بهاء الدين محمد بن حسين الحارثي المعروف بـالشيخ البهائي أو بهاء الدين العاملي (953 هـ- 1030 هـ) عالم دين وفقيه ورياضياتي وفيلسوف شيعي ولد في 18 فبراير 1547 بمدينة بعلبك اللبنانية. وقد أسس الشيخ جعفر المهاجر مركز بهاء الدين العاملي للأبحاث والدراسات في بعلبك تقديرا لفضله.[1]

بهاء الدين العاملي
محمد بن حسين
مخطوطة بيد الشيخ البهائي

معلومات شخصية
الميلاد 27 فبراير 1547(1547-02-27)
بعلبك
الوفاة 30 أغسطس 1621 (74 سنة)
أصفهان
مكان الدفن مشهد
الديانة مسلم، شيعي

اسمه ونسبه

محمّد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي العاملي، المعروف بالشيخ البهائي.[2]

ولادته

ولد البهائي في السابع والعشرين من ذي الحجّة 953 هـ بمدينة بعلبك في لبنان.

دراسته

درس المراحل الأوّلية للعلوم الدينية في لبنان، ثمّ سافر إلى مدينة اصفهان[؟] لتحصيل العلوم، وقد حظي باحترام الشاه عباس الصفوي، ثمّ عيَّنه في منصب شيخ الإسلام في الدولة الصفوية، وقد انتفع من الإمكانيات التي توفَّرت للدولة الصفوية، فاستفاد منها في خدمة التشيّع.

لقد قضى الشيخ البهائي ثلاثين سنة من حياته في السفر، حيث سافر إلى المدن والأقطار المختلفة، للدراسة وزيارة العتبات المقدّسة.

من أساتذته

من تلامذته

أسرته

جلّ آبائه وأجداده وإخوته من العلماء والبارزين في مجال العلوم وبرز منهم:

  1. جدّ والده: الشيخ شمس الدين محمد العاملي العيناتي: من العلماء.[16]
  2. جدّه، الشيخ عبد الصمد بن محمد الحارثي الهمداني الجبعي العاملي: ولد في العام 855 هجرية وتوفي في عام 935 هجرية.[17] له من الأولاد محمد، علي، حسن وأصغرهم حسين.[18]
  3. والده حسين بن عبد الصمد العاملي.
  4. عمه الشيخ نورالدين أبو القاسم علي بن عبد الصمد[19]، من أجلّة تلامذة الشهيد الثاني ويروي عنه. له كتاب (نظم ألفية الشهيد).
  5. والد زوجته الشيخ علي المنشار زين الدين العاملي:[20] عالم وفقيه كبير، من المروجين للدين، كان ذهب إلى الهند وحصّل كتباً كثيرة وجاء إلى اصفهان أيام السلطان الشاه طمهاسب[؟] الصفوي، وتقدم عنده حتى إذا توفي أستاده المحقق الثاني الكركي صار شيخ الإسلام على الإطلاق. وهو الذي طلب الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي من بلاده، ولما جاء أخذ في ترويجه حتى صار للشيخ حسين مقام عظيم عند الصفوية بواسطته، وزوج ابنته من الشيخ البهائي وزودها عدة كتب في جهازها، ولما توفي انتقلت مشيخة الإسلام إلى الشيخ البهائي.
  6. أخوه: الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي:[21] كنيته أبو تراب، له حاشية على كتاب الأربعين للبهائي، توفي في العام 1020 هجرية بالقرب من المدينة ونقل جثمانه إلى النجف حيث دفن هناك.[22] ومن ذريته آل عبد الساتر، آل أبي جامع، وآل محيي الدين وآل مروّة وآل شرف الدين المقيمين في جوار النبطية، ومنهم الشيخ جواد محيي الدين الذي وضع كتابا أسماه ملحق أمل الآمل اقتصر فيه على ترجمة آل أبي جامع ممن فات الحر العاملي أو من جاء بعده. وقد انتقل بعض من آل أبي جامع إلى العراق وأقاموا فيها ومن بقي منهم في جبل عامل عُرف بآل محيي الدين. أما الشيخ البهائي فقد مات عقيما على ما يبدو.[23]
  7. ابن أخيه: الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد: كان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية[24]

