4٬828
تعديل
تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) ط (استبدال قوالب (بداية قصيدة، بيت ، شطر، نهاية قصيدة) -> أبيات) |
عبود السكاف (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
سطر 89: | سطر 89: | ||
=== اعتراف الخِلافة العبَّاسيَّة والسلطنة المملوكيَّة بِمُلك مُحمَّد الأوَّل === | === اعتراف الخِلافة العبَّاسيَّة والسلطنة المملوكيَّة بِمُلك مُحمَّد الأوَّل === | ||
[[ملف:Flickr - Gaspa - Cairo, minareto della Moschea el-Muhayyad (1).jpg|تصغير|[[مسجد السلطان المؤيد شيخ|مسجد المؤيد شيخ]]، السُلطان القائم على العرش المملوكي يوم تربَّع مُحمَّد چلبي على عرش آل عُثمان، في القاهرة.]] | [[ملف:Flickr - Gaspa - Cairo, minareto della Moschea el-Muhayyad (1).jpg|تصغير|[[مسجد السلطان المؤيد شيخ|مسجد المؤيد شيخ]]، السُلطان القائم على العرش المملوكي يوم تربَّع مُحمَّد چلبي على عرش آل عُثمان، في القاهرة.]] | ||
امتازت العلاقات العُثمانيَّة المملوكيَّة بِالود والتقارب الشديدين، مُنذُ أن قامت الدولة العُثمانيَّة وأخذت على عاتقها فتح [[البلقان|بلاد البلقان]] ونشر الإسلام في رُبُوعها، وخطب السلاطين العُثمانيين ودَّ السلاطين المماليك باعتبارهم زُعماء العالم الإسلامي والقائمين على حماية الخِلافة الإسلاميَّة، واعترفوا لهم بِالأولويَّة السياسيَّة والدينيَّة، بينما خطَّطوا لِأنفُسهم دورًا مُتواضعًا هو دور [[بك|البكوات]] حُماة حُدود ديار الإسلام.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشَّام|إصدار= الأولى|صفحة= 399|سنة= [[1418 هـ|1418هـ]] - [[1997]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia601606.us.archive.org/10/items/adel-0055/History01690.pdf|تاريخ الوصول=[[20 مايو|20 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010625/https://ia601606.us.archive.org/10/items/adel-0055/History01690.pdf | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> هذا وقد ظلَّ المماليك ينظرون إلى تحرُّكات العُثمانيين الجهاديَّة كجُزءٍ من المسألة الإسلاميَّة العامَّة. وعلى الرُغم من أنَّ العلاقات المملوكيَّة العُثمانيَّة عرفت بعض الجفاء خِلال عهد بايزيد الأوَّل بِسبب طُمُوحاته التوسُّعيَّة، إلَّا أنها سُرعان ما عادت إلى سابق عهدها عند جُلُوس ابنه مُحمَّد، الذي كان عليه أن يحصل على مُباركة ومُوافقة كُلٍ من [[قائمة الخلفاء العباسيين#خلفاء القاهرة|الخليفة العبَّاسي المُقيم بِالقاهرة]] والسُلطان المملوكي على تولِّيه عرش آبائه وأجداده بِصفته سُلطان بني عُثمان الأوحد، خاصَّةً بعد الفوضى والاقتتال الذي جرى نتيجة أسر السُلطان بايزيد ووفاته. وصودف في تلك الفترة أن تولَّى عرش [[الدولة المملوكية|الدولة المملوكيَّة]] سُلطانٌ جديد هو [[المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي|أبو النصر شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري]]، فأرسل إليه السُلطان العُثماني كتابًا بِاللُغة العربيَّة، حُرِّر بيد قاضي قصبة إینهگول في أواسط ذي الحجَّة سنة [[817 هـ|817هـ]] المُوافق فيه أواخر شُباط (فبراير) سنة [[1415]]م، يُهنأه فيه ويدعو له بِدوام المُلك والعزَّة، ويُخبره بانتصاره وانفراده بِحُكم بلاد آبائه، ويُعلمه أنَّ تحالفه مع الإمبراطور البيزنطي ضدَّ أخيه موسى كان لِدفع الفتنة وتوحيد كلمة المُسلمين، وأرسل له أقمشة فاخرة كهدايا. أمَّا نص الرسالة فهو:<ref name="فاضل">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[فاضل بيات|بيات، فاضل]]|عنوان= البلاد العربيَّة في الوثائق العُثمانيَّة: النصف الأوَّل من القرن 10هـ - 16م|إصدار=الأولى|صفحة=3 - 7|سنة= [[2010]]|ناشر=[[مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)]]|ردمك= 9789290632085|المجلد=الجُزء الأوَّل|مكان=[[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]}}</ref><ref name="البيان">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=تدمري |الأول=عُمر عبدُ السلام|مؤلف-وصلة=عمر عبد السلام تدمري|عنوان=العلاقة بين العُثمانيين والمماليك |المجلد=العدد 413 | امتازت العلاقات العُثمانيَّة المملوكيَّة بِالود والتقارب الشديدين، مُنذُ أن قامت الدولة العُثمانيَّة وأخذت على عاتقها فتح [[البلقان|بلاد البلقان]] ونشر الإسلام في رُبُوعها، وخطب السلاطين العُثمانيين ودَّ السلاطين المماليك باعتبارهم زُعماء العالم الإسلامي والقائمين على حماية الخِلافة الإسلاميَّة، واعترفوا لهم بِالأولويَّة السياسيَّة والدينيَّة، بينما خطَّطوا لِأنفُسهم دورًا مُتواضعًا هو دور [[بك|البكوات]] حُماة حُدود ديار الإسلام.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد سهيل طقوش|طقُّوش، مُحمَّد سُهيل]]|عنوان= تاريخ المماليك في مصر وبلاد الشَّام|إصدار= الأولى|صفحة= 399|سنة= [[1418 هـ|1418هـ]] - [[1997]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://ia601606.us.archive.org/10/items/adel-0055/History01690.pdf|تاريخ الوصول=[[20 مايو|20 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010625/https://ia601606.us.archive.org/10/items/adel-0055/History01690.pdf | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> هذا وقد ظلَّ المماليك ينظرون إلى تحرُّكات العُثمانيين الجهاديَّة كجُزءٍ من المسألة الإسلاميَّة العامَّة. وعلى الرُغم من أنَّ العلاقات المملوكيَّة العُثمانيَّة عرفت بعض الجفاء خِلال عهد بايزيد الأوَّل بِسبب طُمُوحاته التوسُّعيَّة، إلَّا أنها سُرعان ما عادت إلى سابق عهدها عند جُلُوس ابنه مُحمَّد، الذي كان عليه أن يحصل على مُباركة ومُوافقة كُلٍ من [[قائمة الخلفاء العباسيين#خلفاء القاهرة|الخليفة العبَّاسي المُقيم بِالقاهرة]] والسُلطان المملوكي على تولِّيه عرش آبائه وأجداده بِصفته سُلطان بني عُثمان الأوحد، خاصَّةً بعد الفوضى والاقتتال الذي جرى نتيجة أسر السُلطان بايزيد ووفاته. وصودف في تلك الفترة أن تولَّى عرش [[الدولة المملوكية|الدولة المملوكيَّة]] سُلطانٌ جديد هو [[المؤيد أبو النصر شيخ المحمودي|أبو النصر شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري]]، فأرسل إليه السُلطان العُثماني كتابًا بِاللُغة العربيَّة، حُرِّر بيد قاضي قصبة إینهگول في أواسط ذي الحجَّة سنة [[817 هـ|817هـ]] المُوافق فيه أواخر شُباط (فبراير) سنة [[1415]]م، يُهنأه فيه ويدعو له بِدوام المُلك والعزَّة، ويُخبره بانتصاره وانفراده بِحُكم بلاد آبائه، ويُعلمه أنَّ تحالفه مع الإمبراطور البيزنطي ضدَّ أخيه موسى كان لِدفع الفتنة وتوحيد كلمة المُسلمين، وأرسل له أقمشة فاخرة كهدايا. أمَّا نص الرسالة فهو:<ref name="فاضل">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[فاضل بيات|بيات، فاضل]]|عنوان= البلاد العربيَّة في الوثائق العُثمانيَّة: النصف الأوَّل من القرن 10هـ - 16م|إصدار=الأولى|صفحة=3 - 7|سنة= [[2010]]|ناشر=[[مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية (إرسيكا)]]|ردمك= 9789290632085|المجلد=الجُزء الأوَّل|مكان=[[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]}}</ref><ref name="البيان">{{استشهاد بدورية محكمة |الأخير=تدمري |الأول=عُمر عبدُ السلام|مؤلف-وصلة=عمر عبد السلام تدمري|عنوان=العلاقة بين العُثمانيين والمماليك |المجلد=العدد 413 |صحيفة=جريدة البيان|مسار أرشيف=https://web.archive.org/web/20180520213012/http://www.albayanlebanon.com/news.php?IssueAr=415&id=20590&idC=|مسار=http://www.albayanlebanon.com/news.php?IssueAr=415&id=20590&idC=|تاريخ أرشيف=[[20 مايو|20 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م| تاريخ الوصول = أكتوبر 2020 |حالة المسار=dead|تاريخ=[[20 مايو|20 أيَّار (مايو)]]-[[20 مايو|20 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م}}</ref> | ||
