الانتحار الفرنسي

الانتحار الفرنسي (بالفرنسية: Le Suicide français) هو كتاب سياسي كتبه الصحفي والكاتب الفرنسي إريك زمور، نشر في 1 أكتوبر 2014، وهو يناقش فكرة الانهيار التدريجي للدولة القومية الفرنسية منذ 1970، لما تم نشر الكتاب الذي أثار الجدل لاقى نجاحا كبيرا[1] في المكتبات الفرنسية، ونال جائزة كومبور[2] في العام التالي.[3]

الانتحار فرنسي
Le Suicide français
معلومات الكتاب
المؤلف إريك زمور
البلد فرنسا
اللغة الفرنسية
الناشر ألبين ميشيل - فرنسا
تاريخ النشر 2014م
النوع الأدبي سياسة
الموضوع ضعف الدولة الأمة الفرنسية
التقديم
عدد الصفحات 534
الجوائز
جائزة كومبور
المواقع
جود ريدز صفحة الكتاب على جود ريدز
كونغرس صفحة الكتاب على مكتبة الكونجرس

موضوع الكتاب

الكتاب مشكل من مجموعة من الأبواب تتمحور حول كل سنة منذ 1970ـ مع أبواب جانبية كل واحد منها حول حدث وقع تلك السنة، مع انتقاد الضعف التدريجي لقوة الدولة الفرنسية، الكتاب يهدف إلى إثبات التنازلات التدريجية للنخب الفرنسية لسيطرة الدولة على الاقتصاد والهجرة[4]، أيضا ينتقد الكتاب التفكيك التدريجي للبلد على يد جيل مايو 1968 عن طريق ثلاثية «السخرية، التفكيك، التدمير» في كل جوانب النشاط الفرنسي.

وعن طريق الاستشهاد بالأغاني الرائجة كل حقبة وخطب الرؤساء الفرنسيين، فهو يرسم صورة عن نخبة سياسية وثقافية قامة بالتضحية بالسيادة الوطنية في كل المجالات، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية وأيضا العائلية.[5][6]

التغطية الإعلامية والنجاح التجاري

حصل الانتحار الفرنسي غداة صدوره في المكتبات على تغطية إعلامية قوية ونجاح كبير[7]، في 8 أكتوبر أسبوعا بعد صدوره نشرت أسبوعية لو بوان مقالا حول تفوق الكتاب على مذكرات رفيقة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند[8]، ويذكر المقال أنه يبيع 5000 نسخة في اليوم، وهذا يرجع للنشاط الإعلامي للكاتب في التلفزيون العمومي الفرنسي، يوم 16 أكتوبر نشرت لو فيغارو أن الكتاب باع 120000 نسخة[9] وأن النسخ المطبوعة بلغت 280000 نسخة في أسبوعين، في شهر ديسمبر نقلت الصحافة أن الكتاب باع 400000 نسخة، بينما نقل موقع ميديابارت انه باع 294088 نسخة نقلا عن إحصائيات إيديستات.[10]

أراء النقاد

في صحيفة لوفيجارو قال عالم الاجتماع الفرنسي ماتيو بوك كوتي أن زمور «قام في كتابه بتسليط الضوء على معركة شرعية مع نظام انتفاضة 1968، برفضه الانخراط في تمجيده، مما جعله يدخل في تناقض مع الحقبة حتى بالتسويد أحيانا، وكذلك نوع من تمجيد الماضي حتى بنوع من المبالغة، لكن سنكون مخطئين لو  قللنا من شئن كتابه فهو يعبر عن انقسام سياسي حقيقي تم التغاضي عنه من طرف النخب اليسارية الليبرالية»[11]

في لوموند كتب نيكولا تريونج «هذا الكتاب يتكلم عن تشضي وتذويب سيطرة الرجل الأبيض، 500 صفحة وأكثر لكشف «تحليل» و«تأنيث»  و«حب الآخر» و« كراهية الذات»، وقصف ثلاثية مايو 1968 (سخرية تفكيك وتدمير) التي دمرت القيم الموروثة (العائلة، الأمة، العمل، الدولة، المدرسة)، انتقد تريونج أسلوب الكاتب الموصوف بالكثيف، بينما وصف المحتوى بالدنائة والتضليل.[6]

الجدل

مصادر الكاتب

انتقد زمور لأنه لا يعتمد في كتابه على إحصائيات ومصادر موثوقة، أجاب الكاتب أن الكتاب ليس أطروحة جامعية وأن من حقه عدم طرح مصادر لكل ما يتقدم به[12][13]، قال هنري ليسكين مدير راديو كورتوازي ورئيس نادي كلوب دي لورلوج في مقال مع لوبوان أن زمور قد قام بالسطو على أعمال النادي، وقام بالاستشهاد بثلاثة اجزاء من الكتاب حول ضرورة تفضيل الدولة لمواطنيها على غيرهم، حول قوانين التحريض على الكراهية، في موقع أنكيت أي ديبا قام جان روبين باتهام زمور بأنه سطى على أعمال الكاتبين دافيد كاسكارو وجون كلود فالا[14]، في كتاب هاليي الشاب الدائم، قام جان بيير تيولي بالإشارة إلى الكتاب ب « كتاب سطو فكري تم الترويج له بقوة، بينما يحتوي على العديد من الحقائق غير المؤكدة»[15]

مرحلة فيشي وانتقاد باكستون

في الجزء المخصص لسنة  1973، يوجد باب فرعي بعنوان «باكستون، سيدنا الطيب»[16]، يقوم زمور بتحيلي الكتاب المخصص لفرنسا فيشي «فرنسا فيشي» الذي صنع شهرة المؤرخ الأمريكي روبرت باكستن، الكاتب الذي يقول زمور أنه «معجب به من طرف المؤرخين، ومقدس من طرف النخبة السياسية، والذي لا ينقاشه أحد، ولا يعترض عليه أحد».

