بايزيد الثاني: الفرق بين النسختين

اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
لا يوجد ملخص تحرير
ط (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات)
 
لا ملخص تعديل
 
سطر 142: سطر 142:
[[ملف:Liberación de los cautivos de Málaga por los Reyes Católicos (Museo de Málaga).jpg|تصغير|يمين|لوحة تُصوِّرُ إخراج المُسلمين من مالقة مُكبلين بِالحديد واستعراضهم أمام الملكين الكاثوليكيين.]]
[[ملف:Liberación de los cautivos de Málaga por los Reyes Católicos (Museo de Málaga).jpg|تصغير|يمين|لوحة تُصوِّرُ إخراج المُسلمين من مالقة مُكبلين بِالحديد واستعراضهم أمام الملكين الكاثوليكيين.]]
حال بُعد المسافة دُون وُصُول الرُسُل الأندلُسيين إلى سلاطين الإسلام في الوقت المُناسب، فسقطت مالقة بِيد النصارى يوم [[28 شعبان]] [[892 هـ|892هـ]] المُوافق فيه [[18 أغسطس|18 آب (أغسطس)]] [[1487]]م، ولم يلتزم فرديناند بِعُهُود الأمان التي قطعها لِأهل المدينة، فأصدر قرارًا بِاعتبار المُسلمين المالقيين [[الكنيسة الكاثوليكية والعبودية|رقيقًا]] يجب عليهم افتداء أنفُسهم ومتاعهم مهما اختلفت أحوالهم الاجتماعيَّة وظُرُوفهم، وترك جُنُوده يعيثون خرابًا في المدينة.<ref name="عنان1"/> ولَّد سُقُوط مالقة، التي كانت مدينةً مُسلمةً طيلة 776 سنة، التأثُّر والهياج في جميع أنحاء ديار الإسلام، وكان القشتاليُّون يعتمدون على استمرار الحرب بين العُثمانيين والمماليك لِيُتابعوا هُجُومهم ويأخُذُوا غرناطة، لكن ما أن بلغهم انعقاد الصُلح بين الدولتين العُثمانية والمملوكيَّة حتَّى اضطربوا وقرَّروا الانتظار مُدَّةً من الزمن حتَّى تتوضَّح الأُمُور وتتبيَّن ردَّة الفعل الإسلاميَّة. ومن الجدير بِالذِكر أنَّ خشية قشتالة لِلمماليك كانت أكثر وأشد من خشيتهم لِلعُثمانيينن لِأنَّهم لم يسمعوا بِعلاقة الدولة العُثمانيَّة بِالحوض الغربي لِلبحر المُتوسِّط و[[المغرب العربي|بِالمغرب]]، بينما كان لِلمماليك علاقات تجاريَّة وثيقة مع ثُغُور الأندلُس ولا سيَّما مالقة وألمرية، كما كانت لهم هيبتهم التالدة بين الدُول المسيحيَّة مُنذُ [[حملات صليبية|الحملات الصليبيَّة]]، وبِالأخص لأنَّ الدولة المملوكيَّة تحكم [[الأراضي المقدسة|البقاع المسيحيَّة المُقدَّسة]]، وبين رعاياها ملايينٌ من النصارى.<ref name="عنان1"/> وفي الحقيقة، لم يكن من الميسور على المماليك تلبية نداء الأندلُس بِطريقةٍ فعَّالةٍ، فيُرسلون إليهم الإمداد أو المُساعدات الماديَّة على ما بين مصر والأندلُس من البُعد، وعلى ما كان يشغل المماليك يومئذٍ من الحوادث الداخليَّة وتوجُّسهم من أن يُعاود العُثمانيُّون التحرُّك على حُدُودهم الشماليَّة. ولكن مع ذلك، حاول السُلطان قايتباي مُعاونة الأندلُس بِطريق الدبلوماسيَّة، فأرسل رئيس دير الرُهبان [[فرنسيسكانية|الفرنسيسكان]] في بيت المقدس، القس أنطونيو ميلان، وعهد إليه بِكُتبٍ إلى البابا إنوسنت الثامن و[[فرديناندو الأول ملك نابولي|فرديناند الأوَّل]] ملك [[مملكة نابولي|النبلطان (ناپولي)]] وإلى الملكين الكاثوليكيين. وفي رسائله عاتب السُلطان مُلُوك النصارى على ما ينزل بِأبناء دينه في غرناطة وطالب فرديناند وإيزابيلَّا بِكف يديهما عن المُسلمين، وأن يتدخَّل في ذلك البابا والملك النبلطاني، وإلَّا فإنَّهُ سيبطش بِكبار الكهنة في بيت المقدس ويهدم قبر المسيح ذاته وكُل الأديار والكنائس والآثار المسيحيَّة المُقدَّسة، ويمنع دُخُول النصارى كافَّةً إلى بيت المقدس.