<blockquote>{{بسملة}}</blockquote> | <blockquote>{{بسملة}}</blockquote> | ||
[[ملف:The Dome of El Moaiyad (Muayyad) from Bab Zuweyleh (Zuwailah), Cairo. (1907) - TIMEA.jpg|تصغير|جانب من القاهرة، مقر السلطنة المملوكيَّة والخِلافة الإسلاميَّة زمن السُلطان مُحمَّد الأوَّل.]] | [[ملف:The Dome of El Moaiyad (Muayyad) from Bab Zuweyleh (Zuwailah), Cairo. (1907) - TIMEA.jpg|تصغير|جانب من القاهرة، مقر السلطنة المملوكيَّة والخِلافة الإسلاميَّة زمن السُلطان مُحمَّد الأوَّل.]] | ||
سطر 118: | سطر 118: | ||
=== قتال الأمير جُنيد بن إبراهيم الآيديني === | === قتال الأمير جُنيد بن إبراهيم الآيديني === | ||
[[ملف:Efeso - Fortezza.JPG|تصغير|يمين|alt=صورة حصن قروسطي على تلة مُشجرة|حصن «آيا سلوق». التجأ إليه الأمير [[جنيد بك الآيديني|جُنيد بك الآيديني]] هربًا من وجه الجيش العُثماني والسُلطان مُحمَّد الأوَّل.]] | [[ملف:Efeso - Fortezza.JPG|تصغير|يمين|alt=صورة حصن قروسطي على تلة مُشجرة|حصن «آيا سلوق». التجأ إليه الأمير [[جنيد بك الآيديني|جُنيد بك الآيديني]] هربًا من وجه الجيش العُثماني والسُلطان مُحمَّد الأوَّل.]] | ||
رُغم انسحاب القرمانيين من أمام أسوار بورصة، إلَّا أنَّ السُلطان مُحمَّد توجَّه إلى الأناضول في سنة [[1414]]م لِمُعاقبة الأمير القرماني على فعلته، ولاستعراض مهاراته العسكريَّة أمام الأُمراء التُركمان وإظهار قُدرة العُثمانيين المُتفوِّقة، كي لا يُداخل أحد الأُمراء فكرة الانفصال عن الدولة العُثمانيَّة مُجددًا.<ref>{{استشهاد بكتاب| الأخير = ڤاتان | الأول = نيقولا | سنة = [[1993]] | عنوان = صعود العثمانيين، فصل في كتاب تاريخ الدولة العُثمانيَّة | ناشر = دار الفكر للدراسات | مكان = تعريب بشير السباعي. [[القاهرة]]-[[مصر]]|إصدار=الأولى|المجلد=الجزء الأوَّل|صفحة= 84}}</ref> وقبل توجهه لِقتال القرمانيين، ذهب السُلطان لِمُعاقبة جُنيد بك بن إبراهيم بهادُر الآيديني الذي استولى على كوتاهية بِتحريضٍ من الأمير ناصر الدين مُحمَّد القرماني.<ref group="ْ">[[:tr:İsmail Hakkı Uzunçarşılı|İsmail Hakkı Uzunçarşılı]], ''Anadolu Beylikleri ve Akkoyunlo Karakoualu Devletleri'', [[أنقرة|Ankara]]، [[1968]], sayfa . 4</ref> وجُنيد المذكور هو آخر أُمراء بنو آيدين، وكان قد خضع لِلشاهزاده سُليمان چلبي عندما حمل الأخير على إمارة بني آيدين خِلال دور الفترة، كما أُسلف، فقبض على الأمير جُنيد وأخذه معه إلى الروملِّي وعيَّنهُ حاكمًا على مدينة [[أوخريد|أُخريذة]]، ولمَّا قُتل سُليمان على يد أخيه موسى، واستقلَّ الأخير ببلاد الروملِّي، أطلق سراح جُنيد بغية توجهه إلى الأناضول لِإثارة المشاكل في وجه مُحمَّد چلبي. ولمَّا اضطرَّ الأمير القرماني إلى الانسحاب من أمام بورصة، شجَّع جُنيد بك على إشهار العصيان واحتلال كوتاهية وبعض أعمالها في سبيل إشغال العُثمانيين عنه.<ref name="جلبي مقاتل" /> بدايةً، حاول السُلطان العُثماني تجنُّب الدُخول في معركةٍ مع الأمير الآيديني، وأرسل لهُ يُطالبه بِإعادة البلاد التي استولى عليها، ويُخبره أنَّه سيتركه حاكمًا على إزمير وأعمالها طالما سيعترف بِالسيادة العُثمانيَّة، واقترح عليه أن يتصاهر البيتان العُثماني والآيديني، بأن يتزوَّج السُلطان ابنة جُنيد بك. ولمَّا تلقَّى جُنيد هذه الرسالة، سخر من العرض الوارد فيها، وزوَّج ابنته لِأحد [[الرق في الإسلام|عبيده]] [[ألبان|الأرناؤوطيين]]، وأرسل إلى السُلطان العُثماني رسالةً مُهينة جاء فيها: {{اقتباس مضمن|اتَّخَذنَا لِنَفسِنَا صِهرًا أَرنَاؤُوطِيًّا مِثلُك، وَهُوَ عَبدٌ مَعتُوقٌ مِثلُك، لَهُ سَيِّدٌ عَظِيمٌ مِثلُك، بَل هُوَ أصغَرُ مِنكَ سنًّا وَأَكثَرُ مِنكَ حِكمَةً}}.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير = Magoulias | محرر-الأول = Harry | عنوان = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | ناشر = Wayne State University Press | مكان = Detroit | سنة = 1975 | isbn = 0-8143-1540-2 | صفحات= | رُغم انسحاب القرمانيين من أمام أسوار بورصة، إلَّا أنَّ السُلطان مُحمَّد توجَّه إلى الأناضول في سنة [[1414]]م لِمُعاقبة الأمير القرماني على فعلته، ولاستعراض مهاراته العسكريَّة أمام الأُمراء التُركمان وإظهار قُدرة العُثمانيين المُتفوِّقة، كي لا يُداخل أحد الأُمراء فكرة الانفصال عن الدولة العُثمانيَّة مُجددًا.<ref>{{استشهاد بكتاب| الأخير = ڤاتان | الأول = نيقولا | سنة = [[1993]] | عنوان = صعود العثمانيين، فصل في كتاب تاريخ الدولة العُثمانيَّة | ناشر = دار الفكر للدراسات | مكان = تعريب بشير السباعي. [[القاهرة]]-[[مصر]]|إصدار=الأولى|المجلد=الجزء الأوَّل|صفحة= 84}}</ref> وقبل توجهه لِقتال القرمانيين، ذهب السُلطان لِمُعاقبة جُنيد بك بن إبراهيم بهادُر الآيديني الذي استولى على كوتاهية بِتحريضٍ من الأمير ناصر الدين مُحمَّد القرماني.<ref group="ْ">[[:tr:İsmail Hakkı Uzunçarşılı|İsmail Hakkı Uzunçarşılı]], ''Anadolu Beylikleri ve Akkoyunlo Karakoualu Devletleri'', [[أنقرة|Ankara]]، [[1968]], sayfa . 4</ref> وجُنيد المذكور هو آخر أُمراء بنو آيدين، وكان قد خضع لِلشاهزاده سُليمان چلبي عندما حمل الأخير على إمارة بني آيدين خِلال دور الفترة، كما أُسلف، فقبض على الأمير جُنيد وأخذه معه إلى الروملِّي وعيَّنهُ حاكمًا على مدينة [[أوخريد|أُخريذة]]، ولمَّا قُتل سُليمان على يد أخيه موسى، واستقلَّ الأخير ببلاد الروملِّي، أطلق سراح جُنيد بغية توجهه إلى الأناضول لِإثارة المشاكل في وجه مُحمَّد چلبي. ولمَّا اضطرَّ الأمير القرماني إلى الانسحاب من أمام بورصة، شجَّع جُنيد بك على إشهار العصيان واحتلال كوتاهية وبعض أعمالها في سبيل إشغال العُثمانيين عنه.<ref name="جلبي مقاتل" /> بدايةً، حاول السُلطان العُثماني تجنُّب الدُخول في معركةٍ مع الأمير الآيديني، وأرسل لهُ يُطالبه بِإعادة البلاد التي استولى عليها، ويُخبره أنَّه سيتركه حاكمًا على إزمير وأعمالها طالما سيعترف بِالسيادة العُثمانيَّة، واقترح عليه أن يتصاهر البيتان العُثماني والآيديني، بأن يتزوَّج السُلطان ابنة جُنيد بك. ولمَّا تلقَّى جُنيد هذه الرسالة، سخر من العرض الوارد فيها، وزوَّج ابنته لِأحد [[الرق في الإسلام|عبيده]] [[ألبان|الأرناؤوطيين]]، وأرسل إلى السُلطان العُثماني رسالةً مُهينة جاء فيها: {{اقتباس مضمن|اتَّخَذنَا لِنَفسِنَا صِهرًا أَرنَاؤُوطِيًّا مِثلُك، وَهُوَ عَبدٌ مَعتُوقٌ مِثلُك، لَهُ سَيِّدٌ عَظِيمٌ مِثلُك، بَل هُوَ أصغَرُ مِنكَ سنًّا وَأَكثَرُ مِنكَ حِكمَةً}}.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير = Magoulias | محرر-الأول = Harry | عنوان = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | وصلة = https://archive.org/details/declinefallofbyz0000douk | ناشر = Wayne State University Press | مكان = Detroit | سنة = 1975 | isbn = 0-8143-1540-2 | صفحات=[https://archive.org/details/declinefallofbyz0000douk/page/115 115]–116}}</ref> | ||
