حقن عضلي

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
حقن عضلي
حقن عضلي في عضلة الردف

الحقن العضلي (بالإنجليزية: Intramuscular injection)‏ ويُعرف غالبا بالإختصار IM، هو حقن مادة في عضلة. وفي الطب هي إحدى طرق إدخال الدواء إلى الجسم. تفضل هذه الطريقة على بعض الطرق الأخرى كالحقن تحت الجلد أو الحقن الأدمي لأن للعضلة حجما أكبر كما أن بها العديد من الأوعية الدموية وهو ما يسرع امتصاص الدواء.[1][2][3] الدواء الذي يتم حقنه بهذه الطريقة لا يمر بتأثير المرور الأولى كما يحدث في حالة تناوله عن طريق الفم. هي واحدة من عدة طرق بديلة لتوصيل الادوية . الأماكن الشائعة للحقن العضلي هي العضلة المثلثة بالكتف، العضلة الألوية بالطرف السفلى أما في الرضع فعادة ما يتم الحقن في العضلة المتسعة الوحشية.لابد من تطهير مكان الحقن أولا ثم إتمام الحقن سريعا من أجل التقليل من الشعور بعدم الإرتياح المرافق لهذا النوع من الحقن. أما عن حجم المادة المحقونة فيتراوح ما بين 2 - 5 ملليلترات مكعبة بناءا على موضع الحقن، كما يجب ألا يتم الحقن في مواضع الإلتهابات أو العضلات الضامرة، كما يجب ألا يستعمل مع المصابين بأمراض الضمور العضلي أو تجلط الدم. قد يتسبب الحقن العضلي في الشعور بالألم موضعيا، فضلا عن احمرار الجلد. التورم أو التهاب موضع الحقن، إلا أن معظم الأعراض الجانبية هذه لا تستمر أكثر من بضعة أيام على أقصى حد، لكن في أحوال نادرة قد يتضرر أحد الأعصاب أو الأوعية الدموية، وهو ما قد يتسبب في الألم المبرح وقد تصل المضاعفات إلى الشلل. وإذا لم يتم إتباع الطريقة الصحيحة للحقن العضلي فقد يؤدي الحقن إلى تكون خراج أو غنغرينا، في السابق كان يتم أرجاع المحقن إلى الخلف قليلا قبل بدء الحقن لضمان عدم الحقن داخل وريد بدلا عن العضلة، إلا أن هذا الإجراء لم يعد متبعا كثيرا.

الاستخدامات

يشيع استخدام الحقن العضلي كطريقة لإعطاء الأدوية. عادة ما تُمتص الأدوية التي تعطى في العضلات بسرعة في مجرى الدم. يعد الحقن العضلي طريقة غازية بشكل أقل من الحقن في الوريد، كما أنه يستغرق وقتًا أقل بشكل عام، إذ أن موقع الحقن (العضلة) أكبر بكثير. يمكن حقن بعض المواد، مثل الكيتامين، في العضل لأغراض ترفيهية. تشمل مساوئ الإعطاء العضلي المهارة والتقنية المطلوبة، والألم الناتج عن الحقن، والقلق أو الخوف (خاصة عند الأطفال)، وصعوبة التحكم الذاتي ما يحد من استخدامها في العيادات الخارجية.[4]

عادة ما تُعطى اللقاحات عن طريق الحقن العضلي. ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أنه مقابل كل لقاح يُحقن في العضل، تُعطى 20 حقنة من الأدوية أو العلاجات الأخرى. يمكن أن تشمل تلك الأدوية: المضادات الحيوية والغلوبولين المناعي والهرمونات مثل التستوستيرون والميدروكسي بروجستيرون.[5]

موانع الاستخدام

نظرًا لأنه يمكن استخدام الحقن العضلي لإعطاء أنواع عديدة من الأدوية، فإن موانع استخدامها تعتمد في جزء كبير منها على نوع الدواء المعطى. يعتبر حقن الأدوية طريقة غازية أكثر من الأشكال الأخرى مثل الطريق الفموي أو الموضعي وتتطلب تدريبًا على الأداء المناسب، والتي بدونها يمكن أن تظهر المضاعفات بغض النظر عن الدواء المحقون. لهذا السبب، ما لم تكن هناك اختلافات مرغوبة واضحة في معدل الامتصاص، أو وقت البدء، أو الحركية الدوائية في الحالة المحددة، يُفضل استخدام الطرق الأخرى من إعطاء الأدوية (عادةً الطريق الفموي).[4]