من أقوال العلماء فيه

  • محمّد تقي المجلسي(كان شيخ الطائفة في زمانه، جليل القدر، عظيم الشأن، كثير الحفظ، ما رأيت بكثرة علومه، ووفور فضله، وعلو مرتبته أحداً).»
  • محمد بن الحسن الحر العاملي(حاله في الفقه والعلم والفضل، والتحقيق والتدقيق، وجلالة القدر، وعظم الشأن، وحسن التصنيف، ورشاقة العبارة، وجمع المحاسن أظهر من أن يذكر، وفضائله أكثر من أن تحصر، وكان ماهراً متبحّراً، جامعاً كاملاً...)».[25]
  • قال عبد الحسين الأميني في الغدير(شيخ الإسلام، بهاء الملّة والدين، وأُستاذ الأساتذة والمجتهدين، وفي شهرته الطائلة صيته الطائر في التضلّع من العلوم، ومكانته الراسية من الفضل والدين، غنى عن تسطير ألفاظ الثناء عليه، وسرد جمل الإطراء له...).»

من مؤلفاته

الكتب الدينية

  • الزُّبدة في الأصول.
  • شرح الأربعين حديثاً.
  • الجامع العبّاسيّ في فقه الإماميّة.
  • هداية الأُمّة إلى أحكام الأئمّة.
  • حديقة السالكين.
  • بداية الهداية.
  • العروة الوثقى والصراط المستقيم ـ في التفسير.
  • منظومة في الموعظة.
  • رسائل فقهيّة عديدة.
  • مفتاح الفلاح ـ في الأدعية والأوراد.
  • أجوبه عديدة على مسائل مختلفة.
  • شرح الصحيفة السجّاديّة.
  • الحبل المتين في مزايا القرآن المبين.
  • كتاب في إثبات وجود الإمام المهديّ.

الكتب الادبية واللغوية

  • المخلاة.
  • الكشكول.
  • أسرار البلاغة.
  • التهذيب في النحو.
  • تهذيب البيان.
  • رياض الأرواح ـ منظومة.
  • ديوان شعر.
  • الفوائد الصمديّة في علم العربيّة.

الكتب العلمية

 
كتاب خلاصة الحساب من تأليف بهاء الدين العاملي
 
كتاب تشريح الأفلاك في علم الهيئة من تأليف بهاء الدين العاملي
  • بحر الحساب.
  • تشريح الأفلاك ـ في علم الهيئة.
  • رسالة في حل إشكالَي عطارد والقمر.
  • الصحيفة في الأعمال الاسطرلابيّة.
  • رسالة في تضاريس الأرض.
  • رسالة في أنّ أنوار الكواكب مستفادة من الشمس.
  • رسالة في نسبة أعظم الجبال إلى قطر الأرض.
  • خلاصة الحساب.
  • السر المستتر في العلوم الغريبة والجفر.

وغير ذلك من القصائد والمثنويات والأراجيز والحواشي والشروح، ولجملة من تآليفه كُتبت تعليقات العلماء وشروحهم وتراجمهم بلغت مئة وخمسين مؤلفاً.. نمّت عن شدّة اعتنائهم بما كتبه الشيخ البهائيّ، وإكبارهم له في جهتَي الدين والعلم.

أشعاره

فضلاً عن علومه ومؤلّفاته الراقية.. كان للشيخ البهائيّ شعر حسَن تناول أغراضاً شتّى، وشكّل ديواناً جُمع من بعده وكان قد فُقد، إلاّ أنّه انتشر في الكتب والمعاجم شواهدَ نافعة وواضحة. وممّا امتاز به شعره جديدُ القول، ونظمُه في كلّ فنون الأدب إضافة إلى الشعر الدينيّ.. على أنّه برز في شعر النصح والوعظ ومدح النبيّ وآله صلوات الله عليه وعليهم، كما امتاز بالقصائد الطويلة التي تبلغ أحياناً مئة بيت. ولوالد الشيخ البهائيّ فضله الكبير في هذه الموهبة، إذ كان يحضّ ولده على قرض الشعر منذ صغره، وكان رثى أحد أصدقائه بقصيدةٍ مطلعها:

جارتي كيف تُحسنيـن مَلامي ؟ ___ أيُداوى كَلْمُ الحـشـا بكـلامِ ؟!