أمام هذا الرد القاسي، لم يكن أمام السُلطان خيارٌ سوى قتال جُنيد بك، فتوجَّه على رأس قُوَّاته نحو إزمير، معقل الأمير المُتمرِّد، وحاصرها، وكان جُنيد قد خرج منها بعد أن حصَّنها وتوجَّه إلى حصن «آيا سلوق».<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[:tr:Enver Behnan Şapolyo|Enver Behnan Şapolyo]]|عنوان= Osmanlı sultanları tarihi|صفحة= 75|سنة= [[1961]]|ناشر= R. Zaimler Yayınevi|مكان=[[إسطنبول|İstanbul]]}}</ref> وفي أثناء حصار إزمير، وفد على السُلطان مُحمَّد أُمراء تكَّة وكرميان وجاءته التماسات من حُكَّام جُزر فوجة و[[لسبوس|مدللي]] و[[خيوس (جزيرة)|ساقز]]، ومن شيخ [[فرسان الإسبتارية|فُرسان الإسبتاريَّة]]، يرجون فيها حمايته لهم، عارضين عليه مُساندتهم العسكريَّة المُباشرة لِقُوَّاته ضدَّ جُنيد. وبحسب بعض المصادر، فإنَّ هؤلاء أقدموا على هذا الطلب بِسبب كُرههم لِحُكم جُنيد المُتصف بِالجشع والدهاء والمُراوغة، فيما كان السُلطان العُثماني حليمًا بِطبعه يميلُ الناس بما فيهم خُصومه إلى التفاهم معه لِميله إلى المُسالمة، كما أنَّ قُوَّة جُيُوشه تجعلُ من الحكمة الخُضُوع له وتفادي الدُخُول معه في قتالٍ مُباشر. فساهمت سُفن رودس الإسبتاريَّة ومدللي في حصار إزمير، كما ساهم أُسطول جنوة المُتواجد في [[بحر إيجة]] في هذه العمليَّة أيضًا. وبعد مضيّ عشرة أيَّامٍ على الحصار، خرجت زوجة جُنيد ووالدته وعياله إلى السُلطان العُثماني مُعلنين تسليم المدينة.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Stanford J. Shaw|عنوان=History of the Ottoman Empire and Modern Turkey: Volume 1, Empire of the Gazis: The Rise and Decline of the Ottoman Empire 1280-1808|مسار= https://books.google.com/books?id=Xd422lS6ezgC&pg=PA121|تاريخ الوصول=1 يونيو 2013|تاريخ=29 October 1976|ناشر=Cambridge University Press|isbn=978-0-521-29163-7|صفحة=42|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200405143133/https://books.google.com/books?id=Xd422lS6ezgC&pg=PA121|تاريخ أرشيف=2020-04-05}}</ref> دخل السُلطان المدينة بعد تسليمها، وأصدر فرمانًا بِالعفو عن جُنيد بك وسلَّمهُ إلى والدته التي حملته إليه، فعاد الأمير الآيديني إلى مدينته ومثُل أمام السُلطان مُعتذرًا عمَّا بدا منه، فسامحهُ الأخير وتناسى كُل ما وقع منه وعيَّنهُ أميرًا على [[سنجق]] نيقوپولس في [[تاريخ بلغاريا|بُلغاريا]]،<ref name="محمد فريد2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد فريد|فريد بك، مُحمَّد]]|مؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|عنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|إصدار= العاشرة|صفحة= 150|مسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|سنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|صيغة= pdf|تاريخ الوصول=[[13 مايو|13 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190509154112/https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit | تاريخ أرشيف = 9 مايو 2019 }}</ref> وولَّى إسكندر بن يُوحنَّا شيشمان، ابن آخر قياصرة البُلغار، على إزمير وأعمالها.<ref group="ِ">{{EI2 | volume=2 | title = D̲j̲unayd | first = I. | last = Mélikoff | authorlink = | pages = 599–600 | url = https://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_2116 }}</ref> وأمر السُلطان مُحمَّد بِتدمير قلاع المدينة وحُصونها وبُرجها الذي كان فُرسان الإسبتاريَّة قد أعادوا بناءه. وكانت تلك سياسةٌ حكيمة اتبعها مُحمَّد الأوَّل في التعامل مع الأعداء لِأنَّ تلك التحصينات كانت من العوامل المُشجعة على العصيان دومًا. وبِذلك، دخلت إمارة آيدين في حظيرة الدولة العُثمانيَّة من جديد.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Himmet Akin|عنوان= Aydınoğulları Tarihi Hakkında Bir Araştırma|صفحة= 80|سنة= [[1946]]|ناشر= Pulhan Baskısı|مكان= [[إسطنبول|İstanbul]]}}</ref> | أمام هذا الرد القاسي، لم يكن أمام السُلطان خيارٌ سوى قتال جُنيد بك، فتوجَّه على رأس قُوَّاته نحو إزمير، معقل الأمير المُتمرِّد، وحاصرها، وكان جُنيد قد خرج منها بعد أن حصَّنها وتوجَّه إلى حصن «آيا سلوق».<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1=[[:tr:Enver Behnan Şapolyo|Enver Behnan Şapolyo]]|عنوان= Osmanlı sultanları tarihi|صفحة= 75|سنة= [[1961]]|ناشر= R. Zaimler Yayınevi|مكان=[[إسطنبول|İstanbul]]}}</ref> وفي أثناء حصار إزمير، وفد على السُلطان مُحمَّد أُمراء تكَّة وكرميان وجاءته التماسات من حُكَّام جُزر فوجة و[[لسبوس|مدللي]] و[[خيوس (جزيرة)|ساقز]]، ومن شيخ [[فرسان الإسبتارية|فُرسان الإسبتاريَّة]]، يرجون فيها حمايته لهم، عارضين عليه مُساندتهم العسكريَّة المُباشرة لِقُوَّاته ضدَّ جُنيد. وبحسب بعض المصادر، فإنَّ هؤلاء أقدموا على هذا الطلب بِسبب كُرههم لِحُكم جُنيد المُتصف بِالجشع والدهاء والمُراوغة، فيما كان السُلطان العُثماني حليمًا بِطبعه يميلُ الناس بما فيهم خُصومه إلى التفاهم معه لِميله إلى المُسالمة، كما أنَّ قُوَّة جُيُوشه تجعلُ من الحكمة الخُضُوع له وتفادي الدُخُول معه في قتالٍ مُباشر. فساهمت سُفن رودس الإسبتاريَّة ومدللي في حصار إزمير، كما ساهم أُسطول جنوة المُتواجد في [[بحر إيجة]] في هذه العمليَّة أيضًا. وبعد مضيّ عشرة أيَّامٍ على الحصار، خرجت زوجة جُنيد ووالدته وعياله إلى السُلطان العُثماني مُعلنين تسليم المدينة.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف=Stanford J. Shaw|عنوان=History of the Ottoman Empire and Modern Turkey: Volume 1, Empire of the Gazis: The Rise and Decline of the Ottoman Empire 1280-1808|مسار= https://books.google.com/books?id=Xd422lS6ezgC&pg=PA121|تاريخ الوصول=1 يونيو 2013|تاريخ=29 October 1976|ناشر=Cambridge University Press|isbn=978-0-521-29163-7|صفحة=42|مسار أرشيف= https://web.archive.org/web/20200405143133/https://books.google.com/books?id=Xd422lS6ezgC&pg=PA121|تاريخ أرشيف=2020-04-05}}</ref> دخل السُلطان المدينة بعد تسليمها، وأصدر فرمانًا بِالعفو عن جُنيد بك وسلَّمهُ إلى والدته التي حملته إليه، فعاد الأمير الآيديني إلى مدينته ومثُل أمام السُلطان مُعتذرًا عمَّا بدا منه، فسامحهُ الأخير وتناسى كُل ما وقع منه وعيَّنهُ أميرًا على [[سنجق]] نيقوپولس في [[تاريخ بلغاريا|بُلغاريا]]،<ref name="محمد فريد2">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[محمد فريد|فريد بك، مُحمَّد]]|مؤلف2= تحقيق: الدُكتور إحسان حقّي|عنوان= تاريخ الدولة العليَّة العُثمانيَّة|إصدار= العاشرة|صفحة= 150|مسار=https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit|سنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|ناشر= دار النفائس|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|صيغة= pdf|تاريخ الوصول=[[13 مايو|13 أيَّار (مايو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190509154112/https://docs.google.com/file/d/0BwSf_0bx00XdUEl6UHJ3VTJ1N2s/edit | تاريخ أرشيف = 9 مايو 2019 }}</ref> وولَّى إسكندر بن يُوحنَّا شيشمان، ابن آخر قياصرة البُلغار، على إزمير وأعمالها.