هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

الخصائص الدوائية لمضادات الاكتئاب

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

الخصائص الدوائية لمضادات الاكتئاب غير واضحة بشكل كامل. النظرية العلمية الأقدم وربما الأكثر قبولًا على نطاق واسع فيما يخص عمل مضادات الاكتئاب هي فرضية أحادي الأمين (التي تعود إلى خمسينيات القرن العشرين) التي تنص على أن الاكتئاب يحدث نتيجة لاختلال توازن (غالبًا عوز) النواقل العصبية أحادية الأمين (تحديدًا السيروتونين، والنورإبينفرين، والدوبامين).[1] اقترحِت في الأساس بناء على مشاهدة أن بعض أدوية الهيدرازين المضادة للسل تنتج تأثيرات مضادة للاكتئاب رُبِطت لاحقًا بتأثيراتها المُثبطِة للأكسيداز أحادي الأمين وهو الأنزيم التي يحفز تفكك النواقل العصبية أحادية الأمين. تقوم كل مضادات الاكتئاب المُسوَّق لها حاليًا على فرضية أحادي الأمين كأساس نظري مع إمكانية استثناء الأغوميلاتين الذي يعمل على سبيل الميلاتونين-السيروتونين. رغم نجاح فرضية أحادي الأمين إلا أن فيها قصورًا كبيرًا: أولًا، لكل مضادات الاكتئاب أحادية الأمين بدء عمل متأخر على الأقل أسبوع، وثانيًا، هناك نسبة كبيرة (أكثر من 40%) من مرضى الاكتئاب لا تستجيب بشكل كافٍ لمضادات الاكتئاب أحادية الأمين.[2][3] الأدلة الأخرى المناقضة لفرضية أحادي الأمين هي الموجودات الأخيرة بأن التسريب الوريدي للكيتامين بمفرده، وهو مضاد لمستقبل ن-ميثيل-د-إسبارتات -نوع من مستقبلات الغلوتامات- ينتج تأثيرات مضادة للاكتئاب سريعة (خلال ساعتين)، وقوية، ومستدامة (تستمر حتى أسبوعين).[4][5][6] تفشل طليعة أحادي الأمين أيضًا في تعديل المزاج. للتغلب على هذه العيوب في فرضية أحادي الأمين، اقترِح عدد من النظريات البديلة بما فيها فرضية الغلوتامات، وفرضية علم التخلق، والفرضية العصبية، وفرضية فرط إفراز الكورتيزول، والفرضية الالتهابية.[7][8] هناك فرضية أخرى مُقترَحة تفسر هذا التأخير هي الفرضية القائلة بأن أحاديات الأمين لا تؤثر بشكل مباشر على المزاج، لكنها تؤثر على الانحيازات الإدراكية العاطفية.[9]

التكيفات العصبية

تنص الفرضية العصبية بأن الآليات الخلوية الكامنة وراء تنظيم تكوين الأنسجة العصبية لدى البالغين ضرورية لحدوث الشفاء من الاكتئاب، وأن تكوين الأنسجة العصبية يتواسطه عمل مضادات الاكتئاب.[10] زاد الاستعمال المزمن لمضادات الاكتئاب من تكوين الأنسجة العصبية في الحصين (قرن آمون) لدى الفئران.[11][12][13] تشير الأبحاث على الحيوانات الأخرى إلى أن التأثيرات طويلة الأمد التي تحدثها مضادات الاكتئاب تعدل التعبير عن المورثات بواسطة بواسطة جينات النظم اليوماوي، ربما عبر تنظيم التعبير عن مجموعة أخرى من المورثات (على سبيل المثال، المورثات الضابطة للنظم اليوماوي).[14]

يشير البدء المتأخر للتأثيرات السريرية لمضادات الاكتئاب مشاركة التغيرات التكيفية في التأثيرات المضادة للاكتئاب. أظهرت الدراسات على القوارض باستمرار أن زيادة تنظيم جملة 5-أحادي فوسفات الأدينوسين الحلقي المُحرضَّة بأنواع عديد من العلاج المضاد للاكتئاب المزمن وليس الحاد بما فيها مثبطات استرداد السيروتونين والنورإبينفرين، ومثبطات الأكسيداز أحادي الأمين، ومضادات الاكتئاب الحلقية، والليثيوم، والاختلاجات الكهربائية. يُصنّع الأدينوسين أحادي الفوسفات الحلقي انطلاقًا من الأدينوسين ثلاثي الفوسفات-5 بوجود الأدينيل سيكلاز، ويُستقلَب بالفوسفودي استراز النيكليوتيدي الحلقي.[15]

المحور الوطائي النخامي

أحد تظاهرات الاكتئاب هو تغير المحور الوطائي النخامي الذي يمثّل الاستجابة الغدية العصبية للشدة التي تؤدي إلى زيادة إنتاج الكوتيزول يليه اضطراب آلية التغذية الراجعة. من غير المعروف ما إذا كان الخلل في المحور الوطائي النخامي ارتكاسًا أم سببًا للاكتئاب. يشير هذا الملخص إلى أن نموذج عمل مضادات الاكتئاب قد يتمثل بتنظيم وظيفة المحور الوطائي النخامي.[16]