يقوم زمور بنقد هذه الدوكسا التي تعتمد على السوء المطلق لفرنسا فيشي[4][17] وأن أفعالها كانت دائما مؤذية وتستوجب الإدانة، بينما يقول زمور أن حكومة فيشي حمت مواطنين فرنسيين من الإبادة، بينما تمت إبادة الهولنديين وغيرهم، وينصح زمور بالإطلاع على كتاب المؤرخ ألان ميشال.[18]

كان هذا الموقف من زمور سبب لانتقادات إعلامية كبيرة وقتها، بعد عامين علق زمور على ذلك قائلا «الكلام خمسة عشر يوما على موضوع فيشي بينما يتم التطرق فه فقط في سبع صفحات من 540 صفحة نوع من سوء النية الإعلامية، وذكر أنه لم يحاول تبرئة نظام فيشي، وأن المحررين قامو بتحوير كلامه»[19]

مراجع

  1. ^ "Zemmour dépasse Trierweiler: les raisons d'un succès". LEFIGARO (بfrançais). Archived from the original on 2020-11-11. Retrieved 2020-12-10.
  2. ^ "En Bretagne, un prix littéraire pour Éric Zemmour dérange". web.archive.org. 21 ديسمبر 2020. مؤرشف من الأصل في 2020-12-21. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-21.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
  3. ^ "En Bretagne, un prix littéraire pour Éric Zemmour dérange". LEFIGARO (بfrançais). Archived from the original on 2020-11-08. Retrieved 2020-12-10.
  4. ^ أ ب "فرنسا: إدانة الكاتب إريك زمور بسبب تحريضه على كراهية المسلمين". مونت كارلو الدولية / MCD. 17 ديسمبر 2015. مؤرشف من الأصل في 2015-12-20. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-10.
  5. ^ ""Le suicide français" : oui, mais..." Atlantico.fr (بfrançais). Archived from the original on 2020-12-11. Retrieved 2020-12-10.
  6. ^ أ ب "De quoi Zemmour est-il le nom ?". Le Monde.fr (بfrançais). 18 Oct 2014. Archived from the original on 2020-08-09. Retrieved 2020-12-10.
  7. ^ "إبعاد الإعلامي الفرنسي إيريك زمور من برنامج تلفزيوني بسبب تصريحاته المعادية للإسلام". فرانس 24 / France 24. 20 ديسمبر 2014. مؤرشف من الأصل في 2020-06-03. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-10.
  8. ^ magazine, Le Point (8 Oct 2014). "Édition : pourquoi Éric Zemmour fait mieux que Valérie Trierweiler". Le Point (بfrançais). Archived from the original on 2019-07-16. Retrieved 2020-12-10.
  9. ^ "Éric Zemmour : les vrais chiffres de vente du Suicide français". LEFIGARO (بfrançais). Archived from the original on 2020-10-30. Retrieved 2020-12-10.
  10. ^ سالفي، ايلين (01–02–2016). "هجوم اليمين المتطرف على صناعة النشر". لا ريفو دو كريور. مؤرشف من الأصل في 2019-06-20. اطلع عليه بتاريخ 10–12–2020.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: تنسيق التاريخ (link)
  11. ^ "Eric Zemmour et le Suicide français vus du Québec". LEFIGARO (بfrançais). Archived from the original on 2019-03-28. Retrieved 2020-12-10.
  12. ^ "Petites et grandes erreurs factuelles d'Eric Zemmour sur l'immigration". Le Monde.fr (بfrançais). 13 Oct 2014. Archived from the original on 2020-11-26. Retrieved 2020-12-10.
  13. ^ "Lesquen : raciste sans envergure ni courtoisie". L'Humanité (بfrançais). 12 Oct 2015. Archived from the original on 2020-09-20. Retrieved 2020-12-10.
  14. ^ Roland-Lévy, Michel Revol، Fabien (11 Dec 2014). "Les indiscrets du "Point" : François Hollande، David Douillet، Éric Zemmour..." Le Point (بfrançais). Archived from the original on 2018-09-20. Retrieved 2020-12-10.
  15. ^ "ISBN - hallier l'edernel jeune homme". isbnsearch.org. مؤرشف من الأصل في 2020-12-11. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-10.
  16. ^ Eric (1 Oct 2014). Le Suicide français (بfrançais). Albin Michel. ISBN:978-2-226-33300-1. Archived from the original on 2020-12-10.
  17. ^ الزايداوي، المهدي. "إيريك زمور.. يهودي من أصل عربي يفضل النازية على الإسلام". www.aljazeera.net. مؤرشف من الأصل في 2020-12-02. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-10.
  18. ^ "ISBN - vichy et la shoah (SOCIETE SC HUM)". isbnsearch.org. مؤرشف من الأصل في 2020-12-10. اطلع عليه بتاريخ 2020-12-10.
  19. ^ "Eric Zemmour : «Être le porte-voix des classes populaires est ma plus grande fierté»". LEFIGARO (بfrançais). Archived from the original on 2019-12-02. Retrieved 2020-12-10.

وصلات خارجية