<ref group="ِ">{{EI2 | volume=2 | title = D̲j̲unayd | first = I. | last = Mélikoff | authorlink = | pages = 599–600 | url = https://dx.doi.org/10.1163/1573-3912_islam_SIM_2116 }}</ref> وأمر السُلطان مُحمَّد بِتدمير قلاع المدينة وحُصونها وبُرجها الذي كان فُرسان الإسبتاريَّة قد أعادوا بناءه. وكانت تلك سياسةٌ حكيمة اتبعها مُحمَّد الأوَّل في التعامل مع الأعداء لِأنَّ تلك التحصينات كانت من العوامل المُشجعة على العصيان دومًا. وبِذلك، دخلت إمارة آيدين في حظيرة الدولة العُثمانيَّة من جديد.<ref group="ْ">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= Himmet Akin|عنوان= Aydınoğulları Tarihi Hakkında Bir Araştırma|صفحة= 80|سنة= [[1946]]|ناشر= Pulhan Baskısı|مكان= [[إسطنبول|İstanbul]]}}</ref> | ||
سطر 140: | سطر 140: | ||
أمام استمرار الأعمال العدائيَّة البُندُقيَّة، جهَّز السُلطان مُحمَّد الأوَّل أُسطولًا جديدًا تكوَّن من 42 سفينة، منها ستة [[قائمة أنواع السفن الحربية القديمة#القباق|غلايين]] و16 مخولًا و20 شراعيَّةً بِصاريين، وسيَّرها إلى ثغر نجربونت مُجددًا، فقصفت الحصن البُندقي فيه لكنها فشلت في اقتحامه لِمناعة استحكاماته ومُقاومة حاميته،<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=899–900}}</ref> ولمَّا كان هذا الهُجوم العُثماني هو الأعنف حتَّى ذلك التاريخ، قرَّرت الحُكومة البُندُقيَّة إرسال وفدٍ دبلوماسيٍّ لِلتفاوض مع السُلطان في سبيل التوصُّل إلى حلٍ مُرضيٍ لِلطرفين على أساس بُنُود المُعاهدة المُبرمة مع موسى چلبي بِتاريخ [[13 جمادى الأولى|13 جُمادى الأولى]] [[814 هـ|814هـ]] المُوافق فيه [[3 سبتمبر|3 أيلول (سپتمبر)]] [[1411]]م، عندما كان الأخير ما يزال يُسيطرُ على الروملِّي، والتي اعترف فيها بِحُقوق البنادقة الملاحيَّة وامتيازاتهم التجاريَّة وحُقوقهم الاستيطانيَّة في اليونان والأرناؤوط، مُقابل دفعهم جزية سنويَّة مقدارها 1,000 [[الذهب البندقي|دوقيَّة]]. كما هدف البنادقة من وراء بعثتهم هذه إلى مُفاوضة السُلطان حول إمكانيَّة إطلاق سراح الأسرى الذين وقعوا بيده خلال الغارات المُتتالية على المُستعمرات البُندُقيَّة.<ref group="ِ">{{استشهاد بدورية محكمة | الأول = Antonio | الأخير = Fabris | عنوان = From Adrianople to Constantinople: Venetian–Ottoman diplomatic missions, 1360–1453 | سنة = 1992 | صحيفة = Mediterranean Historical Review | المجلد = 7 | العدد = 2| صفحات = 173–174| doi = 10.1080/09518969208569639}}</ref> أعدَّ البنادقة أُسطولًا مُكونًا من خمسة عشر غليونًا سلَّموا قيادته إلى «بُطرس لوريدينو» {{إيطالية|Pietro Loredan}} وفوَّضوه إجراء مُباحثات الصُلح مع السُلطان مُحمَّد چلبي باسم الحُكومة البُندُقيَّة، كما أجازوا له مُهاجمة وقصف الثُغُور العُثمانيَّة فيما لو أصرَّ السُلطان على مُواصلة القتال ولم يجنح لِلسلم.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب |عنوان=The Papacy and the Levant (1204–1571), Volume II: The Fifteenth Century |الأخير=Setton |الأول=Kenneth M. | مؤلف-وصلة =:en:Kenneth Setton |سنة=1978 | ناشر=The American Philosophical Society | مكان = Philadelphia |مسار=https://books.google.com/books?id=0Sz2VYI0l1IC |isbn=0-87169-127-2 | صفحة=7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190511204648/https://books.google.com/books?id=0Sz2VYI0l1IC | تاريخ أرشيف = 11 مايو 2019 }}</ref> وصل الأُسطول البُندُقي إلى المياه العُثمانيَّة يوم السبت [[18 ربيع الأول|18 ربيع الأوَّل]] [[819 هـ|819هـ]] المُوافق فيه [[16 مايو|16 أيَّار (مايو)]] [[1416]]م وفق إحدى المصادر، وفي مصدرٍ آخر فقد وصل يوم الجُمُعة [[1 ربيع الآخر]] [[819 هـ|819هـ]] المُوافق فيه [[29 مايو|29 أيَّار (مايو)]] [[1416]]م،<ref name="جلبي مقاتل" /> وبحسب المُؤرخين البنادقة، فإنَّ لوريدينو تجنَّب استفزاز العُثمانيين أو الظُهور أمامهم بِمظهرٍ مُعاديّ ما أن وصل ثغر گليپولي، الذي شكَّل القاعدة البحريَّة لِلأُسطول العُثماني، لكنَّ الجيش المُرابط في الثغر هالهُ عدد السُفن القادمة ويبدو أنَّهم اعتقدوها آتية لِلحرب، فأمطروها بِالسِّهام، وحاول البنادقة الابتعاد عن مرمى العُثمانيين لكنَّ المد لم يكن في صالحهم، فاقتربوا أكثر من الشاطئ وأُصيب بعضهم، فأمر لوريدينو بقصف مواقع رباط العساكر العُثمانيَّة بِالمدافع، فقتل منهم بضع جُنُود، وانسحب الباقون.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=901–902}}</ref> | أمام استمرار الأعمال العدائيَّة البُندُقيَّة، جهَّز السُلطان مُحمَّد الأوَّل أُسطولًا جديدًا تكوَّن من 42 سفينة، منها ستة [[قائمة أنواع السفن الحربية القديمة#القباق|غلايين]] و16 مخولًا و20 شراعيَّةً بِصاريين، وسيَّرها إلى ثغر نجربونت مُجددًا، فقصفت الحصن البُندقي فيه لكنها فشلت في اقتحامه لِمناعة استحكاماته ومُقاومة حاميته،<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=899–900}}</ref> ولمَّا كان هذا الهُجوم العُثماني هو الأعنف حتَّى ذلك التاريخ، قرَّرت الحُكومة البُندُقيَّة إرسال وفدٍ دبلوماسيٍّ لِلتفاوض مع السُلطان في سبيل التوصُّل إلى حلٍ مُرضيٍ لِلطرفين على أساس بُنُود المُعاهدة المُبرمة مع موسى چلبي بِتاريخ [[13 جمادى الأولى|13 جُمادى الأولى]] [[814 هـ|814هـ]] المُوافق فيه [[3 سبتمبر|3 أيلول (سپتمبر)]] [[1411]]م، عندما كان الأخير ما يزال يُسيطرُ على الروملِّي، والتي اعترف فيها بِحُقوق البنادقة الملاحيَّة وامتيازاتهم التجاريَّة وحُقوقهم الاستيطانيَّة في اليونان والأرناؤوط، مُقابل دفعهم جزية سنويَّة مقدارها 1,000 [[الذهب البندقي|دوقيَّة]]. كما هدف البنادقة من وراء بعثتهم هذه إلى مُفاوضة السُلطان حول إمكانيَّة إطلاق سراح الأسرى الذين وقعوا بيده خلال الغارات المُتتالية على المُستعمرات البُندُقيَّة.<ref group="ِ">{{استشهاد بدورية محكمة | الأول = Antonio | الأخير = Fabris | عنوان = From Adrianople to Constantinople: Venetian–Ottoman diplomatic missions, 1360–1453 | سنة = 1992 | صحيفة = Mediterranean Historical Review | المجلد = 7 | العدد = 2| صفحات = 173–174| doi = 10.1080/09518969208569639}}</ref> أعدَّ البنادقة أُسطولًا مُكونًا من خمسة عشر غليونًا سلَّموا قيادته إلى «بُطرس لوريدينو» {{إيطالية|Pietro Loredan}} وفوَّضوه إجراء مُباحثات الصُلح مع السُلطان مُحمَّد چلبي باسم الحُكومة البُندُقيَّة، كما أجازوا له مُهاجمة وقصف الثُغُور العُثمانيَّة فيما لو أصرَّ السُلطان على مُواصلة القتال ولم يجنح لِلسلم.