أرابيكا:مقالة الصفحة الرئيسية المختارة/713

من أرابيكا، الموسوعة الحرة
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث
تَخطيط اسم الخَليفَة جَعْفَر المُتَوكِّل على الله بخط الثُّلث
تَخطيط اسم الخَليفَة جَعْفَر المُتَوكِّل على الله بخط الثُّلث

أميرُ المُؤمِنين وخَليفَةُ المُسْلِمين ومُحيي السُنَّة أبُو اَلفَضْل جَعْفَر المُتَوَكِّل على الله بن مُحَمَّد المُعْتَصِم بن هارون الرَّشيد بن مُحَمَّد المَهديّ بن عَبدُ الله اَلمَنْصُور العَبَّاسِيُّ الهاشِمِيُّ القُرَشِيّ (شَوَّال 206 - 4 شَوَّال 247 هـ / مارس 822 - 11 ديِسَمْبَر 861 م)، المَعرُوف بـالمُتَوكِّل عَلى الله أو المُتَوكِّل، عاشِر خُلَفاء بَني العَبَّاس، حكم دَوْلة الخِلافة العَبَّاسيَّة مِن 232 هـ / 847 م، بعد أن خلف أخاه هارُونَ؛ الواثِقَ بالله حتى مقتله عام 247 هـ / 861 م. وُلد المُتوكِّل بن مُحَمَّد المُعْتَصِم في فمُّ الصُّلح، وهو موضع بالقُرب من واسِط، في عهد خِلافَة عَمّه المأموُن، وتولَّى الخِلافة بعد أخيه هاروُن الواثِق بِالله الذي لم يكُن قد عَهَد بوِلاية العَهْد لأحد مِن بَعْدِه. بايع المُتوكِّل القُضاة والأتراك المُتنفِّذين في الدَّولة الذين جَلَبهُم المُعْتَصِم واستكثر منهم في العاصِمة العبَّاسِيَّة آنذاك سُرَّ من رأى. ورث المُتَوكِّل بِلادًا مُمتدة من خُراسان شرقًا حتى إفريقية غربًا، ومن اليَمَن جُنوبًا حتى آرَّان والكُرج شِمالًا. وواجه العديد من الاضطِّرابات والثَّورات خلال فترة حُكمه، مثل مُواجهة الوزراء الفاسِدين منذ زمن أخيه، وثورة مُحمد بن البُعيث في أذرُبيْجان، وثورة البطارقة في أرمينية، كما واجه غارات شعب البَجاة على جنوب مِصْر. وسعى إلى تقليص النُّفوذ التُّركي المُتزايد من خلال التخلُّص من المسؤول التُّركي إيتاخ الخَزَري ومصادرة أملاكِهِ. اشتُهر المُتوكِّل بإنهائه محنة خلق القُرآن التي طبَّقها أسلافه الثَّلاث الأواخر، ومنع الجدال في الموضوع. كما أبعد المُعتزلة والكلاميَّة من النفوذ في البلاد وضيَّق عليهم. وحرر العالِم والإمام أحمد بن حَنْبَل من قيوده. فأحيا بذلك السُّنَّة وأطفأ نيران البِدعة حسب وصف بعض المُؤرخين. وفي المُقابل قام المُتوكِّل بإجراءات مُشددة وعنيفة اختلف بها عن أسلافُه، حيث كان يبغضُ الخليفة الرَّاشِدي عَلِيّ بن أبي طالِب وأهلُ بيتِه عامةً، فعمل على مُحاربة الشِّيعة وهدم قبر الحُسين بن عَلِي في كربلاء كما منع زيارته بالقُوَّة. وفرض على أهلُ الذِمَّة وتحديدًا النَّصارى إجراءاتٍ تقييديةً كثيرةً في خطوة نوعيَّة، فأمر بتضييق منازلهم، ولبس ألوان وصِفات مُعينة، ومنع ركوبهم الخيل والبغال، كما هدم العديد من كنائسهم المُحدثة، مُخالفًا بذلك حُقوق أهل الذِمَّة في الإسلام وفق بعض المُؤرِّخين. وقع المُتوكِّل في نفس خطأ جده هارُون الرَّشيد، حيث قرر عقد البيعة لأبنائه الثَّلاثة وهُم المُنْتَصِر والمُعْتَز وإبراهيم، فأثار بذلك حربًا باردة خاصةً بين المُنْتَصِر والمُعْتَز.

تابع القراءة