وحث ابنه على نظم شعر على طرازها، فقال بهاء الدين قصيدته:

خلِّيـاني بلـوعتـي وغـرامي ___ يا خلـيـلَيّ واذهـبـا بسـلامِ

ثمّ ثابر على مجاراة أبيه حتّى اشتدّ وفاق.. وهذه نماذج من شعره:

  • قال يمدح النبيَّ صلّى الله عليه وآله:

إليك جميـعُ الكـائنـاتِ تُشـيرُ ___ بأنّـك هـادٍ منـذِرٌ وبشـيـرُ

وأنّك مِـن نـور الإله مكـوَّنٌ ___ على كلّ نورٍ مِـن جلالك نـورُ

وروحك روح القدس فيها منزَّلٌ ___ وقلبك في قلب الوجودِ ضمـيرُ

وشخصك قطب الكائنات فسِرُّها ___ على سِـرّه في العـالمـين تُديرُ

نزلتَ من الله العـزير بمنـزلٍ ___ يسير إليه الطَّـرْفُ وهْو حسيرُ

  • وقال في غديريّةٍ له:

إذا شئتَ تُـرضي إلهَ السَّـما ___ وتُهدى إلى الـرُّشد بعد العمى

وتُسقى من الحوض يومَ الضِّما ___ إذا ما انتهى السيرُ نحو الحِمى

وجئتَ مِن البُـعد تلك الدِّيـارا

وقـابلتَ مَثـوى عليِّ الـولي ___ وأظهرتَ حبَّ الصراطِ السَّوي

وشـاهدتَ حبـلَ الإلهِ القـوي ___ وواجهتَ بعد سُـراك الغَـري

فـلا تَـذُقِ النـومَ إلاّ غِـرارا

فحُطَّ الـرحـالَ بذاك المحـلّْ ___ وعن أرضـه قَـدَماً لا تَـزِلّْ

وكُـنْ لسمـا قبـرهِ مستَـهِلّْ ___ وقِفْ وقفـةَ البـائس المستذلّْ

وسِرْ في الغمـارِ وشُمَّ الغُبـارا

فإنْ طِعتَ ربَّ السَّـما فارضِهِ ___ فحـبُّ الأئمّـةِ مِن فـرضِـهِ

وضـاعفْ ثوابكَ مِن فـرضِهِ ___ وعفِّـرْ خدودَك فـي أرضِـهِ

وقل: يا رعى اللهُ مَغنـاكِ دارا

علـيٌّ أميـري ونِعـم الأميـرْ ___ مُجيري غداً مِن لهيبِ السـعيرْ

وكـانَ لأحمدَ نعـم الـنصـيرْ ___ ووفّـاه عُمـراً غداةَ الغـديـرْ

مِـن الله نصّـاً به واختـيـارا

سرى البرقُ مِن نجدٍ فجدّد تَذكاري ___ عهوداً بحُـزوى والعذيب وذي قارِ

وهيّـج مِن أشـواقنـا كلَّ كـامنٍ ___ وأجّـج في أحشـائنا لائـجَ النـارِ

خلـيفـةُ ربّ العـالمـين وظِـلُّـه ___ على ساكني الغبـراءِ مِن كـلّ ديّارِ

إمـام هـدىً لاذَ الـزمانُ بظـلّـهِ ___ وألقى إليـه الدهـرُ مِقْـوَدَ خـوّارِ

علومُ الـورى في جَنْبِ أبحـرِ علمهِ ___ كغُـرفةِ كـفٍّ أو كغمـسةِ منقـارِ

فأنعِشْ قلـوباً في انتظارك قُـرِّحتْ ___ وأضجـرها الأعـداءُ أيّةَ إضـجارِ

وخلِّـصْ عبـادَ اللهِ مِـن كلّ غاشمٍ ___ وطهِّـرْ بلادَ اللهِ مِـن كلّ كَـفّـارِ

يا ربِّ إنـي مُذنبٌ خـاطئٌ ___ مقصِّـرٌ في صالحاتِ القُرَبْ

ولـيس لي مِن عملٍ صـالحٍ ___ أرجوه في الحشر لدفع الكُرَبْ

غيرَ اعتقادي حبَّ خيرِ الورى ___ وآلهِ.. والمـرءُ مَعْ مَنْ أحبْ

  • وقال أيضاً:

