نسطورس (Νεστόριος) عاش (386 م - 451 م) بطريرك القسطنطينة من 428 م إلى 431 م.[1][2]

نسطور
معلومات شخصية
الميلاد 381
مرعش
الوفاة 451
صعيد مصر

ولادته

ولد نسطورس عام 381 م بمدينة مرعش في سوريا وتربى في إنطاكية وهناك ترهّب بدير أيروبيوس، وتتلمذ على يد المفسر الكبير ثيودوروس المصيصي، اختير بعدما تم تعليمه وبعد دراسته للكتب ليكون شماسًا ثم قسًا في كاتدرائية إنطاكية، واشتهر بفصاحته وقوة عظاته، ويؤكد المؤرخ الكنسي سقراط [3] أنه كان متكبراً ومعجباً بنفسه ولكن مع ذلك فأن العديد من الناس قد أحبوا هذا الغيور الشجاع الذي حاول ما في وسعه لإزالة جميع أشكال الهرطقة في الكنيسة، ودرس اليونانية ومبادئ العلوم في مرعش ثم تشبع بمبادئ مدرسة إنطاكية اللاهوتية، لذلك اختاره الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني ليكون بطريركًا على الكرسي للقسطنطينية،

رسامته

بعد موت الاسقف سيسينيوس عام 428م رشح نسطورس للمنصب البطريركي، بعد محاولات فاشلة في ايجاد شخص مناسب لهذا المنصب، فكلف الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني الأسقف دلماتيوس لكي يبحث مع بقية الأساقفة عن شخص يستحق هذا المنصب، إلا أن الأساقفة لم يجدوا أحد مستحقا، لان البعض كان يطمع لأخذ هذا المنصب والبعض الأخر كانت بينهم خلافات، إلى ان جاؤوا إلى الإمبراطور يطالبونه ان يجد شخص بمعرفته، وفي بادئ الأمر لم يقبل، ولكن بعد إلحاح شديد وافق الإمبراطور ووعد لهم ان يجد الشخص المناسب، إلى ان سمع عن نسطورس الذي كان معروفا جدا ببلاغته وقوة عظاته، حتى وصلت شهرته إليه، فاختاره لكي يرتقي هذا المنصب، ففي 10/04 عام 428م احتفلت القسطنطينية برسامة البطريرك الجديد، الذي حارب واستأصل الهرطقات في جميع مظاهرها وأنواعها.

خدمته

نسطورس الذي يقول عنه المؤرخون «انه المدافع الأول عن الايمان»، فبعد رسامته لم يكن يهتم بنفسه بقدر ما كان يهتم بالرعية المٌعطاة له من السماء ليقودهم إلى البر، ألا ان جند الشر لعبوا دورهم بدقة جدا ليزيحوا هذا الخطر الذي آتى عليهم من بلاد سوريا، واستطاعوا ان يلعبوا بعقول بعض الآباء الذين لم يتكلوا على المسيح، بل على فكرهم الفلسفي، استطاعوا إزاحة ونفيه. ان نسطورس كما هو معروف لدى جميع الفلاسفة والمؤرخين من أشهر الآباء المدافعين عن إيمان العقيدة المسيحية، حيث استطاع وبكل جدارة ان يحارب جميع البدع التي ظهرت في زمانه امثال السيموساطين والآريوسيين والمقدونيين والأبوليناريين والنوفاتيين والأفنوميين والفالنتينيين والمونتانيين والمركيونيين والبوربوريين والمصلّين والأفخيتيين والدوناتيين والبولسيين والمركلوسيين والمانويين والمكدونيين وغيرهم، وسن قوانين جديدة للإباء الكهنة وللرهبان وللأرستقراطيين وعامة الشعب، الا انه لم ينجح في كسب رضاهم على حساب كلمة الله، كما فعل رُسل المسيح عندما قالوا (ينبغي ان يطاع الله أكثر من الناس) حيت ان الطريق لم يكن مفروشا بالورود أمامه، تصادم مع الجميع ومن بينهم بلخاريا أخت الإمبراطور، والآباء الكهنة الذين حسدوا غيرته وبلاغته.

مرسوم ميلان

بعد إعلان مرسوم ميلان سنة 312، قام قسطنطين بإنهاء اضطهاد المسيحيين، وفي سنة 324، جعل الديانة المسيحية ديانة الإمبراطورية الرومانية، وتوغلت السياسية وأصبح لها دور كبير في قيادة الكنيسة في بلاط الإمبراطورية مما جعل السياسيين أنفسهم إباء روحيين لها. فنتج عن ذلك كثير من التدخلات.في شؤون الكنيسة، فقد كان الإمبراطور يتخذ المبادرة في دعوة لعقد المجامع بين الكنائس لتسوية الخلافات التعليمية، وبهذه الصورة أضحت الكنيسة سجينة الإطار السياسي والفكري وبالتالي افسد بساطة الإنجيل، ولكن في نفس الوقت كان هذا المرسوم بمثابة مرسوم خلاصي للمسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الحكم الروماني الوثني، فبهذا المرسوم جعل من العبد سيداً وانتهى عهد ألاضطهاد الروماني، بعكس إخوتهم المسيحيين الذين كانوا يعيشون تحت ثقل لالحكم الساساني.

