تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
أبو جعفر المنصور
أمِيرُ المُؤمِنين | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
أبُو جَعْفَر المَنْصُور | |||||||
عَبدُ الله بن مُحَمَّد بنُ عَليُّ بنُ عَبدُ الله بنُ اَلعَبَّاس بنُ عَبْد المُطلّب اَلهاشِميُّ اَلْقُرَشيُّ العَدنانيّ | |||||||
رَسم تَخيُّليّ للخَليفة أبو جَعْفَر عَبدُ الله المَنْصُور
| |||||||
معلومات شخصية | |||||||
اسم الولادة | عَبدُ الله بن مُحَمَّد | ||||||
الميلاد | صَفَر 95 هـ / نُوفَمْبَر 713 م الحميمة، جُندُ الأُردُن، الخِلافَة الأُمَويَّة |
||||||
الوفاة | 6 ذُو الحجَّة 158 هـ / 6 أُكْتُوبَر 775 م (بالهِجْريّ:63 سنة و9 أشهُر) مَكَّة، اَلحِجاز، اَلخِلافَة اَلعَبَّاسيَّة |
||||||
مكان الدفن | مَقْبَرَةُ اَلمَعلَّاة، مَكَّة المُكَرَّمة، السُّعودِيَّة | ||||||
الكنية | أَبوُ جَعْفَر | ||||||
اللقب | اَلْمَنْصُور | ||||||
العرق | عَرَبيُّ | ||||||
الديانة | مُسْلِمٌ سُنيٌّ | ||||||
الزوج/الزوجة | أُمِّ مُوسَى اَلحِميَريَّة فَاطِمَة بِنتُ مُحَمَّد اَلتَّيْميّ |
||||||
الأولاد | جَعْفَر اَلأكْبَر أبي عَبدِ الله اَلمَهديّ |
||||||
الأب | مُحَمَّد بنُ عَلِيُّ اَلعَبَّاسيّ | ||||||
الأم | سَلامَة اَلبَرْبَريَّة | ||||||
إخوة وأخوات | إبراهيِم اَلإمام عَبدُ الله اَلسَّفَّاح |
||||||
منصب | |||||||
الخَليفةُ العَبَّاسيُّ الثَّانِيّ | |||||||
الحياة العملية | |||||||
معلومات عامة | |||||||
الفترة | 13 ذو الحجَّة 136 - 6 ذو الحجَّة 158 هـ (10 يونيو 754 - 6 أكتوبر 775) |
||||||
|
|||||||
السلالة | بَنو اَلعَبَّاس | ||||||
تعديل مصدري - تعديل |
أميرُ المُؤمِنين وخليفةُ المُسْلِمين أبُو جَعْفَر عَبدُ الله المَنْصُور بن مُحَمَّد بن عليّ بن عَبدِ الله بن العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب الهاشِميّ القُرشيّ (صَفَر 95 - السَّادِس مِن ذُو الحجَّة 158 هـ / نُوفَمْبَر 713 - السَّادِس مِن أُكتُوبَر 775 م) المعرُوف اختصارًا أبُو جَعْفَر المَنْصُور أو المَنْصُور، هو ثاني خُلفاء بَني العَبَّاس، والخَليفة الواحِد والعشرُون في ترتيب الخُلَفاء بعد النَّبيُّ مُحَمَّد، وهُو المؤسس الحقيقي للخِلافَة العَبَّاسِيَّة، وباني بَغْدَاد، بُويع له بالخِلافة في الثَّالِث عَشَر مِن ذُو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بعد وفاة أخيه أبُو العَبَّاس السَّفاح، فقد كان السَّفاح أصغر منه سنًا، ولكن تولى الإمامَة ومِن ثُم الخِلافَة قبله، امتثالًا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، لِكون والِدة السَّفاح عَربيَّة حُرَّة، بينما والِدة المَنْصُور أُمُ وَلَدٍ بَربريَّة.
وُلِدَ المَنْصُور في الحُمَيْمَة في منطقة جُند الأُردُن، ونشأ بها، ثم ارتحل إلى الكُوفَة مع عائلته بعد أن قام الخَليفة مُروان بن مُحَمَّد آخِر خُلفاء بَني أُميَّة، بالقبض على أخيه إبراهِيم الإمام. وفي أثناء الثَّورةُ العَبَّاسِيَّة، ساعد المَنْصُور أخاهُ السَّفاح في السيطرة على رُبوع الخِلافَة الإسلامِيَّة بعد أن قضوا على حُكمِ بَني أُمَيَّة، وساهم في تثبيت حُكم بَني العَبَّاس، وقد عيَّنهُ السَّفاح والياً على أرمِينيَّة، وآرَّان والجزيرة الفُراتيَّة، كما استعان بِه في إخماد عددٍ من الثَّورات التي قامت ضد الخِلافَة العَبَّاسِيَّة، وقد عهد السَّفاح بالخِلافَة لأخيه من بعده، فبعد وفاتِه في الحادي عَشَر مِن ذُو الحجَّة 136 هـ / العاشِر من يُونيو 754 م، بُويع عَبدُ الله خَليفةً على المُسْلِمين، ولُقِّب بالمَنْصُور.
