التحيز بين الجنسين على أرابيكا

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
نصب تذكاري أرابيكا يمثل رجلا وامرأة يحملان أرابيكا.

التحيز الجندري في أرابيكا، ويُشار إليه أيضًا بالفجوة الجندرية في أرابيكا، يشير إلى حقيقة أن معظم المساهمين في أرابيكا هم من الذكور، ما جعل عدد سير حياة النساء على أرابيكا قليلة نسبيًا، وكذلك الموضوعات التي تهم النساء.

بلغت نسبة الذكور المشاركين في استطلاع عام 2018 الذي يغطي نسخ أرابيكا باثني عشرة لغة وبعض مشاريع مؤسسة ويكيميديا الأخرى 90%، بينما بلغت نسبة الإناث 8.8%، ومن عبّروا بغير ذلك 1%. بلغت نسبة الذكور من بين 88 مشاركًا في استطلاع للمساهمين على أرابيكا الإنجليزية 84.7%، بينما بلغت نسبة الإناث 13.6%، ومن عبّروا عن أنفسهم بغير ذلك 1.7%. قدرت دراسات أخرى منذ عام 2011- ركزت غالبًا على أرابيكا الإنجليزية- النسبة المئوية للمحررات بما يصل إلى 20%.

تقلّ احتمالية أن تكون مقالات أرابيكا المتعلقة بالنساء مُضمّنة، أو موسّعة، أو حيادية، أو مفصّلة. وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن 41% من ترجمات سير الحياة المرشحة للحذف في أبريل 2017، كانت سير حياة نسائية، رغم أن نسبة ترجمات سير الحياة النسائية المنشورة بلغت 17% فقط. هناك محدودية في ظهور النساء وإمكانية وصولهن إلى أرابيكا، إذ وجد تقرير لعام 2015، أن الصفحات النسائية عمومًا «ترتبط غالبًا بالرجال». وُجدت اللغة التي تعد متحيزة جنسيًا أو مشحونة أو جندرية في مقالات حول النساء. يعد التحيز الجنسي من بين الانتقادات الأكثر شيوعًا لأرابيكا، وأحيانًا كجزء من نقد أكثر عمومية حول التحيز المنهجي في أرابيكا.

أعلن مؤسس أرابيكا جيمي ويلز في عام 2015، أن الموسوعة فشلت في الوصول إلى هدفها في الاحتفاظ بنسبة 25% من النساء المحررات. طُورت برامج مثل «إديتاثون» و«نساء باللون الأحمر» لتشجيع المحررات وزيادة تغطية الموضوعات الخاصة بالمرأة. وجدت دراسة أجريت في عام 2020 تقدم مُحرز: إذ تحرّت الدراسة المساهِمات من بين المساهمين «الأساسيين» مقابل «المساهمين الثانويين»، ووجدت أن التوازن بين نوعي المساهمين يحقق محتوى بوجهات نظر أكثر حيادية.

التحيز الجندري في المحتوى

بلغت نسبة مقالات سير الحياة التي تناولت نساء، من بين حوالي 1.5 مليون مقال على أرابيكا الإنجليزية، 19% فقط في عام 2021. تعدّ مقالات سير الحياة النسائية أكثر عرضةً للترشح للحذف من مقالات الرجال. وجد الباحثون أن نسبة المقالات المتعلقة بالنساء إلى المقالات المتعلقة بالرجال في أرابيكا الإنجليزية وخمس نسخ بلغات أخرى، أعلى منها في ثلاث قواعد بيانات أخرى. خلص التحليل باستخدام اللغويات الحاسوبية، إلى أن الطريقة التي يوصف بها كل من النساء والرجال في المقالات توضح التحيز، إذ يُرجح أن تستخدم المقالات المتعلقة بالنساء كلمات مرتبطة بالجنس والأسرة بشكل أكبر.[1]

يعتقد الباحثون أن ذلك دلالة لاعتبار محرري أرابيكا الذكر «كجندر أساسي» (بعبارة أخرى، افتراض أن «الذكر» مثال على مبدأ الذكر كمعيار، مالم يذكر غير ذلك). ورد نقد آخر لنهج أرابيكا في مقال افتتاحي للغارديان عام 2014، أنها اختلقت بصعوبة أحكامًا حول «ما يهمّ»، إذ لاحظوا أن الصفحة التي تسرد الممثلات الإباحية كانت أفضل تنظيمًا من الصفحة التي تسرد الكاتبات.[2]

