عرض مصدر نبي

{{لا صندوق معلومات}}<!-- {{بطاقة مهنة}} -->
{{تحيز ثقافي}}
{{بحاجة لخبير|تاريخ=مايو 2016}}
[[ملف:Al-Anbiya.png|تصغير|يقول المسلمون عبارة [[الصلاة على النبي|عليه السلام]] إذا ذُكر نبيٌّ احترامًا له]]
عرف الإنسان منذ القدم كلمة '''النُّبوَّة'''، فقد وجدت في جميع اللغات واللهجات، غير أن استعمالاتها تعددت وتنوعت.<ref>[https://www.thefreedictionary.com/prophet prophet – definition of prophet by the Free Online Dictionary, Thesaurus and Encyclopedia<!-- Bot generated title -->] {{Webarchive|url=https://web.archive.org/web/20190319140340/https://www.thefreedictionary.com/prophet |date=19 مارس 2019}}</ref><ref>{{استشهاد ويب | عنوان = Ruff sees more rough times ahead – MarketWatch | تاريخ الوصول = 2009-04-09 | مسار = http://www.marketwatch.com/news/story/ruff-sees-more-rough-times/story.aspx?guid=%7B0354D5FB%2D2AE2%2D48CB%2DA7F0%2D4B06FBE5EE61%7D&dist=TNMostRead | مسار أرشيف = http://web.archive.org/web/20090126061401/http://www.marketwatch.com:80/news/story/ruff-sees-more-rough-times/story.aspx?guid=%7B0354D5FB%2D2AE2%2D48CB%2DA7F0%2D4B06FBE5EE61%7D&dist=TNMostRead | تاريخ أرشيف = 26 يناير 2009 }}</ref><ref>{{استشهاد بموسوعة | الأخير = Hutter | الأول = Manfred | محرر = Ed. Lindsay Jones | موسوعة = Encyclopedia of Religion | عنوان = Bahā'īs | طبعة = 2nd | سنة = 2005 | ناشر = Macmillan Reference USA | المجلد = 2 | مكان = Detroit | isbn = 0-02-865733-0 | صفحات = 737–740}}</ref> وهي كلمة جاءت في [[القرآن]] كثيرًا، وتعني لغة: إخبار البشر من قبل [[الله (إسلام)|الله]] بالأحداث والوقائع المقبلة معهم. ولكل نبي سفره في [[العهد القديم]]، وكتبهم موضع دراسة لمعرفة نبؤاتهم للمستقبل.<ref>د. حسين سعيد، الموسوعة الثقافية، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، [[القاهرة]] - [[نيويورك]]، [[1972]]م ص: 984.</ref>

== النبي في [[الإسلام]] ==
{{مفصلة|النبوة في الإسلام}}
{{أنبياء وردت أسماؤهم في القرآن}}

«النبوءة» و«النبوة»: الإخبار عن الغيب، أو المستقبل بالإلهام، أو الوحي. النبوة لغة: النبوة والنباوة الارتفاع، أو المكان المرتفع من الأرض. و'''النبي''': العلم من أعلام الأرض التي يهتدى بها، ومنه اشتقاق «النبي» لأنه أرفع خلق [[الله (إسلام)|الله]]، وذلك لأنه يهتدى به. النبأ: الخبر، يقال: نبأ،
ونبأ وأنباء: أخبر، ومنه: النبي، لأنه أنبأ عن [[الله (إسلام)|الله]].