<ref name="عنان2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد=العصر الرابع: نهاية الأندلُس وتاريخ العرب المُتنصرين|إصدار= الرابعة |صفحة= 220 - 222|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|تاريخ الوصول= [[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190923180647/https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf|تاريخ أرشيف=[[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf}}</ref> لم يعبأ الملكان الكاثوليكيَّان بِرسالة السُلطان قايتباي، ولم يرَ أيٌّ منهما في مطالبه ووعيده ما يحملُهما على تغيير خطَّتهما، في الوقت الذي أخذت فيه قواعد الأندلُس الباقية تسقط تباعًا في أيديهما، واقترب فيه أجل الظفر النهائي،<ref name="عنان2"/> وكان منبع اطمئنانهما أيضًا يقينهما بأنَّ أي دولة إسلاميَّة لن تُقدم على الإضرار بِرعاياها المسيحيين المُسالمين والطائعين، حيثُ أنَّ المماليك لم يمسُّوا النصارى في [[فلسطين]] بِسُوء، ولم يمنعوا الحُجَّاج المسيحيين.<ref name="أوزتونا5"/>
حال بُعد المسافة دُون وُصُول الرُسُل الأندلُسيين إلى سلاطين الإسلام في الوقت المُناسب، فسقطت مالقة بِيد النصارى يوم [[28 شعبان]] [[892 هـ|892هـ]] المُوافق فيه [[18 أغسطس|18 آب (أغسطس)]] [[1487]]م، ولم يلتزم فرديناند بِعُهُود الأمان التي قطعها لِأهل المدينة، فأصدر قرارًا بِاعتبار المُسلمين المالقيين [[الكنيسة الكاثوليكية والعبودية|رقيقًا]] يجب عليهم افتداء أنفُسهم ومتاعهم مهما اختلفت أحوالهم الاجتماعيَّة وظُرُوفهم، وترك جُنُوده يعيثون خرابًا في المدينة.<ref name="عنان1"/> ولَّد سُقُوط مالقة، التي كانت مدينةً مُسلمةً طيلة 776 سنة، التأثُّر والهياج في جميع أنحاء ديار الإسلام، وكان القشتاليُّون يعتمدون على استمرار الحرب بين العُثمانيين والمماليك لِيُتابعوا هُجُومهم ويأخُذُوا غرناطة، لكن ما أن بلغهم انعقاد الصُلح بين الدولتين العُثمانية والمملوكيَّة حتَّى اضطربوا وقرَّروا الانتظار مُدَّةً من الزمن حتَّى تتوضَّح الأُمُور وتتبيَّن ردَّة الفعل الإسلاميَّة. ومن الجدير بِالذِكر أنَّ خشية قشتالة لِلمماليك كانت أكثر وأشد من خشيتهم لِلعُثمانيينن لِأنَّهم لم يسمعوا بِعلاقة الدولة العُثمانيَّة بِالحوض الغربي لِلبحر المُتوسِّط و[[المغرب العربي|بِالمغرب]]، بينما كان لِلمماليك علاقات تجاريَّة وثيقة مع ثُغُور الأندلُس ولا سيَّما مالقة وألمرية، كما كانت لهم هيبتهم التالدة بين الدُول المسيحيَّة مُنذُ [[حملات صليبية|الحملات الصليبيَّة]]، وبِالأخص لأنَّ الدولة المملوكيَّة تحكم [[الأراضي المقدسة|البقاع المسيحيَّة المُقدَّسة]]، وبين رعاياها ملايينٌ من النصارى.<ref name="عنان1"/> وفي الحقيقة، لم يكن من الميسور على المماليك تلبية نداء الأندلُس بِطريقةٍ فعَّالةٍ، فيُرسلون إليهم الإمداد أو المُساعدات الماديَّة على ما بين مصر والأندلُس من البُعد، وعلى ما كان يشغل المماليك يومئذٍ من الحوادث الداخليَّة وتوجُّسهم من أن يُعاود العُثمانيُّون التحرُّك على حُدُودهم الشماليَّة. ولكن مع ذلك، حاول السُلطان قايتباي مُعاونة الأندلُس بِطريق الدبلوماسيَّة، فأرسل رئيس دير الرُهبان [[فرنسيسكانية|الفرنسيسكان]] في بيت المقدس، القس أنطونيو ميلان، وعهد إليه بِكُتبٍ إلى البابا إنوسنت الثامن و[[فرديناندو الأول ملك نابولي|فرديناند الأوَّل]] ملك [[مملكة نابولي|النبلطان (ناپولي)]] وإلى الملكين الكاثوليكيين. وفي رسائله عاتب السُلطان مُلُوك النصارى على ما ينزل بِأبناء دينه في غرناطة وطالب فرديناند وإيزابيلَّا بِكف يديهما عن المُسلمين، وأن يتدخَّل في ذلك البابا والملك النبلطاني، وإلَّا فإنَّهُ سيبطش بِكبار الكهنة في بيت المقدس ويهدم قبر المسيح ذاته وكُل الأديار والكنائس والآثار المسيحيَّة المُقدَّسة، ويمنع دُخُول النصارى كافَّةً إلى بيت المقدس.