وثقـتُ بعـفـو الله عنّـيَ فـي غـدٍ ___ وإن كنتُ أدري أنّني المـذنبُ العاصي

وأخلصـتُ حبّي فـي الـنبـيِّ وآلـهِ ___ كفى في خلاصي يوم حشريَ إخلاصي

وفاته

كان ذلك في أصفهان سنة 1030 أو 1031 هجرية، لكنّ الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي أكّد وفاته بسنة 1035 هجريّة. ثمّ نُقل جثمانه من أصفهان إلى مشهد علي الرضا عملاً بوصيّته، فدُفن في داره القريبة من الحضرة المشرفة، وقبره معلوم يُوقَف عنده لقراءة الفاتحة مِن قبل زوّار علي الرضا.

وصلات خارجية

المراجع

  1. ^ "مركز بهاء الدين العاملي للأبحاث والدراسات". https://mobdie.org/index.php. مؤرشف من الأصل في 2023-04-19. {{استشهاد ويب}}: روابط خارجية في |موقع= (مساعدة)
  2. ^ ترجمة الشيخ البهائي - أمل الآمل - الحر العاملي - الجزء الأول - ترجمة رقم 158
  3. ^ أمل الآمل - الحر العاملي - ج1- ترجمة رقم 20
  4. ^ تكملة أمل الآمل- السيد حسن الصدر - ترجمة رقم 27
  5. ^ أمل الآمل - الحر العاملي - ج1- ترجمة رقم 16
  6. ^ أنظر ترجمة السيد بدر الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء 1 - ترجمة رقم 33
  7. ^ أنظر ترجمة الشيخ زين الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء 1 - ترجمة رقم 84
  8. ^ أمل الآمل في علماء جبل عامل - الحر العاملي - جزء 1 - باب الحاء - ترجمة السيد حسين بن محمد صاحب المدارك رقم 73
  9. ^ امل الآمل في علماء جبل عامل - الحر العاملي- جزء 1 - باب العين - ترجمة رقم 103
  10. ^ انظر ترجمة الشيخ حسين بن علي الحر العاملي في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 70
  11. ^ سلافة العصر - صفحة 310
  12. ^ أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - جزء 42 - صفحة 95
  13. ^ انظر ترجمة الشيخ محمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 166
  14. ^ انظر ترجمة الشيخ جعفر في كتاب تكملة أمل الآمل - الشيد حسن الصدر - ترجمة رقم 67
  15. ^ أنظر ترجمته في كتاب أمل الآمل - الجزء 1 - الحر العاملي - الرقم 181
  16. ^ انظر ترجمة الشيخ شمس الدين في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 150
  17. ^ انظر ترجمة الشيخ عبد الصمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 98
  18. ^ ترجمة جد البهائي - تكملة امل الأمل - السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم 230
  19. ^ ترجمة عم الشيخ البهائي - تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم 282
  20. ^ ترجمة الشيخ علي المنشار في كتاب تكملة أمل الأمل- السيد حسن الصدر - باب العين - ترجمة رقم256
  21. ^ ترجمة عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد - كتاب تكملة أمل الأمل- ترجمة رقم 229 - السيد حسن الصدر
  22. ^ انظر ترجمة الشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - جزء1 - ترجمة رقم 97
  23. ^ راجع أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - مجلد 3 - صفحة 41 - ترجمة رقم 41 للشيخ عبد الصمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي
  24. ^ تكملة أمل الآمل - السيد حسن الصدر - باب الحاء - ترجمة ابن أخ الشيخ البهائي رقم 144
  25. ^ راج ترجمته في كتاب أمل الآمل - الحر العاملي - الجزء الأول - ترجمة رقم 158