يجب تجنب الحقن العضلي عمومًا عند الأشخاص الذين يعانون من انخفاض عدد الصفيحات الدموية أو الذين لديهم مشاكل في التخثر، وذلك لمنع إحداث الضرر المحتمل على الأوعية الدموية أثناء الحقن. كما لا ينصح باستخدامها عند الأشخاص الذين يعانون من صدمة نقص حجم الدم، أو الذين يعانون من اعتلال أو ضمور عضلي، لأن هذه الحالات قد تغير من آلية امتصاص الدواء. قد يتداخل الضرر الذي يلحق بالعضلة بسبب الحقن العضلي مع دقة بعض الاختبارات القلبية للأشخاص الذين يشتبه في إصابتهم باحتشاء العضلة القلبية، ولهذا السبب يُفضل استخدام طرق أخرى للإعطاء في مثل هذه الحالات.[6]

عوامل الخطورة والمضاعفات

نظرًا لأن الحقن يتطلب ثقب الجلد، فهناك خطر الإصابة بالبكتيريا أو الكائنات الحية الأخرى الموجودة في البيئة أو على الجلد قبل الحقن. يمكن تقليل هذا الخطر باستخدام تقنية التعقيم المناسبة أثناء التحضير وتطهير الموقع جيدًا قبل الإعطاء. قد يسبب الحقن العضلي أيضًا خراجًا أو غرغرينا في موقع الحقن، اعتمادًا على نوع الدواء والكمية المعطاة. يُحتمل أيضًا إصابة أحد الأعصاب أو الأوعية الدموية عن غير قصد أثناء الحقن. إذا لم تُستخدم المعدات ذات الاستخدام الفردي أو المعقمة، فسنكون أمام خطر انتقال الأمراض المعدية بين المرضى أو إلى الممارس نفسه عن غير قصد.[4][6]

المضاعفات حسب موقع الحقن

يمكن أن يؤدي الحقن في موقع العضلة الدالية في الذراع إلى تلف غير مقصود في الأعصاب الكعبرية والإبطية. في حالات نادرة عندما لا تجري عملية الحقن بشكل صحيح، قد يؤدي الحقن إلى خلل وظيفي في الكتف. تشمل المضاعفات الأكثر شيوعًا للحقن في عضلة الدالية: الألم والاحمرار والالتهاب حول موقع الحقن، وهذه الأعراض دائمًا ما تكون خفيفة تقريبًا وتستمر بضعة أيام فقط على الأكثر.

يرتبط موقع الحقن الظهري الجانبي بزيادة خطر الإصابة بالصدمات وتليف العضلات أو الانكماش والأورام الدموية والشلل العصبي والالتهابات مثل الخراجات والغرغرينا. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحقن في العضلة الألوية يشكل خطرًا على تلف العصب الوركي، ما قد يسبب ألمًا حادًا أو إحساسًا بالحرقة. يمكن أن يؤثر تلف العصب الوركي أيضًا على قدرة الشخص على تحريك قدمه في جهة الإصابة، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من الجسم يتحكم فيها العصب. يمكن منع تلف العصب الوركي عن طريق استخدام الموقع البطني الجانبي، واختيار حجم وطول الإبرة للحقن بشكل مناسب.[7]

التقنيات

يمكن إعطاء الحقن العضلي في عدة عضلات مختلفة من الجسم. تشمل المواقع الشائعة للحقن العضلي ما يلي: العضلة الدالية، المستقيمة الفخذية، العضلة المتسعة الوحشية والعضلات الألوية. عمومًا يجب تجنب حقن المواقع المصابة بكدمات مؤلمة أو حمراء أو منتفخة أو ملتهبة أو تحتوي على ندوب. سيؤثر نوع الدواء والكمية المطلوبة على قرار العضلة المحددة المختارة للحقن.[8][9]

