التغذية والحمل

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
امرأة حامل تأكل فواكه

يُقصد بـالتغذية والحمل كمية العناصر الغذائية التي يتم تناولها والتخطيط الغذائي الذي يتم قبل الحمل وخلاله وبعده. تبدأ تغذية الجنين مع بداية الحمل، ولهذا السبب تعد تغذية الأم مهمة منذ بداية الحمل (على الأغلب يكون منذ عدة شهور قبل الحمل) وكذلك طوال فترة الحمل والرضاعة الطبيعية. وقد أظهر عدد متزايد من الدراسات أن تغذية الأم سيكون لها تأثير على الطفل، بما في ذلك خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم ومرض السكر طوال الحياة.

قد يتسبب تناول المرأة الحامل لكمية غير كافية أو مفرطة من بعض العناصر الغذائية في حدوث تشوهات أو مشاكل طبية عند الجنين. كما أن النساء الحوامل اللواتي يعانين من سوء التغذية يعرضن الأجنة لمخاطر الإصابة باضطربات عصبية وإعاقات.[1] يولد ما يُقدر بحوالي 24% من الأطفال في جميع أنحاء العالم بوزن أقل من وزن الولادة الطبيعي المثالي بسبب وجود نقص في التغذية السليمة.[2] وأيضًا يمكن لبعض العادات الشخصية مثل شرب المشروبات الكحولية أو كميات كبيرة من الكافيين أن تؤثر سلبًا وبشكل لا رجعةَ فيه على نمو الطفل، والذي يحدث في المراحل الأولى من الحمل.[3]

يرتبط استهلاك الكافيين خلال الحمل بازدياد خطر سقوط الجنين.[4] تُرجّح الأبحاث المتاحة بأن فوائد تناول لحوم الأسماك خلال الحمل تفوق أضراره، ولكن يبقى نوع السمك مهمًا.[5] يعد حمض الفوليك وهو شكل اصطناعي لفيتامين الفوليت بالغ الأهمية في مرحلة ما قبل وقوع الحمل.[6]

التغذية قبل الحمل

قد يُحتمل حدوث إفراط في تناول المكملات الغذائية كما هو الحال في معظم الحميات، ولهذا تدعو التوصيات الحكومية والطبية كمشورة عامة الأمهات إلى اتباع التعليمات الخاصة المدرجة على عبوات الفيتامينات حول الحاجة الغذائية اليومية الصحيحة أو المُوصى بها. يؤدي الاستهلاك اليومي للحديد في مرحلة ما قبل الإنجاب إلى تحسن ملحوظ في وزن الطفل عند ولادته، ويُحتمل أن يقلل من خطر وزن الولادة المنخفض.[7]

  • يُوصى بتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل لمنع تطور تشقق في العمود الفقري وغيرها من عيوب الأنبوب العصبي. يتوجب تناولها بمقدار 0.4 مغ/يوميًا على الأقل خلال الثلت الأول من الحمل، وبمقدار 0.6 مغ/يوميًا حتى نهاية الحمل، وبمقدار 0.5 مغ/يوميًا خلال فترة الإرضاع، وهذا بالإضافة إلى تناول الأطعمة الغنية بحمض الفوليك على غرار الخضروات الورقية الخضراء.[8]
  • كثيرًا ما تكون مستويات اليود عند النساء الحوامل منخفضة جدًا. يعد اليود ضروريًا لتؤدي الغدة الدرقية عملها بصورة طبيعية وأيضًا تلعب دورًا في النمو العقلي للجنين وحتى لمتلازمة نقص اليود الخلقي. ينبغي على النساء الحوامل أخذ فيتامينات تحتوي على اليود في مرحلة ما قبل الولادة.[9]
  • تختلف مستويات فيتامين دي باختلاف مقدار التعرض لأشعة الشمس. افتُرِضَ سابقًا بأن أخذ مكملات فيتامين دي كان ضروريًا فقط في المناطق الباردة الواقعة على خطوط عرض عالية (أي قريبة من القطبين الشمالي أو الجنوبي)، ولكن أظهرت دراسات حديثة لمستويات فيتامين دي عند الأفراد في جميع أنحاء الولايات المتحدة والعديد من البلدان الأخرى، وجود عدد كبير من النساء اللواتي لديهن مستويات منخفضة من فيتامين دي. ولهذا السبب فقد تزايدت الدعوات للتوصية بأخذ مكمل بمقدار 1000 وحدة دولية من فيتامين دي يوميًا طوال فترة الحمل.[10]
  • وجِدَ أن عدد كبير من النساء الحوامل لديهن مستويات منخفضة من فيتامين بي 12، ولكن لم تثبت فعالية أخذ المكملات الخاصة في تحسين نتيجة الحمل أو صحة المولودين حديثًا.[11]
  • إن الدهون غير المشبعة المتعددة وتحديدًا حمض الدوكوساهكساينويك (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك (EPA) مفيدة جدًا في تطور الجنين. فقد أظهرت دراسات عدة انخفاضًا صغيرًا في عدد حالات الولادة المبكرة والوزن المنخفض عند الولادة للأمهات اللواتي كان استهلاكهن أعلى من هذه الدهون.[12][13] تعد الأسماك الزيتية أفضل مصدر غذائيّ لحموض أوميغا-3 الدهنية. كما يمكن الحصول على حموض أوميغا-3 الدهنية من بذور الكتان والجوز وبذور اليقطين.[محل شك][14]
  • الحديد أساسي وضروري من أجل النمو الطبيعي للجنين والمشيمة ولا سيما خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل. كما أنه يلعب دورًا أساسيًا في إنتاج الهيموغلوبين. لا يوجد دليل على أن مستويات الهيموغلوبين البالغة قيمتها 7 غرامات لكل 100 ميليلتر وما فوق تضر بالحمل، ولكن يجب الاعتراف بما يمثله النزف التوليدي كمسبب رئيسي لوفيات الأمهات في جميع أنحاء العالم، لذا تعد القدرة الاحتياطية على حمل الأكسجين أمرًا مرغوبًا فيه. وخلُصت إحدى المراجعات العلمية إلى تقليل مكملات الحديد من خطر الإصابة بفقر الدم الأمومي وعوز الحديد في الحمل، أما بالنسبة للتأثير الإيجابي التي تعود به على النتائج الأخرى المرتبطة بالأم والرضع فهي أقل وضوحًا.[15]