القديس يوحنا ذهبي الفم والقسطنطينية

ان جلوس ملوك الروم على عرش القسطنطينة رفع مرتبة الكرسي القسطنطيني وفاق الكرسي الإسكندري منزلة. إذ أن الإعلان الذي أصدره الإمبراطور ثيوذوسيوس العظيم أخر أباطرة الإمبراطورية الرومانية المتحدة، بتقسيم الإمبراطورية بين ابنيهِ، جعل من القسطنطينية مركزا ثقافيا كبيرا وكانت محط أنظار جميع الفلاسفة، لذلك حسد الكرسي الإسكندري الكرسي القسطنيطيني، وفي عهد اركاديوس ابن ثيوذوسيوس وفي 26/02/398، قبل يوحنا ذهبي الفم الدرجة البطريركية وأصبح بطريركاً على الكرسي القسطنيطيني، بعد حفل كبير ترأسه البطريرك ثيوفيلس بطريرك الإسكندرية، الذي ذكر التاريخ انه كان أسوأ الأساقفة الذين عرفتهم الكنيسة. ولم يطيق ذهبي الفم، وكان يراه شخص متكبر، وأراد ان يعتلي كرسي القسطنيطينية أو ان يجعل ايسيدوروس الكاهن الإسكندري أسقفاً على روما الجديدة. وبعد اعتلاء يوحنا ذهبي الفم الكرسي القسطنيطيني بدا عمله سريعاً في إصلاح أوضاع الكنيسة الإدارية وشرع يسن قوانين جديدة للإباء الكهنة وللرهبان، وحارب الاريوسية، ووبخ الارستقراطيين ووضع لهم قوانين جديدة خصتاً النسوة اللواتي كن يدخلنَ الحرم الكنسي بلباس غير لأق منهن صديقات افذوكسيا زوجة الإمبراطور اركاديوس التي كان يوبخها ويشبهها بإيزابيل الملكة لعدم أطاعتها القوانين الكنسية، إلى ان طفح الكيل وأرادت ان تتخلص منه، فاستعانت بالبطريرك ثيوفيلس لكي ينتقم منه بالقوانين الكنسية. ففي قصة الرهبان (الإخوة الطوال) الذين هربوا من برية مصر متجهين إلى أورشليم وبعدها إلى قسطنطينية في حماية القديس يوحنا، لأنهم هربوا من ظلم ثوفيلس لعدم قبولهم الدرجة الأسقفية التي عرضها لهم الأخير (والبعض الآخر يقول انهم لم يعترفوا بتعليم ارجانوس) وشرع يضربهم ويطردهم من البرية 1، حيث كان القديس يوحنا قد أخذ قضيتهم، لكن الإمبراطورة استغلت هذه القضية فأشاعت ان يوحنا منع الرهبان عن الرجوع إلى مناسكهم، ولكن الحقيقة أن الإمبراطورة أرادت التخلص من القديس بواسطة مجمع كنسي، وفعلاً تم عقد مجمع كنسي وبدأت محاكمة القديس في قصر السنديانة، وقد كتب المجمع بحضور البطريرك ثيوفليس رسالة وجهها إلى يوحنا يأمره بان يمتثل أمام المجمع، لكن يوحنا وأساقفته رفضوا وكتبوا رسالة يرفضون فيها الحضور لان المجمع غير شرعي وغير قانوني، ولكن المجمع لم يهتم لذلك فقد حكمه غيابيا، فالتام المجمع واصدر حكما برئاسة البطريرك ثيوفيلس بنفي القديس يوحنا، وبعد أن سمع القديس الحكم هرب من القصر الأسقفي ليلاً خوفا من الشعب الذي سيثور إذا عرف ان البطريرك تركه وذهب في طريق المنفى. لكن الشعب ثار، وخافت الامبراطورة فركضت إلى الامبرطور تقول له (الرجل الذي نفيناه هو صالح، وان الله ينتقم له، فاذا اردت الحفاظ على المُلك فمُر ان يعود حالاً. فكتبت افذوكسيا بنفسها رسالة ترجو بها القديس بالرجوع من المنفى)، ورجع القديس بين رعيته من جديد، ولكن سرعان ما عاد الخلاف يظهر مرة أخرى بين القديس يوحنا والإمبراطورة التي استدعت من جديد الأساقفة الذين سبق أن حكموا عليه فأرسل ثيوفيلس مبعوثه مع الأساقفة، ولكن هذه المرة نجحوا في مسعاهم وخضع الإمبراطور ثيوذوسيوس لمشيئتهم، فدخلوا رسولها على القديس يوحنا في يوم سبت النور وهو في الكنيسة وأمروه بترك الكنيسة ولمّا رفض استعمل الجنود العنف، وجرت مذبحة رهيبة جرت فيها الدماء في الكنيسة كالأنهار. وهرب القديس يوحنا مرة أخرى حقناً للدماء، فألقي القبض عليه وسجن، وتقرر نفيه إلى مكان بعيد. ذهب أولاً إلى خلقدونية، ثم رحل إلى نيقيه، ثم إلى كيركوز وهي قرية واقعة على حدود الأمبراطورية في أرمينيا الصغرى، ثم إلى منطقة كومان حيث توفيَّ.

نسطورس والقسطنطينية

ان الأحداث الأليمة التي وقعت على يوحنا ذهبي الفم من قبل البطريرك ثيوفليس، والمشاكل الداخلية التي كانت تدور بينه وبين رئاسة الدولة والارستقراطيين، لم تنته حتى بعد عزله من منصبه ألبطريركي، فقد استمر السيناريو مع صديقه القديس نسطورس، ولكن مع اختلاف الأشخاص، فبعد نياحة البطريرك ثيوفليس، ترأس الكرسي الإسكندري ابن أخيه البطريرك كيرلس وذلك سنة 421م، وشاركت بلخيريا ابنة افذوكسيا الكرسي الروماني مع أخيها، ففي سنة 408م وبعد موت الإمبراطور اركاديوس، أصبح ابنه ثيوذوسيوس الثاني إمبراطورا على الامبراطورية الرومانية الشرقية، لكن هذا الأخير كان صغير العمر، وتأثر جدا بأخته الكبرى بلخيريا التي لعبت دوراً كبيراً في إقناع أخيها الإمبراطور بخلع القديس نسطورس من منصبه مقتبسة بذلك صفات امها في كل شيء.

الإصلاحات

في الوقت الذي كان فيه القديس نسطورس يشن هجوماً عنيفا على البدع الهرطًقية، كان أيضاً سائرا في خطى الإصلاحات العامة داخل الكنيسة وخارجها، التي سببت له المتاعب بعد ذلك، فاستطاع، إرجاع الرهبان الذين كانوا يعملون ككتاب في القصر الإمبراطوري إلى قلاياتهم بعدما كانوا يشربون ويأكلون ويخالطون عامة الشعب ووضع لهم شروط خاصة، واستطاع أيضاً ان يطرد فرقة من الراقصين كانوا يرقصون عُراةً في الشوارع وأشياء كثيرة لا تعد، وفي الوقت نفسه كانوا معارضيه يزدادون يوما بعد يوم، ليس فقط من عامة الشعب بل من آباء الكنيسة، وأيضاً مع الارستقراطيين الذي زاد حدتها بعد أن واجه بلخاريا أخت الإمبراطور، ابنة آركاديوس واوفذوكسيا وأخت ثيودوسيوس الثاني كما اشرنا سلفا، فقبل جلوس القديس نسطورس على الكرسي القسطنيطيني، كانت بلخاريا تدير شؤون الكنيسة والإمبراطورية معاً، كانت تحب الشهرة والسلطة، إذ كانت من الفتيات اللواتي أرادت من الجميع ان يخضعوا لها ولسلطتها، وان يقدمون لها الطاعة (المريمية)، ولكن بعد أن تم رسامة القديس نسطورس على الكرسي القسطنيطيني، غير كل شيء واخذ يدير زمام أمور الكنيسة بدلاً منها حتى جعل نفسه كشخص غير مرغوب به. ومن أهم الأسباب التي دفعت بلخاريا تحقد على القديس نسطورس هي: 1_ كان نسطورس غريب عن القسطنطينية، ولم تكن تحتمل شخصاً غريب يديرُ الكنيسة. 2_ تجريدها من الصلاحيات الكنسية بعدما كانت تديرها بنفسها. 3_ منع الرهبان الذي كانوا يخدمونها ككتاب في القصر كما اشرنا قبلاً. 4_كون نسطورس صديق مار يوحنا الإنطاكي، ونحن نعلم ان بلخاريا هي ابنة افذوكسيا التي وبخت عدت مرات من قبل يوحنا، لذلك كرهت كل من كان صديقه. 5_لكن السبب الذي فجر الحقد الذي كانت تحمله تجاه القديس كما جاء في كتاب برخذبشبا نقلا عن مقالة الاسقف مار باوي سورو (The Person and Teachings of Nestorius of Constantinople) جاء فيها ان القديس رفض علنا أن يدير الطقس الديني الذي وضعوه من اجل بلخاريا، ففي هذا الطقس كانوا يقدمون الخدمة لها كما كانوا يفعلون للإمبراطور، وانه قام بأخذ ردائها الذي وضعوه فوق مذبح الكنيسة حسب طقسها، وأهانها في الكاتدرائية أمام الجميع ولم يقدم لها الخدمة، لهذه الأسباب استطاعت بلخاريا وبمساعدة الكرسي الإسكندري ان تزيح القديس مار نسطورس من منصبه ألبطريركي، من خلال مجامع كنسية سوف نأتي لذكرها باختصار حيث اعتبرها أغلب الاباء وأشهر المؤرخين المعاصرين، غير منصفه وغير عادلة.