نشرت المجلة الدولية للاتصالات بحثًا لريجل ولورين رو درسا فيه التغطية، والتمثيل الجندري، وطول المقالة، لآلاف الموضوعات المتعلقة بسير الحياة على أرابيكا باللغة الإنجليزية وموسوعة بريتانيكا على الإنترنت. خلصوا إلى أن أرابيكا قدمت تغطية أفضل ومقالات أطول بشكل عام، وأن المقالات المتعلقة بالنساء في أرابيكا أكثر منها في بريتانيكا بالأرقام، إلا أن مقالات أرابيكا عن النساء أكثر عرضةً للحذف من المقالات المتعلقة بالرجال مقارنة ببريتانيكا. تفوقت أرابيكا على بريتانيكا فيما يتعلق بسير الحياة، فقط عندما ارتبطت بالرجال، لذا يمكن القول إن بريتانيكا حققت توازنًا أكبر لمن أهملت أرابيكا تغطيتهم. لم يختلف طول المقالة دائمًا حسب النوع الاجتماعي في كلتا الموسوعتين. وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة منيسوتا وثلاث جامعات أخرى عام 2011 أن المقالات التي حررتها النساء، «والتي يُفترض أنها أكثر اهتمامًا بالنساء»، كانت «أقصر بكثير» في المتوسط من تلك التي عمل عليها الرجال أو من قبل كل من الرجال والنساء معًا.[2][3]

وجدت دراسة أجريت عام 2015 أن كلمة «مُطَلّقة» قد استُخدمت في أرابيكا الإنجليزية ضمن مقالات سير حياة النساء أكثر من أربعة أضعاف مما استُخدمت كلمة «مُطلّق» ضمن مقالات الرجال. ورد في تصريح مؤسسة ويكيميديا: «لا نعرف السبب تمامًا، ولكن يُحتمل أن يكون هناك العديد من العوامل، بما في ذلك الاتجاه السائد عبر التاريخ لوصف حياة النساء من خلال علاقاتهن مع الرجال».[4]

تُرشّح سير حياة النساء في أرابيكا للحذف بشكل غير متكافئ باعتبارها غير ملحوظة، وفقًا لدراسة أجرتها عالمة الاجتماع فرانشيسكا تريبودي عام 2021. ذكرت العديد من المقالات عندما فازت دونا ستريكلاند بجائزة نوبل في الفيزياء في أكتوبر 2018، أن أرابيكا لم تحتو على صفحة باسمها. قُدم نموذج لكنه رُفض لعدم إظهار «تغطية ملحوظة- وليس مجرد إشارات عابرة- حول الموضوع».[5][6][7]

وجد فاغنر وآخرون في عام 2016، أن أوجه عدم المساواة بين الجنسين تتجلى في محتوى سير الحياة في أرابيكا بعدة طرق، بما في ذلك الحدود غير المتكافئة لتضمين مقال عن شخص، والتحيز في المواضيع، والتحيز اللغوي، وعدم المساواة الهيكلية. وجد المؤلفون أن النساء اللواتي لديهن سيرة ذاتية على أرابيكا أكثر ملحوظية من الرجال على أرابيكا، واقترحوا ثلاث تفسيرات محتملة للبحث في المستقبل: 1) يُرجح أن يكتب المحررون عن نوعهم الاجتماعي، 2) أو أن الرجال أكثر ميلًا لإنشاء مقالات عن أنفسهم، 3) أو أن المصادر الخارجية تجعل النساء أقل وضوحًا. هناك ميل واضح لاحتواء السير الذاتية الخاصة بالنساء على مواضيع تتعلق بالأسرة والجنس والعلاقات (التحيز في المواضيع)، وينطبق ذلك بشكل أكبر على سير حياة النساء المولودات قبل عام 1900. وجد المؤلفون أيضًا اختلافات هيكلية من حيث البيانات الوصفية والروابط التشعبية، والتي تؤثر على أنشطة البحث عن المعلومات.[8]

كتبت ستايسي شيف مقالًا في نيويوركر عن أرابيكا بعنوان «اعرف كل شيء» في يوليو 2006، وأُنشئت مقالة أرابيكا عنها في نفس اليوم. لم تحقق ملحوظية وفقًا لمعايير أرابيكا برأي تيموثي نواه، رغم حصولها على زمالة غوغنهايم وجائزة بولتزر قبل سنوات عديدة. يَظهر كل من مقالها والمقال عنها الآن في ويكي بروجيكت لمواجهة التحيز المنهجي.[9]

تركز بعض الأبحاث على مواضيع غير الفجوة بين سير حياة النساء والرجال على أرابيكا، وتشمل اللغويات، والاختلافات في المواضيع المُغطاة. أجرت جمعية اللغويات الحاسوبية تحليلًا نصيًا للتحيزات بين الجنسين في مقالات أرابيكا. وجدت الدراسة أن المقالات المتعلقة بالنساء تحتوي على عبارات دلالية للنوع الاجتماعي مثل 'female scientist' أي «عالمة امرأة» بينما يُشار إلى الرجال باستخدام مصطلحات أكثر حيادية بين الجنسين مثل 'scientist' دون دلالة على النوع الاجتماعي. خلصت الدراسة إلى أن التحيز الجندري العام آخذ في التناقص في المقالات العلمية والأسرية، بينما يتزايد في المحتوى الفني والإبداعي.[10]

