تأليه شكوكي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة

هذه هي النسخة الحالية من هذه الصفحة، وقام بتعديلها عبود السكاف (نقاش | مساهمات) في 00:47، 21 فبراير 2023 (بوت:إضافة وصلة أرشيفية.). العنوان الحالي (URL) هو وصلة دائمة لهذه النسخة.

(فرق) → نسخة أقدم | نسخة حالية (فرق) | نسخة أحدث ← (فرق)
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

التأليه الشكوكي هو الرأي الذي يقول بأننا يجب أن نبقى شاكّين بقدرتنا على اعتبار أن تصوراتنا عن الشر يمكن أن تعتبر دليلًا قويًّا ضدّ وجود الإله المسيحي الأرثوذكسي.[1] أطروحة التأليه الشكوكي الرئيسة هي أنه ليس مفاجئًا أن تكون أسباب كائنٍ مطلق العلم والذكاء للسماح بالشرور، خارجةً عن الفهم الإنساني. أي إن ما نعتبره شرورًا عبثية قد يكون ضرورةً لإحداث خيرٍ أكبر أو منع شرورٍ مساوية أو أكبر.[2] يمكن أن تستعمل هذه الحجّة للدفاع عن التأليه، ولكنها استُعملت أيضًا للدفاع عن آراء اللاأدريين.[3][4]

قد يكون التأليه الشكوكي عقيدة يعتقد بها الإنسان اعتقادًا غير رسمي اعتمادًا على عقيدة التأليه التي يعتقدها،[5] ولكن أصل مصطلح التأليه الشكوكي كان ورقة نُشرت عام 1996 للفيلسوف بول درابر،[6][7] وكان عنوانها «المؤلّه الشكوكي». تُبُنِّي مصطلح درابر بعد نشر ورقته في الفلسفة الأكاديمية وتطور إلى مجموعة من الآراء التي تدعم الأطروحة الشكوكية الرئيسة للتأليه الشكوكي، التي تقول إننا يجب أن نشك في دعوى أن الإنسان يستطيع أن يفهم مُراد الله بالشر. من هذه الحجج حجة مبنيّة على التشبيه، تشبّه فهمنا لدوافع الله بفهم طفل يحاول أن يستوعب أسباب أبيه للسعي في علاج طبي مؤلم، على سبيل المثال. من الحجج الأخرى: حدود القدرة البشرية على فهم المجال الأخلاقي، والاحتكام إلى العوامل المعرفية مثل الحساسية أو المتطلبات السياقية.[8]

في فلسفة الدين، ليس التأليه الشكوكي شكوكية واسعة في شأن معرفة الإنسان بالله، بل هو رأي يُقَدَّم ليكون ردًّا على بعض الدعاوى الفلسفية، مثل الدعاوى التي تستنتج استنتاجات حاسمة «تأخذ كل شيء بعين الاعتبار» بشأن دوافع الله بناءً على الظروف المشاهَدة.[9] وبالإضافة إلى هذا، لا يستعمل التأليه الشكوكي للدفاع عن كل أنواع التأليه، ولطالما كان رأيًا يُقَدَّم للدفاع عن التأليه المسيحي الأرثوذكسي. بل إن التأليه الشكوكي لا يقبله كل المؤلهين، وبعض الذين يقبلون آراءه الشكوكية غير مؤلهين أصلًا.[10]

في الفلسفة، التأليه الشكوكي هو دفاع عن الآراء التأليهية أو اللاأدرية، وهو حجة تستعمل لدفع الدعاوى الحاسمة التي تنتج عن الحجج الإلحادية المبنية على وجود الشر،[11][12] وهي أن الله ليس عنده أسباب كافية ليسمح ببعض أنواع الشر. تقدم حجة التأليه الشكوكي أيضًا للرد على حجج إلحادية أخرى مثل ادعاء معرفة نوايا الله بناءً على الظروف المشاهدة، منها حجة الخفاء الإلهي.[13]