تعاليم القديس مار نسطورس

الاختلاف بين المدرسة الإسكندرية والإنطاكية

نحن نعلم ان مار نسطورس تشبع بمبادئ مدرسة إنطاكية اللاهوتية، ففي انطاكية كان اللاهوتيون والمفسّرون أكثر ميلاً إلى النظرة الارسطوطالية، ومهتمّين بالحقائق الملموسة والمرئية، ويعتمدون على التفسير الحرفي للكتاب المقدّس باللجوء إلى المعلومات التاريخية والتحليل العقلي والمقارنة بين اقوال الكتاب المقدّس، والنظريات الفلسفية. ففي إقرارهم بإلوهية المسيح كانوا ينظرون إلى حياته الإنسانية الأرضية. امّا مدرسة الإسكندرية، فكانت أكثر ميلاً إلى الأفلاطونية وإلى التفسير التأويلي الرمزي للحقائق. فالأمر الذي كان يشدّ اهتمام اساتذة الإسكندرية في المسيح كان لاهوته أكثر من ناسوته. وكان هذا الاختلاف في الأسلوب المدرسي يزداد حدّة بسبب النعرة العنصرية والتنافس على الكراسي الاسقفية

مار نسطورس وتعاليمه

ان التعابير اللاهوتية التي استعملها القديس مار نسطورس لوصف تجسد المسيح لم تكن مخالفة لتعاليم رسل المسيح كما زعم ويزعم البعض، ولم يكن أول من وعظ ضد استعمال لقب «أم الله» للعذراء مريم، بل يوجد آباء ولاهوتيين سبقوه، الذين سوف نأتي لذكرهم في ما بعد، ولكن دعونا أولاً نفهم العمق الفكري والتعابير أللاهوتية التي استعملها مار نسطورس في تعاليمه، طبيعتان، اقنومان، في شخص، حيث يفسرها لنا الآباء القديسون أمثال مار نرسي ومارايشوع، ومار طيماثيوس ومار عبد يشوع الصوباوي.. وغيرهم من القديسين، ونسرد ما جاء به القديس باباي الكبير في كتابه (الاتحاد) نقلاً عن كتاب آباؤنا السريان للمطران الدكتور لويس ساكو صفحة 166حيث يقول: ܟܝܢܐ كيانا: (أي كيان) وهو الطبيعة المجردة التي تحدد العناصر المشتركة بين افراد النوع الواحد، ويسميها المشرقيون الطبيعة أو الجوهر العام، فعلى سبيل المثال نعمم كل ما هو مشترك بين أفراد الجنس البشري فنقول الطبيعة البشرية التي لا توجد في الواقع بل في الفكر

ܩܢܘܡܐ قنوما: (أي أقنوم) ما كان مجردا يصبح ملموسا في الاقنوم بحيث يصير طبيعة عينية مفردة ويسميها المشرقيون جوهرا واحدا، أي يجسد واقعيا جميع الصفات الطبيعية المشتركة. والاقنوم يختلف عن HYOSTASIS الخلقيدوني الذي يساوي الشخص. يقول مار باباي معرفا الاقنوم (الاقنوم هو جوهر فردي قائم بذاته غير قابل للانقسام، وهو واحد عددياً..ويتميز عن الباقي بالخواص التي يمتلكها من فضائل أو رذائل، معرفة أو جهل.. الاقنوم ثابت في طبيعته وهو شبيه من حيث الطبيعة ببقية افراد النوع ومتميز بالخواص التي يمتلكها وبالشخص.. الاقنوم هو جوهر فردي (عيني) بينما كينا هو جوهر عام

ܦܪܨܘܦܐ الشخص: هو مجموع الخواص والوقائع المتعلقة بالاقنوم، الفرد وهو الفاعل واليه تُنسب الأعمال يقول باباي ((الشخص هو حقيقة الخواص المتميزة لاقنوم ما والتي بها ينفرد عن الاقانيم الأخرى. فمثلا، اقنوم بولس ليس نفسه اقنوم بطرس، وبالرغم من أن الاثنين كيان واحد_طبيعة واحدة_ويعيشان جسديا وروحيا، لكن شخصهما مختلف، الشخص ثابت لا ينقسم، وفرادته تقوم على صفات خاصة: كالشكل، والعمر، والمزاج، والحكمة، والسلطة، والأبوة، البنوة، والجنس: ذكراً أو أنثى، وأشياء أخرى تميز وتظهر كفرد فهذا ليس ذاك وذاك ليس هذا بالرغم من انهما متساويان في الطبيعة البشرية الواحدة. والشخص هو مجموعة الخواص التي يمتلكها الاقنوم وهو ثابت في حين الاقنوم متحرك (أي يمكن ان يكون لشخص واحد اقنومان.

وفي كتاب (مار افرام الشماس ولاهوت الخلاص عند الآباء السريان القدماء) للأب منصور ألمخلصي صفحة 198 يقارن الملفان مار نرسي (سر اتحاد الطبيعيتين في المسيح) باتحاد النفس والجسد2 في الإنسان ويقول: \"ان المخلوق المسمى \"الهيكل\" الذي شّكله الكلمة لسكناه. أما الخالق المسمى بــ\"الوحيد\"، الذي ارادا ان يسكن في خليقته فــهما كمثل النفس والجسد شريكان، ومُسميان شخص واحد ب (\"فرصوفا\"واحدة)، لان النفس هي طبيعة حيوية، والجسد طبيعة ميتة، ونسمي بــ\"فرصوفا\" واحدة، الاثنين المتميزين الواحد عن الآخر، والكلمة من طبيعة \"الجوهر\" والجسد من طبيعة الإنسانية، الأول هو الخالق والثاني هو المخلوق، وبالاتحاد هما واحد. ان النفس لا تتألم في الجسد، عندما تُضرب أعضاءه.. ولا الإلوهية، في آلام الجسد الذي سكنت فيه، وإذا لم تتألم النفس، وهي مخلوقة كمثل الجسد، فكيف يتألم الجوهر (الإلهي) الذي طبيعته تفوق الحواس القابلة للألم؟ ان النفس تتألم مع الجسد في المحبة لا في الطبيعة، وآلام الجسد تنطبق على النفس (بالمعنى) الاستعاري

وأيضاً بوسعنا التعرف على مدى صحة التعليم الذي جاء به نسطورس، من خلال مراجعة الكتاب المقدس أولاً، ومن ثم الآباء والأساتذة الذين سبقوه

شهادة الكتاب المقدس لاهوت المسيح

في كتاب مجامع كنيسة المشرق للأب الراحل الدكتور يوسف حبي صفحة 490 يسأل مجمع الأساقفة الذي عقدة في عام 621 عن تعاليم مار نسطورس وهل جاء بتعاليم مخالفة، ولمعرفة ذلك فإنه يسرد بإيجاز ما تُعلمه الكتب المقدسة بهذا الشأن.