<ref name="عنان2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد عبد الله عنان|عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله]]|عنوان= دولة الإسلام في الأندلُس|المجلد=العصر الرابع: نهاية الأندلُس وتاريخ العرب المُتنصرين|إصدار= الرابعة |صفحة= 220 - 222|سنة= [[1417 هـ|1417هـ]] - [[1997]]م|ناشر= مكتبة الخانجي|تاريخ الوصول= [[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20190923180647/https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf|تاريخ أرشيف=[[23 سبتمبر|23 أيلول (سپتمبر)]] [[2019]]م|مسار= https://ia800307.us.archive.org/26/items/waq53212/04_53217.pdf}}</ref> لم يعبأ الملكان الكاثوليكيَّان بِرسالة السُلطان قايتباي، ولم يرَ أيٌّ منهما في مطالبه ووعيده ما يحملُهما على تغيير خطَّتهما، في الوقت الذي أخذت فيه قواعد الأندلُس الباقية تسقط تباعًا في أيديهما، واقترب فيه أجل الظفر النهائي،<ref name="عنان2"/> وكان منبع اطمئنانهما أيضًا يقينهما بأنَّ أي دولة إسلاميَّة لن تُقدم على الإضرار بِرعاياها المسيحيين المُسالمين والطائعين، حيثُ أنَّ المماليك لم يمسُّوا النصارى في [[فلسطين]] بِسُوء، ولم يمنعوا الحُجَّاج المسيحيين.<ref name="أوزتونا5"/>
[[ملف:Kemalreis.jpg|تصغير|رسمٌ لِكمال الدين أحمد بن عليّ القرماني، الشهير بِكمال ريِّس، أمير الحملة البحريَّة لِإنقاذ المُسلمين واليهود الأندلُسيين.]]
وكتب فرديناند وإيزابيلَّا إلى السُلطان المملوكي في أدبٍ ومُجاملةٍ أنَّهُما لا يُفرِّقان في المُعاملة بين رعاياهما المُسلمين والنصارى، ولكنَّهما لا يستطيعان صبرًا على ترك أرض الآباء والأجداد في يد الأجانب، وأنَّ المُسلمين إذا شاءوا حياةً في ظل حُكمهما راضين مُخلصين، فإنهم سوف يلقون منهما نفس ما يلقاه الرعايا الآخرون من الرعاية. ومن غير المعلوم مصير هذه الرسالة وما إذا كانت وصلت بلاط القاهرة، وليس في المصادر الإسلاميَّة ما ينص على أنَّ السُلطان المملوكي نفَّذ وعيده، ويُرجَّح أنَّهُ شُغل عن هذا بالاضطرابات الداخليَّة، ومن ثُمَّ فإنَّهُ يبدو أنَّ مُحاولة المماليك إنقاذ الأندلُس قد وقفت عند هذا الحد.<ref name="عنان2"/> أمَّا في إسلامبول، فقد عرض السُفراء الأندلُسيين على بايزيد الثاني الوضع الأليم سالِف الذِكر، فتأثَّر لِكلامهم وطلب انعقاد الديوان الهمايوني، فصدر القرار بِإرسال أُسطُولٍ عُثمانيٍّ إلى الحوض الغربي لِلبحر المُتوسِّط، وعُيِّن [[كمال ريس|كمالُ الدين أحمد بن عليّ القرماني، الشهير بِكمال ريِّس]]، [[أدميرال|أميرًا]] عليه، وأبحر على الفور، لِتكون تلك الحملة البحريَّة العُثمانيَّة الأولى في غرب البحر المُتوسِّط،<ref name="أوزتونا5"/><ref group="en">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Pitcher, Donald Edgar|عنوان= An Historical Geography of the Ottoman Empire: From Earliest Times to the End of the Sixteenth Century|إصدار= المُصوَّرة|صفحة= 99|سنة= [[1973]]|ناشر= Brill Archive|مسار= https://books.google.com.lb/books?id=8gs4AAAAIAAJ&pg=PA99&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829221448/https://books.google.com.lb/books?id=8gs4AAAAIAAJ&pg=PA99&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> ونُقطة انطلاق الحرب الطويلة، التي سوف تدُومُ قُرونًا، بين الدولة العُثمانيَّة ومملكة قشتالة، التي ستُصبح [[الإمبراطورية الإسبانية|الإمبراطوريَّة الإسپانيَّة]].