكروب،[14][15] ويسميها بعض الصوفية مفتاح الكنز المحيط.[16][17]
صيغتها
وردت هذه الصلاة في كتب الأدعية والصلوات بعدّة صيغ متشابهة إلى حد كبير، منها: «اللهم صلِّ صلاةً كاملةً، وسلِّم سلاماً تاماً على سيدنا مُحمَّد الذي تنحلُّ به العُقَد، وتنفرج به الكُرَب، وتُقضَى به الحوائج، وتُنال به الرغائب وحُسن الخواتيم، ويُستسقَى الغَمام بوجههِ الكريم، وعلى آله وصحبه، في كل لمحةٍ ونفس بعدد كل معلومٍ لك».[10]
حكمها
صيغة هذه الصلاة لم يرد بها نص صريح في السنة النبوية، ولكنها من الأدعية التي شاعت على لسان الناس، وقد أجازتها دار الإفتاء المصرية ودار الإفتاء الأردنية،[18][19][20]
رأي المعارضين
يرى السلفيون أن هذه الصيغة غير جائزة وبدعة سيئة لأنهم يحرّمون التوسل والاستغاثة بالأنبياء والصالحين، ويعتبرون ذلك شركاً بالله. وفي هذا الصدد يقول أشرف بن إبراهيم بن أحمد بن قطقاط في كتاب له بعنوان (البرهان المبين في التصدي للبدع والأباطيل): «الصلاة النارية، وهي معروفة عند الصوفية وكثير من الناس وأن من قرأها 4444 مرة بنية كرب أو قضاء حاجة تقضى له، وهذا زعم باطل لا دليل عليه فإن عقيدة التوحيد تحتم على كل مسلم أن يعتقد أن الله وحده هو الذي يحل العقد ويفرج الكرب ويقضي الحوائج ويعطي ما يطلب الإنسان حين يدعوه، ولا يجوز لمسلم أن يدعو غير الله لتفريج همه أو شفاء مرضه، ولو كان المدعو مَلكاً مُرسَلاً، أو نبياً مُقَرّباً، وهذا القرآن ينكر دعاء غير الله، من المرسلين والأولياء. قال تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ٥٦ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا ٥٧﴾ [الإسراء:56–57]».[21]
انظر أيضاً
ملاحظات
- قال يوسف النبهاني في (مفرج الكروب ومفرح القلوب): «هذه الصلاة التفريجية للإمام التازي، ولا أدري هل هو عبد الوهاب التازي شيخ سيدي أحمد بن إدريس، وخليفة سيدي عبد العزيز الدباغ أو غيره. ولها سر عظيم في تفريج الكروب، وقد ذكرت لها في (أفضل الصلوات) فضلاً كثيراً، واعلم أن قول الشيخ محمد حقي النازلي في (خزينة الأسرار): ويقال لها عند المغاربة الصلاة النارية هو تصحيف عن التازية».
مصادر
- ^ حمد عبد الكريم دواح الحسيني (2010). إمام دار البعثة السيد محمد بن علوي المالكي الحسني وآثاره في الفكر الإسلامي. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 177. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ "الصلاة النارية.. ماهيتها وكيفيتها وحكمها وصيغتها". alwafd.news. جريدة الوفد. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08.
- ^ "فيديو.. على جمعة يشرح كيفية الصلاة النارية وعددها وبركة الاستجابة لها". youm7.com. اليوم السابع. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ "الصلاة النارية ..علي جمعة: بها يفك الله كربك ويقضي حاجتك وترى النبي". elbalad.news. صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08.
- ^ عبد الله كنون (2014). النبوغ المغربي في الأدب العربي (ط. الثانية). بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ج. الجزء الأول. ص. 341. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ أحمد بن المأمون البلغيثي (2006). أحمد بن عبد الخالق الآسفي (المحرر). مجلى الأسرار والحقائق فيما يتعلق بالصلاة على خير الخلائق. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 77. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ أبو عبد الله محمد بن عبد القادر الفلالي (2021). المقتبس الأسنى في بيان طرف من معاني نظم الأسماء الحسنى. محجوبة العوينة. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 73–74. مؤرشف من الأصل في 2021-11-07.
- ^ فواز بن بشار بن سعيد بن محيي الدين الطباع (2013). الفيوضات المحمدية على الطريقة الرفاعية. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 165–166. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ عبد المجيد بن طه الدهيبي. إتحاف الأكابر في سيرة ومناقب الإمام محيي الدين عبد القادر الجيلاني. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 601.
- ^ أ ب أبو محمد مسعود عبد الله بدر الحبشي (2019). الإنباه على طريق الله لابن عربي ويليه شرح الصلوات الأكبرية لعبد الغني النابلسي. عاصم إبراهيم الكيالي. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 67. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08.
الصلوات النارية: وهي تُنسب لغير الشيخ الأكبر، ولكن الحقيقة أنها للشيخ الأكبر.
- ^ محيي الدين بن عربي (2007). تنبيهات على علو الحقيقة المحمدية. عاصم إبراهيم الكيالي. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 247. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ يوسف النبهاني (2016). عبد الوارث محمد علي (المحرر). أفضل الصلوات على سيد السادات. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 90. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ محمد المنتقى أحمد تال (2005). الجواهر والدرر في سيرة الشيخ الحاج عمر. دار البراق. ص. 466. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ "تؤديها 4444 مرة.. الإفتاء تكشف أدلة الصلاة النارية أو التفريجية وفضلها". elbaladtv.net. صدى البلد. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08.
- ^ "الإفتاء توضح كيفية الصلاة النارية وأدلتها ورد الشبهات عليها". shorouknews.com. جريدة الشروق. مؤرشف من الأصل في 2021-11-08.
- ^ المصطفى أحمد الخطابي (2019). عبد السلام العمراني الخالدي (المحرر). قطرة من بحار الأحدية وشرقة من الأنوار المحمدية. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 129–130. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ محمد حقي النازلي (2018). خزينة الأسرار. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ص. 202. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.
- ^ شوقي إبراهيم علام. "الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغير الوارد". dar-alifta.org. دار الإفتاء المصرية. مؤرشف من الأصل في 2021-11-09.
- ^ "حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالصيغة النارية". aliftaa.jo. دائرة الإفتاء العام الأردنية. مؤرشف من الأصل في 2021-11-09.
- ^ "الصلاة النارية التفريجية لفك الهموم والكروب.. الحكم والكيفية من دار الإفتاء (مكتوبة وفيديو)". almasryalyoum.com. المصري اليوم. مؤرشف من الأصل في 2021-11-09.
- ^ أشرف بن إبراهيم بن أحمد بن قطقاط (2006). البرهان المبين في التصدي للبدع والأباطيل. بيروت - لبنان: دار الكتب العلمية. ج. الجزء الثاني. ص. 108–109. مؤرشف من الأصل في 2021-11-10.