وحين نزل [[القرآن|القرآن الكريم]] على [[محمد|رسول الله]] [[محمد]] حدد معنى كلمة «النبوة»، فوضح أن النبي هو من نزل عليه [[وحي]] [[الله (إسلام)|الله]] وأمر بتبليغه للناس، فهو ليس ساحرا، لأن الفلاح لا يكون حليفه، يقول [[الله (إسلام)|الله]] تعالى في [[القرآن]]:
{{قرآن|طه|69|لا تخريج=1}}<ref>[[سورة طه]]، الآية: 69.</ref>، كما أن ما يبلغه عن [[الله (إسلام)|ربه]] ليس شعرا، يقول [[الله (إسلام)|الله]] {{عز وجل}} في [[القرآن]]: {{قرآن|الحاقة|41|لا تخريج=1}}<ref>[[سورة الحاقة]]، الآية: 41.</ref>، فلا ينبغى أن يُقْرَنَ النبي بالشاعر، أو بمن يلقي الكلام بصوت جهوري، كما كان ذلك معروفًا عند [[اليونان القديمة|اليونان]]، كما أنه ليس [[كهانة|كاهنا]] كما كان معروفا عند [[مصر القديمة|قدماء المصريين]]، إذ نص [[القرآن]] الكريم عنه هذه الصفة، فذكر [[القرآن]]: {{قرآن|الحاقة|42|لا تخريج=1}}.<ref>[[سورة الحاقة]]، الآية: 42.</ref>
وبين [[القرآن]] الكريم أن النبي ليس شاعرا ولا [[كهانة|كاهنا]]، فالأولى أن ينفي عنه وصفا كان يطلقه بعض الناس على المشعوذين باسم الدين، وهو الجنون المقدس، فذكر [[القرآن]]: {{قرآن|القلم|2|لا تخريج=1}}<ref>[[سورة القلم]]، الآية: 2.</ref>، أي ما أنت بهذا الذي نزل عليك من [[الله (إسلام)|الله]] بواحد من هؤلاء الذين كانوا يعرفون بين الناس بأنهم «مجاذيب»، أو لديهم «جنون مقدس». وأخيرا لست ممن يتخذون العرافة والتنبؤ [[علم الغيب|بالغيب]] حرفة لهم، فلا يلتبس ما تبلغه عن [[الله (إسلام)|الله]] بكلام من يدعون أنهم يعرفون [[علم الغيب|الغيب]]، يقول [[الله (إسلام)|الله]]: {{قرآن|يونس|20|لا تخريج=1}}<ref>[[سورة يونس]]، الآية: 20.</ref>، ويقول: {{قرآن|الأنعام|59|لا تخريج=1}}<ref>[[سورة الأنعام]]، الآية: 59.</ref>، ويقول: {{قرآن|الأنعام|50|لا تخريج=1}}.<ref>[[سورة الأنعام]]، الآية: 50.</ref>
وبهذا فرق [[الإسلام]] بين النبوة الإلهية، وبين ملابساتها من ال[[كهانة]]، وال[[عرافة]]، و[[علم القيافة|القيافة]]، و[[علم الفراسة|الفراسة]]، كما أنه حدد استعمالات الكلمة، فلا تطلق إلا على من نزل عليه [[وحي|الوحي]] من [[الله (إسلام)|الله]]، فلم يعد من المستساغ عقلا، ولا من الجائز شرعا أن تطلق على [[كهانة|الكهنة]]، أو على من يدرسون ويعلمون الشريعة للناس، وبالتالي لا تطلق على ال[[سحر]]ة وال[[منجم]]ين، ولا على المجانين والمشعوذين في طريق الدين، فلم يبق من الاستعمالات القديمة لكلمة «النبوة» إلا إطلاقها على أصحاب الرؤيا الصالحة، التي تكون مقدمة وإرهاصا لنزول الوحي على من اختصه [[الله (إسلام)|الله]] بهذه الرؤيا، كما حدث ل[[يوسف]]، يقول [[الله (إسلام)|الله]]: {{قرآن|يوسف|4|لا تخريج=1}}.<ref>[[سورة يوسف]]، الآية: 4.</ref>

=== أولو العزم من الرسل ===
{{مفصلة|أولو العزم}}
المقصود بأولي العزم من الرسل: هم الأنبياء الذين حملوا الدعوة من [[الله (إسلام)|الله]] إلى جميع البشر، ولم يقتصر التبليغ عندهم على فئة أو قرية أو مكان كغيرهم من الرسل.

وقد ورد ذكرهم ب[[القرآن|القرآن الكريم]] وهم:
* [[نوح]]
* [[إبراهيم]]
* [[موسى]]
* [[عيسى بن مريم|عيسى]]
* [[محمد]]