ظهرت ثورات عديدة في خِلال فَترة المَنْصُور، أخطرها كانت تتمثل في ثَورة عَمِّه عَبدُ الله بنُ عَلِيّ العَبَّاسِيّ الذي رَفض خِلافته، ومن ثُم استطاع مِن القضاء على القائد العسكريّ العَبَّاسِيّ أبُو مُسلِم الخُراسَانيّ بسبب استشعاره بالخَطَر من نُفوذه المُستفحِل وطُمُوحه الكبير، كما أنهى ثَورة مُحَمَّد النَّفس الزَكيَّة العَلويُّ الهاشِميّ، والذي ثار طلباً للخِلافَة، وغيره من الثَّورات والاضطَّرابات التي استطاع بِفضل حِنكَتِهِ السَّياسيَّة واختياره للقادة الأكُفَّاء، من التغلَّب على جميع المخاطر التي أحاطت بِدولة الخِلافَة، كما قام بِفتح منطقة طَبَرسْتان، واعتَنى بتأمين الحُدود، فأقام التحصينات على طُول الحُدود مع الرُّوم، وأغار عليهم حتى أجبَرهُم على دفع الجِزية.
ونتيجةً لاهتمامِهِ بالعِلم والعُلماء، قام المَنْصُور باجتذاب الأطباء النَّساطِرة إلى العاصِمة العَبَّاسِيَّة بَغْدَاد، وتُرجِمت لهُ كتب في الطُّب، والنجوم والهندسة، والآداب، وترجم في عهدِه مؤلفات كثيرة في الطب من الإغْرِيقيَّة إلى العَرَبيَّة، كما أن المَنْصُور طلب من مَلِك الرُّوم أن يرسل له أعمال إقليدس والمَجَسْطِي لبطليموس، وترجم كتاب إقليديس للعربية، وكان هذا الكتاب أول كتاب يترجم من اليونانية إلى العربية في عهد الخِلافَة العَبَّاسِيَّة، قرر المَنْصُور لاحِقاً إنشاء خزانات لهذه الترجمات وغيرها من المخطوطات القيَّمة في شتى المجالات، وحتى نهاية عهده كانت مخطوطات التراث ودفاتر الترجمة والتأليف تُحفظ في قصر الخلافة في بَغْدَاد، حتى ضاق عنها على سعة قصره، واستمرَّ مِن بعده الاهتمام بتطوير بيتُ الحِكْمَة من قبل خُلفائه.
بنى المَنْصُور عاصِمتَهُ الجَديدة بَغْدَاد، فوضع أُسُسها مُنذ 145 هـ / 762 م، والذي اكتَمل بِناؤها عام 149 هـ / 766 م، لتُصبح حاضِرة الخِلافَة لِخمسة قُرونٍ قادِمة، وفي هذه الفترة، تمكَّن المَنْصُور مِن رَفع كفاءة الزَّراعة والصِّناعة، وشجَّع على النهوض باقتصاد الخِلافَة، وأمَّن خُطوط الانتاج والتِّجارة، وكان يُراقب أداء وُلاتِه وعُماله وأموالهم، فيعزل من يراه فاسِداً ويُصادر أمواله.
تُوفي المَنْصُور أثناء سَفره للحَجّ، فعاجَلتهُ المَنيَّة على أبواب مدينة مَكَّة، وذلك في السَّادِس مِن ذُو الحجَّة 158 هـ / السَّادس مِن أُكتُوبَر 775 م، وكان قد أوصى بالعَهدِ مِن بَعدِه لابنِه مُحَمَّد المِهْدي.
نشأته
نسبه
هو عَبدُ الله المَنْصُور بن مُحَمَّد بن عليّ بن عَبدِ الله بن اَلعبَّاس بن عَبد المُطَّلِب بن هاشِم بن عَبد مَناف بن قُصي بن كِلاب بن مُرة بن كَعب بن لُؤي بن غالِب بن فَهر بن مالِك بن النَّضر بن كِنانة بن خُزَيمة بن مُدرِكة بن إلياس بن مَضَر بن نِزار بن مُعد بن عدنان.
والدهُ هو الإمام مُحَمَّد بنُ عَلِيّ العَبَّاسِيّ الهاشِميّ، أوَّل أئمَّة الدَّعوة العَبَّاسِيَّة، وهو تابِعيّ، وكان عالِماً زاهِداً، وأكبر أولاد أبيه عليُّ بن عَبدِ الله المعرُوف بالسجَّاد، تولَّى الإمامة بعد عَبدُ الله بن مُحَمَّد بن الحَنفيَّة العَلويّ الهاشِمي، وقاد أنصارُه والترتيبات والأسُس لتمهيد قيام الخِلافَة العَبَّاسِيَّة والإطاحة بحُكم بَني أُمَيَّة.[1]
والدتُه هي أمُّ وَلَد، تُدعى سَلامة بنت بشير البَربَريَّة، مِن قبيلة صَنْهاجَة، ويُقال أنَّها جُلِبت من مدينة نَفزة في إفْريقِيَّة، فاشتراها مُحَمَّد بنُ عَلِيّ، وحَظيت عِندُه، فَولَدت لهُ عَبدُ الله، فأعتَقها[2]، وقد قالت حول ولادَتُه: «رأيتُ حين حَمَلتُ بِه، كأنه خَرج مني أسد فزأر، وأقعى على يديه، فما بقي أسد حتى جاء فسجد له».[3]
ولادته
وُلد عَبدُ الله في شهر صَفَر سَنَة 95 هـ / نُوفَمْبَر 713 م على أكثَر الأقوال[3][4][5]، وقيل 101 هـ / 720 م[6]، وذلك في منطقة الحُمَيْمَة، مِن بلاد البَلقاء، الواقِعة في كُورة الشراة مِن جُند الأردُن على مُعظم المصادر، وقيل في أيذخ مِن خُوزَسْتان، حيث أن أباه كان قد قصد عَبدُ الله بن مُعاوية الجَعْفَري الهاشِمي، والذي كان والياً أُمَويَّاً على أصْفَهان، فاستأذنهُ في الإقامة لِفترة، ووُلد عَبدُ الله هُناك.[7] وذلك في عهد الخَليفة الأُمَويّ الوَليد بن عَبد المَلِك.