التأليه الشكوكي عند درابر

في فلسفة الدين، التأليه الشكوكي رأي يقول بأننا يجب أن نشك بقدرتنا على فهم دوافع الله (أو عدم دوافعه) بناءً على الظروف التي نلاحظها في الكون. هذا الرأي ردُّ على معضلة الشر الإلحادية، التي تؤكد على أن بعض الشرور الموجودة في العالم عبثية، لا جدوى منها، أو لا يمكن فهمها، فإذا كان الأمر هكذا، فهو دليل ضد وجود الإله المسيحي الأرثوذكسي.[14][15] الله في الرأي المسيحي الأرثوذكسي مطلَق العلم ومطلق الخير ومطلق القوة. يمكن أن يعتبر التأليه الشكوكي نوعًا من الثيوديسية من جهة أنه يحاول توفيق مفهوم الله مع مشكلات الشرور العبثية (الشرور التي تحدث في العالم ويُقال إنه لا سبب يكفي ليجعل الله يسمح بها). هذه النظرة كما قدمها الفيلسوف اللاأدري بول درابر، يُقصَد بها دفع دعوى أساسية في معضلة الشر من خلال القول بأن القدرات الإدراكية البشرية قد تكون غير كافية لإجراء استدلالات استقرائية بشأن أسباب الله أو عدم أسبابه للسماح بالشرور المشاهَدة.[16]

دليل معضلة الشر

تؤكد معضلة الشر أن مقدار الشر أو أنواعه أو توزعه يقدم قاعدة برهانية لاستنتاج أن وجود الله ليس مرجحًا.[17] للمعضلة صياغات كثير، ولكن يمكن أن تصاغ على طريقة القياس الاستثنائي المنطقية:

  1. إذا وُجد إلهٌ مطلَق العلم والخير والقدرة، فلا يمكن أن توجد شرورٌ عبثية.
  2. في الكون شرورٌ عبثية.
  3. من ثمّ، فلا وجود لإله مطلق العلم والخير والقدرة.

في هذه الصياغة المنطقية، إذا كانت المقدمة الكبرى (الأولى) والمقدمة الصغرى (الثانية) صحيحتين، فإن الاستنتاج (الجملة الثالثة) صحيح. تحدى الفلاسفة المقدمتين، ولكن التأليه الشكوكي يركز على المقدمة الصغرى (الثانية).

في عام 1979 قدم الفيلسوف ويليام روس دفاعًا عن المقدمة الصغرى. وقال إنه ما من حالة نعرفها إذا تولاها كائن كامل القدرة والعلم استطعنا أن نبرر أخلاقيًّا سماحه بوجود بعض أنواع المعاناة الفظيعة. ومن ثم، حسب استنتاج رو، فالراجح أنه ما من حالة موجودة يمكن أن تبرر أخلاقيًّا سماح هذا الكائن بهذه المعاناة.[18] بعبارة أخرى، يقول رو إن عجزه عن تصور سبب صالح يمكن لله أن يسمح بنوع من الشر من أجله، يبرر استنتاج عدم وجود هذا السبب، ومن ثم استنتاج عدم وجود الله.