== النبي في اليهودية ==
كانت كلمة النبوة عند [[بنو إسرائيل|بني إسرائيل]] تفيد معنى الإخبار عن [[الله]]، ولذا كانت تطلق على من يتخرجون من المدارس الدينية، حيث كانوا يتعلمون فيها تفسير شريعتهم، كما كانوا يدرسون أيضا الموسيقى والشعر، لذا كان منهم شعراء ومغنون وعازفون على آلات الطرب، وبارعون في كل ما يؤثر في النفس ويحرك الشعور والوجدان، ويثير رواكد الخيال. ومن المُسَلَّمِ به أن خريجي هذه المدارس، لم يكونوا على درجة واحدة من الصفاء الذهني، والإدراك العقلي، كما لم يكونوا كلهم على درجة واحدة من التقوى والصلاح، ولذا لم تفرق [[كتاب مقدس (توضيح)|الكتب المقدسة]] قبل [[الإسلام]] في حديثها عن الأنبياء بين من يتلقون الوحي من [[الله]]، وبين من يدرسون شريعة [[الله]] ويشرحونها للناس، فجاء حديثها - أحيانا - عن أنبياء كَذَبَةٍ، إذ نجد في [[سفر إشعيا|سفر إشعياء]] حديثا عن النبي الكذاب، حيث يقول: "الشيخ المعتبر هو الرأس والنبي الذي يعلم بالكذب هو الذنب"<ref>[[سفر إشعيا|سفر أشعياء]]، (9-15)</ref>، ويقول متى: «ويقوم أنبياء كذبة كثيرون، ويضلون كثيرين»<ref>[[إنجيل متى]]، (24-11)</ref>، ويقول لوقا: «لأنه هكذا كان يفعل آباؤهم بالأنبياء الكذبة»<ref>[[إنجيل لوقا]]، (6-26)</ref>، ويصف يوحنا في رؤيته خروج الأرواح النجسة من فم النبي الكذاب.<ref>[[إنجيل يوحنا]]</ref>

== النبي في الديانات والشعوب الأخرى ==
في [[اليونان القديمة]] كانت تطلق على المتكلم بصوت جهوري، أو على من يتحدث في الأمور الشرعية، وعند [[فرعون (لقب)|الفراعنة]] كانت تطلق علي كهنة [[آمون]]، كما أطلقت على [[إيزيس]] في [[مصر القديمة]]، وعلى زرابيس في [[روما القديمة]]، وكلاهما لا يخرج عن هذا المعنى.
لم يقتصر الأمر على إطلاقها على من يعمل في الحقل [[دين (مصطلح)|الديني]]، بل أطلقت أيضا على [[سحر (خارق للطبيعة)|السحرة]] وال[[منجم]]ين، وكذلك على من اختل عقلهم، وضعف تفكيرهم، فَأَتوا من الأعمال ما لا يفهمه العقلاء، وقد ذكر علماء مقارنة [[دين (معتقد)|الأديان]] عدة أنواع من النبوات، منها: نُبُوَّة [[سحر (خارق للطبيعة)|السحر]]، ونُبُوَّة [[حلم|الرؤيا والأحلام]]، ونُبُوَّة [[كهانة|الكِهانَة]]، ونُبُوَّة الجذب، أو الجنون المقدس، ونُبُوَّة ال[[تنجيم]].

== النبي في اللغة العربية ==
للإحاطة بمعنى النبوة، وجب علينا فهم معنى كلمة «نبي»، ولمَّا كانت [[معجم|معاجم]] [[اللغة العربية]] هي مرجعنا في هذا المجال، وهي معاجم متكاملة في دلالاتها ومناهجها، فما كان يجوز لنا الاقتصار على معجم واحد منها.
وبالرجوع إلى جميع ما أوردته [[معجم|معاجم]] [[اللغة العربية]] بما يتعلق بكلمة «نبي»، ومصادر اشتقاقها، يتبين لنا أن اللغويين قد ذهبوا إلى إمكان اشتقاق هذه الكلمة من مصادر ثلاثة:

* الأول : اشتقاقها من '''النُّبُوُّ''' بمعنى الارتفاع والسمو.
* الثاني : اشتقاقها من '''النَّبِيءُ''' بمعنى الطريق الواضح.
* الثالث : اشتقاقها من '''النَّبَأُ''' وهو الخبر الصادق ذو الشأن العظيم.

ولا مانع من الأخذ بهذه الاشتقاقات جميعها في آن واحد، وإن كان الاشتقاق الثالث جديرا بالرعاية والعناية لسعة دلالته.
وعند العودة إلى النصوص [[القرآن]]ية، سنلاحظ أن جميع دلالات هذه الاشتقاقات قد اعتمدت فيها بصورة واضحة.

اشتقاق كلمة «نبي» من مصدرها الأول وهو '''النُّبُوُّ'''، يدل على اكتساب مقام النبوة الروحي السامي والرفيع. الأمر الذي جعل صاحب هذا المقام يستحق عند بارئه لقب نبي.