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب |عنوان=The Papacy and the Levant (1204–1571), Volume II: The Fifteenth Century |الأخير=Setton |الأول=Kenneth M. | مؤلف-وصلة =:en:Kenneth Setton |سنة=1978 | ناشر=The American Philosophical Society | مكان = Philadelphia |مسار=https://books.google.com/books?id=0Sz2VYI0l1IC |isbn=0-87169-127-2 | صفحة=7| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20190511204648/https://books.google.com/books?id=0Sz2VYI0l1IC | تاريخ أرشيف = 11 مايو 2019 }}</ref> وصل الأُسطول البُندُقي إلى المياه العُثمانيَّة يوم السبت [[18 ربيع الأول|18 ربيع الأوَّل]] [[819 هـ|819هـ]] المُوافق فيه [[16 مايو|16 أيَّار (مايو)]] [[1416]]م وفق إحدى المصادر، وفي مصدرٍ آخر فقد وصل يوم الجُمُعة [[1 ربيع الآخر]] [[819 هـ|819هـ]] المُوافق فيه [[29 مايو|29 أيَّار (مايو)]] [[1416]]م،<ref name="جلبي مقاتل" /> وبحسب المُؤرخين البنادقة، فإنَّ لوريدينو تجنَّب استفزاز العُثمانيين أو الظُهور أمامهم بِمظهرٍ مُعاديّ ما أن وصل ثغر گليپولي، الذي شكَّل القاعدة البحريَّة لِلأُسطول العُثماني، لكنَّ الجيش المُرابط في الثغر هالهُ عدد السُفن القادمة ويبدو أنَّهم اعتقدوها آتية لِلحرب، فأمطروها بِالسِّهام، وحاول البنادقة الابتعاد عن مرمى العُثمانيين لكنَّ المد لم يكن في صالحهم، فاقتربوا أكثر من الشاطئ وأُصيب بعضهم، فأمر لوريدينو بقصف مواقع رباط العساكر العُثمانيَّة بِالمدافع، فقتل منهم بضع جُنُود، وانسحب الباقون.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=901–902}}</ref> | ||
[[ملف:Galley.jpg|تصغير|يمين|نموذجٌ عن [[قادس (سفينة)|القادس]] المُستعمل من قِبل البنادقة في حربهم الأولى مع العُثمانيين.]] | [[ملف:Galley.jpg|تصغير|يمين|نموذجٌ عن [[قادس (سفينة)|القادس]] المُستعمل من قِبل البنادقة في حربهم الأولى مع العُثمانيين.]] | ||
فجر اليوم التالي، أرسل لوريدينو سفينتان إلى ميناء گليپولي لافتتاح المُفاوضات، فهاجمتها 32 سفينة عُثمانيَّة، وتطوَّر الأمر إلى معركةٍ بحريَّةٍ مُصغَّرة لم تُحسم لِأي طرف. احتجَّ لوريدينو لدى قائد الحامية العُثمانيَّة في گليپولي وأرسل لهُ يُخبره أنَّ هدف البُندُقيَّة ليس إثارة المزيد من المشاكل مع الدولة العُثمانيَّة، بل إنَّها تسعى لِلصُلح والسلام وإنَّ ما جرى كان سوء تفاهم، فأكرم العُثمانيُّون الموفود البُندُقي وأرسلوا إلى لوريدينو يُعلمونه أنَّهم على استعداد تأمين مسارٍ آمنٍ له ولرجاله حتَّى يصل القصر السُلطاني في أدرنة.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=902–902}}</ref> تنص المصادر البيزنطيَّة، أنَّهُ في اليوم التالي لِهذه المُراسلات، خرجت سفينة تجاريَّة جنويَّة من ميناء القُسطنطينيَّة وفُوجئت بِالسُفن البُندُقيَّة أمامها، فأطلقت عليها بضع طلقاتٍ مدفعيَّة تحذيريَّة، فظنَّ البنادقة أنَّها سفينةٌ عُثمانيَّة تتصرَّف معهم بعدائيَّة، فأطلقوا عليها نيران مدافعهم، وكانت السفن العُثمانيَّة الراسية في ميناء گليپولي قد اعتقدت بدوها أنَّ السفينة الجنويَّة تتبعها، فتحرَّكت إحدى الغلايين لِلدفاع عنها.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير = Magoulias | محرر-الأول = Harry | عنوان = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | ناشر = Wayne State University Press | مكان = Detroit | سنة = 1975 | isbn = 0-8143-1540-2 | صفحات= | فجر اليوم التالي، أرسل لوريدينو سفينتان إلى ميناء گليپولي لافتتاح المُفاوضات، فهاجمتها 32 سفينة عُثمانيَّة، وتطوَّر الأمر إلى معركةٍ بحريَّةٍ مُصغَّرة لم تُحسم لِأي طرف. احتجَّ لوريدينو لدى قائد الحامية العُثمانيَّة في گليپولي وأرسل لهُ يُخبره أنَّ هدف البُندُقيَّة ليس إثارة المزيد من المشاكل مع الدولة العُثمانيَّة، بل إنَّها تسعى لِلصُلح والسلام وإنَّ ما جرى كان سوء تفاهم، فأكرم العُثمانيُّون الموفود البُندُقي وأرسلوا إلى لوريدينو يُعلمونه أنَّهم على استعداد تأمين مسارٍ آمنٍ له ولرجاله حتَّى يصل القصر السُلطاني في أدرنة.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحات=902–902}}</ref> تنص المصادر البيزنطيَّة، أنَّهُ في اليوم التالي لِهذه المُراسلات، خرجت سفينة تجاريَّة جنويَّة من ميناء القُسطنطينيَّة وفُوجئت بِالسُفن البُندُقيَّة أمامها، فأطلقت عليها بضع طلقاتٍ مدفعيَّة تحذيريَّة، فظنَّ البنادقة أنَّها سفينةٌ عُثمانيَّة تتصرَّف معهم بعدائيَّة، فأطلقوا عليها نيران مدافعهم، وكانت السفن العُثمانيَّة الراسية في ميناء گليپولي قد اعتقدت بدوها أنَّ السفينة الجنويَّة تتبعها، فتحرَّكت إحدى الغلايين لِلدفاع عنها.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | محرر-الأخير = Magoulias | محرر-الأول = Harry | عنوان = Decline and Fall of Byzantium to the Ottoman Turks, by Doukas. An Annotated Translation of "Historia Turco-Byzantina" by Harry J. Magoulias, Wayne State University | وصلة = https://archive.org/details/declinefallofbyz0000douk | ناشر = Wayne State University Press | مكان = Detroit | سنة = 1975 | isbn = 0-8143-1540-2 | صفحات=[https://archive.org/details/declinefallofbyz0000douk/page/118 118]–119}}</ref> أمام هذا الواقع، تعقَّد الوضع واعتقد كُلٌ من الطرفين أنَّ الآخر هو البادئ بِالهُجُوم، فأطلق البنادقة النار على الغليون العُثماني، فردَّ عليهم بِالمثل، وتحرَّكت باقي السُفن العُثمانيَّة وأطلق بحَّارتها سهامهم على السُفن البُندُقيَّة، فقتلوا عددًا من أفراد طواقمها، وأُصيب لوريدينو نفسه بِعدَّة أسهُمٍ فقأ أحدها عينه، لكنَّهُ تابع القتال طيلة النهار حتَّى ساعات الليل الأولى وتمكَّن من إنزال هزيمةٍ بِالعُثمانيين، فقُتل قائد الأُسطول جاولي بك<ref name="أوزتونا117">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|مؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|عنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|إصدار= الأولى|صفحة= 117|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B2%20%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A7-01#page/n115/mode/2up|تاريخ الوصول=[[1 يونيو|1 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010527/https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/موسوعة%20الامبراطورية%20العثمانية-السياسي%20والعسكري%20والحضاري-يلماز%20اوزتونا-01 | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref><ref name="المجهولة">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= آق كوندز، أحمد|مؤلف2= أوزتورك، سعيد|عنوان= الدولة العُثمانيَّة المجهولة، 303 سُؤال وجواب تُوضح حقائق غائبة عن الدولة العُثمانيَّة|صفحة= 102 - 103|سنة= [[2008]]|ناشر= وقف البُحُوث العُثمانيَّة|ردمك= 9789757268390|تاريخ الوصول=[[1 يونيو|1 