المراجع

  1. ^ McBrayer، Justin (2015). "Sceptical theism". The Routledge Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-10. Sceptical theists are ... sceptical of our abilities to discern whether the evils in our world constitute good evidence against the existence of God. For a state of the art discussion of its merits and drawbacks, see Benton، Matthew A.؛ Hawthorne، John؛ Isaacs، Yoaav (2016). "Evil and Evidence" (PDF). Oxford Studies in Philosophy of Religion. ج. 7: 1–31. DOI:10.1093/acprof:oso/9780198757702.003.0001. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2022-08-11..
  2. ^ "Skeptical Theism". Internet Dictionary of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-10. In particular, says the skeptical theist, we should not grant that our inability to think of a good reason for doing or allowing something is indicative of whether or not God might have a good reason for doing or allowing something.
  3. ^ "Skeptical theism". Stanford Encyclopedia of Philosophy. 25 يناير 2014. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-13. Alston is not quite as explicit, but seems to agree. He calls the position he defends "agnosticism" (1996, 98). He says that our cognitive resources are "radically insufficient to provide sufficient warrant to accepting [the main premise of the evidential argument]," so much so that "the inductive argument collapses"
  4. ^ Alston، William (1996). Howard-Snyder، Daniel (المحرر). Some (temporarily) Final Thoughts on Evidential Arguments from Evil (in The Evidential Argument from Evil, ed Howard-Snyder). Indiana: Indiana University Press. ص. 98 (article), 311–332 (book). {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  5. ^ Book of Isaiah 55:8 (New Living Translation). My thoughts are nothing like your thoughts," says the Lord. "And my ways are far beyond anything you could imagine {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  6. ^ Craig، William Lane (فبراير 2013). "Debate Transcript William Lane Craig vs. Dr. Rosenberg "Is Faith in God Reasonable?", Purdue University, West Lafayette, Indiana". Reasonable Faith. مؤرشف من الأصل في 2017-10-24. Paul Draper... is an agnostic philosopher here in the Department at Purdue {{استشهاد ويب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |debate location= (مساعدة)
  7. ^ Draper، Paul (1996). Snyder، Daniel (المحرر). Paul Draper, "The Skeptical Theist" in The Evidential Argument from Evil. Bloomington, Indiana: Indiana University Press, 1996), p. 176-77. ص. 176–177. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  8. ^ McBrayer، Justin (2015). "Skeptical Theism". Routledge Encyclopedia of Philosophy. DOI:10.4324/9780415249126-K3583-1. مؤرشف من الأصل في 2016-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-13. Contemporary philosophers have further refined sceptical theism into a family of related views, each with a different defence. These defences include appeals to analogies (for example the parent/child relationship), appeals to the limitations of our grasp of the moral realm and appeals to epistemic requirements (for example sensitivity requirements or contextual requirements).
  9. ^ McBrayer، Justin P. "Skeptical Theism". Internet Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. It is important to get clear on the scope of the skepticism endorsed by skeptical theists. First, it is not a global skepticism—skeptical theists are not committed to the view that we cannot know anything at all. Instead, the skepticism is (putatively) limited to a narrow range of propositions, namely those having to do with God's reasons for action. For example, a skeptical theist could admit that humans have ceteris paribus knowledge of God's reasons for actions. An example of such knowledge might be the following: other-things-being-equal, God will eliminate suffering when he is able to do so. However, knowing this latter claim is consistent with denying that we know the following: God will eliminate this particular instance of suffering. Holding the combination of these two views is possible for the following reason: while we might know that other-things-being-equal, God will eliminate suffering when he is able to do so, we might not know whether or not other things are equal in any particular instance of suffering.
  10. ^ McBrayer، Justine. "Skeptical Theism". Internet Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-09. Not all theists are skeptical theists, and not all of the philosophers who endorse the skeptical component of skeptical theism are theists.
  11. ^ Bergmann، Michael (2009). Flint، Thomas (المحرر). Oxford Handbook to Philosophical Theology (Skeptical Theism and the Problem of Evil) (PDF). Oxford: Oxford University Press. ص. 374–99. مؤرشف من الأصل (PDF) في 2020-09-29. {{استشهاد بكتاب}}: يحتوي الاستشهاد على وسيط غير معروف وفارغ: |بواسطة= (مساعدة)
  12. ^ "Skeptical Theism". Internet Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-13. If skeptical theism is true, it appears to undercut the primary argument for atheism, namely the argument from evil. This is because skeptical theism provides a reason to be skeptical of a crucial premise in the argument from evil, namely the premise that asserts that at least some of the evils in our world are gratuitous.
  13. ^ McBrayer، Justin (2015). "Sceptical theism". Routledge Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2016-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-10. The sceptical element of sceptical theism can be used to undermine various arguments for atheism including both the argument from evil and the argument from divine hiddenness.
  14. ^ "Skeptical Theism". Stanford Encyclopedia of Philosophy. 25 يناير 2014. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-09.
  15. ^ "The Evidential Problem of Evil". Internet Encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-11. Evidential arguments from evil attempt to show that, once we put aside any evidence there might be in support of the existence of God, it becomes unlikely, if not highly unlikely, that the world was created and is governed by an omnipotent, omniscient, and wholly good being.
  16. ^ McBrayer، Justin (2015). "Sceptical Theism". Routledge Encyclopedia of Philosophy. DOI:10.4324/9780415249126-K3583-1. مؤرشف من الأصل في 2016-10-11. اطلع عليه بتاريخ 2016-10-10. According to sceptical theists, the human mind is limited in such a way that it would not at all be surprising that God would have reasons that are beyond our understanding for allowing the evils of our world.
  17. ^ "Evidential Problem of Evil". Internet encyclopedia of Philosophy. مؤرشف من الأصل في 2020-09-29.
  18. ^ Rowe، William (1979). "The Problem of Evil and Some Varieties of Atheism, American". American Philosophical Quarterly. ج. 16: 335–41.