يُنظف موقع الحقن أولًا باستخدام مضاد للميكروبات ويُترك ليجف. يكون الحقن بحركة سريعة متعامدة على الجلد بزاوية بين 72 و90 درجة. يقوم الممارس بتثبيت الإبرة بيد واحدة أثناء استخدام يده الأخرى من أجل ضغط المكبس لحقن الدواء ببطء - يؤدي الحقن السريع إلى مزيد من الانزعاج. تُسحب الإبرة بنفس الزاوية التي أُدخلت بها. يمكن استخدام الضغط اللطيف بالشاش في حالة حدوث نزيف. قد يقلل الضغط أو التدليك اللطيف للعضلة بعد الحقن من خطر الألم.[10]

مواقع الحقن

تُستخدم العضلة الدالية في الجزء الخارجي من أعلى الذراع للحقن ذات الحجم الصغير، وعادة ما تكون مساوية أو أقل من 2 مل. لا ينصح باستخدام العضلة الدالية للحقن المتكرر نظرًا لصغر مساحتها، ما يجعل من الصعب تباعد الحقن عن بعضها البعض. عادةً ما تُجرى عملية الحقن في العضلة الدالية باستخدام إبرة طولها 1 إنش، ولكن قد تستخدم إبرة طولها 5-8 إنشات للأشخاص الأصغر سنًا أو كبار السن الضعفاء جدًا.[11]

المراجع

  1. ^ "معلومات عن حقن عضلي على موقع id.loc.gov". id.loc.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-18.
  2. ^ "معلومات عن حقن عضلي على موقع jstor.org". jstor.org. مؤرشف من الأصل في 2020-01-09.
  3. ^ "معلومات عن حقن عضلي على موقع meshb.nlm.nih.gov". meshb.nlm.nih.gov. مؤرشف من الأصل في 2019-12-02.
  4. ^ أ ب ت Polania Gutierrez JJ، Munakomi S (يناير 2020). "Intramuscular Injection". PMID:32310581. مؤرشف من الأصل في 2020-12-08. {{استشهاد بدورية محكمة}}: الاستشهاد بدورية محكمة يطلب |دورية محكمة= (مساعدة)
  5. ^ Sisson H (سبتمبر 2015). "Aspirating during the intramuscular injection procedure: a systematic literature review". Journal of Clinical Nursing. ج. 24 ع. 17–18: 2368–2375. DOI:10.1111/jocn.12824. PMID:25871949.
  6. ^ أ ب Eckman، Margaret، المحرر (9 أكتوبر 2015). Lippincott Nursing Procedures (ط. Seventh). Philadelphia: Lippincott Williams & Wilkins. ISBN:978-1469853031. {{استشهاد بكتاب}}: الوسيط غير المعروف |name-list-format= تم تجاهله يقترح استخدام |name-list-style= (مساعدة)
  7. ^ Jung Kim H، Hyun Park S (أغسطس 2014). "Sciatic nerve injection injury". Journal of International Medical Research. ج. 42 ع. 4: 887–897. DOI:10.1177/0300060514531924. PMID:24920643.
  8. ^ The Joanna Briggs Institute. Recommended Practice. Injection: Intramuscular. The Joanna Briggs Institute EBP Database, from the JBI@Ovid database, published 2019; JBI2138. Accessed on 12 September 2020.
  9. ^ Bolger, Gordon T. (1 Jan 2018), "Routes of Drug Administration", Reference Module in Biomedical Sciences (بEnglish), Elsevier, DOI:10.1016/b978-0-12-801238-3.11099-2, ISBN:978-0-12-801238-3, Archived from the original on 2021-03-11, Retrieved 2020-11-25
  10. ^ Şanlialp Zeyrek A، Takmak Ş، Kurban NK، Arslan S (ديسمبر 2019). "Systematic review and meta‐analysis: Physical‐procedural interventions used to reduce pain during intramuscular injections in adults". Journal of Advanced Nursing. ج. 75 ع. 12: 3346–3361. DOI:10.1111/jan.14183. PMID:31452229.
  11. ^ Martín Arias L، Sanz Fadrique R، Sáinz Gil M، Salgueiro-Vazquez M (سبتمبر 2017). "Risk of bursitis and other injuries and dysfunctions of the shoulder following vaccinations". Vaccine. ج. 35 ع. 37: 4870–4876. DOI:10.1016/j.vaccine.2017.07.055. PMID:28774564.