واشتقاق كلمة «نبي» من مصدرها الثاني، وهو '''النَّبِيءُ''' الذي يعني الطريق الواضح، فكلمة نبي من هذا المصدر تعني المنهج الحياتي الواضح الذي يسلكه كل شخص بلغ مقام النبوة. ويتلخص هذا المنهج بال[[إيمان]] بوجود [[الخالق (أسماء الله الحسنى)|خالق]] لهذا الكون. وبالسعي للتخلق بأخلاق هذا الخالق في الأرض، والمحافظة على إنسانية الإنسان وذلك بعدم مشابهة الأنعام وعدم اتباع الهوى والشهوات والأطماع الشخصية. هذا المنهج الذي لابد من انتهاجه لبلوغ مقام النبوة السامي عند [[الله (إسلام)|الله]] {{عز وجل}}، وبألفاظ أخرى فإن الأنبياء يمثلون في منهجيتهم طريقا واضحا في الحياة.

أما اشتقاق كلمة «نبي» من مصدرها الثالث وهو '''النَّبَأُ'''، فيعني الخبر الصادق ذو الشأن العظيم، فكلمة «نبي» من هذا المصدر تشير إلى [[علم لدني|العلوم اللدنية]] و[[علم لدني|الأنباء اللدنية]] الهامة ذات الشأن العظيم التي يتلقاها الشخص الذي يبلغ مقام النبوة الروحي السامي.

ونَبَّه [[الراغب الأصفهاني]] في معجمه [[المفردات في غريب القرآن|مفردات الراغب]] أن '''النَّبَأَ''' يعني الخبر ذا الفائدة العميمة، والذي يتحصل منه علم صادق حقيقي منزه عن الكذب والافتراء. كما نبهنا إلى أن لفظ نبي مشتق من '''النَّبَإِ'''، لذلك يحتمل صاحبه احتواءه على العلوم الصادقة الحقيقية المنزهة عن الكذب والافتراء، والتي يتلقاها النبي من جانب ربه الذي شرفه بمقام النبوة ولقبها.

لذا فاجتماع هذه الأمور في شخص ما، وقد دلت عليها اشتقاقات كلمة نبي من '''النُّبُوُِ''' و'''النَّبِيءِ''' و'''النَّبَإِ'''، لا تكفي لإطلاق اسم «نبي» على هذا الشخص بالمفهوم الشرعي، ما لم يخاطبه ربه في كلامه إليه بلقب نبي، ذلك لأننا لا نعلم من الأمور إلا ظواهرها، لكن [[الله (إسلام)|الله]] {{عز وجل}} هو المطلع على سرائر الأفئدة وخفاياها. لذلك فهو العليم المختص بمنح هذا اللقب أو عدم منحه إياه. ولابد من الإشارة هنا إلى أن كلمة «نبي» وردت صياغتها على وزن «فعيل» بمعنى فاعل. وصيغة فعيل من صيغ المبالغة ترد حين تدعو الحاجة إلى المبالغة في حقيقة شيء ما، كأن نقول (هذا عالم)، فإذا شئنا المبالغة في علمه نقوله (هذا عليم) على صيغة «فعيل» وهذه الصياغة نلاحظها كما ورد من أسماء الله الحسنى كعليم وسميع وبصير، وأن كلمة «نبي» مصوغة على وزن «فعيل» تحثنا على الأخذ باشتقاقات هذه الكلمة من مصادرها الثلاثة، مؤكدة احتواء هذه الكلمة على جميع معطيات هذه المصادر المعنوية، وتؤكد كمال معنى كل اشتقاق أيضا، أي أنه لا يستحق لقب نبي إلا من اتصف بكمال قداسة السيرة قبل الدعوة، وكمال المنهج الحياتي، وكمال المقام الروحي، وكمال المكالمة مع ربه أي مكالمة ربه إياه وحيا، ومن وراء حجاب، وعن طريق [[ملاك|ملك]] من [[ملاك|ملائكة]] [[الله (إسلام)|الله]]، هذه الطرق الثلاثة التي نص عليها قول [[القرآن]]: {{قرآن|الشورى|51|لا تخريج=1}}.<ref>[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة الشورى]]، الآية 51.</ref>
وهو أن كلمة «نبي» تعني أن شخصا ما حاز على:
* مقام روحي رفيع كثمرة لسيرته المقدسة قبل النبوة.
* فلسفة للحياة متكاملة وواضحة قبل النبوة.
* علوم وأنباء غيبية عظيمة الشأن والأهمية بعد النبوة.
* وخاطبه ربه بلقب «نبي».
توافق [[القرآن]] و[[اللغة العربية|اللغة]] في معنى نبوة ونبي ونتيجة لتدبرنا [[القرآن|كتاب الله]]، وجدنا توافقا عجيبا بينهما.
ف[[الله (إسلام)|الله]] خاطب [[محمد|رسول الله محمدا]] بلقب نبي في سور عديدة من [[القرآن|كتابه]] الذي أنزله على قلبه. في [[سورة الأنفال]]: (يا أيها النبي)، وفي [[سورة الأحزاب]]: (يا أيها النبي) وفي [[سورة التوبة]]: (يا أيها النبي)، ويكون [[القرآن]] الكريم قد استوفى شرط مخاطبته بلقب نبي.