حيث يقول الطوباوي داود في نبوءاته بشان الوهية (لاهوت) المسيح: (كرسيك اللهم، هو إلى دهر الدهور) وأيضا (عرشك يا لله إلى الدهر والابد، وصولجان ملكك صولجان استقامة (مز 7:44)، (أنت وضعت أسس الأرض منذ البدء، والسماء صنع يدك (عب 10:1) ويقول يوحنا الانجلي: (في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله (يوحنا 1:1) ويقوا الطوباوي بولس \«انه صورة مجد الاب، وصورة جوهره، به صنع العوالم، وضابط الكل بقوة كلمته\» (عب 3:1 ثم 2).

ناسوت المسيح

اما الأمور التي تخص بشرية (ناسوت) المسيح، يقول النبي داود في نبوئته عن المسيح: \«أحببت العدل، أبغضت الإثم. لذلك مسحك الله، الخ\» (مز 8:44) وفي موضع آخر يقول: من هو الإنسان حتى تذكره، ومن هو ابن البشر حتى تفتقده. لقد نقصته قليلاً في الكرامة عن الملائكة، الخ\«(مز 8: 5_6) ويقول الطوباوي بولس: \» ذاك الذي حٌط قليلاً عن الملائكة، رأينا بانه يسوع، بسبب الم موته\«(عبر 9:2) ويشرح اشعياء النبي قائلاً: \» هوذا عبدي الذي عنه رضيت. حبيبي الذي سُرّت به نفسي. أضع روحي عليه\«(اشع 1:42). ويقول بطرس هامة الرسل \» ان يسوع الناصري، الإنسان الذي اظهره الله بيننا، بفضل المعجزات والاعاجيب والايات التي صنعها الله في وسطكم على يديه\«(أعمال 22:2) وأيضا في نفس السفر: \» ان يسوع الناصري الذي مسح الله بروح القدس والقدرة، فحصه بُِبرءِ جميع من كانوا معذبين من قِبل ابليس، لان الله كان معه\«(أعمال 38:10). ويقول بولس الرسول لانه قد عُين اليوم الذي سياتي فيه ليدين الأرض كلها بالعدل، بالإنسان الذي اختاره\» (أعمال 31:17). وأمور أخرى كثيرة قيلت بتميز في الكتب المقدسة عن إلوهية المسيح وإنسانيته، تضاد الواحدة الأخرى، بحيث ما قيل بشان إلوهيته لا يمكن ان يطبق على طبيعة بشرية، فيظهر بوضوح من ذلك ان المسيح اله كامل وإنسان كامل.

من الآباء والأساتذة

وفي الموضع نفسه يؤكد المجمع عن مدى صحة هذا التعليم، حيث يقدم بعض الدلائل من أقول الآباء القديسين والأساتذة الذين سبقوا القديس نسطورس أو ممن عاصره. ففي صفحة 494 من نفس المصدر يستعرض المجمع بعض كتابات الآباء الذين تكلموا بهذا الموضوع. فيكتب القديس يوحنا ذهبي الفم \«ان المسيح هو الله غير المتألم والإنسان غير المتألم، وهكذا واضح جداً، حين نقر بطبيعتين في بنوة واحدة وسيادة واحدة، وتدبير واحد\»2 وفي عظة الدنح يقول: ان المسيح الذي اعتمد، قد قبل الروح، وأعطى الروح.

أما القديس غريغوريوس اسقف نزينزو في رسالته في الايمان يقول: طبيعتان: الله والإنسان، أنما ليس ابنين وأيضاً: الله، لا الكلمة، بل لما هو منظور، إذ كيف يكون الها لمن هو الله طبيعياً

ويقول الطوباوي اثناسيوس أسقف الإسكندرية في رسالة إلى افيقططوس: لم يقل آباء نيقية أن الجسد، بل الابن الذي هو من طبيعة أبيه، وقالوا ان الجسد هو من مريم كما تُعلم الكتب. ويضيف \«أن كان الجسد الذي هو من الأرض هو من طبيعة الله الكلمة، لان الله الكلمة هو من طبيعة أبيه، فان الاب يكون عندئذ من طبيعة الجسد الذي من الأرض\» حاشا ذلك

ويقول مجمع الآباء المائة والخمسين: \«ان الله الكلمة هو اله كامل قبل العوالم والأزمنة، وفي اخر الزمن، من اجلنا ومن اجل خلاصنا نحن البشر، اتخذ منا أنساناً كاملا وسكن فيه\».

ويقول داماسوس اسقف روما: \«ان كل من يقول بان الله الكلمة، لا الجسد والنفس اللذان اتخذهما من جنسنا، قد احتمل العذاب ابان الالم أو على الصليب، فليكن محروما\»

ويقول غريغوريوس اسقف نيص: \«ان ابن الله وأعجباه، متألم في طبيعته، وغير متألم في طبيعته. فان قيل انه متالم في طبيعته اللاهوتية، فكيف يُعرف تمييز الطبيعتين؟ ولكن، ان كانت الطبيعة التي نعرفها نحن المستقيمون (الأرثوذكس) بشرية هي وقابلة التالم، وطبيعة إلوهية غير قابلة للتألم، فان مساواته في الطبيعة من الاب ليست فاسدة، لاننا لا نقول بان طبيعة الوهيته وبشريته هي واحدة، كشطط من يخلطون الطبيعتين\» ويقول أيضاً: \«مع ان الطبيعتين ليستا سوى واحد باتحاد لا يدرك، فذلك ليس بالطبيعة\»

ويقول ايتيكوس اسقف القسطنطينية: \«من هو ذاك المنزل (من على الصليب)؟ الجسد الذي من مريم. من هو الذي قام؟ الذي من الاب\» ويقول أيضا:\«واحد هو المسيح الذي مات في طبيعته البشرية، وقام من بين الأموات بطبيعته الإلوهية المقتدرة\»

ويقول الفيلسوف يوستين: \«ان ابن الله في طبيعتين، وانه لم يحتمل الالم في طبيعته إلوهيته المولود من الله\» ويقول أيضا: \«ان المسيح ابن الله في طبيعتين: واحدة مُتخذة منا، والاخرى اسمى من طبيعتنا\» ويقول امفيلوكوس اسقف ايكونيوم: \«أن طبيعة الله هي متميزة عن طبيعة الإنسان، لان الله يصبح إنسانا، بسقطة، ولم يصبح الإنسان الها، بتعال، بل المسيح اله وإنسان. لذا كان واضحاً بان الكلمات التي تعبر عن الصيغة في المسيح، انما تطبق على الإنسان الذي من مريم، بينما العجيبة السامية، على طبيعة الله الكلمة\». ويقول أيضاً ولد المسيح ابن الله من مريم، لا في طبيعة الوهيته التي هي لا متناهية، من في الطبيعة المحدودة التي لبشريته، لاننا نقر بابن واحد في طبيعتين\"

ويقول الاسقف امبروسيوس: \«لم يتخذ الله الكلمة من العذراء بداية كيانه (ايثوثا)، بل اتخذ منها طبيعة بشرية، واتخذ بها دونما اختلاط، ويقر به بالطبيعتين ابنا واحد\» ويقول أيضاً: \«من يقولون بان طبيعتي المسيح قد امتزجتا وأصبحتا طبيعة واحدة، ولا يؤمنون بان ربنا يسوع المسيح هو في طبيعتين بلا امتزاج، انه في شخص بنوة واحد، لان المسيح ابن الله هو واحد، فان الكنيسة المقدسة تحرمهم\»