طفولته
نشأ عَبدُ الله في منطقة الحُمَيْمَة، والتي كانت مقر عائلة بَني العَبَّاس مُنذ جده الإمام عَليّ بن عَبدِ الله بن العَبَّاس، والذي أقطَعهُ الأُمَويُّون قريةً بِصَقع الشَّام لمُراقبة نشاطِه حيث كان يقول بأن الخِلافة في ذُرّيتِه، كان يُعرف بعَبدُ الله الطَّويل.[7]
وقد رأى عَبدُ الله رُؤيةً في طُفولتِه، فقال: «رأيت في نومي أيام حِداثتي، كأنا حول الكَعْبَة، أنا وأخي أبو العَبَّاس وعَمي عَبدُ الله بن عَلِيّ، وإذا مُنادٍ يُنادي مِن داخل الكَعْبَة بصوتٍ عال: أبو العَبَّاس! فقام أخي ودخل ثُم خرج وبيده لواء أسود، إلا أنه كان قصيراً على قناة قصيرة ومضى، ثُم نُودي: أبو جَعْفَر! فنهضتُ أنا وقام عَبدُ الله عَمي ورائي، فلما وصلتُ إلى باب الكَعْبَة، تقدَّم ليدخُل قبلي، فدفعتُه عن الدرجة، فسقط إلى أسفل، ودخلتُ الكَعْبَة، فإذا رَسُولِ الله - صلَّ الله عليهِ وسَلَّم - جالِس، فسلَّمتُ عليهِ فردّ عليَّ وعَقد لي بيده لِواءً أسود طويلاً، وقال: خذ هذا بيدِك، حتى تُقاتل به الدجال، قال: فأخذتُه وخرجت، فوجدت أخي أبا العباس واقفاً ينتظرُني فذرعت لوائي، فكان اثنين وعِشرين ذراعاً، وذرعت لواءه، فكان أربعة أذرُع»، فكان تفسيرُ المنام شبيهاً بالوحي، فإن عدد الأذرع كانت عدد سنيُّ الخِلافَة، وعَبدُ الله بنُ عَلِيّ طَلَب الخِلافَة فلم يصل إليها.[8]
كان يُقال لهُ في صَغره ‹مَقلاص›، والتي تعني النَّاقة التي تَسمَن في الصَّيف، وتهزَل في الشِّتاء.[9]
تعليمه
دَرَس عَبدُ الله في إبان نشأتِه وصَباه، عِلم النَّحو، واللُّغة العَرَبِيَّة، والتَّارِيخ، كما أولى اهِتماماً في قِراءة القُرآن الكريم، وتفهُّم مَعانيه، ورِواية الأحاديث والسُّنن، والتعمُّق في الفُقه، واستِنباط الأحكام والشَّرائِع، وحِفظ الخَطَب البَليغة، والقصائِد المُعبِّرة، وكان لهُ إلمام في عِلم الفَلَك والنُّجوم، وتنقَّل في سبيل العِلم إلى عددٍ من المُدُن ذات الطَّابِع التَّعليمي الإسلامي، مِثل البَصْرَة، والكُوفة، والمَوْصِل، فكان يحضُر حَلَقات الدِّراسة في الأدَبِ والفُقه، وتَتلمَّذ على يد عَدد من العُلَماء والفُقَهاء، مِثل عالِم اللُّغَة الخَليل بنُ أحمَد الفَراهِيدي، و الأديب النَّحَويّ يُونس بنُ حَبيب، وأزهَر السَّمان، وغيرهم.[9]
كما رَوى الحَديث عَن جَدِّه عن عَبدُ الله بن العَبَّاس أن النبيُّ مُحَمَّد كان يتَختَّم في يمينه، أورَدهُ ابن عَساكِر.[3]
شبابه
ثورة عبد الله بن معاوية
لمَّا بُويع الأمير الأُمَويّ يَزيد بنُ الوَليد كخليفة بعد قِتالِه لسَلَفِه الوَليد بنُ يَزيد، خَرج عَبدُ الله بن مَعاوية بن عَبدِ الله بن جَعْفَر بن أبي طالِب عليهِ، وكان والياً أُمَويَّاً على أصْبَهان، فاتجه إلى الكُوفة، ونادَى بالثَّورة والبَيعة على الرِّضا مِن آلِ مُحَمَّد، فلبِس الصُّوف وأظهر صِفات الخير، فاجتَمَع إليه نفرٌ من أهلِ الكُوفة، فبايَعوه، إلا أن الأكثرية أمسَكَت عن مُبايَعتُه، وقالوا له: «ما فينا بقيَّة، فقد قُتل جُمهورِنا مع أهل هذا البيت - يقصدون بَنو أميَّة -»، وأشاروا عليهِ بأن يتِّجه نحو فارِس، ونواحي المَشرق، فقبِل ذلِك، وجَمع جُموعاً من تِلك النَّواحي، فغَلب على مياه الكُوفة، وهَمَذان، وقُم، والرَّي، وفارِس وغيرها من المَناطق، فأقام في أصْبَهان، واجتَمَع النَّاسُ إليه، فأخذهُم بالبيعة لِنفسِه، وكَتب إلى الأمصار يدعو بذلك، وكان أبو جَعْفَر مِن بين المُؤيدين.[10]