التغذية خلال الحمل

وضع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة توصيات بالكميات السليمة الواجب تناولها من الفيتامينات والمعادن خلال الحمل والإرضاع. الكميات الواردة في الجدول أدناه هي أعلى من التوصيات الأوروبية والأمريكية. تُدرج المراجع بصورة منفصلة التوصيات الخاصة بفترة الحمل وبالإرضاع. وقد عُينت التوصيات سواء أكانت الأمريكية والمسماة «الكميات الغذائية المسموحة والموصى بها» (بالإنجليزية: Recommended Dietary Allowances، اختصارًا: RDA) أو الأوروبية المسماة «الكميات الغذائية المرجعية للسكان» (بالإنجليزية: Population Reference Intake، اختصارًا: PRI) بقيم أعلى مما جرى تحديده كمتوسط المتطلبات؛ ويكمن الهدف من هذا بغية معالجة النساء اللواتي في حاجة إلى كميات أعلى من المتوسط. لا تتوفر في حالة بعض المغذيات المعلومات الكافية من أجل تحديد الكمية المُوصى بها ولهذا السبب يُستخدم مصطلح «الكمية الكافية» (بالإنجليزية: Adequate Intake، اختصارًا: AI) استنادًا إلى الكمية التي يبدو أنها كافية.[16][17]

المغذيات الكميات الغذائية المسموحة
والموصى بها (الولايات المتحدة)
أو الكمية الكافية[16]
الكميات الغذائية المرجعية للسكان
(الاتحاد الأوروبي)
أو الكمية الكافية[17]
الوحدة
فيتامين A 900 1300 µg
فيتامين C 90 155 mg
فيتامين D 15 15* µg
فيتامين K 120* 70* µg
ألفا-توكوفيرول (فيتامين E) 15 11* mg
فيتامين B1 1.2 1.0 mg
فيتامين B2 1.3 2.0 mg
نياسين (فيتامين B3) 16 16 mg
فيتامين B5 5* 7* mg
فيتامين B6 1.3 1.8 mg
بيوتين (فيتامين B7) 30* 45* µg
حمض الفوليك (فيتامين B9) 400 600 µg
فيتامين B12 2.4 5.0* µg
كولين 550* 520* mg
كالسيوم 1000 1000 mg
كلوريد 2300* NE† mg
كروم 35* NE† µg
نحاس 900 1500* µg
فلوريد 4* 2.9* mg
يود 150 200* µg
حديد 18 16 mg
مغنسيوم 420 300* mg
منغنيز 2.3* 3.0* mg
موليبدنوم 45 65* µg
فسفور 700 550* mg
بوتاسيوم 4700* 4000* mg
سيلينيوم 55 85* µg
صوديوم 1500* NE† mg
زنك 11 14.9 mg

*الكمية الكافية

†غير أكيد. لم يستطع الاتحاد الأوروبي التوصل إلى تحديد مقدار الكمية الكافية للصوديوم أو الكلوريد، ولا يعتبر الكروم من المعادن الغذائية الأساسية.