فرضية أحادي الأمين

في 1965، افترض جوزيف شيلدكراوت فرضية أحادي الأمين عندما افترض وجود ارتباط بين المستويات المنخفضة من النواقل العصبية والاكتئاب.[17] بحلول 1985، استبعِدت فرضية أحادي الأمين حتى أُعيد إحياؤها مع تقديم مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية من خلال التسويق الناجح المُوجَّه مباشرة إلى المُستهلِك، وغالبًا ما يدور الادعاء حول أن مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تصحح اختلال التوازن الكيميائي الناتج عن نقص السيروتونين ضمن الدماغ.

تٌقاس مستويات السيروتونين في الدماغ البشري بصورة غير مباشرة بأخذ عينة من السائل الدماغي الشوكي والكشف فيه عن مستقلبه الأساسي 5- هيدروكسي حمض الأسيتيك، أو من خلال قياس طليعة السيروتونين وهي التريبتوفان. في إحدى دراسات الدواء الغفل المضبوطة التي موّلها المعهد الوطني للصحة، أُحدِث نضوب في التريبتوفان، لكن لم يُلاحَظ حدوث الاستجابة الاكتئابية المتوقعة.[18] لم تخفف دراسات مماثلة هدفت إلى زيادة مستويات السيروتونين من حدوث أعراض الاكتئاب. في هذا الوقت، لم يكن هناك أي ارتباط بين الأعراض وانخفاض مستويات السيروتونين في الدماغ.[19]

رغم وجود أدلة على أن مضادات الاكتئاب تثبط استرداد السيروتونين، والنورإبينفرين، وبشكل أقل الدوبامين،[20] إلا أن أهمية هذه الظاهرة في تحسين الأعراض النفسية غير معروفة. نظرًا لمعدلات الاستجابة الكلية المنخفضة لمضادات الاكتئاب، والأسباب غير المفهومة للاكتئاب، من المبكر افتراض آلية عمل لمضادات الاكتئاب.