سجنه
كان مِمَّن قصد عَبدُ الله بنُ مُعاوية آنذاك، هُم بَنو هاشِم، فجاؤه عَبدُ الله الأصْغَر أبو العبَّاس، وعَبدُ الله أبو جَعْفَر، وعِيسى بنُ عَلِيّ، كما قصدُه بعض وجُوه قُرَيش مِن بَنو أُمَيَّة، مثل سُلَيْمان بنُ هِشام بن عَبدِ المَلِك، فاستعان عَبدُ الله بن مُعاوية في أعمالِه، فعيَّن أبو جَعْفَر عَبدُ الله، على كُورة إيذَج، فأخذ أبو جَعْفَر المال، وحملهُ بسفاتِج على يدي عَبد الرَّحمن بن عُمَر إلى البَصْرَة، ولم يَحمل إلى عَبدُ الله بن مُعاوية شيئاً، ثُم توجَّه أبو جَعْفَر إلى الأهواز قاصِداً البَصْرَة، وكان العامِلُ عليها سُلَيْمان بنُ حَبيب بن المُهلَّب مِن قبل مُروان بن مُحَمَّد، قد وضع الأرصاد والعُيون على كُل من يُمر من عُمال ابن مُعاوية، فمر برصدِه أبو جَعْفَر، فأمر بإحضارُه، فقال لهُ حينما دخَل عليه: «هاتِ المال الذي اختَنتُه»، فرد أبُو جَعْفَر: «لا مال عِندي»، فضربَهُ بالسّياط، فقال أبو أيُّوب: «أيُّها الأمير، توقَّف عن ضَربِه! فإن الخِلافَة إن بقيت في بَنُو أُمَيَّة فلن يسُوغ لك ضَرب رجُل من عَبد مَناف، وإن صار المُلك إلى بَني هاشِم لم تكُن لك بِلاد الإسلام بِلاداً»، فلم يقبل رأيُه، وضَرب أبو جَعْفَر اثنين وأربَعين سُوطاً، ولم يزل أبو أيُّوب يسألُه للكف عن ذلك، ورمَى نفسهُ إليه، حتى توقَّف عن جَلدِه.[11] ثُم تحرَّك المضَريَّة لضَرب أبو جَعْفَر وحبسِه، فتجمَّعوا واتجهوا إلى الحبس فكسروه، وأطلقوا سِراح أبو جَعْفَر، وعاد إلى البَصْرَة، وعظَّم مِن أبو أيُّوب وما قام بِهِ لأجلِه.[12]
وحَدَث في أيَّامِ سَجنِه، قِصَّة عجيبة، فقد التقى أبو جَعْفَر، برجُلٍ فارِسيّ يُدعى نُوبَخْت المُنجِّم، فرأى على أبو جَعْفَر علامات الرياسَة، فسألهُ نُوبَخْت عمَّن يكُون، فأجاب أبو جَعْفَر عن نَسَبِه، وكنيتِه، فقال لهُ نُوبَخْت: «أنتَ الخَليفةُ الذي تُلي الأرض»، فقال لهُ أبو جَعْفَر:«ويحك! ماذا تقُول؟»، فقال: «هُو ما أقولُ لَك! فضع لي خطَّك في هذهِ الرُّقعة أن تُعطيني شيئاً إذا وُلَّيت»، فكَتَب لهُ، وبعد مُرور عُقود، وتولَّى أبو جَعْفَر المَنْصُور للخِلافَة، جاؤهُ نُوبَخْت، فأكرَمهُ المَنْصُور، وأعطاه، وقد أسلَمَ نُوبَخْت على يَديه، وكان يُدينُ بالمَجُوسِيَّة، وأصبح من المُقرَّبين إليه.[3]
عمله في الدعوة العباسية
نشأ أبُو جَعْفَر بين كبار رِجال بَني هاشِم والذين كانوا يسكنون الحُمَيْمَة مِن بلاد البَلقاء في جُندُ الأُردُن، فكان أبوه هو الإمامُ مُحَمَّد بن عَليُّ العَبَّاسِيّ، ويُعرف بلقب الكامِل، وقد تولَّى الإمامة مِن أبي هاشِم عَبدُ الله بن مُحَمَّد بنُ عليُّ بن أبي طالِب، والذي أوصى أتباعُه، فيما يُعرف الكَيسانيَّة لاتِّباع الإمام مُحَمَّد مِن بعده، فضبط شأن الدَّعوة ونظَّمها، واستعان في تحرُّكاتِه بالسَّريَّة والكِتمان، واختار رجالِه وأنصارِه بدِقَّة، كما اعتنى بمعرفة الأماكن التي يتحرَّك فيها النُّقباء والدُّعاة، حيث اختار منطقتين، هُما الكُوفَة لكثرة الأصوات المُناهضة لحُكم بنُو أُميَّة، وتعاطُفهم مع بَني هاشِم، وتحديداً العَلَويين، والمنطقة الأخرى هي خُراسان، وأدارها مِن مكانِه في الحُمَيْمَة كونّها مقرُّ الإقامة.