وحينما ذكر [[القرآن]]: {{قرآن|الجن|26}}<ref name="مولد تلقائيا1">[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة الجن]]، الآية 26.</ref> يكون قد أخذ بشرط تلقي النبي علوما وأنباء غيبية ذات شأن كبير وبكثرة واضحة، وهذا الأمر دل عليه قوله: "'''لا يظهر على غيبه أحدا'''" فالإظهار يعني الكثرة الظاهرة، و"ظهر الشيء" يعني بدا بكليته للعيان وبجميع أجزائه، ولا يعني قول [[القرآن]] [ظهر الفساد في البر والبحر] إلا عم الفساد وغلب على أعمال الناس، ومنه ندرك أن قوله {{قرآن|الجن|26}}<ref name="مولد تلقائيا1" /> أي لا يطلع على أمور غيبه بكثرة واضحة {{قرآن|الجن|27|لا تخريج=1}}<ref>[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة الجن]]، الآية 27.</ref> أي من استحق لقب نبي وتقرر تكليفه برسالة سماوية، هذا لأن مجرد اطلاع رجل صالح على أمور غيبية معينة ومعدودة يحدث للصالحين من عباد [[الله (إسلام)|الله]]، إنما لا يستحقون معها لقب «نبي» لأنها لا تدخل في باب الإظهار وهو الكثرة والغلبة، إذ أن مغيبات الأنبياء تختلف عن مغيبات سواهم كما ونوعا.

و[[القرآن|القرآن الكريم]] اشترط قداسة سيرة من استحق اسم نبي حينما قال على لسان [[محمد|رسول الله محمد]] {{عليه الصلاة والسلام}} في [[القرآن|القرآن الكريم]]: {{قرآن|يونس|16|لا تخريج=1}}<ref>[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة يونس]]، الآية 16.</ref> ففي هذا النص تنبيه للأذهان إلى استيفاء شخصية [[محمد|محمد رسول الله]] عنصر طيب السيرة قبل النبوة، حتى سماه قومه «بالصادق الأمين» وما قول قوم [[صالح]] [ '''قد كنت فينا مرجوا''' ] إلا اعتراف منهم بطيب سيرة [[صالح|النبي صالح]] قبل أن آتاه النبوة، وحاز هو وجميع أنبياء [[الله (إسلام)|الله]] الكرام مقام النبوة الروحي الرفيع.
كما أن [[القرآن|القرآن الكريم]] اتفق مع اللغويين بأن جميع الأنبياء كانوا قبل نبوتهم ملتزمين بفلسفة حياتية واحدة، وكان نهجهم واضحا وكان طريقهم مختلفا عن فلسفات الماديين، فقد كان جميع الأنبياء قبل نيلهم مقام النبوة [[إيمان|يؤمنون]] بوجود [[الخالق (أسماء الله الحسنى)|خالق]] لهذا الكون، وأن المقصد من خلقهم أن يصبحوا عبادا [[الرحمن (أسماء الله الحسنى)|للرحمن]]، وأن الإنسان يحاسب على أعماله من بعد موته.
هناك من زعم غير هذا، مستدلا على زعمه بقول [[الله (إسلام)|الله]]: {{قرآن|الضحى|7|لا تخريج=1}}<ref>[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة الضحى]]، الآية 7.</ref> وبقول [[القرآن|القرآن الكريم]]: {{قرآن|الشورى|52}}.<ref name="مولد تلقائيا2">[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة الشورى]]، الآية 52.</ref> وزعمه هذا يضرب [[القرآن]] بعضه ببعض، وما دام [[الله (إسلام)|الله]] قد قال عن [[محمد|رسوله محمد]]: {{قرآن|النجم|2|لا تخريج=1}}<ref>[[القرآن|القرآن الكريم]]، [[سورة النجم]]، الآية 2.</ref>، فلا يجوز لنا والحال هذه أن نفس قوله [ضالا] بمعنى غير مُهْتَدٍ، بل يقصد من قوله [ضالا] هنا مندفعا بكليتك للاتصال بربك ومعرفته إذ يقال: هذا ضال في محبة فلانة أي مندفع بكليته للقائها والتعرف إليها، ثم إن قول [[القرآن|القرآن الكريم]]: {{قرآن|الشورى|52}}<ref name="مولد تلقائيا2" /> لا ينفي ما ذكرناه لأن [[القرآن]] ورسالته لم يكن [[محمد|رسول الله]] قد تلقاها قبل فوزه بمقام النبوة الرفيع.