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م|مكان= [[إسطنبول]] - [[تركيا|تُركيَّا]]|مسار= https://archive.org/stream/30333/%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D8%A9%D8%8C%20303%20%D8%B3%D8%A4%D8%A7%D9%84%20%D9%88%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%A8%20%D8%AA%D9%88%D8%B6%D8%AD%20%D8%AD%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%82%20%D8%BA%D8%A7%D8%A6%D8%A8%D8%A9%20%D8%B9%D9%86%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9%20-%20%D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%A2%D9%82%20%D9%83%D9%88%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%B2%20%D9%88%20%D8%B3%D8%B9%D9%8A%D8%AF%20%D8%A3%D9%88%D8%B2%D8%AA%D9%88%D8%B1%D9%83#page/n101/mode/2up| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010512/https://archive.org/stream/30333/الدولة%20العثمانية%20المجهولة،%20303%20سؤال%20وجواب%20توضح%20حقائق%20غائبة%20عن%20الدولة%20العثمانية%20-%20أحمد%20آق%20كوندوز%20و%20سعيد%20أوزتورك | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> وعددٌ من القباطنة والربابنة المُسلمين والكثير من البحَّارة، كما خسر العُثمانيُّون ستَّة غلايين وتسع مخاول، ووقع عدَّة جُنُود في الأسر. بِالمُقابل بلغت خسائر البنادقة حوالي 12 قتيلًا و340 جريحًا.<ref group="ِ">{{استشهاد بكتاب | الأخير = Sanudo | الأول = Marin | مؤلف-وصلة =:en:Marino Sanuto the Younger | الفصل = Vite de' duchi di Venezia | لغة = الإيطاليَّة| عنوان = Rerum Italicarum Scriptores, Tomus XXII | مكان = Milan | سنة = 1733 | محرر-الأخير = Muratori | محرر-الأول = Ludovico Antonio | محرر-وصلة =:en:Ludovico Antonio Muratori | مسار الفصل = https://books.google.com/books?id=Rcsvryr6-b8C&pg=PT165 | صفحة=907}}</ref> بعد هذا النصر، غادر البنادقة بسُفنهم إلى جزيرة «بُزجهأده» قبالة سواحل الأناضول لِإصلاح ما تضرر منها ولِلعناية بِجرحاهم. وفي الجزيرة المذكورة، عقد لوريدينو مجلسًا حربيًّا لِمُناقشة الخُطوات التالية، فكان الرأي مُواصلة الضغط على العُثمانيين لِإرغام السُلطان على الاعتراف بِالمُعاهدة المُبرمة مع موسى چلبي، إلَّا أنَّ أحد القباطنة البُندُقيين، المدعو «دُلفينُ ڤنير» {{إيطالية|Dolfino Venier}} يبدو أنَّهُ تصرَّف من تلقاء نفسه، فراسل السُلطان مُحمَّد وعرض عليه تبادل الأسرى كخُطوةٍ أولى لاعتماد صُلحٍ شاملٍ، لكنَّ سُرعان ما اعترضت الحُكومة المركزيَّة البُندُقيَّة على هذا التصرُّف، مُعتبرةً أنَّ الأسرى العُثمانيين لا يُمكن الاستغناء عنهم بِهذه السُهولة كونهم بحَّارةٌ مهرة، وإنَّ عودتهم إلى بلادهم تعني إنعاش الأُسطول العُثماني ومُواصلته غاراته البحريَّة على المُستعمرات البُندُقيَّة، فأُمر دُلفينُ ڤنير أن يعود فورًا، ولمَّا وصل إلى البُندُقيَّة قُبض عليه وحوكم بِتُهمة الخيانة، فتوقفت المُفاوضات مع السُلطان العُثماني لِفترةٍ من الزمن.<ref group="ِ">{{استشهاد بدورية محكمة | الأول = Antonio | الأخير = Fabris | عنوان = From Adrianople to Constantinople: Venetian–Ottoman diplomatic missions, 1360–1453 | سنة = 1992 | صحيفة = Mediterranean Historical Review | المجلد = 7 | العدد = 2| صفحات = 174–175| doi = 10.1080/09518969208569639}}</ref> | ||
=== الحملة على الأفلاق === | === الحملة على الأفلاق === | ||
سطر 187: | سطر 187: | ||
{{أيضا|الضريح الأخضر}} | {{أيضا|الضريح الأخضر}} | ||
[[ملف:Mehmed Çelebi on his death bed.jpg|تصغير|يمين|مُنمنمة عُثمانيَّة تُصوِّرُ السُلطان مُحمَّد الأوَّل طريح الفراش بعد أن داخله مرض الموت، وحوله حاشيته والوُزراء. ويبدو قادة الإنكشاريَّة في الخارج للإطمئنان على صحَّته.]] | [[ملف:Mehmed Çelebi on his death bed.jpg|تصغير|يمين|مُنمنمة عُثمانيَّة تُصوِّرُ السُلطان مُحمَّد الأوَّل طريح الفراش بعد أن داخله مرض الموت، وحوله حاشيته والوُزراء. ويبدو قادة الإنكشاريَّة في الخارج للإطمئنان على صحَّته.]] | ||
[[ملف:Green Tomb - Yeşil Türbe (22).jpg|تصغير|قبر السُلطان مُحمَّد الأوَّل داخل الضريح الأخضر مكتوبٌ عليه بِ[[خط الثلث|خط الثُلث]] بِزخارف البلاط الخزفي الصيني الأزرق والأخضر والأصفر: {{اقتباس مضمن|هذا المرقد المُنوَّر والمضجع المُعطَّر مدفن السُلطان الأعظم الخاقان الأكرم افتخار سلاطين العالم ناصر العباد وعامر البلاد ودافع الظُلم والفساد}}. ومن الناحية الأُخرى للقبر | [[ملف:Green Tomb - Yeşil Türbe (22).jpg|تصغير|قبر السُلطان مُحمَّد الأوَّل داخل الضريح الأخضر مكتوبٌ عليه بِ[[خط الثلث|خط الثُلث]] بِزخارف البلاط الخزفي الصيني الأزرق والأخضر والأصفر: {{اقتباس مضمن|هذا المرقد المُنوَّر والمضجع المُعطَّر مدفن السُلطان الأعظم الخاقان الأكرم افتخار سلاطين العالم ناصر العباد وعامر البلاد ودافع الظُلم والفساد}}. ومن الناحية الأُخرى للقبر مكتأرابيكا: {{اقتباس مضمن|الغازي المُجاهد السُلطان مُحمَّد بن السُلطان المغفور أبي يزيد بن مُراد خان تغمَّده الله رضوانه وأسكنه فراديس جنانه. تُوفي في شهر جُمادى الأوَّل سنة أربع وعُشرون وثمانمائة}}.]] | ||
[[ملف:Green Tomb - Yeşil Türbe (25).jpg|تصغير|الضريح الأخضر، أو التُربة الخضراء ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">يشيل تُربه</font></span>) من الخارج، وهي مدفن السُلطان مُحمَّد الأوَّل. بنى هذا الضريح المُهندس الحاج عوض باشا جوار الجامع الأخضر في مدينة بورصة، بِأمرٍ من السُلطان مُراد الثاني لمَّا تولَّى العرش خلفًا لِأبيه.]] | [[ملف:Green Tomb - Yeşil Türbe (25).jpg|تصغير|الضريح الأخضر، أو التُربة الخضراء ([[اللغة التركية العثمانية|بالتُركيَّة العُثمانيَّة]]: <span style="font-family: Arabic Typesetting; font-size:22px ">يشيل تُربه</font></span>) من الخارج، وهي مدفن السُلطان مُحمَّد الأوَّل. بنى هذا الضريح المُهندس الحاج عوض باشا جوار الجامع الأخضر في مدينة بورصة، بِأمرٍ من السُلطان مُراد الثاني لمَّا تولَّى العرش خلفًا لِأبيه.]] | ||