<ref name="أوزتونا5"/> وذكر المُؤرخون الغربيُّون أنَّ بايزيد اتفق مع قايتباي على أن يُرسل الأوَّل أُسطُولًا على سواحل [[صقلية]] لِكونها تابعة لِمملكة قشتالة، وأنَّ يُجهِّز الآخر بُعُوثًا من جهة إفريقية لِنجدة الأندلُس،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[شكيب أرسلان|أرسلان، شكيب]]|عنوان= خُلاصة تاريخ الأندلُس|إصدار= الأولى|صفحة= 213|سنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|ناشر= منشورات دار مكتبة الحياة|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/stream/FP148734/148734#page/n212/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829223352/https://archive.org/stream/FP148734/148734 | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> على أنَّ هذه الرواية لم ترد في المصادر الإسلاميَّة، وإنَّما يبدو أنَّ بايزيد شجَّع البحَّارة المُسلمين المغاربة، الذين كانوا قد بدءوا فعلًا في التحرُّك لِنجدة إخوانهم والحُصُول على الغنائم، على الإغارة على السُفن المسيحيَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= زغروت، فتحي|عنوان= العُثمانيُّون ومُحاولات إنقاذ مُسلمي الأندلُس مُنذُ سُقُوط غرناطة حتَّى الطرد النهائي|إصدار= الأولى|صفحة= 42 - 43|سنة= [[1432 هـ|1432هـ]] - [[2011]]م|ناشر= الأندلُس الجديدة لِلنشر والتوزيع|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia803102.us.archive.org/25/items/3.5.2018/A03137.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829224917/https://ia803102.us.archive.org/25/items/3.5.2018/A03137.pdf | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> وتنُصُّ بعض المصادر أنَّ الرئيس الروحي لِليهود في الدولة العُثمانيَّة، وهو [[حاخام باشي|الحاخامباشي]] [[موسى كابسالي|مُوسى بن إلياس كاپسالي الإقريطشي]]، لعب دورًا في تزيين أمر الحملة لِبايزيد كي يُنقذ أبناء دينه من الفناء، علمًا بِأنَّ الحاخام المذكور كان عُضوًا في الديوان الهمايوني إلى جانب [[المفتي الأكبر|المُفتي الأكبر]] و[[بطريركية القسطنطينية المسكونية|البطريرك المسكوني]].<ref group="en">{{استشهاد ويب|عنوان=Rabbi Moshe Capsali - (Circa 5180-5255; 1420-1495)|مسار=https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/112321/jewish/Rabbi-Moshe-Capsali.htm|موقع=www.chabad.org|لغة=en|تاريخ الوصول=2020-05-17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200731215723/https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/112321/jewish/Rabbi-Moshe-Capsali.htm | تاريخ أرشيف = 31 يوليو 2020 }}</ref>
وكتب فرديناند وإيزابيلَّا إلى السُلطان المملوكي في أدبٍ ومُجاملةٍ أنَّهُما لا يُفرِّقان في المُعاملة بين رعاياهما المُسلمين والنصارى، ولكنَّهما لا يستطيعان صبرًا على ترك أرض الآباء والأجداد في يد الأجانب، وأنَّ المُسلمين إذا شاءوا حياةً في ظل حُكمهما راضين مُخلصين، فإنهم سوف يلقون منهما نفس ما يلقاه الرعايا الآخرون من الرعاية. ومن غير المعلوم مصير هذه الرسالة وما إذا كانت وصلت بلاط القاهرة، وليس في المصادر الإسلاميَّة ما ينص على أنَّ السُلطان المملوكي نفَّذ وعيده، ويُرجَّح أنَّهُ شُغل عن هذا بالاضطرابات الداخليَّة، ومن ثُمَّ فإنَّهُ يبدو أنَّ مُحاولة المماليك إنقاذ الأندلُس قد وقفت عند هذا الحد.