هذه المقالة يتيمة. ساعد بإضافة وصلة إليها في مقالة متعلقة بها

إمارة الزاب

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
إمارة الزاب
المدة؟
نظام الحكم غير محدّد
التاريخ


إمارة الزاب هي إمارة حكمت بسكرة والواحات المحيطة بها في منطقة الزاب تحت حكم عائلة بني مزني من منتصف القرن الرابع عشر حتى عام 1402 [1] في الهضاب والأطراف الصحراوية لما يعرف اليوم بشرق الجزائر.

تاريخ

كانت بسكرة تابعة لمقرة من أرض الحضنة مقر الدولة الحفصية في الزاب وكانت المشيخة لبني رمان منذ سقوط الدولة الحمادية، وكان بنو مزني يسكنون قرية قريبة منها تُسمى حياس، حيث كانت لهم جنات النخيل والثمار مع توافر المياه بها. فارتحلوا إلى بسكرة وشارك أعيانهم في مجالس المدينة. فامتنع منهم بنو رمان وتلاسنوا، ووصل أمرهم إلى حاكم الأسرة الحفصية في إفريقية فمال إلى جنب بني رمان لقدمهم، ولكن لم يُفصل في النزاع فتقاتلوا في شوارع مدينة بسكرة.[2]

وينتسب بنو مزني إلى مازن بن فزارة قال ابن خلدون: «والذي تلقيته عن نسابة الهلاليين أنهم بنو مزنة بن ديفل بن محيا بن جرير من فصائل لطيف. وهو الصحيح فان أهل الزاب كلهم من أفاريق الاثبج عجزوا عن الظعن ونزلوا قراه على من كان بها قبلهم من زناتة وطوالع الفتح. وانما نزعوا عن نسب الاثبج لما صاروا اليه من المغرم والوضائع».[2]

في سنة 651 هـ دعا أبو إسحاق إبراهيم بن يحيى لنفسه معترضًا على حكم أخيه المستنصر فبايعته قبيلة رياح المتواجدة بمنطقة نقاوس ووناصروه بالزحف إلى بسكرة فبايعه فضل بن علي بن أحمد بن الحسين بن علي بن مزني أحد شيوخها ولم يوافق أهلها على ذلك، بل أرادوا قتله، فخرج الى إبراهيم بن يحيى الذي تشتت رجاله مما أجبره على الانسحاب إلى تلمسان ومنها إلى الأندلس عند صاحب غرناطة محمد بن يوسف، وبعد وفاة المستنصر عاد مع ابي اسحق إلى إفريقية وتمكن أبو إسحاق من الإطاحة بالواثق.[2]

في 1 ربيع الآخر 678 هـ الموافق لـ11 أغسطس 1279 تولى أبو اسحق حكم تونس وجازى فضل بن علي عن صحبته إياه بتوليته ولاية الزاب فارتحل إلى بسكرة وأخضع بني رمان له. هذا الخضوع كان ظاهريًا فقد حالفوا أولاد حريز من لطيف أحد بطون الاثبج واغروهم بقتل فضل واسترجاع المشيخة منه وقد كانوا يومئذ يسكنون قرية تُسمى ماشاش (هذه القرية اندثرت ) القريبة من مدينة بسكرة وهم من اختلطوا مع أهلها بالنسب والصهر، فما كان منهم إلا أن قتلوه خارج المدينة سنة 683 هـ وارتحلوا إلى بسكرة فلم يفي بنو رمان من حلفهم الا عامين، وجلب لهم سخط الدولة  الحفصية التي طردتهم من بسكرة الى القفر في الجنوب ببلاد ريغ التي تعرف اليوم بوادي ريغ ولاية واد سوف أين تفرقوا، وصار بنو رمان أسياد بسكرة واستبدوا بها وكذلك صارت الغلبة لقبيلة رياح على منطقة الزاب.[2]

لما قُتل فضل بن علي،كان ابنه منصور بتونس لما قتل ابوه فسعى بنو رمان لدى أبي حفص عمر بن يحيى فاعتقله ، وبقي معتقلًا إلى أن تمكن من الفرار ولحق بالأوراس. ثم لحق ببجاية سنة 692 هـ و كانت تابعة لأبي زكريا بن أبي اسحق فتقرب إليه منصور واستعان به لرئاسة ولاية الزاب على أن يحول دعوته إليه كما فعل أبوه فضل مع والده أبي اسحق من قبل فأمده سنة 693 هـ بالجنود للاستيلاء على بسكرة فاستبعد بنو رمان من كان يرأسهم من تونس فقدموا مبايعين إلى أبي زكرياء فجعل أحكامهم في يد قائد عسكره وطلب العفو عنهم بكتاب الى منصور فما كان منهم إلا أن فتحوا أبواب بسكرة لمنصور والعسكر القادم معه من بجاية وبعد أن استقرت أمور منصور في بسكرة أخرج بني رمان عنها كما فعلوا من قبل مع أولاد جرير.[2]