أما في مجمع مار كوركيس الذي عُقدَ في عام 676م وفي نفس المصدر صفحة 534 يذكر بعض من الآباء الذين لم نجد أسمائهم في مجمع أساقفة كنيسة المشرق، امثال اغناطيوس وكيرلس نفسه الذي وقف ضد تعاليم نسطورس من غير ان يفهم الصيغة الاهوتية التي كانت لدى اباء انطاكية. حيث يقول القديس اغناطيوس: \«كل من لا يعترف بثنائية طبيعتي المسيح، ولا يقول بأنه الله بالطبيعة، كما انه إنسان في الجسد، هو غريب عن الحقيقة\». \«ليكن من يقولون بان إلوهيته متجلية في الجسد، هم أيضا بدون اجساد، كالشياطين\» ويصرح أيضا بهذا: \«أني ألان أيضاً، اعرف المسيح في السماء بالجسد\»

اما كيرلس نفسه الذي يقول عنه المؤرخون في كتاب تاريخ مؤلفي الكتب المقدسة الجزء الثامن صفحة 331 نقلاً عن كتاب كلدواثور للمطران مار ادي شير (تارة يقول ان في المسيح طبيعة واحدة أي طبيعة الاله الكلمة المتجسد وتارة يقول ان في المسيح طبيعتين متحدين لكن المسيح واحد. ولم يكن له ثبات في قوله أو بالحري لم يكن يتجاسر ان يوضح أفكاره توضيحا تاما كما قال عنه البطريرك يوحنا ذهبي الفم).

وعندما يتحدث عن سر التجسد يقول: \«مختلفتان هما الطبيعتان اللتان اتحدتا ويحتفظ الاتحاد دون تغير ولا اختلاط بطبيعتي المسيح الواحد، ابن الله\» ويقول أيضا في موضع اخر: \«اعتبر كرمز الاتحاد طبيعتي المسيح تابوت العهد الذي نكر الله موسى ان يصنعه. فان الخشب غير الفاسد سيكون لديك بمثابة الاقنوم البشري الذي لم يرتكب ألاثم فقط، وليس فيه الخطيئة البتة، ويكون الذهب الذي كسا به التابوت في الخارج والباطن هو الاقنوم الإلهي الذي اتحد بالبشري خارجيا وباطنيا وانتسب اليها. وكما انه كان ثمة طبيعتان في تابوت واحد، كذلك توجد طبيعتان في المسيح الواحد، ابن الله\» (التشبيه مقتبس من القديس مار افرام السرياني)

وفي كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 169، و Bazaar of Heraclides صفحة 315، يعرض مار كيرلس تعاليم مار نسطورس إلى المجمع ولا يقبل فكرة التميز التي طرحها الأخير حيث يعتقد بأنه يفصل لاهوته من ناسوته، ولكن في نفس المصدران وبعد التحاور مع أساقفة المشرق يقول مار كيرلس: \«نحن نستطيع ان نميز، ولكن فكريا وليس حقيقا!!\» ولكن حتى فكريا لم يقتنع بهذا الموضوع. ويقول أيضاً وبصريح العبارة في الرسالة الأولي إلي القديس نسطورس: تعالوا الآن، وهيا بنا نفحص بدقة طريقة موتنا نحن أيضاً. ليس أحد وهو يفكر بصواب، سيقول إن نفوسنا تهلك مع أجسادنا...بهذه الطريقة ستفكرون أيضاً بخصوص عمانوئيل نفسه. لأنه هو الكلمة كان في جسده الخاص الذي من امرأة، هل هذا تميز ام انفصال؟ وفي نفس الرسالة يقول: قد وضع حياته الخاصة لأجل الجميع وسلم جسده للموت...ولكنه باعتباره الحياة قد أبطل الموت... لأنه كما في آدم نموت جميعنا، هكذا أيضاً سوف نحيا جميعاُ في المسيح...لأنه قد قِيل أنه مات كإنسان أولاً، ولكنه عاد إلي الحياة بعد ذلك لأنه الله حسب الطبيعة، لذلك لو لم يكن قد عاني الموت بجسده.!!!

وفي مصادر اخر تقول:\«ان كيرلس كان يستعمل مؤلفات ابوليناريوس المزوَّرة وكأنها صحيحة، ويردد -بثقة- عبارتَهُ \» طبيعة واحدة للإله الكلمة المتجسد\«على أساس انها لاثناسيوس الكبير.\» راجع (The Magazine of Christian literature) أو ( Christ in Christian Tradition: From the Apostolic Age to Chalcedon)

مريم والدة المسيح

ربما سائل يسال أذا كان مار نسطورس يعترف بالمسيح كإله كامل وإنسان كامل لماذا إذا رفضا ان تدع الطاهرة مريم والدة الله؟

قبل ان نبين الجواب يجب علينا ان نسأل أنفسنا هل أنكر القديس نسطورس إلوهية المسيح في قوله والدة المسيح؟ وما هو السبب الذي دفع نسطورس للقول بان مريم هي والدة المسيح، وهل حقاً أنكر بتاتا عبارة والدة الله؟

وجدت في تلك العصور هراطقة عدة من بينها السيموساطية والأبوليناريية، فلسيموساطية وباختصار شديد: مذهب يعترف بالمسيح كإنسان فقط، وينكر إلوهية. والأبوليناريية: مذهب يعترف بالمسيح كالاه فقط، ولا يعترف بناسوته، فكان السيموساطين يدعون القديسة مريم والدة يسوع (الناسوت) والأبوليناريين يدعونها والدة الله (اللاهوت). فان القديس نسطورس رفض كما رفض من منْ قبله تسمية مريم العذراء والدة الله ((theotokos لكي لا يبطل ناسوت المسيح، ولم يقل والدة ناسوته (Anthropotokos) لكي لا يبطل لاهوته، وفضل تسمية والدة المسيح (Christotokos)، فان إلوهيته وبشريته متحدان في شخص المسيح. فعندما نقول طبيعتان، قنومان، في شخص، هذا يدل على تحفظ كل طبيعة باقنومها، ويعني الطبيعة الإلوهية والطبيعة البشرية متحدتان في شخص المسيح، لذلك تجنب نسطورس ان يدعوها والدة الله لا لنكران إلوهيته (حاشا) ولكن لكي لا يقع في فخ أبوليناريين الذي ينكر ناسوته، وأيضاً تجنب ان يدعوها والدة الناسوت لا لينكر ناسوته، ولكن لكي لا يشارك بولس السيموساطي أفكاره الكافرة التي تنكر لاهوته. وفي كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 64 يقول مار نسطورس: \«التي حملت السيد المسيح كانت والدة الطفل التي حملته، وليس والدة الله خالق الكون\» فهنا نسطورس لا يفصل كما يدعي البعض، ولكنه يميز بين لاهوته، وناسوته وفي كتاب آباؤنا السريان للمطران الدكتور لويس ساكو صفحة 67، يلقب القديس افراهاط الحكيم القديسة مريم (بالطوباوية) وذكر المؤلف في حاشية الصفحة نفسها: (لقد وردت عبارة والدة الله \«ثيوتوكس\» في الأوساط المسيحية المصرية وجاءت لأول مرة في رسالة وجهها اسكندر الإسكندري إلى تلاميذه قبيل انعقاد مجمع نيقية عام 325، وتبناها مجمع افسس بتاثير المصريين وذلك لاضهار إلوهية المسيح، والعبارة مقتبسة أساسا من التراث الوثني المصري الذي كان يدعو الالهة (ايزيس) \«والدة الآلهة\»! وفي تأملات القديس مار افرام لم يذكر اسم والدة الله بال والدة المسيح لان مصطلح والدة الله كما قلنا استعمل في القرن الرابع للسيدة العذراء. وفي كتاب (الآباء الأوائل) للمطران لويس ساكو صفحة 32، يقول القديس اغناطيوس أحد الكتاب المسيحيين الأوليين: \" مولود من العذراء، ومولود من الله). وفي نفس المصدر صفحة 88 يقول يوستينس الذي عاش في النصف الأول من القرن الثاني: \«ان المسيح صار أنسانا بواسطة العذراء..\» والكثير من الاباء الذين اقتبس منهم نسطورس تعاليمه، ولكن لماذا لم يحرم المجمع تعاليمهم؟ فالذي يحرم نسطورس يجب أن يحرم معه (افراهاط الحكيم، افرام السرياني، اغناطيوس، باساليوس، غريغوريوس، اثاناسيوس، امبروس...).

