تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية الجيدة/187
لعب المسيحيون دورا مهما في ظل الدولة الإسلامية حيث برزت مساهمة القبائل المسيحية إبان الفتوحات العربية، وفي تثبيت أركان الحكم، وبقيت مجتمعات مسيحية على دينها مثل أقباط مصر، وموارنة لبنان، وتغالبة الجزيرة، وكان مسيحيو الشام من القبائل التغلبية يشكلون سندا للأمويين في الجيش، وفي الأسطول اعتمدت الدولة الإسلامية على المسيحيين في إدارة الدولة ودواوينها، فقد كان للمسيحيين العرب دور بارز في العصر الأموي، في إنشاء الدواوين، فاستفاد الأمويون والعباسيون منهم في تعريب الدواوين والإدارة وأبقوهم على رأس وظائفهم؛ وكذلك فعل الفاطميون في مصر، ولم يقتصر الأمر على موظفي الإدارة، بل تعداه إلى الوظائف الكبيرة في الدولة، فقد عمل السريان والنساطرة خلال العصر العباسي في الترجمة و العلوم والفلك والطب فاعتمد عليهم الخلفاء. كما وقاد المسيحيون النهضة القومية العربية، وقد انتقل بعض هؤلاء المفكرين ذوي الأغلبية المسيحية من سوريا ولبنان إلى القاهرة والإسكندرية التي كانت في ظل الخديوي إسماعيل المكان الأكثر انفتاحا في الدولة العثمانية؛ لقد أطلق هؤلاء المسيحيون بصحفهم وجمعياتهم الأدبية والسياسية النهضة العربية في القرن التاسع عشر والتي سرعان ما اتسعت لتشمل أطياف المجتمع برمته. وقد سطع أيضا نجم عدد وافر من الشخصيات المسيحية العربية في الوطن العربي والمهجر في مناصب سياسية واقتصادية بارزة، كما ولا يزال للطوائف المسيحية، دور بارز في المجتمع العربي، لم ينقطع، لعل أبرز مراحله النهضة العربية في القرن التاسع عشر ، ومسيحيو الشرق الأوسط هم أغنياء نسبيا، ومتعلمون، ومعتدلون سياسيا، كما ولهم اليوم دور فاعل في مختلف النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويدير المسيحيون اليوم عددا من المدارس ومراكز النشاط الاجتماعي والمستشفيات والجامعات، وتقدم هذه المؤسسات مستوى عاليا من الخدمات.
مقالات جيدة أخرى: أم الفحم – الحملة الصليبية الثانية – مريانا مراش
ما هي المقالات الجيدة؟ – بوابة مسيحية – بوابة تاريخ العلوم