وهكذا يتبين من الشواهد [[القرآن]]ية وجود توافق تام بين [[اللغة العربية|اللغة]] و[[القرآن|القرآن الكريم]] فيما يتعلق بمعاني كلمة نبي المشتقة من مصادرها الثلاثة والتي ذكرت سابقا، وعلى ضوء هذا كله فإن النبوة أيضا تحمل نفس عناصر كلمة نبي ومعانيها.

وهذا يؤكد توافق [[اللغة العربية|اللغة]] و[[القرآن|القرآن الكريم]] في موضوع معاني كلمة نبي، واضحة بميزان العقل والمنطق، لا تتهافت بل تعظم، وجب اجتماعها في شخص من توكل إليه مهمة رسالة سماوية هامة تضطلع بدور كبير جدا في تغيير مسار تاريخ الشعوب.

وبمنظار العقل والمنطق، يرى المرء أنه لابد من اجتماع هذه الأمور الأربعة التي قررتها [[اللغة العربية]] لكلمة نبي في شخص من استحق مقام النبوة السامي، فلا يعقل أن تكون سيرته فاسدة ومن ثم يستحق نيل قرب [[الله (إسلام)|الله]] القدوس، ولا يعقل أن يكون في سيرته غير متقيد بفلسفة محددة روحية ومنهجية واضحة توصله إلى لقاء [[الله (إسلام)|الله]] وقربه، ولا يعقل أن يحوز مقام القرب [[الله (إسلام)|الإلهي]] ولا يكلمه [[الله (إسلام)|ربه]] ولا يطلعه على مغيبات الأمور، كما لا يعقل أن يكلمه [[الله (إسلام)|ربه]] ويفوز بمقام قربه ولا يمنحه لقب نبي في خطابه إياه.

وهذه الأمور الأربعة التي يقتضيها العقل تتفق والمنطق السليم أيضا، فمن المنطق أن يثبت [[الله (إسلام)|الله]] {{عز وجل}} وجوده بفضل أمثال هؤلاء الأنبياء، كما يثبت عظمة ما يحمله من [[أسماء الله الحسنى|أسماء حسنى]]، فالمندوب والسفير والرسول يأتي على مستوى من انتدبه وجعله سفيرا ورسولا.

== مراجع ==
{{مراجع}}
== مصادر ==
* النبوات، [[ابن تيمية]]، مكتبة الرياض الحديثة، بدون تاريخ.
* [[ابن منظور]]، [[لسان العرب]].
* في رحاب القرآن، محمد شامة، [[القاهرة]] [[1988]]م.
* مجرد تنجيم، ج1.
* [[رسالة في اللاهوت والسياسة]]، [[باروخ سبينوزا]]، ترجمة حسن حنفي، [[القاهرة]]، [[1971]]م.
* Noell, Wilfried. Woerterbuch Der Religionen, Muenchen, Wilhelm Goldmann Verlag 1960.
{{تصنيف كومنز|Prophets}}
{{مواضيع الإسلام}}
{{أولو العزم}}
{{شخصيات وأسماء مذكورة في القرآن}}{{أنبياء الكتاب المقدس}}
{{سلسلة آدم إلى داوود}}
{{شريط سفلي مسيحية}}
{{شريط سفلي الكنيسة الكاثوليكية}}
{{مقامات وأضرحة في فلسطين}}
{{ضبط استنادي}}
{{شريط بوابات|أعلام|الأديان|الإسلام|الإنجيل}}

[[تصنيف:أنبياء ورسل]]
[[تصنيف:مصطلحات إسلامية]]
[[تصنيف:مذهب ومعتقد ديني]]
[[تصنيف:أنبياء الكتاب العبري]]