وحين نجحت الدعوة العباسية وأطاحت بالدولة الأموية؛ تولى أبو العباس السفّاح الخلافة سنة (132 هـ/750 م) واستعان بأخيه أبي جعفر في محاربة أعدائه والقضاء على خصومه وتصريف شؤون الدولة، وأرسله كذلك لقتال إسحاق بن مسلم العقيلي في سميساط في الجزيرة الفراتية وأحد قادة مروان بن محمد وكان عند حسن ظنه قدرة وكفاءة فيما تولى، حتى إذا مرض أوصى له بالخلافة من بعده، فوليها في ذي الحجة 136 هـ/ يونيو 754 م) وهو في الحادية والأربعين من عمره.[13]
خلافته
القضاء على عمه عبد الله بن علي
كان عبد الله يطمع في الخلافة بعد أبي العباس، ولما بويع المنصور لم يوافق على ذلك، فخرج على المنصور في بلاد الشام، فأرسل له المنصور جيشا بقيادة أبي مسلم الخراساني الذي استطاع إلحاق الهزيمة به، وهرب عبد الله، وبقي متخفيا، حتى ظفر به المنصور وسجنه، فمات في السجن.[14]
نهاية أبي مسلم الخراساني
بدأ الجو يصفو لأبي جعفر بعد هزيمة عمه «عبد الله» في الشام إلا من الإزعاج الذي كان يسببه له أبو مسلم الخراساني؛ وبسبب مكانته القوية في نفوس أتباعه، واستخفافه بالخليفة المنصور، ورفضه المستمر للخضوع له؛ فأبو مسلم يشتد يومًا بعد يوم، وساعده يقوى، وكلمته تعلو، أما وقد شم منه رائحة خيانة فليكن هناك ما يوقفه عند حده، وهنا فكر المنصور جديّا في التخلص منه، وقد حصل له ما أراد، فأرسل إلى أبي مسلم حتى يخبره أن الخليفة ولاه على مصر والشام، وعليه أن يوجه إلى مصر من يختاره نيابة عنه، ويكون أقرب من الخليفة وأمام عينيه وبعيدًا عن خراسان؛ حيث شيعته وموطن رأسه، إلا أن أبا مسلم أظهر سوء نيته، وخرج على طاعة إمامه، ونقض البيعة، ولم يستجب لنصيحة أحد، فأغراه المنصور حتى قدم إليه في العراق، فقتله في سنة 137 هـ/ 756 م، ولأن مقتل رجل كأبي مسلم الخراساني قد يثير جدلا كبيرًا، فقد خطب المنصور مبينًا حقيقة الموقف، قال: «أيها الناس، لا تخرجوا من أنس الطاعة إلى وحشة المعصية، ولا تمشوا في ظلمة الباطل بعد سعيكم في ضياء الحق، إن أبا مسلم أحسن مبتدئًا وأساء معقبًا، فأخذ من الناس بنا أكثر مما أعطانا، ورجح قبيح باطنه على حسن ظاهره، وعلمنا من خبيث سريرته وفساد نيته ما لو علمه اللائم لنا فيه لعذرنا في قتله، وعنفنا في إمهالنا، فما زال ينقض بيعته، ويخفر ذمته حيث أحل لنا عقوبته، وأباح لنا في دمه، فحكمنا فيه حكمه لنا في غيره، ممن شق العصا، ولم يمنعنا الحق له من إمضاء الحق فيه».[15]
بناء بغداد
رغب الخليفة أبو جعفر المنصور في بناء عاصمة جديدة لدولته بعيدة عن المدن التي يكثر فيها الخروج على الخلافة كالكوفة والبصرة، وتتمتع باعتدال المناخ وحسن الموقع، فاختار «بغداد» على شاطئ دجلة، ووضع بيده أول حجر في بنائها سنة (145 هـ == 762 م) واستخدم عددا من كبار المهندسين للإشراف على بنائها، وجلب إليها أعدادا هائلة من البنائين والصناع، فعملوا بجد وهمة حتى فرغوا منها في عام (149 هـ == 766 م) وانتقل إليها الخليفة وحاشيته ومعه دواوين الدولة، وأصبحت منذ ذلك الحين عاصمة الدولة العباسية، وأطلق عليها مدينة السلام؛ تيمنا بدار السلام وهو اسم من أسماء الجنة، أو نسبة إلى نهر دجلة الذي يسمى نهر السلام. ولم يكتف المنصور بتأسيس المدينة على الضفة الغربية لدجلة، بل عمل على توسيعها سنة (151 هـ = 768 م) بإقامة مدينة أخرى على الجانب الشرقي سماها الرصافة، جعلها مقرا لابنه وولي عهده «المهدي» وشيد لها سورا وخندقا ومسجدا وقصرا، ثم لم تلبث أن عمرت الرصافة واتسعت وزاد إقبال الناس على سكناها.[16]
ثورة سُنباذ
كان ممن غضب لمقتل أبي مسلم الخراساني، رجل مجوسي اسمه «سُنباذ»، فثار والتف حوله الكثيرون من أهل «خراسان»، فهجموا على ديار المسلمين في نيسابور و«قومس» و«الري»، فنهبوا الأموال وقتلوا الرجال وسبوا النساء، ثم تبجحوا، فقالوا: إنهم عامدون لهدم الكعبة، فأرسل إليهم المنصور جيشًا بقيادة جمهور بن مرار العجلي، فهزمهم واستردَّ الأموال والسبايا، ولا يكاد أبو جعفر يتخلص من «سنباذ» سنة 137 هـ/ 756 م، حتى واجه ثائرًا ينادى بخلع المنصور، إنه «جمهور بن مرار العجلي» قائد جيوش المنصور التي هزمت «سنباذ».[17]