تؤثر المضايقات المتعلقة بالتحيز الجندري على أولئك المُعرّفين كمتوافقي النوع الاجتماعي على أرابيكا، فمثلًا عندما يظهر المشاهير ويُعرّفون أنفسهم كمغايرين للنوع الاجتماعي، يتعرضون غالبًا للتمييز ويصبح ما يجب استخدامه من الضمائر معهم محط جدال. تعدّ الجدالات المتعلقة بتشيلسي مانينغ عام 2013 وكيتلين جينر 2015، من الأمثلة الشهيرة، إذ لم تُحترم الضمائر التي رغبتا في أن تُستخدم معهما، واستُخدمت ضمائر النوع الاجتماعي السابق للتغير.[11]

وجدت دراسة أجريت عام 2021 أن المقالات حول النساء مغايرات النوع الاجتماعي والأشخاص غير الممتثلين لنظام الثنائية الجندري، تحقق نسبة أعلى من مقالاتهم المخصصة لقسم «الحياة الشخصية»، والذي يركز غالبًا على الهوية الجندرية للشخص: «تعدّ الإشارة الضمنية إلى أن الهوية الجندرية سمة جديرة بالملاحظة لهذه المجموعات، مؤشرًا على ممارسة (الآخرية)، عندما يُميّز الأفراد أو يُصنّفون على أنهم لا يتناسبون مع معيار مجتمعي، والذي يُمارس غالبًا في سياق النوع الاجتماعي أو التوجه الجنسي».[12]

مراجع

  1. ^ Adams، Kimberly؛ Alvardo، Jesus (27 يوليو 2021). "Why it's so hard for biographies about women to stay on Wikipedia". Marketplace. مؤرشف من الأصل في 2022-04-28. اطلع عليه بتاريخ 2021-08-03.
  2. ^ أ ب الغارديان 2014 (London) The Guardian view on Wikipedia: evolving truth نسخة محفوظة 12 November 2016 على موقع واي باك مشين.
  3. ^ Reagle، Joseph؛ Rhue، Lauren (2011). "Gender Bias in Wikipedia and Britannica". International Journal of Communication. Joseph Reagle & Lauren Rhue. ج. 5: 1138–1158. مؤرشف من الأصل في 2016-03-22. اطلع عليه بتاريخ 2014-05-01.
  4. ^ Maher، Katherine (18 أكتوبر 2018). "Wikipedia is a mirror of the world's gender biases". مؤسسة ويكيميديا. مؤرشف من الأصل في 2022-04-24. اطلع عليه بتاريخ 2022-03-30.
  5. ^ "The Nobel prize winning scientist who wasn't famous enough for Wikipedia". آيرش تايمز [English]. 3 أكتوبر 2018. مؤرشف من الأصل في 2018-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-03.
  6. ^ Davis، Nicola (2 أكتوبر 2018). "Nobel physics prize winners include first female laureate for 55 years – as it happened". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2019-02-26. اطلع عليه بتاريخ 2019-02-27.
  7. ^ Leyland Cecco (3 أكتوبر 2018). "Female Nobel prize winner deemed not important enough for Wikipedia entry". The Guardian. مؤرشف من الأصل في 2018-10-03. اطلع عليه بتاريخ 2018-10-03.
  8. ^ Wagner، Claudia؛ Graells-Garrido، Eduardo؛ Garcia، David؛ Menczer، Filippo (1 مارس 2016). "Women through the glass ceiling: gender asymmetries in Wikipedia". EPJ Data Science. ج. 5 ع. 5. arXiv:1601.04890. DOI:10.1140/epjds/s13688-016-0066-4. S2CID:1769950.
  9. ^ Schiff، Stacy (24 يوليو 2006). "Know It All". The New Yorker. مؤرشف من الأصل في 2022-05-20.
  10. ^ Noah، Timothy (24 فبراير 2007). "Evicted from Wikipedia". مؤرشف من الأصل في 2022-11-27. {{استشهاد بمجلة}}: الاستشهاد بمجلة يطلب |مجلة= (مساعدة)
  11. ^ Jacobs, Julia (8 Apr 2019). "Wikipedia Isn't Officially a Social Network. But the Harassment Can Get Ugly. (Published 2019)". The New York Times (بen-US). ISSN:0362-4331. Archived from the original on 2022-05-25. Retrieved 2020-10-20.{{استشهاد بخبر}}: صيانة الاستشهاد: لغة غير مدعومة (link)
  12. ^ Field، Anjalie؛ Park، Chan Young؛ Lin، Kevin Z.؛ Tsvetkov، Yulia (9 فبراير 2022). "Controlled Analyses of Social Biases in Wikipedia Bios". Proceedings of the ACM Web Conference 2022. ص. 2624–2635. arXiv:2101.00078. DOI:10.1145/3485447.3512134. ISBN:9781450390965. S2CID:230433680.