تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/677
صيدا مدينة ساحلية تقع شرقي البحر الأبيض المتوسط، وثالث أكبر المدن اللبنانية بعد بيروت وطرابلس وفقاً لعدد السكان، وعاصمة محافظة لبنان الجنوبي، وإحدى أقدم مدن العالم التي مازالت آهلةً إلى اليوم. تقع صيدا شمال صور بحوالي أربعين كيلومتراً، وجنوبي بيروت -العاصمة اللبنانية- بخمسةٍ وأربعين كيلومتراً. ولا يتطابق موقع صيدا الحالي مع موقع صيدون الكنعانية التي كانت موغلةً إلى الشرق أكثر (يدل على ذلك أنّ معظم الآثار الكنعانية المكتشفة وُجدت في القياعة، والهلالية وأخيراً في تلة شرحبيل بن حسنة في بفسطا شرقي المدينة الحالية)، وبينما انحصرت صيدا ضمن أسوارها حتى أواسط القرن التاسعَ عشرَ فقد أخذت -فيما بعد- بالتوسع نحو الشمال والشرق عبر البساتين التي تغطي سهلها. يبلغ عدد سكانها ما يقارب الـ250 الف نسمة حسب التقديرات المحلية لغياب الإحصاءات. 84% من السكان مسلمون سُنّة وحوالي 9% مسلمون شيعة وحوالي 6% مسيحيون عرب. وصيدا مدينة عريقة ذات شهرة تاريخية واسعة، فقد كانت من أقدم دويلات المدن التي أسَّسها على شواطئ البحر المتوسط الكنعانيون (وهم الذين عرفهم الإغريق بالفينيقيّين في هذا السياق)، وبقيت لقرونٍ تتنافس مع صور في دورها كعاصمة سياسيةٍ واقتصاديةٍ للدويلات الكنعانية. تعرَّضتِ المدينة منذ القرن الحادي عشر قبل الميلاد لاجتياحاتٍ عديدةٍ أرهقتها سياسياً واقتصادياً وأدَّت إلى تراجع مكانتها منذ أن غزاها الملك الآشوري تغلث فلاسر الأول، ثم الملك البابلي نبوخذ نصر، ثم الإمبراطور الأخميني الفارسي قمبيز الثاني، ثم الإسكندر الكبير المقدوني، وأخيراً الرومان فالبيزنطيون، كما تعرَّضت لزلازلَ عدةٍ عبر تاريخها كان لبعضها آثار فادحة. دخل العرب المسلمون صيدا أثناء الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وكانت معظم العهد الإسلامي عبارة عن بلدةٍ صغيرةٍ، وشهدت مناوشاتٍ ومعاركَ وانتقالاً للسيادة عدّة مراتٍ فترة الحروب الصليبية، وبالرغم من استعادة المماليك لها إلا أنها بقيت معرَّضةً -خاصةً في عهد المماليك البحرية (1250-1383م)- لغاراتٍ من القراصنة الأوروبيين. تلعب صيدا دوراً استقطابياً مهماً على مستوى جنوب لبنان، وهي اليوم مركز محافظة لبنان الجنوبي ثالث محافظات لبنان وفقاً لعدد السكان ويتبعها ثلاثة أقضيةٍ، كما يوفر لها موقعها المتميز أن تكون صلة وصل بين الجنوب وبيروت، وبين الساحل والشوف وجزين. وقد ازدادت أهميتها بعد اكتمال الطريق السريع (الأوتوستراد) الجنوبي، وتتمركز في صيدا الدوائر الرسمية والمتاجر والمصارف والمؤسسات الخدمية والتعليمية والاستشفائية والصناعية الرئيسية، كما يؤمن لها مرفؤها فرصاً إضافيةً وخاصةً بعدما يجري توسيعه. تضم صيدا في ضواحيها مخيّميْن للاجئين الفلسطينيين هما مخيم عين الحلوة (أكبر مخيمٍ في لبنان) ومخيم المية ومية.
مقالات مختارة أخرى: مانشستر سيتي – الحسين بن علي شريف مكة – العالم من دوننا (كتاب)
ما هي المقالات المختارة؟ – بوابة لبنان – بوابة تجمعات سكانية