انقلاب جمهور بن مرار العجلي على المنصور
لما هزم «جمهور» سنباد، واسترد الأموال، كانت خزائن أبي مسلم الخراساني من بينها، فطمع «جمهور»، فلم يرسل المال إلى الخليفة المنصور، بل ونقض البيعة ونادى بخلع المنصور، فماذا كان؟ أرسل المنصور القائد الشجاع «محمد بن الأشعث» على رأس جيش عظيم، فهزم «جمهورًا» الذي فر هاربًا إلى «أذربيجان»، وكانت الموقعة في سنة 137 هـ/ 756 م.[18]
ثورات الخوارج
ثورات متتالية كانت تهدد الحياة وتحول دون الاستقرار والأمن في بداية حكم العباسيين. منها ثورات للخوارج الذين أصبحوا مصدر إزعاج للدولة العباسية. لقد خرج آنذاك «مُلَبّد بن حرملة الشيباني» في ألف من أتباعه بالجزيرة من العراق، وانضم إليه الكثيرون، فغلب بلادًا كثيرة، إلى أن تمكنت جيوش المنصور بقيادة خازم بن خزيمة من هزيمته في سنة 138 هـ/ 757 م. وتحرك الخوارج مرة ثانية في خلافة المنصور سنة 148 هـ بالموصل تحت قيادة «حسا بن مجالد الهمداني»، إلا أن خروجه هو الآخر قد باء بالفشل.
وواجه الخليفة المنصور العباسي ثورات منحرفة لطوائف أخرى، ففي سنة 141 هـ/ 759 م. واجه المنصور ثورة أخرى لطائفة من الخوارج يقال لها الراوندية ينتسبون إلى قرية «راوند» القريبة من أصفهان. إنهم يؤمنون بتناسخ الأرواح، ويزعمون أن روح آدم انتقلت إلى واحد يسمى عثمان بن نهيك وأن جبريل هو الهيثم بن معاوية -رجل من بينهم-، بل لقد خرجوا عن الإسلام زاعمين أن ربهم الذي يطعمهم ويسقيهم هو «أبو جعفر المنصور»، فراحوا يطوفون بقصره قائلين: هذا قصر ربنا. ولم يكن ينفع هؤلاء إلا القتال، فقاتلهم المنصور حتى قضى عليهم جميعًا بالكوفة.[17]
ثورة محمد النفس الزكية
من أخطر الثورات التي واجهت المنصور خروج محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، من سويقة المدينة (سويقة الثائرة) وكان من أشراف بني هاشم علمًا ومكانة، وكان يلقب بـ «النفس الزكية» فاجتمع العلويون والعباسيون معًا وبايعوه أواخر الدولة الأموية، وكان من المبايعين «المنصور» نفسه، فلما تولى الخلافة لم يكن له هم إلا طلب محمد هذا خشية مطالبته بطاعة هؤلاء الذين بايعوه من قبل، وهنا خرج «محمد» النفس الزكية بالمدينة سنة 145 هـ/763 م، وبويع له في كثير من الأمصار. وخرج أخوه «إبراهيم» بالبصرة، واجتمع معه كثير من الفقهاء، وغلب أتباعه على «فارس» و«واسط» و«الكوفة»، وشارك في هذه الثورة كثير من الأتباع من كل الطوائف.
بعث المنصور إلى «محمد النفس الزكية» يعرض عليه الأمن والأمان له ولأولاده وإخوته مع توفير ما يلزم له من المال، ويرد «محمد» بأن على المنصور أن يحكم بدين الله ولا يمكن شراء المؤمن بالمال. وكانت المواجهة العسكرية هي الحل بعد فشل المكاتبات، واستطاعت جيوش أبي جعفر أن تهزم «النفس الزكية» بالمدينة وتقتله، وتم القضاء على أتباع إبراهيم في قرية قريبة من الكوفة وقتلهم.[19]
ثورة كافر خراسان
في سنة 150 هـ خرج أحد المتمردين ببلاد خراسان واستولى على أكثرها، وانضم له أكثر من ثلاثمائة ألف، وقتلوا خلقًا كثيرًا من المسلمين، وهزموا الجيوش في تلك البلاد، ونشروا الفساد هنا وهناك، فبعث أبو جعفر المنصور بجيش قوامه أربعون ألفا بقيادة «خازم بن خزيمة»، الذي قضى على هؤلاء الخارجين، ونشر الأمن والاستقرار في ربوع خراسان.[20]
وفاته
ذهب الخليفة المنصور للحج عام 158 هـ، 775 م، وكان ابنه محمد «المهدي» قد خرج ليشيعه في حجه، فأوصاه بإعطاء الجند والناس حقهم وأرزاقهم ومرتباتهم، وأن يحسن إلى الناس، ويحفظ الثغور، ويسدد دينًا كان عليه مقداره ثلاثمائة ألف درهم، كما أوصاه برعاية إخوته الصغار، وقال: إنني تركت خزانة بيت مال المسلمين عامرة، فيها ما يكفى عطاء الجند ونفقات الناس لمدة عشر سنوات. ونزل المنصور بقرية قد أفرغها سيدها من أهلها وقرأ على الجدار أبيات شعر فيها علامة على وفاته.