هل القديس نسطورس رفض تسمية والدة الله بتاتاً ؟

في كتاب Nestoriuse and his teaching صفحة 66 يقول مار نسطورس: \"نستطيع ان ندعوها والدة الله لان ألاهوت متحد بالناسوت ((theotokos ويقول: \"عندما نقول والدة الله يجب ان نرفق معها والدة الإنسان\" ولكن بسبب الاتحاد بين الطبيعتين في المسيح فان والدة المسيح هو الأنسب، والمثال كما جاء به معلمنا مار نرسي في كتاب (مار افرام الشماس ولاهوت الخلاص عند الآباء السريان القدماء) للأب منصور ألمخلصي صفحة 198

التهم المنسوبة ظلما للقديس نسطورس

1. جعل في المسيح أقنوميّن منفصلين ومتمايزين 2. اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال

أكدوا نخبة من علماء علم ألاهوت من خلال الدراسات اللاهوتية بان الصيغة التي استعملها مار نسطورس في وصف التجسد، لم تكن صيغة هرطُقية، ولم تكن مخالفة للآباء الرسل، بل العكس فانه كان يعطي العبارات الصحيحة والمناسبة لذلك، ولكن لعدم دراستها دراسة وافية، تم تنسبها مع الصيغ الهرطُقية التي كانت موجودة في ذلك الزمان، وها نحن اليوم نبرهن صحتها من خلال دراسة الكتب المقدسة وأقوال الآباء. وسوف نحاول توضيح النقاط أعلاه المنسوبة ظلما إلى القديس مار نسطورس

أ_ جعل المسيح اقنومين منفصلين ومتمايزين

قبل كل شيء يجب أن نعرف بأننا نؤمن بطبيعة إلهية واحدة أزلية (الله) بلا بداية، ونعترف به في ثلاث اقانيم مقدسة الاب والابن والروح القدس طبيعة ثلاثية الاقانيم جوهريا واقانيم أحادية الطبيعة اللامتناهية ليس بينها اختلاف (تميز) قط ما خلا الخواص المميزة لاقانيمها: الابوة، البنوة، الانبثاقة، ولكن هل نحن نفصل الاقانيم الثلاثة الاب، والابن، والروح القدس، عندما نقول اقنوم الاب اقنوم الابن واقنوم الروح القدس؟ ام الاقانيم تامة في الوهية واحدة؟ كما ان الاقانيم واحدة في كل شيء وغير منفصلة كذلك الاقنومان في السيد المسيح غير منفصلان ولكن متمايزان فعندما بصق السيد المسيح على الأرض، وجبل من البصق طيناً، وبإصبعه المقدسة التي بها أخذ الطين من على الأرض ووضعه على وجه الاعمى منذ الولاد (يوحنا 9,6) فواضح بان هذا البصاق المرسل من فمه هو مادة متكونة في الجسد، وان الإصبع المكون من عظم ولحم وعضلة وشرايين وجلد، تخص كلها الطبيعة البشرية، ولكن الذي أعطى النور للأعمى هي الطبيعة الالهية المخفية في الجسد. وان الاقنومان كما هو واضح في مثال الكتاب المقدس غير منفصلان عن المسيح، ولكن متمايزان من غير انفصال.

وفي كتاب Bazaar of Heraclides صفحة 219 يقول: \«القديس نسطورس: الطبيعتين محفوظتين باقنوميهما في شخص المسيح\»، إذاّ أين هو الانفصال ومن اين آتى؟.

ب_اعتبار أن العلاقة بين اللاهوت والناسوت هي مجرد اتصال Conjunction

يقول الكتاب المقدس في إنجيل يوحنا19:14 \«انقضوا هذا الهيكل، وانا في ثلاثة أيام اقيمه\» فماذا يعني \«الهيكل\» و\«انا\» سوى الطبيعيتين الاقنومين. فالهيكل مكون من الجسد والنفس، الذي هو منظور وقابل الانحلال، من جهة، ومن الأخرى، الله اللامنظور الذي يقيم الجسد لتوطيد الرجاء وخلاص الناس جميعاً

ان كلمة Conjunction استعملها مار نسطورس فقط لكي يبرهن للهراطقة ان الطبيعتين غير ممتزجتين ومختلطتين، لذلك فقد نوه قائلا: \«لا أحد يقدر ان يقول بان كلمة الله مخلوقة، وناسوته غير كامل\» { Nestoriuse and his teaching صفحة 91} وفي نفس المصدر صفحة 85 يؤكد مار نسطورس الاتحاد بقوله: إنا أدعو المسيح اله كامل وإنسان كامل بغير امتزاج الطبيعتين، وقد استعمل مصطلح united\"\"، ويقول مؤلف الكتاب بان مصطلح union مُستعمل من قبل نسطورس كثيراً في كتابه Bazaar of Heraclides. وللمزيد راجع كتاب { Nestoriuse and his teaching}. ويدافع المؤرخ الكنسي سقراط عن هذا التعليم نقلاً عن كتاب The Church of the East) صفحة 259) للأسقف مار باوي سورو بقوله: \«لم يكن يحمل افكار بولس السمسوطي أو فوتنيوس، ولم يقل ان السيد المسيح هو إنسان عادي، ولكنه رفضا فقط تسمية والدة الله\».