المراجع

  1. ^ Brunton، L. L.؛ Chabner، Bruce؛ Knollmann، Björn C.، المحررون (2011). Goodman & Gilman's The Pharmacological Basis of Therapeutics (ط. 12th). New York: McGraw-Hill. ISBN:978-0-07-162442-8.
  2. ^ Maes, M؛ Yirmyia, R؛ Noraberg, J؛ Brene, S؛ Hibbeln, J؛ Perini, G؛ Kubera, M؛ Bob, P؛ Lerer, B؛ Maj, M (مارس 2009). "The inflammatory & neurodegenerative (I&ND) hypothesis of depression: leads for future research and new drug developments in depression". Metabolic Brain Disease. ج. 24 ع. 1: 27–53. DOI:10.1007/s11011-008-9118-1. PMID:19085093.
  3. ^ Sanacora, G؛ Treccani, G؛ Popoli, M (يناير 2012). "Towards a glutamate hypothesis of depression: an emerging frontier of neuropsychopharmacology for mood disorders". Neuropharmacology. ج. 62 ع. 1: 63–77. DOI:10.1016/j.neuropharm.2011.07.036. PMC:3205453. PMID:21827775.
  4. ^ Cowen؛ Salkovskis؛ Oldman؛ Walsh؛ Laver (يناير 1994). "Effect of acute tryptophan depletion on mood and appetite in healthy female volunteers". J. Psychopharmacol. ج. 8 ع. 1: 8–13. DOI:10.1177/026988119400800102. PMID:22298474.
  5. ^ Leyton؛ Young؛ Blier؛ Ellenbogen؛ Palmour؛ Ghadirian؛ Benkelfat (أبريل 1997). "The effect of tryptophan depletion on mood in medication-free, former patients with major affective disorder". Neuropsychopharmacology. ج. 16 ع. 4: 294–297. DOI:10.1016/s0893-133x(96)00262-x. PMID:9094147.
  6. ^ Hughes؛ Dunne؛ Young (نوفمبر 2000). "Effects of acute tryptophan depletion on mood and suicidal ideation in bipolar patients symptomatically stable on lithium". Br J Psychiatry. ج. 177 ع. 5: 447–451. DOI:10.1192/bjp.177.5.447. PMID:11059999.
  7. ^ Menke A، Klengel T، Binder EB (2012). "Epigenetics, depression and antidepressant treatment". Current Pharmaceutical Design. ج. 18 ع. 36: 5879–5889. DOI:10.2174/138161212803523590. PMID:22681167.
  8. ^ Vialou, V؛ Feng, J؛ Robison, AJ؛ Nestler, EJ (يناير 2013). "Epigenetic mechanisms of depression and antidepressant action". Annual Review of Pharmacology and Toxicology. ج. 53 ع. 1: 59–87. DOI:10.1146/annurev-pharmtox-010611-134540. PMC:3711377. PMID:23020296.
  9. ^ Kempa؛ Outhreda؛ Hawkshead؛ Wagerd؛ Dasa؛ Malhia (2013). "Acute neural effects of selective serotonin reuptake inhibitors versus noradrenaline reuptake inhibitors on emotion processing: Implications for differential treatment efficacy" (PDF). Neuroscience and Biobehavioral Reviews. ج. 37 ع. 8: 1786–1800. DOI:10.1016/j.neubiorev.2013.07.010. PMID:23886514. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-04-12.
  10. ^ Warner-Schmidt، Jennifer L.؛ Duman، Ronald S. (2006). "Hippocampal neurogenesis: Opposing effects of stress and antidepressant treatment". Hippocampus. ج. 16 ع. 3: 239–49. DOI:10.1002/hipo.20156. PMID:16425236.
  11. ^ Malberg، Jessica E.؛ Eisch، Amelia J.؛ Nestler، Eric J.؛ Duman، Ronald S. (2000). "Chronic Antidepressant Treatment Increases Neurogenesis in Adult Rat Hippocampus". The Journal of Neuroscience. ج. 20 ع. 24: 9104–10. DOI:10.1523/JNEUROSCI.20-24-09104.2000. PMC:6773038. PMID:11124987.
  12. ^ Manev، Hari؛ Uz، Tolga؛ Smalheiser، Neil R؛ Manev، Radmila (2001). "Antidepressants alter cell proliferation in the adult brain in vivo and in neural cultures in vitro". European Journal of Pharmacology. ج. 411 ع. 1–2: 67–70. DOI:10.1016/S0014-2999(00)00904-3. PMID:11137860.
  13. ^ Carboni، Lucia؛ Vighini، Miriam؛ Piubelli، Chiara؛ Castelletti، Laura؛ Milli، Alberto؛ Domenici، Enrico (2006). "Proteomic analysis of rat hippocampus and frontal cortex after chronic treatment with fluoxetine or putative novel antidepressants: CRF1 and NK1 receptor antagonists". European Neuropsychopharmacology. ج. 16 ع. 7: 521–37. DOI:10.1016/j.euroneuro.2006.01.007. PMID:16517129.
  14. ^ Uz، T.؛ Ahmed، R.؛ Akhisaroglu، M.؛ Kurtuncu، M.؛ Imbesi، M.؛ Dirim Arslan، A.؛ Manev، H. (2005). "Effect of fluoxetine and cocaine on the expression of clock genes in the mouse hippocampus and striatum". Neuroscience. ج. 134 ع. 4: 1309–16. DOI:10.1016/j.neuroscience.2005.05.003. PMID:15994025.
  15. ^ Zhang، Han-Ting؛ Huang، Ying؛ Mishler، Kathleen؛ Roerig، Sandra C.؛ O'Donnell، James M. (2005). "Interaction between the antidepressant-like behavioral effects of beta adrenergic agonists and the cyclic AMP PDE inhibitor rolipram in rats". Psychopharmacology. ج. 182 ع. 1: 104–15. DOI:10.1007/s00213-005-0055-y. PMID:16010541.
  16. ^ Pariante، CM (2003). "Depression, stress and the adrenal axis". Journal of Neuroendocrinology. ج. 15 ع. 8: 811–2. DOI:10.1046/j.1365-2826.2003.01058.x. PMID:12834443.
  17. ^ Schildkraut، JJ (1995). "The catecholamine hypothesis of affective disorders: A review of supporting evidence. 1965". The Journal of Neuropsychiatry and Clinical Neurosciences. ج. 7 ع. 4: 524–33, discussion 523–4. DOI:10.1176/jnp.7.4.524. PMID:8555758.
  18. ^ Moreno، Francisco A.؛ Parkinson، Damian؛ Palmer، Craig؛ Castro، Wm. Lesley؛ Misiaszek، John؛ El Khoury، Aram؛ Mathé، Aleksander A.؛ Wright، Ron؛ Delgado، Pedro L. (2010). "CSF neurochemicals during tryptophan depletion in individuals with remitted depression and healthy controls". European Neuropsychopharmacology. ج. 20 ع. 1: 18–24. DOI:10.1016/j.euroneuro.2009.10.003. PMC:2794896. PMID:19896342.
  19. ^ Lacasse، Jeffrey R.؛ Leo، Jonathan (2005). "Serotonin and Depression: A Disconnect between the Advertisements and the Scientific Literature". PLoS Medicine. ج. 2 ع. 12: e392. DOI:10.1371/journal.pmed.0020392. PMC:1277931. PMID:16268734.
  20. ^ Murphy، DL؛ Andrews، AM؛ Wichems، CH؛ Li، Q؛ Tohda، M؛ Greenberg، B (1998). "Brain serotonin neurotransmission: An overview and update with an emphasis on serotonin subsystem heterogeneity, multiple receptors, interactions with other neurotransmitter systems, and consequent implications for understanding the actions of serotonergic drugs". The Journal of Clinical Psychiatry. ج. 59 ع. Suppl 15: 4–12. PMID:9786305.