انظر أيضاً

المراجع

  1. ^ 1988-، Iliadis, Dennis. Gullo, Bill. Wakefield, Rhys, 1988- Miller, Logan, 1992- Hinshaw, Ashley, 1988- Hall, Natalie,، +1، ISBN:0788617532، مؤرشف من الأصل في 2019-12-11، اطلع عليه بتاريخ 2018-09-10 {{استشهاد}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  2. ^ "WHO | 10 facts on nutrition". World Health Organization. 15 مارس 2011. مؤرشف من الأصل في 2018-02-10. اطلع عليه بتاريخ 2011-08-07.
  3. ^ 1960-، Riley, Laura, (2006). Pregnancy : the ultimate week-by-week pregnancy guide (ط. الأولى). Des Moines, Iowa: Meredith Books. ISBN:0696222213. OCLC:64282556. مؤرشف من الأصل في 2019-12-11. {{استشهاد بكتاب}}: |archive-date= / |archive-url= timestamp mismatch (مساعدة)صيانة الاستشهاد: أسماء عددية: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link) صيانة الاستشهاد: علامات ترقيم زائدة (link)
  4. ^ Chen LW، Wu Y، Neelakantan N، Chong MF، Pan A، van Dam RM (2016). "Maternal caffeine intake during pregnancy and risk of pregnancy loss: a categorical and dose-response meta-analysis of prospective studies". Public Health Nutr. ج. 19 ع. 7: 1233–1244. DOI:10.1017/S1368980015002463. PMID:26329421.
  5. ^ Starling, Phoebe; Charlton, Karen; McMahon, Anne T.; Lucas, Catherine (18 Mar 2015). "Fish Intake during Pregnancy and Foetal Neurodevelopment—A Systematic Review of the Evidence". Nutrients (بEnglish). 7 (3): 2001–2014. DOI:10.3390/nu7032001. Archived from the original on 2018-07-09.
  6. ^ Williamson CS (2006). "Nutrition in pregnancy". British Nutrition Foundation. ج. 31: 28–59. DOI:10.1111/j.1467-3010.2006.00541.x.
  7. ^ Haider, BA, Olofin, I, Wang, M؛ وآخرون (2013). "Anaemia, prenatal iron use, and risk of adverse pregnancy outcomes: systematic review and meta-analysis". British Medical Journal. ج. 21: f3443. DOI:10.1136/bmj.f3443.{{استشهاد بدورية محكمة}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  8. ^ Schaefer، Christof (2001). Drugs During Pregnancy and Lactation: Handbook of Prescription Drugs and Comparative Risk Assessment. Gulf Professional Publishing. ISBN:9780444507631. مؤرشف من الأصل في 2019-12-16. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-13.
  9. ^ Shils، Maurice Edward؛ Shike، Moshe (2006). Modern Nutrition in Health and Disease. Lippincott Williams & Wilkins. ISBN:9780781741330. مؤرشف من الأصل في 2016-04-24. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-13.
  10. ^ Aghajafari، Fariba؛ Nagulesapillai، Tharsiya؛ Ronksley، Paul E.؛ Tough، Suzanne C.؛ O'Beirne، Maeve؛ Rabi، Doreen M. (2013). "Association between maternal serum 25-hydroxyvitamin D level and pregnancy and neonatal outcomes: systematic review and meta-analysis of observational studies". BMJ (Clinical research ed.). ج. 346: f1169. DOI:10.1136/bmj.f1169. ISSN:1756-1833. PMID:23533188.
  11. ^ Briggs، Gerald G.؛ Freeman، Roger K.؛ Yaffe، Sumner J. (2011). Drugs in Pregnancy and Lactation: A Reference Guide to Fetal and Neonatal Risk. Lippincott Williams & Wilkins. ISBN:9781608317080. مؤرشف من الأصل في 2020-01-27. اطلع عليه بتاريخ 2015-05-13.
  12. ^ Imhoff-Kunsch، Beth؛ Briggs، Virginia؛ Goldenberg، Tamar؛ Ramakrishnan، Usha (يوليو 2012). "Effect of n-3 long-chain polyunsaturated fatty acid intake during pregnancy on maternal, infant, and child health outcomes: a systematic review". Paediatric and Perinatal Epidemiology. 26 Suppl 1: 91–107. DOI:10.1111/j.1365-3016.2012.01292.x. ISSN:1365-3016. PMID:22742604.
  13. ^ Jensen، Craig L. (يونيو 2006). "Effects of n-3 fatty acids during pregnancy and lactation". The American Journal of Clinical Nutrition. ج. 83 ع. 6 Suppl: 1452S–1457S. ISSN:0002-9165. PMID:16841854.
  14. ^ Murkoff، Heidi (20 مايو 2010). "Foods that make you fertile". Everyday Health. مؤرشف من الأصل في 2018-08-10. اطلع عليه بتاريخ 2010-11-30.[مصدر طبي غير موثوق به؟]
  15. ^ Peña-Rosas، Juan Pablo؛ De-Regil، Luz Maria؛ Garcia-Casal، Maria N.؛ Dowswell، Therese (22 يوليو 2015). "Daily oral iron supplementation during pregnancy". The Cochrane Database of Systematic Reviews ع. 7: CD004736. DOI:10.1002/14651858.CD004736.pub5. ISSN:1469-493X. PMID:26198451.
  16. ^ أ ب "Dietary Reference Intakes (DRIs)" (PDF). Food and Nutrition Board, Institute of Medicine, National Academies. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2018-09-11. اطلع عليه بتاريخ 2017-08-24.

مزيد من القراءة