إدانة القديس مار نسطورس

مجمع افسس

لا يسعنا ان نذكر هنا جميع تفاصيل المجمع، فقد قدم الاب الدكتور خوشابا كوركيس بحثا مفصلا عن تلك الإحداث وعن قصة حياة القديس مار نسطورس بصورة خاصة، ونشره في موقع كارزوتا تحت عنوان (القديس مار نسطورس وتعاليمه)، وبدورنا سوف نقوم بتبيين بعض الأسباب المخفية التي لم تطرح وتناقش بعد المجمع المزعوم، والتي كان لها تأثير عميق في شق الكنيسة إلى نصفين، نصف مؤيد لقرار المجمع وهم من اتباع كيرلس، ونصف معارض من إتباع يوحنا الإنطاكي ونسطورس القسطنطيني، ولدراسة تلك الأسباب بموضوعية وواقعية، يجب أن نكون حياديين وبعيدين كل البعد عن الانحيازية، وعدم تقويل هذا الطرف أو ذاك، كما يجاهد بعض المحللين التاريخيين واللاهوتيين، وخاصة الجانب الكرليسي (الأقباط حاليا)، الذين يلفقون تهم لتعاليم نسطورس وينسبون إليه كل البدع التي ظهرت خلال تلك الحقبة من الزمان، والذين يقومون بتعليم أطفالهم ويزرعون فيهم فكرة الهرطقة وكره الهرطوقي عن طريق قصص كتابية، فعند زيارتي لأرض أستراليا قمت بزيارة مكتبة الأقباط لشراء بعض الكتب، واشتريت كتاباً للقمص تادرس يعقوب ملطي، تحت عنوان \«مسيحنا قائد الموكب عبر العصور\» واكتشفت عند قراءتي للصفحات الأولى من الكتاب، ان أسلوبه، أسلوب قصصي للأطفال، ولم أنصعق الا بعد وصولي للصفحة العاشرة (10)، حيث فوجئت، بسرد المجامع المسكونَ فيه، وتقويل مار نسطورس ما لم يقله، وهذا غير من آلاف المواقع التي تـُكذب مار نسطورس، من غير فهم أو من غير مناقشة للموضوع بجدية أكثر.

مجمع افسس: ثالث مجمع بعد مجمع نيقيا ومجمع القسطنطينية الأول، عٌقد في افسس عام 431 ويعتبر لدى بعض الكنائس من المجامع المهمة والمصيرية بعد المجمعين المذكورين، وتعترف به جميع الكناس الرسولية، ولكنه غير مٌعترف به بل تم أدانته من قبل كنيسة المشرق أي (الاشورية بفرعيها والكنيسة الكلدنية قبل انفصالها عن كنيسة الأم) والكنيسة الانطاكية (قبل الاتفاق سنة 433)، لأنهم رأوا فيه مجمع غير شرعي وغير قانوني أصلاً، ويؤكدون ذلك نخبة من علماء علم اللاهوت، ومؤرخون معاصرون، ولكن العداوات الشخصية فرضت نفسها على المجمع، وخير دليل على ذلك هو المجمع نفسه، فبعد أن أصدر الإمبراطور ثيوذوسيوس الثاني إعلان بعقد مجمع لتسوية الخلاف الذي كان بين الطرف الإسكندري برئاسة كيرلس وبين الطرف القسطنطيني برئاسة نسطورس، وتوكيل مهمة المحامى على الكاونت كانديديان قائد الحرس الإمبراطوري ليكون الممثل الأعلى لسلطة الإمبراطورية الشرقية والغربية. لم يعطى هذا الامر أي اهمية ولم يحترم من قبل مار كيرلس، لان المجمع عقد برئاسته من غير موافقة الكاونت كانديديان في يوم 22 حزيران 431م، وأيضا لم ينتظر وصول جميع الأساقفة، ومن بينهم اساقفة القسطنطينيين برئاسة يوحنا الانطاكي الذين تأخروا بسبب مشاق الطريق، ففي كتاب Nestorius and his teaching صفحة 39 يقول مار نسطورس في هذا الشأن: \«ان كيرلس كان كل شيء في المجمع، فقد كان يمثل الكرسي الباباوي (الكرسي الغربي لكنيسة روما) والقاضي والتاهم\»، على أي حال فان المجمع المزعوم لم يكن منصفا وغير قانوني كما يشهد المؤرخون والمعاصرون له، فقد تم إدانة القديس نسطورس وتجريده من منصبه ونفيه من غير اكتمال أعضاء المجمع ومن غير مناقشة تعاليمه.

مجمع افسس والدوافع الشخصية

يعتقد البعض من الذين ليس لديهم أي خلفية تاريخية في هذا الشأن، بان المجمع المزعوم، هو من المجامع المقدسة للكنيسة الذي يجب توقيره واحترامه، غير مدركين تماما بان هناك أسباب شخصية دفعت الأرستقراطيين والأساقفة ومن بينهم رئيس المجمع نفسه كيرلس والبابا سيلستين (بطريرك روما الغربية) لعقد المجمع وتجريد مار نسطورس من منصبه، ومن بين تلك الدوافع التي جعلت الأساقفة يقومون ضد مار نسطورس هي

1- حسد الكرسي الإسكندري القسطنطيني لكونه أصبح محط أنضار الجميع. 2- حاول الكرسي الإسكندري جاهدا ضم القسطنطينية إلى دائرة تعاليم المدرسة الإسكندرية، لانها كانت قد تشبعت بمبادئ المدرسة الإنطاكية ومن بين أساتذتها (ديودوروس، ثيودوروس المصيصي، ويوحنا ذهبي الفم، ومار نسطورس) 3- استياء البابا سيلستين من تصرف القديس نسطورس بقبول البيلاجيين تحت حمايته، وأيضا من الشهرة التي وصل لها. 4- الكره الذي كانت تكنه بلخاريا للقديس نسطورس بعد أن أصبح بطريرك القسطنطينية

وأسباب أخرى، ولكننا اكتفينا بالنقاط اعلاه لتعريف القارئ الكريم والباحثين ذوي الاختصاص بان هناك أشياء غير صحيحة كُتبت وتـُكتب عن القديس نسطورس بدافع الحقد.

حقيقة الأمر

يقول التاريخ وكما اشرنا سلفا، بان المجمع قد عقد قبل وصول يوحنا الأنطاكي وتمت إدانة مار نسطورس من غير اكتمال الاساقفة، لكن السؤال هنا، لماذا لم ينتظر مار كيرلس وصول القديس يوحنا إلى المجمع؟

لان حقيقة الأمر هي كالأتي. قبل أن يصبح مار كيرلس بطريركا على الإسكندرية، كان عمه ثيوفيلس يعتلي الكرسي ألبطريركي آنذاك، وكانت له افكار سلبية اتجاه القديس يوحنا وقد اجتهد كثير لخلعه من منصبه ألبطريركي، لذلك فان العداوة التي كان يحملها البطريرك ثيوفيلس تجاه يوحنا، هي نفسها التي حملها مار كيرلس تجاه نسطورس، لكون الأخير من أتباع يوحنا أو من نفس المدرسة (الانطاكية) الذي فشل الكرسي الإسكندري لكبحها. ففي رسالة ايسيدوروس البولوزي إلى كيرلس يقول: (ان كثيرين من الذين اجتمعوا في افسس يقولون عنك ان بغيتك أن تأخذ بثأرك من أعدائك، لا ان تهتم حقيقة بمنافع يسوع المسيح، ويقولون انه ابن أخي ثيوفيلس فيقتدي به أيضاً ويجتهد في اكتساب الشرف مثل عمه الذي القى غضبه على الطوباوي يوحنا). وفي نفس الوقت كانت افذوكسيا تكره يوحنا كما قلنا سابقا، وبما ان بلخاريا هي ابن افذوكسيا فقد كانت تدعم كيرلس لكي تنتقم لامها من يوحنا وأيضا لكي تاخذ بثأرها من مار نسطورس. وفي في 26 حزيران 431 قام يوحنا الانطاكي بعقد مجمع بعد المجمع الأول (افسس) الذي عقده كيرلس ضد نسطورس، وكانت نتيجة المجمع طرد كل من كيرلس وميمون من كافة خدمات الكنيسة، وحُبسَ ميمون وكيرلس معنا، ولكن استطاع الأخير ان يرشي الحرس ويخرج من السجن وان يرجع إلى الإسكندرية، ولم يتم توقيفه من الخدمة بسبب بلخاريا التي استطاعت إقناع الإمبراطور بالتخلي عنه ومتابعت القضية النسطورية، وذهب جهد المجمع الذي عقده يوحنا أدراج الرياح.

