تضامنًا مع حق الشعب الفلسطيني |
بوابة:الإسلام/مقالة رئيسية/44
سُورةُ المجادلة سورة مدنيَّة بالإجماع، من المُفصل إِلَّا ما ذُكر في «تفسير القُرطُبِيِّ» أَنَّ الْعَشْرَ الْأُوَلَ مِنها مدنِيٌّ وَبَاقِيَهَا مَكِّيٌّ. وقال محمد بن السائب الكلبي: نزل جميعها بالمدينة؛ غير قوله: ﴿ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ﴾ فإنَّها نزلت بمكة. آياتُها اثنتان وعشرون، وهي في المصحفِ السورةُ الثامنة والخمسون، أما في ترتيب النزول فالثالثة بعد المئة، إذ نزلت بعد سورة المنافقون وَقبل سُورَةِ التَّحْرِيم. وهي السُّورةُ الأولى في الجزء الثامن والعشرين في القرآن؛ بدأت بأسلوب توكيد: ﴿قَدْ سَمِعَ﴾، ذُكر لفظ الجلالة في جميع آياتها، لتكون بذلك السورة الوحيدة في القرآن التي تكرر لفظ الجلالة في كل آية من آياتها؛ قال الإمام بدر الدين الزركشي في كتابه البرهان في علوم القرآن: «كل آية منها فيها اسمه تعالى وهي سورة المجادلة». سُمِّيتْ في كُتُبِ التَّفسِير وفي المصاحف وكتب السُّنَّة «سورة المجادلة»،(1) وَتُسَمَّى «سُورَةُ قَدْ سَمِعَ»، وسُمِّيت في مُصحف أُبيِّ بن كعب «سُورَةُ الظِّهَارِ». وسُميّت السُّورةُ «سُورة المُجَادِلة»؛ لِأَنَّها اِبتدأْت بِقضِيَّة مُجادلة امْرَأَةِ أَوْسِ بْنِ الصَّامت لما ظاهر منها زوجها، وجاءت النبيَّ محمدًا فأجابها بأنَّها قد حرمت على زوجها، ولم تزل تراجعه حتى أنزل الله هذه الآيات التي بينت حكم الظهار. ومن الأحكام المُستنبطة من السُّورة: حكم الظهار وكفارته في الإسلام، وحكم موالاة غير المؤمنين. ومن الآداب التي اشتملت عليها: «آدابُ مجلِس الرَّسُول ﷺ» وَالتَّصَدُّقُ «قبل مُناجاة الرَّسُول ﷺ».