بعدما سُوِّيت مسألة مُصطفى چلبي، توجَّه السُلطان مُحمَّد إلى القُسطنطينيَّة حيثُ زار الإمبراطور البيزنطي بِصُورةٍ رسميَّةٍ لِلمرَّة الثانية، ويُقال أنَّ بعض رجال الإمبراطور همُّوا بِالقبض على السُلطان العُثماني حينها، إلَّا أنَّ الإمبراطور لم يقبل ذلك،<ref name="جلبي مقاتل" /> فرحَّب بضيفه ورافقهُ عند عودته وعبر معهُ إلى [[أسكدار|أُسكُدار]]، أي حتَّى حُدُود الأراضي العُثمانيَّة.<ref name="وفاة">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|مؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|عنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|إصدار= الأولى|صفحة= 119|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B2%20%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A7-01#page/n117/mode/2up|تاريخ الوصول=[[10 يونيو|10 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010527/https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/موسوعة%20الامبراطورية%20العثمانية-السياسي%20والعسكري%20والحضاري-يلماز%20اوزتونا-01 | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> أمضى السُلطان مُحمَّد فترةً من الزمن بِمدينة بورصة، بعد أن نقل تخت السلطنة إليها، حيثُ بذل قُصارى جُهده في محو آثار الفتن التي قامت في وجهه بِإجرائه الترتيبات الداخليَّة الضامنة لِعدم حُدُوث شغب في المُستقبل،<ref name="مصطفى" /> وأكمل بناء الأبنية التي توقَّف العمل بها خِلال مُدَّة حرب الإخوة وما تلاها من نزاعات، ثُمَّ عاد وعبر إلى أدرنة بحرًا، عن طريق گليپولي، وبينما كان مُشتغلًا بِالمهام السلميَّة في المدينة المذكورة، داهمهُ المرض وأقعده. ووفق إحدى الروايات فإنَّ مرض السُلطان دام ستَّة أشهر، أمَّا ماهيَّته فقد اختلفت المصادر بشأنها، فقالت إحدى الروايات أنَّهُ أُصيب [[إنفلونزا|بِنزلةٍ وافدةٍ]] أثناء تجوُّله على فرسه بِجوار أدرنة، فسقط من على الفرس وحُمل إلى قصره حيثُ حاول الأطباء مُعالجته، لكنَّهُ تُوفي في اليوم التالي مُباشرةً؛ وتقول رواياتٌ أُخرى أنَّ [[صرع|داء النُقطة]] اعتراه وهو على جواده فانكبَّ عن فرسه ومات،<ref name="حليم">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حليم بك، إبراهيم|عنوان= كتاب التُحفة الحليميَّة في تاريخ الدولة العليَّة|إصدار= الأولى|صفحة= 54|سنة= [[1323 هـ|1323هـ]] - [[1905]]م|ناشر= مطبعة ديوان عُمُوم الأوقاف|تاريخ الوصول= [[10 يونيو|10 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[الخديوية المصرية|الخديويَّة المصريَّة]] - [[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانيَّة]]|مسار= https://archive.org/details/al.tohfah.al.halimya| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010546/https://archive.org/details/al.tohfah.al.halimya | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> أو أنَّهُ مات من [[إسهال|الإسهال]]، أو من مرضٍ لم يُشخَّص. وقيل أيضًا أنَّهُ أُصيب [[نوبة قلبية|بِأزمةٍ قلبيَّةٍ]] خِلال رحلة صيد بِجوار أدرنة،<ref name="جلبي مقاتل" /> وقيل كذلك أنَّهُ سقط عن حصانه أثناء مُطاردته [[خنزير بري|خنزيرًا بريًّا]] في رحلة صيدٍ قُرب المدينة سالِفة الذِكر، وتأذَّى [[عمود فقري|عموده الفقري]]، فأُصيب [[شلل|بِالشلل]] ثُمَّ تُوفي.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= أرمغان، مُصطفى|مؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|عنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|إصدار= الأولى|صفحة= 32|سنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|ناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|ردمك= 9786140111226|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ووفق المصادر القائلة بِقُعُود مُحمَّد الأوَّل فترةً من الزمن قبل أن يُسلم الروح، فإنَّهُ لمَّا شعر بِدُنُوِّ أجله دعا الصدر الأعظم بايزيد باشا الأماسيلِّي وقال له: {{اقتباس مضمن|عَيَّنتُ ابنِي مُرَاد خَلِيفَةً لِي، فَأَطِعهُ وَكُن صَادِقًا مَعَهُ كَمَا كُنتَ مَعِي. أُرِيدُ مِنكُم أَن تَأتُونِي بِمُرَاد الآن لِأَنَّنِي لَا أَستَطِيعُ أَن أَقُومَ مِنَ الفِرَاشِ بَعد، فَإِن وَقَعَ الأَمرُ الإِلٰهِي قَبلَ مَجِيئِه حَذَارِيَ أَن تُعلِنُوا وَفَاتِيَ حَتَّى يِأتِي}}.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[علي الصلابي|الصلَّابي، علي مُحمَّد]] |عنوان= فاتح القُسطنطينيَّة السُلطان مُحمَّد الفاتح|صفحة= 74|سنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|ناشر= دار التوزيع والنشر الإسلاميَّة|ردمك= 9772656698|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://download-pdf-ebooks.online/files/elebda3.net-wq-5226.pdf&hl=ar| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217013534/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://download-pdf-ebooks.online/files/elebda3.net-wq-5226.pdf&hl=ar | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> وكان قصد السُلطان تُدارُك وُقُوع الفوضى في الدولة فيما لو أُعلنت وفاته قبل مجيء الشاهزاده مُراد الذي كان يتولَّى أماسية، خاصَّةً أنَّ مُصطفى چلبي كان سيتحرَّك مُباشرةً لِلمُطالبة بِالعرش، مما سيُدخله في نزاعٍ مع مُراد، فيسفك العُثمانيين دماء بعضهم البعض مُجددًا. ترك السُلطان مُحمَّد ثلاثة أبناءٍ آخرين إلى جانب مُراد، هم: مُصطفى الأصغر البالغ من العُمر اثنتا عشرة سنة، وكان واليًا على الحميد، ويُوسُف ومحمود، وكانا صغيرين في عهدة الصدر الأعظم بايزيد باشا، وقد أوصى والدهما في أن يتولَّى الإمبراطور البيزنطي رعايتهما، ويبدو أنه خشي من نُشُوب صراعٍ على السُلطة قد يُشكِّل خطرًا عليهما، فأراد إبعادهما عن مسرح الأحداث.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[أحمد القرمانلي|القرماني، أحمد بن يُوسُف بن أحمد]]|مؤلف2= تحقيق: بسَّام عبد الوهَّاب الجابي|عنوان= تاريخ سلاطين آل عثمان|إصدار= الأولى|صفحة= 22|سنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|ناشر= دار البصائر|مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> تُوفي السُلطان مُحمَّد في أدرنة يوم الأحد [[1 جمادى الأولى|1 جُمادى الأولى]] [[824 هـ|824هـ]] المُوافق فيه [[4 مايو|4 أيَّار (مايو)]] [[1421]]م، عن عُمرٍ ناهز 43 سنة. وتُشير رواية أُخرى أنَّهُ مات في يوم الإثنين [[23 جمادى الأولى|23 جُمادى الأولى]] المُوافق فيه [[26 مايو|26 أيَّار (مايو)]] من السنتين سالِفتا الذِكر، وهُناك روايات تُشيرُ فقط إلى وفاته في شهر جُمادى الأولى المُوافق لِشهر أيَّار (مايو)، من دون ذكر اليوم، وهذا ما يظهر من النقش الموجود على قبره في بورصة.<ref name="جلبي مقاتل" /> امتثل الصدر الأعظم لِرغبة السُلطان، فتعاون مع الوزير [[إبراهيم باشا شاندرلي الكبير|إبراهيم باشا الجندرلي]] على إخفاء موت مُحمَّد الأوَّل عن الجُند حتَّى يحضر ابنه، فأشاعا أنَّ السُلطان مريض،<ref name="وفاة السلطان" /> وأمرا بِإغلاق كُل الحُدُود خوفًا من قُدُوم مُصطفى چلبي من جزيرة لمنى (لمنوس) التي هي أقرب إلى أدرنة وجُلُوسه على العرش، فلم يُذع خبر وفاة السُلطان طيلة 41 يومًا؛ بل إنَّهُ بِموجب إحدى الروايات، لم يعرف أحدٌ من الناس في أدرنة بِذلك، بل إنَّ الخبر أُخفي حتَّى عن أركان القصر، فكان هذا السُلطان أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يُخفى خبر موته.<ref name="وفاة" /> | بعدما سُوِّيت مسألة مُصطفى چلبي، توجَّه السُلطان مُحمَّد إلى القُسطنطينيَّة حيثُ زار الإمبراطور البيزنطي بِصُورةٍ رسميَّةٍ لِلمرَّة الثانية، ويُقال أنَّ بعض رجال الإمبراطور همُّوا بِالقبض على السُلطان العُثماني حينها، إلَّا أنَّ الإمبراطور لم يقبل ذلك،<ref name="جلبي مقاتل" /> فرحَّب بضيفه ورافقهُ عند عودته وعبر معهُ إلى [[أسكدار|أُسكُدار]]، أي حتَّى حُدُود الأراضي العُثمانيَّة.