الخاتمة

قد لا يتفق البعض معنا حول ما جاء في هذا البحث، لكن الحقيقة تفرض نفسها والتاريخ لا يمكن ان يمحى بجرة قلم، وأيضاً لم نزد شيء أو قولنا أي طرف، فقد قدمنا هذا البحث البسيط كما هو مدون في أكثر الكتب والمراجع التي كانوا كتابها من المحايدين، حيث تشهد بحقيقة الأمر من غير أي انحيازية لطرف ما، كما هو الواجب على الباحث الأمين أن يحرص على نقل الحدث التاريخي معتمدا على مصادر عديدة ومتنوعة، وخاصة عندما يتعلق الآمر بتاريخ كنسي أو تفسير لاهوتي للكتاب المقدس، فعلى سبيل المثال يعتمد القمص تادرس يعقوب الملطي (القبطي) في كتابه (تفسير الكتاب المقدس للآباء الأولين) على أكثر من مصدر، فلا يمكنه أن ينقل تفسير آية ما ان لم يرجع إلى صاحب الكتاب الذي فسر تلك الاية، امثال يوحنا ذهبي الفم واثاناثيوس الكبير وجيروم.. بعكس ما يفعل عندما يكتب عن القديس مار نسطورس، فهو لا ينقل بأمانه ما جاء به الآباء المعاصرون الذين كتبوا بحيادية، ولكنه يعتمدا على المصادر التي تنحاز إلى مار كيرلس، فهذا شيء لا يجوز ولا يـُقبل به إطلاقا في المنهج العلمي (Scientific method). مهما يكن من امر، فان نخبة من علماء اللاهوت يؤكدون صح هذه التعاليم، وأيضاً البابا شنودة الثالث، أكد وبكل وضوح بان تعاليم هذا القديس لم تكن مخالفة، فقد استعمل الصيغة نفسها التي استعملها مار نسطورس (قبل 1500 عام تقريباً) في قوله (نحن نأكل ناسوته وليس لاهوته) فقد ميز ناسوته عن لاهوته من غير انفصال ولكن مع الأسف قد تم اتهامه بأنه نسطوري. وحقيقتا انه لشيء محزن ان تكون مثل هكذا نزعات بين الكنائس الرسولية، فان الاختلاف لم يكن سوى في الألفاظ والتعابير، فان مار نسطورس اعترف بان المسيح هو اله كامل وإنسان كامل، وهكذا أيضاً فعل مار كيرلس الذي اعترف بإلوهية المسيح وببشريته، ولكن مع اختلاف التعابير والحذر المتزايد، حيث كان الجانب النسطوري يخاف من قول والدة الله ((theotokos لكي لا ينفي ناسوته، بعكس الجانب الكرلسي حيث حذر في تسمية السيدة العذراء والدة الله ((theotokos لكي لا يبطل لاهوته. كما هو حال في الكتاب المقدس، فإنجيل لوقا يتحدث عن ناسوت المسيح، واما إنجيل يوحنا فيتحدث عن لاهوته ولكن لا يوجد أي اختلاف بينهما فكلاهما يعترفان بالمسيح اله كامل وإنسان كامل. ولان يجدر بنا ان نبعد الحقد والأنانية وان نتحاور كإخوة في بيت المسيح، فالرسول يوحنا الحبيب يقول: \" كل من يؤمن ان يسوع هو المسيح فقد ولد من الله (رسالة يوحنا الأولى 5:1) ولا اعتقد بان نسطورس لم يشهد بذلك أو أنكر إلوهية المسيح؟، ولم يكن يريد أيضاَ ان يكون هناك أي انشقاق في الكنيسة أو يطمع بان يعتلي الكرسي القسطنيطيني كما يزعم البعض، حيث هو الذي قال: \" ان هدفي في الحياة هو، ان يُمجدوا جميع من على الأرض اسم الله كما هو في السماء، وأما بالنسبة لنسطورس فليكن محروماً\".

صلوات القديس تكون معنا أمين

1- أن قصة طرد الرهبان من أديرتهم نجدها تتكرر في زمن لبابا يوساب الثاني أي في عهد القديس البابا كيرلس السادس عشر بطريرك المستقبل.

2 في كتاب آداب اللغة الآرامية الطبعة الثانية صفحة 181 للأب ألبير أبونا يقول عن باباي الكبير انه عارض بشدة فكرة شرح الاتحاد في المسيح بتشبيه اتحاد النفس والجسد، ولكننا لم نجد شيء عن هذا الاعتراض في مجامع كنيسة المشرق

المصادر العربية

تاريخ كلدو اثور (للمطران ادي شير) خطيب كنيسة الاعظم القديس يوحنا ذهبي الفم (الاب الياس كوية المخلصي) مجامع كنيسة المشرق (للاب الدكتور يوسف حبي) تاريخ الكنيسة السريانية ج1 (للاب البير أبونا) آداب اللغة الآرامية الطبعة الثانية (للاب البير أبونا) آباؤنا السريان (للمطران الدكتور لويس ساكو) الآباء الأوائل (للمطران الدكتور لويس ساكو) مار افرام الشماس ولاهوت الخلاص عند الآباء السريان القدماء (للأب منصور ألمخلصي) تاريخ الكنيسة (الاب جان كمبي) افراهاط الحكيم (الدكتور بولس الفغالي) نرساي المُعلم (الدكتور بولس الفغالي) القديس مار نسطوريس وتعاليمه (الاب الدكتور خوشابا كوركيس) هل لاهوت كنيسة المشرق نسطوري (الاسقف الدكتور مار باوي سورو)

المصادر الإنكليزية

Nestorius and his teaching (by J.F. Bethune-Baker, B.D. Bazaar of Heraclides (by ST Nestoriuse) The Nestorian Churches (by Aubrey R. Vine) The Nestorian and their Rituals v2 (by Rev.George percy Badger) ST. John Chrysostom (by Donald Attwater) An Introduction to Christology: In the Gospels and Early Church (by Gerard H). The Church of the East (by D.H Mar Bawai Soro) Doctrine of the Incarnation (by Robert L. Ottley) By Foot to China – (by John M. L. Young) The Monks of Kublai Khan – (by Sir E. A. Wallis Budge, KT) The Lynching of Nestorius (by Stephen M. Ulrich) Nestorius_of_constantinople (by D.H Mar Bawai Soro) The Magazine of Christian literature The Ecclesiastical History of Socrates Scholasticus (by The rev. A. C. Zenos, D.d

مراجع

  1. ^ Nestorius Ecumenical Patriarchate نسخة محفوظة 07 ديسمبر 2017 على موقع واي باك مشين.[وصلة مكسورة]
  2. ^ John I.، McEnerney (1998). St. Cyril of Alexandria Letters 51–110. Fathers of the Church Series. Catholic University of America Press. ج. 77. ص. 151. ISBN:978-0-8132-1514-3. مؤرشف من الأصل في 2019-12-17.
  3. ^ بحسب ما جاء في مقالة الأب الدكتور خوشابا كوركيس (القديس مار نسطورس وتعاليمه)