أُعجب أبو زكرياء بصدق طاعة منصور وحسن ادارته، فأضاف له ورقلة ووادي ريغ والحضنة وجبال الأوراس، وبقيت كذلك لخلفه فامتدت إمارة بني مزني من ورقلة جنوبا الى المسيلة ونقاوس شمالا ومن الدوسن غربا الى بادس شرقا، ودخلت مواطن عياض وسدويكش في هذه الامارة أيام منصور خاصة، وقد كانت للامارة طرق تجارية مع أهالي السودان وما حولها من الأوطان ولوجودها بين الصحراء والتل جمعت بين خواصهما: تجد فيها النخيل والزيتون والابل والبقر والمواشي وفلاحة الحبوب والثمار. قال أبو سالم العياشي في رحلتهوبسكرة من أعظم المدن وأجمعها لمنافع كثيرة مع توفر أسباب العمران فيها، قد جمعت بين التل والصحراء ذات نخيل كثير وزرع كثيف وزيتون ناعم وكتان جيد وماء جار في نواحيها وارحاء متعددة تطحن بالماء ومزارع حناء الى غير ذلك، وبالجملة ما رأيت في البلاد التي سلكتها شرقا وغربا أحسن منها ولا أحصن ولا أجمع لأسباب المعاش».[2]

في عام 1060 م، كان عام وباء ومات به في بسكرة نحو من سبعين الف نفس.[2]

عاش بنو مزني مع رياح احسن مما عاش معهم الحفصيون. وكان مع بني مزني علي بن أحمد ثم نافسهم لاستئثارهم بمال الجباية دونه، فثار عليهم متدثرا بالسنية، ولكن يوسف بن منصور استمال ابنه يعقوب وابن عمه سليمان بن علي بن سباع، وأنزلهما معه ببسكرة وأنكح أخته يعقوب، ثم انعقدت السلم بين يوسف بن مزني وعلي بن أحمد حوالي سنة 740 هـ فلم تنقض بعد.[3]

في أيام ابي البقاء خالد بن ابي زكرياء فر الأمير يحيى ابن خالد أحد أبناء عمومة أبي خالد بعد ثورة قسنطينة الأولى سنة 1309 م إلى منصور بن مزني وقد فسد ما بينه وبين ابي البقاء فبايعه، ووسوس ليحيي بعض حاشيته في منصور فعزم على نكبته اذا تم أمره لكن منصور شعر به فنبذه، وبايع ابي البقاء. وأقام تحت جرايته وحرسه إلى أن مات سنة 721 هـ فكان يحيى يصانع منصورا من أجله بالجوائز واقطعه من أملاك السلطان بضواحي تونس أملاكا ورثها عنه بنوه.[2]

ودعا منصور لابي تاشفين الأول أيام ابي بكر (709 هـ/1307 م709 هـ / 1308 م)، وترددت اليه العساكر وبقي على ذلك الى أن خلفه ابنه عبد الواحد، فلم يلبث ان غضب عليه عامل بجاية محمد بن ابي الحسين ابن سيد الناس فدعا لصاحب تلمسان ونازلته عساكر بجاية مرارا من غير طائل. ثم انعقد بينهما صهر وسلم. واقتصر مع الحفصيين على دفع الجباية لهم ثم تحرك أبو الحسن لفتح تونس، فوفد عليه في جموع الذواودة بارض بني حسن. وذهب اليه سنة 749 هـ بجبايته واجتمع بقسنطينة مع عمال المغرب بجبايتهم ووفدي صاحبي السودان والاندلس بهداياهم. وبلغتهم نكبة ابي الحسن.

وقويت الدولة الحفصية بضعف دولتي زناتة. وقطعت عنها كل المستبدين. ولم يبق الا بنو مزني. فخرج اليهم السلطان أبو فارس بن ابي العباس سنة 804 هـ ببئر الكاهنة. ثم دخل بسكرة يوم السبت سابع جمادى الثانية. وولى عليها من قواده وحمل معه أحمد بن يوسف الى تونس. فانتهت امارة بني مزني.[2]

أبيات للسان الدين بن الخطيب

أبيات للسان الدين بن الخطيب بعث بها أثناء رسالة لابن خلدون وهو مقيم على أحمد بن يوسف. وهي:[2]

من أنكر غيثا منشؤه
في الارض وليس بمخلفها
فبنان بني مزني مزن
تنهل بلطف مصرفها
مزن مذ حل ببسكرة
يوما نطقت بمصحفها
شكرت حتى بعبارتها
وبمعناها وباحرفها
ضحكت بابي العباس من الا
يام ثنايا زخرفها
وتنكرت الدنيا حتى
عرفت منه بمعرفها

الأمراء

جدول لأمراء بني مزني في الزاب:[2]

الأمير الولاية
هـ م
فضل بن علي 678 1279
ابنه منصور 693 1294
ابنه عبد الواحد 725 1325
اخوه يوسف منصور 729 1329
ابنه أحمد 767 1365
النهاية 804 1402

المراجع

  1. ^ Abun-Nasr, Jamil M.; al-Naṣr, Ǧamīl M. Abū; Abun-Nasr, Abun-Nasr, Jamil Mirʻi (20 Aug 1987). A History of the Maghrib in the Islamic Period (بEnglish). Cambridge University Press. ISBN:978-0-521-33767-0. Archived from the original on 2023-04-30.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: أسماء متعددة: قائمة المؤلفين (link)
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز مبارك بن محمد الميلي الجزائري. تاريخ الجزائر في القديم والحديث. المؤسسة الوطنيّة للكتاب بالجزائر. ج. 2. ص. 365-368. مؤرشف من الأصل في 2023-04-30.
  3. ^ خلدون، عبد الرحمن بن محمد الحضرمي/ابن (1 يناير 2012). تاريخ الأمازيغ والهجرة الهلالية (مقتطف من كتاب العبر) مع دراسة قبائل البافور الغامضة 1-2 ج1. دار الكتب العلمية. ص. 455. ISBN:978-2-7451-7435-2. مؤرشف من الأصل في 2023-04-30.{{استشهاد بكتاب}}: صيانة الاستشهاد: التاريخ والسنة (link)