<ref name="وفاة">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[يلماز أوزتونا|أوزتونا، يلماز]]|مؤلف2= ترجمة: عدنان محمود سلمان|عنوان= موسوعة تاريخ الإمبراطوريَّة العُثمانيَّة السياسي والعسكري والحضاري|المجلد=المُجلَّد الأوَّل|إصدار= الأولى|صفحة= 119|سنة= [[1431 هـ|1431هـ]] - [[2010]]م|ناشر= الدار العربيَّة للموسوعات|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]|مسار=https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%88%D8%B9%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B6%D8%A7%D8%B1%D9%8A-%D9%8A%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B2%20%D8%A7%D9%88%D8%B2%D8%AA%D9%88%D9%86%D8%A7-01#page/n117/mode/2up|تاريخ الوصول=[[10 يونيو|10 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010527/https://archive.org/stream/abualialkurdy_gmail_03_201701/موسوعة%20الامبراطورية%20العثمانية-السياسي%20والعسكري%20والحضاري-يلماز%20اوزتونا-01 | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> أمضى السُلطان مُحمَّد فترةً من الزمن بِمدينة بورصة، بعد أن نقل تخت السلطنة إليها، حيثُ بذل قُصارى جُهده في محو آثار الفتن التي قامت في وجهه بِإجرائه الترتيبات الداخليَّة الضامنة لِعدم حُدُوث شغب في المُستقبل،<ref name="مصطفى" /> وأكمل بناء الأبنية التي توقَّف العمل بها خِلال مُدَّة حرب الإخوة وما تلاها من نزاعات، ثُمَّ عاد وعبر إلى أدرنة بحرًا، عن طريق گليپولي، وبينما كان مُشتغلًا بِالمهام السلميَّة في المدينة المذكورة، داهمهُ المرض وأقعده. ووفق إحدى الروايات فإنَّ مرض السُلطان دام ستَّة أشهر، أمَّا ماهيَّته فقد اختلفت المصادر بشأنها، فقالت إحدى الروايات أنَّهُ أُصيب [[إنفلونزا|بِنزلةٍ وافدةٍ]] أثناء تجوُّله على فرسه بِجوار أدرنة، فسقط من على الفرس وحُمل إلى قصره حيثُ حاول الأطباء مُعالجته، لكنَّهُ تُوفي في اليوم التالي مُباشرةً؛ وتقول رواياتٌ أُخرى أنَّ [[صرع|داء النُقطة]] اعتراه وهو على جواده فانكبَّ عن فرسه ومات،<ref name="حليم">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= حليم بك، إبراهيم|عنوان= كتاب التُحفة الحليميَّة في تاريخ الدولة العليَّة|إصدار= الأولى|صفحة= 54|سنة= [[1323 هـ|1323هـ]] - [[1905]]م|ناشر= مطبعة ديوان عُمُوم الأوقاف|تاريخ الوصول= [[10 يونيو|10 حُزيران (يونيو)]] [[2018]]م|مكان= [[القاهرة]] - [[الخديوية المصرية|الخديويَّة المصريَّة]] - [[الدولة العثمانية|الدولة العُثمانيَّة]]|مسار= https://archive.org/details/al.tohfah.al.halimya| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217010546/https://archive.org/details/al.tohfah.al.halimya | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> أو أنَّهُ مات من [[إسهال|الإسهال]]، أو من مرضٍ لم يُشخَّص. وقيل أيضًا أنَّهُ أُصيب [[نوبة قلبية|بِأزمةٍ قلبيَّةٍ]] خِلال رحلة صيد بِجوار أدرنة،<ref name="جلبي مقاتل" /> وقيل كذلك أنَّهُ سقط عن حصانه أثناء مُطاردته [[خنزير بري|خنزيرًا بريًّا]] في رحلة صيدٍ قُرب المدينة سالِفة الذِكر، وتأذَّى [[عمود فقري|عموده الفقري]]، فأُصيب [[شلل|بِالشلل]] ثُمَّ تُوفي.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= أرمغان، مُصطفى|مؤلف2= ترجمة: مُصطفى حمزة|عنوان= التَّاريخ السرّي للإمبراطوريَّة العُثمانيَّة: جوانب غير معروفة من حياة سلاطين بني عُثمان|إصدار= الأولى|صفحة= 32|سنة= [[1435 هـ|1435هـ]] - [[2014]]م|ناشر= [[الدار العربية للعلوم ناشرون|الدار العربيَّة للعُلوم ناشرون]]|ردمك= 9786140111226|مكان= [[بيروت]] - [[لبنان|لُبنان]]}}</ref> ووفق المصادر القائلة بِقُعُود مُحمَّد الأوَّل فترةً من الزمن قبل أن يُسلم الروح، فإنَّهُ لمَّا شعر بِدُنُوِّ أجله دعا الصدر الأعظم بايزيد باشا الأماسيلِّي وقال له: {{اقتباس مضمن|عَيَّنتُ ابنِي مُرَاد خَلِيفَةً لِي، فَأَطِعهُ وَكُن صَادِقًا مَعَهُ كَمَا كُنتَ مَعِي. أُرِيدُ مِنكُم أَن تَأتُونِي بِمُرَاد الآن لِأَنَّنِي لَا أَستَطِيعُ أَن أَقُومَ مِنَ الفِرَاشِ بَعد، فَإِن وَقَعَ الأَمرُ الإِلٰهِي قَبلَ مَجِيئِه حَذَارِيَ أَن تُعلِنُوا وَفَاتِيَ حَتَّى يِأتِي}}.<ref name="مولد تلقائيا1">{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[علي الصلابي|الصلَّابي، علي مُحمَّد]] |عنوان= فاتح القُسطنطينيَّة السُلطان مُحمَّد الفاتح|صفحة= 74|سنة= [[1427 هـ|1427هـ]] - [[2006]]م|ناشر= دار التوزيع والنشر الإسلاميَّة|ردمك= 9772656698|مكان= [[القاهرة]] - [[مصر]]|مسار=https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://download-pdf-ebooks.online/files/elebda3.net-wq-5226.pdf&hl=ar| مسار أرشيف = https://web.archive.org/web/20191217013534/https://docs.google.com/viewerng/viewer?url=http://download-pdf-ebooks.online/files/elebda3.net-wq-5226.pdf&hl=ar | تاريخ أرشيف = 17 ديسمبر 2019 }}</ref> وكان قصد السُلطان تُدارُك وُقُوع الفوضى في الدولة فيما لو أُعلنت وفاته قبل مجيء الشاهزاده مُراد الذي كان يتولَّى أماسية، خاصَّةً أنَّ مُصطفى چلبي كان سيتحرَّك مُباشرةً لِلمُطالبة بِالعرش، مما سيُدخله في نزاعٍ مع مُراد، فيسفك العُثمانيين دماء بعضهم البعض مُجددًا. ترك السُلطان مُحمَّد ثلاثة أبناءٍ آخرين إلى جانب مُراد، هم: مُصطفى الأصغر البالغ من العُمر اثنتا عشرة سنة، وكان واليًا على الحميد، ويُوسُف ومحمود، وكانا صغيرين في عهدة الصدر الأعظم بايزيد باشا، وقد أوصى والدهما في أن يتولَّى الإمبراطور البيزنطي رعايتهما، ويبدو أنه خشي من نُشُوب صراعٍ على السُلطة قد يُشكِّل خطرًا عليهما، فأراد إبعادهما عن مسرح الأحداث.<ref>{{استشهاد بكتاب|مؤلف1= [[أحمد القرمانلي|القرماني، أحمد بن يُوسُف بن أحمد]]|مؤلف2= تحقيق: بسَّام عبد الوهَّاب الجابي|عنوان= تاريخ سلاطين آل عثمان|إصدار= الأولى|صفحة= 22|سنة= [[1405 هـ|1405هـ]] - [[1985]]م|ناشر= دار البصائر|مكان= [[دمشق]] - [[سوريا]]}}</ref> تُوفي السُلطان مُحمَّد في أدرنة يوم الأحد [[1 جمادى الأولى|1 جُمادى الأولى]] [[824 هـ|824هـ]] المُوافق فيه [[4 مايو|4 أيَّار (مايو)]] [[1421]]م، عن عُمرٍ ناهز 43 سنة. وتُشير رواية أُخرى أنَّهُ مات في يوم الإثنين [[23 جمادى الأولى|23 جُمادى الأولى]] المُوافق فيه [[26 مايو|26 أيَّار (مايو)]] من السنتين سالِفتا الذِكر، وهُناك روايات تُشيرُ فقط إلى وفاته في شهر جُمادى الأولى المُوافق لِشهر أيَّار (مايو)، من دون ذكر اليوم، وهذا ما يظهر من النقش الموجود على قبره في بورصة.<ref name="جلبي مقاتل" /> امتثل الصدر الأعظم لِرغبة السُلطان، فتعاون مع الوزير [[إبراهيم باشا شاندرلي الكبير|إبراهيم باشا الجندرلي]] على إخفاء موت مُحمَّد الأوَّل عن الجُند حتَّى يحضر ابنه، فأشاعا أنَّ السُلطان مريض،<ref name="وفاة السلطان" /> وأمرا بِإغلاق كُل الحُدُود خوفًا من قُدُوم مُصطفى چلبي من جزيرة لمنى (لمنوس) التي هي أقرب إلى أدرنة وجُلُوسه على العرش، فلم يُذع خبر وفاة السُلطان طيلة 41 يومًا؛ بل إنَّهُ بِموجب إحدى الروايات، لم يعرف أحدٌ من الناس في أدرنة بِذلك، بل إنَّ الخبر أُخفي حتَّى عن أركان القصر، فكان هذا السُلطان أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يُخفى خبر موته.<ref name="وفاة" /> |
تعديل