<ref name="عنان2"/> أمَّا في إسلامبول، فقد عرض السُفراء الأندلُسيين على بايزيد الثاني الوضع الأليم سالِف الذِكر، فتأثَّر لِكلامهم وطلب انعقاد الديوان الهمايوني، فصدر القرار بِإرسال أُسطُولٍ عُثمانيٍّ إلى الحوض الغربي لِلبحر المُتوسِّط، وعُيِّن [[كمال ريس|كمالُ الدين أحمد بن عليّ القرماني، الشهير بِكمال ريِّس]]، [[أدميرال|أميرًا]] عليه، وأبحر على الفور، لِتكون تلك الحملة البحريَّة العُثمانيَّة الأولى في غرب البحر المُتوسِّط،<ref name="أوزتونا5"/><ref group="en">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Pitcher, Donald Edgar|عنوان= An Historical Geography of the Ottoman Empire: From Earliest Times to the End of the Sixteenth Century|إصدار= المُصوَّرة|صفحة= 99|سنة= [[1973]]|ناشر= Brill Archive|مسار= https://books.google.com.lb/books?id=8gs4AAAAIAAJ&pg=PA99&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829221448/https://books.google.com.lb/books?id=8gs4AAAAIAAJ&pg=PA99&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> ونُقطة انطلاق الحرب الطويلة، التي سوف تدُومُ قُرونًا، بين الدولة العُثمانيَّة ومملكة قشتالة، التي ستُصبح [[الإمبراطورية الإسبانية|الإمبراطوريَّة الإسپانيَّة]].<ref name="أوزتونا5"/> وذكر المُؤرخون الغربيُّون أنَّ بايزيد اتفق مع قايتباي على أن يُرسل الأوَّل أُسطُولًا على سواحل [[صقلية]] لِكونها تابعة لِمملكة قشتالة، وأنَّ يُجهِّز الآخر بُعُوثًا من جهة إفريقية لِنجدة الأندلُس،<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[شكيب أرسلان|أرسلان، شكيب]]|عنوان= خُلاصة تاريخ الأندلُس|إصدار= الأولى|صفحة= 213|سنة= [[1403 هـ|1403هـ]] - [[1983]]م|ناشر= منشورات دار مكتبة الحياة|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار= https://archive.org/stream/FP148734/148734#page/n212/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829223352/https://archive.org/stream/FP148734/148734 | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> على أنَّ هذه الرواية لم ترد في المصادر الإسلاميَّة، وإنَّما يبدو أنَّ بايزيد شجَّع البحَّارة المُسلمين المغاربة، الذين كانوا قد بدءوا فعلًا في التحرُّك لِنجدة إخوانهم والحُصُول على الغنائم، على الإغارة على السُفن المسيحيَّة.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= زغروت، فتحي|عنوان= العُثمانيُّون ومُحاولات إنقاذ مُسلمي الأندلُس مُنذُ سُقُوط غرناطة حتَّى الطرد النهائي|إصدار= الأولى|صفحة= 42 - 43|سنة= [[1432 هـ|1432هـ]] - [[2011]]م|ناشر= الأندلُس الجديدة لِلنشر والتوزيع|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار= https://ia803102.us.archive.org/25/items/3.5.2018/A03137.pdf| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200829224917/https://ia803102.us.archive.org/25/items/3.5.2018/A03137.pdf | تاريخ أرشيف = 29 أغسطس 2020 }}</ref> وتنُصُّ بعض المصادر أنَّ الرئيس الروحي لِليهود في الدولة العُثمانيَّة، وهو [[حاخام باشي|الحاخامباشي]] [[موسى كابسالي|مُوسى بن إلياس كاپسالي الإقريطشي]]، لعب دورًا في تزيين أمر الحملة لِبايزيد كي يُنقذ أبناء دينه من الفناء، علمًا بِأنَّ الحاخام المذكور كان عُضوًا في الديوان الهمايوني إلى جانب [[المفتي الأكبر|المُفتي الأكبر]] و[[بطريركية القسطنطينية المسكونية|البطريرك المسكوني]].<ref group="en">{{استشهاد ويب|عنوان=Rabbi Moshe Capsali - (Circa 5180-5255; 1420-1495)|مسار=https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/112321/jewish/Rabbi-Moshe-Capsali.htm|موقع=www.chabad.org|لغة=en|تاريخ الوصول=2020-05-17| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20200731215723/https://www.chabad.org/library/article_cdo/aid/112321/jewish/Rabbi-Moshe-Capsali.htm | تاريخ أرشيف = 31 يوليو 2020 }}</ref>


قائمة التصفح