وكان سفيان الثوري نائما في الحرم ورأسه في حجر الفضيل بن عياض ورجليه في حجر سفيان بن عيينة، فقال له الفضيل «أما عَلِمت بما قاله أمير المؤمنين أبو جعفر المنصور» فقال سفيان الثوري «عن ماذا» قال الفضيل «يتمنى أن يراك مصلوباً أو مقتولاً على باب من أبواب الحرم» فتبسم سفيان وقال «والله لا يدخلها» وأكمل حديثه، وكان أبو جعفر قادما للحج هذا العام، وعندما وصل للتنعيم، فتعثرت فرسه فوقع من فوق الفرس فضُربَت رأسه بصخرة فمات على الفور، ثم حُمِل وغُسِل وأُدخِل الحرم ليصلي عليه سفيان الثوري.
وأمر حاجبه الربيع بن يونس أن يدخل ويقرأ، فدخل ولم يجد شيئًا، ودخل خلفه المنصور فلم يجد شيئًا، وراح يتلمس الجدار الذي كان قد قرأ عليه الأبيات، فعلم في نفسه بوفاته، وكتب لابنه المهدي بعض الوصايا. وقبل أن يدخل مكة توفي على أبوابها.[16]
نهضة اقتصادية
مع اهتمام المنصور بالزراعة والصناعة وتشجيعه لأصحاب المهن والصناعات، وتأمينه خطوط التجارة والملاحة في الخليج العربي حتى الصين من خطر القراصنة الذين كانوا يقطعون طرق التجارة، ويقتلون التجار، ويستولون على الأموال، وراح قُواده يؤدبون هؤلاء اللصوص. وكثيرًا ما يعود قواده من الغزو في البحر بالغنائم والأسرى حتى انقطعت القرصنة بعد عام 153 هـ، 770 م، ولقد تم في عهده إعادة فتح مدينة طبرستان عام 141 هـ، 759 م، في بلاد ما وراء النهر.[21]
العناية بالحدود
أعطى المنصور اهتماماً بالغاً بجهة الشمال؛ فأمر بإقامة التحصينات والرباطات على حدود بلاد الروم. وكانت الغزوات المتتابعة سبباً في أن ملك الروم سيطلب الصلح، ويقدم الجزية صاغرًا سنة 155 هـ، 772 م. وقام المنصور بحملة تأديبية على جزيرة قبرص في البحر الأبيض المتوسط، أثر قيام أهلها بمساعدة جيش الروم، ونقضهم العهد الذي أخذوه على أنفسهم يوم أن فتح المسلمون جزيرة قبرص.[22]
بيت الحكمة
من الأعمال الجليلة التي تُذكر للمنصور عنايته بنشر العلوم المختلفة، ورعايته للعلماء من المسلمين وغيرهم، وقيامه بإنشاء «بيت الحكمة» في قصر الخلافة ببغداد، وإشرافه عليه بنفسه، ليكون مركزًا للترجمة إلى اللغة العربية. ولكن المؤسس الحقيقي لبيت الحكمة كمكتبة عالمية هو الخليفة العالم المأمون وفعل مثل ما فعل أبو جعفر المنصور وأبوه هارون الرشيد، وقد أرسل أبو جعفر إلى إمبراطور الروم يطلب منه بعض كتب اليونان فبعث إليه بكتب في الطب والهندسة والحساب والفلك، فقام نفر من المترجمين بنقلها إلى العربية.[23]
تمثال أبي جعفر المنصور في بغداد
بعد حرب عام 2003، تعرض تمثال أبي جعفر المنصور الموجود في بغداد، كغيره من النًُصُب والمعالم البغدادية والعراقية للتخريب وتم تفجيره كليّاً عام 2005 بعبوات ناسفة تحته حيث لم يصمد إلا الرأس النحاسي من التخريب. بعد عامين تقريباً من تفجيره بدأت أعمال ترميم التمثال بالكامل لسابق عهده من قبل أمانة بغداد وفقا للتصاميم الأصلية وبشكل جديد وافتتح في يونيو/حزيران 2008.[24] وتعرض التمثال لدعوات شيعية تنادي بهدمه قبيل الانتخابات المزمع إجرائها.[25]
حياته الشخصية
صفاته
كان أبو جعفر المنصور فحل بنى العباس هيبةً وجبروتاً، وكان يلبس الخشن، ويرقع القميص ورعًا وزهدًا وتقوى، ولم يُرَ في بيته أبدًا لهو ولعب أو ما يشبه اللهو واللعب. ولم يقف ببابه الشعراء لعدم وصله لهم بالأعطيات كما كان يفعل غيره من الخلفاء. وهو من أعظم رجال بني العباس فقد كان في خلقه الجد والصرامة والبعد عن اللهو والترف. فقد اتصف بالشدة والبأس واليقظة والحزم والصلاح والاهتمام بمصالح الرعية وعرف بالثبات عند الشدائد ولاشك بأن هذه الصفة كانت من بين أبرز الصفات التي كفلت له النجاح في حكم الدولة العباسية.
وذكر عن حماد التركي أنه قال: كنت واقفاً على رأس المنصور فسمع جلبةً في الدار فقال: ما هذا يا حماد انظر، فذهبت فإذا خادم له قد جلس بين الجواري وهو يضرب بالطنبور وهنّ يضحكن فجئت فأخبرته فقال وأي شيء الطنبور فوصفته له فقال له أصبت صفته فما يدريك أنت ما الطنبور؟ فقال رأيته بخراسان ثم قام حتى أشرف عليهم فلما بصروا به تفرقوا فأخذ الضارب وكسر الطنبور على رأسه وأخرجه من قصره.
وقد عرف عن المنصور ميله إلى الاقتصاد في النفقات حتى امتلأت بالأموال خزائنه، ولم يكن المنصور يعطي الشعراء تلك العطايا البالغة حد السرف وإنما كانت أعطياته أرزاق العمال أيام المنصور 300 درهم ولم يزل الأمر على ذلك إلى أيام المأمون فكان أول من سن زيادة الأرزاق هو الفضل بن سهل.[26]
كتب ودراسات عنه
- أبو جعفر المنصور وعروبة لبنان، عجاج نويهض،
- أبو جعفر المنصور وسياسته الداخلية والخارجبة ، فاضل حسن زعين العاني ، أطروحة دكتوراة بجامعة القاهرة، ونشرت بدار الرشيد للنشرـ بغداد 1980 .
الأعمال الفنية
تطرق عدد من الأعمال لشخصية أبي جعفر المنصور، منها:
- مسلسل باسمه: لعب دوره عباس النوري
- مسلسل صقر قريش: لعب دوره زهير عبد الكريم
انظر أيضًا
أبو جعفر المنصور في المشاريع الشقيقة: | |
مراجع
فهرس المنشورات
- ^ العباسي (2000)، ص. 69.
- ^ أدهم (1969)، ص. 57 - 58.
- ^ أ ب ت ث ابن كثير (2004)، ص. 1520.
- ^ السيوطي (2004)، ص. 206.
- ^ العباسي (2000)، ص. 75.
- ^ الخضري (2003)، ص. 56.
- ^ أ ب ابن العمراني (1999)، ص. 62.
- ^ ابن العمراني (1999)، ص. 62 - 63.
- ^ أ ب أدهم (1969)، ص. 58.
- ^ أدهم (1969)، ص. 59.
- ^ أدهم (1969)، ص. 59 - 60.
- ^ أدهم (1969)، ص. 60.
- ^ أبو جعفر المنصور وسياسته الداخلية والخارجية - تأليف الدكتور حسن فاضل زعين العاني -بغداد 1980.
- ^ فاروق عمر فوزي ، العباسيون الاوائل ص 65
- ^ كتاب دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع العلمي العراقي - بغداد - 1958 م ص55. كتاب العباسيون الاوائل - تأليف الدكتور فاروق عمر فوزي - لندن -1977 ص21
- ^ أ ب كتاب دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع العلمي العراقي - بغداد - 1958 م. كتاب العباسيون الاوائل - تأليف الدكتور فاروق عمر فوزي - لندن -1977
- ^ أ ب انظر :كتاب دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع العلمي العراقي - بغداد - 1958 م. كتاب العباسيون الاوائل - تأليف الدكتور فاروق عمر فوزي - لندن -1977
- ^ عبد الحي شعبان ، الدولة العباسية 34
- ^ فاروق عمر فوزي ، الدولة العباسية ج1 ص97
- ^ د. حسن فاضل زعين العاني ، سياسة أبي جعفر المنصور الداخلية والخارجية ، دار الرشيد للنشر ، بغداد ، 1979 ، ص 54
- ^ فاروق عمر : التاريخ الاسلامي وفكر القرن العشرين ص 83
- ^ عبد الحي شعبان ، الدولة العباسية ص 76
- ^ صالح احمد العلي ، بغداد ص 123
- ^ "بعد دعوات لإزالته.. قوات حفظ القانون تنتشر قرب تمثال أبي جعفر المنصور غرب بغداد". 7 يونيو 2020. مؤرشف من الأصل في 2021-06-09.
- ^ "دعوات لتحطيم تمثال الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور في بغداد.. ما القصة؟". 7/6/2021. مؤرشف من الأصل في 2021-06-08.
{{استشهاد ويب}}
: تحقق من التاريخ في:|تاريخ=
(مساعدة) - ^ عماد البحراني، أبو جعفر المنصور "المؤسس الحقيقي للدولة العباسية"، دورية كان التاريخية، ع5 سبتمبر2009. ص 54 - 58.
معلومات المنشورات كاملة
الكُتُب مُرتَّبة حَسَب تاريخ النَّشر
- Q123471625، QID:Q123471625
- Q56367172، QID:Q56367172
- Q123463845، QID:Q123463845
- Q123224571، QID:Q123224571
- Q123368203، QID:Q123368203
- Q123224476، QID:Q123224476
- Q123424538، QID:Q123424538
- Q123225171، QID:Q123225171
قراءة مُتعمقة
- كتاب دليل خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع العلمي العراقي - بغداد - 1958 م.
- كتاب العباسيون الاوائل - تأليف الدكتور فاروق عمر فوزي - لندن -1977 .
- تاريخ بغداد تأليف الخطيب البغدادي.
- أبو جعفر المنصور وسياسته الداخلية والخارجية - تأليف الدكتور حسن فاضل زعين العاني -بغداد 1980.
وصلات داخلية
- صفحة أبو جعفر المنصور من موقع Answers.com
أبو جعفر المنصور فرع من بنو هاشم ولد: 714 توفي: 6 أكتوبر 775
| ||
ألقاب سُنيَّة | ||
---|---|---|
سبقه السفاح |
خليفة المسلمين الخلافة العباسية 10 يونيو 754 - 6 أكتوبر 775 |
تبعه المهدي |